
مصر تقفز 46 مركزًا في المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي.. خبراء: تسخير هذه التطبيقات يسهم في الارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين.. ويساعد الكوادر البشرية على إنجاز أعمالهم
في انعكاس مباشر للاهتمام الكبير من قبل الحكومة المصرية بتسخير الذكاء الاصطناعي لتحقيق أهداف التنمية، حققت مصر تقدمًا ملحوظًا في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي، حيث تقدم ترتيب مصر 46 مركزًا في المؤشر العالمي، حيث احتلت المركز 65 في عام 2024، وذلك بعد أن احتلت المركز 111 عام 2019.
المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي
ويأتي التقدم الذي أحرزته مصر في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي في ظل جهود مكثفة لإدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في برامج عمل الحكومة والقطاعات المختلفة، من أجل تحقيق التنمية الشاملة، حيث تعتمد منهجية المؤشر على مدى استعداد الحكومات لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمات العامة، والترتيب المتقدم الذي احتلته مصر يعكس جهود الدولة في تعزيز التحول الرقمي والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في تحسين الخدمات الحكومية.
ويأتي اهتمام الحكومة باستخدام الذكاء الاصطناعي في ظل زخم دولي على الدخول في هذا القطاع الذي يمثل نقطة تحول محورية في التقنيات المتقدمة، الأمر الذي يسهم في الارتقاء بالخدمات العامة في مختلف القطاعات الاقتصادية والخدمية والتعليمية.
انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي
وانتشرت تطبيقات الذكاء الاصطناعي حول العالم بشكل موسع وبخاصة خلال السنوات الأخيرة، وارتفعت التطبيقات المنشورة في متاجر التطبيقات بنسبة 1480% على أساس سنوي في الربع الأول من عام 2024، كما زادت أيضًا تنزيلات تطبيقات الدردشة بالذكاء الاصطناعي بنسبة 1506%بنسبة 1506%، بينما زادت إيرادات الشراء داخل التطبيق بنسبة 4184% على أساس سنوي، بالإضافة إلى ذلك، استحوذ أفضل 10 تطبيقات دردشة بالذكاء الاصطناعي فقط على 52% من إجمالي عدد مرات تحميل تطبيقات الدردشة بالذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي
وانطلق النمو المتزايد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي مع النجاح الكبير الذي حققه "شات جي بي تي (ChatGPT)، حيث زاد الاهتمام بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وأدى الطلب المتزايد على تطبيقات الدردشة بالذكاء الاصطناعي إلى زيادة التطبيقات المطورة والإنفاق في هذا المجال، فمنذ انطلاق "شات جي بي تي" في نوفمبر 2022، حطم الأرقام القياسية، فبعد خمسة أيام من إطلاقه، تجاوز مليون مستخدم، وفي غضون شهرين، ارتفع إلى 100 مليون مستخدم نشط، مما أدى إلى تأمين مكانته باعتباره ثاني أسرع تطبيق استهلاكي نموًا في التاريخ. وفي أقل من عام، أصبح هناك أكثر من 180 مليون مستخدم لـ "شات جي بي تي"، بحسب نشرة الذكاء الاصطناعي الصادرة عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء.
كما تكشف التركيبة السكانية لجمهور زوار موقع "شات جي بي تي" أن الأغلبية هم من الذكور (55% مقابل 45% من الإناث). علاوة على ذلك، تتراوح أعمار غالبية الزوار بين 25 و34 عامًا (33.1% من الزوار) ومن 18 إلى 24 عامًا (28.7%).، وبعد نجاح "شات جي بي تي"، حاول الكثير من الشركات تطوير وإنشاء روبوت نموذجي للغة الذكاء الاصطناعي خاص بها. أطلقت شركة جوجل، على سبيل المثال، برنامج المحادثة "بارد" (Bard)، القائم على الذكاء الاصطناعي. وفي 8 فبراير 2024، أُعيد إطلاق برنامج "بارد" (Bard) باسم "جوجل جيميني" (Google Gemini)، وأطلق أمازون برنامج دردشة جديدًا يعمل بالذكاء الاصطناعي يسمى "كيو" (Q)، بحسب منصة blog.invgate.
خبراء تكنولوجيا المعلومات
ويؤكد خبراء تكنولوجيا المعلومات أن تسخير الذكاء الاصطناعي من القضايا التي تحتل أولوية ضمن توجهات الحكومة المصرية في السنوات الأخيرة، حيث حظيت تطبيقات الذكاء الاصطناعي بأهمية كبيرة وتحولت العديد من الشركات الكبرى والدول لاستخدام تلك التطبيقات والاعتماد عليها بشكل أساسي في إنجاز المهام والأعمال.
وفي هذا الشأن، قال الدكتور محمد عزام، خبير تكنولوجيا المعلومات، إن استخدام الذكاء الاصطناعي حول العالم يشهد نموًا ملحوظًا وبخاصة في السنوات الأخيرة، وأصبحت العديد من الكيانات العالمية الكبرى تعتمد عليه بشكل أساسي في إنجاز أعمالها.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي
وأضاف "عزام" في تصريحاته لـ«البوابة نيوز» أن تسخير تطبيقات الذكاء الاصطناعي تحول إلى ركيزة أساسية للمساهمة في تطوير القطاعات التنموية وعلى رأسها الصناعة واللوجيستيات بالإضافة إلى الاستخدام الموسع لها في القطاع الصحي.
وتابع: "تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة أصبحت محل اهتمام الملايين حول العالم، الأمر الذي دفع الكثير من المطورين والمبرمجين لاستحداث وإطلاق تطبيقات جديدة ومتطورة".
ولفت خبير أمن المعلومات إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي "التوليدي" والتي تستطيع إنشاء محتوى متكامل أصبحت وسائل مساعدة، وتقدم العديد من الخدمات للمستخدمين في تنفيذ المهام المختلفة المطلوبة على اختلال المجالات والتخصصات فنجد تطبيقات تتميز في المحتوى وأخرى تتميز في الصوت والصورة والمواد المصورة "الفيديو"، وغيرها.
وأوضح "عزام" أن أهم ما يميز هذه التطبيقات هو اعتمادها على أنماط جديدة في إنتاج المحتوى المكتوب والمرئي، والتي تمكن المستخدمين على اختلاف تخصصاتهم من الاستفادة من هذه التطبيقات، الأمر الذي أصبح التعامل مع المعلومات والبيانات ومحركات البحث بشكل متسارع.
وتابع: "تطبيقات الذكاء الاصطناعي أصبحت بمثابة المساعد الذكي القادر على إنجاز المهام المختلفة بشكل احترافي وبسرعة فائقة، حيث أحدثت نقلة نوعية حتى في الاستخدامات المختلفة وأصبحت تؤثر بشكل مباشر على الوظائف الأمر الذي دفع العديد من الشركات العملاقة للإسراع في الاستفادة من هذه التطبيقات".
الذكاء الاصطناعي في التعليم والتعلم
وعن أهمية الذكاء الاصطناعي في التعليم والتعلم، أكد "عزام" أن الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعلم أصبح ضرورة قصوى، والاستفادة من الإلمام بهذه التطبيقات يساعد على التطور الوظيفي، فهذه التطبيقات لا تهدد مستقبل الوظائف بشرط الإدراك الكامل لإمكانيات هذه التطبيقات والسعي إلى تطويعها في تنفيذ المهام الوظيفية المختلفة.
وأكمل: "بالطبع هناك بعض الوظائف التي ستختفي في المستقبل وبخاصة في قطاعات التصنيع والأعمال الإدارية، كما ستتيح تطبيقات الذكاء الاصطناعي فرص عمل جديدة في مجالات تكنولوجيا المعلومات، والمهن الطبية والبرمجة".
من جهته، قال المهندس أحمد طارق، خبير تكنولوجيا المعلومات، إن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تتيح فرص هائلة يجب العمل على استغلالها الاستغلال الأمثل، حيث أنه من المتوقع أن يفقد العالم الآلاف بل وملايين الوظائف خلال الفترة المقبلة، ولكن هناك العديد من الخدمات والأدوات التي تقدمها هذه التطبيقات، ومن هنا يجب على الجميع السعي للاستفادة منها".
وأضاف "طارق" أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تشهد تطور متسارعًا والشركات الكبرى تسعى لتطوير تطبيقات خاصة بها في هذا المجال، وتشير التقارير الدولية إلى أن المستخدم من هذه التطبيقات لا يتعدى 5% فقط، الأمر الذي يجعل هناك فرصًا كبيرة للتوسع خلال الفترة المقبلة".
وتابع: "يجب العمل على تحقيق أقصى استفادة ممكنة من تطبيقات الذكاء الاصطناعى، وبخاصة لأنها تساعد على توفير الوقت والجهد والقضاء على الفساد؛ نظرًا لأن تطبيق الرقمنة يفصل بين مقدم الخدمة ومتلقيها وبالتالي تقل الرشاوى والفساد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ 4 ساعات
- الاتحاد
دعوى ضد جوجل بـ25 مليار جنيه في بريطانيا
تواجه شركة جوجل دعوى قضائية في المملكة المتحدة لدفع تعويض بقيمة 25 مليار جنيه إسترليني (33.7 مليار دولار)، متهمة عملاق التكنولوجيا بإساءة استغلال مكانتها المهيمنة في سوق الإعلانات الإلكتروني. وتقول الدعوى بأن اتفاقيات جوجل مع الشركات المصنعة للهواتف الذكية لجعل "محرك بحث جوجل " المحرك البحثي الرئيس على الأجهزة دفع الأسعار لأعلى للجهات المعلنة في المملكة المتحدة، بحسب وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا). ويقود الدعوى روجر كاي كيه سي، وهو نائب قاضي سابق بالمحكمة العليا، وجرى تحريكها في محكمة الاستئناف المتخصصة في شؤون المنافسة، حيث تزعم أن سلوك جوجل غير القانوني أثر على ما يتراوح بين نحو 500 ألف 1.5 مليون معلن في المملكة المتحدة، مما أسفر عن "أسعار مفرطة وغير عادلة" للإعلانات. وتسعى للحصول على تعويض لكل المعلنين، الذين دفعوا لجوجل مقابل إعلانات البحث (البحث المدفوع) من الأول من يناير 2011 حتى الآن، ويقدر التعوض الإجمالي بـ 25 مليار جنيه إسترليني. وتقول الدعوى إن اتفاقيات جوجل مع مصنعي الهواتف الجوالة ومشغلي الشبكات لجعل محرك بحث جوجل الخيار الأساسي على منتجاتهم تعني أنها تمكنت من الاحتفاظ بدرجة كبيرة من الهيمنة في سوق البحث، ونتيجة لذلك فرض أسعار أعلى.


العين الإخبارية
منذ 5 ساعات
- العين الإخبارية
قمة الإعلام العربي تناقش تأثير الذكاء الاصطناعي ومنصات التواصل
أكد خبراء الإعلام الرقمي، خلال فعاليات اليوم الثالث من قمة الإعلام العربي في دورتها الثالثة والعشرين، أهمية الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي ومنصات التواصل الاجتماعي المتقدمة. وتسهم هذه الأدوات بشكل فعال في تطوير المحتوى الإعلامي وتعزيز حضوره في الفضاء الرقمي، بما يساهم في توسيع قاعدة الجمهور وفتح آفاق جديدة أمام الناشرين وصنّاع المحتوى. وأكد مجد علي، مسؤول شراكات وسائل الإعلام والرياضة في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بمنصة "سناب شات"، في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات (وام)، أن المنصة توفّر حالياً فرصاً واعدة للناشرين عبر صيغ نشر جديدة، من أبرزها إنشاء ملفات تعريف عامة تتيح إمكانات واسعة لتحقيق الدخل، والحصول على التحقق الرسمي، وتوسيع قاعدة المتابعين. وأوضح أن "سناب شات" تُعد من أبرز المنصات انتشاراً في المنطقة، وتشهد تفاعلاً كبيراً من قبل المستخدمين مع أدواتها المتطورة، مما يعكس جاذبيتها المتنامية. وأشار إلى أن المنصة تعمل على تعزيز العلاقة بين صنّاع المحتوى والناشرين من خلال توفير بيئة داعمة للتطور المشترك، وهو ما يسهم في توسيع نطاق المحتوى المميز وزيادة فرص التفاعل وتحقيق الدخل لجميع الأطراف المعنية. وفي إطار متصل، قدّمت باميلا كسرواني، زميلة التدريس في مبادرة أخبار "جوجل" لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، جلسة تفاعلية استعرضت خلالها مجموعة من أبرز أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة التي توفرها "جوجل" لدعم الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، بهدف تسهيل إنتاج المحتوى، وتحليل المعلومات، وتعزيز جودة العمل الصحفي. وتناولت الجلسة أدوات متطورة مثل "Gemini" الذي يسهم في توليد الأفكار وصياغة النصوص بدقة، و"NotebookLM" الذي يساعد الصحفيين على تنظيم وتحليل ملاحظاتهم ومصادرهم الخاصة، إضافة إلى "Pinpoint"، الذي يشكّل أداة أساسية في مجال الصحافة الاستقصائية بفضل قدرته على تحليل آلاف الوثائق والمقابلات بكفاءة وسرعة. aXA6IDgyLjIxLjIyOS4xOTkg جزيرة ام اند امز PL


البوابة العربية للأخبار التقنية
منذ 19 ساعات
- البوابة العربية للأخبار التقنية
أنثروبيك تُطلق ميزة 'الوضع الصوتي' في روبوت Claude
بدأت شركة أنثروبيك رسميًا طرح ميزة 'الوضع الصوتي' لمستخدمي روبوت Claude عبر الهواتف المحمولة، وذلك ضمن مرحلة تجريبية تتيح إجراء محادثات صوتية كاملة مع المساعد الذكي، في خطوة تهدف إلى جعل التفاعل مع Claude أكثر طبيعية ومرونة. وأوضحت الشركة عبر حسابها الرسمي في منصة إكس وموقعها الإلكتروني أن الميزة الجديدة ستتوفر تدريجيًا باللغة الإنجليزية خلال الأسابيع القليلة المقبلة. ويعتمد 'الوضع الصوتي' افتراضيًا على نموذج Claude Sonnet 4، المعروف بقدرته على التعامل مع الاستفسارات السريعة والمعقدة على حد سواء. ويتيح هذا الوضع للمستخدمين التحدث إلى Claude والاستماع إلى ردوده، مع عرض النقاط الرئيسية عبر الشاشة في أثناء التفاعل، فضلًا عن إمكانية التبديل الفوري بين النص والصوت، والحصول على نص تفريغي وملخص بعد انتهاء المحادثة. كما توفر الميزة خمسة خيارات صوتية مختلفة يمكن اختيار أحدها لتخصيص تجربة الاستخدام. يُذكر أن هذا التوجه يأتي ضمن منافسة متصاعدة في مجال المحادثات الصوتية بين شركات الذكاء الاصطناعي، إذ تقدم OpenAI تجربة صوتية في ChatGPT، وتوفر جوجل ميزة Gemini Live، وتقدم xAI الوضع الصوتي في Grok، وجميعها تهدف إلى تقديم تجربة محادثة أكثر تفاعلية وسلاسة. ومن جهة أخرى، أعلنت أنثروبيك إتاحة ميزة البحث عبر الإنترنت لكافة مستخدمي Claude، بعد أن كانت حصرية للمشتركين فقط. وتتيح هذه الميزة للروبوت الوصول إلى أحدث المعلومات من الويب، مما يُعزز دقة إجاباته وتحديثها وفقًا للمصادر المتاحة عبر الإنترنت. وفي سياقٍ متصل، كشفت الشركة عن قيود معينة مرتبطة باستخدام الوضع الصوتي، إذ تُحتسب المحادثات الصوتية ضمن الحد الأقصى للاستخدام، الذي يتراوح بين 20 و 30 محادثة للمستخدمين أصحاب الحسابات المجانية. وأما ربط الميزة بخدمات جوجل Google Workspace، مثل التقويم وبريد Gmail، فهو متاح فقط للمشتركين أصحاب الخطط المأجورة، في حين يظل التكامل مع 'مستندات جوجل Google Docs' حكرًا على مشتركي خطة الشركات Claude Enterprise. ومن الجدير بالذكر أن أنثروبيك قد أطلقت نموذجين جديدين حديثًا؛ وهما نموذج Opus 4 الذي يركز على البرمجة والعمل المتوازي باستخدام عدة أدوات في وقت واحد، ونموذج Sonnet 4 الذي يتمتع بقدرات في التعامل مع استفسارات بسيطة ومعقدة، ويُستخدم حاليًا كنموذج افتراضي في الوضع الصوتي الجديد. We're rolling out voice mode in beta on mobile. Try starting a voice conversation and asking Claude to summarize your calendar or search your docs. — Anthropic (@AnthropicAI) May 27, 2025