logo
‏'إسرائيل الكبرى' مشروع يبتلع فلسطين وجوارها!‏محمد النصراوي

‏'إسرائيل الكبرى' مشروع يبتلع فلسطين وجوارها!‏محمد النصراوي

ساحة التحريرمنذ 18 ساعات
‏'إسرائيل الكبرى' مشروع يبتلع فلسطين وجوارها!
‏‏محمد النصراوي

‏في الشرق، الخرائط لا تُرسم بالحبر وحده، بل بالدم أيضاً، هنا حيث حدود الدول ليست خطوطاً مستقيمةً على الورق، بل حكايات غزوٍٍ وحروب، ومعاهداتٌ تُكتب في النهار وتُخرق في الليل، وبينما الشعوب تُحاصر بالأزمات، يطل بنيامين نتنياهو ليبعثر الجغرافيا بكلمات، ويحول أوهام التوسع إلى بيانٍ سياسي، معلناً أنه يرى في نفسه حاملاً لراية 'إسرائيل الكبرى'، وكأن التاريخ لم يعلمنا أن كل إمبراطوريةٍ تبدأ بحلم، ثم تموت على وقع الحقيقة.
‏فبينما ينهار ميزان العدالة الدولية أمام سطوة القوة، خرج بنيامين نتنياهو ليعلن ما لم يجرؤ كثيرون من قبله على قوله صراحة: ارتباطه العميق برؤية 'إسرائيل الكبرى'، رؤيةٌ تتجاوز فلسطين إلى خرائط دولٍ عربية، وكأن القرن الحادي والعشرين مجرد مسرحٍ لإعادة تمثيل أطماعٍ استعمارية بلباسٍ ديني–سياسي.
‏هذا ليس تصريحاً عابراً في مقابلةٍ إعلامية، بل إعلان برنامجٍ توسعيٍ كامل، يُترجم أوهام اليمين الإسرائيلي إلى سياسةٍ رسمية، ويحول الميثاق الأممي إلى ورقة مهملة على رف التاريخ، نتنياهو يتحدث عن 'مهمة روحية وتاريخية'، بينما العالم يرى في غزة دماً يسيل، وفي الضفة الغربية حصاراً يخنق، وعلى الحدود الشمالية باروداً ينتظر شرارة.
‏الغضب العربي جاء في بياناتٍ متلاحقة من العواصم، لكن السؤال الذي يفرض نفسه: هل تكفي الإدانات الورقية لإيقاف مشروعٍ يقوم على تغيير الجغرافيا بالقوة؟ كم من المرات رسم الاحتلال حدوداً جديدة ثم فرضها كأمرٍ واقع، بينما العالم يكتفي بعبارات القلق والأسف؟
‏'إسرائيل الكبرى' ليست مصطلحاً وليد اللحظة، بل حلمٌ قديم في أدبيات الحركة الصهيونية، يختلط فيه النص الديني بالتوسع العسكري، واليوم، وفي ظل الانقسامات العربية والحروب الداخلية، يرى نتنياهو أن الفرصة مواتية لتحويل هذا الحلم إلى خرائط حقيقية، حتى لو كان الثمن إشعال حروب جديدة وإسقاط ما تبقى من وهم السلام.
‏خطورة ما يجري أن المشروع لا يستهدف الفلسطينيين وحدهم، بل يختبر سيادة كل دولةٍ عربية تقع داخل حدود الخيال التوسعي: الأردن، لبنان، سوريا، وحتى مصر ليست بعيدةً عن الخريطة التي تُرسم في ذهن نتنياهو وحلفائه، والسؤال هنا: هل نحن أمام استفزازٍ إعلامي، أم أمام مقدمةٍ لمرحلةٍ يراد فيها فرض وقائع جغرافيةٍ جديدة على أنقاض القانون الدولي؟
‏إذا كان العالم اليوم ترك غزة تحت النار منذ أشهر، ويعجز عن وقف الاستيطان الذي يلتهم الضفة، فكيف يمكن الوثوق بأنه سيمنع مشروعاً أكبر وأخطر؟ ربما هذا هو الرهان الحقيقي لنتنياهو؛ أن الذاكرة الدولية قصيرة، وأن الصمت العربي طويل.
‏إن تصريحات 'إسرائيل الكبرى' ليست مجرد كلام، بل جرس إنذار، إما أن يتحول إلى لحظة يقظةٍ عربية ودولية، أو يظل يرن حتى يأتي يومٌ نكتشف فيه أن الخرائط قد تغيرت، بينما كنا مشغولين بالتصريحات.
‎2025-‎08-‎17

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السوداني يبحث مع سيلر إفادة العراق بالخبرات الأوروبية
السوداني يبحث مع سيلر إفادة العراق بالخبرات الأوروبية

شفق نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • شفق نيوز

السوداني يبحث مع سيلر إفادة العراق بالخبرات الأوروبية

بحث رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، يوم الاثنين، مع رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى العراق توماس سيلر، المصالح المشتركة والإفادة من الخبرات الأوروبية. وذكر مكتب السوداني، في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، أن الأخير استقبل توماس سيلر بمناسبة انتهاء مهام عمله، فيما أعرب عن أمنياته بالتوفيق في مهامه الدبلوماسية المقبلة، مشيداً بالجهود التي بذلها للارتقاء بالعلاقات مع الاتحاد الاوروبي طيلة فترة عمله في العراق. وأشار السوداني، إلى حرص الحكومة على تعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبي بوصفه شريكاً استراتيجياً مهماً للعراق، وأهمية تدعيمها بما يخدم المصالح المشتركة وفتح آفاق التعاون والإفادة من الخبرات الأوروبية. من جانبه، أعرب سيلر، عن شكره رئيس مجلس الوزراء لدعمه وحرصه على تنمية العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى ضرورة تعزيز التعاون مع العراق في مختلف المجالات.

فرنسا… انعقاد اجتماع للشعب بمشاركة إلهام أحمد
فرنسا… انعقاد اجتماع للشعب بمشاركة إلهام أحمد

حزب الإتحاد الديمقراطي

timeمنذ ساعة واحدة

  • حزب الإتحاد الديمقراطي

فرنسا… انعقاد اجتماع للشعب بمشاركة إلهام أحمد

شاركت الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، إلهام أحمد، في اجتماع للشعب انعقد في مرسيليا الفرنسية. أقيم في مدينة مرسيليا الفرنسية اجتماعاً للشعب بمشاركة إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا. ونظَّم الاجتماع في قاعة Place des Rosesê، وشارك فيه مئات الأشخاص من مدينة مرسيليا والمدن المجاورة. وبدأت الفعالية بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً وتكريماً لأرواح شهداء حرية كردستان، ومن ثمَّ ألقت إلهام أحمد كلمة لفتت من خلالها الانتباه إلى مكتسبات ثورة روج آفا والوحدة الوطنية الكردية، مؤكدةً بأنَّ اختلاف الآراء مصدر ثراء وغنى، وطالبت بترسيخ روح الأخوة بين جميع الأحزاب الكردية. كما جددت إلهام أحمد تمسكهم بوحدة الأراضي السورية، ورفضهم لمشاريع التقسيم، والتزامهم باتفاق 10 آذار، وقالت 'مستقبل سوريا ممكن أن يكون في إطار دستوري يتيح للشعب العيش المشترك على أسس المساواة والعدالة'. وكما تطرق الاجتماع أيضاً إلى العملية التي تجري في تركيا حالياً بين حزب العمال الكردستاني والدولة التركية وكذلك التحركات الأمنية في المنطقة، وأوضحت الهام أحمد أنَّه على الرغم من المواقف البناءة التي تُبديها تركيا أحياناً، إلا أن العمليات العسكرية تُهدد الاستقرار وتُعرّض سلامة المدنيين للخطر. وردَّت الهام أحمد على الادعاءات التي تتدعي بأنَّ شمال وشرق سوريا مرتبطٌ بحزب العمال الكردستاني، وقالت 'أولئك الذين يدعون بوجود علاقة تربط بيننا وبين حزب العمال الكردستاني مخطئون تماماً، لا يمارس حزب العمال الكردستاني أي أنشطة في شمال وشرق سوريا'. وأشارت أيضاً عن إيمانها بالحلول السلمية وذكرت بأنَّ العيش المشترك لجميع الشعوب ممكن من خلال الاندماج. وفي نهاية الاجتماع، أجابت أحمد على أسئلة المشاركين بشكل مفصل حول الوضع السياسي في روج آفا، والهيكلية الدستورية لمستقبل سوريا، والصعوبات الاقتصادية التي تواجه المنطقة.

"ذكريات الحصار" لمدينة حمص  كتاب شاهد عيان  تحت القصف
"ذكريات الحصار" لمدينة حمص  كتاب شاهد عيان  تحت القصف

الحركات الإسلامية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الحركات الإسلامية

"ذكريات الحصار" لمدينة حمص كتاب شاهد عيان تحت القصف

عن دار المشرق ببيروت صدر كتاب " ذكريات الحصار، مع الأب فرانس فان در لوخت اليسوعيّ "الكتاب وثيقة تاريخيَّة حقيقيَّة لم يكتبْها مؤرِّخ بل شاهد عيان ، ويمكن اعتمادها مرجعًا أكاديميًّا ومصدرًا للتَّوثيق.ويقول عنه لأب سامي حلَّاق اليسوعيّ الكتاب يسرد أحداثًا، بشكل لوحاتٍ حصلت بالفعل في مدينة حمص حين حاصَر الجيش السُّوريّ جماعات المسلَّحين المناهضة لنظام بشَّار الأسد، وحاصر معهم مجموعةً كبيرة من المدنيِّين الَّذين لم يتمكَّنوا، لسببٍ من الأسباب، من الفرار قبل أن يُفرَض طوقُ الحصار. ومن بين هؤلاء شخص اختار البقاء مع مَن بَقُوا، لأنَّه كاهن كرَّس نفسه لخدمة الله من خلال خدمته للإنسان. لقد شعر بأنَّه راعٍ لهؤلاء المدنيِّين، والرَّاعي الصَّالح لا يترك خرافه في الأزمة وينجو بنفسه. إنَّه الأب فرانس فان در لوخت اليسوعيّ. وشاءت الظُّروف أن يكون مع هذا الرَّاعي شابٌّ أنهى دروسه الجامعيَّة، يحبُّ فتاةً، وخطبها، ويبحث عن عملٍ في مدينةٍ توقَّفت فيها كلُّ الأعمال. في فترة الفراغ هذه، طُلِبَ منه تطوُّعٌ شكلُه بسيط جدًّا: أن يقيم في الدَّير مع الأب فرانس كي لا يكون وحده، وأن يساعده في أعماله الإنسانيَّة. لم يتردَّد هذا الشَّاب، وهو مؤلِّف الكتاب، في الموافقة. فقد تربَّى على روح الخدمة منذ نعومة أظافره، سواء في البيت أو في «الدَّير»، أي دير الآباء اليسوعيِّين الَّذي كان يتردَّد إليه. وعلى كلِّ حال، ليس لديه عمل يمنعه من قبول هذه الخدمة. فأقام في الدَّير، وهنا بدأت الحكاية. فقد حوصر مع الأب فرانس، ورضي بذلك ولم يهرب. وكان شاهدًا على أحداثٍ تجعل القارئ محتارًا تجاه ردَّة الفعل المناسبة لما يقرأه. هل يضحك، هل يتألَّم، هل يبكي، هل يشكر الله على رعايته؟ خليطٌ عجيب من هذه المشاعر في كلِّ مشهد: رائحةُ البول الخانقة لعجوز معوَّقة تعيش في القبو وتخدمها أختها الثَّرثارة الأكبر منها سنًّا، تركُ التَّابوت يسقط على الأرض وخروج الجثَّة منه للاحتماء من القذائف التي بدأت تنهار على المقبرة، ابتسامةُ طفل فقَد ساقه لقطعة سكر قدَّموها له، نبشُ قبرٍ وفتحُ تابوتِ عجوزٍ ماتت قبل شهر لدفنِ أختها إلى جانبها لأنَّ التَّوابيت نفدت… لقد حاول الكاتب "بهجت الحوش "إبراز شخصيَّة الأب فرانس وعملَه الإنسانيّ: إسعافُ الفقراء والمعوزين، علاقاتٌ إسلاميَّة مسيحيَّة، تضامنٌ وتآخٍ بين جميع أطياف المحاصرين من أغنياء وفقراء، كبارًا وصغارًا، محاربين ومدنيِّين، مسيحيِّين ومسلمين… كما حاول الكاتب – الشَّاهد إخفاءَ نفسه قدر الإمكان، وعدم ذكر الدَّور الَّذي مارسه كمساعد للأب فرانس، والاستشارات بينهما، والقرارات المشتركة. لقد كان معه في كلِّ عمل إنسانيّ، وخاطَر معه بحياته مرارًا، وتعرَّض معه للقنص والقصف، لكنَّه لم يتباهَ بذلك بل بالعكس، سلَّط، في بعض الأحيان، الضَّوء على ضعفه وتردُّدِه، وعلى مساندة الأب فرانس له. تمّ تأليف هذا الكتاب، وقرَّر الكاتب نشره في أيَّام حُكم الأسد مع كلِّ ما في هذه الخطوة من مخاطرة. الأسماء المذكورة فيه ليست الأسماء الحقيقيَّة. فالمطَّلعون على الأحداث يعرفون مثلًا أنَّ المصوِّر فارس هو باسل شحادة الَّذي كان يوثِّق الأحداث وقُتِلَ. وحرِص الكاتب على ألَّا ينحاز لأيِّ طرف، وحرصُه هذا لم ينبع من خوف. فحين سقط النِّظام سُئل عمَّا إذا كان يريد تعديل شيء في كتابه قبل أن يُطبَع، فالأحوال تغيَّرت، ويمكنه الكلام الآن بحرِّيَّة. لكنَّه رفض إجراءَ أيِّ تغيير، لأنَّه نهَج في كتابته منهجَ الأب فرانس: عدم الانحياز لأيِّ طرف كي نتمكَّن من أن نكون عناصرَ وفاقٍ ومصالحة. فصول الكتاب قصيرة، مكتوبة بلغةٍ جذلة، تروي الأحداثَ بأمانةٍ ومن دون تضخيمٍ أو زخرفة. كثيرون قرأوه وقالوا: مَن يبدأ بقراءته لن يتركه حتَّى ينهيه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store