
شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – ماذا قالت أورتاغوس وماذا ستقول أورتاغوس؟
هل بات مصيرنا معلقاً على السيدة الأميركية الجميلة، مسز مورغان أورتاغوس؟
ليس في هذا السؤال أي مبالغة! من أسفٍ شديد أن هذا هو الواقع… ومَن يتكون لديه أي شك فما عليه سوى أن يعرض لمضامين وسائط الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي في لبنان ليتبين له أن الاسم الأكثر تداولاً فيها هو اسم نائبة موفد الرئيس الأميركي الى المنطقة. ولعله على حق ذلك السياسي العتيق الذي قال متسائلاً: إذا كانت نائبة الموفد الرئاسي على هذا القدْر من الاهتمام والمتابعة فكيف سيكون الأمر لو أنها هي الموفَدة؟!.
منذ شهر وهذه الدمية الأميركية الجميلة تشغلنا كلّنا. ولعل الكثيرين من الإعلاميين تلقوا السؤال الأثير من الجار والدكنجي والسائق وأي من المعارف الذين يصادفهم: متى ستحضر أورتاغوس؟ ولماذا أرجأت زيارتها؟ وهل صحيح أنها زعلانة من هذا المسؤول وعاتبة على ذلك الرئيس، ومستاءة من فلان، وغاضبة على علتان؟!.
والأبدع من ذلك كلّه ما تذهب إليه جوقة المحلّلين والمراقبين و…المنافقين الذين يستثير بعضهم السخرية وبعضهم الآخر القرف وهم يعكفون على وضع كلامها ولغة الجسد أيضاً على المشرحة: ألا تلاحظ أنها ابتسمت عند ذكر اسم X ، وتغامزت عند ذكر اسم Y ، وتجاهلت السؤال عند ورود اسم Z … ويضيف أحدهم بالحرف الواحد: هل فاتكم أن تقرأوا بين أسطر كلماتها؟ ثم يأتيك ثالث ليناقض الأول والثاني فيحزم أمره ويجزم: إنها كانت واضحة في توجيهها رسالة واضحة لا لبس فيها ولا إبهام لأنها وضعت النقط على الحروف.
ولقد حوّل البعضُ عندنا السيدة مورغان أورتاغوس الى جلاد سادي، وكأنها تحمل سوطاً تتهدّد به الرؤساء والمسؤولين المعنيين.
فعلاً إنها مهزلة المهازل، وإن دلّ ما تقدم على شيء فإنه يدل على أننا (على مستوى الجماعة) نستمرئ جلد أنفسنا، وندمن الوصاية.
وفي تقديرنا والمعلومات أن هذه المحاولات للضغط على الرئيس العماد جوزاف عون لن تثمر أي نتيجة، فالرجل يعرف جيداً ما يريد، ونحن نعرف جيداً أنه يريد مصلحة لبنان العليا ويسعى الى تحقيقها بعد أن يفكّك الخيوط ويزيل العقبات، وهو يدرك الوضع اللبناني بأبعاده كافة، بمناطق القوة ومكامن الضعف، وله من شخصيته وعزمه وبأسه وحسن درايته ما يجعله يتدارك المطبات ويتجنب الفخاخ.
رحم الله الوزير فؤاد بطرس الذي قال لنا ذات مقابلة في لقاء صحافي شهير عقدناه معه يوم رئاستنا «الأسبوع العربي»: «علينا، نحن اللبنانيين، أن نعلّم الأميركيين والآخرين جميعاً، في شؤون بلدنا لا أن نتعلم منهم».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المنار
منذ 7 ساعات
- المنار
حمادة: المقاومة مستمرة قوية وثابتة
اعتبر عضو كتلة 'الوفاء للمقاومة' النيابية في لبنان النائب إيهاب حمادة أن 'البعض في لبنان يحترف اللفظ ولا علاقة له بالفعل، لذلك لا نحمل عناء الرد لانه يتحرك من موقع الكيد والضعف والهامشية'. واكد حمادة 'نحن أقوياء ثابتون وهذه المقاومة مستمرة قوية وثابتة وان رسائلنا إلى القوم بدأت منذ تشييع القادة إلى الرسالة الاخيرة بنتائج الانتخابات'، واضاف 'حيث هناك لجان تدرس سنخية الناس وبيئة المقاومة مع كل الضغوط هؤلاء توجهوا للاقتراع للمقاومة مع كل الحرمان الذي يعيشونه، ولينتظروا رسائلنا التالية'. كلام حمادة جاء السبت خلال احتفال تكريمي لعوائل الشهداء في مدرسة المهدي(عج) في مدينة بعلبك بمناسبة عيد 'المقاومة والتحرير' بحضور فاعليات تربوية وثقافية ودينية واجتماعية. وقال حمادة 'بهذه المؤسسة نبني الرجال ونعلم ديننا السمح والعقيدة والإنتماء إلى محمد وآله'، وتابع 'نقول للبعض اننا في هذه اللحظة نكرم عوائل الشهداء من الهيئتين الإدارية والتعليمية وأولياء الأمور، ولكي تفهموا لا بد ان تدخلوا إلى العمق حتى تعرفوا من تخاطبوا، هذه المجموعة والثلة هي التي حمتكم'. وتوجه حمادة 'بالشكر والامتنان إلى عوائل الشهداء لاسيما الأمهات، فاذا تركنا القلب يتكلم حيث اللسان عاجز عن التعبير لا يمكن مقاربة تلك الشخصية العظيمة لأم أو زوجة أو أخت الشهيد'، وتابع 'ما نقوله ان الله سبحانه أعد ما أعد من مقام ومرتبة لهؤلاء الشهداء'. المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام

المدن
منذ 7 ساعات
- المدن
رؤية أورتاغوس لإنهاء التصعيد وترسيم الحدود اللبنانية قريباً
تتعاكس مقاربة حزب الله لملف السلاح والوضع في الجنوب، مع المقاربة الخارجية المطروحة. بوضوح يطرح حزب الله أولوياته التي يعتبر أنها في سياق الاتفاق والوعود الدولية والامريكية. ولذلك يكرر مسؤولو الحزب التأكيد أن ما جرى الاتفاق عليه في تفاهم وقف إطلاق النار هو الانسحاب الإسرائيلي بشكل كامل من الأراضي اللبنانية، يلي ذلك وقف الاعتداءات وتحليق الطائرات المسيرة والحربية، ثم تأتي عملية إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين، بالإضافة إلى إطلاق مسار واضح لإعادة الإعمار ومن ثم يدخل الحزب في تفاوض مباشر مع الدولة اللبنانية على معالجة موضوع السلاح من ضمن استراتيجية دفاعية أو استراتيجية أمن وطني. سحب السلاح تمهيداً لإعادة الإعمار في المقابل، فإن المقاربة الخارجية للملف تتناقض مع مقاربة الحزب، في ظل زيادة الضغط الخارجي على لبنان للإسراع في عملية سحب الأسلحة، ووضع جدول زمني واضح لذلك، من جنوب الليطاني ومن شمال نهر الليطاني وصولاً إلى البقاع حتى. وبعدها يُطلق مسار تثبيت ترسيم الحدود البرية وإنهاء ملف ترسيم الحدود البحرية، وفيما بعد يبدأ البحث في ملف إعادة الإعمار. إلى جانب هذا الجو الدولي، تفيد مصادر متابعة بأن الضغط الخارجي سيزداد على قاعدة أن إسرائيل لن توافق على بقاء أي قدرة عسكرية لدى حزب الله ولا السماح بإعادة بناء قواته وقدراته، والغارات التي شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية قبل أيام في منطقة إقليم التفاح ومحيطها هي دليل على الاستعداد الإسرائيلي للتصعيد أكثر في المرحلة المقبلة. ما بين هاتين المقاربتين، لا تزال الموفدة الأميركية إلى لبنان مورغان أورتاغوس تعمل على صياغة تصور لحلّ شامل، وهذا الحل يقوم على تقديم صيغة مرضية للطرفين، تتضمن وقفاً للضربات الإسرائيلية مقابل استكمال الجيش اللبناني الانتشار في الجنوب وتفكيك كل البنية العسكرية لحزب الله، ومع تفكيك هذه البنية يبدأ الجيش الإسرائيلي بالانسحاب من الأراضي التي لا يزال يحتلها، ويتم إطلاق سراح الأسرى ومن ثم الوصول إلى اتفاقات أمنية أو ترتيبات عسكرية من قبل لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، على أن تكون هذه الاتفاقات ضامنة لعدم حصول أي تطورات عسكرية في تلك المنطقة. وفيما بعد يتم التفاوض على تثبيت ترسيم الحدود وإطلاق مسار إعادة الإعمار. صيغة أورتاغوس للنقاش في إسرائيل يفترض أن تنتهي أورتاغوس قريباً من هذه الصيغة التي تعمل عليها، على أن تبحثها مع المسؤولين الإسرائيليين في المرحلة المقبلة في محاولة للحصول على موافقتهم بشأنها، وبعدها تزور لبنان لمناقشة هذا الإقتراح مع المسؤولين اللبنانيين، وفي حال نجحت أورتاغوس في الحصول على موافقة الطرفين ستكون قد حققت إنجازاً يُسجل باسمها على طريق سحب فتيل أي تصعيد مستقبلي على الجبهة الجنوبية للبنان، خصوصاً أن التهديدات الإسرائيلية تتوالى بشأن إمكانية تصعيد وتيرة العمليات ضد حزب الله ومواقعه في حال عدم الوصول إلى حلّ. من آليات الضغط على لبنان أيضاً هو التلويح الأميركي بعدم توفير الميزانية اللازمة بشكل كامل لقوات الطوارئ الدولية اليونيفيل، خصوصاً أن هناك ضغوط إسرائيلية تستند على أن هذه القوات لم تقم بما يتوجب عليها طوال السنوات الماضية لمنع حزب الله من بناء قدراته العسكرية. هذا الضغط والذي يتضمن إشارات ورسائل بعدم التمديد لليونفيل يهدف إلى توسيع صلاحيات ونطاق عمل هذه القوات، أو الوصول إلى تقليص عددها إلى حد كبير في مقابل توسيع صلاحيات عمل لجنة الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار، وسط مساع لتطوير عمل هذه اللجنة التي ستكون معنية بوضع الترتيبات الأمنية في الجنوب.


الديار
منذ 8 ساعات
- الديار
اللقاء والافتراق بين الرئيس جوزاف عون و«شركائه في السلطة» واورتاغوس
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب يؤثر الرئيس العماد جوزاف عون 'النظر إلى الأمام لا إلى الوراء'. وهو يقصد بذلك البناء على ما يجمع لا على ما يفرق. مع أنه في خطاب القسم أشار إلى 'حصرية السلاح بيد الدولة' إلا أنه ربط ذلك بأولوية الانسحاب الاسرائيلي من النقاط الخمس المحتلة والالتزام بوقف النار والاعتداءات المتكررة والاغتيالات. من هنا يفترق عن 'شركائه في السلطة التنفيذية ورئيسها' ويقحم عامل العقلانية والبراغماتية فيما 'الشركاء' يغلبون العاطفة والانفعال في معالجة المشاكل الشائكة. وهو أي الرئيس عون وإن كان يعمل على ثقة 'الخارج' بلبنان وتحديدا الغرب الأميركي والأوروبي إلا أنه يأخذ حسابات الداخل اللبناني وتعقيداته ويوازن ما بين العاملين الخارجي والداخلي بحكمة متناهية. وهذا ما لا يفعله شركاؤه في السلطة الذين يعتبرون أن ما تنطق به المبعوثة الأميركية مورغان اورتاغوس هو كـ 'إرادة إلهية' (معاذ الله). ولا يدرك هؤلاء أن أورتاغوس تعكس 'سياسات' الرئيس ترامب، وهي ليست سياسة واحدة وبالتالي ليست هي صاحبة القرار الذي تتحكم به المصلحة الأميركية ما يجعل سيد البيت الأبيض مفاجئا في قراراته التي تخالف ما ترمي إليه أورتاغوس. وهكذا فيما الرئيس جوزاف عون يريد أن يجنب لبنان 'فتنة داخلية' وفتح أبواب الحوار مع الخارج يغامر الآخرون بهذا الاحتمال وينسجون علاقات مع الدول تسوق لأورتاغوس وأجندتها. والواقع أن بقاء الاحتلال الاسرائيلي هو الذي يبرر بقاء سلاح حزب الله. وهذا ما تدركه واشنطن التي تريد استدراج الحزب إلى السياسة وهي نجحت في ذلك في الانتخابات البلدية حيث من الممكن أميركيا معالجة السلاح بإدخال القسم الأكبر من عناصر حزب الله إلى المؤسسة العسكرية وفقا لمعلومات أميركية وهذا ما ينتظر في 'الحسابات الأميركية' أمرين : الأول الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب ووقف نهائي للاعتداءات وترسيم الحدود. والأمر الثاني الوصول إلى حل في الملف النووي والتوافق حول نسب التخصيب. وهذه الوضعية تمنح رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو ومعه اليمين الديني اليهودي هامشا واسعا في الوقت الضائع لممارسة سياسات عدوانية على لبنان ولا سيما أن واشنطن لجمت اعتداءات على سورية وتعمل على وقف النار في غزة ولا تريد تصرفا عدوانيا أحاديا من اسرائيل إزاء ايران قبل معرفة النتائج النهائية للمفاوضات معها. وهكذا يراهن نتنياهو باحتمال مغامرة عسكرية نحو لبنان متوهما أن ذلك يخرب هذه المفاوضات ويستدرج واشنطن إلى ما تريده اسرائيل في تغيير خريطة الشرق الأوسط حسب رؤية اليمين الديني اليهودي. وهذا بلا شك يتعارض مع الرؤية لسياسة ترامب في الهيمنة الأميركية التامة على المنطقة وتحجيم القوى الاقليمية المؤثرة.