
"بايدو" تبدأ حرب أسعار الذكاء الاصطناعي.. "إيرني" مجاني!
أعلنت شركة بايدو الصينية ، عملاق التكنولوجيا، عن نيتها فتح مصدر نموذجها اللغوي التوليدي "إيرني"، في خطوة وُصفت بأنها الأضخم منذ ظهور نموذج "ديب سيك" (DeepSeek)، ما قد يعيد تشكيل موازين القوى في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي.
أكدت الشركة أن عملية الإتاحة ستكون تدريجية، لكنها تمثل تحوّلاً جذرياً في استراتيجيتها، خاصة بعد سنوات من التمسك بالنماذج المغلقة.
وتخلت بايدو عن موقفها التقليدي الرافض للانفتاح بعد أن أثبتت نماذج مفتوحة المصدر مثل "ديب سيك" قدرتها على منافسة النماذج التجارية من حيث الكفاءة والموثوقية، بحسب ما ذكرته "CNBC".
وأثارت هذه الخطوة جدلاً واسعاً بين خبراء الذكاء الاصطناعي، إذ يرى البعض أنها قد لا تكون بنفس وقع "ديب سيك"، لكنها بالتأكيد لحظة مفصلية في تطور الصناعة.
قال الأستاذ المشارك في علوم الحاسوب بجامعة جنوب كاليفورنيا، شون رين، والحائز على لقب باحث العام في مجال الذكاء الاصطناعي من "سامسونغ": "هذه ليست مجرد قصة صينية. ففي كل مرة يُتيح فيها مختبر رئيسي نموذجاً قوياً المصدر المفتوح، فإنه يرفع مستوى الصناعة بأكملها".
ويعتقد رين أن خطوة بايدو تُشكل ضغطاً على مقدمي الخدمات المغلقة مثل "أوبن إيه آي" و"أنثروبيك" لتبرير واجهات برمجة التطبيقات المُغلقة والأسعار المرتفعة.
ولكن في المقابل، يرى البعض أن المستهلكين لا يهتمون كثيراً بما إذا كان النموذج مفتوح المصدر، بقدر ما يهتمون بالأداء، والتكلفة، والدعم اللغوي والإقليمي، وهي مزايا غالباً ما توفرها النماذج المفتوحة.
توقفوا عن دفع مبالغ طائلة
قال مؤسس شركة إيبك لوت الاستشارية للذكاء الاصطناعي أليك ستراسمور: "ألقت بايدو قنبلةً في عالم الذكاء الاصطناعي". وأضاف ستراسمور، مقارنًا خطوة بايدو بإنشاء شركة كيركلاند من قِبل كوستكو: "أدركت شركات مثل "أوبن إيه آي" و"أنثروبيك" و"ديب سيك"، التي ظنت أنها تبيع منتجاتٍ فاخرة، أن بايدو ستقدم شيئًا بنفس القوة".
وأوضح أن الرسالة الموجهة إلى جميع الشركات الناشئة حول العالم هي: "توقفوا عن دفع مبالغ طائلة".
وقال ستراسمور: "هذه ليست منافسة؛ إنها إعلان حرب على الأسعار".
وصف أحد الخبراء خطوة بايدو بأنها "زجاجة مولوتوف" في سوق الذكاء الاصطناعي، معتبراً أن الشركات التي تبيع نماذجها بأسعار باهظة ستجد نفسها أمام منافس يقدم أداءً مماثلاً مجاناً. بايدو كانت قد أعلنت في مارس أن نموذجها "إيرني إكس وان" يضاهي أداء "ديب سيك أر وان"، ولكن بنصف التكلفة، ما يعزز من جاذبيته للمطورين والشركات الناشئة.
الرئيس التنفيذي لبايدو، روبن لي، أشار إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى تمكين المطورين حول العالم من بناء تطبيقات قوية دون القلق بشأن التكاليف أو الأدوات. لكن رغم أهمية هذه الخطوة، يرى بعض المحللين أن تأثيرها في الأسواق الغربية قد يكون محدوداً بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية والأمن السيبراني، خاصة في المؤسسات الكبرى.
الانفتاح لا يعني بالضرورة الشفافية الكاملة، إذ لا يزال من غير الواضح ما هي البيانات التي تم تدريب النموذج عليها، وما إذا تم الحصول على موافقة أصحابها. هذه التساؤلات تثير مخاوف بشأن العدالة والمساءلة، خصوصاً مع تزايد اعتماد المجتمعات على أنظمة الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية.
في المقابل، يرى البعض أن هذه الخطوة قد تمنح الصين نفوذاً تقنياً واسعاً، إذ تسعى بايدو إلى نشر نماذجها عالمياً، ما قد يفتح الباب أمام استخدام واسع النطاق لتقنيات صينية في التطبيقات اليومية. هذا التوسع قد يثير مخاوف أمنية، خاصة إذا تم ربط التطبيقات العالمية بواجهات برمجة التطبيقات الخاصة ببايدو، وهو ما وصفه أليك ستراسمور، مؤسس شركة إيبك لوت الاستشارية للذكاء الاصطناعي بأنه "أمر مخيف".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أرقام
منذ 15 دقائق
- أرقام
مبيعات المنازل في الصين تواصل تراجعها خلال يونيو
واصلت مبيعات المنازل في الصين تراجعها خلال يونيو، مما يعزز الضغوط على ثاني أكبر اقتصادات العالم ويبرز الحاجة لتدابير جديدة. وحسب بيانات أولية صادرة عن "تشاينا ريل استيت إنفورميشن" (سي آر آي سي) الإثنين، فإن قيمة مبيعات المنازل الجديدة التي تطرحها أكبر 100 شركة مطورة في البلاد بلغت 339 مليار يوان (47.3 مليار دولار)، وهو ما يمثل تراجعًا على أساس سنوي بنسبة 23%، بناءً على حسابات "بلومبرج". أما على أساس شهري، فإن قيمة المبيعات تعد مرتفعة بنسبة 14.7% مقارنة بمايو. وتعهد رئيس مجلس الدولة "لي تشيانغ" هذا الشهر باتخاذ المزيد من الإجراءات لإنعاش سوق الإسكان، وهو ما يراه المحللون ضروريًا لتعزيز الاستهلاك، وتعويض تأثير التعريفات الجمركية الأمريكية على صادرات الصين.


الرجل
منذ ساعة واحدة
- الرجل
TikTok بين يدي مشترٍ جديد.. ترامب يلمّح إلى الصفقة القادمة
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن وجود مجموعة من "الأشخاص الأثرياء جدًا" الذين يستعدون لشراء تطبيق الفيديوهات القصيرة الشهير TikTok المملوك لشركة ByteDance الصينية، في مقابلة تلفزيونية مع شبكة فوكس نيوز صباح الأحد. وأكد ترامب قائلاً: "لدينا مشترٍ لتطبيق TikTok، على ما أعتقد سأحتاج إلى موافقة الصين، وأظن أن الرئيس الصيني شي جين بينغ سيوافق على ذلك". لكنه تحفظ عن الكشف عن هوية المشترين، معلنًا أنه سيعلن عن أسمائهم خلال أسبوعين، وهي الفترة الزمنية التي يفضلها دائمًا. تأتي هذه التصريحات وسط حالة من التوتر المستمر بين الولايات المتحدة والصين بشأن السيطرة على التطبيق الذي يحظى بشعبية كبيرة لدى الشباب في العالم. تشكل هذه الخطوة انعطافة في مسار الجدل القائم حول مستقبل TikTok في الولايات المتحدة، الذي طال أمده؛ إذ كان ترامب قد هدد في أكثر من مناسبة بحظر التطبيق أو إجبار الشركة الأم على بيعه بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي وجمع البيانات، ما دفع المشرعين الأمريكيين إلى محاولة تمرير قوانين تضغط على ByteDance للتخلي عن ملكية التطبيق داخل الولايات المتحدة. تأجيلات في التشريع ومرشحو شراء التطبيق على الرغم من تلك الضغوط، شهدت الفترة الماضية تأجيلًا متكررًا في إصدار القوانين التي تلزم ByteDance ببيع TikTok أو مواجه الحظر الكامل في السوق الأمريكي. وفي يناير الماضي، أوضح ترامب أن فكرته الأولية تتمثل في إقامة مشروع مشترك "Joint Venture" بين المالكين الحاليين والجدد، بحيث تحصل الولايات المتحدة على نسبة 50% من ملكية التطبيق. كما أبدى ترامب انفتاحه على أن يكون من بين المشترين المحتملين شخصيات مقربة مثل الملياردير لاري إليسون مؤسس شركة أوراكل، أو رجل الأعمال إيلون ماسك، على الرغم من أن ماسك يبدو الآن أقل ترجيحًا للمشاركة في الصفقة. وبينما تظل التفاصيل الدقيقة للصفقة غامضة حتى الآن، يلفت هذا الإعلان الانتباه إلى احتمال تغيير جذري في هيكل ملكية TikTok في الولايات المتحدة، وتأثير ذلك على مستقبل التطبيق الذي يملك ملايين المستخدمين في البلاد. ويبدو أن هذا الملف سيبقى محل متابعة عن كثب من قبل الحكومة الأمريكية، والمستثمرين، والمستخدمين على حد سواء، وسط تحركات دبلوماسية واقتصادية معقدة تجمع بين واشنطن وبكين.


العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
اليوان الصيني يقود العالم نحو نظام نقدي أكثر تنوعا واستقرارا
شهدت مدينة شانغهاي انعقاد منتدى لوجياتسوي لعام 2025 خلال يومي 18 و19 يونيو، وذلك تحت شعار'الانفتاح المالي والتعاون من أجل تنمية عالية الجودة في ظل اقتصاد عالمي متغير'. ركز المنتدى على التحول في مسار تدويل الرنمينبي، من مرحلة 'بناء القنوات' إلى مرحلة 'تحسين المنظومة'، مسلطا الضوء على الدور المتنامي للعملة الصينية في تعزيز التعددية، الشمولية، والاستقرار في النظام النقدي العالمي. توسيع شبكة الرنمينبي دوليا في اليوم الأول للمنتدى، أعلن نظام الدفع بين البنوك عبر الحدود (CIPS) توقيع اتفاقيات تعاون مع ست مؤسسات مالية دولية، من بينها البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد، وبنك أبوظبي الأول، وبنك UOB السنغافوري. وشكّلت هذه الاتفاقيات أول تغطية مباشرة لشبكة تسوية الرنمينبي في إفريقيا، والشرق الأوسط، وآسيا الوسطى. تمثل هذه الخطوة توسعا استراتيجيا في نطاق استخدام الرنمينبي على الساحة الدولية، بما يسهم في بناء شبكة مالية عالمية جديدة ذات طابع تشاركي. نحو تعددية نقدية أكثر توازنا أشار بان قونغ شنغ، محافظ بنك الشعب الصيني (البنك المركزي)، إلى أن النظام النقدي الدولي يتجه تدريجيًا نحو نموذج أكثر توازنًا بين عدة عملات سيادية. وأوضح أن تعزيز التعددية النقدية يُسهم في تعميق التزام الدول ذات العملات السيادية بالسياسات النقدية، وزيادة مرونة النظام المالي الدولي، وتعزيز الاستقرار الاقتصادي والمالي عالميا. التوسع الدولي لمنظومة التسوية المالية على مدى السنوات الأخيرة، كثّفت الصين جهودها لتطوير البنية التحتية المالية العابرة للحدود. أنشأ بنك الشعب الصيني 34 مركز تسوية بالرنمينبي في 32 دولة ومنطقة حول العالم. وتشير بيانات نظام الدفع الصيني CIPS إلى أن عدد المشاركين المباشرين بلغ 171، بينما تجاوز عدد المشاركين غير المباشرين 1500، مما يمنح النظام حضورا فعّالا في الأسواق الاقتصادية الكبرى. توفر هذه المراكز خدمات تسوية محلية للمؤسسات المالية الدولية، بالإضافة إلى حلول متكاملة عبر الربط مع السوق المحلي الصيني، بما في ذلك الدعم المالي ومنتجات الأصول. أكد 'الكتاب الأبيض لتدويل الرنمينبي'، الصادر عن بنك الصين عام 2025، أن امتداد شبكة التسوية عالميا يشكّل أساسا قويا لتعزيز الإقبال الدولي على استخدام الرنمينبي. آلية مبادلة العملات وتعميق التعاون المالي منذ عام 2009، وقع بنك الشعب الصيني اتفاقيات ثنائية لتبادل العملات مع 32 دولة ومنطقة، بإجمالي قيمة تجاوزت 4.5 تريليون يوان. توفر هذه الآلية وسيلة فعّالة لتعزيز الاستقرار النقدي ودعم السيولة في الأوقات الحرجة، مما يخلق بيئة مواتية لتنمية التجارة والاستثمار بين الأطراف المعنية. أجمع الخبراء المشاركون في المنتدى على أن هذه الآلية لا تُعد وسيلة تنافسية بقدر ما هي أداة لتعميق التعاون المالي، مما يُسهم في رفع مكانة الرنمينبي كعملة احتياطية عالمية. في هذا السياق، جاءت أول قمة مباشرة جمعت محافظي البنوك المركزية الصينية ودول مجلس التعاون الخليجي في فبراير 2025، لتُرسي أسسا جديدة للتعاون في مجال العملات المحلية، وتعزيز الاستثمارات المتبادلة، وربط أنظمة الدفع، إلى جانب دعم جهود الإصلاح في الحوكمة المالية العالمية، والتعاون في مجالات العملات الرقمية ومكافحة غسل الأموال. الرنمينبي الرقمي ومشروع mBridge من بين أبرز المبادرات التي طُرحت في المنتدى، إعلان محافظ البنك المركزي الصيني عن تأسيس مركز تشغيل دولي للرنمينبي الرقمي في شانغهاي، في خطوة تعكس التزام الصين بتطوير أنظمة دفع رقمية حديثة. يتمتع الرنمينبي الرقمي (e-CNY) بخصائص مثل التسوية عند الدفع، والعقود الذكية القابلة للبرمجة، والأمان والكفاءة، مما يجعله أداة عملية لدفع التعددية في أنظمة الدفع العالمية. كما يمكن للرنمينبي الرقمي الوصول إلى مجموعة متنوعة من العملات الرقمية للبنوك المركزية عبر مشروع 'جسر العملة الرقمية متعدد الأطراف للبنوك المركزية (mBridge)'، مما يقلل بشكل كبير من تكلفة المدفوعات عبر الحدود. يُتوقع أن يصبح هذا المشروع امتدادا تقنيا مهما خارج نظام 'سويفت'، مما يوفر خيارا أكثر أمانا وكفاءة لأنظمة الدفع العالمية. الانفتاح المالي وتعزيز الجاذبية الدولية أكد لي يون تسه رئيس الهيئة الوطنية للتنظيم المالي على أن الاقتصاد العالمي أصبح أكثر ترابطا من أي وقت مضى. موضحا أن الانفتاح والتعاون يمثلان قوة دافعة لإصلاح القطاع المالي وتطويره في الصين. وأشار إلى أن بلاده ستواصل توسيع الانفتاح المؤسسي للقطاع المالي من خلال تعزيز بناء أنظمة القواعد والمعايير، وتحسين بيئة الأعمال للمستثمرين الأجانب، وتعزيز الإطار القانوني للقطاع المالي، وتوفير بيئة سياسية شفافة ومستقرة. في هذا السياق، تبرز مدينة شانغهاي كنموذج لمركز مالي عالمي يُسهم في تعزيز موقع الصين كقوة مالية دولية. مع توسع استخدام الرنمينبي عالميا، يبدو أن الصين تسعى بجد نحو نظام نقدي دولي أكثر تنوعا واستقرارا.