
سلفادور دالى.. 121 عامًا على ميلاد "سيد السريالية"
121 عامًا مرت على ميلاد الرسام والنحات الإسباني سلفادور دالي، أحد أكثر الشخصيات الفنية تأثيرًا وإثارة للجدل في القرن العشرين، إذ وُلد في 11 مايو 1904 في مدينة فيغيراس بإسبانيا، واشتهر بأسلوبه السريالي الغريب ولوحاته التي جمعت بين الدقة الواقعية والصور المشوهة من عالم اللاوعي، كما عُرف بسلوكه الغريب وتصريحاته المثيرة، ما جعله أشهر أعضاء الحركة السريالية في العالم.
بدايات سلفادور دالي
وُلد سلفادور دالي في فيغيراس، وهي مدينة في منطقة كاتالونيا بإسبانيا، لعائلة مثقفة، لأب كان كاتب عدل يدعم استقلال كاتالونيا، بينما كانت والدته كاثوليكية شجعت خيال ابنها الواسع، وفقد "دالي" شقيقًا أكبر منه كان يحمل اسمه نفسه وتوفي قبل ولادته، ما ألقى بظلال رمزية على حياته، ووُلدت شقيقته آنا ماريا في عام 1908.
تحدث "دالي" الكاتالونية في منزله، وتعلم الإسبانية والفرنسية أيضًا، لكن حياته السعيدة في الطفولة تلقّت ضربة موجعة بوفاة والدته بسرطان الثدي عام 1921، وهو ما أثر عليه تأثيرًا عميقًا، وبعد وفاتها التحق بأكاديمية سان فرناندو للفنون الجميلة في مدريد.
سلفادور دالي والانطلاق نحو السريالية
خلال دراسته، استوعب سلفادور دالي عددًا كبيرًا من الأساليب الفنية، لكنه لم يُطوّر أسلوبه الناضج إلا في أواخر عشرينيات القرن الماضي، وتأثر بكتابات سيجموند فرويد حول رمزية الصور في اللاوعي، وانضم لاحقًا إلى السرياليين في باريس، وهم مجموعة من الفنانين والكتاب سعوا لتصوير "الواقع الأعمق" للعقل الباطن.
ابتكر "دالي" تقنية أطلق عليها اسم "النقد البرانوائي"، من خلالها كان يستدعي الهلوسات والرؤى اللاواعية، فبدأ يرسم عوالم حُلمية مزجت بين عناصر مألوفة وأخرى مشوهة وغريبة في تفاصيل دقيقة أشبه بالتصوير الفوتوغرافي، وأشهر أعماله خلال هذه المرحلة لوحة "استمرار الذاكرة" (1931)، والتي تُظهر ساعات ذائبة على خلفية هادئة وغامضة، وتعد من أبرز رموز السريالية عالميًا.
سلفادور والاتجاه إلى السينما
تعاون سلفادور دالي مع المخرج الإسباني لويس بونيول في فيلمين سرياليين شهيرين وهما: "كلب أندلسي" (1929) و"عصر الذهب" (1930)، واللذان حفلا بمشاهد غريبة ومشحونة بالدلالات الرمزية.
خلال عرض أحد الأفلام، التقى دالي بالشاعر الفرنسي بول إيلوار وزوجته غالا، التي أصبحت فيما بعد زوجته وملهمته ومديرة أعماله، ولعبت دورًا محوريًا في حياته الشخصية والفنية.
التحول الفني والانقسام السياسي لـ سلفادور دالي
في أواخر الثلاثينيات، بدأ سلفادور دالي في استخدام أسلوب أكثر كلاسيكية مستوحى من رافائيل، ما اعتُبر خيانة للسريالية من قبل زملائه، كما أن مواقفه السياسية الغامضة خلال فترة صعود الفاشية في أوروبا أدت إلى طرده من الحركة السريالية.
لاحقًا، انتقل للعيش في الولايات المتحدة بين عامي 1940 و1955، حيث أصبح نجمًا عالميًا لا يُنافس في الترويج الذاتي، وشارك في تصميم المجوهرات، ديكورات المسارح، وحتى المتاجر الفاخرة.
بين عامي 1950 و1970، عاد سلفادور دالي إلى موضوعات دينية ومثيرة، كما استمر في استلهام زوجته غالا وذكريات طفولته، ورغم أن لوحاته المتأخرة أظهرت براعة تقنية، إلا أنها لم تحظَ بنفس التقدير النقدي الذي لاقته أعماله الأولى.
أعمال خالدة ومتحف يحمل اسمه
ألف "دالي" عدة كتب، أهمها "الحياة السرية لسلفادور دالي" (1942)، الذي كشف فيه الكثير عن شخصيته الغريبة ونظرته للفن والحياة.
في عام 1974، افتتح متحف دالي المسرحي في مسقط رأسه بفيغيراس، والذي صممه بنفسه على أنقاض مسرح قديم احترق خلال الحرب الأهلية الإسبانية، واحتوى على مجموعة كبيرة من أعماله، وقد دُفن دالي تحت خشبة المسرح فيه بعد وفاته عام 1989، كما أسس جامعا الفن أ. رينولدز وإلينور مورسي متحفًا آخر مخصصًا لأعمال "دالي" عام 1982 في سانت بطرسبرج، فلوريدا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
١١-٠٥-٢٠٢٥
- الدستور
سلفادور دالى.. 121 عامًا على ميلاد "سيد السريالية"
121 عامًا مرت على ميلاد الرسام والنحات الإسباني سلفادور دالي، أحد أكثر الشخصيات الفنية تأثيرًا وإثارة للجدل في القرن العشرين، إذ وُلد في 11 مايو 1904 في مدينة فيغيراس بإسبانيا، واشتهر بأسلوبه السريالي الغريب ولوحاته التي جمعت بين الدقة الواقعية والصور المشوهة من عالم اللاوعي، كما عُرف بسلوكه الغريب وتصريحاته المثيرة، ما جعله أشهر أعضاء الحركة السريالية في العالم. بدايات سلفادور دالي وُلد سلفادور دالي في فيغيراس، وهي مدينة في منطقة كاتالونيا بإسبانيا، لعائلة مثقفة، لأب كان كاتب عدل يدعم استقلال كاتالونيا، بينما كانت والدته كاثوليكية شجعت خيال ابنها الواسع، وفقد "دالي" شقيقًا أكبر منه كان يحمل اسمه نفسه وتوفي قبل ولادته، ما ألقى بظلال رمزية على حياته، ووُلدت شقيقته آنا ماريا في عام 1908. تحدث "دالي" الكاتالونية في منزله، وتعلم الإسبانية والفرنسية أيضًا، لكن حياته السعيدة في الطفولة تلقّت ضربة موجعة بوفاة والدته بسرطان الثدي عام 1921، وهو ما أثر عليه تأثيرًا عميقًا، وبعد وفاتها التحق بأكاديمية سان فرناندو للفنون الجميلة في مدريد. سلفادور دالي والانطلاق نحو السريالية خلال دراسته، استوعب سلفادور دالي عددًا كبيرًا من الأساليب الفنية، لكنه لم يُطوّر أسلوبه الناضج إلا في أواخر عشرينيات القرن الماضي، وتأثر بكتابات سيجموند فرويد حول رمزية الصور في اللاوعي، وانضم لاحقًا إلى السرياليين في باريس، وهم مجموعة من الفنانين والكتاب سعوا لتصوير "الواقع الأعمق" للعقل الباطن. ابتكر "دالي" تقنية أطلق عليها اسم "النقد البرانوائي"، من خلالها كان يستدعي الهلوسات والرؤى اللاواعية، فبدأ يرسم عوالم حُلمية مزجت بين عناصر مألوفة وأخرى مشوهة وغريبة في تفاصيل دقيقة أشبه بالتصوير الفوتوغرافي، وأشهر أعماله خلال هذه المرحلة لوحة "استمرار الذاكرة" (1931)، والتي تُظهر ساعات ذائبة على خلفية هادئة وغامضة، وتعد من أبرز رموز السريالية عالميًا. سلفادور والاتجاه إلى السينما تعاون سلفادور دالي مع المخرج الإسباني لويس بونيول في فيلمين سرياليين شهيرين وهما: "كلب أندلسي" (1929) و"عصر الذهب" (1930)، واللذان حفلا بمشاهد غريبة ومشحونة بالدلالات الرمزية. خلال عرض أحد الأفلام، التقى دالي بالشاعر الفرنسي بول إيلوار وزوجته غالا، التي أصبحت فيما بعد زوجته وملهمته ومديرة أعماله، ولعبت دورًا محوريًا في حياته الشخصية والفنية. التحول الفني والانقسام السياسي لـ سلفادور دالي في أواخر الثلاثينيات، بدأ سلفادور دالي في استخدام أسلوب أكثر كلاسيكية مستوحى من رافائيل، ما اعتُبر خيانة للسريالية من قبل زملائه، كما أن مواقفه السياسية الغامضة خلال فترة صعود الفاشية في أوروبا أدت إلى طرده من الحركة السريالية. لاحقًا، انتقل للعيش في الولايات المتحدة بين عامي 1940 و1955، حيث أصبح نجمًا عالميًا لا يُنافس في الترويج الذاتي، وشارك في تصميم المجوهرات، ديكورات المسارح، وحتى المتاجر الفاخرة. بين عامي 1950 و1970، عاد سلفادور دالي إلى موضوعات دينية ومثيرة، كما استمر في استلهام زوجته غالا وذكريات طفولته، ورغم أن لوحاته المتأخرة أظهرت براعة تقنية، إلا أنها لم تحظَ بنفس التقدير النقدي الذي لاقته أعماله الأولى. أعمال خالدة ومتحف يحمل اسمه ألف "دالي" عدة كتب، أهمها "الحياة السرية لسلفادور دالي" (1942)، الذي كشف فيه الكثير عن شخصيته الغريبة ونظرته للفن والحياة. في عام 1974، افتتح متحف دالي المسرحي في مسقط رأسه بفيغيراس، والذي صممه بنفسه على أنقاض مسرح قديم احترق خلال الحرب الأهلية الإسبانية، واحتوى على مجموعة كبيرة من أعماله، وقد دُفن دالي تحت خشبة المسرح فيه بعد وفاته عام 1989، كما أسس جامعا الفن أ. رينولدز وإلينور مورسي متحفًا آخر مخصصًا لأعمال "دالي" عام 1982 في سانت بطرسبرج، فلوريدا.


١١-٠٥-٢٠٢٥
حدث في 11 مايو.. افتتاح القسطنطينية وميلاد ممدوح وافي واستشهاد شيرين أبو عاقلة
أحمد عادل هناك لحظات مهمة في التاريخ لا تستحق النسيان، وأخرى لم تأخذ نصيبها من الشهرة، لكنها ظلت تحمل علامات فارقة في طياتها، تمثل أحداثًا في عالم مشحون بأبلغ درجات الصخب، لكنه نابض بالحياة والتجارب والفن أيضًا. موضوعات مقترحة تأخذ "بوابة الأهرام" قراءها في جولة يومية قصيرة لنرى ما حدث في مثل هذا اليوم من واقع ذاكرة الأمم والشعوب؛ حيث وقعت العديد من الأحداث والذكريات، وحمل اليوم ذكرى الميلاد والوفيات لأعلام سجل سيرتها التاريخ. ومن أبرز الأحداث في مثل هذا اليوم... تأسيس مدينة القسطنطينية في مثل هذا اليوم عام 330م، تم افتتاح مدينة القسطنطينية كعاصمة للإمبراطورية الرومانية، والتى انشأها الامبراطور قسطنطين الأول/ العظيم، وسُميت بـ «روما الجديدة»، وقد ظلت هي عاصمة الإمبراطورية الرومانية خلال الفترة من 335 إلى 395م، وعاصمة الدولة البيزنطية من 395 إلى 1453م، حين فُتحت على يد السلطان العثماني محمد الثاني (الفاتح). القسطنطينية ومن أشهر المواليد في مثل هذا اليوم... سلفادور دالي في مثل هذا اليوم عام 1904م، وُلد الرسام والنحات الإسباني سلفادور دالي، والذي يعد من أهم فناني القرن العشرين، فكان أحد أعلام المدرسة السريالية، بأعماله الفنية الصدمة للمُشاهد بموضوعها وتشكيلاتها ورموزها الغريبة، وتُعد لوحة "إصرار الذاكرة" عام 1931م أشهر لوحاته على الإطلاق. سلفادور دالي ممدوح وافي شهد يوم 11 مايوم عام 1951م، ميلاد الفنان القدير ممدوح وافي، والذي بدأ مسيرته الفنية بعدة أعمال مسرحية بجانب مشاركته في مسلسل (يوميات ونيس)، ومسلسل "عائلة الحاج متولي" كما شارك مع الفنان أحمد زكي في عدد من الأفلام بينها "البيضة والحجر" و"زوجة رجل مهم" و"الإمبرطور"، و"سواق الهانم"، وتوفي في 17 أكتوبر 2004م عن عمر يناهز 53 عاما، بعد معاناة مع مرض السرطان في الجهاز الهضمي. ممدوح وافي ومن أشهر الوفيات في مثل هذا اليوم.. استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة في مثل هذا اليوم عام 2022م استشهدت الإعلامية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، والتي كانت من أبرز الصحفيين العرب، وعملت مراسلةً إخباريّة لشبكة الجزيرة بين عامي 1997 و2022م، واغتالها رصاص الاحتلال الإسرائيلي بإصابتها بعيار ناري بالرأس، وذلك خلال تغطيتها لاقتحام الجيش الإسرائيلي لمخيم جنين، أقيمت جنازة مهيبة لها يوم الجمعة 13 مايو في القدس، ودفنت في مقبرة جبل صهيون في باب الخليل بمدينة القدس المحتلة.


الشرق الأوسط
٢٨-٠٤-٢٠٢٥
- الشرق الأوسط
فنون المستقبل في عيون الصغار.. مهرجان الشارقة القرائي يدمج الإبداع بالتكنولوجيا
الشارقة في 28 أبريل/أ ش أ/ وسط أجواءٍ من المتعة والتعلّم، نجح مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته السادسة عشرة - الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب تحت شعار "لتغمرك الكتب" - في تقديم ورش عمل مبتكرة تجمع بين الفن والتكنولوجيا، محقّقاً بذلك رسالته في تعزيز الإبداع وغرس شغف المعرفة لدى الأطفال . في ورشة "صناعة الموسيقى الإلكترونية"، انطلق الأطفال في رحلة تفاعلية ممتعة لاكتشاف عالم التكنولوجيا والصوتيات. باستخدام لوحة "ماكي ماكي" التعليمية، تعلّم الصغار - من عمر 8 سنوات فما فوق - كيفية ربط الإلكترونيات بالموسيقى عبر توصيل دارات كهربائية بسيطة باستخدام كابلات وقطع نحاسية وأوراق موصلة، لتحويل اللمسات الصغيرة إلى نغمات ساحرة. وأوضح المهندس محمد عدنان، مشرف الورشة، أن الهدف هو دمج الفن بالتكنولوجيا بطريقة تحفيزية، قائلاً: "الأطفال يحبون التجربة، ونسعى لاستثمار فضولهم لتعزيز حبهم للعلوم والفنون". وقد لاقت الورشة إقبالاً كبيراً، حيث أذهلت الأصوات الموسيقية التي صنعها الأطفال بمفاتيحَ من صنع أيديهم، معزّزةً مفاهيم الابتكار والإبداع لديهم. من الموسيقى إلى الفن البصري، قدمت ورشة "بورتريهات حية" تجربةً فريدةً للأطفال لتجسيد شخصيات لوحات عالمية شهيرة، مثل أعمال سلفادور دالي وفريدا كالو. بعد اختيار اللوحة المفضلة، أعاد الأطفال تصميمها داخل صناديق فنية مزينة، ثم ارتدوا أزياءً مشابهة واستخدموا المكياج لتحويل أنفسهم إلى نسخ حية من الشخصيات المرسومة. وأشار سارج جميل، منسق الورشة، إلى أن الهدف هو تعريف الأطفال بالفن الكلاسيكي عبر التجربة التفاعلية، قائلاً: "أردنا أن يعيش الطفل اللحظة الفنية، من اختيار اللوحة إلى محاكاتها، مما يوسع خياله ويطور ذائقته البصرية". يستمر المهرجان - الذي يقام في مركز إكسبو الشارقة حتى الرابع من مايو - في تقديم باقة متنوعة من الورش التي تدمج الأدب بالفن والتكنولوجيا، مؤكّداً أن القراءة ليست مجرد كلمات، بل عالمٌ من الإبداع والخيال يغمر الصغار بتجارب لا تُنسى. س.ع أ ش أ