
اليوم ختام التجارب الرسمية لبطولتي الفورمولا 2 والفورمولا 3
تتواصل الإثارة على مضمار حلبة البحرين الدولية "موطن رياضة السيارات في الشرق الأوسط" وذلك خلال أيام التجارب الرسمية لبطولتي الفورمولا 2 والفورمولا 3 التابعتين للاتحاد الدولي للسيارات، والتي تستمر فعالياتها حتى اليوم الجمعة 28 مارس الجاري.
وسجّل ريتشارد فيرشور من فريق إم بي موتورسبورت أسرع زمن في الحصة الصباحية لبطولة الفورمولا 2، حيث سجل أفضل زمن للفة في دقيقة و46.475 ثانية، كما أنهى زميله في الفريق أوليفر جوته التجارب في المركز الثاني بفارق 0.174 ثانية فقط، بينما جاء جوشوا دوركسن من فريق أي آي أكس ريسنغ في المركز الثالث بفارق 1.509 ثانية. أكمل جون بينيت (+1.885 ثانية) من فريق فان امبرسفورت ريسنغ وفيكتور مارتينز (+1.998 ثانية) من فريق أي ار تي غراند بري المراكز الخمسة الأولى.
أما الحصة المسائية فقد حقق غابرييل ميني من فريق بريما ريسنغ أفضل زمن في 1:42.488، تبعه مارتينز بفارق 0.095 ثانية فقط، بينما جاء رومان ستانيك (+0.263 ثانية) وليوناردو فورنارولي (+0.340 ثانية)، وكلاهما من فريق انفيكتا ريسنغ في المركزين الثالث والرابع على التوالي. وحلّ فيرشور في المركز الخامس بين أفضل 21 سائق اختبار بفارق 0.379 ثانية عن الصدارة.
وخلال تجارب بطولة الفورمولا 3 كان لويس شارب من فريق رودان موتورسبورت الأسرع في الحصص الصباحية، حيث حقق أسرع لفة بزمن قدره دقيقة و48.703 ثانية. ولم يتأخر عنه توكا تابونن، من فريق آرت جراند بريكس بفارق ضئيل، إذ كان أبطأ بفارق 0.024 ثانية فقط، بينما جاء ماري بويا، من فريق كامبوس ريسينغ، في المركز الثالث بفارق 0.033 ثانية عن المتصدر. حلّ سانتياغو راموس (+0.140 ثانية) من فريق فان أميرسفورت ريسينغ، وكريستيان هو (+0.146 ثانية) من فريق دامس لوكاس أويل، في المركزين الرابع والخامس على التوالي.
في الحصة المسائية، كان بويا الأسرع بزمن قدره دقيقة و48.640 ثانية، متفوقًا بفارق 0.282 ثانية على شارب، بينما احتل جيمس وارتون، من فريق آرت جراند بريكس، المركز الثالث بفارق 0.322 ثانية. وأكمل فريدي سلاتر (+0.507 ثانية) من فريق إيه آي إكس ريسينغ، وتاسانابول إنثرافوفاساك (+0.539 ثانية) من فريق كامبوس، المراكز الخمسة الأولى.
تُقام التجارب بين الجولتين الأولى والثانية من تقويم موسم 2025 لكلتا البطولتين، وقد انطلقت البطولتين في ملبورن أستراليا، في وقت سابق من هذا الشهر، ومن المقرر أن تتصدرا السباقات المساندة لسباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا وان 2025 الذي سينطلق في الفترة من 11 إلى 13 أبريل، في جولتهما الثانية من الموسم الحالي، حيث تنطلق التجارب من الصباح وحتى المساء، ويشارك فيها 22 سائقًا من الفورمولا 2 و30 سائقًا من الفورمولا 3.
تستمر التجارب حتى اليوم الجمعة 28 مارس الجاري، وستنطلق سيارات الفورمولا 3 من الساعة 9:30 صباحًا حتى 12:00 مساء، ثم من الساعة 3:15 مساء حتى 5:45 مساء. أما سيارات الفورمولا 2، فستنطلق من الساعة 12:30 مساء حتى 3:00 مساء، ثم من الساعة 6:30 مساء حتى 9:00 مساء. ولن يكون هناك حضور جماهيري طوال أيام التجارب.
ويمكن للراغبين في حضور سباق الـ FORMULA 1 – جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج 2025 شراء تذاكرهم من خلال مراكز البيع التابعة لحلبة البحرين الدولية والمتواجدة في مجمع البحرين ستي سنتر أو عبر الموقع الإلكتروني لحلبة البحرين الدولية www.bahraingp.com والذي يتضمن أيضا مزيد من خدمات الشراء الخاصة بالتذاكر وعروض الحلبة المختلفة أو الاتصال بالخط الساخن 17450000.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ 4 أيام
- البلاد البحرينية
د. أمجد عبيد يكشف كواليس عمل الفريق الطبي في الفورمولا 1
حسن فضل: 'طب رياضات السيارات' مجال جديد ومازال في طور النمو أسدل الستار على سباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا واحد 2025 في نسختها الحادية والعشرين، التي أقيمت في الفترة بين 11 و13 أبريل، وفاز فيها المتسابق أوسكار بياستري من فريق ماكلارين بالمركز الأول. وحظيت بحضور جماهيري لافت وفعاليات متنوعة، وحققت نجاحا باهرا يعزز مكانة حلبة البحرين الدولية كموطن لرياضة السيارات في الشرق الأوسط. وبين زخم الإثارة التي ملأت حلبة السباق وأجواء المنافسة المحتدمة ومتعة وجمال الفعاليات المصاحبة وصيحات الجمهور التي خالطت أزيز محركات السيارات، هناك إثارة من نوع آخر خلف الكواليس بطلها الفريق الطبي الذي كان يخوض سباقًا رديفًا من أجل تأمين حماية أرواح السائقين والمنظمين والجمهور. ومن الفريق الطبي، تبرز شخصية رئيس الفريق الطبي لاتحاد السيارات، طبيب الطوارئ د. أمجد عبيد، الذي نقله شغفه وحبه لطب رياضة السيارات من غرف قسم الطوارئ المكتظة بالمرضى وغرفة الإنعاش إلى حلبة البحرين الدولية وسباقات الفورمولا 1 المليئة بالإثارة ليكون أهم شخصية في طب رياضات السيارات في المنطقة، وأول عربي يتقلد منصب ممثل طبي للاتحاد الدولي للسيارات FIA في سباقات الفورمولا واحد، بخبرة امتدت لقرابة العشرين عاما في سباقات الفورمولا 1 وسباقات بطولات العالم للتحمل وسباقات الاتحاد الدولي للسيارات المختلفة. وقاد بنجاح الفريق الطبي في سباقات الفورمولا 1 خارج البحرين، وأبرزها في الهند والسعودية وأذربيجان، وساهم مع الفريق بجعل البحرين رائدة في طب رياضة السيارات في المنطقة. كان لـ 'صحتنا' لقاء خاص مع رئيس الفريق الطبي في اتحاد السيارات د. أمجد عبيد للحديث عن كواليس مهامهم الطبية. من طبيب مشارك إلى رئيس الفريق الطبي أكد د. أمجد أن بداية رحلته المهنية في مجال طب رياضة السيارات كانت في العام 2004 ومن أول سباق فورمولا 1، حيث كان طبيبا مشاركا معهم، وتدرج في الفريق الطبي، حيث كان طبيبا في سيارة الإسعاف ثم طبيب سيارة استخراج المصابين، ثم طبيبا في سيارات التدخل السريع، فنائبا للرئيس، حتى تم تعيينه رئيسا للفريق الطبي لسباقات الفورمولا 1 وجميع السباقات العالمية في اتحاد البحرين للسيارات بالعام 2007. تحدي الاستمرارية والحرص على الجودة الطبية وأشار إلى التحدي الرئيس الذي يواجه الفريق الطبي في سباق الفورمولا وان هو أن تكون جاهز لجميع المستجدات الموجودة والتي تتوافق مع متطلبات الاتحاد الدولي للسيارات. وبين أنه ليس الهدف أن يقدمون أفضل خدمة؛ ولكن الاستمرارية والحرص على الجودة الطبية العالية وكفاءة الفريق الطبي وهذا يمثل التحدي الأكبر. وأضاف أن: 'هناك تحديات جديدة تتمثل في التحديثات، لذا يجب علينا أن نكون دائما في الفريق الطبي مستعدين لأي تغييرات موجودة في إجراءات السلامة وفي قوانين سباقات الفورمولا 1'. التحضيرات لسباق الفورمولا تبدأ قبل ثلاثة أشهر ولفت إلى أن التحضيرات لسباقات الفورمولا تبدأ قبل السباق بأكثر من ثلاثة أشهر، حيث تتم المراسلات الرسمية بين اتحاد البحرين للسيارات وهيئة الرياضة ويتم مخاطبة الجهات الرسمية المعنية وتتضمن المستشفيات الحكومية ووزارة الصحة والإسعاف الوطني ومؤخرا انضمت الخدمات الطبية الملكية قوة دفاع البحرين مستشفى العسكري، بتوفير الطواقم الطبية اللازمة والمعدات وتوفير الدعم الطبي للفريق الطبي. وتابع: بعدها يكون هناك تحضير عبر تدريب الفريق الطبي، حيث حرصوا في كل سنة على إقامة ندوة طب رياضة السيارات، وفي هذا العام كانت النسخة الرابعة عشرة لطب رياضة السيارات، والتي أقيمت في يوم الإثنين قبل سباق الفورمولا وان في فندق كراون بلازا بترتيب ودعم كامل من الاتحاد البحريني للسيارات، حيث تقام الندوة لتوفير المعلومات الكافية عن نظم السلامة في سباقات السيارات عن أساسيات المارشلز لجميع الفريق الطبي ويتم كذلك التطرق لطرق إسعاف وإنقاذ السائقين وآخر التحديات والتحديثات في طب التعامل مع الإصابات البليغة وطب رياضة السيارات. وأشار إلى أن الفريق الطبي يتكون من فرق عدة، حيث هناك فريق غرفة القناة والتحكم، التي تتضمن رئيس الفريق الطبي والمساعدين الإثنين والمسؤول عن التواصل مع الفريق الطبي، والثاني فريق استخراج السائق المصاب وكل فريق يتكون من 6 أعضاء يرأسهم طبيب ومسعفين ومساعد مسعف ووظيفتهم استخراج السائق المصاب من سيارة الفورمولا 1 بطريقة آمنة والحرص على تثبيت العمود الفقري وتثبيت الرقبة لمنع وجود أي إصابات ثانوية أثناء استخراج المصاب من السيارة والثالث فريق التدخل السريع ويتضمن طبيب ومسعف وسائق حيث يقوم بتقديم أساسيات الإنعاش على مضمار السباق قبل أن يتم نقله للمركز الطبي والرابع فريق الإسعاف حيث تتوافر سبع إسعافات على مضمار السباق ويتكون من مسعفين اثنين في سيارة الإسعاف ومجهزة كاملة بأحدث المعدات الطبية اللازمة لإنعاش السائق المصاب أو أحد منظمي السباق والخامس فريق المركز الطبي وهو يتضمن أطباء من تخصصات متعددة فهو عبارة عن مستشفى ميداني مصغر في مضمار السباق وسادسا فريق المشاة حيث يكونون متمركزين أمام درجات الانطلاق للفرق ووظيفتهم ترتيب الحركة على درجات السيارات أو مرآب السيارات للفرق المشاركة وسابعا فريق الدعم اللوجيستي الطبي ويكون مختص للفريق الطبي ويعمل بشكل مباشر جدا مع فريق الدعم اللوجيستي للمارشلز، وأخيرا فريق يتكون من مفتشي الأغذية حيث مهمتهم التأكد من سلامة الأغذية المتوافرة أو التي تعطى للفريق الطبي والمارشلز أثناء سباق الفورمولا 1. الفريق الطبي البحرين يقود فرقا طبية في سباقات الفورمولا 1 خارج البحرين وأشار إلى أنهم يفتخرون أنهم مثلوا البحرين في أكثر من دولة، حيث قاموا بتقييم وتغطية سباقات أخرى مثل سباقات جمهورية الهند وأذربيجان لثلاث سنوات متتالية، وسباقات الفورمولا 1 في الدرعية في الرياض وجدة. وقال 'الفرق الطبية شاركت بأكثر من عضو، حيث بعثنا فرقا كاملة مع فرق الاستخراج كاملة ونظمنا ندوات ودورات تدريبية كثيرة في كل البلدان، حيث كنا إلى جانب ألمانيا كأول دولتين في العالم يكون لديهما اعتراف دولي بإنشاء مركز تدريب للفرق الطبي، حيث يطلب منا دائما المعونة، ونحن جاهزون كفريق طبي بحريني لاتحاد السيارات في تقديم أي مساعدة لأي دولة تطلب منا هذا، ولازال يطلب منا المساعدة من دول أخرى'. قرابة 80 حالة جاءت إلى المركز الطبي في السباق الأخير وعن أبرز الحالات الطبية التي تم التعامل معها في حلبة البحرين بالسباق الأخير، لفت إلى أنهم هذه السنة تعاملوا مع ما يقارب 80 حالة جاءت إلى المركز الطبي، معظمها حالات إرهاق وإعياء سواء من الفرق المشاركة أو من الميكانيكيين أو حتى من منظمي السباق وبعض الأحيان أعراض تغيرات الجو، فكثير من الحضور من الفرق المشاركة يسافرون من بلد إلى بلد آخر، ومع تغير الجو تكون هناك أعراض بسيطة مثل الزكام والكحة ولم تسجل أي أصابات بليغة وخطيرة تهدد الحياة، فكلها أصابات بسيطة تم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج أو لعمل فحوصات أكثر غير متوافرة في المركز الطبي مثل الأشعة المتقدمة وبعض فحوصات الدم. التنسيق عند حدوث حالات طارئة واصابات وأشار أنه في حالة حدوث حالات طارئة، توجد غرفة تحكم موجود فيها رئيس الفريق الطبي ومدير السباق ورئيس السباق، حيث تتوافر لديهم أكثر من 50 شاشة يتابعون فيها السباق في كل المنحنيات والمناطق، فعند توقف سيارة أو تعطلها يظهر تنبيه على شاشات المراقبة في غرفة التحكم وتعطى الأوامر بعدها والتوجيهات من رئيس أو مدير السباق بإمكان الفريق الطبي دخول مضمار السباق بالسيارة والتوجه لمكان الحادث على المضمار. وهذا التنسيق دقيق جدا، لتفادي تعرض الفريق الطبي أو المتخصصين في تنظيم السباق من داخل الحلبة، الذين يطلق عليهم 'المارشلز'، للخطر في حال وجود سيارات غير سيارات السباق على المضمار، وتابع 'أي تدخل موجود يكون بتنسيق مباشر بيني كوني رئيس الفريق الطبي، ومدير السباق، ورئيس السباق، في طرق التعامل مع الحادث. ولفت إلى أنهم يحرصون على وجود الأطباء المدربين، ويطلبونهم من المستشفيات الحكومية، وبعض التخصصات الموجودة يجب أن يكون الطبيب برتبة اختصاصي أو كبير الاختصاصيين، ونطلب تخصصات معينة مثل طب الطوارئ وجراحة العظام والجراحة العامة وجراحة الحروق واختصاصي أشعة، مع ضرورة وجودهم في مضمار السباق وحضور الدورة التدريبية والتدريب العملي قبل السباق، كذلك أنشأ الاتحاد الدولي للسيارات منصة للتعليم الطبي، تعطي نوعا من التوعية للفريق الطبي لأي طبيب أو مسعف أو ممرض يريد أن يشارك في سباقات الفورمولا 1 أو سباقات أي سباقات معتمدة من اتحاد السيارات'. التعامل بهدوء واحترافية مع الحوادث وشدد على ضرورة التعامل بهدوء واحترافية مع أي حادث بعيدا عن الخوف والرهبة وعدم التصرف برد فعل غير صحيح قد يؤدي إلى سوء التدخل وتعرض الفريق الطبي في مضمار السباق للخطر. وأكد أنه يجب تقييم الوضع من ناحية سلامة الفرق الطبية المشاركة ونوع المساعدة الطبية التي تستجيب للحادث وتحديد الفرق الطبية الأقرب للحادث والدعم المطلوب والخيارات المتاحة كنقله إلى المركز الطبي أو الإخلاء الجوي أو إبلاغ المستشفيات الموجودة للاستلام الحالات. رسالة لمن يود دخول مجال طب رياضة السيارات ووجه رسالة إلى الشباب الذين يطمحون للعمل في مجال الطب والرياضة، حيث لفت إلى أن مجال طب رياضات السيارات مجال جميل جدا وممتع وجديد ولازال في طور النمو، وسيتطور أكثر، وهناك خطة كبيرة لدى الاتحاد الدولي للسيارات لإنشاء أكاديمية لطب رياضة السيارات، وهو كعضو في لجنة طبية يطورون من البرامج التدريبية للفرق الطبية، وبيَّنَ أن على من يود دخول هذا المجال أن يكون لديه شغف وحب لطب السيارات وقدرة على التعامل مع الحالات الحرجة وحالات الإصابات البليغة وحالات يكون فيها فرض سرعة الاستجابة، وهذا يضيف خبرة لأي طبيب يعيش هذا الطموح، ولكنه في المقابل يحتاج للتفاني وتقديم التضحيات على حساب راحته وأيام إجازاته، ويكفيه فخرا أن يكون عضوا في فريق طبي يمثل مملكة البحرين.


البلاد البحرينية
١٦-٠٤-٢٠٢٥
- البلاد البحرينية
الفورمولا 1... ريادة رياضية وعوائد اقتصادية
منذ أن استضافت البحرين أول سباق للفورمولا 1 في الشرق الأوسط عام 2004، رسّخت المملكة مكانتها كدولة رائدة في تنظيم الفعاليات الرياضية العالمية، وفتحت آفاقًا واسعة للاستثمار والسياحة، وأسهمت في تنويع الاقتصاد الوطني بعيداً عن الاعتماد التقليدي على الموارد النفطية. لقد شكّل تدشين حلبة البحرين الدولية في منطقة الصخير لحظة تاريخية، ليس على مستوى الرياضة المحلية فحسب، بل على مستوى المنطقة بأسرها. فبفضل هذه الخطوة الجريئة من الحكومة الرشيدة تحوّلت البحرين إلى وجهة سنوية لعشاق رياضة السرعة من مختلف أنحاء العالم، حيث يُتابع السباق الملايين عبر الشاشات، ويزور المملكة عشرات الآلاف من المشجعين سنويًّا. كما أن البحرين أصبحت معروفة عالميًّا بفضل هذا السباق الذي يتابعه الملايين في جميع أنحاء العالم، فالفورمولا 1 ليست مجرد فعالية رياضية فحسب، بل صناعة قائمة بحد ذاتها. وتشير التقديرات إلى أن السباق يضخ عشرات الملايين من الدولارات سنوياً في الاقتصاد المحلي من خلال الإنفاق على الفنادق، والمطاعم، والنقل، والتسوق، والخدمات اللوجستية، كما يوفر آلاف الوظائف المؤقتة والدائمة في قطاعات متعددة، ويعزز من حركة الطيران والسياحة. ومع تنامي الوعي البيئي، شهدت السنوات الأخيرة توجهًا نحو الاستدامة في تنظيم السباق، من خلال اعتماد تقنيات هجينة صديقة للبيئة، ما يعكس حرص المملكة على مواكبة التطورات العالمية، وتقديم نموذج متوازن بين الحداثة والاستدامة. كما أنه بفضل الفورمولا 1، أصبحت البحرين معروفة لدى جمهور عالمي واسع، وأثبتت قدرتها على تنظيم أحداث كبرى بمعايير احترافية عالية. ولم يقتصر النجاح على السباق ذاته، بل أصبح نقطة انطلاق لسلسلة من الفعاليات الرياضية والثقافية المصاحبة، ما يعزّز صورة المملكة كوجهة ديناميكية ومتجددة. وقد كرّست هذه التجربة الناجحة ثقة المنظمات الدولية في الكفاءات البحرينية التي أثبتت جدارتها في الإدارة والتنظيم، ما فتح المجال أمام استضافة فعاليات رياضية أخرى كالفورمولا 2، والفورمولا 3، والبطولات الإقليمية في سباقات التحمل والكارتنغ. ومع مضي أكثر من عقدين على انطلاق السباق، بات واضحاً أن الفورمولا 1 في البحرين ليست مجرد حدث موسمي، بل قصة نجاح مستدامة. إنها تجسيد لرؤية اقتصادية طموحة تسعى لتوسيع مصادر الدخل، وترسيخ اسم مملكة البحرين في ذاكرة الرياضة العالمية. ومع كل موسم جديد، تتجدد الفرصة لتقديم البحرين للعالم بصورة مشرقة، تجمع بين الأصالة والتطور، وتُبرز قدرة بلد صغير في حجمه، كبير في طموحه، على أن يكون في مقدمة المشهد العالمي. وفي هذا المقام، أود أن أنوه بما ذكره صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حينما أكد في تصريحات لسموه على هامش السباق بأن النجاحات التي تواصل تحقيقها مملكة البحرين في استضافة وتنظيم البطولات والفعاليات الرياضية العالمية تقف خلفها الكوادر الوطنية، التي بقدراتها التنظيمية عززت مقومات المملكة لأن تكون وجهة مميزة لمختلف الفعاليات الرياضية الكبرى، ومنها رياضة السيارات، بما يدعم المسيرة التنموية الشاملة بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، مشيرًا سموه إلى ما تحظى به رياضة سباقات السيارات من اهتمامٍ شكل الباعث لمواصلة تطويرها وتعزيزها وفتح نطاقاتٍ أوسع للاستثمار فيها. لا شك أن تنويه وإشادة سموه بالكوادر الوطنية البحرينية المتميزة تعتبر شهادة لكل بحريني ساهم بشكل مباشر في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي الكبير، ودافعًا كبيرًا لتحقيق نجاحات أخرى في مختلف المجالات. كلمة أخيرة.. على الرغم من أنني لم أتمكّن من حضور سباق هذا العام لوجودي خارج المملكة، وتحديدًا في إسطنبول، ولكن ما أثلج صدري وأسعدني كثيرًا هو ما سمعته من أحد المواطنين الأتراك من خلال حديثه عما شاهده في البحرين أثناء حضوره السباق عام 2023، حيث أشاد كثيرًا بالتنظيم الرائع والمتميز للسباق، ناهيك عن حديثه عن التطورات التي شهدتها البحرين في جميع المجالات، مركزًا على طيبة وأصالة الشعب البحريني الذي اعتبره سببًا رئيسًا لنجاح السباق وبشهادة الجميع. الشعب البحريني يعتبر عملة صعبة، ويثبت نفسه في كل محفل لما يتمتع به من قدرة كبيرة على تحمل المسؤولية وولائه المطلق لقيادته ووطنه، ويستحق أن ترفع له القبعة.. ربي احفظه وارزقه من واسع فضلك.


الوطن
١٤-٠٤-٢٠٢٥
- الوطن
«الفورمولا 1».. ونبض لا يتوقف
على مدى أكثر من عشرين عاماً أصبح سباق جائزة البحرين الكبرى واحداً من أكثر السباقات إثارة في موسم الفورمولا وان، وهو من أكثر الجوائز مشاهدة على قنوات البث المباشر في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن كونها أكثر الوجهات التجارية نجاحاً، ومقصداً لمحبي تلك الرياضة والسائحين من كافة أقطار العالم، وذلك بفضل المتابعة المستمرة من قِبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، والتوجيهات المستمرة لتطوير مجال الرياضة بشكل عام سواء على مستوى البنية التحتية وتهيئة المناخ الملائم للابتكار، حتى تكون الرياضة ثقافة مجتمعية تؤسس لمجتمع صحي، وتكون جزءاً لا يتجزأ من العمل الوطني، وهو ما تجلى في التخطيط والتنظيم والإدارة الدقيقة التي تحرص على إخراج هذا الجهد بما يليق بصورة المملكة ومكانتها الإقليمية والدولية، وقد انطلق السباق الليلي لبطولة الفورمولا وان في حلبة البحرين الدولية هذا العام تحت شعار «نبض الصحراء لا يتوقف»، وتعتبر هذه السنة الخامسة على التوالي التي يجري اختيار حلبة البحرين الدولية لاستضافة التجارب الحرة الرسمية لتلك الرياضة، حيث تحظى هذه الحلبة بتوافر خمس محطات مراقبة وهو ما يضمن زاوية رؤية بدرجة 360 لمضمار المسابقة، وتُعدّ منذ عام 2004 أول حلبة على الإطلاق في منطقة الشرق الأوسط تستضيف بطولة العالم للفورمولا وان، وتمّ استضافة هذه البطولة لأول مرة في الصخير عام 2009، ثم في عام 2014، وباتت تستضيفها المملكة كل عام، وهو ما يؤكد مكانة السباق كحدث رياضي عالمي ويعكس الوجه الحضاري للمملكة وقدرتها على تنظيم وإدارة مثل هذا الفعاليات الدولية، وحشد شغف المجتمع برياضة السيارات، والمساهمة في تعزيز السياحة الرياضية وجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، وهو ما يظهر من حجم الفرق المشاركة، والوفود السياحية التي تحرص على حضور البطولة، والاستمتاع بالفعاليات الترفيهية التي تتخلل جدول البطولة، بحضور فنانين عالميين، وفعالية العجلة الدوارة العملاقة التي تحظى بشعبية كبيرة بين زوار الحلبة، إلى جانب عروض مخصّصة للأطفال، والمزادات الخيرية التي تتمّ لصالح المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية بالتعاون مع فرق الفورمولا وان وغيرها. وختاماً نهنئ مملكة البحرين قيادة وحكومة وشعباً بفوز فريق ماكلارين بالمركز الأول في سباقات الفورمولا وان، والذي جاء بجهود كبيرة ومتواصلة قادها فريق البحرين في إطار مشروع استثماري وطني، والمجد للبحرين قيادة وشعباً.