انتخابات جبل لبنان بلا مشاكل وباقات للناخبين بـ6000 دولار
يمكن القول إن الهدوء كان سيد الموقف في الانتخابات البلدية والاختيارية التي انطلقت في جبل لبنان. ورغم الشكاوى التي تلقتها وزارة الداخلية من مختلف المناطق، فإن الأجواء العامة بقيت هادئة. وقد بلغت نسبة الإقبال، قبل أربع ساعات من إقفال صناديق الاقتراع، 30 في المئة على مستوى المحافظة، حيث تصدّرت كسروان بنسبة 41 في المئة، تلتها جبيل بـ38 في المئة، ثم الشوف 28 في المئة، وعاليه 27 في المئة، وبعبدا 24 في المئة، والمتن 24 في المئة.
واكبت "المدن" مجريات الانتخابات في مختلف المناطق. وقد شهدت كسروان-الفتوح انتخابات بلدية واختيارية اتسمت بطابع عائلي غالب، من دون أن تغيب عنها الصراعات السياسية، سواء المعلنة أو المضمرة.
معركة محتدمة في جونية
وعلى رغم "المعارك" في غزير وحراجل وأدما وغيرها، تبقى جونية محور الصراع الأبرز، حيث تتداخل العوامل لتمنح انتخابات بلدية عاصمة كسروان، طابعاً حزبيا ومناطقيا وعائليا.
تواجه لائحة "جونيتنا" لائحة "نهضة جونية". الأولى يدعمها التيار الوطني الحر ورئيس البلدية الحالي جوان حبيش، الذي تفوق أصواته في البلدة أصوات التيار. أما الثانية فمدعومة من حلف خماسي يضم إلى القوات اللبنانية، حزب الكتائب وكلاّ من النائب نعمت افرام (شقيقه مرشح لرئاسة البلدية)، والنائب فريد الخازن (شقيقه مرشح لنيابة الرئاسة) والنائب السابق منصور البون.
وقد شهدت جونية ببلداتها الأربعة اقبالا كثيفاً منذ الصباح الباكر. ويحتشد المواطنون أمام أقلام الاقتراع وهو ما تراهن عليه لائحة "نهضة جونية" لضمان فوزها بالكامل. ومع ذلك فحضور لائحة "جونيتنا" على الأرض، بقمصانهم الحمراء، بدا طاغياَ. وقد انتخب في جونية كلاّ من افرام والخازن والبون وزارها متفقداً وداعماً النائب عن حزب الكتائب سليم الصايغ. وكان الحضور "القواتي" لافتاً للانتباه في كسروان.
شراء أصوات في حالات
في قضاء جبيل، تتنوّع المشاهد بين تزكيات هادئة، وتحالفات لافتة، ومعارك مشتعلة. وقد اتسم المشهد الانتخابي بتنوّع يعكس تداخل الاعتبارات العائلية والسياسية والطائفية. ففي مدينة جبيل، تسير العملية الانتخابية بهدوء نسبي، ضمن إطار تنظيمي مضبوط، إلا أن هذا الهدوء لا ينسحب على البلدات المجاورة، حيث تختلف طبيعة المنافسة من بلدة إلى أخرى.
وفي بعض البلدات، سُجّلت مخالفات واضحة، أبرزها دخول المندوبين مع الناخبين خلف العازل، إلى جانب عمليات شراء أصوات وتقديم خدمات انتخابية. وأفاد بعض الأهالي في بلدة حالات لموقع "المدن" بأن سعر الصوت للعائلة الواحدة، المؤلفة من ثلاثة أفراد، وصل إلى 6000 دولار، يتضمن تقديم خدمات أو دفع أقساط مدرسية. هذا فيما يشاع أن سعر الصوت الواحد وصل إلى 1500 دولار. ما يُعدّ دليلاً على احتدام المنافسة.
وسُجِّل في بعض القرى ذات الغالبية الشيعية انفراط عقد تحالف "الثنائي الشيعي" بين "حزب الله" و"حركة أمل"، بدءًا من بلدة علمات وامتدادًا إلى لاسا ومحيطها. وقد دفع ذلك بعض المرشحين إلى الانسحاب من اللوائح المشتركة، ما أتاح للناخبين فرصة الخروج من منطق التصويت للائحة بكاملها، واختيار المرشحين بشكل فردي.
تنافس شديد في المتن
في منطقة المتن الشمالي، بدا المشهد متنوعًا بين بلديات يغلب عليها الطابع العائلي، وأخرى تشهد منافسة حزبية حادّة على زعامة المنطقة، بين "إرث المر" ومن يقف خلفه، وبين تحالف "القوات اللبنانية – الكتائب"، في مواجهة خصمهم التقليدي "التيار الوطني الحر".
وعلى الأرض، يسود جو تنافسي ديمقراطي، يخرقه في بلدية الجديدة-البوشرية-السد حديث عن شراء أصوات وترويج أخبار مفبركة. أما في باقي المناطق، فقد سارت العملية الانتخابية في أجواء هادئة.
تقابل حماسة الانتخابات البلدية في الجديدة-البوشرية-السد، رتابة واضحة في منطقة الزلقا المتنية، حيث الإقبال لا يزال متواضعًا، في وقت يعوّل فيه مندوبو اللائحتين المتنافستين على جولة ما بعد الظهر لضمان مشاركة أوسع.
ويُسجَّل المشهد نفسه في أنطلياس وجل الديب وعدد من بلدات المتن، حيث تبدو وتيرة الحماسة أكثر هدوءًا. أما في الضبية، فالمشهد مختلف: إقبال لافت وحضور كثيف، استدعى تدخل القوى الأمنية أكثر من مرة لإبعاد المواطنين عن مركز الاقتراع في المدرسة الرسمية، بسبب الازدحام.
وبين رغبة المواطنين في الاقتراع والأجواء التنافسية، سُجّلت مجموعة من الشكاوى المتعلّقة بالإجراءات التنظيمية، إضافة إلى مراكز تفتقر إلى الحد الأدنى من التجهيزات، ما دفع المندوبين ورؤساء الأقلام إلى إطلاق صرخة احتجاج.
احتدام المعركة في حارة حريك
في منطقة ساحل المتن الجنوبي، ارتفعت نسبة مشاركة المواطنين خلال فترة بعد الظهر، وسارت عملية الاقتراع بهدوء نسبي. غير أنّ حدّة المعركة بدأت تتصاعد في بلدية حارة حريك، فيما سُجّلت خروقات لافتة في منطقة الغبيري، حيث مُنعت الصحافة من التقاط الصور أثناء عملية الاقتراع.
وإضافة إلى وجود عوازل انتخابية لا تضمن سرية الاقتراع، شهدت مراكز عدة فوضى تنظيمية، تمثّلت في توزيع اللوائح داخل مراكز الاقتراع بشكل علني، إلى جانب الحضور الكثيف لماكينات انتخابية داخل حرم المراكز.
القوى التغييرية في الشوف
في الشوف، تتشابك العوامل السياسية بالعائلية لتشكل مشهدًا انتخابيًّا متقلِّبًا. التحالف بين "القوات اللبنانية" و"التقدمي الاشتراكي" يقابله تكتل يضم "التيار الوطني الحر" و"الأحرار" وطيفًا واسعًا من المجتمع المدني. إلا أن الصوت الحاسم جاء من الشباب الذين خرجوا من عباءة الأحزاب، مستفيدين من فتور القواعد التقليدية.
منذ الصباح، توزع المقترعون على قرى الجبل: في الباروك، بلغت المنافسة ذروتها بين لائحة "الإنماء والانتماء" المدعومة من المختارة، و"ضيعتنا بتستاهل" التغييرية برئاسة فادي محمود. وكان هناك تدخل من وليد جنبلاط لصالح ابن البلدة، سيزار محمود، تجنبًا لانقسام حساس.
المشهد السياسي يبرز أيضًا في بعقلين، حيث تحاول لائحة جامعة للاشتراكي والسوري القومي منع خروقات المعارضة. مع ذلك، يبقى الطابع العائلي غالبًا في أكثر من قرية، إذ يُترك للعائلات تنظيم لوائح إنمائية بعيدًا عن الشعارات الحزبية. تلعب البرامج الخدمية ومشاركة النساء دورًا متقدمًا في هذه العملية.
القوى التغييرية تفضل عدم تبني لوائح محسوبة، داعية الأهالي إلى اختيار مجالس تحمل رؤية تنموية. ورغم احتدام المعارك في بلدات عدة، سُجل فوز اثني عشر بلدية بالتزكية، بينها المختارة، الكنيسة، جباع، وادي الزينة، سرجبال، وعين الحور، ما يعكس رغبة في تفادي الصدام.
هدوء تام في عاليه
في قضاء عاليه، تفاوت المشهد الانتخابي بين منطقة وأخرى، حيث شهدت مراكز الاقتراع إقبالًا كثيفًا، لا سيما في الأماكن التي تشهد منافسة حادة. في مدينة عاليه، سادت أجواء هادئة، وسُجل حضور كثيف للمندوبين، كما انتشرت صور المرشحين على مداخل المدارس المعتمدة كمراكز اقتراع.
وفي هذا السياق، سُجل إشكال محدود أمام مدخل مدرسة خالد جنبلاط، بين شخصين من العائلة نفسها، على خلفية تأييد مرشحين متنافسين على منصب المختار. وقد تطور الإشكال إلى صراخ وتوتر، إلا أنه جرى ضبطه بسرعة دون تسجيل إصابات.
في المقابل، بدت الأجواء أكثر حماوة في بلدة صوفر، حيث بدأت حركة الاقتراع منذ الصباح الباكر، مع توافد كثيف للناخبين الذين اصطفوا في طوابير أمام مراكز الاقتراع. وشهدت مراكز الاقتراع في صوفر تنظيمًا لافتًا من قبل عناصر قوى الأمن الداخلي والمندوبين، وسط معركة انتخابية محتدمة بين لائحتين: واحدة مدعومة من الحزب التقدمي الاشتراكي وأخرى مستقلة.
وبحسب المشاهدات الميدانية، تم التعاطي بين مندوبي اللوائح المتنافسة في صوفر بشكل هادئ ومنظم. أما في بلدة بيصور، حيث تتنافس ثلاث لوائح انتخابية جميعها من آل عريضي، فقد سُجل إقبال كثيف منذ ساعات الصباح، وازدحمت الأزقة المؤدية إلى مركز الاقتراع. كما سُجل تلاسن محدود بين مندوبي لائحتين داخل المركز، لكن تم التعامل مع الموقف بسرعة دون أن يتطور إلى إشكال.
الحجار يقترع للمرة الأولى
في منطقة إقليم الخروب، بدت أجواء الانتخابات هادئة، إلا أنه لوحظ خرق من قبل اللوائح المتنافسة لقانون الانتخابات في ما يتعلق بالدعاية الانتخابية. فقد نصب أنصار اللوائح الخيم بجانب مراكز الاقتراع لمتابعة سير عملية التصويت وتحشيد الناخبين. كما كان لافتًا التواجد الأمني والعسكري المكثف عند مداخل أقلام الاقتراع، دون أن يتدخل داخل قاعاتها. وفي بلدة كترمايا، حيث كان من المتوقع حدوث مشاكل بين اللوائح المتنافسة، امتلأت باحة المدرسة الرسمية بالناخبين والماكينات الانتخابية التابعة للجماعة الإسلامية واللائحة المنافسة. ومع ذلك، تحدث الجانبان عن أجواء إيجابية، دون تسجيل أي احتكاك.
في شحيم، سادت الأجواء الهادئة حيث أدلى وزير الداخلية أحمد الحجار بصوته للمرة الأولى، مشددًا على أهمية المشاركة في الاستحقاق الديمقراطي وتعزيز دور المواطن في بناء المستقبل. وقال: "لم ولن أتدخل، وأنا واثق أن أهل بلدي سيختارون الأنسب لخدمة البلدة، وهذا هو الأهم.
الداخلية: 12 شكوى تتعلق بالرشاوى
وأعلنت وزارة الداخلية في بيان عن تلقي غرفة العمليات المركزية الخاصة بالانتخابات البلدية والاختيارية 12 شكوى تتعلق بالرشاوى الانتخابية في عدد من مناطق محافظة جبل لبنان.
بناءً على ذلك، تم إحالة المعلومات الواردة إلى قوى الأمن الداخلي للتحقق منها ومتابعتها مع القضاء المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
كما أنه في محلة الفنار في المتن الشمالي، ألقت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي القبض على أحد المواطنين بشبهة دفع رشاوى لصالح أحد المرشحين. تم إحالة الملف إلى مفرزة الجديدة القضائية، التي فتحت محضرًا عدليًا بإشراف القضاء المختص.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 31 دقائق
- النهار
أميركا تتسلم طائرة أهدتها قطر لترامب
أكد متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الولايات المتحدة تسلمت طائرة بوينغ 747 هدية من قطر، وطلبت من القوات الجوية إيجاد طريقة لتطويرها سريعا لاستخدامها طائرة رئاسية جديدة. وقال شون بارنيل، المتحدث باسم البنتاغون، في بيان اليوم الأربعاء: "تسلّم وزير الدفاع طائرة بوينغ 747 من قطر وفقاً لجميع القواعد واللوائح الفيدرالية". وأضاف: "ستعمل وزارة الدفاع على ضمان مراعاة الإجراءات الأمنية المناسبة ومتطلبات المهام الوظيفية للطائرة المستخدمة لنقل رئيس الولايات المتحدة". وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب دافع عن قبول الطائرة رغم القوانين الصارمة التي تنظم منح الهدايا لرؤساء الولايات المتحدة. وتبلغ قيمة الطائرة 400 مليون دولار وهي من إنتاج شركة بوينغ. وقال خبراء إن تحديث الطائرة الفاخرة التي قدمتها الأسرة الحاكمة في قطر سيتطلب تحسينات أمنية كبيرة وتعديلات بمنظومة الاتصالات بها لمنع التنصت عليها وإكسابها القدرة على التصدي لصواريخ قادمة، وهو ما قد يكلف مئات الملايين من الدولارات. والتكاليف الدقيقة لهذه التعديلات غير معروفة لكنها ربما تكون كبيرة بالنظر إلى أن الكلفة الحالية لإنتاج بوينغ طائرتين جديدتين (إير فورس وان) تتجاوز خمسة مليارات دولار. وعلى مدى العقد الماضي واجه برنامج (إير فورس وان) تأخيرات متتالية، ومن المقرر تسليم طائرتين جديدتين 747-8 في 2027، أي بعد ثلاث سنوات من الموعد المحدد سابقا. وفازت بوينغ في 2018 بعقد قيمته 3.9 مليارات دولار لتصنيع الطائرتين لاستخدام الرئيس الأميركي لكن التكاليف صارت أعلى. وقالت بوينغ إنها أنفقت 2.4 مليار دولار حتى الآن في هذا المشروع.


IM Lebanon
منذ ساعة واحدة
- IM Lebanon
رجي: لا أمن بالتراضي… وحصرية السلاح تحل كل مشاكلنا
أكد وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي، عبر 'حوار المرحلة' على الـ LBCI مع الاعلامية رولا حداد، أنه لم يحول وزارة الخارجية إلى موقع لحزب القوات اللبنانية، مشددًا على أن لا أحد من العاملين فيها ينتمي إلى هذا الحزب، وأوضح أن القوات اللبنانية، كونها أهم حزب في البلاد، من الطبيعي أن تشارك في صناعة القرار السياسي في لبنان. وشدد رجّي على أن مواقفه المعلنة لا تختلف عن خطاب القسم والقرارات الدولية، معتبراً أن من يصفها بالإسرائيلية يتهم بذلك أيضاً الدستور والقرارات الدولية. وتحدث رجّي عن المشهد الإقليمي، معتبراً أن 'القطار في الشرق الأوسط ماشي' ولا بد من التمسك به، خاصة أن الدول الصغيرة مثل لبنان تتأثر أكثر من الدول الكبرى، وأوضح أنه لا يفضل استخدام مصطلح 'شرق أوسط جديد' لأنه غير دقيق، بل إن ما يجري هو بداية حقبة تاريخية جديدة في المنطقة، معرباً عن أمله في أن يتمكن لبنان من مواكبة هذه الموجة بدلاً من أن يغرق فيها. وأكد رجّي أن السياسة الخارجية تحتاج إلى رؤية وحكمة وواقعية وجرأة ولا يمكن فرض الأمن بالتراضي، مشيراً إلى وجود تموضع جديد لسوريا في المنطقة، وأكد أهمية تثبيت النظام في سوريا كدولة قانون تسيطر على كامل أراضيها، وأن الاستقرار في سوريا ضروري جداً لاستقرار لبنان، كما نوّه إلى الفوائد العديدة التي تعود على لبنان من إعادة إعمار سوريا. وعلى صعيد العلاقات العربية والدولية، شدد رجّي على التزام لبنان بالمبادرة العربية للسلام، مؤكداً أن لا تطبيع قبل السلام، كما أشار إلى أن النظام السوري اعترف بسيادة لبنان واستقلاله ووعد بعدم التدخل في شؤونه الداخلية، ولفت إلى وجود توترات مع بعض الدول الخليجية بسبب نشاط حزب الله الخارجي، لكنه رأى أن أهم ما تحقق من زيارات الرئيس عون للخليج هو وقوعها فعلاً. وربط رجّي المساعدات الخليجية للبنان ببدء الإصلاحات الاقتصادية، ونزع السلاح، وإقامة دولة مؤسسات فاعلة. وقال إن الموقف الأميركي واضح من خلال بياناتهم الرسمية التي لا تخفي شيئاً. وبخصوص السلاح، أكد أن قرار حصر السلاح بيد الدولة قد اتُّخذ، مضيفاً: 'على ماذا يجب التفاوض مع إسرائيل وهي تحتل أراضينا حالياً؟' وأوضح أن هناك وجهات نظر مختلفة داخل الحكومة، فبينما يضغط البعض لاستعجال حصرية السلاح، موضوع السلام غير مطروح حالياً. فيما يتعلق بالمفاوضات الأميركية-الإيرانية، رأى رجّي أن الوضع الداخلي في لبنان لا علاقة له بالوضع الإقليمي طالما الحكومة قادرة على إدارة الأمور، وأضاف أنه لا يتوقع أن يقوم حزب الله بأي تحرك من لبنان في حال وقوع ضربة إسرائيلية على إيران. وشدد على أن مفاوضات السلام مع إسرائيل غير مطروحة، ولا موضوع التطبيع قيد النقاش، ولم يُطرح عليهم هذا الأمر، كما أشار إلى أن المفاوضات المباشرة مع إسرائيل غير مطروحة، والمفاوضات غير المباشرة الخيار الوحيد، لكن إسرائيل ترفض ذلك حتى الآن. وعن نزع السلاح، قال رجّي إن على الخارج أن يتفهم وجود بعض الصعوبات وأن الأمر يحتاج إلى وقت، وأكد أن الحكومة وبياناتها الوزارية تتحدثان بوضوح عن حصرية السلاح بيد الدولة وأن قرار نزع سلاح الحزب قد اتُّخذ. وفيما يخص الوضع الاقتصادي، أكد رجّي أن صندوق النقد الدولي لن يقدم أي دعم للبنان ما دام الفساد مستمراً، وأن الإصلاحات الحقيقية وقيام دولة فاعلة ضروريان، مضيفاً أن وجود تنظيمات مسلحة خارج الدولة يعوق حصول لبنان على المساعدات، كما أكد أن مفهوم التطبيع مغلوط ولا يمكن الحديث عنه من دون تحقيق السلام أولاً. كما أكد رجّي أن استدعاء السفير الإيراني لا يحتاج إلى جرأة، مشددًا على أن وزارة الخارجية استعادت موقعها السيادي، قائلاً: 'كل سفير يتعدى حدوده سيتم استدعاؤه، وليس فقط السفير الإيراني'. واعتبر أن ما يُشاع في لبنان منذ سنوات عن أن سلاح الحزب 'خط أحمر' هو كلام غير دقيق، مؤكدًا أن هذا الأمر غير صحيح وأن قرارات المجلس الأعلى للدفاع المتعلقة بالسلاح الفلسطيني تُنفذ. وفي الشق الإقليمي، أشار رجّي إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد له أن الفلسطينيين في لبنان هم زوار مؤقتون، وأن وجود السلاح بلا جدوى، داعيًا إلى بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية والمخيمات، ومتعهدًا بعدم التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية. ورأى أن لبنان أمام فرصة حقيقية للعمل على تنفيذ حصرية السلاح، محذرًا من تضييع هذه الفرصة، ومشددًا على أن هذا المسار يتطلب حكمة وجرأة. كما شدد على أن تحقيق الإصلاحات الاقتصادية الجدية وتطبيق مبدأ حصرية السلاح هما الشرطان الأساسيان لإعادة الإعمار والحصول على الدعم الاقتصادي، لافتًا إلى أن الجهات المانحة تضع هذا الأمر في صلب شروطها. وعن الوضع الأمني، قال: 'إن شاء الله سيكون الصيف واعدًا، ونولي الأمن اهتمامًا كبيرًا'. وأضاف: 'أنا حريص على الحريات العامة والصحافية، ولا أحب وجود قوانين تحدّ من هذه الحريات، لكن لا بد أن تبقى حرية الرأي ضمن إطار يحترم الأمن والاستقرار'، كاشفًا عن أن الفريق الذي كان يسيء إلى الدول العربية هو اليوم شريك في السلطة. وردًا على الانتقادات، قال رجّي: 'أنا لا أسرّب أي معلومات كما يقال، وقد اتخذت مواقف مهمة ولم أسرّب شيئًا، ولو كنت أسرّب، لكنت سربت هذه المعلومات'. وفي ما يخص العلاقة مع رئيس الجمهورية جوزاف عون، أوضح رجّي: 'أثق بحكمة الرئيس عون، لكن لدي شكوك في الذين يتحاورون معه، أي حزب الله، لأنهم يماطلون لكسب الوقت'، وأضاف: 'الجميع يعبر عن ارتياحه لتغير الموقف اللبناني الرسمي، ولا صحة لانزعاج عون أو الرئيس سلام مني'، مشيرًا إلى أن الرئيس عون علّق على مقابلته بكلمة واحدة: 'موفّق'. أما في ما يتعلق بالتعامل مع الاعتداءات الإسرائيلية، فأكد أن وزارة الخارجية لا تغضّ النظر عنها، بل تطالب في كل بيان بالانسحاب الإسرائيلي الفوري وغير المشروط من كافة الأراضي اللبنانية، ولفت إلى أن تقديم الشكاوى أمام مجلس الأمن 'بحاجة إلى قرار من الحكومة ولآلية معينة'. وأردف رجّي مشددًا على أنه لا معلومات لديه حول أي ضغط أميركي لوقف المؤتمر الفرنسي لإعادة إعمار لبنان، مجددًا المطالبة بتطبيق القرارات الدولية كاملة. إلى ذلك، أوضح رجي أن موضوع المفقودين اللبنانيين في السجون السورية 'إنساني ونحن نعمل عليه'، كاشفًا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعده بتسليم الخرائط الخاصة بالحدود اللبنانية – السورية، وقد تمّ تسليمها بالفعل عبر السفير الفرنسي، ثم أحيلت إلى وزارة الدفاع 'وهو أمر تقني معقّد'. وشدد رجي على أن التشكيلات الدبلوماسية 'ملف دقيق جدًا ولا وجود لأي محاصصة فيه، فأنا من يتولى إعداد التشكيلات ولم أتلقَّ أي اتصال بشأنها'، مشيرًا إلى أنّ 'السفير يُمثّل رئيس الجمهورية والدولة بأكملها، لذلك التشكيلات تخضع لمعايير صارمة'. وقال إن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع طلب منه 'إنصاف الجميع'، كما عرض التشكيلات على رئيس الجمهورية جوزاف عون الذي قال له: 'أنا ما بعرف حدا من هول، اعمل اللي بدك ياه'. وعن أوضاع البعثات الدبلوماسية، قال رجي: 'حالتها بالغة الصعوبة، والله يساعد الدبلوماسيين، لأنهم استمروا في مواقعهم رغم كل الأزمات، حتى إنّ بعضهم صار يدفع من جيبه ليستمر في أداء مهامه'. وفي ما يخص الفيديو المتداول عن 'كبسة' على الموظفين، أكد: 'قمت بواجبي ولم أقم بأي استعراض، ولو أردت استعراضًا لأحضرت الإعلام، لكن من صوّر اختار مقاطع مسيئة فقط'. أمّا عن تمويل الوزارة، فقال: 'نحن نعمل اليوم 'بالشحادة'، فموازنة وزارة الخارجية لا تتجاوز 63 مليون دولار، أي ما يعادل 1.5% فقط من موازنة الدولة، ونحن بحاجة إلى أقله 200 مليون دولار لنتمكن من العمل بفعالية'. كما أكد أن طرح الملفات في مجلس الوزراء واجب على كل وزير، وقال: 'إذا كان ذلك يُعدّ شغبًا، فنحن مشاغبون بالفعل'، مشددًا على أنّ لا تهاون في القضايا السيادية. وفي ما يتعلق بالعلاقات مع طهران، أوضح رجي أنّ 'زيارة إيران غير مطروحة حاليًا'، مضيفا: 'في حال حصلت، سأقول لهم بوضوح: احترموا سيادتنا'. وفي رسالة إلى خصومه السياسيين، قال رجي: 'أقول لغير السياديين: عودوا لوطنكم وللهوية اللبنانية'، معتبرًا أنّ حماية السيادة تبدأ من وضوح الموقف الوطني، وعلى صعيد العلاقة داخل الحكومة، أشار إلى أنّ 'العلاقات الشخصية بين الوزراء ممتازة'. وختم بالتشديد على أن 'وزارة الخارجية تعاني من نقص حاد في الموظفين، ولا يوجد فيها أي فساد، ولا توجد أي تهم مالية على الأمين العام، بل هو متشدد في تطبيق النظام'.

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
وصاية أميركية على لبنان وتحرّكات "تيارية مُرتقبة"... جبور: تحالفنا مع حزب الله منع الاقتتال الداخلي
أكّد عضو تكتل "لبنان القوي" النائب جيمي جبور، مساء اليوم الأربعاء، خلال مقابلة عبر "RED TV"، أنّ التيار الوطني الحر يحافظ على حضورٍ "ثابت وفعّال" في محافظة عكار، مشددًا على أنه من "القوى الأساسية" فيها. وانتقد جبور ما وصفه بـ"النظرة الدونية" تجاه عكار، محمّلًا المسؤولية في ذلك إلى السياسيين المحليين وأهالي المنطقة على حدّ سواء، "لأنهم لم يحاسبوا من أداروا شؤون عكار وأوصلوها إلى ما هي عليه". وفي ملف مطار القليعات (مطار الرئيس رينيه معوّض)، لفت جبور إلى أنّ "ما ينقصه ليس الكثير، بل القليل من الأمور اللوجستية، وهو بحاجة فقط إلى القرار السياسي لتشغيله". وعن المشهد السياسي في الانتخابات البلدية والإختيارية، قال جبور: "رأينا القوات اللبنانية تطلق شعار (ع زحلة ما بيفوتوا)، ثم نراها تتحالف مع حزب الله في بيروت"، معتبرًا أن "حزب الله يعمل لصالح إيران شاء أم أبى، لكنه كان في فترة معينة يستفيد منها كما كان يستفيد كل لبنان". وقال: "أنا لست مع نزع السلاح بالقوة، بل مع الحوار المباشر الذي دعا إليه رئيس الجمهورية جوزاف عون". وأشار جبور إلى أن تحالف التيار مع حزب الله ساهم في منع الاقتتال الداخلي، وقال إن "وجود حزب الله في لائحة (بيروت بتجمعنا) حمى المناصفة". ورأى جبور أن "تقدّم القوات اللبنانية لا يُقارن بـ(تسونامي 2005)"، مشيرًا إلى ضرورة "العودة إلى تلك المرحلة لفهم الفارق في الحيثية الشعبية والسياسية". ولفت إلى أن "نفس المفردات التي كان يستخدمها الرئيس ميشال عون اليوم يستخدمها الرئيس جوزاف عون لكن نتائج الحرب شكّلت الفارق". ومن ناحية أخرى، أكّد جبور أن "خطاب التيار الوطني الحر ليس إلغائيًا تجاه إسرائيل، لكن السلام يحتاج إلى قرار لبناني جامع". وتطرّق إلى العلاقة مع واشنطن، فقال: "اليوم هناك وصاية أميركية على لبنان شئنا أم أبينا"، مشيرًا إلى وجود "قطيعة بين رئيس التيار الوطني الحر والموفدين الأميركيين بسبب العقوبات، وبالتالي باتت (سكوبات اللقاءات) تذهب لغيرنا". ورأى جبور أن المرحلة الحالية هي "مرحلة تقطيع وقت، ومرحلة لا إنجاز"، مؤكدًا أن "الأفضل أن نكون في حكومة جديدة في مرحلة قادمة". وأعلن أن التيار الوطني الحر سيبدأ الأسبوع المقبل "تحركات ميدانية للضغط على الحكومة بهدف إيجاد حل جذري لملف النزوح السوري". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News