
الهجرة حلم الأردنيين بعد فشل الوعود في إيصالهم إلى "السماء"
يشعر الكثير من الأردنيين بأن الواقع الاجتماعي والسياسي لا يوفر الفرص العادلة للجميع ما يدفع الكثير منهم إلى التفكير في الهجرة كوسيلة لتحقيق حياة أفضل، حتى عن طريق رحلة بالطرق غير القانونية في حين أنهم كانوا الأقل استعدادا في المنطقة للهجرة غير الشرعية.
- ترصد استطلاعات الرأي والدراسات الحديثة ارتفاعا متزايدا في توجه الأردنيين نحو الهجرة فقرابة نصفهم باتوا يفكرون بالبحث عن فرص أفضل في الخارج سواء للعمل أو الدراسة، في ظل التحديات الاقتصادية والبطالة المتزايدة في ظاهرة تؤثر على المجتمع والاقتصاد الوطني.
ويسود الإحباط الكثير من الشباب الذي اعتاد على سماع الوعود الحكومية وكان آخرها رسالة وجهها رئيس الوزراء الحالي جعفر حسان لهم في أكتوبر الماضي قائلا "لا تقبلوا بأقل من السماء سقفا لطموحاتكم، ولا يثنيكم شيء عن تحقيقها.'
وعبّر أكثر من نصف الأردنيين عن رغبتهم في الهجرة بحسب استطلاعات الرأي، وفق مسؤول التواصل السياسي بشبكة الباروميتر العربي، محمد أبوفلغة.
وأظهرت استطلاعات للرأي أجرتها الباروميتر العربي وهي شبكة بحثية غير حزبية، أن نسبة الراغبين في الهجرة من الأردن، تعتبر الأعلى بين الدول العربية وتضاعفت منذ 2016.
ومنذ بداية العام الماضي 2024، اندفع شبان أردنيون في رحلة محفوفة بالمخاطر تدفعهم البطالة لكن من وصل منهم يقول إنه لا يجد عملا. وليس بالإمكان حصر أعداد المهاجرين منهم في الوقت الحالي، لأن ما يحصل "غير شرعي' ويتم بالخفاء والسرية حتى لا تنكشف أمورهم.
ويعاني الأردن معدلات بطالة مرتفعة خاصة بين الشباب، حيث سجلت مستوى قياسيا تجاوز 23 في المئة في الربع الأول من عام 2024، وحتى من يجدون عملا، قد لا يكفيهم الراتب.
وبحسب أحدث أرقام دائرة الإحصاءات العامة، بلغ معدل البطالة 21.5 في المئة بنهاية الربع الثالث من 2024، بمعدل 18 في المئة للذكور، و33 في المئة بين الإناث.
أما الحد الأدنى للأجور في الأردن فكان يبلغ 260 دينارا، بحسب وزارة العمل، أي أقل من (370 دولارا) شهريا. وفي بداية يناير الماضي تم رفعه إلى 290 دينارا شهريا (410 دولارات).
ويبلغ متوسط الأجر الشهري للأردنيين في القطاعين العام والخاص 543 دينارا (حوالي 765 دولارا)، وفق آخر مسح لدائرة الإحصاءات العامة في 2020.
بحسب تقرير سابق للبنك الدولي، انخفضت القدرة الشرائية للأردنيين بنسبة 10 في المئة عام 2023، وارتفعت نسبة الفقر إلى نحو 27 في المئة.
في منشور لرئيس "بيت العمال'، حمادة أبونجمة والذي كان مسؤولا سابقا في وزارة العمل في الأردن، عبر حسابه في فيسبوك، أفاد بأن الأرقام تظهر أن "تكلفة المعيشة لشخص واحد فقط من دون احتساب الإيجار قد تصل إلى حوالي 350 دينارا شهريا، في حين أن إيجار شقة صغيرة تتراوح بين 200 و300 دينار'.
وتعتبر غالبية الأردنيين (83 في المئة) أن الأوضاع الاقتصادية تسير بالاتجاه السلبي، وفق استطلاع للرأي أجراه مركز الدراسات الإستراتيجية التابع للجامعة الأردنية في مايو من 2023. وأضاف أن 61 في المئة قالوا إن وضعهم الاقتصادي أسوأ مما كان سابقا.
فخ الوهم والأحلام يدفع الشباب إلى بيع أراضي أهاليهم بالإضافة إلى دعم نقدي من أقاربهم ليستثمروا في المجهول
ويرى أبوفلغة أن الأوضاع الاقتصادية في الأردن "تشكل خطرا على مستقبل الشباب في البلاد'، إذ تشير استطلاعات الرأي إلى تزايد كبير في نسبة الراغبين بالهجرة، ففي عام 2016، عبّر 22 في المئة فقط من الأردنيين عن هذه الرغبة، وحينها كان نصف الأردنيين يقولون إن الوضع الاقتصادي جيد جدا.
لكن نسبة المتفائلين تراجعت إلى 15 في المئة في استطلاع أجري عام 2022 وأصبح حوالي نصف السكان يطمحون للهجرة.
ورغم أن الأردنيين كانوا الأقل استعدادا في المنطقة للهجرة غير الشرعية بحسب استطلاعات الباروميتر العربي السابقة، فإن ربع الراغبين في الهجرة الآن يقولون إنهم على استعداد لخوض رحلة هجرة بالطرق غير القانونية.
ويشعر أردنيون كثر بأن النظام الاجتماعي والسياسي لا يوفر الفرص العادلة للجميع وهذا الشعور يدفع العديد من الأفراد إلى التفكير في الهجرة كوسيلة لتحقيق حياة أفضل لأنفسهم ولأسرهم.
وقال الباحث الحقوقي في معهد السياسة والمجتمع حسين الصرايرة، في تصريحات سابقة نشرتها وكالة الأنباء الأردنية "بترا'، إن المهاجرين "ضحايا في المقام الأول للجهل والتضليل وانعدام العدالة على عدة مستويات، وفقدان الأمل، وانسداد الأفق'.
أما "الإجابات الجاهزة مثل الفقر والبطالة فليست صحيحة بالمطلق، ميسورو الحال يدخلون هذا النفق المظلم، وعاملون يتقاعدون من وظائف في القطاع العام الشهي للأردنيين، لأجل هذه الرحلة'.
وأضاف الصرايرة أن عناصر "الاحتيال والاستغلال في هذه الرحلة'، تتحقق لتصبح "أركان جريمة الاتجار بالبشر مكتملة وفق المواثيق الدولية والقانونين الأردني والأميركي على حد سواء.'
وتابع أن "ما يحدث أردنيا هو أن الشبان وعددهم بالآلاف، يبدأ التنسيق معهم لهذه الرحلة المكلِفة من الأردن، وهناك عصابات تنسق هذه الرحلة وترتبها وتسلم الحالمين الشباب من عصابة إلى أخرى، حتى يصلوا إلى الحدود الأميركية، إن وصلوا قبل أن يلقوا حتفهم.'
وأوضح الصرايرة أن "الرحلة قد يصل سعرها إلى 40 ألف دولار أميركي وتبدأ من 10 آلاف على أقل تقدير، وكلما دفعت أكثر، كانت نسبة المخاطرة في الرحلة أقل لكنها بالطبع لن تحميك من نيران العصابات المتناحرة في أميركا اللاتينية.'
ويدفع فخ الوهم والأحلام الشباب إلى بيع أراضي أهاليهم ومركباتهم بالإضافة إلى دعم نقدي من أقاربهم ليستثمروا في المجهول، على أمل أن يتمكن من يصل منهم الولايات المتحدة من مساعدة أقاربه ورفع دخلهم جميعا. لكنه "استثمار في اليأس'، بحسب الصرايرة الذي ينبّه إلى أهمية معالجة "هذه الظاهرة' وتحليلها علميا.
الفرص العادلة غير موجودة
الفرص العادلة غير موجودة
ويقول خبراء اقتصاد إن الهجرة قد تكون لها جوانب إيجابية وسلبية بالنسبة للدولة الأردنية، وتتمثل إيجابياتها في التقليل من الضغط على سوق العمل المحلي، والتحويلات المالية التي يرسلها المغتربون إلى أسرهم في الأردن تلعب دورا مهما في دعم الاقتصاد المحلي.
وخلال الثلث الأول من 2024 تجاوزت حوالات الأردنيين العاملين في الخارج الـ1.1 مليار دولار، بحسب البنك المركزي الأردني.
وفي عام 2023، بلغت التحويلات المالية من الأردنيين العاملين في الخارج حوالي 3.7 مليار دولار، ما ساعد في دعم الاقتصاد وتحقيق التوازن المالي.
من ناحية أخرى، فإن فقدان الكفاءات والمهارات قد يؤثر سلبا على الاقتصاد المحلي على المدى الطويل، بنقص القوى العاملة الماهرة في بعض القطاعات الحيوية.
وتؤكده الأرقام وفق أبوفلغة، فالباحثون عن الهجرة هم "الشباب الأكثر تعليما'، و93 في المئة منهم حددوا "الأوضاع الاقتصادية' على أنها السبب الأساسي الذي يدفعهم إلى ذلك.
ولا يمكن أن ننظر إلى هجرة شبان أردنيين الآن من زاوية "الظاهرة'، كما يقول عضو مجلس النواب الأردني السابق عمر عياصرة، مؤكدا أنه "لا تقييم أردنيا حول ذلك حتى الآن.'
وبينما يعتبر أن ما يجري "محاولات فردية' يوضح أن "قضية الهجرة متواجدة في الحالة الأردنية' لكن ليس بالشكل الذي يدور الحديث عنه الآن عبر المكسيك وفي ظل المخاطر.
فقدان الكفاءات والمهارات يؤثر سلبا على الاقتصاد المحلي على المدى الطويل، بنقص القوى العاملة الماهرة في قطاعات حيوية
ويعتقد عياصرة أن "عامل الطرد' الوحيد هو الاقتصاد، وتقاطع الغلاء مع الاستهلاك، مضيفا أنه "لا وجود لأي عوامل سياسية. ويمكن نفي ذلك بشكل قاطع، وخاصة أننا أمام برنامج سياسي إصلاحي.'
وتنتشر الكثير من الفيديوهات والصور على شبكات التواصل الاجتماعي بزعم أنها لأردنيين على طرق الهجرة غير الشرعية باتجاه الولايات المتحدة. وتنشر وسائل إعلام محلية أن "أرض الأحلام الأميركية تفرغ مدنا وقرى أردنية من شبابها'. لكن السلطات الأردنية لا تتحدث عن المشكلة بشكل مباشر.
وشكك ناصر الشريدة نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية السابق، في حديث لقناة "المملكة' الأردنية، في مايو 2024، في حقيقة الفيديوهات المتداولة على شبكات التواصل الاجتماعي، داعيا إلى "التدقيق فيها'.
وأضاف أن الأردن "ليس لديه بحر مباشر مع أي دولة أوروبية' وأن ما يعرض على منصة تيك توك من فيديوهات "ليس المقياس الصحيح لعرض الحقائق.'
وأكد الشريدة أن الحكومة تدرك وجود "مشكلة البطالة' وتعمل على "إيجاد حلول'، مشيرا إلى توليد 139 ألف فرصة عمل خلال 18 شهرا منذ بداية 2022 وحتى منتصف 2023.
ونقلت وكالة "بترا' في يونيو 2024 عن مصادر مسؤولة أن السلطات في المملكة "أعادت أكثر من 100 شخص من المطار، وبدأت بمراقبة المكاتب والأشخاص المتورطين بالهجرة غير الشرعية، واستغلال الناس والاحتيال عليهم وتعريضهم للخطر'.
وأشارت إلى أنه يجري التنسيق بين جهات رسمية "لوضع آلية جديدة للتعامل مع هذه القضية وضبطها'، والتي تهدف إلى حماية المواطن الأردني الذي قرر الهجرة بطريقة غير قانونية، وإبعاده عن طريق المحتالين وتجار البشر.
من ناحية أخرى يرى البعض أن المناخ السياسي عامل مهم في زيادة الظاهرة، إذ إن ردة فعل عكسية تولدت لدى الجيل الجديد نتيجة لمخرجات منظومة إنتاج النخب الاقتصادية والسياسية والتي انحصرت في العشرين سنة الماضية بزواج المال بالسلطة، ما أفقد الشباب الأردني الثقة بمستقبلهم وبدأوا بالتفكير جليا بالهجرة بحثا عن العدالة وتكافؤ الفرص التي افتقدوها في الأردن.
وأظهر استطلاع المعهد الجمهوري الدولي في الأردن أن ما نسبته 20 في المئة فقط من الشباب الأردنيين عبروا عن درجة كبيرة أو معتدلة من الثقة، بينما يعتقد 37 في المئة فقط أن تقوية الأحزاب السياسية ستؤدي إلى إصلاحات سياسية حقيقية ومطلوبة.
وأكد باتريك كرم، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المعهد الجمهوري الدولي وفقا للاستطلاع أن الأردنيين لا يرون بعدُ أن الأحزاب السياسية هي الحل لمشاكل الدولة.
وأضاف "الأحزاب السياسية، وترويج الحكومة لها، تحتاج إلى طريق طويل من أجل إقناع الأردنيين بأنهم باستطاعتهم لعب دور جدي في الدولة.'
بدوره، أشار زيد النوايسة، المحلل السياسي الأردني، لموقع "بي.بي.سي' إلى أن غياب التجربة الحزبية الحقيقية التي تستند إلى برامج لمختلف مناحي الحياة هو من أهم أسباب عزوف الشباب عن الانتساب للأحزاب القائمة الآن والتي تعتمد في أغلبها على العلاقات الشخصية والتجمعات الجغرافية باستثناء تيار الإسلام السياسي وأحزاب اليسار التاريخية التي تعتمد على الدين والأيديولوجيا، وهي غير قادرة على الإجابة على أسئلة الشباب ومستقبلهم.
وبالحديث عن تفضيل فئة الشباب الانتخابات البلدية على البرلمانية، يقول النوايسة "ارتفاع منسوب ثقة الشباب في مؤسسات الإدارة المحلية، البلديات ومجالس اللامركزية والمشاركة بزخم أكبر من تلك في الانتخابات البرلمانية مرده أن هذه البلديات تساهم في تقديم الخدمات الأساسية من بنية تحتية وطرق ونظافة، وهي على تماس يومي مع الناخبين ولديها مرونة عالية في الاستجابة لمطالبهم الأساسية، بينما تتراجع الثقة في البرلمانات إلى أدنى مستوياتها نتيجة عجز النواب عن المساهمة في مساعدة ناخبيهم وخاصة في مجالات البطالة وخلق فرص تنموية في مناطقهم.' العرب الللندنية

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
منذ 4 ساعات
- الدستور
وزير الزراعة: أكثر من 1.5 مليار دينار صادرات الزراعة خلال العام الماضي
السلط - رامي عصفور مندوبا عن رئيسي الوزراء الأردني، والفلسطيني، افتتح وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات، ووزير الزراعة الفلسطيني الدكتور رزق سليمية، بيت التعبئة والتدريج التابع للشركة الأردنية الفلسطينية لتسويق المنتجات الزراعية «جباكو»، وذلك في لواء دير علا، بحضور عدد من أعضاء مجلس الأعيان والنواب، ومدراء عامين لمؤسسات حكومية وممثلين عن المنظمات الدولية ورؤساء البلديات وممثلين عن مؤسسات القطاع الزراعي من مختلف أنحاء المملكة. واكد الحنيفات، أن بيت التعبئة والتدريج الجديد يعد مركزًا محوريًا للصادرات الزراعية، لا سيما ضمن مسارات الزراعة التعاقدية نحو الأسواق التقليدية والجديدة، سواء الإقليمية أو الأوروبية، لافتا إلى أن هذا الإنجاز يتماشى مع توجهات الوزارة في دعم سلسلة القيمة الزراعية، من الإنتاج إلى التصدير. وأشار الحنيفات إلى أن صادرات القطاع الزراعي الأردني قد تجاوزت 1.5 مليار دينار خلال العام الماضي، محققة ارتفاعًا غير مسبوق، بفضل جهود الوزارة في فتح أسواق جديدة، وتنفيذ محاور الخطة الوطنية للزراعة المستدامة، التي تركز على تطوير التسويق ورفع القدرة التنافسية للمنتج المحلي. من جانبه، أكد سليمية، أهمية توسيع عمل «جباكو» داخل الأراضي الفلسطينية، داعيًا إلى إنشاء توأمة لبيت التعبئة والتدريج في فلسطين، بما يحقق مزيدًا من التكامل في سلاسل القيمة الزراعية، معربا عن ثقته بالدور الريادي الذي تؤديه الشركة في استكشاف أسواق جديدة، ورفع جودة المنتج الزراعي الفلسطيني، بما يعزز من فرص المنافسة إقليميًا ودوليًا. بدوره، قال المدير العام للشركة «جباكو»، الدكتور عبد الحليم الدوجان، ان بيت التعبئة والتدريج الجديد يضم خط إنتاج يعد الأحدث من نوعه على مستوى المنطقة والإقليم، بطاقة إنتاجية تصل إلى 7 أطنان في الساعة، ويقع على مساحة تبلغ 5 آلاف متر مربع، مشيرا إلى أن خط الإنتاج يعمل إلكترونيًا بشكل متكامل، ومدعوم بمنظومة كاميرات ذكية تقوم بعمليات الفرز والتوضيب وفق أعلى المواصفات، ما يعزز من كفاءة التصدير للأسواق العالمية. وأكد أن هذه المنشأة الجديدة تمثل نقلة نوعية في استعدادات الشركة للموسم الزراعي القادم، حيث تم تجهيزها بالبنية التحتية الكاملة التي تضمن تقديم خدمات تعبئة وفرز متطورة، تواكب تطلعات الأسواق الخارجية. وثمّن ممثلو القطاع الزراعي من الأردن وفلسطين، من بينهم رئيس اتحاد المزارعين الأردنيين وممثل المزارعين في فلسطين، الدور المحوري الذي تلعبه «جباكو» في تنظيم عمليات التسويق الزراعي، وفتح أسواق جديدة أمام المنتجين في البلدين، مشيرين إلى الأثر الإيجابي لاعتماد نموذج الزراعة التعاقدية، الذي يسهم في ضمان تسويق المحاصيل وتحقيق الاستدامة الاقتصادية للمزارعين. وأكد المتحدثون أن الشركة أسهمت بشكل ملموس في دعم المزارع الفلسطيني وتعزيز صموده على أرضه، عبر توفير قنوات تسويق آمنة ومنظمة، تعكس تكامل الجهود الأردنية الفلسطينية في دعم القطاع الزراعي. يأتي افتتاح بيت التعبئة والتدريج في دير علا ضمن سلسلة خطوات استراتيجية تنفذها الشركة الأردنية الفلسطينية «جباكو»، لتعزيز الشراكة الزراعية بين الأردن وفلسطين، والارتقاء بمنظومة التسويق الزراعي في كلا البلدين، وتهيئة البنية التحتية الداعمة لنهضة زراعية شاملة، قائمة على الابتكار والتصدير والاستدامة.


الوكيل
منذ 4 ساعات
- الوكيل
بلومبرغ: الاتحاد الأوروبي يدرس فصل 20 مصرفا روسيا عن...
الوكيل الإخباري- أفادت وكالة "بلومبرغ" نقلا عن مصادرها بأن الاتحاد الأوروبي يدرس فصل 20 مصرفا روسيا عن نظام "سويفت" للتعاملات المصرفية في إطار العقوبات الجديدة ضد روسيا. وأشارت المصادر كذلك إلى أن الاتحاد الأوروبي يبحث خفض سقف الأسعار الذي تم فرضه على النفط الروسي من 60 إلى 45 دولارا للبرميل. اضافة اعلان وأوضحت أن خفض سقف الأسعار من المخطط إقراره على مستوى مجموعة الدول السبع، ما سيتطلب موافقة الولايات المتحدة. ومن بين المقترحات قيد النقاش فرض عقوبات على مشروع "السيل الشمالي" لنقل الغاز الروسي عبر بحر البلطيق. وأكدت المصادر أن المفوضية الأوروبية تتشاور مع دول الاتحاد الأوروبي بشأن تلك الخطط. ويشار إلى أن إقرار العقوبات على مستوى الاتحاد يتطلب موافقة جميع الدول الأعضاء، وأن المقترحات التي يجري بحثها الآن، قد تكون مختلفة عن الصيغة النهائية للعقوبات. وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن في وقت سابق من هذا الشهر عن فرض الحزمة الـ 17 من العقوبات على روسيا على خلفية عمليتها العسكرية في أوكرانيا. بدورها، أعلنت إدارة الولايات المتحدة أنها تفضل الامتناع عن فرض عقوبات جديدة ضد موسكو في الفترة الحالية من أجل إتاحة المجال لمفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا التي استأنفت في تركيا لأول مرة منذ انقطاعها في عام 2022.

الدستور
منذ 5 ساعات
- الدستور
الأردن يواصل التقدّم.. والسيـاحــة تتصدّر مشهد الإنجاز
لــيـث العســـاف مع شروق شمس الخامس والعشرين من أيار، يحتفل الأردنيون بالعيد التاسع والسبعين لاستقلال المملكة، مناسبة وطنية راسخة تعكس كفاح الأردنيين وقيادتهم الهاشمية التي أعلت من شأن الوطن على مدى العقود. في هذا اليوم المضيء، يتجدد العهد على المضي قدمًا في مسيرة النهضة والتقدم، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني نحو أردن أكثر ازدهارًا واستقرارًا. ويأتي العيد هذا العام مصحوبًا بإنجازات نوعية، أبرزها ما حققه قطاع السياحة من تطور ملحوظ، ليؤكد أن الاستقلال ليس مجرد حدث تاريخي بل محطة مستمرة لصناعة المستقبل، في مقدمتها قطاع السياحة الذي تحول إلى ركيزة اقتصادية حيوية ومجال متجدد للتبادل الثقافي والانفتاح الحضاري. رؤية ملكية ونهج استراتيجي لتعزيز القطاع السياحي منذ سنوات .. حيث أولى جلالة الملك عبد الله الثاني اهتمامًا كبيرًا بقطاع السياحة، مدركًا إمكانياته كمحرك رئيسي للاقتصاد الوطني ومرآة تعكس الهوية الأردنية الغنية. ووجّه جلالته إلى الاستثمار المدروس في مقدرات الأردن الطبيعية والثقافية، والعمل على ترسيخ حضور المملكة على خريطة السياحة العالمية. ويواصل سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني دعم هذا القطاع من خلال تشجيع الشباب وتمكينهم في المجالات الإبداعية والترويجية. وتأتي مشاركته الأخيرة في فعاليات «إكسبو 2025» في أوساكا، مثالًا حيًا على هذا الدعم، حيث جسّد سموه حرص الأسرة الهاشمية على تمثيل الأردن بأبهى صورة وتعزيز الثقة العالمية بمقدراته. 2025 عام النهضة السياحية - نمو بنسبة 37% في أعداد الزوار خلال نيسان.. وقد شهد القطاع السياحي الأردني خلال عام 2025 تطورات غير مسبوقة، نتيجة لتكامل الجهود المؤسسية بقيادة هيئة تنشيط السياحة ووزارة السياحة والآثار، ووفق رؤية استراتيجية واضحة. في الأشهر الأربعة الأولى من العام، ارتفعت أعداد الزوار الدوليين بنسبة 19% مقارنة بالفترة ذاتها من 2024، لتصل إلى 2.125 مليون زائر. أما شهر نيسان فشهد ارتفاعًا نوعيًا بنسبة 36.7% مقارنة بالشهر ذاته من العام السابق. وسجّل عدد سياح المبيت 1.765 مليون بزيادة قدرها 15.3%، فيما بلغ عدد زوار اليوم الواحد 360 ألفًا بارتفاع نسبته 41.6%. أما الدخل السياحي، فبلغ في الربع الأول من العام 1.217 مليار دينار، بزيادة بلغت 8.9%، مدفوعًا بتحسين المنتج السياحي، وتكثيف الحملات الترويجية، وتوسيع خطوط الطيران المباشر ومنخفض التكاليف. الأردن يتألق في أوساكاك - جناح ينبض بالإرث والحضارة في قلب مدينة أوساكا اليابانية، وضمن معرض «إكسبو 2025» الدولي، شارك الأردن بتميز تحت شعار «نسج المستقبل»، عبر جناح تفاعلي نظّمته هيئة تنشيط السياحة ليعكس غنى الإرث الأردني وتنوعه السياحي. صُمم الجناح ليأخذ الزائر في رحلة بصرية وصوتية بين البتراء ووادي رم والبحر الميت وجرش، مقدمًا تجربة حسية شاملة من خلال العروض التفاعلية، المنتجات العلاجية والمأكولات الأردنية التقليدية. وشهد الجناح زيارة سمو ولي العهد، الذي عبّر عن فخره بجهود الشباب الأردنيين القائمين على المشروع. كما شارك سموه في الاحتفال باليوم الوطني الأردني داخل المعرض، بحضور سمو الأميرة اليابانية هيساكو تاكامادو، حيث قُدمت عروض فنية عكست عمق التراث الأردني. ولاقت المشاركة الأردنية إشادة دولية، حيث عبّر وزير معرض إكسبو 2025 يوشيتاكا إيتو عن إعجابه بالتصميم والمحتوى، فيما أثنى رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا خلال لقائه سمو ولي العهد على دور الأردن الإقليمي وما يعكسه الجناح من صورة حضارية راقية. جوائز وتكريمات دولية - «مملكة الزمن» تضع الأردن في المقدّمة تواصل هيئة تنشيط السياحة تحقيق النجاحات على المستوى الدولي، فقد فازت مؤخرًا بجائزة «أفضل حملة إلكترونية» من مؤسسة لندن العربية عن حملتها الإبداعية «مملكة الزمن»، التي أبرزت المقومات السياحية والتراثية في الأردن بأسلوب رقمي مبتكر. الحملة جاءت ضمن استراتيجية شاملة للتسويق السياحي، استخدمت أحدث أدوات التكنولوجيا والوسائط التفاعلية، مركّزة على إبراز الأماكن التاريخية في المملكة وجاذبيتها للزوار من مختلف أنحاء العالم. في هذا السياق، عبّر الدكتور عبد الرزاق عربيات، مدير عام هيئة تنشيط السياحة، عن اعتزازه بالتكريم، مؤكّدًا أن هذا الإنجاز يدفع بالهيئة إلى مواصلة تطوير التجربة السياحية الأردنية وتوسيع دائرة الحضور العالمي. ويُشار إلى أن عربيات نال أيضًا وسام الملك عبد الله الثاني للتميّز تقديرًا لإسهاماته المميزة في تطوير السياحة، في حفل رسمي حضره كبار المسؤولين. ويُعد هذا الوسام أرفع تكريم يعكس التقدير الملكي للدور الحيوي الذي لعبه عربيات في قيادة الهيئة. عربيات يرأس لجنة السياحة بالأمم المتحدة... إنجاز أردني على الساحة الدولية : - وفي إنجاز جديد يعكس حضور الأردن على الساحة الدولية، تم انتخاب الدكتور عبد الرزاق عربيات رئيسًا للجنة الأعضاء المؤازرين في منظمة الأمم المتحدة للسياحة، وهو منصب رفيع يعكس الثقة الدولية في الكفاءة الأردنية في مجال السياحة المستدامة. أعرب عربيات عن التزامه بتعزيز التعاون الدولي في القطاع، مع التركيز على قضايا التغير المناخي والسياحة المسؤولة، مؤكّدًا سعيه لتوسيع قاعدة الأعضاء ودعم المبادرات المشتركة. ويعزز هذا المنصب من مكانة الأردن كدولة فاعلة في صناعة السياحة العالمية، ويضع الهيئة في موقع ريادي في تحديد اتجاهات السياحة المستدامة للسنوات المقبلة.