تاريخ النشر: 27 تموز 2025
ما قاله ترامب هو بيت القصيد الذي لم تدركه حركة حماس، بأن المفاوضات معها تتعلق بالرهائن الذين تريد اسرائيل تخليصهم، أما بعد ذلك فستستمر الحرب وملاحقة الحركة. هذا هو هدف إسرائيل، وهو السبب الذي يجعلها ترفض مجرد الحديث عن انتهاء الحرب، هي فقط تقبل تهدئات مؤقتة تحصل فيها على أسراها وتستأنف الحرب والإبادة.
في الوعي الإسرائيلي، والذي تمكنت أيضاً من إقناع راعيها الأميركي وكثير من الدول به، هو أن عملية السابع من أكتوبر التي قامت بها حركة حماس هي «هولوكوست» وهو الذي يتغلغل في العقل الجمعي في إسرائيل، معبّراً عن ذاته في تصريحات لمسؤولين إسرائيليين وأبرزهم بنيامين نتنياهو الذي أراد منذ بداية الحرب ربط حماس بالنازية، وبالتأكيد باعتبار ترامب هو الذراع التنفيذي لنتنياهو، لنا أن نقدّر أنه يحمل هذا الفهم وهو ما سقط منه في التعبير الصريح قبل يومين.
أمام هذا ما الذي ينتظر حماس؟ والأهم ما الذي ينتظر الفلسطينيين في غزة وهم مَن اعتبرتهم اسرائيل المجتمع الذي أنتج حركة حماس. لكن السؤال الأكثر تركيزاً ماذا ينتظر الغزيين إذا لم تتم الصفقة؟ وماذا ينتظرهم لو تمت الصفقة وانتهت الستون يوماً نحو استئناف اسرائيل ملاحقة حماس؟ حرب مستمرة؟ وماذا ستكون النتيجة؟ وتتفرع أسئلة كان من المبكر طرحها مثل: هل بإمكان حماس وقف الحرب؟ وأيضاً هل بإمكان حماس إخراج اسرائيل من غزة؟ واضح أن تلك مهمة جيل آخر وليست مهمة حركة حماس التي تسببت باحتلال القطاع؟ والسؤال الأهم هل بإمكان حركة حماس حماية الناس؟ تلك أيضاً لم تكن ممكنة، لذا كل الأسئلة والإجابات من الضروري أن تجد مقاربات مختلفة، لأن سيناريو ترك الأحداث للصُّدف أمر مدمر، ولكن الإسرائيلي يعمل بمخطط محكم، ونحن وحدنا من يدير بالصدفة.
في كل معارك التاريخ لم يحدث وأن يطلب القوي والمنتصر وقف الحرب، لأن استمرارها بالنسبة له يعني تحقيق مزيد من المكاسب والاستيلاء على مزيد من الأرض، وقتل مزيد من الخصوم وإرغام الطرف الضعيف على الاستجابة لشروطه، أما إذا كان الطرفان متكافئَين بالقوة والسلاح فقد تطول الحرب، لأن أيّاً منهما ليس مستعداً لتقديم تنازلات، فالميدان هو الذي يحدد، فما الذي يحدث في هذه الحرب التي تكلف كل يوم حوالي مائة شهيد ومئات آلاف من المشردين في الخيام، ومن الجوعى في حرب الإبادة هذه؟ ليس هناك تكافؤ، لأن كل مصانع الأسلحة الأميركية في خدمة اسرائيل وحروبها، هذا إذا تجاهلنا مصانع دول أخرى.
وفي ظل اللاتكافؤ، ما هو المطلوب من حركة حماس غير القادرة على تغيير الميدان، بل ويهدد جيشُ اسرائيل باجتياح مزيد من الأراضي؟ وهل هي أقوى من حزب الله الذي توقف في لحظة تجنب فيها مزيداً من إبادة الشعب اللبناني، مستجيباً لشروط إسرائيل بضمنها استمرار القصف على لبنان واغتيال قياداته وبقاء أسراه في السجون الإسرائيلية؟ وحماس ليست أذكى من إيران التي امتصت ضرباتها لوقف التدهور، أما قصة عرفات وبيروت والخروج تلك عالقة في التاريخ الفلسطيني.
الضعيف هو مَن يطلب وقف الحرب، وتلك لها استحقاقاتها التي تتعلق باستعداده لفهم واقع الميدان وما يعطيه في المفاوضات، لأن وضع الضعيف لاشتراطات تتحول إلى حالة كاريكاتورية غير مفهومة في علم السياسة، وتتحول إلى حالة من العناد الفادح، والذي يُعيد تساؤلات الجدارة في العمل العام والمغامرة بالجيوش والشعوب لتبيئة واقع لصالح فكرة ما، لا تريد الاعتراف بعدم الجدارة خوفاً من النهايات.
وفي عقل القوى الدينية شعار «إما النصر أو الشهادة» بنفس الثنائية الحادة، إما الانتصار وهو حلم الجميع، وإما الموت ولا خيار ثالثاً، هذا الأمر مخيف وربما ينطبق على الجيوش عندما يتحارب الجيش المسلح بالدين في ساحات المعارك، ولكن ليس حين تكون المعركة بين المدنيين وللخصم قدرة على وقف الماء والغذاء والدواء، حينها يصبح الشعار هو هلاك المجتمع في ظل عدم القدرة أو العجز عن حمايته. وقد كان من الخطأ أصلاً وهو ما يحتاج إلى مراجعة، أن تسمي حركة مقاومة قواتها بالجيش، وتطلق عليه أوصاف وهيكلة الجيوش الكلاسيكية، مثل سلاح المدفعية وسلاح الطيران، ففي الحروب الكلاسيكية تصبح النتائج معروفة، غير حركات المقاومة، أي في حروب بين الجيوش يصبح من يسيطر على أرض للآخر منتصراً، وقد فعلتها اسرائيل منذ بدايات الحرب، لكن بالنسبة لتشكيلات المقاومة يختلف الأمر.
محزن أن يصل الفلسطينيون لهذا الحد، وهذا يحدث دوماً مع الشعوب التي يقودها متواضعو الكفاءة، حيث النتائج دوماً هي العودة للوراء، وهذا يحدث مع الفلسطينيين كلما وصلوا للرقم 99 في العدّ يأتي من يرغمهم على العودة من الصفر وهكذا...!
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شبكة أنباء شفا
منذ 10 دقائق
- شبكة أنباء شفا
اللواء د. كميل يلتقي لجنة المرأة للعمل الاجتماعي ويؤكد على أهمية دورها في النضال المجتمعي والوطني
شفا – التقى محافظ طولكرم اللواء د. عبد الله كميل في دار المحافظة، مع لجنة المرأة للعمل الاجتماعي، بحضور منسقة اللجنة عفاف الزبدة وعدد من العضوات، وذلك لمناقشة مجموعة من القضايا والمواضيع ذات العلاقة بالواقع المجتمعي و النسوي على مستوى المحافظة. ورحب المحافظ اللواء د. كميل بالهيئة الإدارية للجنة، مشيداً بدور المرأة الفلسطينية كشريك أساسي في النضال الوطني والاجتماعي، مؤكداً على أهمية لجنة المرأة للعمل الاجتماعي في تعزيز هذا الدور المحوري. وأشار اللواء د. كميل إلى صعوبة المرحلة السياسية التي تمر بها القضية الفلسطينية، وبخاصة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على أبناء شعبنا في مخيمي طولكرم ونور شمس، وما خلّفه من دمار واسع ونزوح قسري، مؤكداً ضرورة تضافر الجهود المجتمعية لمتابعة هذه القضايا وغيرها من التحديات. من جانبها، استعرضت منسقة اللجنة عفاف الزبدة عدداً من الأنشطة والفعاليات التي نفذتها اللجنة خلال الفترة الماضية، والمشاريع والبرامج المزمع تنفيذها خلال المرحلة القادمة، والتي تركز على قضايا المرأة واحتياجاتها، مشيدة بجهود المحافظ اللواء د. كميل ومتابعته المستمرة لكافة قضايا المحافظة، ودعمه للمرأة والمؤسسات النسوية. وخلص اللقاء إلى مجموعة من التوصيات والمخرجات التي سيتم متابعتها مع الشركاء والجهات المختصة ذات العلاقة، بهدف تعزيز العمل المجتمعي وتلبية احتياجات المرأة في محافظة طولكرم.


فلسطين اليوم
منذ 10 دقائق
- فلسطين اليوم
تورك: ما يحدث في غزة إهانة لإنسانيتنا
قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إن وصول الوضع الإنساني في قطاع غزة إلى هذه المرحلة يمثّل "إهانة لإنسانيتنا"، مؤكداً أن الأولوية القصوى الآن هي إنقاذ الأرواح. وفي بيان صدر اليوم الإثنين، أشار تورك إلى أن قوات الاحتلال تواصل فرض قيود صارمة على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، ما يفاقم الأزمة المتصاعدة، ويحول دون تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان المدنيين. وأوضح أن الكميات القليلة التي يُسمح بدخولها لا تفي بالحد الأدنى من الاحتياجات اليومية، داعياً سلطات الاحتلال إلى السماح الفوري وغير المشروط بدخول المساعدات إلى غزة، دون أي عوائق أو تأخير. وحذّر تورك من أن حرمان المدنيين من الوصول إلى الغذاء قد يرتقي إلى جريمة حرب، بل وقد يُعد جريمة ضد الإنسانية، وفقاً للقانون الدولي الإنساني والمعايير الحقوقية المعتمدة. وتأتي تصريحات المسؤول الأممي في ظل استمرار الحصار المفروض على القطاع، وتزايد التحذيرات الدولية من تفشي المجاعة وانهيار المنظومة الصحية، وسط تقارير تؤكد استشهاد مئات المدنيين أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات الغذائية في مناطق متفرقة من غزة.


فلسطين اليوم
منذ 10 دقائق
- فلسطين اليوم
غارات جوية وقصف مدفعي مكثف للاحتلال على مناطق متفرقة في قطاع غزة
شنّت قوات الاحتلال سلسلة من الهجمات الجوية والمدفعية، استهدفت مناطق متفرقة في قطاع غزة، ما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين، وسط تصاعد التحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة. وأفاد مراسل "فلسطين اليوم" بأن مروحيات الاحتلال فتحت نيرانها صباح اليوم باتجاه مدينة خانيونس جنوبي القطاع، مستهدفة مناطق في السطر الغربي والشريط الساحلي، بالتزامن مع تحليق مكثف للطائرات الحربية في أجواء المدينة. وفي وسط القطاع، تعرض شمال مخيم النصيرات لقصف مدفعي عنيف وإطلاق نار من آليات الاحتلال، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بجروح متفاوتة، بينهم حالات حرجة، وفق مصادر طبية في مستشفى العودة. كما استهدفت مدفعية الاحتلال مناطق شرق شارع جولس، على امتداد شارع صلاح الدين شمال النصيرات، ما أسفر عن سقوط جرحى من المدنيين، بينهم أطفال، أثناء انتظارهم للمساعدات الإنسانية. وتأتي هذه الهجمات في ظل استمرار العدوان على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والذي خلّف حتى الآن عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال، وسط تحذيرات دولية من تفاقم المجاعة وانهيار المنظومة الصحية