logo
مسموح في الجزائر.. ممنوع في فرنسا

مسموح في الجزائر.. ممنوع في فرنسا

الخبر٢٩-٠٣-٢٠٢٥

بينما تحرص فرنسا على مبدأ الفصل بين السلطات داخل البلد، الذي يتجسد في استقلالية القضاء، لا ترى حرجا في طلب تعطيل أو الدوس على هذا المبدأ القانوني والسياسي المقدس في الديمقراطيات الغربية على مستوى الجزائر، من خلال المطالبة بإطلاق سراح الكاتب الفرانكو - جزائري، بوعلام صنصال، وجعله قضية رأي عام، وكل وسائل الإعلام تتحدث عنها، على أساس أنها قضية حرية تعبير، في حين تتغاضى عن قضايا شبيهة في الأقاليم الفرنسية ما وراء البحار، لأنها تتعلق بمعارضين ونشطاء.
ويتواجد صنصال في السجن على خلفية تصريحات صحفية وفيديوهات ومراسلات اعتبرتها السلطات في الجزائر واقعة تحت طائلة قانون العقوبات، وأدين على أساسها بخمس سنوات حبسا نافذا، الخميس الماضي، بعد تحقيق قضائي استمر منذ نوفمبر الماضي.
ويتجلى هذا "التناقض" في تعاملات السلطات الفرنسية، في قضية وزير الصناعة الأسبق، عبد السلام بوشوارب، الذي رفض القضاء الفرنسي تسليمه للقضاء الجزائري، بالرغم من وجود اتفاق تعاون قضائي مبرم بين البلدين سنة 2019، وأيضا في حالة الناشط السياسي، رشيد نكاز، الذي قال، أمس، في لقاء صحفي مع "راديو سود"، إن "ما صدمه هو لا أحد من السياسيين أو الصحفيين أو الحقوقيين أو المثقفين في فرنسا تحدثوا عني بكلمة واحدة لما أودعت السجن، بالرغم من أني مولود في فرنسا وحملت جنسيتها 40 عاما"، في حين، يضيف نكاز، "أشاهد تسونامي سياسيا وإعلاميا حول بوعلام صنصال الذي اكتسب جنسيته منذ عام".
وتابع نكاز أنه أطلق سراحه بالاستفادة من عفو رئاسي من قبل الرئيس، عبد المجيد تبون، لافتا إلى أن القضاء في فرنسا يومها استغل الفرصة وأدانه بـ18 شهرا حبسا نافذا، وحجز كل أملاكه وجمّد كل حساباته.
وأشار نكاز إلى أنه في الجزائر تسير الأمور بدبلوماسية أكثر منها بالقبضة الحديدية، مستبعدا أن تشهد قضية صنصال هذه المقاربة.
واستدل نكاز من أجل توضيح "تناقضات" السلطات الفرنسية، برخصة إقامة محددة بثلاثة أشهر، بالرغم من أن لديه أملاكا تسمح له باستصدار وثائق إقامة عادية، في حين يستفيد من تسهيلات إدارية في الولايات المتحدة.
وتظهر هذه الازدواجية بجلاء أيضا، في وسائل الإعلام الفرنسية التي تشتغل بـ"ميكانيك" أو "براديغم" واحد، عندما يتعلق الأمر ببوعلام صنصال، أو بالمهاجرين الجزائريين أو بمزدوجي الجنسية أو بالجزائر عموما، إذ يتشابه أسلوب جل المنشطين في المعالجة وفي إدارة الحصص والأسئلة والمنطلقات الفكرية التي ينطلقون منها، خلال محاورة ضيوفهم، ممن لا يقاسمونهم نفس التصور.
وبعيدا عن مناقشة مسألة مدى استقلالية القضاء المتفاوتة من بلد إلى آخر، والمتدنية أو المنعدمة في الكثير من بلدان العالم الثالث، فإن خرق مبدأ استقلالية القضاء وتجاهله من قبل دولة تطبقه بنسبة عالية، وتدعي أنه مقدس عندها، يشكل عيبا أو سقوطا مدويا، قياسا بالدول الفتية التي "تتدرب" على تجسيد وتكريس هذا المبدأ، الذي يستدعي بلوغه مسارا طويلا وثمار عقود من النضال والعمل، وليس قرارا سياسيا يُتخذ في لحظة تأثر بأفكار جهابذة الفكر السياسي الحديث، وبالحداثة وما بعد الحداثة.
وعلى صعيد قانوني، وبمجرد أن طالب ماكرون ومحيطه السياسي بإطلاق سراح صنصال، بناء على دواع إنسانية، حتى تعددت الأسئلة حول المسوغات القانونية التي تسمح بذلك في حالة صنصال، خلال عيد الفطر الحالي، وهو أمر مستبعد، مادام أن الحكم السالب للحرية الذي أدين به صنصال ليس نهائيا، ولا يزال قابلا للاستئناف، حتى تمر مهلة 10 أيام، بدءا من الخميس الماضي تاريخ النطق بالحكم.
وفي حالة استئناف الحكم، سواء من قبل المتهم أو وكيل الجمهورية، الذي طالب بتسليط عقوبة 10 سنوات، يظل إصدار العفو بشأن صنصال مستبعدا وخارج الحسابات.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

انقلاب أوروبي ملفت على إسرائيل المنبوذة
انقلاب أوروبي ملفت على إسرائيل المنبوذة

إيطاليا تلغراف

timeمنذ 3 أيام

  • إيطاليا تلغراف

انقلاب أوروبي ملفت على إسرائيل المنبوذة

إيطاليا تلغراف مصطفى عبد السلام صحافي مصري المتابع لمواقف دول العالم من حرب غزة يلحظ أنّ هناك ما يشبه حالة انقلاب أوروبي على إسرائيل المنبوذة بسبب مجازرها المروعة في غزة وتصاعد حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأنّ هناك حالة غضب أوروبية متصاعدة ضد دولة الاحتلال بسبب جرائمها ضد القطاع، وأنّ دول الاتحاد بدأت تتخلى عن الأساليب الدبلوماسية والشجب والادانات والانتقادات إلى اتخاذ إجراءات اقتصادية وعقابية لإسرائيل ربما تكون واسعة وموجعة هذه المرة، خاصة وأن اقتصاد دولة الاحتلال يعاني من نزيف حاد وعجز مالي كبير وتدهور في الأنشطة المختلفة. فهناك 17 دولة أوروبية وافقت على مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل التي تعاني عزلة عالمية، وهو ما يزيد فرص فرض عقوبات تجارية على دولة الاحتلال. هذا التحرك دعا الإعلام العبري إلى وصف ما يحدث بأنه بمثابة تسونامي سياسي واقتصادي في أوروبا وعواصم غربية، بسبب ارتكاب إسرائيل جرائم حرب بحق الفلسطينيين، وتوجيه اتهامات لحكومة نتنياهو بأنّها تمارس هواية قتل الأطفال في غزة. ولأنّ العالم لم يعد قادراً على الصمت تجاه المجازر اليومية وحرب التجويع والتدمير والتهجير التي يمارسها الاحتلال ضد أهالي غزة، فقد تحرك وزراء الخارجية في الاتحاد الأوروبي لمناقشة مقترح هولندي لإعادة النظر في اتفاقية الشراكة بين الاتحاد وإسرائيل. هناك 17 دولة أوروبية وافقت على مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل التي تعاني عزلة عالمية، وهو ما يزيد فرص فرض عقوبات تجارية على دولة الاحتلال وفي حال إقرار المقترح فإنه يمثل ضربة عقابية عنيفة للاقتصاد الإسرائيلي، إذ إنّ حجم التجارة بين دول الاتحاد الأوروبي وإسرائيل بلغ 46.8 مليار يورو في عام 2022، مما يجعل الاتحاد أكبر شريك تجاري لدولة الاحتلال. كما أنّ اتفاقية الشراكة بين الطرفين التي دخلت حيز التنفيذ في يونيو/حزيران 2000، تمنح إسرائيل العديد من الامتيازات في سوق الاتحاد الأوروبي، ومنها السماح بتصدير منتجاتها إلى دول الاتحاد دون دفع رسوم جمركية، أو برنامج 'هورايزون' الذي يتيح لإسرائيل التعاون بشكل واسع مع الاتحاد في مجالات العلوم والتكنولوجيا. وهناك إشارات قوية على توجه أوروبا نحو معاقبة تل أبيب اقتصادياً، فوفق تصريحات مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس، فإنّ اتفاقية التجارة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، ستخضع للمراجعة في ظل الوضع الكارثي في غزة، وأنّ 'أغلبية قوية' من وزراء خارجية الاتحاد يؤيدون المراجعة لاتفاقية الشراكة في ضوء ما يجري في غزة من مجازر. وعلى مستوى المواقف الثنائية الأوروبية، فإنّ موقف بريطانيا بدا لافتاً في توجيه ضربة قوية للاقتصاد الإسرائيلي، فقد استدعت سفيرة إسرائيل في لندن، وعلّقت مبيعات الأسلحة ومفاوضات التجارة الحرة مع إسرائيل رفضاً لتوسيع حرب غزة، كما فرضت عقوبات على مستوطنين وكيانات في الضفة الغربية مرتبطين بأعمال عنف ضد الفلسطينيين. وشملت العقوبات أفراداً وكيانات منها حركة نحالا، وشركة ليبي للإنشاءات والبنية التحتية المحدودة، ومزرعة كوكو. وانضمت بريطانيا إلى فرنسا وكندا في التحرك اقتصادياً ضد إسرائيل واتخاذ إجراءات ملموسة إذا واصلت حربها بغزة، وذلك ضمن تصاعد الضغوط الدولية على الاحتلال، مع شن حكومة نتنياهو هجوماً عسكرياً جديداً على غزة. تحرك أوروبي ودولي مكثف لمعاقبة إسرائيل اقتصادياً وسياسياً، فهل تنجح الخطوة هذه المرة، أم أنّ جيش الاحتلال سيحرق غزة عن آخرها، وبعدها يبدي العالم الندم، لكن بعد فوات الأوان؟ وكان موقف فرنسا لافتاً أيضاً، فقد دعا وزير خارجيتها جان نويل بارو يوم الاثنين إلى مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل على خلفية استمرار جيش الاحتلال في حرب الإبادة ضد أهالي غزة ومنعه إدخال المساعدات إلى القطاع. وجدد بارو تصميم بلاده على الاعتراف بدولة فلسطين. وهذا الموقف مهم إذ إنّ فرنسا دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن ولها حضورها الدولي. وفي مدريد، خرج علينا رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، بتصريح لافت، قال فيه: 'نحن لن نتبادل التجارة مع دولة تنفذ إبادة جماعية'. وطالبت كلٌّ من إسبانيا وأيرلندا وهولندا بإجراء تحقيق عاجل في ما إذا كانت الهجمات الإسرائيلية على غزة تنتهك الاتفاقيات التجارية الموقعة مع الاتحاد الأوروبي، التي تتضمن بنوداً تتعلق بحقوق الإنسان. كما طالبت كل من إيطاليا وإسبانيا وألمانيا إسرائيل بوقف هجومها العسكري على غزة. بل إن قادة يهود أوروبا خرجوا علينا قبل أيام بتصريح أكدوا خلاله أنّ 'دعم إسرائيل أصبح عبئاً'. وأكد المجلس الأوروبي أنّ المدنيين في غزة يتضورون جوعاً، وحذرت الأمم المتحدة من احتمالية وفاة 14 ألف طفل في غزة خلال 48 ساعة. يصاحب تلك التحركات تحرك مهم من الصندوق السيادي النرويجي، وهو أكبر صندوق استثمار في العالم، بسحب استثماراته من دولة الاحتلال والتي تزيد قيمتها عن ملياري دولار. تحرك أوروبي ودولي مكثف لمعاقبة إسرائيل اقتصادياً وسياسياً، فهل تنجح الخطوة هذه المرة، أم أنّ جيش الاحتلال سيحرق غزة عن آخرها، وبعدها يبدي العالم الحر الندم، لكن بعد فوات الأوان؟

تأجيل محاكمة صنصال بالمجلس القضائي للعاصمة
تأجيل محاكمة صنصال بالمجلس القضائي للعاصمة

الخبر

timeمنذ 5 أيام

  • الخبر

تأجيل محاكمة صنصال بالمجلس القضائي للعاصمة

أجّلت الغرفة الجزائية، بمجلس قضاء العاصمة، اليوم الثلاثاء، محاكمة الكاتب الجزائري - الفرنسي الموقوف، بوعلام صنصال، إلى جلسة 24 جوان المقبل، وفق ما ذكر لـ"الخبر" محامون. وذكرت مصادر من هيئة الدفاع أنه تقرر تأجيل القضية لتحضير المتهم لدفاعه في المحاكمة الثانية، بعد تلك التي جرت على مستوى محكمة الدار البيضاء بالعاصمة، وأدين فيها بخمس سنوات سجنا نافذا، وغرامة مالية قدرها 500 ألف دينار جزائري، قبل أن يستأنف وكيل الجمهورية، الذي التمس تسليط عقوبة عشر سنوات. وشهد المجلس القضائي، اليوم الثلاثاء، حضورا مكثفا للمحامين، خاصة الوجوه المعروفة إعلاميا، وبعض المهتمين بالقضية. وتوبع صنصال بتهم تتعلق بالمساس بالوحدة الوطنية، ووجهت له على إثر تصريحات أدلى بها للصحافة الفرنسية، وقدّر القضاء أنها تمس بالثوابت الوطنية وتخرق القوانين، إلى جانب ضبط، بحوزته، مضامين تشير إلى اتصالات وتصريحات مسيئة للبلد مع مسؤولين أجانب، وإهانة هيئة نظامية وحيازة فيديوهات ومنشورات تهدد الأمن والاستقرار الوطني. وفي المحاكمة أمام الدرجة الأولى، أنكر بوعلام صنصال التهم والوقائع المنسوبة إليه، وصرح بأنه "لم تكن له نية الإساءة إلى السيادة الوطنية أو مؤسسات الدولة"، مصنفا ما بدر منه في إطار "التعبير عن آرائه الشخصية". وفيما يتعلق بالرسائل التي أرسلها إلى السفير الفرنسي، وتتضمن إهانة للجيش والمؤسسات الحكومية، قال صنصال إنها "رسائل عادية بين صديقين". وكان صنصال قد أوقف، شهر نوفمبر الماضي، وخضع لتحقيق قضائي إلى غاية مارس، وكان محل مطالب ملحة من مسؤولين فرنسيين من اليمين المتطرف، ومن الرئيس الفرنسي نفسه، وبدرجة أقل من كتاب ومثقفين، من أجل "لفتة إنسانية" تسمح بالإفراج عنه.

مصادر مصرفية في #عدن: الريال اليمني يسجل في آخر تداولات الصرف 2492 ريالاً لشراء الدولار و 655 ريالاً لشراء الريال السعودي #وكالة_خبر
مصادر مصرفية في #عدن: الريال اليمني يسجل في آخر تداولات الصرف 2492 ريالاً لشراء الدولار و 655 ريالاً لشراء الريال السعودي #وكالة_خبر

خبر للأنباء

time٠٢-٠٥-٢٠٢٥

  • خبر للأنباء

مصادر مصرفية في #عدن: الريال اليمني يسجل في آخر تداولات الصرف 2492 ريالاً لشراء الدولار و 655 ريالاً لشراء الريال السعودي #وكالة_خبر

مصادر مصرفية: الريال اليمني يسجل في آخر تداولات الصرف في #صنعاء 537 ريالاً لشراء الدولار و 140.5 ريالات لشراء الريال السعودي #وكالة_خبر مصادر مصرفية في #عدن: الريال اليمني يسجل في آخر تداولات الصرف 2492 ريالاً لشراء الدولار و 655 ريالاً لشراء الريال السعودي #وكالة_خبر تشيلي تصدر تحذيرا من تسونامي في أقصى الجنوب بعد زلزال بقوة 7.5 درجة مجلس التعاون الخليجي: الغارة الإسرائيلية على محيط القصر الرئاسي في دمشق تمثل "انتهاكا خطيرا" الرئاسة السورية: نطالب المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب سوريا لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي يستهدف أمن سوريا ووحدتها الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير ضد سيادة سوريا مصدر أمني غربي: السفينة التي تعرضت لهجوم جزء من قافلة تقودها حماس لجان مقاومة في كردفان: قوات الدعم السريع ارتكبت انتهاكات وجرائم قتل بمنطقة النهود مصادر مصرية للعربية: إسرائيل تراجعت عن بنود اتفق عليها في الأيام الماضية إعلام سوري: انضمام 700 عنصر من الفصائل بالسويداء للأمن العام سي ان ان: سفينة مساعدات كانت متجهة لغزة تعرضت لهجوم بمسيرة قرب مالطا نائب الرئيس الأمريكي: #الهند قد تكون من أوائل الدول التي تعقد صفقة تجارية معنا نائب الرئيس الأمريكي لـ"فوكس نيوز": على #باكستان التعاون مع #الهند في مكافحة الإرهاب إعلام فلسطيني: قصف للاحتلال على منزل شمال غربي #غزة يسفر عن استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store