
وداعا كريم..
أغلقتُ المكالمة وارتميتُ بجوار أحد المحلات. كانت ساقاي ترتجفان ولا تقويان على حمل جسدي.
كريم الحنكي مات.. رحل فجأة. كيف خطفه الموت من بيننا بهذه السرعة؟
كان شخصاً مختلفاً. شاعراً يحلِّق بكلماته في سماء اللغة، وأديباً ينقِّب في أعماق الأدب ليخرج لنا كنوزاً نادرة. أما كإنسان، فكان متواضعاً هادئ الطبع، موجزاً في كلامه، ودائماً ما كانت الابتسامة على شفتيه. إذا ناقشته، أجابك بهدوءٍ عميقٍ دون تعصب.
قبل أسبوعين، كنا في منتدى الأستاذ فيصل سعيد فارع نحتفي بإصدار صديقنا مصطفى راجح لكتابه 'دليل السراة'. كان كريم أول المتحدثين، وعرض محتوى الكتاب بذكاءٍ وبصورةٍ بلاغيةٍ أخّاذة.
في احتفالية ديوان 'آدم الثاني' للأستاذ علوان الجيلاني قبل أسبوع، وصل كريم متأخراً مع الشاعر جلال حنداد بسبب المطر. بدا عليه التعب، فاتكأ في الجهة المقابلة لي. كان مبتسماً كعادته، وقدّم مداخلته شفوياً بشكل مختصر وبتركيزٍ لافت.
عند خروجنا من منتدى فيصل، وقفنا عند بوابة الحوش. قال لنا وهو يلمس صدره: 'أشعر بكتمةٍ وضيق .' قلتُ له: 'شفاك الله، لعلها من تأثير المطر'، وطبطبتُ على ظهره وودعته.
في صباح الجمعة الماضية، وأنا أتصفح الفيسبوك، لمحت منشوراً للأستاذ علوان الجيلاني يُنبئ بمرض كريم، ووصفه بأزمة صحية خطيرة. دعوتُ له بالشفاء. وبعد صلاة الجمعة، اتصلتُ بعلوان ليفاجئني بالخبر المزلزل.
لم أنم تلك الليلة. ظلت نظراته الأخيرة تلاحقني، ومرت ذكرياتنا معاً كشريطٍ لا يتوقف. حاولتُ الكتابة لكن تبلد عقلي وتشتت. والآن، وأنا مستلقٍ على الفراش متعباً، تعرضتُ لوعة صحية خفيفه منذ البارحة. حاولت أخيراً أكتب هذا المنشور المختصر عن هذا الصديق والإنسان الاستثنائي. رحمك الله يا كريم، وداعاً صديقي.. إلى جنة الخلد بإذن الله.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يمنات الأخباري
منذ 5 ساعات
- يمنات الأخباري
رحيل الأديب المصري صنع الله إبراهيم عن 88 عاما
توفي الكاتب الروائي صنع الله إبراهيم، عن عمر ناهز 88 عامًا، إثر إصابته بالتهاب رئوي حاد، نُقل بسببه إلى المستشفي، بعد مسيرة حافلة بالأعمال الروائية التي أسهمت في رسم ملامح الأدب العربي في النصف الثاني من القرن العشرين. ويعد صنع الله أبرز رموز 'الجيل الذهبي' من أدباء مصر والذي نعاه الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، قائلًا إنه 'ترك إرثًا أدبيًّا وإنسانيًّا خالدًا سيظل حاضرًا في وجدان الثقافة المصرية والعربية'، كما وصف الراحل بـ'القامة الأدبية الاستثنائية'. وأكد وزير الثقافة أن 'صنع الله مثّل أحد أعمدة السرد العربي المعاصر، وامتازت أعماله بالعمق في الرؤية، مع التزامه الدائم بقضايا الوطن والإنسان، وهو ما جعله مثالًا للمبدع الذي جمع بين الحس الإبداعي والوعي النقدي'. وأضاف أن 'فقدان صنع الله إبراهيم خسارة كبيرة للساحة الأدبية، فقد قدّم عبر مسيرته الطويلة أعمالًا روائية وقصصية أصبحت علامات مضيئة في المكتبة العربية، كما أثّر في أجيال من الكُتّاب والمبدعين'. ووُلد صنع الله إبراهيم عام 1937، ويعد أحد أبرز الأسماء في الرواية العربية حاليًّا، واشتُهرت أعماله بالطابع النقدي، سياسيًّا واجتماعيًّا، في المجتمع المصري والعربي بشكل عام. وحصد صنع الله بضع جوائز تكريمًا لمسيرته الأدبية، من بينها جائزة 'غالب هلسا' من اتحاد الكتاب الأردنيين عام 1992، وجائزة 'أفضل رواية مصرية' عام 1998 عن روايته 'شرف' وأيضًا جائزة 'ابن رشد للفكر الحر' عام 2004. ومن أبرز أعماله 'نجمة أغسطس'، 'اللجنة'، 'أمريكانلي'، كما تحولت روايته 'ذات' إلى مسلسل بعنوان 'حكاية بنت اسمها ذات'، لعبت بطولته نيللي كريم.


يمنات الأخباري
منذ 6 ساعات
- يمنات الأخباري
سروال داخلي طويل.. بين الدين والحزب والسياسة العامة!
نعم، مجرد سروال! فقط سروال يا ناس… وقفنا ذات يوم في 'باب موسى' بتعز، وسط الزحمة وروائح البهارات والقات والغربة، وأنا عمري عشر سنوات تقريبا وإذا بعيني تلتصق على ذاك السروال الأبيض الطويل المعلق كأنما يناديني: 'اشترني.. اشترني يا فتى النقاء والتقشف!' استجمعتُ طفولتي، وسألت أبي: أبي… اشتري لي هذا السروال' فرد بكل وطنية حزبية: ـ'يا بُني، هذا حق المطاوعة، وإحنا مش مطاوعة!' أُصبت بالخذلان العقائدي، هل يمكن للسروال أن يكون مذهبًا؟ وهل هذا السروال من إنتاج جماعة الإخوا.ن المسلمين أم حزب الإصلاح أم الحو.ثيين؟ أم مجرد سروال أبيض نظيف…؟! كنت أظن أن 'المطوع' هو شخص ذو لحية، لكن الآن اكتشفت أنه من يتحكم بالسراويل في البلاد. حاولت أن أكون مطوعًا يومها بسذاجتي: أبيه، خلاص… أنا مطوع! اشتري لي السروال.' رد: يا جماعة… في أي دولة 'محترمة' يتم تصنيف السروال حسب الانتماء السياسي؟ أنا طفل لم يعرف السياسية ولا الحزبية كل ما أعرفة بأن جيفارا نبي وجارالله عمر ملاك نزل من السماء هذا حسب تلقين شقيقي جيفارا مرت السنوات، كبرت، لم أحصل على السروال. كبرت وأنا أحمل خيبة سروال طويل وأدركت متأخرًا أن ما منعتُ منه كان أول درس حزبي في حياتي. اليوم صار عمري 27 قصيدة،و 14 خيبة، 3 حبيبات، وخزانة بلا سروال طويل. وأن جيفارا ليس لاعب كورة، بل شعار أخي الاشتراكي وصورة جار الله صورة هي الحق والحقيقة التي تؤمن بها أمي. أقسمت أنني إن أنجبت ولدًا، وطلب مني سروالًا طويلًا… سأشتري له طقمًا كاملًا، وسأقول له: 'البس يا بني… فالحب لا يعرف أيديولوجيا. والسروال ليس عقيدة.' طلبنا سروالًا فقط.


اليمن الآن
منذ يوم واحد
- اليمن الآن
بين الجدل والتندر.. حفل زفاف باذخ لعائلة صالح بالقاهرة على أنقاض وطن وجراح الجائعين بالداخل
أثار حفل زفاف باذخ أقامته عائلة الرئيس السابق علي عبدالله صالح في العاصمة المصرية القاهرة، جدلاً واسعًا بين أوساط اليمنيين، على منصات التواصل الاجتماعي. وشهدت العاصمة المصرية القاهرة أمس الاثنين، حفل زفاف أقامته العائلة الحاكمة السابقة التي أطاحت بها ثورة شعبية في 2011، لعدد من أبناء واحفاد الرئيس السابق صالح حضرته قيادات سياسية وعسكرية يمنية ومواطنين. وأقيم الحفل بأحد الفنادق الفخمة في العاصمة المصرية والذي جمع نجل صالح، صخر، مع آخرين من أسرة دويد والقاضي، وحضرته شخصيات سياسية واجتماعية ووجهت دعوات حضور لمئات الأشخاص مع تذاكر سفر، قدموا من بلدان عديدة في قارات مختلفة. وتحولت المناسبة الاجتماعية إلى ترند يمني حيث صارت الأكثر تداولاً على منصات السوشال ميديا، فيما حولها أنصار صالح إلى مناسبة لاستعراض شعبية العائلة واعتبروا ذلك مؤشراً على" حب اليمنيين" للأسرة التي كانت سبباً في ضرب ثورتهم واشعال الحرب الأهلية بتحالفها مع الانقلاب الحوثي. من جانب آخر استنكر ناشطون تحويل المناسبة الى استعراض للبذخ، في سياق نقد ممارسات النخبة السياسية اليمنية التي باتت تفتقد لحس المسؤولية في ظل حالة جوع يعيشها اليمنيون بينما تساءل آخرون عن مصدر هذه الأموال المصروفة على الحفلة الباذخة. ويأتي حفل الزفاف الباذخ في ظل أزمة اقتصادية خانقة ووضع معيشي سيئ تشهده البلاد، وسط تردي الخدمات وانقطاع الرواتب، ويعيش ملايين اليمنيين على حافة المجاعة منذ أكثر من عشر سنوات، في مشهد يراه مراقبون بأنّه تلخيص مكثّف لحجم الفجوة بين المسؤولين وعامة الشعب. وتعليقا على ذلك قال الناشط خالد الهندوان إن علي عبدالله صالح مات وحيدا، ونجله أحمد علي لم يدن حتى قتلة والده بكلمة واحدة، ما تروه من تحلق حول أحمد لا يعبر عن حبه ولا حب والده ، هذا يعبر عن حب المال فقط، يعرفون جيدا كم رصيده". وأضاف "يشمون المال عن بعد كما يشم الذي بالي بالكم التي بالي بالكم فيتحلقون حولها حتى يقضوا وطرهم". وتابع "هؤلاء دمروا الوطن وباعوه في سوق النخاسة وجعلوا كل شيء رخيص في سبيل تحقيق مطامعهم الشخصية، ولو كانوا رجالاً ما تخلوا عن عفاش وهو كان خير القوم وأفضل الموجود، بالمناسبة لأحمد علي يدرك ذلك، وهو رافض أن يفتح خزائنه ، إلا إذا قد الله أراد أمرا فلا راد لأمره ". الكاتب علي سالم قال " شفت فيديوهات أفراح آل عفاش فشعرت أن اليمن الجمهوري كله في أم الدنيا والشعب اليمني في أم الجن". أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحديدة، الدكتور فيصل الحذيفي قال " خلفة عفاش غير قادرين يشتغلون سياسة، أو يثأروا من قتلة أبيهم، فرجعوا يشتغلون أعراس وعوالم". وأضاف ساخرا "الله والخلفة، والأموال والبذخ، طبعا اكتسبوا الأموال من عرق جبينهم، لا أحد يشك في غير هذا، فكانوا يبيعوا فراولة من مزارع سنحان، وأحيانا عند الزنقة من بيع سلاح المعسكرات ونفقات الجيش المهولة". وتابع الحذيفي "اجتهدوا وطلبوا الله وجمعوا فلوس العرسان، والشعب الجائع الخانع ينهق لكل من هب ودب". مردفا " تصوروا عرس في دولة عربية، والضيوف من أنحاء القارات، ينفق عليه ملايين الدولارات، المهم إنها من عرق جبينهم، وأنت يا زنبيل روح كمان وسلم وتصور ، وفرحان بنفسك، نعمة من الله، أن لا تكون زنبيلا ولا مطبلا لأحد، تعيش حريتك في الطول والعرض، وتضع حذائك في وجه كل اللصوص، سواء لصوص السلطة، أم لصوص الأحزاب، أم لصوص المجتمع". الصحفي فايز الضبيبي العقشاني كتب "في مشهد يختصر انفصال النخب السياسية اليمنية عن واقع شعبها، تتسابق قيادات حزبي المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح على إقامة الأعراس والاحتفالات الباذخة لأبنائهم في عواصم مثل الرياض والقاهرة". وقال "لم تعد المسألة مجرد مناسبة اجتماعية، بل تحولت إلى سباق استعراضي: قاعات فارهة، ولائم فاخرة، وقوائم ضيوف تضم سفراء ووزراء وقيادات عسكرية وقبلية من الداخل والخارج، وحتى شخصيات إقليمية ودولية تستجلب خصيصاً لتأدية دور "الحضور المرموق". وأضاف "هذه القيادات التي عجزت عن تقديم أي دور وطني حقيقي في زمن الحرب، تحاول عبر هذه المناسبات أن تمنح نفسها وهماً بالوجود والتأثير. بينما ملايين اليمنيين في الداخل يواجهون أسوأ أزمة إنسانية على وجه الأرض، حيث الجوع والمرض وانعدام الخدمات ينهشون يومياتهم بلا رحمة". وأردف "المؤسف أن هذا التباهي لا يقتصر على قيادات الخارج، بل يمتد إلى من بقي منهم في الداخل، ممن صار حضور الأعراس والمناسبات الاجتماعية هو النشاط السياسي والاجتماعي الوحيد الذي يمارسونه، بعد أن تخلوا عن أي دور ميداني أو مسؤولية تجاه الناس". المفارقة الفاضحة حسب الضبيبي يقول "في ليلة واحدة من البذخ، تنفق مبالغ تكفي لإطعام مئات الأسر أو لإنقاذ حياة العشرات من المرضى. لكن هؤلاء يفضلون صرفها على تلميع صورهم في ألبومات المناسبات، بدلاً من أن تسجل لهم مواقف حقيقية أمام التاريخ. إنها حفلات فوق أنقاض وطن، وولائم تقام على جراح الجائعين". الباحث نبيل البيضاني هو أيضا علق بالقول "وأنا أشاهد أعراسهم.. دار في خلدي هذا الكلام.. ليس كل إنسان سيد نفسه.. ولا علاج للعبيد إلا مزيداً من الذل والهوان.. لأنهم جُبلوا على الهوان بحبهم لساداتهم والعيش تحت أرجلهم بلا كرامة أو عزة.. فكرامتهم مرتبطة بمقدار تظاهرهم بالطاعة والولاء لأسيادهم.. فإن أنت أعتقتهم فسيبحثون عن سيد أو سيصنعون لأنفسهم سيداً ثم يعبدوه.. فلذلك هون على نفسك وتذكر قول الشاعر: لا تشتري العبد إلا والعصى معه.. إن العبيد لأنجاس مناكيد. وقال "مبروك لفرعون الطاغية في قبره ولأولاده وقرابته ومبروك لبقية الفراعنة في كل حزب وجماعة وفريق، دوسوا على أتباعكم بالنعال ومرغوا كرامتهم بأحذيتكم العفنة، فوالله لن يزيدوكم إلا طاعة ورضى ومسامحة وقبول.. قد قالها الحر قديما: والشعب لو كان حياً ما استخف به.. فردٌ ولا عاث فيه الظالم النهمُ. علي سعيد السقاف غرد بالقول "ليس من تفسير على التزاحم الكبير والتهافت الأكبر حول أسرة عفاش في عرس ولدهم صخر في القاهرة، سوى أن الكثير من هؤلاء مصدقين أن الأسرة عائدة إلى الحكم وأن أحمد علي قادم لامحالة". الناشط حمزة الجبيحي ، قال " بالأمس في عرس ابن الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح وأسباطه، وأنا أشاهد كثير من قبائل الطوق يتسابقون ويتدافعون لمصافحة أبناء الرئيس صالح". وأضاف "تذكرت السؤال الذي سيظل في أذهان اليمنيين، أين كنتم عندما دارت الدائرة وناداكم للهبة والنصرة فأغلقتم هواتفكم بل إن البعض كان يرى مكالمة صالح على شاشة هاتفه ويضغط على زر (رفض)؟ وقال: الله المستعان عليكم.. ولله في خلقه شئون!! أما الدكتور عبدالرحمن الشامي فقال: الوطن بالنسبة لهم مجرد "نشيد وطني".. دمروا البلد، ونهبوا خيراته، وهربوا إلى الخارج ليستمتعوا بهذه الخيرات، والدليل ما نراهم عليه اليوم، وليس ما نسمع عنهم!! وأضاف "ولا يمكن لذي عقل وفكر أن تنطلي عليه هذه الدعايات الفجة، ولو رددوا "النشيد الوطني" صباحاً ومساء: قبل النوم، وعند اليقضة، أما "طبالي الزفة"، فما أسرعهم إلى الموائد، وأهربهم عن المواجهة.. ولا يعول على من هذا صنيعه إلا أحمق". فيما وسيم محمد فقال "أعرف ناس عاديين لا مسؤولين ولا قادة سياسيين، تزوجوا خلال السنوات الماضية، وفضلوا أن يكون زفافهم بسيطا وغير معلن تقديرا للوضع الذي تمر به البلد مع كثير من الشعور بالذنب". وقال "أعرف ناس عاديين يخجلون من نشر صور أطفالهم صباح العيد في مثل هذا الوضع ويخوضون معارك ضارية مع زوجاتهم بسبب ذلك، بينما من يريدون أن يحكموا، يقيمون أفراح وليالي ملاح في مختلف عواصم العالم، وينقلونها بث مباشر، لا ذكاء اجتماعي ولا حس سياسي ولا أخلاق". في حين قال باسم منصور علي فسخر قائلا: " قد هو وقت عبد ربه منصور هادي يزوج أحفاده عشان نشوف شعبيته ونقول استفتاء شعبي". مضيفا "اكتشفت اليوم أن المؤتمري تافه وأهبل وأخس من الإصلاحي والناصري والاشتراكي". محمد المحيميد فكتب " الدولة امتلكها الحوثي وترك لكم التفاخر بحفلات الأعراس في الخارج وحشود الجنائز في الداخل".