logo
عانس

عانس

رؤيا نيوز١٣-٠٧-٢٠٢٥
في مجتمعات ما زالت تقيس إنجاز الفتاة بتاريخ زفافها، يتحوّل الزواج من علاقة قائمة على الشراكة والاختيار، إلى محطة قسرية ينبغي الوصول إليها في 'الوقت المناسب'، وإلا… تصبح الفتاة 'متأخرة'، في أعين الناس لا في مقياس الزمن.
تتردد على مسامعها عبارة: 'متى نفرح فيكِ؟' حتى تفقد فرحتها بذاتها، ويغدو الزواج لا بوابة حب، بل طوق نجاة من نظرة المجتمع، وما أن يتأخر هذا الحدث، حتى تتعرض الفتاة – مهما بلغت من علم أو نجاح – لوصمة 'عانس'، وكأنها سلعة اقتربت من تاريخ الانتهاء!
لكن 'العنوسة' ليست حالة بيولوجية أو تشخيصًا طبيًا، بل وصمة اجتماعية لا أصل لها، يطلقها من اعتادوا إصدار الأحكام، لا من فهموا جوهر الإنسان.
تحت ضغط هذا الخوف، تبدأ الفتاة تقنع نفسها بأي فرصة، بأي اسم، بأي يد تطرق الباب… لا حبًا في الشريك، بل هربًا من اللقب، فتمضي نحو زواج لا ينبع من اقتناع، بل من ارتباك؛ تُنكر فيه مشاعرها لتبدو سعيدة، وتتجاهل عدم التوافق كي لا تُلام، وقد تُنجب لتُثبت نجاحًا شكليًا أمام الآخرين، بينما تنهار داخليًا.
وهكذا تُبنى علاقة هشة، تقوم على التنازل، لا التفاهم، زواج يشوبه التوتر، ينعكس على الأبناء، ويُكرّس نمطًا من العلاقات المرتبكة والمشاعر المعطوبة… وكأن الخوف من نظرة الناس أهم من الأمان النفسي والروحي.
لكن هل تستحقين هذا المصير… فقط لأنك لم تتزوجي بعد؟
الزواج ليس إنجازًا لحظة التوقيع على العقد، بل رحلة تبدأ من وعيكِ، ورضاكِ، وصدق مشاعرك، لا ترفعي سقف التوقعات، لكن لا تخفضي من قيمة نفسك لتتناسب مع مقاييس الآخرين، فالتأخر في الزواج لا يعني التأخر في الحياة… بل ربما يعني أنكِ تنتظرين حياة تُشبهك.
الضغط لا يأتي فقط من الخارج، بل أحيانًا من أقرب الناس؛ أمٌ تخاف أن يفوتك القطار، أبٌ يريد الاطمئنان، وأخٌ يعتبر الزواج سترًا ومطلوباً، وتتكرر العبارات المؤلمة: 'نريد نشوفك عروسة قبل ما نموت'… وكأن الفتاة مشروع بانتظار التنفيذ، لا إنسانة تبحث عن شريك حياة، فتدخل دوّامة الاختيار من باب الخوف، لا الاقتناع.
ثم تأتي وسائل التواصل لتزيد الطين بلّة… صور حفلات الزفاف، ومفاجآت الأزواج، وهدايا شهر العسل، توهم الفتاة بأن الجميع يعيش قصص حب مثالية، وتغفل عما وراء الكاميرا من مشكلات وصمت وندم، فتقارن، وتتسرع، لا بحثًا عن حب، بل هربًا من شعور النقص.
لكن الحقيقة هي: لا تتزوجي لأنك تخافين من الوحدة… بل لأنك وجدتِ من يشاركك الحياة دون أن يُشعركِ بالوحدة، ولا تختاري شريكًا فقط لأنه 'جاهز'، بل لأنكِ 'جاهزة' له نفسيًا وروحيًا.
ليس عيبًا أن يتأخر زواجك… العيب أن تتسرعي فتخسري نفسك لأجل إرضاء مجتمع لن يرضى أبدًا، تزوجي من يحترمك، يخاف الله فيك، ويمنحك السكينة لا القلق، كوني مع من ترتاحين إليه، لا من تهربين إليه.
فالعنوسة الحقيقية… أن تعيشي حياة لا تُشبهك، مع شخص لا يُشبه قلبك.
الزواج ليس نجاحًا في عيون الناس، بل في عينكِ أنتِ، تأخركِ لا يسرق منكِ الحياة، بل يمنحك فرصة لاختيار حياة تليق بك.
فمن قال إن كل من سبقك… كان على الطريق الصحيح؟
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عروض تفاعلية للأطفال على «الصوت والضوء»
عروض تفاعلية للأطفال على «الصوت والضوء»

الرأي

timeمنذ 2 ساعات

  • الرأي

عروض تفاعلية للأطفال على «الصوت والضوء»

شهد مسرح الصوت والضوء عروضاً موجهة للأطفال ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون، حيث قُدمت مسرحيتان حملتا مضامين تربوية وإنسانية بأسلوب تفاعلي يمزج بين الأداء الحي وعالم الدمى والخيال. وجاءت البداية مع مسرحية «البومة والحمار» للمخرجة مريم عليمات، والتي استخدمت أسلوب الدمى لتسليط الضوء على فكرة الخلق والتنوع في صفات الحيوانات، في محاولة لتكريس قيم التقبّل والاحترام بين الأطفال. وشارك في أداء العمل كل من: محمد العموش، آية العموش، ومريم عويدات. أما العرض الثاني، فكان مع مسرحية «رحلة في عالم الأحلام» للمخرج وصفي الطويل، وهي تتناول بأسلوب رمزي قضية «الكبريت» وتوظفها في استعراض مشكلات أسرية يواجهها الطفل، ضمن إطار خيالي نابض بالأمل. وشارك في التمثيل كل من: سنابل ضمرة، يوسف الشوابكة، زيد العيادي، وأحمد قاسم، بينما تولى إعداد الموسيقى سعد البطاينة، والإنتاج روان العدوان. قدم العرضان محتوى هادفاً بأساليب فنية متنوعة، استهدفت تنمية وعي الطفل وتعزيز خياله، ضمن أجواء من الترفيه الهادف، ما يعكس حرص إدارة المهرجان على تنويع المحتوى الثقافي الموجّه لمختلف الفئات العمرية، وبخاصة فئة الأطفال.

ليلة فنية أردنية في «جرش».. أصوات تفيض حباً للوطن
ليلة فنية أردنية في «جرش».. أصوات تفيض حباً للوطن

الرأي

timeمنذ 4 ساعات

  • الرأي

ليلة فنية أردنية في «جرش».. أصوات تفيض حباً للوطن

في أمسية طربية أردنية، عاش جمهور المسرح الجنوبي في مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته الـ39 ليلة مفعمة بالشجن والانتماء، بدأت بتحية وفاء لروح الفنان اللبناني الراحل زياد الرحباني، حيث عزفت فرقة نقابة الفنانين بقيادة المايسترو صقر عبده موسى مقطعًا من أغنية «سألوني الناس» التي غنّتها فيروز. افتتح الحفلَ الفنان نجم السلمان، الذي قدّم بصوته العذب أغنية «كان ودي نلتقي»، مرددًا كلماتها مع الجمهور بشجن ودفء: «مثل نجمة تبرقي… لكن ظروفك غريبة انت عارف يا الحبيب… إنّ عالمنا غريب والهوى قسمة ونصيب… وهذي الدنيا عجيبة». كما قدّم باقة وطنية من الأغاني مثل «حي الأردنية» و«هذا الأردن أردنّا»، موجّهًا تحية حب وولاء لجلالة الملك عبدالله الثاني وللوطن. وتألقت الفنانة غادة عباسي بأغنية «زي العسل» لصباح، وقدّمت بصوتها إحساسًا دافئًا، موجهة شكرها لجمهور جرش الذي منحها القوة بعد الحادث الذي تعرضت له. تنوّعت الفقرات الغنائية التي قدمتها عباسي لتشمل «قارئة الفنجان» من كلمات نزار قباني وألحان محمد الموجي، و«يا منيتي» للمطرب عبد المحسن المهنا، والتي غنّتها بكل حب: «يا منيتي… يا سلا خاطري… وأنا أحبك يا سلام ليه الجفا… ليه تجرحني… وأنا أحبك يا سلام». أما الفنان ثمين حداد فقدّم بصوته أغنية «لَـ كتب اسمك يا بلادي ع الشمس الما بتغيب»، بمشاركة وترديد الجمهور، تلتها «بعاد كنتم» لمحمد عبده، و«جانا الهوى» لعبد الحليم حافظ، في وصلة حملت عبق الطرب العربي الأصيل. واختتم الليلة الفنان الشاب حمدي المناصير، المعروف بأغنيته الشهيرة «لا تغمزيني بعينك»، والذي استطاع خلال فترة قصيرة أن يحقق نسب مشاهدة عالية على منصات التواصل. وقدّم المناصير وصلة أردنية تضمنت «الزرزور»، و«يا شوقي»، و«وين ع رام الله»، ليختتم الليلة بأجواء من الفرح والرقص والدحية الأردنية. وحضر الفعالية وزير الثقافة مصطفى الرواشدة، ونقيب الفنانين الأردنيين محمد يوسف العبادي، ومدير المهرجان أيمن سماوي، وعدد من أعضاء مجلس النقابة، في تجسيد لدعم مؤسسي متواصل للفن الأردني.

جوزيف عطية يُشعل أجواء المسرح الجنوبي وسط حضور جماهيري لافت
جوزيف عطية يُشعل أجواء المسرح الجنوبي وسط حضور جماهيري لافت

الرأي

timeمنذ 6 ساعات

  • الرأي

جوزيف عطية يُشعل أجواء المسرح الجنوبي وسط حضور جماهيري لافت

أحيا الفنان اللبناني جوزيف عطية ليلة غنائية مميزة على خشبة المسرح الجنوبي ضمن فعاليات الدورة الـ39 من مهرجان جرش للثقافة والفنون، وسط حضور جماهيري كبير وتفاعل لافت من الحضور. وقدم عطية باقة من أشهر أغانيه التي رددها معه الجمهور، منها "تعب الشوق"، "بدقلك"، و"لحظة"، إلى جانب أغنيات وطنية منها " يا سعد" وطربية، أضفت على الأمسية طابعا حيويًا ومليئا بالحماس. وتفاعل الحضور مع أدائه، حيث امتلأت جنبات المسرح بالتصفيق والهتاف، فيما عبر عطية عن سعادته بالوقوف مجددا أمام الجمهور الأردني في مهرجان جرش، بعد 10 أعوام واصفا إياه بـ"الجمهور الذواق والمحِب". وتأتي مشاركة عطية ضمن سلسلة من الفعاليات الفنية التي يحتضنها المهرجان، والتي تجمع بين الطرب الأصيل والفنون الحديثة، في إطار الحفاظ على الهوية الثقافية وتعزيز التبادل الفني العربي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store