logo
"الأسوأ هو الأرجح".. دعوة أوجلان التاريخية تبرز سيناريوهين للمرحلة المقبلة

"الأسوأ هو الأرجح".. دعوة أوجلان التاريخية تبرز سيناريوهين للمرحلة المقبلة

شفق نيوز٠٢-٠٣-٢٠٢٥

شفق نيوز/ بعد الدعوة التاريخية لزعيم حزب العمال الكوردستاني، عبدالله أوجلان، لحزبه بإلقاء السلاح وحلّ نفسه لإنهاء قتال استمر لأكثر من 40 عاماً ضد الدولة التركية، برز سيناريوهين للمرحلة المقبلة وفق مراقبين، وسط ترجيحات بحدوث "السيناريو الأسوأ".
ولاقت دعوة أوجلان ردود فعل إيجابية آخرها موافقة حزب العمال الكوردستاني على إعلان الهدنة والترحيب التركي الرسمي بهذه الدعوة، و"كل ذلك مؤشرات على إنهاء إحدى المشاكل المزمنة في المنطقة والتي ستؤثر مما لا شك فيه إيجاباً على العلاقات بين العراق وتركيا"، بحسب المحلل السياسي من أربيل، ياسين عزيز.
ويضيف عزيز لوكالة شفق نيوز، أنه "بانتهاء أزمة حزب العمال الكوردستاني ستنتهي حقبة من التوتر الأمني والتصعيد العسكري الخطير في مناطق عدة في إقليم كوردستان العراق، وهي الأحداث التي أحرجت العلاقة بين بغداد وأنقرة".
ويتابع عزيز حديثه، "كما أن انتهاء هذه الأزمة سيعيد سكان مئات القرى إلى مناطقهم في إقليم كوردستان والذين نزحوا عنها أو هجروا منها بسبب العمليات العسكرية والقتال بين مقاتلي الحزب والقوات التركية التي استخدمت تواجد الحزب ومقاتليه حجة ومبرراً لإقامة عشرات القواعد العسكرية واختراق للحدود الدولية منذ سنوات عديدة وإلى الآن".
ويتوقع المحلل السياسي، أن "التطورات الإيجابية لهذا الأمر كثيرة، منها سياسية ودبلوماسية وأمنية واقتصادية".
"السيناريو الإيجابي"
ويتفق العضو السابق في برلمان إقليم كوردستان، عبد السلام برواري، مع ما ذهب إليه ياسين عزيز باحتمالية حدوث "تطورات إيجابية" لهذه الدعوة، وهو ما عبر عنها بـ"السيناريو الإيجابي" للمرحلة المقبلة.
ويوضح برواري لوكالة شفق نيوز، أن "صدور نداء أوجلان هو أمر إيجابي بحد ذاته، وتم استقبال البيان بإيجابية من تركيا وقيادة حزب العمال وكذلك دولياً، لكن هذا (السيناريو الإيجابي) يشترط تحقيقه أن يتحول نداء أوجلان إلى واقع حقيقي".
ويشرح برواري ذلك، "أي أن كل تنظيمات حزب العمال والقوى المسلحة التي لها عناوين مختلفة لكنها في الحقيقة تابعة لحزب العمال، إذا التزمت وحل الحزب نفسه، وقدمت تركيا خطوات إيجابية عبر برنامج لاستيعاب عناصر الحزب وكيفية التعامل مع القيادات المسلحة والكوادر والأعضاء المعتقلين لديها، حينها ستكون هناك آثاراً إيجابية على إقليم كوردستان".
ويضيف، "وكذلك انسحاب القوات التركية لانتفاء المبرر لتواجدها في إقليم كوردستان، ما سيصب في مصلحة أمن واستقرار الإقليم، ويفتح المجال لتقديم الخدمات لتلك المناطق التي احتلها حزب العمال منذ عام 1992 ومنعه وصول البناء والإعمار إليها، وكذلك سيؤدي إلى زوال التهديدات سواء من تركيا أو إيران".
وينوهّ برواري، إلى أن "السيناريو الآخر، هو الخشية من التوصل مع الحكومة التركية إلى صيغة معينة تظهر أن حزب العمال حل نفسه داخل تركيا وتخلى عن الكفاح المسلح، وسيستند في العمل مستقبلاً على المؤسسات الديمقراطية كما دعا لذلك أوجلان".
ويضيف، "وربما يبقى حزب العمال خارج تركيا المتمثل بقوات سوريا الديمقراطية في سوريا والوحدات المسلحة في سنجار والوحدات المستقلة في الإقليم وعلى الحدود في زاخو، بحجة أنهم ليسوا حزب العمال، كون لديهم تسميات أخرى، ففي سنجار وحدات حماية الإيزيدية، وفي السليمانية وكلار حزب الحرية وغير ذلك".
ويكمل برواري، "وفي حال بقيت هذه الجماعات المسلحة داخل الأراضي العراقية فهي ستعطي مبرراً للتواجد التركي ولهجماته، ما سيؤدي إلى عدم تغير العلاقة بين تركيا والعراق في ما يخص هذا الموضوع، ويبقى الأمر يعتمد على موقف إيران، لأن التنظيمات خارج تركيا لديها علاقة جيدة مع إيران أو مع الجهات المتعاطفة معها".
ويتوقع برواري في ختام حديثه، أن "السيناريو الثاني (الأسوأ) هو الأرجح للمرحلة المقبلة".
وهذا ما حذر منه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس السبت، من أن بلاده ستستأنف العمليات ضد حزب العمال الكوردستاني، إذا توقفت عملية نزع سلاحه أو لم يتم الوفاء بالوعود.
ويأتي تحذير أردوغان، رغم إعلان حزب العمال الكوردستاني، في اليوم نفسه، وقف إطلاق النار، استجابةً لدعوة زعيمه أوجلان، فيما أكدت اللجنة التنفيذية للحزب، أن "تحقيق قضايا مثل نزع السلاح ممكن فقط من خلال القيادة العملية للقائد آبو".
بين السلب والإيجاب
ويبدو أن هذا السيناريو هو ما يذهب إليه أيضاً الخبير الأمني، سرمد البياتي، حيث يقول إن "دعوة أوجلان هي ليست الأولى، فقد سبقتها دعوتين أخريين آخرها في عام 2013 ولم تنفذ، لكن في حال استجاب حزب العمال الكوردستاني للنداء، وتم فعلاً نزع السلاح فستكون هناك مشكلة بمسألة بقاء القوات التركية داخل الأراضي العراقية بإقليم كوردستان".
ويضيف البياتي لوكالة شفق نيوز، "أما في حال رفض الحزب تسليم أسلحته، فهذا ربما سيؤدي إلى احتمالية قيام تركيا بحملة عسكرية واسعة، وربما تطلب أنقرة مساعدة بغداد في ذلك".
ويرى البياتي، أن "دعوة أوجلان سوف تنعكس على العلاقة بين العراق وتركيا وربما تأتي سلباً أو إيجاباً، خاصة وأن قوات سوريا الديمقراطية وبعض الفصائل في سوريا قالت إن الدعوة لا تعنينا".
يذكر أن عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكوردستاني المعتقل في تركيا، وجّه في 27 فبراير/ شباط 2025، دعوة تاريخية من سجنه في جزيرة إمرالي، حثّ فيها حزبه على إلقاء السلاح وحلّ نفسه.
وتُليت هذه الرسالة في إسطنبول من قبل وفد من نواب "حزب المساواة والديمقراطية للشعوب" المؤيد للكورد، الذين زاروا أوجلان في وقت سابق من اليوم نفسه.
وأعرب أوجلان في رسالته عن تحمّله "المسؤولية التاريخية" لهذه الدعوة، مشدداً على ضرورة انتقال النضال من السلاح إلى الساحة السياسية.
ولقيت هذه الدعوة ترحيباً دولياً، حيث وصفها البيت الأبيض بأنها "تطور كبير" من شأنه تعزيز السلام في المنطقة المضطربة، معرباً عن أمله في أن تسهم في تهدئة حلفاء الولايات المتحدة في تركيا بشأن شركائها في مكافحة داعش بشمال شرق سوريا.
وداخلياً، أبدى حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا توقعه امتثال حزب العمال الكوردستاني لدعوة أوجلان، معتبراً أن ذلك سيسهم في تحرير تركيا من قيودها.
وفي إقليم كوردستان العراق، رحب رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني، بدعوة أوجلان، للحزب بحل نفسه وإلقاء سلاحه، ودعا العماليين للالتزام بهذه الدعوة، وأكد أن الوقت حان لـ"نضال سلمي وديمقراطي".
كما رحب رئيس حكومة كوردستان، مسرور بارزاني بالدعوة، مؤكداً استعداد الإقليم لدعم عملية السلام في تركيا، كما دعا رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني، بافل طالباني، جميع الأطراف إلى الالتزام بدعوة أوجلان، واصفاً إياها بأنها بداية "مرحلة مهمة" نحو السلام والتعايش الأخوي بين الكورد والترك.
وتأتي هذه التطورات بعد أشهر من عرض أنقرة السلام على أوجلان، في خطوة تهدف إلى إنهاء نزاع مستمر منذ عام 1984، أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المخطّطات الإسرائيلية لإختراق الجغرافيا العراقية
المخطّطات الإسرائيلية لإختراق الجغرافيا العراقية

الزمان

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • الزمان

المخطّطات الإسرائيلية لإختراق الجغرافيا العراقية

انشغلت اوساط ومحافل سياسية وامنية وإعلامية عراقية وغير عراقية في في الآونة الأخيرة، بالحديث عن مخططات إسرائيلية لتحقيق اختراقات في الجغرافيا العراقية، وتوسيع نفوذ ووجود الكيان الصهيوني في المنطقة، عبر استغلال متغيرات الأوضاع في سوريا، بعد رحيل نظام الرئيس السابق بشار الأسد، واستحواذ «جبهة تحرير الشام» على مقاليد الحكم هناك. لم يأت الحديث عن المخططات الإسرائيلية من فراغ، وانما ارتبط بترويج سياسي واعلامي كبير، ربما يكون مقصودا من حيث التوقيت، من قبل الكيان الصهيوني، لما يطلق عليه مشروع «ممر داود»، الذي يراد من ورائه الوصول برا الى العراق عبر سوريا. واذا لم يكن ذلك المشروع في سياقاته النظرية، وليد لحظة «الانقلاب» السوري الدراماتيكي والسريع، فإن ما حصل في دمشق فجر الثامن من كانون الأول-ديسمبر الماضي وما بعده، هيأ الارضيات والمناخات المناسبة لمراكز القرار الإسرائيلي، وحفزها للعمل بوتيرة متصاعدة للانتقال من مرحلة التنظير للمشروع الى التطبيقات العملية له على الأرض. وتجلت الملامح والمؤشرات الأولية للتطبيقات والممارسات العملية لمشروع «ممر داود» بدخول الجيش الصهيوني الى عمق الأراضي السورية، ووصوله الى تخوم العاصمة دمشق، وقيام سلاح الجو الصهيوني بتدمير العديد من المنشات العسكرية والاقتصادية الاستراتيجية في سوريا، من مخازن أسلحة وقواعد عسكرية ومصانع ومعامل، ناهيك عن دخول جهاز المخابرات (الموساد) بقوة الى سوريا بالتنسيق مع أجهزة مخابرات إقليمية ودولية. وتتمثل خلاصة مشروع «ممر داود»، الذي يعد جزءا من التشويهات الدينية التأريخية للكيان الصهيوني، في جانب منها، بالامتداد من النيل الى الفرات، وهذا يقتضي تدمير وتخريب وتقسيم وإخضاع ثلاث دول عربية كبيرة ومؤثرة، هي مصر وسوريا والعراق. ويرى ساسة الكيان الغاصب انهم نجحوا نسبيا بإخضاع مصر وسلبها زمام المبادرة من خلال ابرام معاهدة كامب ديفيد سيئة الصيت عام 1978، لتصبح الطريق سالكة امامهم لانهاء الدولة السورية، وتحويلها الى دويلات متناحرة ومتصارعة فيما بينها، ليؤسس له الكيان الصهيوني وجودا هناك، يتيح له الوصول الى العراق، بمساعدة ومباركة اطراف وقوى دولية وإقليمية مختلفة، قد تكون في مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية. تنظيمات ارهابية ولعل مشاريع ومخططات اغراق العراق بالفوضى والعنف والإرهاب بواسطة الجماعات والتنظيمات الإرهابية التكفيرية، كـ»القاعدة» و»داعش» قد باءت بالفشل، وهو ما دفع بعض الدوائر الغربية والصهيونية الى ان تجرب وتحاول تنفيذ مشاريع ومخططات اخرى، مثلما جربت وحاولت في السابق. وقد لايحتلف «ممر داود» كثيرا من حيث الجوهر والمضمون عن مشاريع من قبيل «الشرق الأوسط الكبير»، و»صفقة القرن»، او عموم ما يسمى بـ»السلام الابراهيمي»، تلك المشاريع التي تحركت بوتيرة سريعة نوعا ما قبل خمسة أعوام، بيد ان معركة «طوفان الأقصى»، التي اندلعت في السابع من تشرين الأول-أكتوبر 2023، عرقلتها وخلطت وبعثرت اوراقها.ولاشك ان المخططات والمشاريع الصهيونية التي استهدفت، ومازالت تستهدف، وحدة العراق، والسعي المحموم لتقسيمه وتشضيته جغرافيا، وبث الفتن والصراعات بين مكوناته، تعود الى المراحل الأولى لتأسيس الكيان الغاصب قبل حوالي ثمانية عقود من الزمن، وقد تصاعدت وتائر تلك المخططات والمشاريع بعد خضوع العراق للاحتلال الأميركي عام 2003، الا ان عوامل وظروف عديدة ساهمت بأحباط وافشال كل ما سعت اليه تل ابيب ومعها واشنطن وعواصم إقليمية ودولية أخرى. ومن تلك العوامل والظروف، وجود المرجعيات الدينية، وتنامي الوعي المجتمعي، ووجود الغالبية الضامنة، وطبيعة العلاقات الرصينة مع جهات صديقة. وبينما تواجه سوريا اليوم تحديات وتهديدات كبيرة للغاية، وتبدو الصورة ضبابية ومشوشة فيها الى حد كبير، لاسيما في ظل تقاطع وتصادم الارادات والاجندات والمشاريع الخارجية فيها، فأن العراق نجح الى حد كبير سابقا في التغلب على ذات التحديات والتهديدات، وتحويلها الى فرص وافاق واعدة. بيد ان ذلك لايعني ان الأمور باتت على ما يرام بالكامل، انطلاقا من جملة حقائق لابد من اخذها بعين الاعتبار، لعل من بينها: امن قومي -ان الامن القومي العراقي مرتبط ارتباطا وثيقا بالامن القومي لجيرانه ولعموم محيطه الإقليمي، لذا فأن أي اضطراب وفوضى سواء في سوريا او غيرها من دول الجوار والامتداد الجغرافي، لابد ان تنعكس سلبا على امن العراق، والمؤشرات والمعطيات والدلائل على ذلك ليست قليلة، ولا عابرة، ولا غامضة. -وبما ان مخططات ومشاريع الكيان الصهيوني التوسعي، تكاد تكون واحدة حيال كل دول وشعوب المنطقة، فإن نجاحها في دولة ما لا يعني انتهاء الامر عند ذلك الحد، وانما على العكس، يعني التحفز والاندفاع بوتيرة اسرع وايقاع اكبر نحو الامام. ووصول الكيان الصهيوني الى سوريا، لابد ان تجعله يضع العراق في سلم أولوياته خلال المراحل اللاحقة. -وجود نقاط التقاء وتقارب وتماثل في المصالح والاهداف بين الكيان الصهيوني والتنظيمات الإرهابية التكفيرية التي عاثت في الأرض فسادا في العراق على امتداد عقد ونصف العقد من الزمن، والتي أصبح البعض منها يمسك بزمام الحكم في سوريا اليوم. وهذا التلاقي والتوافق في المصالح والاهداف بين تل ابيب والتنظيمات الإرهابية، يعني فيما يعنيه، ان العراق واقع في بؤرة الاستهداف ضمن مشروع تفتيت المنطقة وتوسيع مساحات نفوذ وهيمنة الكيان الصهيوني، وهذا ما ينبغي التنبه اليه والحذر منه، رغم ان مجمل الحقائق على الأرض، تؤكد ان اوضاع العراق الأمنية والسياسية والمجتمعية تختلف اليوم كثيرا عما كانت عليه خلال الفترة المحصورة بين سقوط نظام صدام، ربيع 2003، وهزيمة تنظيم داعش، نهاية 2017. كذلك تؤكد الحقائق، ان متغيرات وتفاعلات المشهد الإقليمي، لابد ان تلقي بظلالها وانعكاساتها على العراق، بالسلب والايجاب على السواء، وهي بلا شك، متغيرات وتفاعلات على قدر كبير من الأهمية والحساسية والخطورة.

دعوة للتفاوض مع تركيا.. انخفاض الخزين المائي في بحيرة حديثة يهدد نهر الفرات
دعوة للتفاوض مع تركيا.. انخفاض الخزين المائي في بحيرة حديثة يهدد نهر الفرات

شفق نيوز

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • شفق نيوز

دعوة للتفاوض مع تركيا.. انخفاض الخزين المائي في بحيرة حديثة يهدد نهر الفرات

شفق نيوز/ حذر رئيس أحد المراصد البيئية في محافظة الأنبار، يوم الثلاثاء، من انخفاض حاد في خزين بحيرة حديثة في المحافظة، مشيراً إلى أن المياه المتوفرة لا تستطيع تلبّية احتياجات الأمن المائي والغذائي والزراعي لمدن حوض الفرات. ودعا أحمد الجميلي (اسم مستعار)، الحكومة العراقية إلى التحرك العاجل وفتح قنوات تفاوضية جدية مع تركيا لضمان حقوق العراق المائية. وأوضح الجميلي، لوكالة شفق نيوز أن "الأمن المائي يمثل ركيزة أساسية للأمن القومي العراقي، ويرتبط ارتباطًا مباشرًا بالأمن الغذائي والزراعي والاقتصادي والبيئي"، لافتًا إلى أن "العراق كان يتمتع في السنوات السابقة بوفرة مائية نسبية، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعًا كبيرًا في الموارد المائية، نتيجة ضعف إدارة الملف المائي داخليًا وتقلص الإيرادات القادمة من تركيا". وبيّن أن "بحيرة حديثة، التي تُعد صمام الأمان لمياه الفرات ومدنه، تعاني اليوم من انخفاض مقلق في مستويات المياه المخزونة، مما أثر سلبًا على تنفيذ الخطة الزراعية للموسم الحالي". وأضاف الجميلي أن "الرصدات الميدانية التي أجراها مرصد الفرات البيئي أظهرت أن المياه المتوفرة في البحيرة لا تغطي سوى نسبة محدودة من الاحتياجات الفعلية، مقارنةً بما كانت عليه في الأعوام الماضية". وأشار إلى أن "هذا التراجع يعود إلى سببين رئيسيين: الأول قلة الإيرادات المائية القادمة من تركيا، والثاني الشحّ المطري في الموسم الحالي، ما أدى إلى قلة تغذية البحيرة عبر الوديان والخزانات الطبيعية خلف السد". وأكد الجميلي أن "استمرار هذا الوضع ينذر بأزمة مائية خانقة تهدد النشاط الزراعي والاستقرار الاقتصادي في مناطق الفرات"، مشددًا على أن "إدارة ملف المياه يجب أن تتحول إلى أولوية قصوى على مستوى السياسات الحكومية". كما طالب رئيس المرصد البيئي الحكومة العراقية باتباع سياسة "التفاوض بالمصالح المشتركة"، مبينًا أن "العراق يُعد من أكبر مستوردي البضائع التركية، وهو ما يمكن استثماره كورقة ضغط لتحقيق تقدم في ملف تقاسم المياه، مع التأكيد على أن المياه العابرة للحدود هي 'حقوق مائية' مكفولة بالقوانين والأعراف الدولية، وليست مسألة خاضعة للتفضّل أو المجاملة السياسية". وختم الجميلي حديثه بالتأكيد على أن "تأمين حصة العراق المائية هو مهمة وطنية تستلزم توحيد الجهود السياسية والدبلوماسية، وإلا فإن مستقبل الأمن المائي والزراعي للبلاد سيكون مهددًا بمخاطر جسيمة".

بعد 10 أيام .. 'الفياض' يكشف مكاسب العراق من وراء عقد القمة العربية في 'بغداد'
بعد 10 أيام .. 'الفياض' يكشف مكاسب العراق من وراء عقد القمة العربية في 'بغداد'

موقع كتابات

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • موقع كتابات

بعد 10 أيام .. 'الفياض' يكشف مكاسب العراق من وراء عقد القمة العربية في 'بغداد'

وكالات- كتابات: أكد عضو 'لجنة العلاقات الخارجية' النيابية بـ'البرلمان العراقي'؛ النائب 'علي الفياض'، اليوم الثلاثاء، أن 'العراق' سيُحقق العديد من المكاسب المترتبة على عقد 'القمة العربية' في العاصمة؛ 'بغداد'، بعد نحو (10) أيام. وقال 'الفياض'؛ في تصريحات صحافية، إن: 'مؤتمر القمة يخدم العراق بشكلٍ كبير؛ ويُعزّز مكانته بالمجتمع الدولي والعربي'، لافتًا إلى أن: 'العراق استعاد هيبته بشكلٍ كبير؛ والأشقاء العرب سيأتون لبلدهم العراق من خلال مؤتمر القمة القادم المَّزمع عقده ببغداد قريبًا'. وأضاف 'الفياض'؛ أن: 'مخُرجات القمة ستنعكس على العملية السياسية المحلية بشكلٍ فعال، كما ستنعكس مخرجاتها على الملفين الأمني والاقتصادي، إضافة إلى تعزيز الفرص الاستثمارية بشكلٍ كبير وإعطاء رسالة اطمئنان للجميع'. وتابع 'الفياض'؛ أن: 'العراق استعاد وجوده بشكلٍ قوي ويستطيع أن يلعب دورًا محوريًا بهذا المجال ودورًا مفصليًا من خلال جمع الأشقاء العرب في العراق، وبالتالي استفاد من جميع الدول العربية من بناء التعاون الاقتصادي الأمني والاستثماري وفي كافة المجالات'. ويستعدُ 'العراق' لاستقبال وفودٍ من (21) دولة عربية للمشاركة بالقمة الرابعة والثلاثين التي ستُعقد في العاصمة؛ 'بغداد'، بتاريخ 17 أيار/مايو 2025، القمة هذه ستُناقش العديد من القضايا أبرزها: 'التطورات السورية وملف السودان وتداعيات المحادثات وتقلبات الاقتصاد'. بحسّب جدول أعمال 'القمة العربية'؛ فإن يوم 12 أيار/مايو سيشهد اجتماع كبار المسؤولين للمجلس الاقتصادي التحضيري، لمجلس 'جامعة الدول العربية' على مستوى القمة في فندق (موفينبك)؛ وسط 'بغداد'. أما يوم 13 من آيار/مايو؛ فسيشهد اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري التحضيري لمجلس 'جامعة الدول العربية' على مستوى القمة في المكان ذاته. وفي يوم 14 أيار/مايو سيجتمع المندوبون الدائمون وكبار المسؤولين للإعداد لاجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة في المكان ذاته. أما يوم 15 أيار/مايو؛ فسيشهد اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة داخل القصر الحكومي في 'المنطقة الخضراء'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store