
الأردن في قلب العاصفة… ولن نركع
جو 24 :
عندما يطلّ علينا نتنياهو بوجهه المليء بالغطرسة، حاملاً أوهام التوسع ورسائل التهديد، فإن الصمت يصبح خيانة، والحياد يصبح تواطؤاً، والتشفي يصبح طعنة في ظهر الوطن. هذه ليست أيام الكلام الموارب ولا المجاملات السياسية، بل أيام الحقيقة العارية التي تضع كل أردني أمام واجبه: الانحياز المطلق للوطن، والالتفاف حول قيادته، والدفاع عنه بالروح والدم والكلمة والموقف، بلا تردد أو مساومة.
الوطن ليس سلعة في سوق المزايدات، وليس ورقة في لعبة السياسة، إنه بيتنا الكبير وملاذنا الأخير، إن سقط لا سمح الله، سقطنا جميعاً. والتهديدات التي يطلقها العدو ليست مجرد تصريحات عابرة، بل هي إنذار صريح بأن أطماعهم لا تعرف حدوداً، وأنهم يتربصون بكياننا وأمننا. الرد على ذلك لا يكون بمنطق "أشبعناهم شتماً وفازوا بالإبل"، ولا بخطب رنانة تنتهي بانتهاء النشرة الإخبارية، بل بخطة عمل شاملة، ورؤية وطنية صلبة، واستنفار كامل لكل طاقاتنا.
العدو يراهن على ضعف الجبهة الداخلية أكثر مما يراهن على دباباته وصواريخه. لذلك، فإن وحدتنا الوطنية هي خط الدفاع الأول. من يزرع الانقسام بين أبناء الوطن، أو يصنّفهم بين موالٍ وغير موالٍ، يخدم العدو من حيث لا يدري. في معركة المصير، لا مكان للفرز ولا للمساومات، كلنا جنود في خندق واحد، وكلنا شركاء في حماية الأردن.
القوة تبدأ من تحرير القرار الوطني من أي هيمنة أو وصاية، ومن بناء دولة قادرة على اتخاذ قراراتها بشجاعة، دون خوف أو تبعية. المطلوب أردن قوي اقتصادياً، متماسك اجتماعياً، مستعد أمنياً وعسكرياً لأي احتمال. هذا يعني اقتصاداً يحصّن بيوت الناس من الحاجة، وسياسات تحمي الطبقة الوسطى والفقيرة من الانكسار، وجيشاً وأجهزة أمنية عقيدتها الأولى حماية الأردن لا سواه.
إن مواجهة تهديدات نتنياهو تتطلب أيضاً تحركاً سياسياً ودبلوماسياً قوياً يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، ويؤكد أن الأردن خط أحمر، وأن المساس بسيادته لعب بالنار. على العدو أن يفهم أن الأردن ليس الحلقة الأضعف، وأنه لن يكون يوماً بوابة سهلة لمشاريعه.
الضعف خيار، والاستسلام خيار، أما الكرامة فهي قرار الشعوب التي تعرف أن الحياة بلا سيادة موت بطيء. الأردنيون لم يُعرفوا يوماً بالاستسلام، بل كانوا دوماً في الصفوف الأمامية للدفاع عن أرضهم وكرامتهم. واليوم، الرسالة يجب أن تكون أوضح من أي وقت مضى: لن نركع، لن نساوم، ولن نترك لأطماع نتنياهو موطئ قدم على أرضنا.
هذه اللحظة ليست لحظة ترف سياسي ولا سجال إعلامي، إنها لحظة وطنية بامتياز، لحظة الاصطفاف خلف الراية، لحظة أن نضع كل خلافاتنا جانباً ونعلن النفير العام لحماية بيتنا المشترك. الأردن ليس مجرد وطن نعيش فيه، إنه وطن يعيش فينا، وحمايته واجب مقدس، وخيانته جريمة لا تغتفر.
سيكتب التاريخ عن هذه الأيام، وسيسأل: أين كان كل واحد منا حين كان الوطن في قلب العاصفة؟ والجواب الذي نريده جميعاً هو أننا كنا صفاً واحداً، قلباً واحداً، يداً واحدة، نقف على أسوار الكرامة ونقول للعالم: هنا الأردن… هنا الأرض التي لا تُكسر… هنا الرجال الذين لا يُهزمون.
تابعو الأردن 24 على

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 2 ساعات
- عمون
المواسم ومصائد المغفلين
في مواسم الحصاد ينصُب هواة صيد الطيور فخاخهم في حقول القمح والشعير لاصطياد تلك الطيور، وتقع هذه الطيور في المصائد وهي تجوب تلك الحقول لتواصل دورة الحياة. أما المواسم التي أقصدها فهي مواسم مختلفة، والصيد فيها مختلف أيضا، وتتكرر في أوقات معلومة نحو مواسم التشكيل والتعديل الوزاري، وتشكيل مجلس الأعيان، وموسم الانتخابات النيابية، وهي بلا شك استحقاقات دستورية وقانونية وديمقراطية، لكنها في عين الوقت مواسم للمزادات والمزايدات، وتطرح فيها عناوين كثيرة وطموحة، وتختلف هذه العناوين من منطقة لأخرى، أما في منطقتي التي أقطن فيها فالقضية الأبرز التي تداعب آمال عامة الناس، وتغازل مشاعرهم وتلامس وجدانهم فهي قضية الواجهات العشائرية... في تلك المواسم يتسابق الكثيرون لعقد الاجتماعات، ورفع السقوف التي قد تصل للخروج إلى الشارع كما لاحظت في بعضها، ويهرق من الوقت والمداد الكثير، وينشغل الناس أياما عديدة، وتصبح حديث من لا حديث له، وأحيانا من لا صفة له... فإذا ما انتهت المواسم، وطارت الطيور بأرزاقها أغلق كل عليه بابه، وجلس في محرابه، وانتبذ الناس مكانا قصيا، ولم يكلف نفسه عناء الرد، وآيته في ذلك أن لا يكلم اليوم إنسيا، من فاز أو لم يفز في تلك المواسم الجميع سواسية. مختصر القول أن لا أحد بعد اليوم سيصدق كثيرا-حتى لا أعمم- من دعاة المطالبة بالحقوق المهضومة، والمظالم المتقادمة، وهذا شيء طبيعي؛ فلا يلدغ العاقل من جحر ألف مرة، رحم الله أباءنا فقد عاشوا قبلنا على هذه الأحلام الخادعة، ولعل من حق الناس أن يتبصروا كي لا ينخدعوا ويسقطوا في مصائد المغفلين أكثر من ذلك، وعلينا أن نعي ذلك تماما، وان لا نسمح لأحد باللعب في عقولنا واستغلال حاجتنا، فهذا الموضوع يجب أن يكون بعيدا عن أي دعاية لأي موسم، وبعيدا عن الاستثمار السياسي فيه من قبل كائن من كان... وإن كانت ثمة مطالبة فمن خلال مواطنين عاديين ليس لهم أي صفة رسمية أو طموحات مستقبلية وبمعنى آخر الحركة الاجتماعية العفوية وبالطرق المشروعة التي لا تصطدم بالقوانين والأنظمة المرعية، ولا أنكر أن هناك جهودا مخلصة صادقة يمكن البناء عليها.


صراحة نيوز
منذ 2 ساعات
- صراحة نيوز
شباب البناء الوطني مع القرار الوطني قلباً وقالباً
صراحة نيوز- اعتبر شباب حزب البناء الوطني أن إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم خطوة وطنية استراتيجية تعكس الثقة الكبيرة التي توليها القيادة الهاشمية للشباب الأردني ودورهم الفاعل في حماية الوطن وبناء مستقبله. فخدمة العلم ليست مجرد التزام رسمي، بل هي مدرسة وطنية متكاملة تصقل شخصية الشباب، وتغرس فيهم قيم الانتماء والتضحية والولاء، وتعدهم لمواجهة التحديات بعزيمة وإرادة صلبة. وتوفر برامج التدريب والتأهيل مسارات حقيقية للريادة والمبادرة، وتعمّق العلاقة بين الشباب ومؤسسات الدولة، وتفتح أمامهم آفاق الابتكار والعطاء. وفي هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها الأردن والمنطقة، يؤكد هذا القرار أن الشباب هم عماد النهضة وحصن الوطن المنيع، وأن استثمار طاقتهم واجب وطني قبل أن يكون خياراً تنموياً. لذلك، يعلن شباب البناء الوطني وقوفه الكامل خلف القيادة الهاشمية، ويدعو كل شباب الأردن لاستقبال هذه الفرصة بروح المسؤولية والفخر والانتماء، ليكونوا نموذجاً مشرقاً في الولاء والعطاء، وحفظ الله الأردن وشبابه منارة للعز والمجد وضماناً لمستقبل مشرق.


أخبارنا
منذ 3 ساعات
- أخبارنا
عشيرة الشلبي: كلنا جنود لجلالة الملك وخدمة العلم شرف عظيم
أخبارنا : عمان/ محمود كريشان اصدرت رابطة عشيرة الشلبي في المملكة الأردنية الهاشمية بيانا جاء فيه: بسم الله الرحمن الرحيم نحن أبناء عشيرة الشلبي في كل محافظات الأردن، نعلنها عالية مدوّية: ولاؤنا مطلق، وانتماؤنا راسخ، ووفاؤنا أبدي لقيادتنا الهاشمية المظفرة. ونؤكد بكل فخر تأييدنا لرؤية سيدي صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد المفدى، بإعادة تفعيل برنامج خدمة العلم، برنامج الرجولة والانتماء وصقل الشخصية الأردنية الأصيلة. يا حسين… لينا وحقك علينا، أبشر سيدي… إحنا أول من يلبّي، أول من يوقف صف واحد، أول من يرسل أبناؤه لخدمة العلم، وكلنا جنود لأبي الحسين المفدى، سيوف للوطن، وحماة للعرش، وحراس للكرامة. عهدنا ثابت: الأردن فوق الكل… والهاشميين عزنا وكرامتنا. أبشر يا ولي العهد، إحنا على العهد والوفا، نذود عن الأردن، ونحمي أرضه، ونبقى أوفياء للراية الهاشمية الخفاقة. وكلنا نقولها بصوت واحد: كلنا ابا حسين… كلنا الأردن رابطة عشيرة الشلبي في المملكة الاردنية الهاشمية ١٨ / ٨ / ٢٠٢٥