logo
الأردن وطن الكرامة

الأردن وطن الكرامة

عمون٢٣-٠٣-٢٠٢٥

قارئ تاريخ الأردن الحديث منذ نشأته في عشرينات القرن الماضي كثمرة من ثمار الثورة العربية الكبرى المُنطلقة من بِطاح مكّة المكرمة، المنادية بتحرر العرب واستقلالهم مما كانوا يعانونه من ظل حكم الاتحاديين، والأسس التي بُني عليها كيانه السِّياسي منذ اليوم الأول لظهوره، والمتمثلة بالحرية والعدالة والوحدة والكرامة الإنسانية يفهم خصوصيته التي جعلت منه وِجهةَ خيل الله لقوات الثورة العربية خارج الجزيرة، ومحطة التحرير الأولى لبلاد الشام والعراق، ويدرك أن تاريخه وحاضره مسيرةٌ من كرامة وعروبة.
الأردن الذي استقبل رجالهُ الملكَ المُؤسّس عبدالله الأول، والتفّوا حوله ومعه لتحقيق الحلم العربي في نصرة أهل سوريا ضد المستعمر الفرنسي آنذاك، وجعلوا من بيوتهم مأوى للمناضلين العرب، وساندوهم بكل ما أُوتوا من وسيلة وقدرة؛ سعياً لتحريرها ونصرةً لأهلها وترابها العروبي.
الأردن الذي لبّى أبناؤه -كل أبنائه- نداء الواجب نصرةً لفلسطين ضد المستعمر، غير أبهين بترسانة العصابات الاسرائيلية والمساندة البريطانية آنذاك، فما أدخِلوا حسابات الربح والخسارة في فزعتهم؛ ليرتقوا شهداء على أراضيها، وليكون الدم الأردني أول من روى ثراها الطهور يُخضّبَ تراب (تلال الثعالب) رفضاً للاستيطان الاسرائيلي.
الأردن الذي بنى جيشه ليكون العربي الذائد عن حياض العروبة وديار الإسلام منذ تشكيلته الأولى، مستنداً إلى نصرة المظلوم ودفع العاديات أنىّ وُجِدت، جيش ظلَّ على الدوام مُخلِصاً لقضايا أمتهِ مُستبسِلاً في الدفاع عنها، حاملاً للسلاح في وجه كل معتدٍ أثيم، الجيش الذي جُبِلَ تراب فلسطين بدماء جنوده وضباطه وأضرحتهم تروي قصصاً من التضحية والبطولة التي عزَّ نظيرها؛ ففي كل فلسطين حكاية لجيشه العربي فيها من الصمود ما فيها وسجلاً من الكرِ والفخر.
الجيش العربي رسول الحق، وحليف المستغيث، وفزعة الملهوف، وسند الضعيف، وملاذ الخائفين، تشهدُ له بلاد العرب بهضابها وأنهارها أنه الأوفى والأسمى هدفاً،
أنه أول المُقبلين الذي ما ولّى الأدبار، أو إستباح أرضاً أو عرضاً؛ فظلَّ نبيلاً شريفاً غايته النصر أو الشهادة.
الأردن الذي صَنَعَ جيشهُ نصراً مؤزراً على عدو غاشم اعترته شهوة التوسع في يوم الكرامة الخالدة يوم تساوت فيه الحياة بالموت عند نفوس نشامى جيشه العربي، فتاقت أنفسهم إلى دحر هذا العدو وإطفاء زهوته ولجم غطرستهِ؛ ليبقى ثرى الأردن طاهراً حرا منيعاً لا يسكنه إلا الأحرار الموفون بعهدهم.
الأردن الذي شرّع حدودهُ لكُلِّ عربي أصابه حيف أو طالته شدّة ليكون الملجأ والمأوى الكريم الحميم؛فتقاسم مع الأشقاء ما جادت به أرضه رغم خصاصة حاله وضيق ذات يده؛ ليعيشوا في ظلّه بأمن وسلام وكرامة وحرية بلا قيد ولا شرط حالهم حال الأردنيين وفاءً لعروبته التي تأسس عليها، والتزاماً بنهجه الذي تأسس عليه حكمه المستند إلى ثلاثية الحق والعدل والرحمة، الموصولة بشرعية الإسلام منذ رسولنا الكريم -عليه أفضل الصلاة والسلام- وشرعية التاريخ المرتبطة بقريش سادة الحكم العربي.
اليوم وبعد مائة عام ونيف من الوفاء للعروبة والانحياز للحق والإنسانية، ها هو الأردن الوطن الإنموذج في حكمه ومسيرته يسير بعون الله ومع عبد الله محافظا على وطن الكرامة لتبقى حصنها المنيع.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

من الأمن العام إلى الوطن والقائد في يوم الاستقلال.
من الأمن العام إلى الوطن والقائد في يوم الاستقلال.

أخبارنا

timeمنذ 28 دقائق

  • أخبارنا

من الأمن العام إلى الوطن والقائد في يوم الاستقلال.

أخبارنا : نغزل من محبتنا حروف وفاء للوطن، وولاء لحامي المسيرة وسيدها... مغناة "حامي الاستقلال" كلمات ما بين القلب والقلب، يطيب لنا أن نرددها في يوم الاستقلال، في رسالة اعتزاز وعهد بيعة نجدده للوطن، ولقيادته الهاشمية الحكيمة. "حامي الاستقلال" إهداء من مديرية الأمن العام إلى الوطن الأعز والأغلى، وإلى الأردنيين الأهل والعزوة، وإلى جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة، الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه، وسدد على طريق الخير خطاه. لمشاهدة الفيديو

الشوابكة: الأردنيون مطالبون اليوم بالوقوف خلف قيادتهم ليحافظوا على وطنهم
الشوابكة: الأردنيون مطالبون اليوم بالوقوف خلف قيادتهم ليحافظوا على وطنهم

الدستور

timeمنذ 39 دقائق

  • الدستور

الشوابكة: الأردنيون مطالبون اليوم بالوقوف خلف قيادتهم ليحافظوا على وطنهم

مادبا - الدستور - احمد الحراوي قال عميد كلية الحقوق في جامعة الاسراء الدكتور محمود محمد الشوابكة تحلّ علينا اليوم ذكرى الاستقلال، كمحطة خالدة، ومرحلة حاسمة في تاريخ الوطن، يوم تحرر من ربقة الاستعمار واستعاد قراره الحرّ وإرادته المستقلة، ليبقى الاستقلال شاهدًا حيًا على تضحيات الأجداد، ومصدر فخر واعتزاز في وجدان أبناء هذا الشعب الوفي. لقد أرسى الاستقلال دعائم دولة عربية حرة، عزيزة، ثابتة، ومكّن الأردنيين من أن يتملكوا قرارهم، ويسيروا خلف قيادتهم الهاشمية الحكيمة بقيادة جلالة الملك عبدالله حفظه الله ، يبنون وطنهم لبنة لبنة. واضاف الدكتور الشوابكة الأردنيون مطالبون اليوم بالوقوف خلف قيادتهم، ليحافظوا على وطنهم، أمام مشهد إقليمي مضطرب، تهاوت فيه دول، وتصدعت فيه كيانات عربية كبرى ونشهد في ظل تعرٍ اخلاقي عالمي مريع، هذا العدوان على اهلنا في غزة، وهذا الفتك بأهلنا غرب النهر. وهنا لابد من التأكيد على أن الاستقلال ليس مجرّد ذكرى نحتفي بها، بل هو مسؤولية حقة، وسلوك نمارسه على كافة الصُعد والمستويات، والتزام بقيم الكرامة والحرية، وسعي دائم نحو أردنّ آمن مستقر، حرّ القرار، عزيز المكانة، ونصير لقضايا أمته وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

مديرية الأمن العام تهدي الوطن وقائده مغناة "حامي الاستقلال" (فيديو)
مديرية الأمن العام تهدي الوطن وقائده مغناة "حامي الاستقلال" (فيديو)

الانباط اليومية

timeمنذ 40 دقائق

  • الانباط اليومية

مديرية الأمن العام تهدي الوطن وقائده مغناة "حامي الاستقلال" (فيديو)

الأنباط - نغزل من محبتنا حروف وفاء للوطن، وولاء لحامي المسيرة وسيدها... مغناة "حامي الاستقلال" كلمات ما بين القلب والقلب، يطيب لنا أن نرددها في يوم الاستقلال، في رسالة اعتزاز وعهد بيعة نجدده للوطن، ولقيادته الهاشمية الحكيمة. "حامي الاستقلال" إهداء من مديرية الأمن العام إلى الوطن الأعز والأغلى، وإلى الأردنيين الأهل والعزوة، وإلى جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة، الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه، وسدد على طريق الخير خطاه. مديرية الأمن العام تهدي الوطن وقائده مغناة "حامي الاستقلال" (فيديو) لقراءة المزيد : — صحيفة الانباط اليومية (@alanbatnet1) ">May 25, 2025

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store