
الشباب والإبداع... سمو الشيخ ناصر قدوة
الشباب.. هذه القوّة الناعمة التي تملك الطموح الكبير والواسع، والهمّة العالية للبناء والتطوّر، تطرح قضايا كثيرة أهمها أن يكونوا العامل الأساس في بناء بلدهم وأُمّتهم، وكُتِب الكثير عن شريحة الشباب ودورها الحاسم والحيوي في تطوّر الأُمم ومواكبة العصر ومزاياه، ولم يُشبع هذا المجال، ذلك أنّ الشباب نسغ الحياة الحيّ، والمتحرّك بقوّة، وقد أكّد العلماء والمتخصصون أنّ حيوية الأُمم ترتبط على نحو حاسم بحيوية ودور هذه الشريحة ومدى قدرتها على تحريك المفاصل المتنوّعة لحياة الأُمم في المجالات العملية والعلمية معًا.
وتقاس الدول المتحضرة بمدى اهتمامها بالشباب، فهم ثروة الوطن ومساهمتهم كبيرة في رقي مجتمعاتهم وتطوّرها، والشاب المبدع هو الذي لديه القدرة على النظر للأُمور بطريقة مختلفة، ورؤية مغايرة، من أجل البحث عن حل للمشكلات بطريقة مبتكرة وجديدة، منطلقًا من مكوّنات الإبداع وهي العمل الإبداعي، والعملية الإبداعية، والموقف الإبداعي، بمعنى التعامل مع الأشياء المعتاد عليها بطريقة غير عادية، والمجتمع هو ما يعزّز هذا الإبداع ويستفيد منه، والشباب المبدع الرائد في أعماله وابتكاراته في مختلف المجالات الإبداعية، سواء كانت علمية، ثقافية، اقتصادية، اجتماعية، رياضية، يحتاج إلى مَن يحتضن إبداعه أيًّا كان. لا يكفي أن نرفع الشعارات ونقدم التهاني، إنما لابد أن يقترن القول بالفعل، دعوا الشباب يأخذون مكانتهم ودورهم في بناء مستقبلهم، فهم الذين في يوم ما سيحملون راية الوطن من ذكور وإناث، فالجيل السابق نستفيد من خبرته في الحياة وهكذا نحقق للجميع المشاركة ولا نقصي فئة على حساب الفئة الأخرى، لأن الوطن للجميع للكبار والصغار والرجال والنساء. وقد أعطى سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة حفظه الله نموذجًا للشاب المبدع وكيف يكون باستطاعة كل شاب أن يرتقي بنفسه ويحقق الإنجازات في كل المجالات.
فهو قاد شباب البحرين للنجاح في معظم المجالات الرياضية، حيث حققت البحرين حلمها الرياضي بالفوز ببطولة الخليج لأول مرة وبطولة الخليج الأخيرة في كرة القدم، وفي سباقات الخيل والفروسية، حيث توّج كبطل للعالم في سباق الخيل، وحقق النجاح في العمل الاجتماعي الخيري عندما قاد بنجاح المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية في رعاية الأيتام والأرامل وغيرها من المجالات، وأعطى دفعة معنوية لشباب البحرين.
كلّ الأُمم والشعوب تتطلّع باستمرار إلى تجديد شبابها وحيويتها، حتى يتسنى لها الوصول إلى غاياتها والحفاظ على منجزاتها ومكاسبها. وتتعدّد وتتنوّع وسائل وأساليب تجديد شباب الأُمم والمجتمعات باختلاف الظروف والأحوال، إلّا أنّ جميع الأُمم والشعوب - بصرف النظر عن ظروفها وأحوالها - تعتقد أنّ إحدى الوسائل المهمّة لإنجاز وتحقيق هذه الغاية النبيلة هي الاهتمام النوعي والمؤسسي بجيلها الشاب. فهو من الوسائل الحيوية لمشروع تجديد شباب المجتمع، كما أنّه إحدى الغايات النبيلة لأي مجتمع؛ حيث تعمل جميع المجتمعات من أجل بناء المؤسسات والقيام بالخطوات الضرورية للاهتمام بالجيل الشاب.. ونحن كمجتمع لا نشذ عن هذا السياق، ونعتقد أنّنا باستمرار بحاجة ماسة إلى الالتفات إلى المشروعات الوطنية الخاصّة بهذه الفئة المهمّة والحيوية من مجتمعنا.
لا يكفي اليوم أن نفتخر أنّ أكثر من نصف مجتمعنا من الشباب، إنّما الفخر الحقيقي هو حينما نبني المؤسسات، ونطوّر من عمليات الاستيعاب والاهتمام بهذه الشريحة المهمّة من مجتمعنا.. فشباب الوطن اليوم هم مستقبله القادم، وإذا أردنا القبض على مستقبلنا فطريق ذلك هو الاهتمام بشبابنا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ 11 ساعات
- البلاد البحرينية
وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الخامس للتحالف العالمي من أجل تنفيذ حل الدولتين
شارك سعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، وزير الخارجية، عبر الاتصال المرئي ، في الاجتماع الخامس للتحالف العالمي من أجل تنفيذ حل الدولتين، الذي تستضيفه المملكة المغربية الشقيقة في العاصمة المغربية الرباط اليوم برئاسة مشتركة من معالي السيد ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ومعالي السيد كاسبار فيلدكامب وزير خارجية مملكة هولندا، وبمشاركة واسعة من وزراء الخارجية في الدول الأوروبية والخبراء والمختصون في شؤون المنطقة. وأكد وزير الخارجية في كلمة مسجلة للاجتماع أن مملكة البحرين، بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم، حفظه الله ورعاه، وبمتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، كرست جهودها لتعزيز السلام والاستقرار من خلال الحوار والتسوية السلمية للنزاعات. وأضاف أن التزام مملكة البحرين بهذه الرؤية تجلى في تأكيدها الدائم بأن التعايش والتعاون الإقليمي هما مفتاح السلام المستدام في المنطقة. وقال إن هذه الرؤية الاستراتيجية أدت إلى التوقيع على اتفاقية التكامل الأمني والازدهار الشامل (C-SIPA)، مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تعززت بشكل أكبر من خلال انضمام المملكة المتحدة إلى الاتفاقية، مما يعكس الإرادة الجماعية لبناء منطقة آمنة ومزدهرة. وأكد وزير الخارجية أنه خلال رئاسة مملكة البحرين للقمة العربية الثالثة والثلاثين، حرصت المملكة على توحيد المواقف العربية ونقل رسالة سلام إلى العالم، مع التركيز على التخفيف من معاناة الفئات الأكثر تضرراً في النزاعات والصراعات والمحرومة من الحقوق الأساسية. وقال إن الحاجة الملحة لحل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً في صميم الجهود العربية، مؤكدا أن حل الدولتين ليس مجرد هدف سياسي، بل ضرورة إنسانية والتزام قانوني يستند إلى الشرعية الدولية، وهو السبيل الوحيد القادر على كسر دوامة العنف وفتح آفاق جديدة للمنطقة. وقال إن الأزمة الإنسانية الراهنة في قطاع غزة لا يمكن تجاهلها، الأمر الذي يتطلب التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وضمان إطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق. مؤكدا أن أي تسوية طويلة الأمد للوضع في غزة ينبغي أن تركز على إعادة الإعمار دون تهجير قسري للسكان المدنيين، ووضع إطار حوكمة فعّال يضمن الأمن والاستقرار في غزة. وأضاف أن القادة العرب جددوا التزامهم بالخطة العربية التي تم اعتمادها في القمة العربية غير العادية بالقاهرة في مارس الماضي، والتي عقدت برئاسة مشتركة من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وفخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، موضحا أن هذه الخطة تمثل خارطة طريق واضحة لإعادة إعمار غزة. وأكد وزير الخارجية أن وحدة الصف غير المسبوقة بين الدول العربية والإسلامية، والتي باتت تحظى بدعم أوروبي متزايد، تمثل عنصرًا حاسمًا في جهود هذا التحالف. مشيرا الى أهمية مواصلة البناء على هذه الوحدة والزخم المتولد، وبمشاركة جادة من جميع الأطراف، يمكن العمل على تقوية التحالف العالمي وتقريب حل الدولتين من التحقق، وتحويل منطقة الشرق الأوسط إلى منطقة يسودها السلام والاستقرار والاحترام المتبادل، وتتعايش شعوبها في أمن وسلام.


البلاد البحرينية
منذ 11 ساعات
- البلاد البحرينية
سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء يعزي جلالة سلطان عُمان في وفاة والدة السيدة الجليلة قرينة جلالته
بعث صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، برقية تعزية ومواساة إلى صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان الشقيقة، في وفاة والدة السيدة الجليلة قرينة جلالته.


البلاد البحرينية
منذ 11 ساعات
- البلاد البحرينية
جلالة الملك المعظم يعزي جلالة سلطان عُمان في وفاة والدة السيدة الجليلة قرينة جلالته
بعث حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه برقية تعزية ومواساة إلى أخيه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان الشقيقة ، ضمنها جلالته خالص التعازي وصادق المواساة لأخيه جلالة سلطان عُمان في وفاة والدة السيدة الجليلة قرينة جلالته، سائلًا الله العلي القدير أن يتغمدها بواسع رحمته ورضوانه ويسكنها فسيح جناته، وأن يلهم الأسرة الكريمة جميل الصبر والسلوان وحسن العزاء.