
أيها الرئيس أيّها الشيخ لا تشاركا في الحكومة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
لبنان لم يعد في القبضة الأميركية فحسب، في القبضة "الاسرائيلية". دونالد ترامب "الحاخام" الأعظم، مثلما هو الأمبراطور الأعظم، أطلق العنان لبنيامين نتنياهو ليس فقط لاقامة "اسرائيل الكبرى"، وانما لاقامة "اسرائيل العظمى". لا فلسطيني في غزة، ولا فلسطيني في الضفة، حتى ولا داخل الخط الأخضر. دولة "يهودية" خالية من الأغيار (الغوييم)، اذ ذاك ترفع أقواس النصر بجماجم هؤلاء الآخرين، لاستقبال "الماشيح" المخلص. أي خطر يهدد "اليهود؟
شمعون بيريز الذي اضطلع بدور مكوكي بين "تل أبيب" وباريس، أي بين دافيد بن غوريون وصديقه غي موليه، لانشاء مفاعل ديمونا (وحيث ولدت القنبلة النووية)، قال "الآن بنينا الهيكل الثالث، الذي لا تستطيع أي قوة في الأرض هدمه"، بعدما هدم نبوخذنصر البابلي الهيكل الأول، وهدم تيتوس الروماني الهيكل الثاني.
العرب كوميديا بشرية، باقون هكذا الى الأبد. لا اسلام الآن سوى اسلام تورا بورا. "الحاخام" مئير كاهانا اعتبر أن المسيحية والاسلام بدعتان في الطريق الى الاندثار. لن تبقى هناك سوى الديانة "اليهودية" التي هي حقاً ديانة الله الأولى والأخيرة. الغريب تخوفه أن تهدم أميركا، وبسبب صراع المصالح، وتأثيره في بنيتها الأخلاقية والفلسفية، الهيكل الثالث.
هل نتصور أن نتنياهو الذي ما زالت طائرته تذكرنا بابقاء مقابرنا مفتوحة على مصراعيها، قد أزال البلدات الحدودية من الوجود لدواع أمنية فقط، أم لترحيل الشيعة من الجنوب، وحتى من كل لبنان، اذا صدقت المعلومات الخطيرة التي تقول ان ممثلين من الحكومة "الاسرائيلية"، وآخرين من الادارة السورية، يعقدون اجتماعات متتالية للبحث في الموضوع اللبناني. ليس فقط مصير حزب الله، وانما مصير الشيعة. تذكروا أن هناك أكثر من مليوني نازح سوري في لبنان، مَن استبقاهم، ومن يصر على بقائهم؟ لعلكم تعلمون...
لذلك نقول للرئيس نبيه بري، وهو العالم بكل الخفايا، وللشيخ نعيم قاسم الذي قال هرتسي ليفي ان دوره آت، مكانكما ليس في الحكومة. وجودكما فيها يعني دفعكما الى الزاوية، لاعتبار الكثيرين أن الثنائي مسؤول عن كل المصائب والويلات التي حلت بالبلاد. الخطة باستثارة كل القوى السياسية والطائفية، لتفجير الداخل اللبناني وحصار الشيعة، الذين باتوا بين اسنان أحمد الشرع في الشمال، واسنان بنيامين نتنياهو في الجنوب. هل الحقائب الخمس هي التي تنقذ الشيعة من "بئس المصير"؟ وهل حقيبة المالية بفضائحيتها، مدخل الشيعة الى المعادلة التي لم يكونوا يوماً جزءاً منها، لا في ميثاق 1943 ولا في وثيقة 1989؟
هذا ليس كلاماً في الهواء أو في الهباء. الآن عمليات جراحية كثيرة ومتتالية، لاستكمال السيناريو الخاص بتغيير الشرق الأوسط. لا أحد في الحلبة سوى أميركا وسوى "اسرائيل"، ما يستدعي أقصى حالات الحيطة والحكمة ايضاً.
ندرك الأداء الاسطوري لرجال المقاومة، المسألة ليست بهذه السهولة، لكن الشيعة اللبنانيين الذين شهدوا أنواعاً مختلفة من التهجير، والذين كانوا وما زالوا ضحايا كل الأمبراطوريات وكل الممالك وكل القبائل التي حكمت المنطقة، هم الآن أمام اختبار وجودي قد يكون الأشد هولاً في تاريخهم، ما يستدعي الحد الأقصى من الوعي بما يجري حولهم وفوقهم، لا شك أن أخطاء قاتلة قد حدثت، ولا مجال في اي حال، لا للحديث عن أسبابها ولا عن خلفياتها. تذكروا أن جهة لبنانية أبدت خيبتها (ولكن بلغة ملتبسة) لعدم اغتيال "اسرائيل" للسيد حسن نصرالله ابان حرب 2006. هذه المرة أخذ نتنياهو بـ"نصيحة" الجهة اياها.
كم كنا سذّجاً بوصفنا نتنياهو بـ"دونكيشوت اليهودي" عندما قال لدى اطلاقه العملية العسكرية ضد غزة، بـتغيير الشرق الأوسط ( بمؤازرة الولايات المتحدة). كيف لهذا الرجل أن يفعل ما لم يتمكن الأباطرة وحتى الآلهة من فعله؟ امتطى ظهر جو بابدن ـ البطة العرجاء ـ وها هو يكمل مهمته في تغيير المسار الاستراتيجي والايديولوجي للمنطقة.
كلام هائل داخل الأوساط السياسية والديبلوماسية العربية. مشاركة الثنائي في حكومة نواف سلام هي المجازفة الكبرى، ان لم يكن الانتحار الكبير. مرة واحدة، ليحاول الشيعة الافادة من المآسي التاريخية التي مروا بها. اتركوا الحقائب (هل هي الدجاجات التي تبيض الذهب أم هي الركيزة الدستورية لشرعية الطائفة)؟
ثمة شيعة (الشيعة الأحرار كما يصفون أنفسهم) جاهزون لشغلها ضماناً لميثاقية تفتقد الأساس الفلسفي للميثاقية اذا عدنا الى المادة 95 من الدستور، ولطالما كانت هاجس الرئيس نبيه بري الذي لا شك أنه يدرك حساسية المرحلة وخطورة المرحلة. الجنون الأميركي ـ "الاسرائيلي" في ذروته وضد الثنائي بالذات. في هذه الحال، ما الحكمة في أن يكون في الخطوط الأولى، ما دام المسرح الداخلي، وبالتدخل الخارجي، قد بات جاهزاً للتفجير؟
مكان الشيعة الآن على الأرض، لا في العلالي، ولا بين اصحاب المعالي. الحكومة مصيدة محكمة. ما الغاية من التلميحات الأميركية والتهديدات "الاسرائيلية" (والهجمات السورية عند الحدود) الشديدة الوضوح؟ في نظرنا، المشاركة في الحكومة خطيئة الخطايا، نهاية النهايات.
هذا لا يعني في اي حال، أن طريق ترامب ـ نتنياهو في الشرق الأوسط مفروش بالورود. ثمة مفاجآت وهي تقترب...

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

المدن
منذ ساعة واحدة
- المدن
بعد الإساءة إلى سلام... بيان توضيحيّ من حزب الله
شهد ملعب مدينة كميل شمعون الرياضيّة في بيروت، عصر اليوم الجمعة، حضورًا سياسيًّا بارزًا خلال مباراة كرة القدم بين فريقي الأنصار والنجمة، والّتي تُعدّ من أكثر المباريات شعبيةً في الدوري اللّبنانيّ. وتقدّم الحضور الرسميّ رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، ترافقه وزيرة الشباب والرياضة نوار بيرقداريان، إلى جانب رئيس الاتحاد اللّبنانيّ لكرة القدم هاشم حيدر، في إشارة واضحة إلى حرص الحكومة الجديدة على الانخراط في الحياة الرياضيّة ودعم الرياضة اللبنانيّة. إلّا أنّ الأجواء الرياضيّة لم تخلُ من التوتر السّياسيّ، حيث رُفعت في مدرجات الملعب أعلام "حزب الله"، كما هتف بعض المشجعين بعبارات لافتة موجّهة لرئيس الحكومة، من بينها: "يا نواف اسمعنا منيح، يا الله باسم الله حسن نصر الله". وفي هذا السّياق، أصدرت العلاقات الإعلاميّة في حزب الله بيانًا أعربت فيه عن رفضها واستنكارها الشديدين للهتافات الّتي وُجّهت ضدّ رئيس الحكومة نواف سلام. واعتبر البيان أنّ "مثل هذه التصرفات تتنافى مع القيم الوطنيّة والأخلاق الرياضيّة، ولا تخدم الاستقرار والوحدة الوطنيّة الّتي يحتاجها لبنان في ظلّ الظروف الراهنة". وأضاف البيان: "ندعو جميع اللبنانيين إلى التحلي بأعلى درجات المسؤولية الوطنيّة وعدم الانجرار خلف شعاراتٍ مستفزة ومسيئة، لا تؤدي إلّا إلى مزيدٍ من التوتر والانقسام، لا سيّما في هذه المرحلة الدقيقة الّتي تستمر فيها الاعتداءات الإسرائيليّة على بلدنا لبنان".

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
عشية الانتخابات البلدية: بلدة جنوبية خارج توافق "الثنائي"
شب خلاف سياسي بين قيادتي حركة أمل وحزب الله في بلدة كفرا الجنوبية – قضاء بنت جبيل، على خلفية انتخابات المجلس البلدي، على الرغم من تحالفهما في القرى الأخرى والتي معظمها انتهت فيها الانتخابات البلدية بالتزكية. وبحسب المعلومات ، فإن التفاهم المسبق بين الجانبين في بلدة كفرا نصّ على مبدأ المداورة في رئاسة البلدية خلال السنوات الست المقبلة، بحيث يتناوب ممثل عن كل من الحزبين على رئاسة المجلس البلدي، غير أن مسؤول "حزب الله" في البلدة، أخلّ بهذا الاتفاق، من خلال تشكيل لائحة تضم غالبية المرشحين المحسوبين على الحزب، ورفض مبدأ المداورة بشكل قاطع. وردًّا على هذا الخرق، قررت حركة "أمل" سحب مرشّحيها من المعركة الانتخابية، ما يعني عمليًا انسحابها من السباق البلدي في البلدة وترك الميدان لمرشحي "حزب الله". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
معركة صيدا: الاختبار الأخير للشارع السنّي قبل الانتخابات النيابيّة 2026 بعد بيروت وصيدا اليوم... المخزومي يفشل في فرض نفسه مرجعيّة سنيّة بديلة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب رغم الإعلان الواضح والصريح للرئيس سعد الحريري بأنه وتيار المستقبل والحزبيين في حزبه انهم لم يخوضوا الانتخابات البلدية والاختيارية ترشيحًا واقتراعًا مع ترك حرية القرار للناخبين المقربين، فان المعطيات والوقائع أكدت على الارض ان ماكينات المستقبل في بيروت وصيدا، خاضت "معركة شرسة"، لإسقاط واضعاف خصوم الرئيس سعد الحريري ومحاولة وراثته على بعد سنة وبضعة اشهر عن انتخابات ربيع 2026 النيابية. وتؤكد اوساط سنية متابعة لما جرى في بيروت لـ "الديار"، ان القوى السنية ذات توجه المشاريع الخيرية الاسلامية (الاحباش)، حصلت على 6 مخاتير ومقعدين في البلدية. والجماعة الاسلامية حافظت على وجودها السني البيروتي عبر 4 مقاعد اختيارية. اما النائب فؤاد مخزومي، فتقول الاوساط نفسها ان مخزومي فشل مرة جديدة كما في العام 2018 والعام 2022 في تقديم نفسه كمرجعية سنية بيروتية تقرر وتشكل اللوائح وتربح الاستحقاقات الانتخابية، اكان في النيابة في العام 2022 ، حيث كان يمني مخزومي نفسه بحاصل نيابي ثان، اتت النتائج ليفوز وحيداً وبشق النفس. اما في انتخابات بيروت الاخيرة، فإنه "اقنع" الجميع بأنه سيشكل الثقل السني للائحة، فأتت النتائج مخيبة للامال بعدما تبين انه "اقتنص" رئاسة البلدية بالفي صوت جيرها للائحة مقابل 10 الاف كان وعد بها حلفاؤه السنة على لائحة " بيروت تجمعنا". اما في صيدا والتي تخاض فيها اليوم معركة شرسة بين 4 لوائح مكتملة واخرى غير مكتملة، يتردد في صيدا ووفق معلومات لـ "الديار"، ان مخزومي يدعم "تحت الطاولة" لائحة "صيدا بدا ونحنا قدا" برئاسة الصيدلي عمر محمد مرجان، والمدعومة من عائلات والمجتمع المدني ويدعمها النائب عبد الرحمن البزري. في المقابل، تنفي اوساط بيروتية سنية ان يكون لمخزومي القدرة على دعم لائحة البزري- مرجان وان ليس لديه اصواتا سنية في صيدا. وبين التأكيد والنفي، تلفت الاوساط السنية والمعنية بالبيت السني الى ان على خصوم الحريري والمحاولين "وراثته"، ان يراجعوا حساباتهم وان يعيدوا ترتيب اوراقهم. فلا يعني ضعف "المستقبل" وتراجعه شعبيا بابتعاده عن السلطة والحكومة والبرلمان وبالتالي انعدام قدرته على تقديم خدمات ومنافع لجمهوره من "كيس مؤسسات الدولة" بعد خروجه من "جنة السلطة"، انتهاءه وانعدام وجوده في الشارع السني في صيدا وبيروت، ولا سيما انه لا يزال ممسكًا بمفاتيح شعبية واختيارية ومناطقية، وهذا طبيعي في ظل وجوده في السلطة عبر الحريري الاب منذ العام 1992. وترى الاوساط ان احد الطامحين الكبار لوراثة الحريري، هو المخزومي نفسه الذي لم يستطع تسويق نفسه كمرجع سني بيروتي، لا شعبيا ولا عند السعودية، ولا حتى عند الاميركيين. كما لم ينجح في تسويق نفسه كمرشح "للممانعة" حيث كان يرى حزب الله في سعد الحريري المرشح السني الطبيعي والوسطي الذي يمكن التفاهم معه.