logo
أخبار العالم : لماذا يحاول نتنياهو جرّ الولايات المتحدة إلى الحرب؟

أخبار العالم : لماذا يحاول نتنياهو جرّ الولايات المتحدة إلى الحرب؟

الخميس 19 يونيو 2025 09:01 صباحاً
نافذة على العالم - عربي ودولي
80
19 يونيو 2025 , 07:00ص
❖ الدوحة - الشرق
نشر موقع ميدل إيست آي البريطاني مقالا تناول فيه التصعيد الإسرائيلي الأخير ضد إيران، حيث شنّت إسرائيل في 13 يونيو 2025 هجومًا عسكريًا مفاجئًا وغير مبرر استهدف أكثر من مائة موقع داخل إيران، شملت منشآت نووية وقواعد عسكرية ومراكز قيادية، وأسفر عن مقتل عدد من كبار القادة، بينهم رئيس أركان الجيش وقائد الحرس الثوري وعدد من العلماء النوويين. ولفت المقال إلى أن هذا الهجوم جاء قبل أيام فقط من استئناف المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، في محاولة واضحة لإفشال أي تسوية دبلوماسية مرتقبة.
وبيَّن المقال أن الهجوم الإسرائيلي، الذي جرى بتنسيق مسبق مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب – رغم نفي واشنطن المباشر مشاركتها – يعكس إستراتيجية إسرائيلية تقوم على الدفع نحو مواجهة إقليمية واسعة تُجبر الولايات المتحدة على خوض حرب شاملة ضد إيران. وأوضح أن هذه الخطوة ليست جديدة، بل تأتي امتدادًا لسياسة قديمة دعمتها دوائر المحافظين الجدد منذ تسعينيات القرن الماضي، تهدف إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط لصالح الهيمنة الإسرائيلية، مشيرًا إلى وثائق إستراتيجية مثل "A Clean Break" التي دعت صراحة إلى إضعاف دول مثل العراق وسوريا ولبنان، وصولًا إلى إيران.
كما أوضح المقال أن سياسة "الضغط الأقصى" التي انتهجها كل من ترامب وبايدن ضد طهران فشلت في وقف برنامجها النووي، بل دفعت إيران إلى رفع مستوى تخصيب اليورانيوم وتعزيز قدراتها الدفاعية. ومع عودة ترامب إلى السلطة في بداية 2025، حاول فرض اتفاق نووي جديد أكثر تشددًا. ورأى المقال أن الرد الإيراني جاء سريعًا وحاسمًا، إذ أطلقت طهران موجة من الصواريخ والطائرات المسيّرة استهدفت العمق الإسرائيلي، وشلّت أجزاء واسعة من المدن الكبرى، وأربكت أنظمة الدفاع الإسرائيلية. ونتيجة لذلك، دخلت إسرائيل في مأزق إستراتيجي، إذ لا تستطيع بمفردها القضاء على البرنامج النووي الإيراني، ولا تملك القدرة على إحداث تغيير في النظام السياسي الإيراني، في ظل رفض أمريكي داخلي للتورط في حرب جديدة، ومخاطر اقتصادية وجيوسياسية هائلة تهدد المنطقة والعالم.
وحذّر المقال من ثلاثة سيناريوهات محتملة: حرب استنزاف طويلة تبقي إيران صامدة وتعزز نفوذها، تدخل أمريكي مباشر يفشل في تحقيق أهدافه ويزعزع الاستقرار العالمي، أو انفجار إقليمي واسع يشمل أطرافًا متعددة، وقد يتطور إلى حرب عالمية.
وبين التقرير أن هذه المقامرة الإسرائيلية قد تؤدي إلى نتائج عكسية منها فشل إستراتيجي وسحب واشنطن إلى حرب جديدة لا يمكن كسبها في الشرق الأوسط. بعد محاولات دؤوبة لاستفزاز مواجهة واسعة النطاق، تستغل إسرائيل الآن الغطاء الغربي الممنوح لها في حربها الإبادة على غزة، لتصعيد حملتها العنيفة ضد إيران. تدمير المواقع النووية المحصنة، وإسقاط القيادة الإيرانية — تحتاج إسرائيل إلى دعم عسكري أمريكي كامل.
وإستراتيجية نتنياهو هي استفزاز نزاع أوسع يجبر واشنطن على التورط المباشر في حرب مع طهران.
وفي الختام أوضح التقرير أن إسرائيل تجد نفسها محاصرة بين فشل تحقيق أهدافها وإمكانية فقدان قدرتها على الردع، مما قد يرغمها على إنهاء حربها على غزة والتراجع عن طموحاتها الإقليمية. كما أشار إلى أن العالم يعيش لحظة تحول مفصلي قد تُعيد رسم خريطة الشرق الأوسط لعقود مقبلة، مؤكدًا أن ما يحدث الآن ليس مجرد تصعيد عسكري، بل انعكاس لتحوّلات إستراتيجية كبرى قد تُغيّر شكل النظام الإقليمي بأكمله.
أخبار ذات صلة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الضرب في العمق: إسرائيل تكشف قصف مفاعلَي آراك ونطنز وإيران تحذر من العواقب
الضرب في العمق: إسرائيل تكشف قصف مفاعلَي آراك ونطنز وإيران تحذر من العواقب

تحيا مصر

timeمنذ 40 دقائق

  • تحيا مصر

الضرب في العمق: إسرائيل تكشف قصف مفاعلَي آراك ونطنز وإيران تحذر من العواقب

وسط تصاعد المواجهة العسكرية غير المسبوقة بين ضربات ليلية مركزة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إيفي دفرين، كشف أن سلاح الجو الإسرائيلي شن غارات ليلية استهدفت عدة مواقع استراتيجية داخل إيران، وأبرزها مفاعل آراك النووي غير العامل، إضافة إلى منشأة نطنز الحساسة، والتي تُعد مركزاً رئيسياً لتخصيب اليورانيوم. وقال دفرين في بيان صحافي: "عمقنا القصف الليلة الماضية، وضربنا مفاعل آراك النووي، كما استهدفنا موقعاً لتطوير الأسلحة النووية في نطنز"، مشيراً إلى أن نحو 40 طائرة حربية شاركت في الغارات التي طالت عشرات المواقع. أهداف استراتيجية واضحة الجيش الإسرائيلي أكد أن إحدى الضربات أصابت هيكل ختم قلب المفاعل في آراك، وهو عنصر حيوي في إنتاج البلوتونيوم، وأحد المكونات الأساسية في تشغيل المفاعل. وأوضح البيان أن الهدف من تلك الضربة هو منع إعادة تشغيل المفاعل مستقبلاً واستخدامه في تطوير أسلحة نووية، ضمن ما وصفته تل أبيب بأنه "معركة استباقية لشلّ قدرات إيران النووية والعسكرية". ردود إيران وتصعيد مستمر من جانبها، أكدت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية تعرض مفاعل آراك لهجوم، لكنها طمأنت المواطنين بعدم وجود أي خطر إشعاعي، مؤكدة أن المنشأة تم إخلاؤها مسبقاً في إجراء احترازي. ويأتي هذا التصعيد في سياق عملية الأسد الصاعد" التي أطلقتها إسرائيل في 13 يونيو الجاري، والتي استهدفت حتى الآن أكثر من ألف هدف في إيران، بينها قواعد صواريخ ومراكز قيادة ومختبرات نووية. خسائر بشرية كبيرة وأسفرت الضربات الإسرائيلية حتى اليوم عن مقتل العشرات من كبار القادة العسكريين الإيرانيين، بالإضافة إلى ما لا يقل عن 10 علماء نوويين، بحسب تقارير إسرائيلية. في المقابل، ردت إيران بإطلاق نحو 400 صاروخ باليستي وألف طائرة مسيّرة، بعضها أصاب أهدافاً مدنية في إسرائيل، ما أدى إلى مقتل 24 شخصاً وإصابة المئات. خامنئي يرد وترامب يضغط في مواجهة هذا التصعيد، أكد المرشد الإيراني علي خامنئي أن بلاده لن تستسلم تحت الضغوط أو التهديدات، متهماً إسرائيل بشن حرب عدوانية. كما وصف مطالب الرئيس الأميركي دونالد ترمب بـ"الاستسلام غير المشروط" بأنها سخيفة ومرفوضة. نحو مواجهة أشمل؟ مع تمسك إسرائيل بخيار الضربات المتواصلة، وتصاعد الردود الإيرانية، يزداد خطر انزلاق المنطقة إلى مواجهة شاملة، خاصة في ظل تعزيزات عسكرية أميركية متواصلة شرق المتوسط، وترقب لقرار نهائي من واشنطن بشأن الانضمام رسمياً إلى الهجمات. في هذا السياق، تبقى المنطقة على صفيح ساخن، فيما السيناريو الأسوأ لم يُستبعد بعد

مؤمن أفندي يؤكد أن التصعيد الانتحاري هو الخيار الحالي وفقاً لمنطق ترمب ونتنياهو
مؤمن أفندي يؤكد أن التصعيد الانتحاري هو الخيار الحالي وفقاً لمنطق ترمب ونتنياهو

خبر صح

timeمنذ ساعة واحدة

  • خبر صح

مؤمن أفندي يؤكد أن التصعيد الانتحاري هو الخيار الحالي وفقاً لمنطق ترمب ونتنياهو

أكد الإعلامي مؤمن أفندي أن التصعيد الانتحاري هو المسار السائد حاليًا في الحرب بين إسرائيل وإيران، حيث يتماشى ذلك مع رغبات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. مؤمن أفندي يؤكد أن التصعيد الانتحاري هو الخيار الحالي وفقاً لمنطق ترمب ونتنياهو ممكن يعجبك: أحمد موسى يصف 'قافلة الصمود' بأنها قنبلة موقوتة ستنفجر في مصر بعد رفض إسرائيل دخولهم غزة وكتب مؤمن على صفحته الشخصية عبر منصة 'إكس': 'التصعيد الانتحاري هو المسار الآن وفقًا لمنطق ترمب ونتنياهو، السلام مقابل السلام: هكذا تحدث نتنياهو، والترجمة: 'إما أن تُوقّع السلام، أو تستسلم… وبالجزمة، لا مكافأة، لا جزرة، فقط عصا' وتابع 'ما الحل؟ التصعيد الانتحاري؛ فالموت لدى البعض أفضل من حياة الذل، الشرق الأوسط يشبه السلم الكهربائي (الإسْكَلِيتُور) الصاعد فقط، لا طريق للنزول. 'في آخر المصعد: نهاية قد تكون الجنة (طبعًا كلٌ حسب عقيدته)، أو تحت الجزمة، إن وُجِد هناك طريق للنزول أصلاً، إذاً، التصعيد الانتحاري هو مسار حرب إسرائيل-إيران، إن لم يكن مسار الشرق الأوسط كله' التصعيد الانتحاري هو المسار الآن حسب منطق ترمب ونتنياهو. السلام مقابل السلام: هكذا تحدث نتنياهو. الترجمة: 'إما أن تُوقّع السلام، أو تستسلم… وبالجزمة، لا مكافأة، لا جزرة، فقط عصا' ما الحل؟ التصعيد الانتحاري؛ فالموت لدى البعض أفضل من حياة الذل. الشرق الأوسط يُشبه السلم…. — Mamoun Fandy (@mamoun1234). نجحت إيران في تحقيق اختراق في جنوبي إسرائيل وتحديدًا في بئر سبع، مما تسبب في زعزعة أمن الكيان الإسرائيلي المحتل عقب الهجوم العنيف المزدوج بالصواريخ والطائرات المسيرة في صباح يوم الخميس الموافق 19 يونيو 2025، والذي أسفر عن إصابة أكثر من 30 شخصًا إسرائيلي الجنسية في عدة مناطق متفرقة، بالإضافة إلى التدمير الكبير الذي لحق بالمشفى. لاتزال الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط تشهد تصاعدًا كبيرًا في الحرب والأزمات، وخاصة في الآونة الأخيرة عندما بدأ الكيان الصهيوني المحتل بشن هجمات عسكرية عنيفة في فجر يوم الجمعة الموافق 13 يونيو 2025، ومنذ تلك اللحظة، تتعقد الأمور أكثر فأكثر بشكل هستيري، إذ قامت طهران بالرد السريع على تلك الاختراقات في سيادة البلاد والاستهدافات والاغتيالات المشينة التي اتبعتها إسرائيل. حقنًا للدماء.. الحرب الإيرانية الإسرائيلية مستمرة وكانت المفاجأة أن الرد الإيراني جاء بسرعة لم يكن متوقعًا، حيث أخذت طهران حقها بعد ساعات قليلة من الهجمات الإسرائيلية الصهيونية وتنفيذ اغتيالات لكوادر مهمة ذات قيمة في الشأن النووي، ومن هنا بدأ التصاعد في هجمات إسرائيل، ومن ثم قامت إيران برفع الأعلام أو الرايات الحمراء التي تعني أن الدولة دخلت في حالة حرب رسمية مع عدوها الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط، مما ساهم في زعزعة أمن واستقرار البلاد. وتوالت الصواريخ والهجمات العنيفة من قبل إيران حتى صباح اليوم الخميس الموافق 19 يونيو 2025، حيث دمجت طهران هذه المرة هجماتها ما بين الصواريخ والطائرات المسيرة، وبالفعل تم استهداف مستشفى سوروكا جنوبي إسرائيل إصابة مباشرة، مما أدى إلى انهيار المبنى بالكامل، وتبين أن جنود الاحتلال المصابين أثناء الحرب على غزة يتلقون العلاج بداخلها. مقال مقترح: هي تستطيع 2025: منال عوض تؤكد على دور تمكين المرأة في التنمية المستدامة وأفادت تقارير صحفية إسرائيلية بأن الهجمات الإيرانية الأخيرة التي أصابت مستشفى سوروكا جنوبي إسرائيل، تسببت في أضرار بالغة وتدميرها بشكل كبير، مما جعلها خارج الخدمة بشكل كامل، بالإضافة إلى اشتباه وجود تسرب مواد خطرة بأحد الطوابق العلوية من المبنى، مما دفع الشرطة لإصدار قرار بإخلاء المبنى فورًا من المرضى والكوادر الطبية، بجانب إجلاء السكان في المباني المجاورة لموقع الحادث. تعليق إيران بعد الهجمات على مستشفى سوروكا الإسرائيلية لم تمر دقائق على الهجمات الإيرانية الأخيرة التي استهدفت مستشفى سوروكا جنوبي إسرائيل، حيث علقت طهران على هذا الحادث قائلة: إن 'الهدف الحقيقي من هذا الاستهداف هو تدمير قاعدة استخبارات عسكرية إسرائيلية تقع على مقربة من المشفى' نتنياهو يتوعد إيران بعد استهداف مستشفى سوروكا توعد بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، إيران بعد الهجمات الأخيرة التي شنتها صباح اليوم الخميس 19/6/2025، والتي نجحت في إخراج مستشفى سوروكا بجنوبي إسرائيل بالكامل عن تقديم خدماتها للمرضى والجنود المصابين الذين يتلقون العلاج داخل هذا المبنى. ونشر 'نتنياهو' تغريدة على المنصة الإلكترونية 'إكس/ تويتر سابقًا'، قال فيها: 'في هذا الصباح، أطلق الإيرانيون صواريخ على مستشفى سوروكا في بئر السبع وعلى مدنيين في وسط البلاد، وحاليًا سنجعلهم في طهران يدفعون ثمنًا باهظًا' كواليس استهداف مستشفى سوروكا في بئر سبع وصف الكثير من شهود العيان الأوضاع ومشاهد الرعب والفزع التي شعر بها المرضى والكوادر الطبية والجنود الذين يتلقون العلاج أثناء استهداف مستشفى سوروكا في بئر سبع بجنوبي إسرائيل، حيث انهار المبنى بالكامل. الشاهد الأول: 'كنا في الملاجئ مع المرضى، وفجأة كل شيء تحطم' الشاهد الثاني: 'مبنى قاعة الطعام انهار بالكامل، المياه الآن تتدفق في الطوابق، والمبنى أصبح أنقاضًا' الشاهد الثالث: 'لا يوجد مكان في مستشفى سوروكا لم يتضرر.. الأسقف سقطت، والفرق الطبية كانت تركض لنقل المرضى إلى أماكن محصنة، والآن نقلونا إلى الحديقة الخارجية، لكن لا ندري إن كنا محميين فعلاً' من نفس التصنيف: المدارس المصرية اليابانية في قلب القاهرة وكيفية التقديم لها

أمريكا على حافة المقامرة النووية.. طهران تحصّن فوردو وواشنطن تبحث عن زرّ الردع
أمريكا على حافة المقامرة النووية.. طهران تحصّن فوردو وواشنطن تبحث عن زرّ الردع

24 القاهرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • 24 القاهرة

أمريكا على حافة المقامرة النووية.. طهران تحصّن فوردو وواشنطن تبحث عن زرّ الردع

في توقيت بالغ الحساسية، تعود الولايات المتحدة إلى التخبط العسكري القديم: ضربة محتملة لإيران مقابل تكاليف استراتيجية لا تُحصى. لكن الفارق هذه المرة أن طهران، وعلى خلاف دول أخرى جُرّت إلى الحروب الأمريكية، لا تزال تقف على أرض صلبة، مستندة إلى منظومة نووية محصّنة تحت الجبال، وردع إقليمي يصعب تطويقه. ومنذ أسابيع، يجتمع قادة البيت الأبيض في دوائر مغلقة لبحث خطط عسكرية لضرب منشآت إيران النووية، وعلى رأسها موقع «فوردو» الذي تحوّل إلى رمز للقدرة الإيرانية على المناورة داخل عمق الأرض وتحت طبقات الصخور. قاذفات الشبح الأمريكية من طراز B‑2 باتت مرشحة لتكون رأس الحربة في أي عمل عسكري محتمل، مدعومة بقنابل خارقة للتحصينات مثل GBU-57، وسط تأكيدات من خبراء أمريكيين بأن المنشأة تقع تحت أكثر من 100 متر من الصخر، ما يجعل استهدافها أقرب إلى مغامرة غير مضمونة النتائج. ووفق تقارير، فإن الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، قدّم للرئيس دونالد ترامب خلال الأشهر الأخيرة من ولايته الأولى خططًا لضرب المنشآت النووية الإيرانية، بالتنسيق مع إسرائيل. لكن الخشية من أن يقود الهجوم إلى حرب شاملة في المنطقة، دفعت بصانعي القرار الأمريكي إلى التراجع، في ظل إدراك أن الرد الإيراني لن يكون نظريًا أو محدودًا، بل سيطول القواعد الأمريكية في الخليج، ومصالح واشنطن في مضيق هرمز والعراق وسوريا وحتى البحر الأحمر. من جهة أخرى، تظهر التصريحات الإسرائيلية الأخيرة كمحاولة لتحفيز واشنطن على تنفيذ ما تعجز تل أبيب عن القيام به منفردة. فإسرائيل، رغم غاراتها على مواقع الحرس الثوري الإيراني،وبعض الأماكن النفطية تدرك أن المنشآت النووية الإيرانية، وخصوصًا «فوردو»، تمثل تحديًا عسكريًا خارج حدود إمكاناتها. لهذا يتحدث مسؤولون إسرائيليون سابقون عن ضرورة تنفيذ الضربة من جانب الولايات المتحدة فقط، ما يكشف عن حالة من التبعية الاستراتيجية والضغط غير المباشر الذي تمارسه تل أبيب لإشعال فتيل المواجهة. ومع تصاعد النقاش داخل الكونجرس الأمريكي حول صلاحيات الرئيس في إعلان الحرب، يعيد المشهد نفسه الذي سبق الغزو الأمريكي للعراق: تحذيرات من امتلاك سلاح نووي، دعوات للردع، ثم مخاوف من التداعيات الإقليمية. لكن إيران، على عكس بغداد، ليست بلا حلفاء أو أدوات. فالتقديرات العسكرية الأمريكية نفسها تشير إلى أن طهران قادرة على ضرب ناقلات نفط، وشنّ هجمات سيبرانية، واستهداف قواعد استراتيجية في محيطها الإقليمي، ما يعني أن أي هجوم عليها لن يكون ضربة في فراغ، بل بداية لانفجار قد يمتد لأبعد من الخليج. المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية وصف منشأة فوردو بأنها من أكثر المواقع تعقيدًا من الناحية الدفاعية، مؤكدًا أن تدميرها لن يكون كافيًا لإيقاف برنامج إيران النووي، حيث توجد منشآت أخرى في نطنز وأصفهان وأراك. والأهم أن التقدم النووي الإيراني لم يعد مقتصرًا على أجهزة الطرد المركزي، بل أصبح ملفًا متعدد الأبعاد يتداخل فيه العلمي بالعسكري، والدفاعي بالسيادي. وفي الخلفية، يتحرك اللوبي العسكري الأمريكي، ملوّحًا بأن قاذفات B‑2 – رغم كلفتها الباهظة في التشغيل – قادرة على الطيران من قواعد بعيدة، مثل جزيرة غوام، لتنفيذ الضربة ثم العودة دون الحاجة للتزود بالوقود. هذه الرسائل العسكرية، وإن بدت «استعراضًا» في ظاهرها، تحمل بين سطورها إحساسًا بالعجز عن ابتكار مقاربة جديدة لإيران، غير تلك التي أفلست في السنوات الماضية.العقوبات، التحريض، ثم التهديد. وما يُثير القلق أكثر، أن الخيارات الأمريكية لا تزال تُصاغ بعقلية «الحرب المحدودة»، أي تنفيذ ضربات مركّزة دون الدخول في مواجهة شاملة، على أمل كبح الطموح الإيراني دون إسقاط النظام. لكن هذه المقاربة تنطوي على فشل منهجي في فهم طبيعة النظام الإيراني، الذي جعل من فكرة «الردع غير المتناظر» عقيدة ثابتة، تتيح له الرد ليس فقط في المكان ذاته، بل على امتداد الجغرافيا التي تطالها أصابع نفوذه. وفي ظل كل ذلك، يبقى سؤال الحسم: هل ستخاطر أمريكا بضرب إيران ؟ المؤشرات تقول لا. فالرئيس ترامب، العائد إلى البيت الأبيض محمّلًا بوعود «أمريكا أولًا»، يعرف أن الرأي العام الأمريكي لم يعد مستعدًا لحرب جديدة، خصوصًا إذا كانت ضد خصم مثل إيران، الذي بنى سمعته على الصمود طويل النفس، والذي لا يُمكن إسقاطه خلال موجة قصف واحدة، أو حتى حملة مركّبة. لكن ذلك لا يعني أن الخطر زال، بل العكس، فالمراوحة بين التصعيد والتريّث تزيد من احتمالات «الخطأ الحسابي»، أو «الحادث غير المقصود» الذي قد يشعل الشرارة. وهنا، يصبح السؤال ليس هل تضرب أمريكا إيران، بل متى؟ ومتى تكون الكلفة أخفّ من أن تتحمّلها واشنطن؟ والسؤال الأهم: هل تعتقد واشنطن حقًا أن إيران ستقف مكتوفة الأيدي، أم أن ضربة فوردو – إن وُجّهت – ستكون بداية النهاية لنفوذ أمريكا العسكري في الخليج؟ من طهران إلى تل أبيب، ومن الخليج إلى الكونغرس، يبدو أن فوردو لم تعد منشأة نووية تحت الأرض، بل تحوّلت إلى عقدة استراتيجية تحبس أنفاس المنطقة بأسرها، وتجعل من كل قاذفة B‑2 تقترب منها، عنوانًا لسؤال مصيري: من الذي سيتحمل ويدفع الثمن؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store