logo
'داعش' يتحرّك مجدّداً… تهديد لسوريا وقلق متصاعد في لبنان

'داعش' يتحرّك مجدّداً… تهديد لسوريا وقلق متصاعد في لبنان

IM Lebanon٢٨-٠٤-٢٠٢٥

كتب طارق أبو زينب في 'نداء الوطن':
في تطوّر لافت يظهر محاولات تنظيم 'داعش' الإرهابي لاستعادة قوته وإعادة تموضعه، أصدر التنظيم بياناً مصوّراً توعّد فيه الرئيس السوري أحمد الشرع، محذراً إيّاه من مغبّة الانضمام إلى التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب. وقد جاء هذا البيان بعد تقارير أشارت إلى طلب الولايات المتحدة من الحكومة السورية الجديدة الانضمام إلى جهود التحالف لمواجهة التنظيمات المتطرّفة.
هذا التهديد العلني أثار تساؤلات حول قدرة 'داعش' على تنفيذ وعوده، خصوصاً في ظلّ التغيّرات الجذرية التي شهدها المشهد السياسي والعسكري بعد سقوط نظام بشار الأسد. وفي الوقت الذي تسعى فيه الحكومة السورية الجديدة إلى ترسيخ الأمن والاستقرار، يحاول التنظيم الإرهابي استغلال الفوضى لإعادة بعث خلاياه في مناطق استراتيجية، أبرزها البادية السورية.
في خطابه، استخدم 'داعش' لهجة تهديدية غير مألوفة تجاه رئيس دولة، مخاطباً الشرع بالقول: 'إمّا الإنضمام إلى صفوفنا وإمّا الاستعداد للحرب'، ما يعكس حجم المأزق الذي يعيشه التنظيم في ظلّ التحوّلات التي تشهدها سوريا والمنطقة ككلّ.
فراغ أمني ونشاط متجدّد
منذ انهيار النظام السابق وفرار بشار الأسد إلى موسكو في كانون الأوّل 2024، وانشغال الأجهزة الأمنية السورية بملاحقة فلول النظام والميليشيات الإيرانية، أعاد 'داعش' تفعيل خلاياه في البادية السورية، مستفيداً من الفراغ الأمني في مناطق تمتدّ من حمص إلى الرقة ودير الزور. ووفقاً لـ 'المرصد السوري لحقوق الإنسان'، فقد نفّذ التنظيم 61 عملية في مناطق سيطرة 'قوات سوريا الديمقراطية' (قسد) خلال الأشهر الثلاثة الماضية، أسفرت عن مقتل 23 شخصاً، بينهم مدنيون وعناصر من 'قسد'.
إلّا أن هذا النشاط المتجدّد اصطدم بسلسلة من الإجراءات الأمنية والعسكرية. فقد شنت القيادة المركزية الأميركية أكثر من 75 غارة جوّية استهدفت معسكرات تدريب ومخازن أسلحة، في حين كثّفت الحكومة السورية الجديدة ملاحقة الخلايا، معلنة إحباط هجمات خطرة، أبرزها محاولة تفجير مقام السيدة زينب في دمشق.
ضربات استباقية وتنسيق غير مسبوق
كشف مصدر مطّلع على دوائر القرار في دمشق لصحيفة 'نداء الوطن'، تحوّلاً أمنياً لافتاً تمثّل في فتح خطوط تواصل مباشرة بين الحكومة السورية الجديدة والتحالف الدولي، ما أسفر عن توقيف القيادي البارز في تنظيم 'داعش' أبو الحارث العراقي في منتصف شباط 2025. وكان المعتقل الإرهابي يشغل مواقع قيادية ضمن ما يُعرف بـ 'ولاية العراق'، وتولّى مسؤوليات تتعلّق بملف الوافدين والتخطيط لعمليات إرهابية، وهو العقل المدبّر لعدد من الهجمات الدامية.
وأشار المصدر إلى أن أجهزة الأمن السورية أحبطت تفجيراً وشيكاً كان يستهدف مقام السيدة زينب جنوب دمشق، بعد تفكيك خلية تابعة للتنظيم ضمّت أربعة عناصر، من بينهم لبناني وفلسطيني كانا منخرطَين في الإعداد للعملية. وقد نشرت وزارة الداخلية صوراً للموقوفين داخل وكر في ريف دمشق، إلى جانب وثائق ثبوتية، منها هوية لبنانية وإخراج قيد وبطاقة لاجئ فلسطيني في لبنان، إضافة إلى مبالغ مالية بالدولار والعملتين اللبنانية والسورية.
تفاهمات لمحاربة 'داعش'
في خطوة غير مسبوقة، كشف مصدر كردي مطّلع أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب دفعت بقائد 'قسد' الجنرال مظلوم عبدي إلى إبرام اتفاق سياسي وعسكري مع الرئيس السوري أحمد الشرع، تم الإعلان عنه في 10 آذار 2025. وينصّ الاتفاق على دمج 'قسد' في الدولة السورية الجديدة، بهدف تفادي أي صراع داخلي قد يستغلّه تنظيم 'داعش' الإرهابي، في ظلّ الانسحاب الأميركي الجزئي من الساحة السورية.
إلى جانب ذلك، تمّ إرساء آلية تعاون رباعية بين سوريا والعراق والأردن وتركيا، برعاية أميركية، لضبط الحدود وتبادل المعلومات الاستخباراتية. وتأتي هذه الخطوة في وقت تتجه فيه واشنطن إلى تقليص وجودها العسكري، ما يفرض على الدول المجاورة تحمّل العبء الأكبر في مواجهة خطر التنظيم.
وقد اعتبر مراقبون أن الفراغ الذي يتركه الانسحاب الأميركي لا يقتصر على الجانب العسكري، بل يشمل أيضاً الأبعاد الأمنية. لكن يبدو أن واشنطن قد رتبت 'خروجاً ناعماً'، ما يطرح تساؤلات حول قدرة الأطراف الإقليمية على ملء هذا الفراغ، ومدى قدرة الحكومة السورية على ضبط الإيقاع ومنع تمدّد تنظيم 'داعش' في الداخل وعلى الحدود.
وفي ضوء هذه المعطيات، تتزايد الحاجة الملحّة لتعزيز التنسيق الأمني بين لبنان وسوريا، بما يقطع الطريق أمام محاولات تسلّل الخلايا الإرهابية ويحصّن الساحة اللبنانية والسورية من المخاطر المتعاظمة. فاستمرار غياب التحالفات الميدانية الفعّالة، وعدم ترسيم الحدود، يفتحان المجال لاستغلال الفراغات الأمنية من قبل تنظيم 'داعش' وسواه، ما يُهدّد استقرار لبنان والمنطقة برمّتها. وعليه، فإن رفع مستوى التعاون الثنائي، إلى جانب استمرار الشراكة مع الولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، بات ضرورة وطنية لحماية الأمن القومي اللبناني ومنع الانزلاق نحو مزيد من الفوضى.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دمشق تُبعد قادة فصائل فلسطينية مرتبطة بطهران.. بصمت
دمشق تُبعد قادة فصائل فلسطينية مرتبطة بطهران.. بصمت

المدن

timeمنذ 36 دقائق

  • المدن

دمشق تُبعد قادة فصائل فلسطينية مرتبطة بطهران.. بصمت

أكد مصدران فلسطينيان، لوكالة "فرانس برس"، أن السلطات السورية الجديدة دفعت عدداً من قادة الفصائل الفلسطينية، التي كانت مقربة من نظام بشار الأسد وتلقت دعماً من طهران، إلى مغادرة البلاد خلال الأسابيع الماضية، إثر "تضييق أمني" ومصادرة ممتلكات ومقرات تلك الفصائل في دمشق ومحيطها. وتأتي هذه التطورات بعد طلب مباشر من واشنطن، التي اشترطت على الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، قبيل رفع العقوبات الاقتصادية، أن تمنع إيران ووكلاءها من استغلال الأراضي السورية. وأفاد البيت الأبيض بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب طالب نظيره السوري، خلال لقائهما في الرياض الأسبوع الماضي، بـ"ترحيل المقاتلين الفلسطينيين". مصادرات وتضييق وأكد رئيس منظمة "مصير" الحقوقية أيمن أبو هاشم، لـ"المدن"، أن "بعض قيادات الفصائل الفلسطينية المتورطة في الدماء هربوا باتجاه لبنان والعراق ودول أخرى"، مشيراً إلى أن "قسماً آخر لا يزال في دمشق، لكن تحركهم محدود وأقرب إلى إقامة جبرية". وأضاف أن "الفصائل سلمت السلاح بعد سقوط الأسد، لكنها لا تزال تحتفظ ببعض المقرات التي تحوي أسلحة خفيفة". ولفت أبو هاشم إلى أن "هروب القيادات من سوريا يعود إلى خشيتهم من ملفات العدالة الانتقالية، وملاحقتهم قضائياً على خلفية الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين والسوريين خلال حكم الأسد"، موضحاً أن "من تبقى منهم في البلاد يعتقدون أن دورهم كان سياسياً لا عسكرياً، لكن حتى هذا الدور بات ينهار ويتفكك تدريجياً". في المقابل، شدد أبو هاشم على أن منظمة التحرير الفلسطينية، تواصل الحفاظ على تواجدها في سوريا بفضل علاقاتها مع السفارة الفلسطينية والتنسيق مع السلطة الفلسطينية، مشيراً إلى أن "التعامل مع المنظمة من قبل الدولة السورية سيكون كجهة رسمية فلسطينية، خصوصاً وأنها لا تنشط في العمل العسكري". خروج دون أوامر رسمية وفي ذات الوقت، قال قيادي فلسطيني بارز، إن الفصائل "لم تتلقَّ أوامر رسمية بالمغادرة، لكنها واجهت تضييقات أمنية واسعة، شملت مصادرة ممتلكات واعتقالات في صفوف كوادرها". وبحسب مصادر ميدانية، شملت المصادرات "منازل شخصية، مقرات، سيارات ومعسكرات تدريب"، وقد سلمت الفصائل أسلحتها بالكامل، بما في ذلك قوائم بأسماء من يحملون سلاحاً فردياً من كوادرها. وقال مصدر فلسطيني آخر في دمشق لـ"فرانس برس"، إن "التواصل بين معظم الفصائل والسلطات بات شبه مقطوع، وغالباً ما يكون الرد الرسمي بارداً أو متأخراً"، مضيفاً "نشعر أننا ضيوف غير مرغوب بهم، حتى وإن لم يُقال ذلك علناً". ومن بين القادة الذين غادروا سوريا وفق المصدر، خالد جبريل، نجل مؤسس الجبهة الشعبية – القيادة العامة، وأمين عام جبهة النضال الشعبي خالد عبد المجيد، وأمين عام فتح الانتفاضة زياد الصغير. نهاية "محور المقاومة" ويُعد خروج قادة الفصائل الفلسطينية من سوريا، أحد أبرز المؤشرات على انهيار التحالف الذي جمع هذه الفصائل، تحت ما يُعرف بـ"محور المقاومة" الذي قادته طهران. فمنذ منتصف الستينيات، مثلت دمشق ملاذاً سياسياً وعسكرياً لعدد من الفصائل الفلسطينية، أبرزها الجبهة الشعبية – القيادة العامة، وحركة فتح الانتفاضة، وحركة الجهاد الإسلامي، وحماس لاحقاً، التي اتخذت من العاصمة السورية مقراً أساسياً حتى العام 2012. اليوم، ومع تبدل موازين القوى داخل سوريا، وصعود إدارة جديدة في دمشق، تُعيد الدولة السورية رسم خريطتها الداخلية والإقليمية، تحت ضغط دولي تقوده واشنطن، التي تشترط تخليص البلاد من نفوذ إيران والفصائل المسلحة كمدخل لأي انفتاح دبلوماسي أو رفع للعقوبات.

داعش يبعث برسائل الدم إلى دمشق ويعلن "الجهاد" ضد الشرع
داعش يبعث برسائل الدم إلى دمشق ويعلن "الجهاد" ضد الشرع

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ يوم واحد

  • القناة الثالثة والعشرون

داعش يبعث برسائل الدم إلى دمشق ويعلن "الجهاد" ضد الشرع

من بين ركام الهدوء الهش الذي يغلف المشهد السوري يعود تنظيم "داعش" ليُعلن عن نفسه من جديد، ليس بهجوم واحد أو تفجير معزول بل بحملة من الهجمات المتصاعدة والمنظمة التي طالت مناطق شرق سوريا، وصولًا إلى مراكز نفوذ الحكومة الجديدة في دمشق. شهدت مدينة دير الزور، خلال الأشهر الأخيرة، تصاعدًا ملحوظًا في نشاط تنظيم "داعش"، وفقًا لِما أفادت به مصادر محلية. حيث كثف التنظيم من هجماته ضد قوات (قسد)، رغم الإجراءات الأمنية المشددة في المنطقة، ولم تتوقف العمليات عند هذا الحد، بل امتدت لتطال مواقع تابعة للقوات الحكومية السورية، وذلك في أعقاب اتهامات وجهها التنظيم للرئيس السوري أحمد الشرع بـ"التحالف مع الطواغيت"، في إشارة إلى اللقاء الذي جمعه مؤخرًا بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب. هجوم في بلدة الطيانة، تلاه هجوم ثانٍ على موقع عسكري في ذيبان ، ثم اشتباك في الشحيل وهجوم استهدف نقطة عسكرية في بلدة الكبر بريف دير الزور الشمالي الغربي، وجميعها مناطق تتكرر فيها بصمات "داعش"، وتكشف عن خلايا محلية تعيد ترتيب صفوفها بهدوء ودموية، حيث تزامنت هذه الهجمات أيضًا مع إرسال رسائل تهديد علنية للتجار لدفع الزكاة. وفي تطور خطير شهدت مدينة الميادين شرقي محافظة دير الزور انفجارًا ناجمًا عن سيارة مفخخة استهدفت مقر قيادة الشرطة؛ ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى من المدنيين وعناصر الأمن، ولأن الحدث لم يكن معزولًا، فقد أعلنت وزارة الداخلية السورية قبل يوم واحد عن إحباط خلية من "داعش" في مدينة حلب خلال عملية أمنية أسفرت عن مقتل عنصر من قوى الأمن وتحييد 3 عناصر من التنظيم، وهو ما يؤكد أن التنظيم لم يُهزم بالكامل بل أعاد تشكيل نفسه في الظل ويمتلك القدرة على التخطيط والتمويه داخل المدن الكبرى. اللافت أن "داعش" لم يكتفِ بالهجمات الميدانية، بل انتقل إلى الهجوم السياسي العلني، إذ أصدر بيانًا ضد الرئيس السوري أحمد الشرع، عقب لقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ووصف البيان الشرع بـ"الطاغوت"، معلنًا الجهاد ضده، وداعيًا الجهاديين الأجانب إلى العودة والانضمام إلى سرايا التنظيم في الأرياف والأطراف، وهو ما حمل دلالة مقلقة لأنه اعتراف بوجود خلايا نشطة داخل مناطق سيطرة الحكومة، واستعداد لإطلاق موجة جديدة من الهجمات ضمن تحرك ميداني محتمل. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

سُنّة لبنان وهواية المعارك الخاسرة
سُنّة لبنان وهواية المعارك الخاسرة

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ يوم واحد

  • القناة الثالثة والعشرون

سُنّة لبنان وهواية المعارك الخاسرة

كيف لسُنّة لبنان أن يشعروا بخطر محدِق يهدّدهم وكأنّهم لم يدركوا أنّ دمشق قد تحرّرت، وأنّ شابّاً دمشقياً اسمه أحمد الشرع يجلس في قصر المهاجرين، وكأنّهم لم يسمعوا ذاك الطفل في مدينة حمص وهو يطلق بحماسة ذاك النشيد 'يا إيران جنّي جنّي بدوا يحكمنا سنّيّ'. كيف لسُنّة لبنان أن يتصرّفوا كأقلّيات مهدّدة بالإبادة بسبب عضو مجلس بلدي من هنا، أو مختار زقاق من هناك، كأنّه لا أجهزة تلفاز في منازلهم يشاهدون عليها كيف أنّ قبلتهم السياسية والدينية استضافت قبل أيّام الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصاغت معه مستقبل الشرق الأوسط وقد تحرّر من الهلال الوهميّ والمشاريع التدميرية الخلّبيّة؟ الفزعة السُّنّيّة؟ هل سُنّة لبنان بحاجة إلى الانتخابات البلديّة كي يثبتوا وجودهم في المعادلة الوطنية؟ مَن ذاك النابغة الذي أوحى لهم أنّ تهديداً مصيريّاً يحوم حولهم في انتخابات مجلس بلديّ في بيروت لا صلاحيّات له، ومخاتير باتوا جزءاً من نوستالجيا الزمن الجميل، فارتفعت بينهم نداءات الفزعة لحماية الوجود والهويّة والدين في بيروت؟ بات سُنّة لبنان، والعلم عند الله، يهوَوْن الهزائم والمعارك الخاسرة والرهانات الفاشلة المستحيلة. ينقادون خلف عواطفهم وشعارات الجدران التي ما أوصلت جماعة يوماً إلّا إلى المجهول. تراهم لم يبارحوا 26 تموز 1956 عندما أعلن جمال عبدالناصر تأميم قناة السويس، أو يوم 25 حزيران 1967 حين خرج الشارع المصري مستنكراً استقالة ناصر صارخاً 'حنحارب حنحارب'. لم يكن سُنّة لبنان في لحظة معافاة سياسية ومجتمعيّة أفضل من هذه اللحظة التاريخية. سقط الحصار الذي كان مضروباً حولهم وحول حواضرهم الكبرى بقاعاً فبيروت وانتهاء بطرابلس عاصمة الشمال. كان الخروج من لبنان برّاً كابوساً سُنّيّاً مخيفاً بسبب خشية الاعتقال من عصابات الأسد عند الحدود، أو من الأجهزة الحليفة له في لبنان عند الرجوع. التهمة ليس من الصعب إيجادها: داعشيّ إرهابيّ من أنصار 'القاعدة'، أو حتّى من عبدة الشيطان. يتحرّك سُنّة لبنان اليوم كما يشاؤون عبر الحدود وفي الداخل، فنشيد 'ارفع راسك فوق..' لم يعد نشيداً سوريّاً بل بات نشيداً جماعيّاً عابراً لكلّ الحدود. من يعتقل السُّنّة؟ عند كلّ استحقاق من يسعى إلى تحويل السُّنّة إلى ما يشبه خزّان وقود، لزوم محرّكاته الشخصيّة وأوهامه الفرديّة وحساباته الضيّقة التي لا تجد من يصرفها في أيّ مكان وزمان. هناك من يمسك سُنّة لبنان ليفاوض عبرهم على العودة إلى دائرة القرار، وهو المدرك أنّ زمن المعجزات انتهى وأنّ مُلكاً أضاعه كالأطفال لا يمكن البكاء عليه كالنساء، كما قالت تلك المرأة لآخر أمراء الأندلس قبل أن يغادر غرناطة تاركاً كلّ الأمجاد. من قال إنّ سُنّة لبنان بحاجة إلى زعيم. من قال إنّ كلّ الطوائف في لبنان تبحث عن زعيم. العالم تغيّر والأجيال الجديدة باتت تفكّر بشكل مغاير. لا وجود في ذاكرتها وقاموسها لمفردة زعيم. الأجيال الصاعدة بحاجة إلى مؤسّسات ومشاريع. تبحث عن المشروع الذي يقودها إلى عالم الأحلام وتحقيق المستحيل، إلى رؤية تقنعها أن ليس مِن مستحيل. سُنّة لبنان لا يبحثون عن عنوان للزعيم. لقد سبقوا كلّ الطوائف بالتحرّر من ذلك. خاضوا الكثير من الاستحقاقات دون زعيم ونجحوا فيها. انتخبوا المفتين وانتخبوا نوّاباً لهم في البرلمان، وشاركوا في العديد من الحكومات. اجتازوا المراحل الأولى للتغيير والمرحلة الأخيرة قادمة بعد سنة بالتمام والكمال في الانتخابات النيابية. زياد عيتاني - أساس انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store