الصين.. العثور على مقابر مليئة بكنوز نادرة تحتفظ بأسرار عمرها 1800 عام
وتعود المقابر إلى عصر أسرة هان الإمبراطورية (206 ق.م - 220 م). وقد توصل العلماء من خلال هذا الاكتشاف النادر إلى كنز دفين من القطع الأثرية التي تلقي الضوء على الممارسات الجنائزية في تلك الحقبة التاريخية المهمة.
وتظهر المقابر الثلاث التي تبعد نحو 400 ميل عن العاصمة بكين ، تشابها كبيرا في التصميم المعماري، ما يشير إلى أنها تعود لنفس الفترة الزمنية. ورغم تعرض مقبرتين منهما للسرقة بشكل كبير، إلا أن المقبرة الثالثة ظلت سليمة إلى حد كبير، محتفظة بأكثر من 70 قطعة جنائزية تقدم لعلماء الآثار نافذة نادرة على حياة وثقافة تلك الحقبة.
ومن بين القطع الأثرية التي تم العثور عليها، برز ختم برونزي على شكل سلحفاة يحمل اسم "هوان جيا"، ما ساعد العلماء على تحديد هوية صاحب المقبرة. كما عثر الفريق على ختمين آخرين يحملان اسم عائلة "هوان"، ما دفعهم إلى الاستنتاج بأن الموقع قد يكون مقبرة عائلية، وربما مكان الراحة الأخير لزوجين من هذه العائلة.
وشملت الاكتشافات الأثرية مجموعة متنوعة من القطع الثمينة، منها مرايا برونزية مزخرفة بدقة، وأواني خزفية مطلية بأنماط فنية رائعة، إلى جانب أدوات زينة شخصية مثل دبابيس الشعر المصنوعة من الخيزران.
كما عثر العلماء على سيوف حديدية وأدوات أخرى تعكس مكانة المتوفين الاجتماعية. ولعل أكثر الاكتشافات إثارة كان آثار عربة جنائزية خشبية ذات عجلتين، وهي الأولى من نوعها التي يتم العثور عليها في المنطقة.
وهذه العربة التي وصفت بأنها "مصنوعة بدقة فائقة ونادرة الوجود"، كانت تستخدم على الأرجح لنقل الجثمان إلى مكان الدفن، ما يكشف عن جانب مهم من الطقوس الجنائزية في ذلك العصر.
ويحمل تصميم المقابر نفسه الكثير من الدلائل المثيرة للاهتمام. فالمقابر الثلاث تتصل بممرات مشتركة، وتضم غرفا تحتوي على أبواب ونوافذ منحوتة بدقة، ما يعكس التطور المعماري والفني الذي وصلت إليه أسرة هان. وهذه الميزات المعمارية تقدم للعلماء معلومات قيمة عن المعتقدات الدينية والممارسات الاجتماعية في ذلك الوقت.
ويعكف العلماء حاليا في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية على دراسة هذه القطع الأثرية بمزيد من العمق، آملين أن تكشف المزيد من الأسرار عن واحدة من أعظم السلالات الحاكمة في التاريخ الصيني، وعن حياة الأشخاص الذين عاشوا تحت حكمها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

يمرس
منذ يوم واحد
- يمرس
الصين.. العثور على مقابر مليئة بكنوز نادرة تحتفظ بأسرار عمرها 1800 عام
وتعود المقابر إلى عصر أسرة هان الإمبراطورية (206 ق.م - 220 م). وقد توصل العلماء من خلال هذا الاكتشاف النادر إلى كنز دفين من القطع الأثرية التي تلقي الضوء على الممارسات الجنائزية في تلك الحقبة التاريخية المهمة. وتظهر المقابر الثلاث التي تبعد نحو 400 ميل عن العاصمة بكين ، تشابها كبيرا في التصميم المعماري، ما يشير إلى أنها تعود لنفس الفترة الزمنية. ورغم تعرض مقبرتين منهما للسرقة بشكل كبير، إلا أن المقبرة الثالثة ظلت سليمة إلى حد كبير، محتفظة بأكثر من 70 قطعة جنائزية تقدم لعلماء الآثار نافذة نادرة على حياة وثقافة تلك الحقبة. ومن بين القطع الأثرية التي تم العثور عليها، برز ختم برونزي على شكل سلحفاة يحمل اسم "هوان جيا"، ما ساعد العلماء على تحديد هوية صاحب المقبرة. كما عثر الفريق على ختمين آخرين يحملان اسم عائلة "هوان"، ما دفعهم إلى الاستنتاج بأن الموقع قد يكون مقبرة عائلية، وربما مكان الراحة الأخير لزوجين من هذه العائلة. وشملت الاكتشافات الأثرية مجموعة متنوعة من القطع الثمينة، منها مرايا برونزية مزخرفة بدقة، وأواني خزفية مطلية بأنماط فنية رائعة، إلى جانب أدوات زينة شخصية مثل دبابيس الشعر المصنوعة من الخيزران. كما عثر العلماء على سيوف حديدية وأدوات أخرى تعكس مكانة المتوفين الاجتماعية. ولعل أكثر الاكتشافات إثارة كان آثار عربة جنائزية خشبية ذات عجلتين، وهي الأولى من نوعها التي يتم العثور عليها في المنطقة. وهذه العربة التي وصفت بأنها "مصنوعة بدقة فائقة ونادرة الوجود"، كانت تستخدم على الأرجح لنقل الجثمان إلى مكان الدفن، ما يكشف عن جانب مهم من الطقوس الجنائزية في ذلك العصر. ويحمل تصميم المقابر نفسه الكثير من الدلائل المثيرة للاهتمام. فالمقابر الثلاث تتصل بممرات مشتركة، وتضم غرفا تحتوي على أبواب ونوافذ منحوتة بدقة، ما يعكس التطور المعماري والفني الذي وصلت إليه أسرة هان. وهذه الميزات المعمارية تقدم للعلماء معلومات قيمة عن المعتقدات الدينية والممارسات الاجتماعية في ذلك الوقت. ويعكف العلماء حاليا في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية على دراسة هذه القطع الأثرية بمزيد من العمق، آملين أن تكشف المزيد من الأسرار عن واحدة من أعظم السلالات الحاكمة في التاريخ الصيني، وعن حياة الأشخاص الذين عاشوا تحت حكمها.


الوفد
منذ 3 أيام
- الوفد
مقبرة أثرية نادرة تكشف كنوزًا عمرها 1800 عام في الصين
مقبرة أثرية بالصين .. في كشف أثري لافت، أعلن معهد الآثار التابع لأكاديمية العلوم الاجتماعية بالصين عن العثور على 3 مقابر قديمة يعود تاريخها إلى نحو 1800 عام في مدينة ريتشاو جنوب شرق الصين. ورغم أن اثنتين من هذه المقابر تعرضتا لأضرار وسرقة واضحة، فإن المقبرة الثالثة بقيت محفوظة بشكل مدهش، واحتوت على أكثر من 70 قطعة من السلع الجنائزية، من بينها أدوات برونزية، فخار ملون، وأسلحة حديدية. رُكام بلا عظام... ومجهول في طقوس الدفن وبحسب بيان المعهد، فإن العظام البشرية الموجودة في جميع المقابر كانت قد تحللت تمامًا، مما صعّب تحديد هوية أصحابها أو فهم تفاصيل الطقوس الجنائزية المتبعة. رغم ذلك، تشير القرائن إلى أن المقابر تعود إلى منتصف وأواخر عهد أسرة هان الغربية، التي امتدت من 206 قبل الميلاد إلى 220 ميلادية، وهي من أقوى السلالات التي حكمت الصين القديمة. كنوز دفينة تكشف عن حياة نخبة الأسرة عند التنقيب، اكتشف الباحثون قطعًا أثرية ثمينة ومميزة، من بينها مرايا برونزية، صناديق مطلية، براميل خشبية، أكواب أذن وفخار زجاجي. وضمت إحدى المقابر أيضًا أدوات شخصية مثل فرشاة مرآة، دبابيس شعر من الخيزران، أختام وخطافات نحاسية، وسيوف حديدية، ما يدل على أن المدفونين كانوا من أفراد الطبقة الثرية أو النخبة الحاكمة. دلالات معمارية وعائلية وتتميز المقابر ببنية معمارية فريدة، حيث رُبطت التوابيت بممرات وغرف جانبية تحتوي على أبواب ونوافذ، وهو تصميم نادر في المقابر الجنائزية الصينية القديمة. وجرى العثور على ختم برونزي يحمل اسم "هوان جيا"، إلى جانب نقوش متكررة تحمل اسم العائلة "هوان" في مقبرتين، مما يرجّح أن هذه المقبرة تنتمي لعائلة واحدة، وربما كانت لزوجين متزوجين من أسرة بارزة. أثر نادر لعربة جنائزية ومن بين أندر المكتشفات، قطعة أثرية لعربة نعش بعجلتين خشبيتين دائريتين، يُعتقد أنها استُخدمت لنقل المتوفى إلى المقبرة، ما يُضفي بعدًا إضافيًا على الطقوس الجنائزية المعقدة في ذلك العصر. اكتشاف استثنائي يعيد رسم صورة ماضٍ مدفون وصف علماء الآثار هذا الاكتشاف بأنه "أحد أهم الاكتشافات لمقابر أسرة هان في السنوات الأخيرة على طول الساحل الجنوبي الشرقي لمقاطعة شاندونج"، مشيرين إلى أن المزيد من التحليل للهياكل المكتشفة قد يكشف عن تفاصيل أعمق حول حياة النخبة وأساليب دفنهم في واحدة من أكثر الحقب تأثيرًا في تاريخ الصين الإمبراطوري. لا يسلط هذا الاكتشاف الضوء فقط على أساليب الدفن، بل يفتح نافذة على الحياة الاجتماعية والسياسية لعائلة كانت ذات شأن في عصر ازدهرت فيه الثقافة الصينية القديمة.


نافذة على العالم
٢٨-٠٥-٢٠٢٥
- نافذة على العالم
ثقافة : الصين تكشف عن ترميم تاج عمره ألف عام باستخدام التكنولوجية الحديثة
الأربعاء 28 مايو 2025 04:31 مساءً نافذة على العالم - كشفت الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية (CASS) في بكين، عن إنجازات بارزة في مجال علم الآثار التكنولوجي وحفظ التراث الثقافي، مسلطةً الضوء على كيفية تعزيز دمج التقنيات التقليدية والعلوم الحديثة لحفظ وفهم ماضي الصين العريق، وفقا لما نشره موقع globaltimes. ومن أبرز هذه الإنجازات الترميم الكامل لتاج ذهبى مرصع بالفضة ومزخرف بتماثيل تنانين وعناق وأسود. اكتُشف التاج، الذي يعود تاريخه إلى أكثر من ألف عام، والمتآكل بشدة، والذى اكتُشف عام 2019 في مقبرة بمقاطعة وولان بمقاطعة تشينجهاي شمال غرب الصين، في غرفة سرية حجبت لصوص القبور، وبسبب قرون من التآكل تحت الأرض، وصفه علماء الآثار بأنه "مُحطم لدرجة يصعب معها التعرف عليه". وأكد هوانج شي، المتخصص في مختبر CASS لحفظ الآثار الثقافية أن القاعدة المعدنية للتاج قد تدهورت إلى ما يقل قليلاً عن 200 ميكرون في السُمك، أي ما يعادل تقريبًا ثلاث ورقات من ورق A4، وانكسر عند أدنى لمسة، اللآلئ التى كانت تُشكّل ستارةً زخرفيةً على الجبهة، تناثرت كحبات الرمل. وقال هوانج: "بعد قرابة عامين من الترميم باستخدام تقنيات محلية حاصلة على براءات اختراع، عززنا القاعدة الفضية وأكملنا أكثر من 10,000 لحام دقيق مكّنهم التصوير بالأشعة السينية والنيوتروني من رسم خريطة وإعادة بناء البنية المعقدة للتاج، بما في ذلك 2,582 حبة لؤلؤ". يُمثل هذا أيضًا أول ترميم كامل ناجح في الصين لتاج من عصر توبو (618-842) بهذا التصميم المعقد، تُعبّر الزخارف المُستعادة عن الكثير من التبادل الثقافي: فعناصر التنين واللؤلؤ تعكس تأثيرات من السهول الوسطى في الصين، بينما يُحاكي الأسدان التوأمان وطائر الفينيق الواقف جماليات آسيا الوسطى، مما يُبرز دور تشينغهاي كمركز حيوي على طريق الحرير القديم عبر الهضبة.