البحرية الأمريكية تعزز التعاون مع حلفائها بتوسيع صيانة المعدات
أبرمت مكتب البحوث البحرية الأمريكية (ONR) عقدًا مع شركة بيكون إنتراكتيف سيستمز لتوسيع تطبيق صيانة المعدات بناءً على الحالة التشغيلية (CBM+) مع أحد شركاء البحرية الأمريكية في منطقة المحيط الهادئ.
يهدف هذا المشروع إلى تعزيز الوعي التشغيلي والتكامل بين الأنظمة المختلفة، بما يتماشى مع رؤية وزارة الدفاع الأمريكية لزيادة التعاون مع الحلفاء والشركاء الدوليين.وبموجب هذا العقد، ستتعاون شركة بيكون مع جامعة ماساتشوستس لويل لتطوير محاكي جسر جديد مخصص للتجارب المستمرة، والذي سيعمل كبيئة بحثية لدراسة تأثيرات الوعي التشغيلي الرقمي على أداء البشر. تعتمد هذه المبادرة على المنتجات الرقمية لشركة بيكون مثل eLogBook و SEAS، وهما نظامان مستخدمان حاليًا عبر البحرية الأمريكية لتسهيل إدارة الفرق وقيادة الطاقة.وفقًا لشينهاف روتنر، مدير الأسواق العالمية في بيكون، قال: "نحن في بيكون متحمسون لتقديم أنظمة تمت تجربتها ونشرها من قبل البحرية الأمريكية، والتي يمكن لحلفائنا وشركائنا ترخيصها، مما يعزز العمليات العسكرية التعاونية والمتكاملة."اقرأ أيضًا| «BAE» تفوز بعقود صيانة وتحديث سفينتين حربيتين تابعتين للبحرية الأمريكيةمن جهته، أكد ماثيو كوريه، نائب مستشار استراتيجيات الأمن القومي والشراكات في جامعة ماساتشوستس لويل، على أهمية هذا التعاون الاستراتيجي، مشيرًا إلى أن قوة الجامعة في العلوم المعرفية وخاصة في واجهات الإنسان مع الآلة ستكون عاملاً حاسمًا في نجاح المبادرة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة نيوز
منذ 4 أيام
- وكالة نيوز
غواصة الحرب العالمية الثانية تم التقاطها في صور لم يسبق لها مثيل بعد قرن بعد أن غرقت قبالة ساحل سان دييغو
في 17 ديسمبر 1917 ، فقدت غواصة الولايات المتحدة الأمريكية F-1 في البحر خلال حادث تدريب قبالة ساحل كاليفورنيا ، مما أسفر عن مقتل 19 من أفراد الطاقم على متنها. الآن ، قبل أيام قليلة من يوم الذكرى ، أعلن العلماء أنهم التقطوا صورًا غير مسبوقة للمكان النهائي للراحة في عصر الحرب العالمية الأولى أكثر من 1300 قدم تحت سطح المحيط تم التقاط الصور عالية الدقة لـ USS F-1 بعد أن استخدمت مجموعة من فرق البيع بين الوكالات تقنية التصوير العميق المتطورة خلال فترة استكشافية في وقت سابق من هذا العام ، وفقًا لما ذكرته بيان صحفي من Woods Hole Institution. اصطدمت USS F-1 بسفينة شقيقتها ، USS F-3 ، خلال التدريبات على سطح Oean قبالة سان دييغو قبل ثمانية أيام من عيد الميلاد في عام 1917 ، وفقًا لـ مكتبة قوة الغواصة وجمعية المتحف. غرقت USS F-1 في 10 ثوانٍ فقط ، وتم إنقاذ خمسة من طاقم العمل الـ 24. وقالت الجمعية إن الباطن قد فقد منذ ما يقرب من 60 عامًا حتى تقع بواسطة مركبة غاطسة عميقة في البحرية كانت تبحث عن مقاتل طائرة تحطمت في عام 1972. وقال اللفتنانت ديف ماجيار ، طيار الغرض الذي اكتشف USS F-1 ، 'بدا الأمر وكأنه فأس كبير قد ضربها'. قصة من عام 1976. ولكن لم يكن من الممكن إجراء مسح عن قرب بالنظر إلى عمق الغواصة. حتى الآن. بمساعدة من مكتب البحوث البحرية (ONR) ، أرسل تاريخ التاريخ والتراث البحري (NHHC) والمؤسسة الوطنية للعلوم ، وفريق مؤسسة وودز هول لعلوم المحيطات مركبة تشغلها الإنسان تدعى ألفين وكذلك مركبة بعيدة تحت الماء تدعى Sentry Sentry لالتقاط الصور عن قرب. باستخدام Sonar Systems on Sentry وسفينة الأبحاث Atlantis ، تمكن الفريق من إجراء مسوحات دقيقة في الغواصة. وقال بروس ستريكروت ، كبير الطيار الذي ساعد في قيادة الحملة: 'بمجرد أن حددنا الحطام وقررنا أنه من الآمن الغوص ، تمكنا من التقاط وجهات نظر لم يسبق له مثيل للباطن'. 'بصفته مخضرمًا في البحرية الأمريكية ، كان شرفًا عميقًا لزيارة حطام F-1 مع زملائنا في ONR و NHHC على متن ألفين'. خلال الحملة ، التقط الفريق أيضًا صورًا لطائرة تدريب قاذفة طوربيد في البحرية الأمريكية التي تحطمت بالقرب من نفس المنطقة في عام 1950. أطلق العلماء فيديو وصورًا للطائرة ، مما يدل على ذيل تضرر بشدة ومروحة أمامية عازمة. أجرى الفريق سبعة غطس من موقع حطام F-1 وتمكنت أنظمة Sonar المتقدمة من إنتاج خرائط مفصلة للغواصة والبحر البحري المحيط. كما استخدم العلماء الكاميرات عالية الدقة لالتقاط فيديو عن قرب للحطام. ثم استخدم المتخصصون جميع البيانات لغرز 'نماذج Photogrammetric القادرة على توفير قياسات دقيقة للفرع والحيوانات التي استعمرت حطامها على مر السنين.' سمح ذلك للخبراء بإعادة بناء غواصة F-1 وإنتاج نماذج ثلاثية الأبعاد مذهلة من الحطام. بعد الغطس ، عقد الفريق حفل ذكرى على متن Atlantis ، ويرق جرس 19 مرة – واحد لكل عضو طاقم فقد في البحر. وقال براد كروجر ، عالم الآثار تحت الماء ، الذي شارك في الغطس: 'التاريخ والآثار يدور حول الناس وشعرنا أنه من المهم قراءة أسمائهم بصوت عالٍ'. 'تتحمل البحرية مسؤولية رسمية لضمان تذكر إرث البحارة المفقودين.'


الدستور
٢٨-٠٤-٢٠٢٥
- الدستور
قمر صناعي روسي مرتبط بأسلحة نووية خرج عن السيطرة في الفضاء.. ماذا يعني؟
أفادت تقارير أن قمرًا صناعيًا روسيًا، يُعتقد أنه جزء من برنامج موسكو النووي المضاد للأقمار الصناعية، يعاني من عطل، إذ تشير تحركاته غير المنتظمة إلى احتمال توقفه عن العمل. تم إطلاق القمر الصناعي كوزموس 2553 قبل أسابيع فقط من غزو روسيا لأوكرانيا في عام 2022. وعلى مدار العام الماضي، أظهر القمر علامات على الانقلاب غير المنضبط، وفقًا لبيانات الرادار من LeoLabs والتتبع البصري الذي شاركته Slingshot Aerospace مع رويترز. فيما يُعتقد أن القمر الصناعي يعمل كأداة رادار لجمع المعلومات الاستخبارية ومنصة لاختبار الإشعاع، حيث تم نشر القمر الصناعي في مدار عالي الإشعاع على ارتفاع حوالي 2000 كيلومتر فوق الأرض - وهي المنطقة التي تتجنبها عادة أقمار الاتصالات ومراقبة الأرض بسبب بيئة الإشعاع الشديدة. وبحسب متحدث باسم قيادة الفضاء الأمريكية، زعمت روسيا أن مهمة كوزموس 2553 هي اختبار الأدوات في بيئة عالية الإشعاع - لكن سلوكها وخصائصها لا تتطابق مع هذا الملف. وقال المتحدث باسم وزارة ادفاع الأميركية "هذا التناقض، إلى جانب الاستعداد الواضح لاستهداف الأهداف المدارية للولايات المتحدة وحلفائها، يزيد من خطر سوء الفهم والتصعيد". وبينما لا يُعتبر كوزموس 2553 سلاحًا بحد ذاته، يقول مسؤولون أمريكيون إنه يلعب دورًا رئيسيًا في اختبار تقنيات سلاح نووي محتمل مصمم لتعطيل أو تدمير مجموعات أقمار صناعية كاملة - مثل نظام ستارلينك الذي كان مفيدًا للقوات الأوكرانية. انتكاسة استراتيجية في الفضاء في أحدث تقييم للتهديدات الفضائية، قال مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "أن القمر لم يعد يعمل"، فيما رصدت ليو لابس لأول مرة شذوذًا في نوفمبر الماضي باستخدام بيانات رادار دوبلر التي جُمعت من شبكتها العالمية. وبحلول ديسمبرالماضي، حسّنت الشركة تحليلها إلى "ثقة عالية" في سقوط القمر الصناعي، استنادًا إلى مدخلات رادار جديدة وصور أقمار صناعية إضافية. فيما لاحظت شركة سلينجشوت إيروسبيس، التي تتبعت المركبة الفضائية منذ إطلاقها في 5 فبراير 2022، سلوكًا غير منتظم في مايو 2024. وقال متحدث باسم الشركة: "أصبح سطوع الجسم متغيرًا، مما يشير إلى سقوط محتمل". تشير أحدث الرصدات إلى أن القمر الصناعي ربما يكون قد استقر، وفقًا لبليندا مارشان، كبيرة مسؤولي العلوم في سلينغشوت. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان القمر الصناعي لا يزال يعمل أم أنه تعرض لعطل. إذا كان كوزموس 2553 قد فشل بالفعل، فإن هذا العطل سيمثل انتكاسة لجهود روسيا العسكرية الفضائية التي تمتد منذ إطلاق روسيا، أول إنسان إلى المدار عام ١٩٦١، فيما حوّلت موسكو تركيزها في السنوات الأخيرة نحو أمن الفضاء مع تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة والصين. مخاطر في المدار الفضائي مع النمو السريع لعدد الأقمار الصناعية المدنية والعسكرية في الفضاء، أصبحت خدمات تتبع الفضاء التجارية مثل LeoLabs و Slingshot ذات أهمية متزايدة بالنسبة لوكالات الدفاع الوطني التي تسعى إلى تجنب التفسيرات الخاطئة التي قد تؤدي إلى التصعيد. فيما أعطت وزارة الدفاع الأمريكية الأولوية لتعزيز الوعي المداري لفهم أفضل لما إذا كانت المركبات الفضائية تنتمي إلى أنظمة مدنية أو تجارية أو عسكرية. كوزموس ٢٥٥٣ هو واحد من عدة أقمار صناعية تُشغّلها روسيا، ويعتقد مسؤولون أمريكيون أنها مرتبطة ببرامج عسكرية واستخباراتية. وتعتبر موسكو شبكة ستارلينك، وهي شبكة أقمار صناعية واسعة تُشغّلها شركة سبيس إكس المملوكة لإيلون ماسك، هدفًا عسكريًا مشروعًا نظرًا لاستخدامها في ساحة المعركة في أوكرانيا. تُنفق روسيا والولايات المتحدة والصين مليارات الدولارات على تقنيات فضائية سرية يُمكن استخدامها لأغراض عسكرية أو ذات استخدام مزدوج. وقد أثارت هذه التطورات مخاوف بشأن احتمال حدوث سوء فهم وغموض قانوني يُحيط بالصراع في الفضاء. قالت مالوري ستيوارت، التي عملت مساعدة لوزير الخارجية الأمريكي لشؤون ضبط الأسلحة والردع في عهد الرئيس جو بايدن، في عام 2023 إن روسيا "تفكر في دمج الأسلحة النووية في برامجها الفضائية المضادة". وقال ثلاثة مسؤولين أمريكيين لرويترز إن إطلاق كوزموس 2553 كان لحظة رئيسية في تصعيد مخاوف واشنطن بشأن نوايا روسيا في مجال الفضاء النووي - ويظل جزءا أساسيا من تقييمات الاستخبارات الأمريكية الجارية، فيما يمثل فشله الآن انتكسة في جهود عسكرة الفضاء.


بوابة الأهرام
١٩-٠٤-٢٠٢٥
- بوابة الأهرام
مجاهل الغابة الرقمية!
منذ اختراع الآلات الحاسبة والخوف يكتنف القلوب من أن تحل الآلة محل الإنسان في تنفيذ المهام، إنه خوف قديم، ثم جاءت السينما الهوليودية فرفعت سقف المخاوف إلى الذروة فى الثمانينيات منذ فيلم "المدمر" بأجزائه (terminator) بأن الآلة قد تمثل خطرًا وجوديًا على البشر وتحل محلهم أو تطغي عليهم. هل هو خوف في محله؟ أم أنها مبالغات درامية لا ترقى إلى حد اليقين؟ خصوصًا وأن مبتكري التقنيات والتكنولوجيا يحرصون دومًا أن ينفردوا بالأحدث والأقوى والأسرع فى تطوير تقنياتهم، وسلاح التخويف هو أحد أسلحتهم لصد غيرهم عن خوض مجالات التطوير لئلا يسبقهم أحد، فهل علينا حقًا أن نخشى الآلات الذكية لأنها أذكي منا؟ أم أن نستغل عبقريتها بذكاء؟ دعونا نحاول الإجابة عن السؤال بالتقاط صورة خاطفة حول مجال الذكاء الاصطناعي أحدث صيحات هذا العصر.. فكرة خمسينية رغم أن فكرة بناء الآلات الذكية برزت منذ العشرينيات بعد نشر نظريات فيزيائية ورياضية حديثة، وبعد تطور علم التحكم الآلي في مجالات الصناعة، إلا أن بداية بحوث مجال الذكاء الاصطناعي تعود إلى عام 1956 في كلية دورتموث على يد عدد من العلماء الذين أسسوا مختبرات للذكاء الاصطناعي ووضعوا تعريفات لهذا العلم، كان منهم جون مكارثي الذي حدد مجال عمله بأنه مختص بعلم وهندسة صنع الآلات الذكية. ومنذ الستينيات خضعت تلك المعامل البحثية فى مختلف جامعات أمريكا لتمويل ومتابعة وزارة الدفاع الأمريكية، ولم يكن لطموح هؤلاء العلماء حد، حتى إن أحدهم قال: "ستكون الآلات قادرة على القيام بأي عمل ينفذه الإنسان بغضون عشرين عامًا". ولم يتحقق هذا الطموح الهائل بنفس القدر المتوقع لأسباب كثيرة، إلا أن أبحاث الذكاء الاصطناعي المتاحة للكافة تضاعفت بالتوازي؛ لاسيما بعد الانفجار المعرفي الذي أتاحته شبكة الإنترنت. وشهدت فترة الثمانينيات موجة من موجات تطور أبحاث الذكاء الاصطناعي بابتكار ما يدعى بالنظم الخبيرة، وهي برامج كمبيوترية متطورة تحاكي المهارات التحليلية لعباقرة التحليل البياني والمعرفي، وبحلول عام 1985 وصلت أرباح أبحاث الذكاء الاصطناعي في سوق المعرفة والتكنولوجيا إلى نحو مليار دولار وبات لهذا المجال حصة من سوق الإنتاج. ثم فى التسعينيات حقق الذكاء الاصطناعي نجاحات أكبر، ولكنها غير مرئية للعامة؛ لأن استخداماته اقتصرت على المجالات اللوجستية والخدمية كاستخراج البيانات وتحليلها، وفي التشخيص الطبي وغير ذلك، ثم تعددت مجالات الذكاء الاصطناعي منذ بدايات القرن الواحد والعشرين حتى اليوم، وأصبح معلومًا لدى الكافة أنه أهم مجالات التطوير المعرفي والتكنولوجي في الفترة القادمة.. الشات الذكي أحدث وأشهر أداة من أدوات الذكاء الاصطناعي "شات جي بي تي" الذي طورته شركة أوبن إيه آي الأمريكية، وأطلقت النموذج الأولي منه فى نوفمبر عام 2022، وسرعان ما حظي باهتمام المستخدمين للبرنامج في كل أنحاء العالم ومن كافة التخصصات والمجالات، والسبب فى ذلك أنه تطبيق سهل الاستخدام جم الفائدة، وله نسخة مجانية تجريبية تتمتع بكثير من المرونة في الرد على أي سؤال مهما كان معقدًا أو غريبًا.. وبالرغم من أن الوظيفة الأولية لروبوت الدردشة الإلكترونية "شات جي بي تي" كانت مقتصرة على محاكاة المتحدث البشري في الرد المرن على أسئلة المتصفحين، إلا أن استخداماته تعددت وتشعبت ليصبح بإمكانه كتابة أبحاث وكتب وروايات وقصص وتطوير برمجيات وتصحيحها وتأليف الموسيقى وكتابة الأشعار! غير أن ردود الآلة في بعض الأحيان اتسمت بأنها غير دقيقة، خاصة إذا تلاعب السائل بألفاظ السؤال، وهكذا ظهر أن للمحادثة الذكية للبرنامج لها حدود لا يخرج عن إطارها المرسوم له فى برنامج "بايثون" الذي تمت برمجة الشات وفقًا لرموزه وأبجدياته. غير أن شات جي بي تي، ورغم أنه حظي بالشهرة الأوسع فى أمريكا وخارجها، إلا أنه لم يبقَ كثيرًا متربعًا على عرش أدوات الشات الذكي، إذ ظهرت برامج أخرى منافسة، وكان أقواها وأشدها تنافسية برنامج (ديب سيك) الصيني، وقد أحدث إصدار البرنامج الصيني الأرخص والأسرع تأثيرًا أشبه بالصدمة على سوق البرمجيات، بل وعلى البورصة لعدة أيام بسبب ما وفره البرنامج من خدمات مقابل تكلفة أقل كثيرًا من تكلفة شات جي بي تي المدفوعة، وبات السباق بين الصين وأمريكا على تطوير البرمجيات الذكية على أشده.. حدان للسيف من بين الذين حذروا من طغيان الآلة وقدرتها المستقبلية على منافسة الإنسان في مجالات المعرفة والعمل برز اسمان هما: "ستيفن هوكنج" و"إيلون ماسك"، وهما مَن هما فى مضمار العلوم والتقنيات، ولهذا كان لابد من أخذ مثل هذا التحذير مأخذ الجد، لاسيما أن كثيرًا من مطوري البرمجيات الذكية لديهم مخاوف من هذا النوع، مثل تلك المخاوف لم ولن توقف عجلة التطوير والتنافس التي باتت تدور بأسرع مما سبق، خاصة أن التقنيات صارت تتدخل فى مجالات خطيرة كالأمن والتسليح والدفاع والحوكمة. فمنذ التسعينيات وخلال نحو ثلاثين عامًا بات للذكاء الاصطناعي دور فى مجالات هائلة كتصنيع المركبات والسفن والطائرات بالروبوت الذكي، وتم تصنيع منتجات ذكية كالسيارة الذكية والتليفون الذكي والمنزل الذكي وغيرها من منتجات أصبحت موجودة ومتاحة، بعضها للعامة وبعضها الآخر للأغنياء وبعضها للحكومات والأجهزة والمؤسسات. هكذا نستطيع أن نرى حدين لسيف الذكاء الاصطناعي: الحد القاطع والذي لم يستخدم بعد، وإن ازدادت المخاوف من سوء استغلاله فى المستقبل، والحد المصقول اللامع الذي يخطف الأبصار ببريقه الأخاذ. آفاق الخطر في عام 2017 صرح القائد الأعلى للقوات الجوية الروسية بأن روسيا تعمل منذ فبراير من ذلك العام على تطوير صواريخ موجهة بالذكاء الاصطناعي، وفي الحرب الأوكرانية ظهر نتاج بعض هذه التطويرات بالتلويح تارة وبالتجريب تارة. وبحسب تقرير أمريكي صدر فى فبراير عام 2019، فإن القيادة الصينية ترى أن تفوقها فى مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أمر مفروغ منه فى مستقبل التنافس العالمي على القوة العسكرية والاقتصادية. إن أمريكا تراقب دولاً أخرى وهي تتطور في مجال الذكاء الاصطناعي بعيون نسر قلقة متوثبة، بينما أمريكا ذاتها قد طورت العديد من برامج الذكاء الاصطناعي الحربية؛ لدرجة أنها صنعت سفينة حربية ذاتية التحكم بالكامل هي سفينة "سي هانتر". ومنذ عام 2018 بلغ حجم الاستثمار الخاص فى مجال الذكاء الاصطناعي بأمريكا أكثر من 70 مليار دولار سنويًا! وإذا كان استخدام الذكاء الاصطناعي فى المجالات العسكرية والحروب الاقتصادية وفي التجسس والاختراق الأمني، وغير ذلك من مجالات محفوفة بالمخاطر والمحاذير، فإن مخاوف العلماء تتجاوز هذا النوع من التنافس الحتمي إلى التحذير من مخاطر عامة محدقة بالاستخدام الجمعي للذكاء الاصطناعي. ولعل أهم تلك المخاوف ما يتعلق بما تم تطويره مؤخرًا مما يُسمى: "الشبكة العصبية الاصطناعية" والتي طورها جيفري هنتون، الأب الروحي لهذا النوع من الذكاء الاصطناعي المتطور. عراب الشبكة الاصطناعية يحذر في لقاء جمع بينه وبين الإعلامي الأمريكي سكوت بيلي، أعرب جيفري هنتون عن خوفه الشديد وندمه على تطوير تقنية الشبكة العصبية الاصطناعية. وكان جيفري قد نال جائزة نوبل في الفيزياء عام 2024، بالإضافة لوسام كندا برتبة رفيق لجهوده فى هذا المضمار. كان هنتون هو عراب تطوير محرك البحث جوجل منذ انضمامه لفريق عمله منذ عام 2013، وقد ظهر مؤخرًا يعرب عن ندمه لتطوير تلك الأبحاث التي جعلت من الذكاء الاصطناعي مخلوقًا واعيًا ذاتي التطوير، وجعلت من الإنسان ثاني أذكى مخلوق على وجه الأرض بعد الذكاء الاصطناعي على حد قوله! يحذر هنتون من أن الذكاء الاصطناعي قد يتمكن فى غضون خمس سنوات من التفوق على الإنسان فى مجالات حيوية، وقد يصبح بإمكانه التلاعب بمستخدميه وتوجيههم توجيهًا خاطئًا فى مسارات خبيثة ماكرة، إما بفعل مبرمجيه أو حتى بفعل تطبيقات الذكاء الاصطناعي ذاتها، والتي أصبح بإمكانها أن تطور نفسها باستمرار. الأخطر من هذا أن مدى تحكم الإنسان فى مسارات هذا التعلم الذاتي تصبح محدودة بمرور الوقت وباندماج شبكات الذكاء العصبي الاصطناعي داخل شبكة الإنترنت التي لا يتحكم فيها أحد! معنى هذا أن مخاوف استبدال الإنسان بالآلة في مجالات العمل المختلفة، واستخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات الخطرة تصبح هي أقل المخاوف، بينما يصبح تفوق الآلة في مستويات الذكاء وتطبيقاته هو الرعب الأكبر لعلماء كانوا هم من طوروا تلك التقنيات! [email protected]