
وزير الخارجية: مملكة البحرين بقيادة جلالة الملك المعظم نموذج رائد في تعزيز ثقافة السلام وحوار الحضارات
أشاد سعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، بالمبادرات السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، بدعم من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، وإسهاماتها في ترسيخ مكانة مملكة البحرين كنموذج رائد في نشر ثقافة السلام، وتعزيز قيم التسامح والتعايش، والحوار بين الحضارات والثقافات.
وبمناسبة اليوم الدولي للحوار بين الحضارات، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة ليوافق العاشر من يونيو من كل عام، أعرب سعادة وزير الخارجية عن بالغ الاعتزاز بالرؤية الملكية المستنيرة، والمعززة لثقافة العيش المشترك، والاحترام المتبادل، والتسامح والتعايش السلمي القائم على التفاهم والتعارف بين الشعوب والثقافات والأديان والحضارات، باعتبارها ركائز أساسية لتحقيق العدالة والسلام واحترام حقوق الإنسان، ومنطلقًا راسخًا في السياسة الخارجية للمملكة، وجزءًا أصيلًا من إرثها الإنساني والحضاري العريق.
وأشار سعادة الوزير إلى جهود مملكة البحرين كشريك فاعل في منظومة الأمم المتحدة من أجل تحالف الحضارات، وتعزيز وحدة الإنسانية في إطار اختلافها وتعددها وتنوعها الديني والثقافي والعرقي، من خلال مواقفها الدبلوماسية المتزنة، الداعمة للحوار والتفاهم لحل النزاعات بالوسائل السلمية، ومكافحة التطرف والتعصب والإرهاب، فضلًا عن مبادراتها الإنسانية والتنموية الرامية إلى تعزيز الاستقرار الدولي، والسلم، والعدالة، والتنمية المستدامة، بما يتسق مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي.
ونوّه سعادة وزير الخارجية في هذا السياق، بإطلاق "إعلان مملكة البحرين" لحرية الدين والمعتقد، وما يقدمه مركز الملك حمد العالمي للتعايش والتسامح من برامج تعليمية وثقافية وتدريبية لتمكين الشباب كسفراء للسلام، والدعوة السامية التي أطلقها حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه لإقرار اتفاقية دولية لتجريم خطابات الكراهية الدينية والعنصرية، فضلًا عن رعاية جلالته الكريمة لعدد من المؤتمرات الدولية المعنية بتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات والحضارات، وتقديم جوائز عالمية للنماذج الداعمة والملهمة للتسامح والتعايش وخدمة الإنسانية، وتقدم المرأة وتمكين الشباب.
كما عبّر سعادة الوزير عن فخره الكبير بتتويج مملكة البحرين نهجها الدبلوماسي الحكيم ورسالتها الحضارية العريقة، بانتخابها عضوًا غير دائم في مجلس الأمن الدولي للفترة 2026-2027، بنسبة 9.59 بالمائة من أصوات الجمعية العامة للأمم المتحدة، واعتماد مبادرتها النوعية بشأن إقرار اليوم الدولي للتعايش السلمي، وتبني القمة العربية "قمة البحرين" للعديد من مبادراتها الإنسانية الداعية إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية للمتأثرين من الصراعات.
وأكد سعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، مواصلة مملكة البحرين دورها الريادي كمنارة للحوار والتسامح والتعايش، وشريك محوري في تعزيز التفاهم والتلاقي بين الحضارات والثقافات، بما ينسجم مع الخطة الوطنية لحقوق الإنسان (2022–2026)، وأهداف التنمية المستدامة، وترسيخ المبادئ الإنسانية النبيلة نحو بناء عالم أكثر تفاهمًا وأمنًا وسلامًا ورخاءً.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ 27 دقائق
- البلاد البحرينية
الأب شربل رزق: الدين المسيحي قائم على المحبة بمن فيهم الأعداء.. لأن البشر 'إخوة'
ما هو الأساس الذي يجب أن يقوم عليه الحوار بين الأديان؟ أن يكون مبنيًا على الفهم المتبادل، لا على الفرض أو الإقناع؛ لأن الفرض يؤدي إلى صراعات بينما الفهم يبني التعايش، وإذا تحوّل الحوار إلى محاولة لفرض العقيدة، سيصل بنا إلى أزمات وحروب وتداعيات خطيرة. أما إذا كان هدفنا هو فهم الآخر واحترامه، دون أن نطلب منه يكون مثلنا، فبذلك سنستطيع أن نبني علاقة قائمة على التقدير المتبادل، ونرى القيم الإنسانية المشتركة التي تجمعنا بدلا من التي تفرقنا، وهنا يبرز دور الأديان كمؤسسات تسعى إلى الخير العام، وتغذي روح المحبة والتسامح والتواضع. هل تؤمن بأن التنوع الديني يمكن أن يكون مصدر قوة للمجتمعات؟ بالطبع، فالتنوع والاختلاف يشكلان عاملًا مساعدًا في تطور الإنسان، ولم يخلقنا الله عبثًا، بل جعل وجودنا على هذه الأرض بهدف البحث عن الحقيقة والتأمل فيها، ولكي نتمكن من اكتشافها، نحن بحاجة إلى عناصر عدة تساعدنا في التمييز بين الحقائق وبين نعمة الله ومشيئته. هذا التنوع يتجلى في مختلف المستويات، سواء الثقافية أو اللغوية أو الحضارية، وكذلك في البعد الديني والروحي، الذي يعد جزءًا أساسيًا من تكويننا كبشر. كيف يمكن للقادة الدينيين المساهمة في تعزيز قيم التعايش؟ تلعب القيادة الدينية دورًا محوريًا في المجتمع، إذ تتولى مسؤوليتين أساسيتين: الأولى تتعلق بالإدارة والتنظيم الداخلي للمؤسسة الدينية، والثانية بتمثيل الدين والإيمان أمام الآخرين. ونظرًا لحساسية هذا الدور؛ فإن القادة الدينيين يُعدّون مرآة تعكس القيم الروحية والمبادئ الدينية في تعاملهم مع الآخرين، لذا من الضروري أن يتحلوا بالحكمة، والرزانة، والانفتاح، وقبول الآخر، إضافة إلى مهارات الإصغاء العميق؛ ليتمكنوا من تقديم صورة واضحة وإيجابية للدين الذي يمثلونه، وتعزيز التعايش بين مختلف الفئات. هل تعتقد أن تخصيص يوم دولي للتعايش كافٍ لتعزيز ثقافة التعايش أم أن هناك حاجة إلى تغيير فكري أيضا؟ تخصيص يوم دولي للتعايش يعد خطوة بالغة الأهمية؛ لما له من دور كبير في تعزيز قيم التسامح والتعايش، خصوصا في البحرين عبر مركز الملك حمد العالمي للتعايش والتسامح، فهو يمثل نقطة انطلاق حيوية، إذ يتيح هذا اليوم فرصة سنوية للتأمل في معاني التعايش، ويشكل مرجعًا للتخطيط ووضع البرامج التي تعزز هذه القيم، كما يساهم في مراجعة ما تم إنجازه في العام، وتحديد الخطوات المستقبلية لتعزيز التفاهم والتواصل بين مختلف الثقافات والمجتمعات. من وجهة نظرك كقائد ديني، ما هي الموضوعات الواجب تناولها في اليوم الدولي للتعايش السلمي؟ في رأيي، يجب أن يتناول هذا اليوم ثلاثة محاور أساسية تشمل المحور التربوي، بإدخال قيم التعايش والقبول في المناهج التعليمية بالمدارس والجامعات، والمحور السياسي الذي يركز على قبول الاختلاف كركيزة أساسية لوحدة المجتمعات وبنيتها، مع تأكيد احترام الآخر باختلافه الثقافي والديني، والمحور الإعلامي الذي يعنى بنقل القيم الصالحة التي تشجع على التسامح والتفاهم بين جميع الفئات. كما ينبغي تناول موضوعات متنوعة تتعلق بالقيم الدينية والروحية والعلاقات الاجتماعية والإنسانية، بعيدًا عن الانحياز للعقائد أو الديانات، مع التركيز على مفاهيم السلام في مختلف الديانات ونقاط التلاقي بينها وكيفية تطبيقها في الحياة اليومية. ومن المهم أن يكون الحوار الديني مبنيًا على الحقيقة ومن مصادر موثوقة؛ حتى يكون الفرد منفتحًا وعقلانيًا، ويتعرف على الآخر كما هو وليس كما سمع عنه، مع دراسة مدى توافق قبول الآخر مع مبادئ الشريعة، هذا النهج الشامل يمكن أن يساهم في تعميم قيم التعايش السلمي على المستوى التربوي والإعلامي والسياسي، ويخدم البشرية جمعاء. ما هو تأثير الحروب والصراعات على مفهوم التعايش؟ الحروب والصراعات تمثل نقيضًا للتعايش، وهي حكم مسبق على الإنسان؛ إذ تقوم غالبًا على المصالح، ولن نستطيع فهمها بشكل كامل إلا إذا نظرنا إليها عبر إطارها التاريخي وحيثياتها. إضافة إلى ذلك، فإن هذه الحروب تنشأ عادة من صراع بين الأمم قبل أن تكون دينية. فعند النظر إلى المشهد الحالي، نلاحظ أن الحروب ليست دينية بالدرجة الأولى، بل هي حروب حضارية ثقافية تهدف إلى تحقيق مصالح معينة، إذ تلعب اللغة والدين، الذي يعد من أكثر العناصر التي تثير العصبية لدى الإنسان، دورًا كبيرًا في تفاقم هذه الصراعات. من هنا، يجب على القادة الدينيين أن يظهروا الهوية الدينية بشكل صحيح، وأن يسهموا في تنظيم مجتمعاتهم بما يتماشى مع قيم الانفتاح والمحبة والتسامح، مع التركيز على تعزيز الحوار والتواصل في مختلف الجوانب. في كل حضارة يوجد تنوع إسلامي، ويجب على كل فرد أن يساهم في تطوير المجتمع الذي ينتمي إليه، فالتناقضات بين البشر لن تؤدي إلى استمرار الحروب. وفي هذا السياق، لا بد من الإشارة إلى أن جوهر الإيمان المسيحي يقوم على المحبة، بما في ذلك محبة الأعداء، إذ يُعد جميع البشر إخوة. في العصور الوسطى، كان للأديان دور بارز في الحروب والصراعات، أما اليوم، فقد أصبحت السياسة تلعب دورًا أساسيًا، إضافة إلى التحركات الاجتماعية الحديثة التي تؤثر في مجتمعات العالم، وتخلق فئة إرهابية تربطها بالدين؛ ما يعقد المشهد أكثر. كيف ترى دور الكنيسة في تقديم الدعم الروحي والنفسي والديني لرعاتها في البحرين؟ النشاطات الروحية الموجودة والمتنوعة في الكنيسة، خصوصا العظات والتعليم المسيحي، توجه إلى قيم المحبة وقبول الآخر المختلف، وهذا الأمر موجود بالفعل في جوهر الإيمان المسيحي بهدف الخير والخلاص، إذ إن المسيحي الذي يسعى لمعرفة إيمانه ويعيشه سوف يكتشف أنه مدعو لأن يكون منفتحًا على جميع الناس ويتقبلهم. في الكنيسة، يلتقي أشخاص من جنسيات مختلفة، ولكل واحد منهم عادات وتقاليد وتصرفات مختلفة عن الآخر، وعلى رغم هذا التنوع، هناك شيء مشترك يجمعهم ببعضهم البعض، وهو الإيمان. كما أن هذا التنوع يدعو إلى تقبّل الآخر، والتعامل معه بمحبة واحترام، مهما كانت خلفيته، فقيم المسيحية تدعونا دائمًا للمحبة، حتى محبة الأعداء، وهي محبة تتجاوز الحدود. هل هناك مبادرات إنسانية أو دينية جديدة تعمل عليها الكنيسة؟ وما هي إن وجدت؟ لدينا تعاون جيد مع مركز الملك حمد العالمي للتعايش والتسامح، ونعمل معهم على برامج متتابعة، ونُطلعهم عبرها على أنشطتنا في إطار الشفافية والتعاون المشترك. ونحن في مملكة البحرين نحترم أن الكنيسة تعمل ضمن قوانين الدولة، لذلك لا نقوم ببرامج دعوية أو تبشيرية، وبرامجنا مخصصة لأبناء الكنيسة فقط، سواء من البحرينيين أو من الجاليات الأخرى المسيحية. دورنا هنا روحي ورعوي، نخدم أبناء إيماننا وكنيستنا، من دون تجاوز أو تعدٍّ، ولسنا في موقع التبشير، بل في موقع الخدمة والرعاية لمن ينتمون لهذه الجماعة الإيمانية. كيف تساهم الكنيسة في إرساء مبادئ السلام والتعايش في البحرين خصوصا، والخليج والإقليم عموما؟ استنادًا إلى تعاليم الرب في الكتاب المقدس، نحن في الكنيسة مدعوّون لقبول الآخر، والانفتاح عليه بمحبة وتسامح، هذا هو جوهر رسالتنا الإيمانية، وهو ما نحاول أن نعيشه داخل مجتمعنا. في البحرين، نُكن كل الاحترام لثقافة وتوجهات المملكة، ونتعامل دائمًا بانسجام مع مؤسسات الدولة والمجتمع. الكنيسة الكاثوليكية لا تفرض أي شيء على المجتمع البحريني، ولا تقوم بمبادرات منفردة باتجاه الآخرين، بل تتجاوب مع الدعوات الرسمية التي تصلها. على سبيل المثال، عندما يدعونا مركز الملك حمد العالمي للتعايش والتسامح للمشاركة في نشاطات مشتركة، فإننا نلبي الدعوة بمحبة، لا بدافع التبشير، بل كشهادة على العيش المشترك، فنحن لا نبادر إلى فرض أفكار أو برامج، بل نحترم القوانين ونكتفي بأداء دورنا الروحي داخل الكنيسة. كيف يمكن أن تتعاون الأديان على الرغم من اختلاف العقائد؟ التعاون يكون عبر الجوانب الاجتماعية والإنسانية المشتركة، مثل دعم الخير العام، والعمل على كرامة الإنسان، والوقوف مع العدالة، كل دين هو مؤسسة تهدف إلى رفعة الإنسان، وهنا يكون التلاقي، عندما نركز على ما يجمعنا، نستطيع أن نعمل سويًا لصالح المجتمع ونخلق بيئة فيها محبة وتسامح وتعايش. ما هي القيم الأخلاقية التي تتفق عليها الأديان؟ جميع الأديان تتكلم عن فضائل إنسانية عظيمة مثل التواضع، والتسامح، والمحبة، والصبر، ورفض الغضب والحقد، هذه القيم تعد أساسًا في كل دين، وهي التي تبني الإنسان من الداخل، وتجعله يتعامل مع الآخر بسلام ورحمة. كيف يستطيع الإنسان التمييز بين الخير والشر من دون الاعتماد على الدين؟ عبر ما يُعرف بـ 'الشريعة الطبيعية'، وهي الفطرة التي زرعها الله في الإنسان، تجعله يعرف الصواب والخطأ بشكل فطري. الدين ليس الوسيلة الوحيدة لفهم الخير، لكنه يعزّز ويوضّح الطريق، ويؤكد أن الإنسان في داخله بوصلة أخلاقية تساعده على الاختيار. ما الرسالة الأساسية التي تؤكدها دائما؟ رسالتي كممثل للكنيسة، هي دعوة الناس إلى المحبة، والتسامح، ورفض الكراهية والانتقام، ونحن نؤمن بأن الإنسان، كلما ابتعد عن الغضب والحقد، كلما اقترب أكثر من الخلاص والمحبة التي خلقه الله من أجلها. الله خلقنا لنُحب، لا لنقتل. من منظور ديني كيف تقرأ الأحداث في المنطقة؟ تحظى مملكة البحرين بجوهر خاص ومميز فيما يتعلق بالدين، إذ إن لكل شخص مكانته وحضوره ودينه من دون أن يتدخل في أمور الآخر، كما أن المجتمع البحريني منفتح ويقبل التعايش، فضلًا عن كونه أكثر بلد يوجد به تنوع حضاري وثقافي، وفيه تلتقي بأشخاص من جميع أنحاء العالم تتعرف على ثقافاتهم وحضاراتهم، على خلاف بعض الدول العربية التي يوجد فيها أساسًا تلاقٍ وتنوع في الأديان، إلا أنه يعتريها بعض الخوف من الآخر لكون أن السياسة تلعب فيها. وإذا نظرنا لمفهوم التعايش في الدول الأوروبية، فإن مفهوم الدين ملغى، ويركز الناس على العلاقات العملية الإنسانية الاجتماعية، كما أنه يوجد نوع من الاضطهاد بمعنى أن الشخص لا يستطيع أن يعيش قيمه بشكل ظاهر سواء كان مسلمًا أو مسيحيًا، وإنما عليك أن تتقبله بما هو عليه وليس بما يفرضه عليك. دعنا ننتقل إلى موضوعات خدمية الآن، ما مقدار فاتورة الكهرباء والماء للكنيسة؟ وهل قمتم باتخاذ أي خطوات لطلب إعفائها من هذه الرسوم؟ التكاليف مرتفعة ونحن ندفع كامل الرسوم للدولة من دون أي تخفيض، ونتمنى أن تكون الكنائس، مثل دور العبادة في كثير من الدول الأخرى، معفاة من هذه الرسوم. فالكنيسة ليست مؤسسة تجارية، فليس لدينا مصادر دخل ثابتة أو منتجات نبيعها، بل الكنيسة تقوم على هبات المؤمنين فقط. أبناء الكنيسة يقدمون الحسنة لخير الكنيسة نفسها بدافع المحبة، وليس بشكل مشروط، وتعتمد على عطاء الفقراء، وليس على دعم الأغنياء، وعلى جهود المؤمنين البسطاء الذين يعطون من تعبهم وقلوبهم، كلٌ بحسب قدرته، بحرية تامة. والكنيسة لا تُجبر أحدًا على تقديم مال؛ لأن العطاء فيها هو علاقة شخصية بين الإنسان وربّه، ويعبّر عنها عبر علاقته بالكنيسة والمكان المقدّس. نسبة الحضور في كنيسة القلب المقدس أثناء الصلوات والقداديس، كبيرة، وهذا يشكّل ضغطًا واضحًا على مواقف السيارات المحيطة بالكنيسة، لذلك، نأمل الحصول على مساعدة لتوفير مواقف إضافية تسهّل وصول المصلين، وتمنع الوقوف الخاطئ الذي يؤدي إلى إغلاق الطرق أو التعرّض للمخالفات. نتمنى من دور العبادة القريبة من الكنيسة التعاون معنا، والسماح باستخدام مواقف سياراتهم في أوقات الصلوات، حتى ولو كان ذلك مقابل رسوم رمزية؛ وذلك تقديرًا للظروف وخدمة للمجتمع الإيماني. علمًا بأننا تحدثنا بشأن هذه المسألة مع الجهات المختصة، لكننا حتى الآن لم نتلقَّ أي رد.


البلاد البحرينية
منذ 43 دقائق
- البلاد البحرينية
موسم موفّق لحج هذا العام 1446هـ
جهود مباركة قامت بها بعثة مملكة البحرين للحج في خدمة ضيوف الرحمن بالمملكة العربية السعودية، حيث بلغت أعداد الحجاج لهذا العام أكثر من 4600 حاج يمثلون 26 حملة بحرينية. على المستوى الرسمي، بذلت البعثة قصارى جهودها برئاسة فضيلة الشيخ الدكتور عدنان القطان من أجل تسيير أعمال الحج بالتعاون مع أصحاب الحملات البحرينية والتنسيق مع الجهات المختصة بوزارة الحج السعودية ووزارة الداخلية والجهات ذات العلاقة، وكذلك العمل الدؤوب الذي تقوم به البعثة من خلال لجانها المتعددة كل في مجاله، يعملون ليلا ونهارا في سبيل خدمة الحجاج البحرينيين. انقضى موسم الحج، بعد أن لبّى الحجاج 'لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك'، طافوا حول الكعبة المشرفة وأدوا عباداتهم في مشاعر منى ومزدلفة وعرفة، بثيابهم البيضاء متراصين مجتمعين متضرعين إلى الله، دون أن يلتفتوا إلى لون أو عرق أو جنس أو طائفة، كلهم سواسية متوحدين أمام حكمة وعظمة الخالق عز وجل. متابعة حثيثة ومتواصلة، تقع على عاتق البعثة البحرينية منذ لحظة وصول المسؤولين واللجان العاملة من الكوادر الإدارية والقيادية أصحاب الخبرات في مجال إدارة المجاميع الكبيرة، واتخذت اللجان أدوارًا تكاملية للوصول إلى حج ميسر للحجاج، ومن ضمن هذه اللجان، لجنة الكشافة واللجنة الأمنية، الطبية، والتقييم والمتابعة وغيرها من اللجان التي تؤدي دورها ومهماتها في الجانب الميداني والجانب الإداري. ولاحظنا خلال تواجدنا في موسم الحج هذا العام القدرة العالية من الجهات المسؤولة بالمملكة العربية السعودية في ضبط الأعداد المتفق عليها بالنسبة للحجاج. وهذه نقطة جديرة بالاهتمام والملاحظة، حيث تم تقليل الأعداد بنسبة 30 % وأصبح العدد لحج هذا العام ما مجموعه مليون وستمئة ألف حاج تقريبًا. فكم من مذنبٍ اعترف وتاب، وكم من مريضٍ اعتبر واتعظ، وكم من شيطان على هذه الأرض رجمناه، وكم من عبد توجه إلى ربه بقلب خاشع، وكم من حاج أعياه التعب لكنه واصل المسير، وكم من حاج تاه الطريق لكنه ظل متوجهًا نحو طريق أسمى، كلهم تواجدوا لتجمعهم الكعبة المشرفة، راجين أن يتقبل الله تعالى صالح الأعمال، وأن يعم الأمن والخير والسلام على عباد هذه الأمة.


الوطن
منذ ساعة واحدة
- الوطن
وزير الداخلية السعودي: لا حوادث عكّرت صفوّ الحج أو مسّت الحجيج
أكد الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف، وزير الداخلية السعودي، أن الحالة الأمنية لموسم حج هذا العام كانت مستقرة، ولم يشهد الحج وقوع أي حوادث تعكّر صفوه أو تمس أمن وسلامة الحجيج، وفق انضباطية تامة ومراقبة دقيقة لأوضاعهم وتنقلاتهم ومقرات إقامتهم. جاء ذلك في برقيتي تهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بمناسبة عيد الأضحى المبارك، والنجاح المتميز لموسم الحج، مبيناً أن دعمهما وتوجيهاتهما كانت حجر الأساس في تمكين الجهات المشاركة فيه من التنفيذ الدقيق لجميع الخطط «الأمنية، والوقائية، والتنظيمية، والصحية، والخدمية، والمرورية» بكفاءة واقتدار. وأوضح الأمير عبد العزيز بن سعود أن الجهات المعنية نجحت في تنفيذ الخطط بما يتوافق مع أعداد الحجاج لهذا العام التي بلغت 1.673.230 حاجاً، وتقديم الرعاية والخدمات لهم بأعلى المعايير، فضلاً عن توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتطوير برنامج تقني للحرمين بخوارزميات سعودية، واستخدام التقنيات المتقدمة للرصد والتنبؤ بالمواقع الحرجة بما يساعد على إدارة الحشود؛ مما يسّر أداء ضيوف الرحمن مناسكهم بكل سهولة. وأضاف وزير الداخلية: «لقد تشرَّف رجال الأمن وجميع منسوبي الأجهزة الحكومية والأهلية المعنية بالمشاركة في خدمة ضيوف الرحمن، وأدوا مهامهم بكل اقتدار ومهنية، مما أسفر عن نجاح جميع الخطط الموضوعة»، لافتاً إلى أن الحجاج أتموا نسكهم بأمن وسكينة، وتميّزت حركة تنقلاتهم وتفويجهم بانسيابية تامة، وذلك «بفضل من الله ثم يقظة رجالكم من مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية المنتشرين في الأماكن التي يرتادها الحجاج كافة». ونوّه الأمير عبد العزيز بن سعود بأن الأوضاع الصحية كانت مطمئنة، ولم تسجل أي حالات وبائية أو محجرية، مؤكداً أن الجهود الوقائية واشتراطات الاستطاعة الصحية والخدمات الصحية المقدمة لضيوف الرحمن أثمرت عن انخفاض في معدلات الحالات المرضية والوفيات، وتسجيل أعداد محدودة للإجهاد الحراري. وأشار وزير الداخلية إلى توفر جميع السلع الاستهلاكية والغذائية التي يحتاجها الحجيج، وحظيت الخدمات العامة من نظافة وكهرباء ومياه بمتابعة شاملة من الجهات المعنية؛ لضمان راحة ضيوف الحرمين. من جانب آخر، قال الأمير عبد العزيز بن سعود، لدى لقائه كبار مسؤولي الوزارة وقادة القطاعات الأمنية وقوات أمن الحج والمساندة، في مكة المكرمة، الاثنين، إنه إنفاذاً لتوجيهات القيادة التي وفرت كل الممكنات، وحرصت على تضافر الجهود بين جميع الأجهزة والقطاعات الحكومية والأمنية؛ حققت الخطط المعتمدة للحج نجاحاً يتوِّج رحلة التطوير المستمر، لافتاً إلى أن التخطيط المبكر والتنفيذ الفعَّال والرقابة المستمرة والتوظيف الأمثل للتقنية، والتعاون والوعي من الحجاج والبعثات؛ جميعها أسهمت في نجاح موسم الحج. ونبَّه وزير الداخلية إلى أن جميع الجهات قامت بدورها في تقديم خدماتها لضيوف الرحمن باختلاف أعراقهم وجنسياتهم، وأحاطهم الأمن برجاله ونسائه ومقدراته، ورعتهم خدمات صحية نوعية، وقُدمت لهم الخدمات العامة بكفاءة عالية، ما أسهم في تأدية الحجاج شعائرهم وفق تنظيم مُحكم يضمن السلاسة والانسيابية في الحركة والانتقال بجداول زمنية التزم بها الجميع. وثمَّن الأمير عبد العزيز بن سعود، الجهود التي بذلتها القطاعات الأمنية والعسكرية المشاركة، التي عملت بوصفها فريقاً واحداً بصدق وإخلاص في الميدان، مستشعرة شرف الخدمة، ومستحضرة حس المسؤولية الوطنية والدينية، مُوجِّهاً بالبدء من الغدٍ في الاستعداد لموسم الحج المقبل.