
حرق الكساسبة واغتيال الحريري
تنظيم داعش مدان، على أوسع نطاق، من التيار الإسلامي الواسع السني، وبالتأكيد الشيعي. أما «حزب الله» فإن أفعاله مقبولة لدى البعض، وهو يعتمد أيضاً على مفاهيم مستجدة حتى في الإسلام الشيعي.
علينا التأكيد بأن «حزب الله» مكوّن من مجموعة من الشيعة في لبنان، ولكن ليس كل شيعة لبنان هم «حزب الله». الحزب مجموعة مؤدلجة تؤمن بـ «ولاية الفقيه» التي كانت لفترة طويلة تندرج في مجال الفقه المختلف عليه. حوّلها آية الله الخميني من قضية فقهية إلى قضية عقيدية. عشرات من رجال الدين الشيعة عارضوا هذه الفكرة، ومنهم على سبيل المثال العلامة السيد محسن الأمين، والشيخ محمد جواد مغنية، والعلامة السيد محمد حسين فضل الله، والإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين، والإمام موسى الصدر، والشيخ هاني فحص من علماء لبنان، ومن علماء العراق السيد الخوئي والسيد السيستاني. وفي إيران نفسها هناك من عارض الفكرة، بل اعتبرها خارج توصيات كبار الأئمة، على غرار نائب الخميني نفسه، الشيخ محمد كاظم شريعة مداري الذي قضى بقية حياته في الإقامة الجبرية. شريعة مداري رأى أن الخميني يمكن أن يصبح الشاه الجديد!
إذن الحديث الدائر حول سلاح «حزب الله»، وحرب إسرائيل، ما هو إلا تفصيل في الصورة الأوسع، بأن هذا الحزب لا يعدّ نفسه من النسيج اللبناني على المستوى الدعوي، فهو جزء لا يتجزأ من قضية أكبر.
من هنا، فإنَّ هناك من يعتقد أن الرهان على تسليم الحزب سلاحه، أو تسليمه بشروط، ما هو إلا مناورة لكسب الوقت من أجل تحقيق غاياته. ووفق هذا الرأي، لا يجد الحزب ما يحرم عليه أن يتخلص ممن يجده معارضاً أو عقبة أمام مشروعه، ومن هنا جاء اغتيال رفيق الحريري وعدد كبير من السياسيين اللبنانيين.
هذه الفكرة ظهرت في أدبيات «حزب الله»، منها وثيقتان، الوثيقة الأولى هي التي صدرت في 16-2-1985م بعنوان الرسالة المفتوحة، التي قال فيها الحزب: «إننا أبناء أمة (حزب الله) نعتبر أنفسنا جزءاً من أمة الإسلام في العالم، التي أنعم الله عليها لتكون خير أمة أخرجت للناس». ومفهوم «أننا أبناء أمة حزب الله» يعني ضمناً أن الآخرين جميعاً غير ذلك!
الوثيقة أيضاً تدعو المسيحيين في لبنان إلى أن يصبحوا مسلمين، وتقول عن المسيحيين «إننا نريد لكم الخير وندعوكم إلى الإسلام لتسعدوا في الدنيا والآخرة»!
أما الوثيقة الثانية التي أصدرها «حزب الله» في 30-11-2009 («الوثيقة السياسية»)، فلم تتعرض إلى المواقف الفكرية والعقدية، فهذه المواقف غير خاضعة للنقاش، كما قال الأمين العام وقتها، وهذا يعني أن الأركان الثلاثة التي يقوم عليها منهج الحزب، وهي «بناء دولة الإسلام، وولاية الفقيه، والجهاد الإسلامي، قد كرستها الوثيقة الأولى».
وقد قدّم الحزب في الوثيقة الثانية رؤيته للوضع العالمي والعربي وللوطن اللبناني وللدولة والنظام السياسي والمقاومة وبضرورتها وإنجازاتها، بعد أن سمى المعركة التي دارت في عام 2006 مع إسرائيل بأنها النصر «الإلهي»، هذه الوثيقة تحدثت عن أهمية مساندة النظام الجمهوري الإسلامي لهذه الحركة وتمويلها بالسلاح والعتاد والأموال.
الفكر المتشدد، سواء السني أو الشيعي، هو في خصومة مع الواقع، هذه الخصومة تدفع البعض من هذه القوى إلى منطقة يسميها العالم «الإرهاب».
حسب الشيخ محمد عبده، وهو من أهم مفكري الإسلام الحداثيين، وصف الإسلام بأنه دين علم ومدنية، كما دعا إلى تحرير الفكر من قيود التقليد، وأكد في المسألة السياسية العامة أن الخليفة عند المسلمين ليس بالمعصوم، هو حاكم مدني من جميع الوجوه، وقد أكدت حركة النهضة العربية منذ القرن التاسع عشر على الحاجة الملحة للإصلاح، على قاعدة الدولة المدنية، ونذكر هنا علي عبد الرازق وكتابه «الإسلام وأصول الحكم» الذي صدر منذ قرن تقريباً (1925) وأكد على فصل الدين عن الدولة.
لا يمكن التوفيق بين الاعتقاد بولاية الفقيه، ومشروع الدولة الوطنية الدستورية، والجمع بينهما هو تلفيق، لكن هذا الجمع أكده لنا عبد الحسين اللهيان في كتابه «صبح الشام»، بأن القرار في إيران يدرس بدرجات، ولكن القرار النهائي لدى الإمام المعصوم.
آخر الكلام...
خلط الدين بالسياسة وصفة سامة للمجتمعات.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 30 دقائق
- العربية
سبع حروب واتفاق واحد
تتحدث إسرائيل عن خوضها سبع حروب على سبع جبهات في آنٍ واحدٍ. بعض هذه الحروب لم يتوقف منذ عقود، وبعضها دار في الخفاء لأعوام، لكن كلها انفجر علناً، دفعة واحدة وتدريجاً، بعد هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ولم ينتهِ أي منها إلى اتفاق أو هدنة أو تسوية، سوى ما حصل في لبنان من اتفاق في الـ27 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، إثر الضربات المميتة التي تلقاها "حزب الله"، مما دفعه إلى توقيع اتفاق مثلته فيه، وتعهدت تنفيذه الحكومة اللبنانية، قضى بنزع سلاحه وسلاح جميع المنظمات المسلحة على الأراضي اللبنانية ضمن عملية استجابة كاملة لقرار مجلس الأمن الدولي الصادر في أعقاب حرب 2006، والذي تجاهله "حزب الله" بقدر ما خرقته إسرائيل ولم تتمكن الدولة اللبنانية من الوفاء بموجباته. سبع حروب واتفاق واحد يتعثر تطبيقه. ماذا يعني ذلك؟ هل هي حروب لن تتوقف؟ هل لم تُؤتِ ثمارها بعد لدى المخططين والمنفذين؟ وما معنى الإنجازات العسكرية الإسرائيلية؟ وهل تمكنت فعلاً من ضرب المحور الإيراني وشل قدراته؟ أم أن العكس صحيح وما زال هذا المحور قادراً على التقاط أنفاسه وقلب الطاولة على خصومه؟ المقصود بالحروب السبع في الأدبيات الإسرائيلية هو بالضبط ما تصنفه إسرائيل مواجهة مع إيران، متجاهلة الأسباب العميقة لجوهر المشكلة في الصراع على الأرض مع الشعب الفلسطيني. ومن هذا الباب دخلت إيران لتقيم محورها الإقليمي لأسباب اتضح بنتيجة الحروب الدائرة أن الهدف منه حماية تخوم السلطة الدينية ونظامها قتالاً وتفاوضاً، لا خوضاً لحروب تفرض على الدولة العبرية تراجعاً عن أحلامها التوسعية. توجت إسرائيل حروبها السبع بمهاجمة رأس "المحور"، وشاركتها الولايات المتحدة بدعم قيل إن كلفته اليومية تخطت الـ350 مليون دولار، وتوقف القتال من دون اتفاق ولا يزال من غير نهايات واضحة. وكانت هذه الحروب بدأت رسمياً في معركة غزة التي لم تتوقف منذ ما يقارب عامين، وذهب ضحيتها عشرات آلاف الفلسطينيين، الذين دمرت منازلهم وأجبروا على النزوح المتكرر داخل القطاع وسط أزمة غذاء ودواء قاتلة. تخللت تلك الحرب مفاوضات لإطلاق أسرى من الطرفين، لكن المعارك لم تتوقف، ومحاولة التوصل إلى اتفاق جديد لا تبدو واعدة في ظل تمسك الطرفين بأهدافهما الكبرى: تمسك "حماس" بالبقاء كقوة مسلحة وتمسك إسرائيل بمبدأ القضاء عليها. الضفة الغربية هي الجبهة الثانية التي تشعلها إسرائيل بهدف مواصلة احتلالها وتوسيع مستوطناتها. وخلال الحرب في غزة زادت الدولة العبرية منسوب حضورها العسكري وعملياتها في الضفة، كما أطلقت عمليات الاستيطان الكثيفة في أنحائها متجاهلة السلطة الفلسطينية والاتفاقات المعقودة معها. في الضفة، كما في غزة، لا تبحث إسرائيل عن حلول نهائية تقف على أرض صلبة. فبقدر ما ترفض تسوية حل الدولتين تعمل على تهميش السلطة الوطنية رافضة أي دور لها في غزة، وفي كامل الأرض الفلسطينية التي يفترض أن تصبح دولة مستقلة. في الضفة تستمر الحرب الإسرائيلية من دون أفق، فيما تترسخ قناعة عامة لدى المجتمع الدولي بضرورة العودة إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وينتظر العالم في هذا السياق ما يمكن أن يقدمه المؤتمر الدولي لتنفيذ حل الدولتين الذي يعقد نهاية الشهر الجاري برعاية السعودية وفرنسا. الجبهة الثالثة التي تخوض فيها إسرائيل حرباً لم تتوقف هي الجبهة السورية. بدأت هذه الحرب تحت عنوان مكافحة الوجود الإيراني وميليشياته، وبعد انهيار نظام الرئيس بشار الأسد توسعت التدخلات الإسرائيلية لتشمل احتلال نقاط جديدة خارج الجولان المحتل سابقاً. باتت إسرائيل على مقربة من دمشق وفي جبل الشيخ، وتحت عنوان فضفاض هو ضم سوريا إلى اتفاقات السلام الإبراهيمية، تتحدث اليوم عن اتفاقات ترعاها أميركا، إلا أن شيئاً ملموساً لم يتضح بعد، فسوريا كائناً من كان يحكمها، لا يمكنها الانتظام في سلام من دون اتضاح مصير الجولان وليس فقط المناطق التي جرى اجتياحها أخيراً.

العربية
منذ 31 دقائق
- العربية
حان وقت طرد "الحزب" من جسم الدولة
إذا تلبّس الشيطان كائنًا بشريًا، جيء له بشيخ يقرأ له آياتٍ وأدعية لطرد الروح الشريرة عنه وإخراج الشيطان من الجسد المنهك... فماذا نفعل إذا تلبّس الشيطان وطنًا؟! هذه هي حال لبنان منذ أن تلبّسه شيطان "حزب الله" وسكنه وأخذ يمتصّ قواه ويقتله ببطء وبدون رحمة وبأشكالٍ متعدِّدة، حتى بات "الحزب" هو الدولة، فسقط البلد وانهار ماليًا وأمنيًا وسياسيًا... وفشل كلّ من حاول إخراج "الحزب" من جسد الدولة، حتى برزت خشية من أنّ هذا الفصل سيؤدي إلى قتل الدولة. أعلن جميع المتعاطفين مع لبنان يأسهم من شفائه وتركوه ليحاول حلّ مشكلته المزمنة مع "حزب الله" فلم تنفع نصائحهم ولا تهديداتهم، كما لم تنفع حربٌ ضروس قام خلالها الإسرائيليون بقتل رأس "الحزب" وقياداته حتى الصف الخامس، فأردت 11 ألفاً من جسم الحزب وأضافت إليهم 400 سقطوا في 4000 آلاف غارة شنتها إسرائيل منذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار حتى اليوم. هل يجوز أن يتمتع حزبٌ تسبّب بكلّ هذا الإجرام في قتل القيادات اللبنانية وفي ضرب مقوِّمات الدولة وفي تدمير الاقتصاد... بكلّ هذه الامتيازات التي يحظى بها، حتى بعد أن أصبح معاقاً وخسر الكثير من عناصر قواه. كيف لعهد جديد وحكومة جديدة أن تتعاطى بهذا التراخي مع "حزب الله" وتستمرّ في اعتبار وفيق صفا حاكماً بأمر البلد، فيواصل تعطيله مسار التعافي وكأنّ حرباً لم تكن، وكأن مخاطر هائلة تحدق بلبنان بسببه غير قائمة. ماذا ينتظر الرئيس جوزاف عون وقد انقضت خمسة أشهر في انتظار حوار لن يوصل سوى إلى المماطلة، فهدف "الحزب" شراء سنة من الوقت لإبقاء ما تبقى من سلاحه ماثلًا أمام جمهوره ليخوض به الانتخابات النيابية المقبلة، ليحتفظ باحتكار التمثيل الشيعي مع حليفه الرئيس نبيه بري، ويضمن "الثنائي" الثلث المعطل في مجلس النواب، ويكمل في ابتزاز اللبنانيين بقية عهد الرئيس جوزاف عون. يقول الرئيس عون إنّه يجب مراعاة "حزب الله" لأنّه جريح، فمن يداوي جراح بقية اللبنانيين من إجرام "الحزب" يا فخامة الرئيس... من يعوِّض دماء ضحايا 7 أيار ومن يجبر كسر شعب بأكمله عانى الانهيار وتفجير بيروت ومرفئها.. ومن يعوِّض الظلم الذي لا ينتهي في السجون مع غياب العدالة. نحن الشعب اللبناني يا فخامة الرئيس بحاجة إلى جبر الخاطر... وليس إلى حزب ما زال يُشهِر سلاحه في وجه الدولة وفي وجه الشعب، ولا يأبه بتعرضه لمخاطر الحروب والإفناء.. إنّ انقلاب المفاهيم والتطبيع الذي فرضه "حزب الله" مع جرائمه لا يجوز أن يتواصل، فهو رغم امتلاكه من السلاح ما يكفي لممارسة اعتداءاته على الداخل، غير أنّه ينبغي التذكير بأنّ هناك من اللبنانيين من كسره في خلدة وعين الرمانة وفي وقائع كثيرة... سقطت هيبتُه ولم يعد يستطيع أن يهدِّد بالحرب الأهلية. آن الأوان لإسقاط حالة التطبيع والإخضاع التي مارسها "حزب الله" على الدولة اللبنانية، فلا يجوز الاستمرار في استحواذ "حزب الله" على امتيازات فوق الدولة، خاصة أنّ موازين القوى انكسرت وأصبح "الحزب" مضطراً لتقديم التنازلات، لكنّه لا يجد صلابة في وجهه، بل مسايرات على حساب الدولة والشعب والمستقبل، فهذا "الحزب" مثل جهنم، لا يشبع من الظلم والتسلّط، ولا يقف عند حدود، فكلّ شيء مباحٌ أمام جشعه السلطوي والحزبي، والغاية تبرّر الوسائل الوسخة التي يُبدع في اجتراحها، من اغتيالات وتعطيل وابتزاز. لم يعد معقولاً الغرق في هذا الجمود القاتل، ليس للخشية من تذويب لبنان في بلاد الشام، ولكن لأنّ "حزب الله" يعيد صياغة سياسات الدولة اللبنانية تدريجياً بنقل الخصومة بل العداوة من إسرائيل إلى سوريا، فهو أعطى عملياً الضمانة بعدم تعريض الأمن الإسرائيلي للخطر، مقابل استخدام وصول السنة إلى الحكم في سوريا لإعادة إنتاج التخويف منهم ووصمهم بالإرهاب، لكن ما لم يلحظه "الحزب" ومرجعيته، أنّ الإدارة الأميركية ترفع العقوبات عن سوريا بسرعة قياسية، ومنها شطب "هيئة تحرير الشام" من لائحة المنظمات المصنفة إرهابية. آن للسحر الأسود الذي يؤمن به علي خامنئي ويبدو أنّه قد ألقاه على لبنان، أن يزول، وإلاّ فإنّ بلد الأرز على شفا الاندثار.


العربية
منذ 31 دقائق
- العربية
التوقيف
للمرة الأولى في تاريخهم يرى اللبنانيون قوانينهم قيد التطبيق. ويشاهدون شخصيات من مستوى حاكم البنك المركزي السابق، ووزراء سابقين في السجن. وهناك سلسلة من مذكرات التوقيف يتوقع صدورها قريباً. وإذا استمر المسار القضائي على ما هو، فلا أحد يعرف من سيبقى خارج السجن. كنت بين الذين اتخذوا موقفاً شديداً من أخطاء حاكم البنك المركزي التي أدّت إلى إفلاس الدولة. لكن أيضاً من الذين شددوا على تطبيق حرفية القانون. الآن الرجل مريض، وحالته الصحية سيئة، ولم يعد قادراً على المثول أمام المحقق. والمشهد مؤلم. إهانة بشرية فردية، وإهانة عامة، ومثيرة للشفقة. هل كنا نريد رؤية الحاكم السابق في السجن؟ لا. هل نريد التهرب من الحكم؟ لا. أيهما أفضل للبنان؟ باب السجن أم باب الرأفة؟ من ناحية، هناك العدل، ومن ناحية هناك الذل. كنت أتمنى ألف مرة لو أن الحاكم لم يخطئ، ومليون مرة لو أنه لم يفاقم أخطاءه. غير أنه ارتكب -ومعه عدد من أفراد عائلته- سلسلة من الأخطاء، بينها تدمير حياة الألوف من البشر. ومع ذلك، أليس المشهد ثقيلاً جداً على لبنان؟ الحاكم السابق مريض، ويقال في حالة حرجة. ثم أليس القانون واحداً مهما كان حجم المتهم؟ هذا هو المشهد في كل لبنان. منظومة سياسية قابلة بأكملها للاتهام، وأسماء كبرى تستحق الشفقة، لكن ليس للشفقة حساب في القانون. مسكين لبنان، ما أن قرر لمرة العمل بالقانون حتى صار القانون عبئاً. القضاء مهنة –أو مهمة– شاقة. ليس من السهل إصدار الأحكام، خصوصاً عندما يكون البلد بأكمله في حالة ارتياب، وشبهة. وفي السنوات الأخيرة بانت بعض الظواهر في الجسم القضائي، مثل ظاهرة القاضية غادة عون التي تذهب إلى التحقيق ومعها رجال أمن الدولة يرفسون بجزمهم الطويلة أبواب نقاط التحقيق لفتحها. أراد الرئيس الجديد جوزيف عون إعادة شيء من الهيبة والوقار للعمل القضائي. لكنه نفق بلا نهاية. والأسماء المعرضة للعقوبات هي أيضاً بلا نهاية. وأفضل ما يفعله القضاء هو الفصل في الأمور بسرعة. أما إبقاء التحقيقات مفتوحة، وأبواب التهم معلقة، فهو ظلم للقانون على أيدي أهله.