logo
نحو الجمرات.. طريق تحفّه السكينة ويسوده التآخيوداعاً منى.. الدموع تسبق الخطوات

نحو الجمرات.. طريق تحفّه السكينة ويسوده التآخيوداعاً منى.. الدموع تسبق الخطوات

الرياضمنذ 7 ساعات

ودع ضيوف الرحمن المتعجلون أمس الأحد مشعر منى بدوع انهمرت من أعينهم في لحظة وداعهم لمشعر منى بعد أن قضوا به أجمل الذكريات وأغلاها وسط مشاعر إيمانية روحانية خالدة.
وقال لـ"الرياض" الحاج عبد الرحمن دلو من مسلمي هولندا: لا أدري كيف أصف لك مشاعري وأنا أغادر أرض منى الطاهرة بعد أن قضيت فيها مع إخواني رفاق الرحلة أجمل الساعات وأحلى الذكريات بعد أن من الله عليّ بأداء مناسك الحج لأول مرة أنا وزوجتي، ولحظة مغادرتي اليوم اختلطت دموع الفراق بدموع الفرحة باستكمال أدائنا فريضة الحج، والسير على هذه الأرض الطيبة ومشاهدة جبال منى الشاهقة ووداع مخيماتها الممتعة للنظر، وأصوات الحجيج وهم يرفعون التكبيرات بصوت جماعي بديع نسمع صداه في جبال وجنبات مخيمات منى.
من جهته، قال الحاج أحمد نير من مسلمي فرنسا: لا شك أن الوداع مؤلم جداً وألم الفراق أصعب فاليوم مع الفرحة بإتمام مناسك الحج إلا أنني حزين جداً لمفارقتي هذا المشعر العظيم الذي تتجلى فيه كل المشاعر الإيمانية بأبهى صورها وأجمل معانيها، فقد قضيت أربعة أيام من يوم التروية إلى الآن وأنا أعيش وسط مشاعر روحانية فريدة من نوعها، كم تمنيت استمرارها طويلاً ولكن اليوم حان وقت الفراق وما عليّ إلا أن أشد الرحيل وأنا أحمل عبق الذكريات وأجملها لهذه الأيام التي لا أنساها ما حييت على أمل أن يكتب لي الله عز وجل العودة لهذه الأماكن المقدسة في الأعوام المقبلة إذا أمهلني الله بالعمر0
ووصف الحاج سليمان ايجو من تركيا لحظة مغادرته مشعر منى بأنها من أصعب لحظات العمر، كيف لا وقد عاش في جنباتها ووسط مخيماتها أجمل الأوقات وأفضلها مستشعراً عظمة هذا الدين الإسلامي وأداء ركن من أركانه، مبتهلاً لله عز وجل أن يغفر ذنبه ويقبل توبته وحجه وسط مشاعر إيمانية خالدة وفي أيام لا تعوض تعبق بالروحانية والسكينة والخشوع والتذلل بين يد الخالق عز وجل.
واليوم ما أصعب لحظة وداعك يا منى على أمل العودة إليك في مواسم مقبلة إن شاء الله تعالى0
ويقول أمجد بوتا من داغستان، أودع منى اليوم وأيامها الروحانية التي لا تنسى وأنا أحمل اليوم أجمل الذكريات وأحلاها عن هذا المشعر وبقية مناطق المشاعر المقدسة التي أودعها بكل شوق وذكريات لا تنسى، فوداعاً يا أرض القداسة والكرامة والنبل والنور يا أجمل أرض على هذه البسيطة.
وقال الحاج عبدالله تنكو من أذربيجان: أرى أن جبال منى الشامخة التي تحيط بها حزينة اليوم على فراقنا كحزننا على فراقها بعد أن ألفت وجودنا وألفنا وجودها، ولذا كما ترى دموع الوداع تنساب على أوجاننا ونحن نلملم أغراضنا لنودع منى وجبالها وخيامها وطرقها إنها دموع الفراق والقلوب التي يعصرها ألم الفراق.
وقال طلعت جابر من ألمانيا: نودع منى اليوم بدموع الفراق والذكريات الرائعة حيت أمضينا فيها أيام خالدة لا تمحوها الذاكرة وكم هو مهيب وأنت ترى جموع الحجيج بألوانهم المختلفة وجنسياتهم المختلطة وثقافاتهم ولغاتهم وهم يؤدون فرضاً واحداً ومعبوداً واحداً وألسنتهم تلهف بنداء واحد وهو لبيك اللهم لبيك، الله أكبر كبيراً إنه موقف عظيم.
يوضح عظمة هذا الدين الإسلامي وسماحته واجتماع المسلمين تحت لواء واحد وهو شهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله، فما شاهدناه في المشاعر المقدسة من التفاف للمسلمين مع بعضهم بعض وكلمة واحدة شيء لا ينسى ونظل نحمله عن هذه الأماكن المقدسة فوداعاً يا أرض الطهارات0
وكان حجاج بيت الله الحرام، قد أكملوا أداء شعيرة رمي الجمرات الثلاث في مشعر منى، وذلك في ثاني أيام التشريق، وسط منظومة متكاملة من التنظيم والإشراف الأمني والصحي والخدمي، أسهمت في تسهيل حركة الحشود وضمان انسيابية تنقلاتهم.
وبدأ الحجاج رمي الجمرة الصغرى، ثم الوسطى، فجمرة العقبة الكبرى كل منها بسبع حصيات، في أجواء إيمانية سادها الخشوع والطمأنينة، وانعكست فيها الجهود المتضافرة التي تبذلها الجهات المعنية لخدمة ضيوف الرحمن، والمحافظة على أمنهم وسلامتهم.
وأشادوا بالخدمات المتكاملة والتسهيلات الكبيرة التي وفرتها المملكة في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، مما مكّن الحجاج من أداء مناسكهم في أجواء يسودها الأمن والطمأنينة، مؤكدين أن ما شاهدوه من تنظيم وتهيئة يعكس حرص القيادة الرشيدة -أيدها الله- على خدمة ضيوف الرحمن وتيسير أدائهم للمناسك. وتنساب وفود حجاج بيت الله الحرام، نحو منشأة الجمرات بمشعر منى لرمي الجمرات الثلاث خلال أيام التشريق، فتتجلى صورٌ إيمانية ومشاهد عظيمة، حين تحف السكينة خطى الحجيج، وتلهج ألسنتهم بالتهليل والتكبير، ويجمعهم مكان واحد، ودين واحد، ومقصد واحد. وتنطلق رحلة ضيوف الرحمن لأداء هذا النسك العظيم، من مخيماتهم في مشعر منى عبر قطار المشاعر، وجسور المشاة، بشكل متدفق وآمن، تُحيط بهم -عناية الله- وسط منظومة من المشروعات والخطط والخدمات، لمزيد من الراحة والتيسير على الحجيج في أداء المناسك.
وتبرز صورٌ من المواقف الإنسانية من البرّ والتعاون والتآخي، ومشاهد بليغة تجسد سماحة الدين الإسلامي الحنيف، من خلال مساعدة الأبناء لآبائهم وأمهاتهم أو عبر سواعد تطوعية تظهر معها معاني الأخوة والرحمة كظِلال تقي الحجيج من الشمس أو أيادٍ تعينهم على السير أو رذاذٍ يخفف حرارة الشمس.
ويبدو جليًا التناسق الكبير لضيوف الرحمن خلال رميهم للجمرات دون تزاحم أو تدافع عبر طوابق مشروع جسر الجمرات العملاق، مع توفر جميع الخدمات الأمنية والصحية والإسعافية والتنظيمية.
وفي مشهد لا يشبهه مشهد.. ومن كل أصقاع الأرض، توافد ضيوف الرحمن إلى البيت العتيق، جاؤوا ملبين بلغاتٍ ولهجات متعددة، وعادات وتقاليد متباينة، وثقافات شكّلتها أزمنة وقرون، وتنوعت بها الأوطان، لكنها ذابت بين جنبات المشاعر المقدسة.وتوحدت المشاعر والمظاهر، في مشهد يعكس روح المساواة والتجرد من مظاهر التفرقة، وتجلّت المشاهد الإيمانية في صورة فريدة للوحدة، واختفى التباين الثقافي وتلاشت الفروقات الاجتماعية واللغوية منذ قدومهم لمكة المكرمة مرتدين لباس الإحرام. ورُصدت مشاهد الحجاج القادمين من قارات متباعدة، متوجهين بخطى خاشعة لأداء نسكهم، في مشهد إنساني يؤكد أن الحج ليس عبادة فحسب، بل تجربة عالمية تُجسد معاني الأخوة والوحدة الإسلامية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الممثلة «كويني»   لـ«عكاظ»: تحررت من فراغي ووجدت ضالتي في الإسلام
الممثلة «كويني»   لـ«عكاظ»: تحررت من فراغي ووجدت ضالتي في الإسلام

عكاظ

timeمنذ 2 ساعات

  • عكاظ

الممثلة «كويني» لـ«عكاظ»: تحررت من فراغي ووجدت ضالتي في الإسلام

«كويني باديلا» من الفلبين.. ممثلة سابقة عملت في مجال العروض والتمثيل لخمس سنوات، حتى وصلت لنقطة مفصلية في حياتها بعد أن حققت حلمها كممثلة بارعة. تقول لـ«عكاظ»: «شعرت بفراغ كبير بداخلي. كان هناك شيء مفقود في حياتي. ولذلك قمت بالتوقف لفترة عن العمل كممثلة وذهبت لأمي في أستراليا.. كانت مسلمة حديثاً آنذاك، وعرّفتني بالإسلام. في البداية شعرت بالضيق تجاهها بسبب شكوك وتساؤلات، ولم أكن أفهم الأمر حينها. بعد دعوة أمي وبعد بحثي الروحي بدأت بالدراسة عن كل الأديان، وتركت الإسلام آخر خياراتي..». أخبار ذات صلة تواصل كويني باديلا حكايتها وتضيف: «بعد دراستي للإسلام وبعد دخولي لمجتمع المسلمين والحلقات الدينية وجدت أنه الحقيقة، وأن هدفنا عبادة الله وحده، وتحررت من كل الفراغ الذي كنت أشعر به. اختفى الفراغ وشعرت بأنني في موطني، وشعرت بالكمال، وأنني وجدت ضالتي في الإسلام. حجتي الأولى كانت في ٢٠١١، وأنا ممتنة وشاكرة؛ لأن الله دعاني للحج مرة أخرى، وشاكرة وممتنة للسعودية لإعطائي وكل من في بلادي هذه الفرصة العظيمة لأداء فريضة الحج، والحج فرصة لتنقي فيها روحك وقلبك والحمد لله».

مكة تودع المتعجلين بذكريات خالدةالحــج.. رسـالـة محبـة وســلام
مكة تودع المتعجلين بذكريات خالدةالحــج.. رسـالـة محبـة وســلام

الرياض

timeمنذ 7 ساعات

  • الرياض

مكة تودع المتعجلين بذكريات خالدةالحــج.. رسـالـة محبـة وســلام

ودّعت مواكب الحجيج المتعجلين أمس الأحد مشعر «منى» بعد قضاء نسكهم وإتمام أدائهم للركن الخامس من أركان الإسلام، فيما يغادر اليوم الاثنين من آثروا عدم التعجّل والبقاء لآخر لحظة على صعيد مشعر منى الطاهر وهم يحملون أجمل الذكريات وكلهم رجاء أن يعودوا إلى أوطانهم وقد غُفرت ذنوبهم وخطاياهم وعادوا كيوم ولدتهم أمهاتهم. وشهدت لحظات الوداع بين الحجاج عناقاً وتبادل عناوين وعبارات توديع ودموع الفراق لصحبة جمعهم في هذا المكان، حب وطاعة وقرب من الله، ملامح الفصل الأخير من أيام منى المتكررة مع كل جموع الحجيج على مر الأزمان. قصة وداع منى للحجاج تبقى عالقة في الذاكرة، فكل اللحظات والدقائق والأماكن والبقع في المشاعر المقدسة عاشوا فيها ذكريات وقصصاً جميلة وملأها الحب والسعادة، عمروها بالطاعات والذكر والعبادة لله، سكبوا فيها الدموع والعبرات رغبة ورهبة بين يدي مولاهم الرحمن، يحدوهم الأمل والرجاء بقبول النسك ومغفرة الذنوب. وخلت مخيمات منى من ساكنيها وقد لفها الحزن في لحظات الوداع ولم يتبق فيها سوى بقايا ذكرياتهم التي ستُمحى من ذاكرة منى على أمل أن تلتقي ضيوفها العام المقبل. وفي أجواء إيمانية يملؤها الرضا والسكينة، عبّر حجاج بيت الله الحرام عن مشاعرهم العميقة بعد التحلل من الإحرام ورمي الجمرات، حيث امتزجت فرحة العيد بأداء المناسك، في مشهد استثنائي يجمع بين الطاعة والابتهاج، ويُجسد القيم الروحية والإنسانية لموسم الحج. وتفاعل الحجاج من مختلف الجنسيات أثناء مشاركتهم مظاهر العيد، وإرسال التهاني والتبريكات لأحبتهم في أوطانهم، بكلمات نابعة من القلب، وعيون تفيض امتنانًا، وتوجيه الرسائل المصورة إلى أسرهم، وأصدقائهم، وأطفالهم لتوثيق هذه اللحظات التي لا تُنسى. وتنوعت لغات الحجاج ولهجاتهم، غير أن عبارات الكلمات حملت رسالة موحّدة، ملؤها الحب والسلام والدعاء، حيث لم يمنعهم اختلاف الثقافات أو البعد الجغرافي من أن يجتمعوا على معنى واحد بأن العيد الحقيقي هو في بلوغ هذه الأيام المباركة، وتذكّر من يحبون وهم في أقدس مكان على وجه الأرض. وتُجسد هذه المشاهد، الوجه الإنساني العميق للحج، الذي لا يقتصر على أداء الشعائر، بل يتجاوزها إلى مساحات من التواصل الروحي والعاطفي، حيث يتحوّل الحاج إلى رسالة محبة وسلام، يُشارك العالم فرحته، ويؤكد أن الحج رحلة قلب، بقدر ما هو رحلة جسد.

نحو الجمرات.. طريق تحفّه السكينة ويسوده التآخيوداعاً منى.. الدموع تسبق الخطوات
نحو الجمرات.. طريق تحفّه السكينة ويسوده التآخيوداعاً منى.. الدموع تسبق الخطوات

الرياض

timeمنذ 7 ساعات

  • الرياض

نحو الجمرات.. طريق تحفّه السكينة ويسوده التآخيوداعاً منى.. الدموع تسبق الخطوات

ودع ضيوف الرحمن المتعجلون أمس الأحد مشعر منى بدوع انهمرت من أعينهم في لحظة وداعهم لمشعر منى بعد أن قضوا به أجمل الذكريات وأغلاها وسط مشاعر إيمانية روحانية خالدة. وقال لـ"الرياض" الحاج عبد الرحمن دلو من مسلمي هولندا: لا أدري كيف أصف لك مشاعري وأنا أغادر أرض منى الطاهرة بعد أن قضيت فيها مع إخواني رفاق الرحلة أجمل الساعات وأحلى الذكريات بعد أن من الله عليّ بأداء مناسك الحج لأول مرة أنا وزوجتي، ولحظة مغادرتي اليوم اختلطت دموع الفراق بدموع الفرحة باستكمال أدائنا فريضة الحج، والسير على هذه الأرض الطيبة ومشاهدة جبال منى الشاهقة ووداع مخيماتها الممتعة للنظر، وأصوات الحجيج وهم يرفعون التكبيرات بصوت جماعي بديع نسمع صداه في جبال وجنبات مخيمات منى. من جهته، قال الحاج أحمد نير من مسلمي فرنسا: لا شك أن الوداع مؤلم جداً وألم الفراق أصعب فاليوم مع الفرحة بإتمام مناسك الحج إلا أنني حزين جداً لمفارقتي هذا المشعر العظيم الذي تتجلى فيه كل المشاعر الإيمانية بأبهى صورها وأجمل معانيها، فقد قضيت أربعة أيام من يوم التروية إلى الآن وأنا أعيش وسط مشاعر روحانية فريدة من نوعها، كم تمنيت استمرارها طويلاً ولكن اليوم حان وقت الفراق وما عليّ إلا أن أشد الرحيل وأنا أحمل عبق الذكريات وأجملها لهذه الأيام التي لا أنساها ما حييت على أمل أن يكتب لي الله عز وجل العودة لهذه الأماكن المقدسة في الأعوام المقبلة إذا أمهلني الله بالعمر0 ووصف الحاج سليمان ايجو من تركيا لحظة مغادرته مشعر منى بأنها من أصعب لحظات العمر، كيف لا وقد عاش في جنباتها ووسط مخيماتها أجمل الأوقات وأفضلها مستشعراً عظمة هذا الدين الإسلامي وأداء ركن من أركانه، مبتهلاً لله عز وجل أن يغفر ذنبه ويقبل توبته وحجه وسط مشاعر إيمانية خالدة وفي أيام لا تعوض تعبق بالروحانية والسكينة والخشوع والتذلل بين يد الخالق عز وجل. واليوم ما أصعب لحظة وداعك يا منى على أمل العودة إليك في مواسم مقبلة إن شاء الله تعالى0 ويقول أمجد بوتا من داغستان، أودع منى اليوم وأيامها الروحانية التي لا تنسى وأنا أحمل اليوم أجمل الذكريات وأحلاها عن هذا المشعر وبقية مناطق المشاعر المقدسة التي أودعها بكل شوق وذكريات لا تنسى، فوداعاً يا أرض القداسة والكرامة والنبل والنور يا أجمل أرض على هذه البسيطة. وقال الحاج عبدالله تنكو من أذربيجان: أرى أن جبال منى الشامخة التي تحيط بها حزينة اليوم على فراقنا كحزننا على فراقها بعد أن ألفت وجودنا وألفنا وجودها، ولذا كما ترى دموع الوداع تنساب على أوجاننا ونحن نلملم أغراضنا لنودع منى وجبالها وخيامها وطرقها إنها دموع الفراق والقلوب التي يعصرها ألم الفراق. وقال طلعت جابر من ألمانيا: نودع منى اليوم بدموع الفراق والذكريات الرائعة حيت أمضينا فيها أيام خالدة لا تمحوها الذاكرة وكم هو مهيب وأنت ترى جموع الحجيج بألوانهم المختلفة وجنسياتهم المختلطة وثقافاتهم ولغاتهم وهم يؤدون فرضاً واحداً ومعبوداً واحداً وألسنتهم تلهف بنداء واحد وهو لبيك اللهم لبيك، الله أكبر كبيراً إنه موقف عظيم. يوضح عظمة هذا الدين الإسلامي وسماحته واجتماع المسلمين تحت لواء واحد وهو شهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله، فما شاهدناه في المشاعر المقدسة من التفاف للمسلمين مع بعضهم بعض وكلمة واحدة شيء لا ينسى ونظل نحمله عن هذه الأماكن المقدسة فوداعاً يا أرض الطهارات0 وكان حجاج بيت الله الحرام، قد أكملوا أداء شعيرة رمي الجمرات الثلاث في مشعر منى، وذلك في ثاني أيام التشريق، وسط منظومة متكاملة من التنظيم والإشراف الأمني والصحي والخدمي، أسهمت في تسهيل حركة الحشود وضمان انسيابية تنقلاتهم. وبدأ الحجاج رمي الجمرة الصغرى، ثم الوسطى، فجمرة العقبة الكبرى كل منها بسبع حصيات، في أجواء إيمانية سادها الخشوع والطمأنينة، وانعكست فيها الجهود المتضافرة التي تبذلها الجهات المعنية لخدمة ضيوف الرحمن، والمحافظة على أمنهم وسلامتهم. وأشادوا بالخدمات المتكاملة والتسهيلات الكبيرة التي وفرتها المملكة في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، مما مكّن الحجاج من أداء مناسكهم في أجواء يسودها الأمن والطمأنينة، مؤكدين أن ما شاهدوه من تنظيم وتهيئة يعكس حرص القيادة الرشيدة -أيدها الله- على خدمة ضيوف الرحمن وتيسير أدائهم للمناسك. وتنساب وفود حجاج بيت الله الحرام، نحو منشأة الجمرات بمشعر منى لرمي الجمرات الثلاث خلال أيام التشريق، فتتجلى صورٌ إيمانية ومشاهد عظيمة، حين تحف السكينة خطى الحجيج، وتلهج ألسنتهم بالتهليل والتكبير، ويجمعهم مكان واحد، ودين واحد، ومقصد واحد. وتنطلق رحلة ضيوف الرحمن لأداء هذا النسك العظيم، من مخيماتهم في مشعر منى عبر قطار المشاعر، وجسور المشاة، بشكل متدفق وآمن، تُحيط بهم -عناية الله- وسط منظومة من المشروعات والخطط والخدمات، لمزيد من الراحة والتيسير على الحجيج في أداء المناسك. وتبرز صورٌ من المواقف الإنسانية من البرّ والتعاون والتآخي، ومشاهد بليغة تجسد سماحة الدين الإسلامي الحنيف، من خلال مساعدة الأبناء لآبائهم وأمهاتهم أو عبر سواعد تطوعية تظهر معها معاني الأخوة والرحمة كظِلال تقي الحجيج من الشمس أو أيادٍ تعينهم على السير أو رذاذٍ يخفف حرارة الشمس. ويبدو جليًا التناسق الكبير لضيوف الرحمن خلال رميهم للجمرات دون تزاحم أو تدافع عبر طوابق مشروع جسر الجمرات العملاق، مع توفر جميع الخدمات الأمنية والصحية والإسعافية والتنظيمية. وفي مشهد لا يشبهه مشهد.. ومن كل أصقاع الأرض، توافد ضيوف الرحمن إلى البيت العتيق، جاؤوا ملبين بلغاتٍ ولهجات متعددة، وعادات وتقاليد متباينة، وثقافات شكّلتها أزمنة وقرون، وتنوعت بها الأوطان، لكنها ذابت بين جنبات المشاعر المقدسة.وتوحدت المشاعر والمظاهر، في مشهد يعكس روح المساواة والتجرد من مظاهر التفرقة، وتجلّت المشاهد الإيمانية في صورة فريدة للوحدة، واختفى التباين الثقافي وتلاشت الفروقات الاجتماعية واللغوية منذ قدومهم لمكة المكرمة مرتدين لباس الإحرام. ورُصدت مشاهد الحجاج القادمين من قارات متباعدة، متوجهين بخطى خاشعة لأداء نسكهم، في مشهد إنساني يؤكد أن الحج ليس عبادة فحسب، بل تجربة عالمية تُجسد معاني الأخوة والوحدة الإسلامية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store