logo
الأوقاف الإسلامية والمسيحية في القدس: درع الهوية المقدسية في ظل الوصاية الهاشمية

الأوقاف الإسلامية والمسيحية في القدس: درع الهوية المقدسية في ظل الوصاية الهاشمية

معا الاخبارية٢٢-٠٧-٢٠٢٥
منذ قرون، شكلت الأوقاف الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس عمودًا فقريًا لحماية المقدسات والحفاظ على الهوية العربية للمدينة في وجه محاولات الطمس والتهويد.
وفي القلب من هذه الحماية، تقف المملكة الأردنية الهاشمية باعتبارها الجهة المسؤولة رسميًا عن رعاية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، من خلال وصاية تاريخية تحمل أبعادًا سياسية، دينية، ووطنية.
وصاية هاشمية راسخة
تستند الوصاية الأردنية على المقدسات إلى جذور تاريخية موثقة منذ بدايات القرن العشرين، وأُعيد التأكيد عليها في اتفاقية 'وادي عربة' عام 1994 بين الأردن وإسرائيل، كما تم تثبيتها لاحقًا في اتفاقية خاصة بين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس عام 2013، والتي أكدت على أن الملك هو 'الوصي على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس'.
هذه الوصاية ليست فقط رمزية، بل تتجسد في دعم فعلي لإدارة الأوقاف الإسلامية، ولقضايا الحفاظ على العقارات الوقفية، ومساندة الحضور الفلسطيني في المدينة، في مواجهة هجمة استيطانية تتصاعد وتستهدف كل ما هو غير يهودي في القدس.
المسجد الأقصى: هدف مستمر للمساس بالوصاية
يتعرض المسجد الأقصى المبارك يوميًا لمحاولات اقتحام من جماعات المستوطنين، تحت حماية شرطة الاحتلال، في مسعى مستمر لفرض وقائع جديدة على الأرض، وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا، كما حدث سابقًا في الحرم الإبراهيمي في الخليل.
لكن العامل الأساس الذي لا تزال إسرائيل تخشاه هو الدور المركزي الذي تمارسه دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، والتي تُعد المرجعية الوحيدة المعترف بها دينيًا وإداريًا من قبل الفلسطينيين والعرب والمسلمين في ما يتعلق بالأقصى.
ورغم الضغوطات ومحاولات التضييق، يواصل حراس المسجد الأقصى وموظفو الأوقاف أداء واجبهم الديني والوطني، تحت أعين الاحتلال، وبمساندة من القيادة الأردنية التي لم تتردد يومًا في إدانة الانتهاكات المتكررة.
كنيسة القيامة: حماية مقدسة وسط العواصف
لم تقتصر الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية، بل تشمل كذلك كنيسة القيامة وسائر المواقع المسيحية في القدس. هذا الامتداد الروحي للأردن يعكس رؤية شمولية في حماية نسيج المدينة المقدسة.
وقد لعب الأردن دورًا مهمًا في ترميم العديد من أجزاء الكنيسة، بالتعاون مع الطوائف المسيحية المختلفة، في مشهد نادر من الوحدة والاحترام المتبادل.
العقارات الوقفية: خط المواجهة الأول
تستهدف الجمعيات الاستيطانية العقارات التابعة للأوقاف الإسلامية والمسيحية بوسائل قانونية ومادية مشبوهة، عبر صفقات تهدف للسيطرة على بيوت الفلسطينيين وممتلكاتهم، خصوصًا في البلدة القديمة وحي سلوان والشيخ جراح.
إلا أن الأوقاف، بدعم رسمي أردني، وبمساندة المجتمع المقدسي، تقف حائط صد أمام هذه المخططات. إذ يتم رفض بيع العقارات، وتوثيق ملكيتها، ومتابعة أي تسريب قانونيًا ودينيًا. وقد لعب هذا الجهد دورًا كبيرًا في إفشال العديد من صفقات التسريب والهيمنة.
دعم مقدسي للدور الأردني
رغم كل الضغوط، لا يزال المقدسيون يثقون بالأوقاف، ويعتبرونها عنوانًا للحماية والتثبيت. الموقف الشعبي في القدس يتمسك بالوصاية الهاشمية، ويرى فيها عنصر استقرار وضمانة لعدم الانزلاق في مشاريع سياسية مشبوهة تهدف لفصل المقدسات عن سياقها العربي والإسلامي.
إن العلاقة بين الأوقاف وسكان المدينة ليست مجرد علاقة مؤسسة بجمهور، بل هي علاقة مصير، تنعكس في كل تفاصيل الحياة اليومية، من صلوات الجمعة في الأقصى، إلى احتفالات القيامة في الكنيسة.
بين الصمود والتحدي
دور الأوقاف لا يقتصر على حماية الحجر والمكان، بل يتعداه لحماية الإنسان والذاكرة والهوية. هي المؤسسة التي لا تزال تقف في وجه التهويد، وتؤكد أن القدس ليست مدينة بلا أهل، ولا بلا روح.
وفي ظل اشتداد الهجمة على المدينة، تبرز الحاجة الملحّة لدعم هذا الدور، وتطوير أدواته، وتمتين التنسيق الفلسطيني–الأردني أكثر من أي وقت مضى. فالقدس ليست مجرد عنوان للنزاع، بل رمز لصراع الإرادة، بين من يحاول نزعها من هويتها، وبين من يتمسك بها وطنًا وعقيدة ومصيرًا.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تصعيد خطير بالضفة الغربية: شهيد في الخليل، واعتداءات متزامنة
تصعيد خطير بالضفة الغربية: شهيد في الخليل، واعتداءات متزامنة

فلسطين اليوم

timeمنذ 13 ساعات

  • فلسطين اليوم

تصعيد خطير بالضفة الغربية: شهيد في الخليل، واعتداءات متزامنة

استشهد الشاب عودة محمد الهذالين اليوم الجمعة في خربة أم الخير جنوب الخليل، بعد أن أطلق مستوطن من بؤرة "شمعون" النار عليه أثناء محاولته حماية أرضه. وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال منعت الطواقم الطبية من الوصول إليه، وسحبته إلى مستوطنة "كرمائيل"، ثم إلى مستشفى "سوروكا"، حيث أعلن عن استشهاده مساءً. وفي سياق متصل، أصيب شاب فلسطيني بجروح خطيرة في منطقة رأس الجورة بمدينة الخليل برصاص قوات الاحتلال، التي تحتجزه حتى اللحظة. وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال اعتقلت عدداً من سكان خربة أم الخير، في وقت توفّر فيه الحماية الكاملة للمستوطنين الذين يواصلون اعتداءاتهم على المواطنين والممتلكات. وفي محافظة رام الله، هاجم مستوطنون قرية كفر مالك واقتحموا منطقتي "المناطير" و"الكسارة"، حيث أحرقوا مركبات ومزارع دجاج وأصابوا أحد المواطنين بجروح. كما أشارت مصادر ميدانية إلى أن مستوطنين نفذوا أعمال تجريف وشق طرق في أراضٍ خاصة بخربة مسعود غرب جنين، بدعم مباشر من قوات الاحتلال. من جهة أخرى، حذّرت جهات مقدسية من دعوات استيطانية لاقتحام المسجد الأقصى الأحد المقبل، بمناسبة ما يُسمى "خراب الهيكل"، وأكدت أن هذه الدعوات تتزامن مع دعم سياسي من شخصيات في حكومة الاحتلال، ما ينذر بتصعيد خطير يمسّ الوضع التاريخي والقانوني للحرم الشريف.

قوات الاحتلال تعتقل خطيب الأقصى بعد درس ديني عن غزة وتفرج عنه لاحقاً
قوات الاحتلال تعتقل خطيب الأقصى بعد درس ديني عن غزة وتفرج عنه لاحقاً

فلسطين اليوم

timeمنذ 13 ساعات

  • فلسطين اليوم

قوات الاحتلال تعتقل خطيب الأقصى بعد درس ديني عن غزة وتفرج عنه لاحقاً

اعتقلت قوات الاحتلال صباح اليوم خطيب المسجد الأقصى الشيخ إياد العباسي، وذلك عقب إلقائه درساً دينياً تناول الأوضاع في غزة، داخل رحاب المسجد المبارك. وبحسب شهود عيان، اقتادت عناصر من شرطة الاحتلال الشيخ العباسي من داخل الأقصى بعد انتهاء الدرس، وجرى التحقيق معه قبل أن يتم الإفراج عنه لاحقاً. وذكر مقربون من الشيخ أن قوات الاحتلال هددته بعدم التطرق إلى غزة في أي خطبة أو درس مستقبلي. ويأتي هذا التصعيد في ظل استمرار التضييق على العلماء والخطباء في المسجد الأقصى، ومنعهم من تناول القضايا الوطنية والإنسانية التي تمس الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها العدوان المتواصل على غزة.

40 ألفًا يُؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
40 ألفًا يُؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى

فلسطين أون لاين

timeمنذ 13 ساعات

  • فلسطين أون لاين

40 ألفًا يُؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى

أدى عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، رغم عراقيل قوات الاحتلال الإسرائيلي في محيط البلدة القديمة بالقدس المحتلة والمسجد. وذكرت دائرة الأوقاف الاسلامية بالقدس، أن 40 ألف مصل أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، وصلاة الغائب على أرواح شهداء قطاع غزة والضفة الغربية. واعتقلت قوات الاحتلال خطيب المسجد الأقصى وقاضي القضاة في القدس الشيخ إياد العباسي، أثناء خروجه من باب السلسلة - أحد أبواب المسجد، بعد أن تطرق في درس الجمعة إلى غزة،ثم أفرجت عنه لاحقًا. وتواصل شرطة الاحتلال استهداف خطباء الأقصى بالاعتقال والإبعاد. وكانت القوات اعتقلت الجمعة الماضي، مفتي القدس الشيخ محمد حسين، بعد خطبة الجمعة قبل الافراج عنه لاحقًا، وابعاده عن المسجد لمدة أسبوع قابل للتجديد. وفي السياق، أجبرت قوات الاحتلال المرابط المقدسي نظام أبو رموز على الخروج من البلدة القديمة بالقدس، ومنعته من أداء صلاة الجمعة في طريق المجاهدين في باب الأسباط. وأوقفت العديد من الشبان في محيط البلدة القديمة بالقدس وفحصت هوياتهم، ومنعت آخرين من الوصول إلى الأقصى لأداء صلاة الجمعة. المصدر / وكالات

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store