logo
أمريكا وهزائمها التسع

أمريكا وهزائمها التسع

26 سبتمبر نيت١١-٠٥-٢٠٢٥

منذ نشوء الولايات المتحدة الأمريكيّة وقيامها على أنقاض السّكان الأصليين لها من الهنود الحمر الذين شنّت عليهم حرب إبادة عملت على إعداد قوّةٍ عسكريّةٍ وبحريةٍ متكاملةٍ لا يستهان بها وتدخّلت في نزاعات في العديد من مناطق العالم كونها تعتبر من (القوى العظمى) أو كما تعتبرها بعض الدّول العربيّة والغربية بأنّها (القدر الذي لا يُرد)
وعلى عكس ما كانت تتصوّره بعض تلك الدّول فقد أثبتت التّجارب التّاريخيّة أنّ أمريكا هزمت في العديد من الحروب التي خاضتها ودفعت ثمن تدخّلها لتنتهي تلك الحروب بتراجعها مدحورةً امام خيارات الشّعوب.
فتاريخ امريكا مليء بالهزائم التي منيت بها على مستوى المعارك الداخلية كما حصل في عام 1876م حين خاضت الولايات المتحدة حرباً ضدّ قبائل الشايان وأراباهو من الهنود الحمر في نهر باودر التي تعرف حالياً بولاية مونتانا أدّت إلى انتصار الهنود الحمر بعد إلحاق خسائرَ فادحةٍ في صفوف القوّات الفيدراليّة الأمريكيّة ومرورا بسلسلة من الحروب الخارجية المتنقلة وصولا الى هزيمتها في اليمن كما يلي :
1- حرب 1812 التي استمرّت لعامين من المعارك بين الولايات المتحدة الأمريكيّة وبريطانيا العظمى بسبب انتهاك بريطانيا للحقوق البحريّة الأمريكيّة والإعتداء عليها فقامت بريطانيا بشنّ هجوم أدّى إلى إحراق العاصمة واشنطن وإحراق الكونغرس والبيت الأبيض لتنتهي الحرب بهزيمة الولايات المتحدة الأمريكيّة وتوقيعها على معاهدة في 24 ديسمبر/كانون الأوّل عام 1814م.
2 -الغيمة الحمراء وقعت بين قبائل لاكوتا سو وقبائل أراباهو الشّمالية وقبائل الشايان الشمالية من جهة، والولايات المتحدة الأمريكيّة وقواتها النظامية من الجهة الأخرى واستمرّت لعامين (1866- 1868م) وانتهت بانتصار القبائل.
3 -حملة فورموزا (أو حرب بايوان)، دارت عام 1867م، في تايوان وفيها انسحبت القوّات الأمريكيّة قبل تحقيق هدفها المتمثّل بهزيمة قبائل بايوان من السكان الأصليين.
4 -الحرب السّاموية الثانية للسيطرة على جزر ساموا والذي كان قائماً بينبريطانيا وأمريكا وألمانيا فكانت الهزيمة قدر أمريكا وبريطانيا.
5 -معركة فيلالي الثّانية التي وقعت في خلال الحرب الساموية الثانية (1898-1899م)، هزمت القوّات البريطانيّة والأمريكيّة والساموية الموحَّدة الموالية للأمير السامويتانو على يد الثّوار السّامويين المواليين لموتافا لوسيفو، زعيم قبائل السامويين في فيلالي في دولة ساموا.
6 -الحرب الكورية بين عامَي 1950 و1953م كانت بمثابة هزيمةٍ ساحقةٍ للولايات المتحدة الأمريكيّة في الحرب غزو خليج الخنازير.
7 -حرب خليج الخنازير في كوبا حيث أضافت الولايات المتحدة الأمريكيّة هزيمةً جديدةً إلى سجل هزائمها.
8 -حرب فيتنام (1955-1975) أكبر الهزائم في تاريخ أمريكا التي منيت بخسائرَ كبيرةٍ في تلك الحرب وأُجبرت على الانسحاب.
اليمن: هزيمة أمريكا التاسعة
لم تثنِ تلك الهزائم الولايات المتحدة عن المضي في سياساتها الاستكباريّة من خلال دعم الكيان الصّهيوني والتدخّل في شؤون الدّول ومحاولة فرض هيمنتها عليها لا سيّما في دول المنطقة التي شكّلت شعوبها قوّة لمواجهة المشروع الامريكيّ ومن تلك الدّول اليمن الذي دعمت فيه الولايات المتحدة تحالفاً سعوديّاً إماراتيّاً دوليّاً لمواجهة اليمن الذي خرج منتصراً بعد أكثر من تسع سنوات من الحرب الكونيّة عليه لتعاود شنّ عدوانٍ جديدٍ دعماً للكيان الصّهيوني في حربه على غزّة وفي محاولةٍ لتأمين حركة عبور السّفن للكيان الصّهيوني عبر البحر ففي الخامس عشر من آذار/مارس، أطلق الرئيس الاّمريكي دونالد ترامب شنّ حملةً عسكريّةً على اليمن، حملة فشلت في تحقيق أهدافها وأدّت إلى هزيمة الولايات المتحدة وتراجعها عن قرار الحرب لتضيف إلى سجل هزائمها هزيمةً نكراء على أيدي شعبٍ محاصرٍ هشّم صورة البحريّة الأمريكيّة وقوّات نخبتها.
كان لهزيمة أمريكا في اليمن طعمٌ أكثر سحراً ومشهدٌ أكثر جذباً فعلى الرّغم من كلّ هزائم أميركا التي تلقتها على أيدي الجيش البريطاني أو الألماني أو الهنود الحمر او في كوبا وغيرها، ففي اليمن طغت هزيمة الأمريكيين في هذا العصر على كل الهزائم. فعظمة الانتصار اليمني تكمن في حصاره الذي كسر وفي عدم تكافؤ قدراته العسكريّة معاً للترسانة العسكريّة الأمريكيّة وفي رجاله الأشداء الذين لا يخافون لومة لائم وفي شعبه الأبي الذي صار مدرسةً في العزّة والإباء والتضحية فاستحقّ اليمن أن يكون عزيزاً أعزّ أمّة وخاض معركته ليخرج منتصراً نصراً إلهيّاً لا لبس فيه.
#كاتب وإعلامي لبناني

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كندا تدرس الانضمام لـ"القبة الذهبية" الأمريكية في ظل سباق التسلح الصاروخي
كندا تدرس الانضمام لـ"القبة الذهبية" الأمريكية في ظل سباق التسلح الصاروخي

اليمن الآن

timeمنذ يوم واحد

  • اليمن الآن

كندا تدرس الانضمام لـ"القبة الذهبية" الأمريكية في ظل سباق التسلح الصاروخي

أعلن رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، اليوم الخميس، أن بلاده تدرس الانضمام إلى مشروع "القبة الذهبية"، المنظومة الدفاعية الصاروخية الجديدة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأوضح كارني أن المشروع يعكس تحولاً في موازين الردع الاستراتيجي، مؤكدًا أن أوتاوا تجري تقييمًا شاملًا للمشاركة فيه. وكان ترامب قد كشف عن المنظومة الدفاعية بتكلفة 175 مليار دولار، مع تخصيص 25 مليارًا منها كتمويل مباشر ضمن مشروع قانون مقترح في الكونغرس.

ترامب يكشف عن "القبة الذهبية"
ترامب يكشف عن "القبة الذهبية"

اليمن الآن

timeمنذ 3 أيام

  • اليمن الآن

ترامب يكشف عن "القبة الذهبية"

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مؤتمر صحفي عقده بالبيت الأبيض، عن تفاصيل مشروع دفاعي جديد يحمل اسم "القبة الذهبية"، والذي يُنتظر أن يدخل الخدمة قبل نهاية ولايته الحالية. وأوضح ترامب أن المشروع، الذي وصفه بـ"التاريخي"، يأتي ضمن جهود الإدارة لتعزيز القدرات الدفاعية الاستراتيجية للولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن التكلفة الإجمالية للمنظومة تبلغ نحو 175 مليار دولار. وأكد الرئيس الأمريكي أن مشروع القانون المقترح أمام الكونغرس سيشمل 25 مليار دولار كتمويل مباشر للمنظومة، بينما ستوزّع بقية التكلفة على مراحل التطوير والبنية التحتية المرتبطة بها، دون أن يقدّم تفاصيل تقنية عن طبيعة النظام أو الجهة المُنفذة. ويُعتقد أن "القبة الذهبية" ستكون امتدادًا لتوجهات أمريكية سابقة نحو أنظمة الدرع الصاروخي، وسط تساؤلات من الأوساط الدفاعية حول أهداف المشروع، خاصة في ظل غياب الشفافية التقنية وظهوره في توقيت سياسي حرج قبيل الانتخابات.

العفو الدولية تقول إن هجمات أمريكية وراء قصف مجمع سجن صعدة وتدعو واشنطن للتحقيق
العفو الدولية تقول إن هجمات أمريكية وراء قصف مجمع سجن صعدة وتدعو واشنطن للتحقيق

اليمن الآن

timeمنذ 3 أيام

  • اليمن الآن

العفو الدولية تقول إن هجمات أمريكية وراء قصف مجمع سجن صعدة وتدعو واشنطن للتحقيق

قالت منظمة العفو الدولية يوم الاثنين إن غارة جوية أمريكية استهدفت مركز احتجاز للمهاجرين في محافظة صعدة شمال غرب اليمن أواخر شهر أبريل الماضي، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات، داعية إلى فتح تحقيق فوري في الحادث باعتباره "انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني". وذكرت المنظمة، في تقرير أن الهجوم الذي طال مجمع سجن صعدة أصاب مركز احتجاز للمهاجرين ومبنى آخر، وفقاً لتحليل صور الأقمار الصناعية، مشيرة إلى أن الغارة تأتي ضمن سلسلة ضربات أمريكية أودت بحياة وإصابة مئات المدنيين منذ منتصف مارس 2025. وقالت أنياس كالامار، الأمينة العامة للمنظمة: "هاجمت الولايات المتحدة مركز احتجاز معروف يحتجز فيه الحوثيون المهاجرين الذين لم يكن لديهم وسيلة للاحتماء"، مضيفةً: "تثير الخسائر الكبيرة في أرواح المدنيين في هذا الهجوم مخاوف جدية بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة قد امتثلت لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك قواعد الحيطة والتمييز". وأكد شهود عيان للمنظمة، زاروا المستشفى الجمهوري ومستشفى الطلح العام عقب الضربة، أنهم شاهدوا "ما يزيد عن العشرين من المهاجرين الإثيوبيين المصابين"، بعضهم "بساقين مبتورتين" وآخرون في "حالة حرجة". ووفقًا للشهادات، لم تستطع مشارح المستشفيين استيعاب كافة الجثث، ما اضطر العاملين إلى تكديسها في الخارج. وقال أحد الشهود: "أخبروني أنهم كانوا نائمين عندما أصيبوا بالصاروخ الأول عند حوالي الساعة 4 صباحاً (...) قالوا إنهم استيقظوا ليجدوا جثثاً مقطعة الأوصال حولهم. كان الرعب والصدمة ظاهرين على وجوههم". ووفقاً لتحليل خبراء أسلحة لدى العفو الدولية، أظهرت شظايا تم جمعها من الموقع أنها تعود إلى قنبلتين صغيرتين من طراز GBU-39، تزن الواحدة 250 رطلاً على الأقل، حسب ما نشرته المنظمة، لافتة إلى أن القيادة المركزية الأمريكية لم تعلن عن الهدف العسكري المقصود، لكنها قالت إنها "تقيّم المزاعم حول وقوع خسائر مدنية". وحذّرت المنظمة من أن "أي هجوم لا يميز بين المدنيين والأعيان المدنية من جهة، والأهداف العسكرية المشروعة من جهة أخرى، يشكل هجوماً عشوائياً وانتهاكاً للقانون الدولي الإنساني". وأضافت كالامار: "على الولايات المتحدة إجراء تحقيق فوري ومستقل وشفاف في هذه الضربة الجوية وفي أي غارات جوية أخرى أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين"، داعية الكونغرس الأمريكي إلى "ممارسة دوره الرقابي وضمان استمرار جهود التخفيف من الأضرار المدنية". وكانت وزارة الداخلية التي يديرها الحوثيون ذكرت أن مركز الاحتجاز كان يضم 115 مهاجراً لحظة الهجوم، قُتل منهم 68 وأصيب 47 آخرون، في ما قد يكون أسوأ هجوم أمريكي على المدنيين منذ غارة الموصل عام 2017، إذا تأكدت هذه الأرقام، وفق المنظمة. وتقول منظمة العفو إن القيود المفروضة من قبل سلطات الحوثيين حالت دون التحقق المستقل من عدد الضحايا أو التحدث إلى الناجين، وسط تقارير عن حملة قمع تستهدف كل من يحاول نشر معلومات تتعلق بالغارات الأمريكية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store