logo
إحياء الذكرى الـ80 لمعركة «الإعصار الفولاذي» بين أميركا واليابان

إحياء الذكرى الـ80 لمعركة «الإعصار الفولاذي» بين أميركا واليابان

الوسطمنذ 4 ساعات

يصادف اليوم الإثنين مرور 80 عاما على المعركة التي شهدتها جزيرة أوكيناوا اليابانية ، أثناء الحرب العالمية الثانية ضمن حملة أميركية بعنوان «الإعصار الفولاذي» سقط فيها نحو 200 ألف قتيل ياباني في ثلاثة أشهر، نصفهم تقريبا من المدنيين.
يسير تاكاماتسو غوشيكين (72 عاما) على الأرض الطينية في الأدغال الرطبة في جزيرة أوكيناوا، جنوب اليابان، ليصل إلى منحدر حيث لا يزال يرقد رفات بشري منسيّ منذ الحرب العالمية الثانية.
ويقول غوشيكن، وهو رجل أعمال متطوع للبحث منذ أكثر من 40 عاما عن قتلى الحرب «من حق رفات هذا الشخص أن يُعاد إلى ذويه».
وفي السنوات اللاحقة، أصبحت اليابان والولايات المتحدة حليفتين، وتشير التقديرات الرسمية إلى أن عدد الجثث التي لم يُعثر عليها بعد يقتصر على نحو 2600 لم تُنتشل بعد.
لكنّ السكان والمحاربين القدامى مثل غوشيكين يرون أن ثمة عددا أكبر بكثير من الجثث مدفونة تحت المباني، أو في الحقول، أو في الغابات والكهوف.
وباتت أراضي جنوب أوكيناوا، حيث دارت أعنف المعارك، تُستخدم راهنا كمقالع حجارة لبناء أساسات قاعدة جوية أميركية جديدة في شمال الجزيرة.
وأثار هذا المشروع غضب غوشيكين وسكان آخرين يرون فيه تدنيسا لرفات ضحايا الحرب الذين يُحتمل أن تكون القوات الأميركية قتلتهم.
البحث عن رفات الجنود
أصبحت أوكيناوا اليوم منتجعا ساحليا شهيرا، لكن غاباتها الخصبة لا تزال تحمل ندوب القتال الذي دار من مارس إلى يونيو 1945، عندما نفذ الجيش الأميركي إنزالا لشن هجومه الأخير على اليابان ذات النظام الإمبراطوري.
وخلال سير غوشيكين على الدروب المتعرجة لغابة مدينة إيتومان، في الطرف الجنوبي من أوكيناوا، يتخيل أين كان سيختبئ كمدني أو جندي أثناء الهجمات، أو أين كان سيبحث لو كان جنديا أميركيا.
بعد تسلق ممر ضيق مليء بالصخور المغطاة بالطحالب، وصل إلى فجوة بين اثنتين ضخمتين منها، تتسع لشخصين أو ثلاثة، ثم راح يحفر بعناية الأرض التي تناثرت فيها شظايا عظام، وأزرار من بزات عسكرية يابانية، وغطاء صدئ، وقطعة من قناع غاز.
في أبريل الماضي، اكتشف هو وزميله على مقربة من هذه النقطة هيكلا عظميا كاملا، يُرجّح أنه لجندي فارق الحياة متأثرا بإصابة في الوجه ناجمة عن انفجار. وفي الجوار، كانت العظام ملقاة على بساط من الأوراق والأغصان.
ويعلّق قائلا «كل هؤلاء الناس هنا... كانت كلماتهم الأخيرة «أمي، أمي»، مشددا على أن «من واجب المجتمع إعادة رفات هؤلاء الأشخاص إلى قبور عائلاتهم».
وشارك غوشيكين في أول مهمة بحث عن العظام عندما كان في سن الثامنة والعشرين، ومن القادة الكشفيين. ويروي أنه صُدم من عدد الجثث المتناثرة في هذه المنطقة الشاسعة. في اللحظة نفسها، لم يكن غوشيكين يرغب في العودة إطلاقا. لكن مع مرور الوقت، شعر بأن عليه لمّ شمل العائلات حول الموت.
الجثث تتدلى من أغصان الأشجار
مع نهاية الحرب، عاد الناجون من أوكيناوا التي طال احتلالها من قِبل القوات الأميركية، إلى قراهم المدمرة.
وبينما كانوا يحاولون جاهدين إعادة بناء حياتهم، دفنوا الجثث في مقابر جماعية أو كُلاّ على حدة، وغالبا دون أن يتمكنوا من التعرف عليها.
ويقول ميتسورو ماتسوكاوا (72 عاما)، وهو عضو في مؤسسة تُعنى بإدارة حديقة أوكيناوا التذكارية للسلام التي تضم مقبرة وطنية لقتلى الحرب «لقد رأوا أحياءهم تُحرق بالكامل. لم يعد أحد يتعرف على منزله. كانت الجثث تتدلى من أغصان الأشجار».
وبات الشباب يشاركون في هذا البحث، كطالب التاريخ في كيوتو كواتارو إيشياما الذي يزور أوكيناوا باستمرار.
وهذا الشاب البالغ 22 عاما عضو في جمعية «جابان يوث ميموريال أسوسيشن»، وهي منظمة تُعنى بالبحث عن رفات الجنود اليابانيين. ويقول «بقي هؤلاء الناس في الظلام لعقود، في أماكن نائية. أريد إعادتهم إلى عائلاتهم... كل واحد منهم على حدة».
وأثارت مشاركته اهتماما لديه بقضايا «الدفاع والأمن الوطني» في اليابان المعاصرة، حتى إنه فكّر في العمل في الجيش.
في هذا الوقت، يجرى بناء القاعدة الجوية الأميركية الجديدة، ويقع قسم منها على جزء مردوم من البحر في شمال أوكيناوا، جرى ردمه باستخدام مواد مستخرجة من جنوب الجزيرة.
إلا أن تاكاماتسو غوشيكين يرى أن «ردم البحر بحجارة وتراب مضرجة بدماء قتلى الحرب لبناء قاعدة عسكرية جديدة يُعدّ انتهاكا لحرمتهم».
ويشدد على ضرورة توفير حماية للمناطق الحرجية التي لا تزال تحتوي ربما على رفات بشري يجب حمايته، باعتبارها مواقع تاريخية وأماكن تذكارية.
ويقول «نحن الآن ننتمي إلى جيلٍ يتناقص فيه عدد من يتذكرون معركة أوكيناوا»، مضيفا «قريبا، لن يبقى من هذه الذكرى سوى العظام والحقول وبعض الأشياء التي عُثر عليها».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إحياء الذكرى الـ80 لمعركة «الإعصار الفولاذي» بين أميركا واليابان
إحياء الذكرى الـ80 لمعركة «الإعصار الفولاذي» بين أميركا واليابان

الوسط

timeمنذ 4 ساعات

  • الوسط

إحياء الذكرى الـ80 لمعركة «الإعصار الفولاذي» بين أميركا واليابان

يصادف اليوم الإثنين مرور 80 عاما على المعركة التي شهدتها جزيرة أوكيناوا اليابانية ، أثناء الحرب العالمية الثانية ضمن حملة أميركية بعنوان «الإعصار الفولاذي» سقط فيها نحو 200 ألف قتيل ياباني في ثلاثة أشهر، نصفهم تقريبا من المدنيين. يسير تاكاماتسو غوشيكين (72 عاما) على الأرض الطينية في الأدغال الرطبة في جزيرة أوكيناوا، جنوب اليابان، ليصل إلى منحدر حيث لا يزال يرقد رفات بشري منسيّ منذ الحرب العالمية الثانية. ويقول غوشيكن، وهو رجل أعمال متطوع للبحث منذ أكثر من 40 عاما عن قتلى الحرب «من حق رفات هذا الشخص أن يُعاد إلى ذويه». وفي السنوات اللاحقة، أصبحت اليابان والولايات المتحدة حليفتين، وتشير التقديرات الرسمية إلى أن عدد الجثث التي لم يُعثر عليها بعد يقتصر على نحو 2600 لم تُنتشل بعد. لكنّ السكان والمحاربين القدامى مثل غوشيكين يرون أن ثمة عددا أكبر بكثير من الجثث مدفونة تحت المباني، أو في الحقول، أو في الغابات والكهوف. وباتت أراضي جنوب أوكيناوا، حيث دارت أعنف المعارك، تُستخدم راهنا كمقالع حجارة لبناء أساسات قاعدة جوية أميركية جديدة في شمال الجزيرة. وأثار هذا المشروع غضب غوشيكين وسكان آخرين يرون فيه تدنيسا لرفات ضحايا الحرب الذين يُحتمل أن تكون القوات الأميركية قتلتهم. البحث عن رفات الجنود أصبحت أوكيناوا اليوم منتجعا ساحليا شهيرا، لكن غاباتها الخصبة لا تزال تحمل ندوب القتال الذي دار من مارس إلى يونيو 1945، عندما نفذ الجيش الأميركي إنزالا لشن هجومه الأخير على اليابان ذات النظام الإمبراطوري. وخلال سير غوشيكين على الدروب المتعرجة لغابة مدينة إيتومان، في الطرف الجنوبي من أوكيناوا، يتخيل أين كان سيختبئ كمدني أو جندي أثناء الهجمات، أو أين كان سيبحث لو كان جنديا أميركيا. بعد تسلق ممر ضيق مليء بالصخور المغطاة بالطحالب، وصل إلى فجوة بين اثنتين ضخمتين منها، تتسع لشخصين أو ثلاثة، ثم راح يحفر بعناية الأرض التي تناثرت فيها شظايا عظام، وأزرار من بزات عسكرية يابانية، وغطاء صدئ، وقطعة من قناع غاز. في أبريل الماضي، اكتشف هو وزميله على مقربة من هذه النقطة هيكلا عظميا كاملا، يُرجّح أنه لجندي فارق الحياة متأثرا بإصابة في الوجه ناجمة عن انفجار. وفي الجوار، كانت العظام ملقاة على بساط من الأوراق والأغصان. ويعلّق قائلا «كل هؤلاء الناس هنا... كانت كلماتهم الأخيرة «أمي، أمي»، مشددا على أن «من واجب المجتمع إعادة رفات هؤلاء الأشخاص إلى قبور عائلاتهم». وشارك غوشيكين في أول مهمة بحث عن العظام عندما كان في سن الثامنة والعشرين، ومن القادة الكشفيين. ويروي أنه صُدم من عدد الجثث المتناثرة في هذه المنطقة الشاسعة. في اللحظة نفسها، لم يكن غوشيكين يرغب في العودة إطلاقا. لكن مع مرور الوقت، شعر بأن عليه لمّ شمل العائلات حول الموت. الجثث تتدلى من أغصان الأشجار مع نهاية الحرب، عاد الناجون من أوكيناوا التي طال احتلالها من قِبل القوات الأميركية، إلى قراهم المدمرة. وبينما كانوا يحاولون جاهدين إعادة بناء حياتهم، دفنوا الجثث في مقابر جماعية أو كُلاّ على حدة، وغالبا دون أن يتمكنوا من التعرف عليها. ويقول ميتسورو ماتسوكاوا (72 عاما)، وهو عضو في مؤسسة تُعنى بإدارة حديقة أوكيناوا التذكارية للسلام التي تضم مقبرة وطنية لقتلى الحرب «لقد رأوا أحياءهم تُحرق بالكامل. لم يعد أحد يتعرف على منزله. كانت الجثث تتدلى من أغصان الأشجار». وبات الشباب يشاركون في هذا البحث، كطالب التاريخ في كيوتو كواتارو إيشياما الذي يزور أوكيناوا باستمرار. وهذا الشاب البالغ 22 عاما عضو في جمعية «جابان يوث ميموريال أسوسيشن»، وهي منظمة تُعنى بالبحث عن رفات الجنود اليابانيين. ويقول «بقي هؤلاء الناس في الظلام لعقود، في أماكن نائية. أريد إعادتهم إلى عائلاتهم... كل واحد منهم على حدة». وأثارت مشاركته اهتماما لديه بقضايا «الدفاع والأمن الوطني» في اليابان المعاصرة، حتى إنه فكّر في العمل في الجيش. في هذا الوقت، يجرى بناء القاعدة الجوية الأميركية الجديدة، ويقع قسم منها على جزء مردوم من البحر في شمال أوكيناوا، جرى ردمه باستخدام مواد مستخرجة من جنوب الجزيرة. إلا أن تاكاماتسو غوشيكين يرى أن «ردم البحر بحجارة وتراب مضرجة بدماء قتلى الحرب لبناء قاعدة عسكرية جديدة يُعدّ انتهاكا لحرمتهم». ويشدد على ضرورة توفير حماية للمناطق الحرجية التي لا تزال تحتوي ربما على رفات بشري يجب حمايته، باعتبارها مواقع تاريخية وأماكن تذكارية. ويقول «نحن الآن ننتمي إلى جيلٍ يتناقص فيه عدد من يتذكرون معركة أوكيناوا»، مضيفا «قريبا، لن يبقى من هذه الذكرى سوى العظام والحقول وبعض الأشياء التي عُثر عليها».

ترميم خرائط نادرة يحيي الأمل في الحفاظ على تاريخ ليبيا
ترميم خرائط نادرة يحيي الأمل في الحفاظ على تاريخ ليبيا

أخبار ليبيا

time٢٨-٠٤-٢٠٢٥

  • أخبار ليبيا

ترميم خرائط نادرة يحيي الأمل في الحفاظ على تاريخ ليبيا

يمثل مشروع ترميم خرائط نادرة لمعالم ليبيا يعود بعضها إلى منتصف القرن العشرين هدفاً لمجموعة من الباحثين والأثريين الذين يتطلعون إلى الحفاظ على تاريخ بلدهم والإبقاء على ملامحه الجغرافية. ونجح الباحثون في مراقبة آثار بنغازي، وهي هيئة حكومية، في ترميم حوالي 75 خريطة من أصل 200 تقريباً يعود بعضها لخمسينيات القرن الماضي بأقل الإمكانيات رغم ما تشكله هذه العملية من صعوبة وما تحتاج اليه من دقة وما تستلزمه من أدوات وتقنيات حديثة. وقال مراقب آثار بنغازي المكلف عبدالله مفتاح إن أهمية هذه الخرائط «تكمن في كونها مرجعاً أساسياً لمن يريد أن يدرس علم الآثار بصفة عامة وتاريخ ليبيا خاصة»، مشيراً إلى أن الخرائط تظهر مباني ومواقع أثرية مهمة صورت جواً بواسطة الأمريكيين والبريطانيين إبان فترة الاحتلال الإيطالي وما بعدها. وأضاف «تكمن أهمية هذه الخرائط في أن المباني هذه علي أرض الواقع ليست موجودة، لكن بفضل الخرائط الآن أصبح بوسعنا العودة إلى أماكنها ومعرفة كيف كان شكلها وكان تصميمها، لكن في المجمل العام كلها بالغات الأهمية الحق». وظلت ليبيا تحت الاحتلال الإيطالي من عام 1911 وحتى عام 1943 لكن بعد الحرب العالمية الثانية تم تقسيمها إلى مناطق نفوذ بريطانية وفرنسية حتى نالت استقلالها عام 1951. وقال رئيس قسم الشؤون الفنية بمراقبة آثار بنغازي منعم محمد منصور «سنقوم بتصوير الخرائط بمجرد الانتهاء من عمل الترميم الكامل، سنأخذ الخرائط وسنقوم بتصويرها بالماسح الضوئي». وأوضح أن الاستفادة من هذا الجهد ستصب في صالح البحث العلمي وستوفر الوقت والجهد.

تعاون علمي رغم التوترات السياسية.. «سويوز إم إس-27» تنطلق نحو محطة الفضاء الدولية
تعاون علمي رغم التوترات السياسية.. «سويوز إم إس-27» تنطلق نحو محطة الفضاء الدولية

الوسط

time٠٩-٠٤-٢٠٢٥

  • الوسط

تعاون علمي رغم التوترات السياسية.. «سويوز إم إس-27» تنطلق نحو محطة الفضاء الدولية

انطلقت الثلاثاء من قاعدة بايكونور الفضائية في كازاخستان مركبة من نوع «سويوز» حاملة إلى محطة الفضاء الدولية رائدَين روسيَين وثالثا أميركيا. وأظهر نقل تلفزيوني مباشر وفرته وكالة الفضاء الروسية «روسكوزموس» أن المركبة الفضائية التي أعيد طلاؤها لمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية انطلقت في الساعة 05:47 بتوقيت غرينتش (10:47 بالتوقيت المحلي) من سهول هذه الدولة الشاسعة الواقعة في آسيا الوسطى، وفقا لوكالة «فرانس برس». وبعد دقائق قليلة، دخلت المركبة الفضائية «سويوز إم إس-27» المدار. ومن المقرر أن تلتحم بالجزء الروسي من محطة الفضاء الدولية في الساعة 09:04 بتوقيت غرينتش. وتحمل المركبة طاقما يضمّ رائدَي الفضاء الروسيين سيرغي ريجيكوف وأليكسي زوبريتسكي، ورائد الفضاء الأميركي جوني كيم. ويُتوقَّع أن يُجري هؤلاء 50 تجربة علمية في الفضاء، بحسب وكالة «روسكوزموس»، قبل عودتهم إلى الأرض في 9 ديسمبر. - - - وأفادت «روسكوزموس» بأن نحو 2500 سائح، وهو رقم قياسي، حضروا عملية الإطلاق من قاعدة بايكونور التي تستأجرها روسيا من كازاخستان منذ سقوط الاتحاد السوفياتي مقابل 115 مليون دولار سنويا، بموجب عقد إيجار يستمر إلى سنة 2050. آخر مجالات التعاون بين روسيا والولايات المتحدة ويشكّل الفضاء أحد آخر مجالات التعاون بين روسيا والولايات المتحدة اللتين وصلت علاقاتهما إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق بسبب الحرب في أوكرانيا، مع أن البلدين عاودا المحادثات بينهما في الآونة الأخيرة بدفع من الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وفي سبتمبر الفائت، عاد رائدا الفضاء الروسيان أوليغ كونونينكو ونيكولاي تشوب ورائدة الفضاء الأميركية تريسي دايسون من وكالة «ناسا» إلى الأرض في كبسولة الصاروخ الفضائي «سويوز ام اس - 25» (MS-25) بعد إقامتهم فترة قياسية في محطة الفضاء الدولية. وأمضى رائدا الفضاء كونونينكو وتشوب 374 يوما في الفضاء، وهي أطول مهمة على محطة الفضاء الدولية، بينما انطلقت دايسون في نهاية مارس 2024. وأنهت الدول الغربية شراكتها مع وكالة الفضاء الروسية «روسكوزموس» في إطار العقوبات التي فرضتها على روسيا، لكنّ مركبات «سويوز» لا تزال إحدى الوسائل الوحيدة لنقل الطواقم إلى محطة الفضاء الدولية. ويعاني قطاع الفضاء الروسي منذ سنوات نقصا مزمنا في التمويل وفضائح فساد وإخفاقات مثل فقدان المسبار القمري «لونا-25» في أغسطس 2023، بعدما شكّل تاريخيا مصدر فخر لموسكو. إلا أن هذه المشكلات لم تثنِ روسيا عن السعي إلى تحقيق طموحاتها، وهي تعتزم في نهاية المطاف بناء محطة مدارية خاصة بها لتحل مكان محطة الفضاء الدولية القديمة، ومعاودة الرحلات إلى القمر. وتخطط «روسكوزموس» أيضا لإقامة شراكات جديدة مع دول جنوب شرق آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط. وتعتزم روسيا إنشاء محطتها المدارية الخاصة. وبحسب خبراء في مجال الفضاء، قد يستغرق إنشاء محطة مدارية جديدة أكثر من عشر سنوات، كما أن صناعة الفضاء الروسية التي كانت مصدر فخر للبلاد منذ أيام الاتحاد السوفياتي، لا يمكنها أن تزدهر في ظل عقوبات شديدة. وأُطلقت محطة الفضاء الدولية العام 1998 في وقت كان هناك أمل في التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا. وفي العهد السوفياتي، كان برنامج الفضاء مزدهرا وحقق نجاحات كبيرة مثل إرسال أول رجل إلى الفضاء العام 1961 وهو يوري غاغارين، وإطلاق أول قمر صناعي قبل أربع سنوات، وهو «سبوتنيك».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store