
بين كذب الاسرائيليين وتعظيم ادرعي... للجيش الكلمة الفصل
استغربتُ، على غرار الكثير من ال لبنان يين، التعظيم والتفخيم غير المبرر للناطق باسم القوات الاسرائيلية افيخاي ادرعي، وهو امر لم يفعله الا بعض اللبنانيين للاسف. حسناً فعلت وزارة الاعلام حين اعادت التذكير بالامس من ان التواصل مع ادرعي او غيره من الاسرائيليين ممنوع ويعاقب عليه القانون، ولكن حتى لو لم يكن هناك من عقوبات، لماذا اعطاء الرجل اهميّة اكبر من حجمه؟ هو ليس سوى وسيلة اعلامية للجيش الاسرائيلي فقط لا غير، وكي لا يكون هناك من تضليل لاحد، ليس لادرعي اي قدرة على تقرير حجم الاعتداءات او مكانها او توقيتها، فهو ينقل ما يتم تزويده به... ولولا الحرب على غزّة وعلى لبنان، لكان ادرعي قابعاً في احد المكاتب في مستودعات القوات الاسرائيلية حيث لا يسمع او يهتم به احد...
أما وقد وصلت هذه الرسالة، فلا بد من التوقف عند تنامي الاعتداءات الاسرائيليّة والافتراء الكبير الذي يصدر في كل مرة عن المسؤولين في تل ابيب في محاولتهم تبرير هذه الوحشيّة ضد اللبنانيين، من انهم يستهدفون فقط حزب الله وليس الدولة او الجيش او باقي المواطنين. الكلام هنا لا يقتصر على الضاحية، بل على كل المناطق التي يقصفها الاسرائيليون شمالاً ويميناً، فقط لانه بامكانهم ذلك وليس هناك من يردعهم. صحيح ان حزب الله خسر المعركة عسكرياً، واصاب الكثير من اللبنانيين بالصدمة لانهم كانوا يرون انه قادر على اقامة توازن الردع، فتبيّن لهم عكس ذلك، ولكن هذا لا يعني انه على اللبنانيين القبول بالغطرسة الاسرائيلية، ولو ليس بقدرتهم الرد عسكرياً، فعلى الاقل الاكتفاء بالابقاء على الرفض المعنوي والمبدئي. في هذا الاطار، برز موقف قيادة الجيش عبر بيانها وفيه تحذير من ان استمرار العدو في اعتداءاته ورفضه كل الاجراءات المتخذة عبر لجنة متابعة وقف الاعمال العدائية، "يدفع المؤسسة العسكرية إلى تجميد التعاون مع اللجنة (Mechanism) في ما خص الكشف على المواقع".
البيان كان بالغ الواقعية والمنطق، فهو لم يضلل اللبنانيين عبر الادعاء بأن الجيش قادر على مواجهة الطائرات الاسرائيلية ومنعها من تحقيق اهدافها، فالجميع يعلم ان "الفيتو" الموضوع على تسليح الجيش بالطائرات الحربية وبأنظمة الدفاع الجوي لا يزال حاضراً بقوة، وبالتالي لا مجال للتصدي للطائرات العسكرية، ولكن البيان كان واضحاً لجهة ان الاستمرار في الاستهتار بالدولة اللبنانية وبالجيش يعني انه لا قيمة لكلام المسؤولين الاسرائيليين ولا الاميركيين ولا الفرنسيين، وبالتالي لا يمكن للجيش ان يكون شاهد زور على هذه الاعتداءات، فيكتفي عندها بالابقاء على القيمة المعنوية والرفض المبدئي للاحتلال والاعتداء. هذا هو الموقف السليم الواجب اتخاذه، الى ان يخلق الله ما لا نعلم، وتتبدل الظروف ويتم السماح للجيش بالحصول على اسلحة تدعم كلام دول العالم، وتسمح له بالسيطرة والدفاع عن الحدود اللبنانية كافة، ضد اي عدو في الداخل او الخارج، اكان اسرائيل او غيرها، وكل كلام غير هذا الكلام لا قيمة له، وهو نابع اما من حقد اعمى على حزب الله والتحريض عليه، واما تبعية عمياء للحزب والتحريض على من يعارضه، وفي الحالتين ليس هناك اي تأثير سلبي على اسرائيل.
الخطة الموضوعة للشرق الاوسط لا تحتاج الى الكثير من التفكير والتحليل، فقد تم تسليم اسرائيل الجناح العسكري في المنطقة، كل المنطقة، حتى اشعار آخر، ولكن هذا لن يعني بأي حال من الاحوال ان السلام بات قريباً، فحتى لو تم التطبيع ، فالتوقيع تحت الضغط وبالقوة وعبر الاجرام، ليس حلاً دائماً، بل هو مجرد "ترقيع" للمشكلة ودفن للاحقاد والنار تحت رماد الدمار الناشئ عن الاعتداءات الاسرائيلية... وتحضيراً لجيل ينشأ على كره اسرائيل والانتقام منها بكل الوسائل المتاحة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 24 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
واشنطن ترفع السقف… السلاح أولوية ووفد عسكري قريباً في بيروت
أشارت معلومات "الجديد" إلى أن السفيرة الأميركية في بيروت، ليزا جونسون، التقت خلال الأيام الماضية عددًا من المسؤولين اللبنانيين والدبلوماسيين، حيث نقلت إليهم موقفًا واضحًا من الإدارة الأميركية حيال الأوضاع في لبنان. وبحسب المعلومات، عبّرت السفيرة عن استياء واشنطن من التأخّر في البتّ بملف تسليم السلاح، مؤكدة أن المطلب الدولي واضح: "السلاح قبل أيّ أمر"، ولا سيما في ظل غياب أيّ أدلة أو براهين لدى الجيش اللبناني تُثبت استلامه السلاح من حزب الله. كما نقلت جونسون، في لقاءاتها، وجود ضغط دولي متزايد لدفع المسؤولين اللبنانيين إلى الجلوس على طاولة حوار لمناقشة مستقبل السلاح، إلّا أن الرئيس نبيه بري يرفض ذلك، مشترطًا ربط أي خطوة في هذا الإطار بإعادة الإعمار وانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلّة. في المقابل، أعربت السفيرة جونسون عن ارتياح أميركي حيال الإجراءات الإصلاحية التي بدأت الحكومة اللبنانية بتنفيذها. وفي سياق متصل، أفادت المعلومات بأن وفدًا من القيادة الوسطى في الجيش الأميركي سيزور لبنان هذا الأسبوع، في زيارة تهدف إلى تقييم وضع قوات "اليونيفيل" ومتابعة ملف التجديد لها. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


النهار
منذ 31 دقائق
- النهار
نايف المعلوف رجل المبادىء... في قلب الله
الدكتور نايف نعيم معلوف ليس مجرد شخصية إدارية ووطنية بارزة، بل هو القلب الكبير، والركن الثابت الذي استندت إليه العائلة بكاملها، والمؤسسات المتعدّدة، والمجتمع بأسره. هو ذاك الحضور الذي كان يزرع الطمأنينة، وتلك الهالة التي تجمع بين الرقيّ، الهيبة والدفء الإنساني. عُرف بحكمته الهادئة، شفافيته النادرة، صدق نواياه، والتزامه العميق بقيم الحق والعدالة والوطنية الصادقة. درس في الجامعة اللبنانية قبل أن يتابع دراسته في كندا وأميركا. كان عضواً زميلاً (Fellow) في مؤسسة .Eisenhower لم يكفّ عن تسخير ما تعلّمه في خدمة بلده وأهله. في المناصب الرفيعة التي تقلّدها - من مدير عام التعليم الابتدائي، إلى مدير عام في وزارة التربية، ثم محافظ بيروت، وصولًا إلى مدير عام في رئاسة الجمهورية - لم يكن مجرد مسؤول، بل كان ضميرًا حيًّا، وسندًا للحق، وصوتًا للناس، لا يساوم على نزاهته. مثّل القدوة في نظافة الكف، احترام القانون، وخدمة المواطنين بكرامة ومحبة وإنصاف. لم يهادن في مبادئه، ولم يكفّ عن اقناع الزملاء في الإدارة العامة والوجهاء في السياسة بالتزام الخيارات والسياسات التي تصبّ في خير لبنان وأهله، حاضراً ومستقبلاَ. إلا أن الأهم من كل الألقاب، كان حضوره الإنساني الذي لا يُنسى: الأب الروحي، والمؤمن الأرثوذكسي العميق في انتمائه، المنفتح في رؤيته، المثقف الذي قرأ الحياة بوعي واحتضنها بمحبة. لم يتردّد يومًا في بذل الجهد والوقت من أجل مجتمعه، ومن أجل بناء مؤسسات راسخة، أبرزها جامعة البلمند التي ساهم في ولادتها شخصيًا، متحديًا الصعاب، ورافعًا راية التعليم والمعرفة. الدكتور نايف معلوف هو فصل مضيء في رسالة لبنان، ورمز نقيّ من رموز الأخلاق والثبات، سيبقى في الذاكرة، لا بالكلمات فحسب، بل بكل بصمة طيبة تركها، وبكل إنسان لامسه حضوره، وبكل مؤسسة ما زالت تحمل روحه، وشهادته على رجل استثنائي عاش من أجل أن يترك فرقًا... وتركه. نعاه الوزير السابق جورج كلاس بالآتي: الدكتور نايف المعلوف في قلب الله. الهادئون ، رحيلهم له صدى. حيثما أحلَّ تصَدَّر َ و نقشَ نجاحاتٍ، في التربية والأكدمة والادارة . كان على قدْرِ مكانةِ ان يؤتمنَ محافظاً للعاصمة وعلى مستوى مهابةِ كلِّ مقامٍ إرتقاه .الدائم البسمة، لبس النور القيامي ليرتاح في قلبالله. تُرابٌ يبكي على تراب، و الدمعُ جواب. وكتب النائب السابق إميل رحمة على منصة "إكس" معربا عن حزنه العميق لرحيل المعلوف، فقال: "من شليفا البقاعية الى بيروت العاصمة طريق مزروعة بالشوك والعرق والاجتهاد قطعها نايف المعلوف. أحالها الى رياحين من نجاحات رافقت عمله في الادارة العامة مديرا عاما ومحافظا، الذي اتسم بالنزاهة والعطاء والحرص على أداء وظيفته بنفس رسولي ونظافة كف شهد له. يغيب نايف المعلوف ولبنان يفتقد اليوم الى أمثاله من الرواد المخلصين الذين يتمتعون بصفاته النبيلة ويسترشدون بما خلف من جليل الأعمال، وما ترك من عبر ليتلفقها من يريد فعلا المواطنة والمؤسسات. فيا دكتور نايف: نم قرير العين يا رعاك الله، فانت في رقادك الأخير أوعظ منك حيا". وكتب محافظ بيروت مروان عبود: بكل أسى وحزن، أنعي الدكتور نايف المعلوف محافظ بيروت سابقا، الرجل الذي عُرف بنزاهته وحرصه على خدمة الناس.وكان مثالاً في الالتزام والمسؤولية. طيلة مسيرته عُرف بالحكمة والعدل، ولم يحدّ عن طريق الحق يوماً. خسرنا اليوم قامة وطنية مشرفة. لروحك الرحمة وألهم ذويك ومحبيك الصبر والسلوان.


MTV
منذ ساعة واحدة
- MTV
09 Jun 2025 21:13 PM هذا ما جاء في مقدّمات نشرات الأخبار المسائية
مقدّمة تلفزيون "أم تي في" مع انتهاء اجازة عيد الاضحى تعود الحياة السياسية الى طبيعتها. واذا كانت الصورة واضحة اقليمياً ودولياً، فان السلطة في لبنان لا تزال تتخبطُ من دون ان تستقر على قرار. المجتمعان العربي والدولي يرسلان اشاراتٍ واضحة الى الحكم والحكومة، بأن الامور لا تسير في الاتجاه الصحيح، وهو ما عبرت عنه مصادر اميركية مطلعة للـ"ام تي في"، اذ اعتبرت ان الطريقة التي تُدار بها الامور لا تبشر بالخير. وعليه، فان على السلطة في لبنان ان تقرر ما تريد: هل تريد استمرار الواقع وتأجيل عملية اخراج لبنان من الدوامة العالق فيها، أم تدرك اهمية الفرصة المتاحة للبنان وتخرج من مرحلة المماطلة الى مرحلة اتخاذ القرارات المهمة والمصيرية؟ حتى الان لا جواب عن السؤال المطروح، علما ان المؤشرات لا توحي الايجابية. فالتردد سيد الموقف، والتأجيل والمماطلة اضحيا نهجاً في كل الامور. والدليل البسيط على ذلك انه بدلا من ان تجتمع الحكومة مرتين على الاقل في الاسبوع لمواكبة التطورات المتسارعة، فان الحكومة لا تجتمع الا مرة كل اسبوعين واحيانا اقل! في هذا الوقت ينتظر لبنان زيارة للمبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، على ان تعقبها زيارتان لتوم باراك ولمسعد بولس، قد تتحولان زيارة واحدة ذات مهمة مشتركة. والهدف عند باراك وبولس وضع خريطة طريق متكاملة لحل الازمات اللبنانية المترابطة، بدءا بالامور العالقة مع سوريا انتهاء بسلاح حزب الله. فهل سيتجاوب الحكم والحكومة مع خريطة الطريق الجديدة، ام ان المراوحة ستبقى سيدة الموقف؟ مقدمة تلفزيون "أن بي أن" حركة دبلوماسية تشهدها الساحة اللبنانية في الأيّام المقبلة أوّلها غدا بوصول الموفد الأميركي جان إيف لودريان الذي سيناقش رزمة كبيرة من الملفات مع المسؤولين اللبنانيين. كما من المتوقع ان يقوم الموفد الأميركي إلى سوريا (توم باراك) بزيارة الى بيروت بعد أن تردد أنه ربما يتولّى مرحلياً الملف اللبناني إلى جانب مهامه خلفاً لمورغان أورتيغاس. الى ذلك تستقبل العاصمة اللبنانية قبيل نهاية الشهر الحالي وفداً وزارياً وأمنياً سورياً برئاسة وزير الخارجية أسعد الشيباني. في المقابل يستكمل رئيس الجمهورية جوزف عون جولاته على الدول العربية ويزور الأردن يوم غد الثلاثاء. إلى الضاحية الجنوبية لبيروت التي شهدت مساء الليلة الماضية أعمال كشف وحفر من قبل الجيش اللبناني بحثاً عن منشاَت عسكرية أدعى العدو الإسرائيلي وجودها في منطقة سكنية هي عبارة عن كومة دمار بعد أن طالها القصف في أيام الحرب. وبعد بحث استمر ساعات تحت كاميرات الطائرات الإسرائيلية المسّيرة أكد الجيش أن لا وجود لأي منشأة أو معدات عسكرية في المنطقة. وشددت مصادر للـNBN أن هذه الخطوة جاءت بناءً على طلب لجنة وقف إطلاق النار ومنعا لأي ذريعة مبتدعة لقصف المكان. واليوم كما الأيام الماضية منذ وقف إطلاق النار خروقات بالجملة وتحليق مستمر للطيران المسيّر واستهداف لسيارة بين وادي زفتا والنميرية وسقوط شهيد. وفيما الجيش اللبناني يحاول جاهداً القيام بمهامه المتفق عليها فإن عدم انسحاب الجيش الإسرائيلي من المواقع التي احتلها يُعرقل انتشاره ويعرقل مهمة المجتمع الدولي تجاه لبنان وهو ما أكده الناطق باسم قوات اليونيفيل في لبنان أندريا تينتي الذي أعلن ايضا عن دعم الجيش اللبناني والحرص على ضمان الأمن والاستقرار جنوبي لبنان. وفي مثل هذا اليوم نستذكر مواجهات خلدة البطولية اثر الإجتياح الإسرائيلي عام ١٩٨٢ عندما وقفت ثلة من أبطال أفواج المقاومة اللبنانية – أمل تحت عين الله الحارسة يقاتلون بأسلحتهم الفردية دفاعاً عن بيروت وكل لبنان. على ضفة غزة محاولة لكسر الحصار انتهت بإقتحام قوات من وحدة الكوماندوز البحري سفينة "مادلين" التابعة لتحالف أسطول الحرية التي كانت في طريقها إلى شواطئ غزة وسيطرت عليها واقتادتها باتجاه ميناء أسدود واعتقلت ركابها. السفينة التي انتهى عملها قبل ان تتمكن من بلوغ وجهتها النهائية وهي كانت أبحرت من جزيرة صقلية الإيطالية الأحد بهدف إيصال مساعدات إنسانية إلى القطاع والمساهمة في كسر الحصار المفروض على غزة منذ سنوات. مقدمة تلفزيون "أو تي في" لا حلَّ في الأفق لأيٍّ من المشاكل العالقة. إنها بكل بساطة، الخلاصة الأكثرَ دقة وصراحة، بعد مضيِّ خمسة أشهر على نشوء السلطة الجديدة في لبنان، ومحورها الحكومة. فالوضع في الجنوب من سيء الى اسوأ، في ضوء استمرار الاحتلال، وتواصل الخروقات الاسرائيلية للسيادة الوطنية، والاسئلة المطروحة اكثر من اي يوم مضى حول مصير اليونيفيل الموجودة في لبنان منذ عام 1978. والحدود الشرقية والشمالية في حال هدوء حذر لا يلغي الخطر الجاثم، ولا ينهي مأساة النزوح، في وقت تتجه الانظار الى الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية السورية الجديد لبيروت نهاية الشهر الجاري. ومسألة المخيمات الفلسطينية حدِّث ولا حرج، في ضوء ما يُحكى عن اخراج شكلي قيد الاعداد لمسألة السلاح، انطلاقاً من مبدأ 'لا يموت الديب ولا يفنى الغنم'، على اعتبار ان سحب السلاح بالكامل كما روِّج في بداية المسار دونه صعوبات كبرى. أما الطامة الكبرى، فعلى جبهة الاصلاح المتعذر، والترقيع المستمر الذي شكل الرفع العشوائي لأسعار المحروقات إحدى محطاته، والاسوأ ان اي مراجعة لم تُجرَ، وهو ما يدل الى ان الاستمرار في الاخطاء قد يكون سمة المرحلة المقبلة. وفي غضون ذلك، هل يزور المبعوث الاميركي الى سوريا لبنان؟ الجواب على هذا السؤال ليس محسوماً بعد، علماً أن زيارة جان ايف لودريان لا تحمل في طياتها بذور أمل كبير، في ضوء التجارب السابقة منذ عام 2020. مقجمة تلفزيون "أل بي سي" إسرائيل لا تريد قوات الطوارئ الدولية في الجنوب، فما الذي تحضِّر له ولا تريد للطوارئ ان تكون شاهدةً عليه؟ حزب الله، عبر الأهالي والشبَّان، يضيِّق على قوات الطوارئ الدولية في الجنوب، فما الذي يريده؟ خطيرة جدا السيناريوهات المرسومة للجنوب، الذي إذا انسحبت منه قوات الطوارئ، فإنه سيقع في فراغ، وفي هذه الحال مَن سيملأ الفراغ؟ هل الجيش اللبناني قادر على هذه المهمة؟ وهل إسرائيل التي ما زالت تحتل نقاطا في الجنوب، تقبل بحصرية الجيش اللبناني؟ وكيف ستتصرف...؟ خلط أوراق خطيرٌ في الجنوب، هذا من دون التمدد إلى شمال الليطاني الذي ما زال وضعه غامضًا وملتبسًا. في هذه الاجواء، لم يتحدد بعد موعد مجيئ الموفد الأميركي توم باراك إلى بيروت، وكل المؤشرات تدلُّ على ألا شيء هذا الشهر، علمًا أن ملفه واضح، وأسئلتَه واضحة، فهل أجوبة المسؤولين اللبنانيين واضحة؟ الصورة من إسرائيل تجزم بحصول اتفاق اميركي إسرائيلي على إنهاء مهمة اليونيفيل، لكنَّ الصورة من الولايات المتحدة الأميركية تنفي هذا التوافق.. فهل هو توزيع أدوار أم تباين حقيقي؟ وايُّ صورة ستتقدم في نهاية الكباش، إذا كان موجودًا؟ وبين الصورتين يقف لبنان أشبه بالعاجِز، فلا هو قادر على تطبيق القرار 1701 في ما يخصه وحده، ولا هو ملتزم من وجهة نظر الغرب تطبيقَ اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في تشرين الثاني الفائت. مقدمة تلفزيون "الجديد" سَلَّم البحرُ رايتَه للبر فانتهت رحلةُ السفينة مادلين الى غزةَ باعتقال افرادِها، وعلى توقيت رُسُوِّ اسطولِ الحرية في ميناء اسدود انطلقتْ قافلةٌ بريةٌ حَددت مسارَها من الجزائر مروراً بمَعبر رأس جْدير على الحدود التونِسية - الليبية وصولًا إلى القاهرة ثم إلى مَعبر رفح على الحدود المِصرية- الفلسطينية، لا تحمِلُ القافلةُ مساعداتٍ انسانيةً لغزةَ حيث سيكونُ عبورُها رمزياً وبحمولةٍ زائدة من النشطاءِ المُصطَفِّينَ على جَنَباتِ الحدود، والذي يبدأُ من الفِ شخصٍ بينهم حقوقيونَ واطباءُ واعلاميونَ ومنظماتٌ شبابية، لكنَّ الجهةَ المنظِّمة للقافلة اوضحتْ أنَّ مِصرَ لم تَمْنَحِ الإذنَ لعبور حدودِها بعد البرُّ العربيُّ الكاسِرُ للحصار حتى ولو سُدَّت في وجهه ابوابٌ عربية عُمِّد بملح غزةَ وسفينةِ مادلين القادمة من الغرب. وفي تَتَبُّعِ مسارِها فإنَّ الناشطِين الاثنَي عَشَرَ تم احتجازُهم وجَهَّزت اسرائيل لهم زنازينَ منفصلة في معتقل غفعون في الرملة، وصلت سفينةُ الإغاثة "مادلين" إلى ميناء أسدود وسَطَ إسرائيل وعلى متنها الناشطون الإثنا عشَرَ الذين اعتَقَلهم كوماندوز إسرائيلي بعد منع بلوغِهم قطاعَ غزة لكسر الحصار المشدد على القطاع، وَفق ما أكدته هيئةُ البث الإسرائيلية. وكَمَنْ عَثر على صيده الثمين أَوعزَ وزيرُ الأمن القومي إيتمار بن غفير بمنع إدخالِ أجهزةِ الاتصالِ والراديو والتلفزيون إلى السجون وحظرِ أيِّ رموزٍ فلسطينية. وسيَخضعُ أبطالُ السفينةِ للتحقيقِ في قاعدة عسكرية بميناء أسدود، كما سيُعرَضُ عليهم فيلمٌ عن أحداث 7 أكتوبر، لكنَّ كلَّ ناشطٍ من هؤلاءِ يَختزنُ في ذاكرته القريبة حكاياتِ اكثرَ من خمسةٍ وخمسينَ الفَ شهيدٍ ومئاتِ آلاف الجرحى ومَشاهدَ الإبادةِ والتجويعِ التي بَلَغت في العُرفِ الإنساني مرحلةَ جرائمِ الحرب، وتَسري هذه المشاهدُ تدميراً على لبنان وعملياتِ اغتيالٍ يوميةً ليس اخرُها في بلدة النميرية، وسيحملُ الموفدُ الاميركي توم برّاك حُزمةَ الشروطِ التي كانت في حقيبة مورغان اورتاغوس. ووَفق مصادرَ اميركيةٍ فإنَّ براك سيلتقي المسؤولينَ اللبنانيين ويضعُهم امام مسؤولياتهم بعدما اصبح لبنان امام مُهلٍ زمنيةٍ مُلِحة لتنفيذ حصرِ السلاح وانجازِ الإصلاحات. وعلى الرَّغم من هذه الضغوط فإنَّ اميركا لم تسلّمْ بوجود مستودعاتِ اسلحة في الأماكنِ التي تم قصفُها اسرائيلياً، وهي لهذا الغرض كَلفت عبر لجنة المياكانيزم الجيشَ اللبناني بالكشفِ على المواقع. وفي هذا التكليف تحوّلٌ في الموقف الاميركي من الضَّرَباتِ الاسرائيلية سواءً في لبنان او ما تعتزمُ اسرائيل القيامَ به ضد ايران على توقيت تفاوضٍ اميركيٍّ ايرانيٍّ مِحوري. هذه العُبُوَّاتُ الاسرائيلية دخلت في مكالمةِ الرئيسِ الأمريكي دونالد ترامب الهاتفية مع رئيسِ الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو،والتي استغرقَت نحوَ اربعين دقيقة. وبحَسَبِ صحيفة "يسرائيل هيوم"، فإنَّ المكالمةَ تناولتِ التطوراتِ في المنطقة ولاسيما المِلفَّ النوويَّ الايراني، ولفت كلامٌ لمسؤولٍ اسرائيلي نَقلته هيئةُ البث، فيه أَنَّ تل ابيب لن تقبلَ امكانيةَ تخصيبِ ايران اليورانيوم عل اراضيها لفترةٍ طويلة ما يعني انَّ اسرائيل ستوافِقُ على التخصيبِ القصيرِ الأَجَل. ولم يَنشُرِ البيتُ الابيض معلوماتٍ عن مضمون المحادثة وما اذا كانت متوترةً كما في الاتصالاتِ الاخيرة، غيرَ أنَّ توترَ ترامب ذَهَبَ الى كاليفورنيا ولوس انجلوس، مَوقِعِ الثورةِ معَ المهاجرين، وتحت وقْعِ الفوضى والشَّغَب قال الرئيسُ الاميركي إنَّ حاكم كاليفورنيا وعُمدةَ لوس انجلوس اختارا الكَذِبَ على الشعب واميركا ولولا قراراتي لكانت لوس انجلوس قدِ امَّحَتْ تماماً، وأمَرَ ترامب بإرسالِ قواتِ الحرسِ الوطني إلى المدينة من دونِ موافقةِ حاكم الولاية الذي أعلن انه سيَرفعُ دعوىً قضائيةً ضد الرئيس لأنه "فَدْرَلَ" الحرسَ الوطني من دونِ إذنِ الولاية، وفي ظِل اشتدادِ وقعِ الغضب والشَّغَب باتت لوس انجلس في حاجة الى لجنة ميكانيزم اميركية تفصِلُ بين الرئاسةِ والولاية. مقدمة تلفزيون "المنار" فيما يُبحرُ اهلُ فلسطينَ بشلالِ دمِهم نحوَ الحرية، ويلاطمُ ناشطونَ اُمميونَ امواجَ البحرِ واعاصيرَ العدوِ بجرأةِ خطوتِهم الرمزية، يواصلُ بعضُ الامةِ الغرقَ بصمتٍ لا يشبهُ اهلَ الشرَفِ والحَمِيَّة.. مذبحةٌ في غزةَ بَلَغت فيها القلوبُ الحناجر، ولا حَنجرةَ عربيةً تَنطِقُ بصدقِ موقفٍ وعزمِ فعلٍ بوجهِ الاميركيِّ قبلَ الصهيونيّ بأنْ – "كفى"، فيما كفكفَ اوجاعَ فلسطينَ اليومَ انَّ لها اهلاً كـ"مارلين" السفينةِ التي اَبحرت بناشطينَ من ضفافِ اوروبا ، لكسرِ حصارٍ عن شعبٍ واقعٍ تحتَ المجاعةِ بينَ ضفافِ اهلِه.. استولى العدوُ على السفينةِ واقتادَها الى ميناءِ اسدود، كما اعتقلَ الناشطينَ الذين كانوا على متنِها من اوروبيين واميركيين وغيرِهم. وعلى خُطاهُم ابحرَ الفا تونسي بينَ الصحاري العربيةِ نحوَ فلسطين، بقوافلَ مشَت من تونسَ نحوَ ليبيا فمصرَ للوصولِ الى غزةَ وكسرِ الحصارِ عنها، على املِ الّا يحولَ بينَهم وبينَها احد.. في الاحوالِ اللبنانيةِ استمرارٌ للعدوانيةِ الصهيونيةِ التي حطّت اليومَ في بلدةِ النميرية مع غارةٍ استهدفت سيارةً ما ادى الى اصابةِ ثلاثةِ اشخاص، كما اَلقت مُحلِقاتٌ قنابلَ عدةً على رامية ورأسِ الناقورة . وفيما بعضُ الرؤوسِ السياسيةِ والاعلاميةِ الحاميةِ في لبنانَ لا تزالُ تَنشُدُ مع افيخاي ادرعي التهديدَ والوعيدَ للبنانيينَ وتبررُ للصهيونيِّ فَعلتَه، كانَ المتحدثُ باسمِ قواتِ "اليونيفيل" أندريا تيننتي يشددُ على انَ الاحتلالَ الاسرائيليَ هو من يعرقلُ انتشارَ الجيشِ اللبناني ومُهمةَ المجتمعِ الدوليِّ تِجاهَ لبنان. امّا التلويحُ الاميركيُ والصهيونيُ بعدمِ التجديدِ لقواتِ اليونيفل في الجنوب، لضَمِّها الى اوراقِ الضغطِ على السلطةِ اللبنانية، فلن يُغيِّرَ على ارضِ الواقعِ لدى اللبنانيينَ الذين قُتلوا ولا يزالونَ بالسلاحِ الاميركيِّ واليدِ الصهيونيةِ بينَ احضانِ او تحتَ اعينِ القوةِ الدوليةِ العاجزةِ عن حمايتِهم او ردِّ العدوانِ عنهم.. وعن المفاوضاتِ النوويةِ والتطوراتِ الميدانيةِ في غزةَ والمنطقةِ كان اتصالُ دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو الذي اخرجَ الاخيرَ من قاعةِ المحكمة، لكنه لم يُخرج ترامب من دوامةِ حربِ الشوارعِ التي تشهدُها لوس انجلس في ولايةِ كاليفورنا الاميركية، وزادَ من مشهدِها المعقّدِ زجُّ ترامب بالحرسِ الوطنيِّ والمارينز بوجهِ المتظاهرين..