
وزير الدفاع الأمريكي يتوعد باستخدام "المارينز" لقمع احتجاجات لوس أنجلوس
شفق نيوز/ توعد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، باستخدام قوات مشاة البحرية "المارينز" للسيطرة على احتجاجات مدينة لوس أنجلوس.
وكتب هيغسيث على منصة "إكس"، قائلاً إن "وزارة الدفاع تُحشد الحرس الوطني فوراً لدعم جهود إنفاذ القانون الفيدرالية في لوس أنجلوس. وإذا استمر العنف، فسيتم أيضاً حشد قوات مشاة البحرية العاملة في معسكر بندلتون - فهم في حالة تأهب قصوى".
وكان الرئيس دونالد ترامب قد حذر، أمس السبت، من أن الحكومة الفيدرالية قد تتدخل للتعامل مع الاحتجاجات المتصاعدة ضد المداهمات التي تنفذها سلطات الهجرة بحق المهاجرين غير النظاميين في لوس أنجلوس.
وكتب ترامب على منصته "تروث سوشال" قائلاً "إذا لم يتمكن حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم، ورئيسة بلدية لوس أنجليس كارين باس من أداء واجبيهما، وهو أمر يعلم الجميع عجزهما عنه، فإن الحكومة الفيدرالية سوف تتدخل لحل مشكلة أعمال الشغب والنهب بالطريقة التي يجب أن تُحل بها".
وأعلن البيت الابيض، أمس السبت، أن ترامب أصدر أمراً بنشر ألفي عنصر من الحرس الوطني في لوس أنجلوس مع تواصل المواجهات لليلة الثانية بين رجال أمن فيدراليين ومتظاهرين احتجاجاً على مداهمات وكالة الهجرة والجمارك ضد المهاجرين.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن "الرئيس ترامب وقع مذكرة رئاسية بنشر ألفي عنصر من الحرس الوطني للتصدي للفوضى التي سمح لها بالتفاقم"، محمّلة المسؤولية لقادة كاليفورنيا الديمقراطيين "الضعفاء".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 2 ساعات
- موقع كتابات
حتى أنت يا ترامب
حذر الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) الأسر الأمريكية من احتمالية مواجهة ارتفاع أسعار الألعاب وقلة توفرها خلال موسم العطلات. وفي الوقت الذي تعاني فيه الكثير من الأسر، يبدو أن أعضاء دائرة ترامب الداخلية يعيشون 'عصرهم الذهبي'، حيث استفادوا من موقعهم القريب من السلطة بشكل مدهش. الأمر الذي يجعله مهما هو أنه بدلاً من البعد عن أي صورة لاستغلال المنصب لتحقيق منافع اقتصادية شخصية، كما يفعل معظم الرؤساء، وجد ترامب طرقا مبتكرة لدمج سلطته الرسمية مع مصالحه التجارية الخاصة، وبشكل علني في كثير من الأحيان. في الأشهر الماضية، أطلق ترامب وأبناء عائلته وشركاؤهم سلسلة من المشاريع الهادفة إلى الاستفادة من النفوذ السياسي. على سبيل المثال : 1. شركة العملات المشفرة المدعومة من ترامب، 'وورلد ليبرتيفاينانشال'، جمعت أكثر من 550 مليون دولار عبر بيع عملات رقمية، مع ترامب كواجهة رئيسية لشركتهم. سياسات إدارته المتعلقة بالعملات المشفرة ساهمت أيضًا في رفع قيمة الأصول التابعة للشركة. 2. شهدت العملة المشفرة المرتبطة بترامب ارتفاعًا كبيرًا في قيمتها بعد إعلان حمل بطابع مميز لحاملي العملات بإتاحة لقاء خاص وعشاء مع الرئيس الحالي، بالإضافة إلى جولات VIP وفعاليات أخرى. مع ذلك، حُذفت نصوص تتعلق بجولة البيت الأبيض من موقع الشركة لاحقًا. 3. أطلق (دونالد ترامب) الابن مع شركاء آخرين ناديًا حصريًا في واشنطن العاصمة برسوم عضوية تصل إلى نصف مليون دولار، كمنصة للتواصل بين رجال الأعمال وكبار المسؤولين في إدارة والده. 4. على المستوى الدولي، أعلنت منظمة ترامب عن تطوير 19 مشروعًا أجنبيًا تحمل علامتها التجارية خلال السنوات المقبلة، شملت صفقة مع قطر ومنتجع جولف فاخر هناك. كما استضاف ترامب بطولة جولف برعاية سعودية الشهر الماضي في أحد أنديته بفلوريدا. 5. على صعيد البضائع، يعزز ترامب مبيعات قبعات تحمل شعار 'ترامب 2028″، ملمحًا إلى طموحات سياسية مستقبلية غير دستورية، إلى جانب كتب ومستلزمات أخرى تحت علامة 'لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا'. 6. في مجالات الشركات، شهدت بعض المؤسسات التي انضم إليها أبناء ترامب ارتفاعات هائلة في قيم أسهمها بعد مشاركتهم. ومن بين ذلك، شركة مالية صغيرة مقرها برج ترامب بنيويورك ارتفعت أسهمها بشكل دراماتيكي بعد انضمام أبناء ترامب لمجلسها الاستشاري. من جهة أخرى، يؤكد حلفاء العائلة أن مشاريع أفراد عائلة ترامب تتم بشكل مستقل عن السياسة، وأن هذه الأنشطة لا تشكل تجاوزًا أخلاقيًا بل استمرارًا لتاريخهم المهني في مجال الأعمال.


ساحة التحرير
منذ 4 ساعات
- ساحة التحرير
صراعُ اراداتٍ بين واشنطن وطهران.. من يلوي ذراع الآخر أولاً؟محمد صالح صدقيان
صراعُ اراداتٍ بين واشنطن وطهران.. من يلوي ذراع الآخر أولاً؟ محمد صالح صدقيان بين هبة باردة وهبة ساخنة، يستشعر الإيرانيون أن الولايات المتحدة تدفع بالمفاوضات النووية غير المباشرة لبلوغ الطريق المسدود. دليلهم إلى ذلك ما ردّده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرة تلو الأخرى بأنه من غير المسموح لإيران أي تخصيب على أراضيها، وهو الموقف الذي استدعى رداً حاسماً من المرشد الإيراني الإمام علي الخامنئي لجهة التمسك بحق التخصيب. جاءت مواقف ترامب المتتالية في ظل انسداد آفاق التسويات الخارجية سواء في ما يتعلق بملف الحرب الروسية الأوكرانية أو الحرب التجارية مع الصين أو حرب غزة، وبالتالي تتبدى أمامه فرصة جدية لتحقيق انجاز في الملف النووي مع إيران، قبيل بدء العد العكسي لترشيحات جائزة نوبل للسلام للعام 2025. وكان لافتاً للانتباه أنه قبيل اعلانات ترامب 'التهديدية' بشأن التخصيب، أورد موقع 'إكسيوس' الأمريكي أن الإقتراح الذي تقدمت به الولايات المتحدة لإيران مؤخراً، عبر سلطنة عُمان، يتضمن بنداً يُجيز لطهران تخصيب اليورانيوم بنسبة محددة (3%) في اطار اتفاق نووي جديد يتضمن نظام رقابة مشدد واتفاقاً مرحلياً على خفض التخصيب. غير أن أياً من الأطراف المعنية لم تُعلّق على التسريبات الأمريكية، وتزامن ذلك مع بقاء موعد الجولة السادسة من المفاوضات الأمريكية الإيرانية مُعلقاً في ظل تقديرات متبادلة بأنها ستكون 'جولة حاسمة'، وهو الأمر الذي عبّرت عنه مناقشات وزير خارجية إيران عباس عراقجي في القاهرة، كما في بيروت لاحقاً. وكان وزير خارجية سلطنة عُمان بدر البوسعيدي قد زار طهران، قبل نحو أسبوع، بصورة سريعة وخاطفة، وذلك غداة زيارة للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى العاصمة العُمانية، مسقط، التقى خلالها سلطان عُمان هيثم بن طارق، وتمحور البحث بين الجانبين على ملف المفاوضات الأمريكية الإيرانية. ونقل البوسعيدي رسالة من المفاوض الأمريكي ستيف ويتكوف إلى القيادة الإيرانية تضمنت مقترحات تهدف إلى تسوية المشكلة النووية مع إيران، والخروج من الانسداد الذي بلغته المفاوضات علی خلفية الخطوط الحمر التي وضعها الجانبان بشأن تخصيب اليورانيوم. ويشترط اقتراح ويتكوف، حسب 'إكسيوس'، حظر إنشاء منشآت تخصيب جديدة، تفكيك البنى التحتية الحيوية لمعالجة وتحويل اليورانيوم، بالإضافة إلى وقف تطوير أجهزة طرد مركزي جديدة والأبحاث المتعلقة بهذا الشأن، بحسب التقرير الأمريكي، ويشمل المقترح تشكيل ائتلاف إقليمي لتخصيب اليورانيوم، ضمن شروط أبرزها حظر تطوير قدرات تخصيب تتجاوز الاستخدامات المدنية. وبعد التوقيع، تلتزم إيران بخفض مستوى التخصيب إلى 3% لفترة مؤقتة تُحدَّد خلال مفاوضاتها مع الأمريكيين. وينص كذلك على جعل منشآت التخصيب تحت الأرض 'غير فعّالة' خلال مدة يتفق عليها الطرفان، وتقييد أنشطة التخصيب في المنشآت فوق الأرض بما يتوافق مع المتطلبات اللازمة لإنتاج وقود للمفاعلات النووية، كما تحددها الوكالة الدولية للطاقة. ويتضمّن المقترح الأميركي 'نظام رقابة وتحقق صارم'، يشمل المصادقة الفورية على 'البروتوكول الإضافي' للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما يسمح بفرض آليات رقابة دولية مشددة على البرنامج النووي الإيراني. وثمة معلومات غير رسمية عن اقتراح الجانب الأمريكي انشاء مجمّع عربي إيراني أمريكي مشترك لتخصيب اليورانيوم لكن لم يُعرف أين سيكون مقر المجمع سواء داخل إيران أم خارجها، واذا كان خارج إيران، ما هو مصير أجهزة وأنشطة التخصيب التي تمتلكها إيران وهي من الجيل السابع؟ وقبل ذلك ما هو مصدر الكعكة الصفراء التي تستخدم للتخصيب؟ إيران أم ثمة مصدر آخر؟ اشكاليات متعددة قال الجانب الإيراني إنه يدرسها قبل أن يُحدّد موقفه النهائي بشأنها، لكن الواضح أن أي رد من طهران سيأخذ بالاعتبار كافة النتائج المترتبة علیه سواء بالقبول أو الرفض لأن هذه النتائج 'ستكون مكلفة لطهران'، ربطاً بالتهديدات الأمريكية. واللافت للانتباه أن هذه هي المرة الأولی منذ بدء المفاوضات في 19 نيسان/أبريل الماضي التي يُقدّم خلالها المفاوض الأمريكي اقتراحاً مكتوباً، حيث تزامنت هذه الخطوة مع تسريب 'متعمد' لمحتوی تقرير يريد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي تقديمه إلى اجتماع مجلس محافظي الوكالة المذكورة المقرر عقده في يوليو/تموز القادم. هذا التزامن (المقترح الأمريكي وتقرير رفائيل غروسي) لم يكن عادياً ولا طبيعياً وإنما عبارة عن تلويح بـ'العصا والجزرة' للضغط الأقصی علی الجانب الإيراني للقبول بالمقترح الذي تقدمت به الولايات المتحدة. ويحمل تسريب محتوی تقرير مدير الوكالة الدولية في مثل هذه الظروف دلالات مهمة. لكأنه يُريد القول إن إيران مستمرة في عمليات انشطة التخصيب المرتفعة التي تصل إلی 60% وأن ما تملكه إيران اليوم من اليورانيوم المخصب بهذه النسبة (408 كيلوغرامات) زادن بنسبة 50%عما كانت تملكه في فبراير/شباط الماضي، وأنها تستطيع صنع 8 قنابل نووية، لأن كل 40 كيلوغراماً صالحة لصنع قنبلة نووية، لكن التسريبات أكدت مرة أخری أن فرق التفتيش لم تعثر علی ما يفيد بتوجه إيران لعسكرة برنامجها النووي. وفي نظرة 'فنية' و'نفسية' لهذه التسريبات يظهر جلياً أن التسريبات لا تتضمن جديداً. فهي تؤكد علی قدرة الوكالة الكاملة بالاشراف علی البرنامج النووي الإيراني وأن جميع الأنشطة تجري تحت عيون فرق التفتيش التي استطاعت الحصول علی هذه المعلومات في الوقت الذي تٌقر فيه هذه الفرق أنها لم تعثر علی ما يفيد باتجاه إيران نحو حيازة أو تصنيع الأسلحة النووية. لكن 'عصا' التسريبات هدفها القول إن إيران تستطيع راهناً صناعة 8 قنابل نووية وهذه وحدها كافية لاقناع مجلس الأمن الدولي أن إيران تُشكّل خطراً علی الأمن والسلم العالميين. وفي حال تم ترحيل الملف الإيراني إلی أروقة مجلس الأمن الدولي، فإن بوادر الحرب التي تُلوّح بها الولايات المتحدة تكون ممكنة دولياً.. وهذه هي أبعاد 'العصا'. أما 'الجزرة' فتتمثل بالاقتراح الأمريكي الذي نقله الوسيط العماني الذي يُعطي إيران امتيازات شراكة صناعية ونووية واستثمارات واندماج في النظامين العالمي والإقليمي ورفاهية مكتوبة علی الورق لكي تُفكّر بها إيران، وبالتالي تُقرّر أين تُريد أن تقف؟ وثمة اعتقاد سائد أن إيران التي ضحت كثيراً من أجل هذا البرنامج ودفعت في سبيل الوصول إليه أفدح الأثمان والضرائب من الصعب عليها أن تقبل بوعود غير مضمونة من دولة لا تثق بها، ولا بقيادتها، ولا باجراءاتها، ولا بسلوكها الذي تعتبر وظيفته 'الهيمنة علی خلق الله في هذا الكوكب'. لكنها في الوقت ذاته لا تريد بلوغ الطريق المسدود مع الجانب الأمريكي بل ترويضه للوصول الی ما يحفظ حقها في امتلاك 'الدورة الكاملة للتقنية النووية' بما في ذلك أنشطة التخصيب في إطار مبادىء ومواثيق الوكالة الدولية للطاقة التي ترعی وتراقب وتساعد الأنشطة النووية السلمية لأعضائها. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن بلاده تعكف علی دراسة المقترح قبل أن تُعطي رأيها فيه، وهناك عدة خيارات هدفها محاولة تبديد القلق عند الجانب الأمريكي حيال البرنامج النووي الإيراني من جهة ورفع العقوبات الاقتصادية عن إيران من جهة ثانية. لكن يجب علينا أن لا نُغفل أن تقرير المدير العام للوكالة الدولية يشي بمخاطر حقيقية؛ فإذا أصدر مجلس محافظي الوكالة قراراً بشأنه وأقرّ أن النشاط الإيراني يُهدّد الأمن والاستقرار العالميين، فهذا يعني وضع إيران تحت الفصل السابع الذي لا يُمكن أن تخرج منه إلا بحرب، وفق النموذج العراقي. أما السيناريو الآخر فهو أخذ الترويكا الأوروبية لهذا التقرير والاستناد عليه في تفعيل آلية 'سناب باك' الواردة في الاتفاق النووي الذي احتضنه القرار الأممي الرقم 2231 لتفعيل ستة قرارات مقاطعة دولية أصدرها مجلس الأمن الدولي قبل العام 2015. وبطبيعة الحال تدرك إيران خطورة هذه المسارات ولن تتردد في اتباع سياسة الخطوة مقابل خطوة. علی سبيل المثال لا الحصر، قالت إن ترحيل الملف إلی مجلس الأمن سيُقابله انسحاب إيراني من معاهدة حظر الانتشار النووي، وإن صدر قرار جديد عن مجلس الأمن الدولي فإنها ستُخفض تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وإن تمت مهاجمتها ستُغير عقيدتها النووية وهكذا دواليك.. واستناداً إلی ذلك كله، لن يخدم التصعيد أي طرف من الأطراف المعنية بالملف النووي ولا مفر من اعتماد خيار الواقعية السياسية في التعامل مع هذا الملف لأن ذلك وحده يستطيع أن يُنقذ المنطقة من الحرب والتوتر والتأزيم. (U2saleh@ 08/06/2025


شفق نيوز
منذ 4 ساعات
- شفق نيوز
ناسا تواجه تخفيضات حادة في ميزانيتها، وخلاف ترامب وماسك يزيد الغموض
أدى الخلاف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإيلون ماسك حول مشروع قانون إنفاق كبير إلى تفاقم الغموض بشأن مستقبل ميزانية وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، التي تواجه تخفيضات كبيرة. ونشرت الوكالة الأمريكية طلب ميزانيتها للكونغرس، والذي من شأنه خفض تمويل المشاريع العلمية بما يقارب النصف. هناك أربعون مهمة علمية قيد التطوير أو في الفضاء بالفعل، على وشك الإلغاء. هدد الرئيس بسحب العقود الفيدرالية مع شركة ماسك، سبيس إكس. تعتمد ناسا على أسطول صواريخ (فالكون 9) التابع للشركة لإعادة تزويد محطة الفضاء الدولية بالطاقم والإمدادات. كما تتوقع وكالة الفضاء استخدام صاروخ (ستارشيب) لإرسال رواد فضاء إلى القمر، وفي النهاية إلى المريخ بعد تطويره. قال الدكتور سيميون باربر، عالم الفضاء في الجامعة المفتوحة، إن حالة عدم اليقين تُلقي بظلالها المُخيفة على برنامج الفضاء البشري. ويضيف: "إنّ النقاشات المُثيرة للدهشة والقرارات المُتسرّعة والانعطافات التي شهدناها الأسبوع الماضي تُقوّض الأسس التي نبني عليها طموحاتنا. "يعتمد علم الفضاء واستكشافه على التخطيط والتعاون طويل الأمد بين الحكومة والشركات والمؤسسات الأكاديمية"، بحسب باربر. NASA/Johns Hopkins إلى جانب الخلاف بين ترامب وماسك، ثمة مخاوف أيضاً بشأن التخفيضات الكبيرة التي طلبها البيت الأبيض في ميزانية ناسا. تم تخصيص إجراءات تقشف لجميع القطاعات، باستثناء برنامج إرسال رواد فضاء إلى كوكب المريخ، الذي حصل على دعم إضافي قدره 100 مليون دولار. بحسب كيسي دريير، رئيس السياسات الفضائية في "الجمعية الكوكبية" ومقرها باسادينا، والتي تروج لاستكشاف الفضاء، فإن التخفيضات المحتملة تمثل "أكبر أزمة واجهها برنامج الفضاء الأمريكي على الإطلاق". من جانبها، قالت وكالة ناسا إن طلبها لتقليص ميزانيتها الإجمالية بنحو الربع "يأتي في إطار مواءمة برامجها العلمية والتكنولوجية مع المهام الأساسية لاستكشاف القمر والمريخ". قال الدكتور آدم بيكر، محلل شؤون الفضاء في جامعة كرانفيلد، لبي بي سي إنه إذا تمت الموافقة على هذه المقترحات من قبل الكونغرس، فإن ذلك سيؤدي إلى تحول جذري في تركيز وكالة ناسا. وأضاف: "الرئيس ترامب يعيد توجيه ناسا نحو هدفين رئيسيين: إنزال رواد فضاء على سطح القمر قبل الصينيين، وزرع علم الولايات المتحدة على كوكب المريخ. وكل ما عدا ذلك يأتي في المرتبة الثانية". NASA يقول مؤيدو هذه المقترحات إن ميزانية البيت الأبيض منحت وكالة ناسا هدفاً واضحاً لأول مرة منذ أيام هبوط أبولو على القمر في الستينيات والسبعينيات، حين كان الهدف هو التفوق على الاتحاد السوفييتي في الوصول إلى القمر. أما منتقدو ناسا، فيرون أنها منذ ذلك الحين تحولت إلى بيروقراطية ضخمة ومشتتة، تتجاوز ميزانياتها بشكل روتيني في مهمات الفضاء، مما يؤدي إلى هدر أموال دافعي الضرائب. ويُعد أحد أبرز الأمثلة على ذلك صاروخ ناسا الجديد ضمن خططها لإعادة رواد الفضاء الأمريكيين إلى القمر، وهو نظام الإطلاق الفضائي (إس إل إس)، حيث تأخر تطويره، وارتفعت تكاليفه بشكل كبير ليصل إلى 4.1 مليار دولار لكل عملية إطلاق. في المقابل، تُقدَّر تكلفة إطلاق نظام الصواريخ المكافئ الذي تطوره شركة "سبيس إكس" — ستارشيب — بنحو 100 مليون دولار لكل عملية إطلاق، نظراً لتصميمه القابل لإعادة الاستخدام. وتعِد شركة "بلو أوريجن" الفضائية، التابعة لجيف بيزوس، بتحقيق وفورات مماثلة من خلال صاروخها المقترح "نيو غلين". وليس من المستغرب أن يتم التخلص التدريجي من نظام الإطلاق الفضائي (إس إل إس) بموجب مقترحات البيت الأبيض، على أمل أن يتمكن "ستارشيب" و"نيو غلين" من أخذ مكانه. لكن تجدر الإشارة إلى أن عمليات الإطلاق التجريبية الثلاث الأخيرة لـ"ستارشيب" لم تُكلل بالنجاح، كما أن "بلو أوريجن" بدأت مؤخراً فقط في اختبار صاروخها المخصص للمهام القمرية. يقول الدكتور باربر: "القلق هو أن ناسا قد تقفز من المقلاة إلى النار". ويضيف: "تطوير البدائل لنظام (إس إل إس) يتم تمويله من قبل إيلون ماسك وجيف بيزوس. وإذا فقد أحدهما حماسه لهذا المشروع، وطلبت شركتا سبيس إكس أو بلو أوريجن مزيداً من الأموال لاستكمال تطوير أنظمتهما، فلن يكون أمام الكونغرس خيار سوى تلبية تلك الطلبات". ما يثير القلق بشكل أكبر، بحسب الدكتور باربر، هو احتمال إلغاء نحو 40 مهمة فضائية تهدف إلى استكشاف كواكب أخرى ومراقبة تأثير تغيّر المناخ على الأرض من الفضاء، والتي يشمل العديد منها تعاوناً مع شركاء دوليين. ويضيف: "أعتقد أنه من المحزن جداً أن ما استغرق وقتاً طويلًا لبنائه يمكن هدمه بهذه السرعة، وكأنها ضربة بكرة هدم، من دون وجود خطة لإعادة البناء بعد ذلك". وتشمل المشاريع المهددة بالإلغاء عشرات المهام الكوكبية التي هي بالفعل في الفضاء، والتي تم دفع معظم تكاليف تطويرها وإطلاقها مسبقاً، بينما توفر المقترحات الحالية وفورات مالية محدودة نسبياً عبر تقليص نفقات تشغيلها. وهناك شراكتان مهمتان مع وكالة الفضاء الأوروبية (إي إس أيه) تواجهان الخطر أيضاً: خطة طموحة لإعادة عينات من الصخور المريخية التي جمعها مسبار "بيرسيفيرنس" التابع لناسا إلى الأرض، ومهمة إرسال العربة الجوالة الأوروبية "روزاليند فرانكلين" إلى الكوكب الأحمر للبحث عن آثار لحياة سابقة. ويقول البروفيسور السير مارتن سويتينغ، رئيس شركة "سري ساتلايت تكنولوجي" البريطانية والمؤلف المشارك في تقرير الجمعية الملكية حول مستقبل الفضاء، إنه رغم أن هذه التطورات "غير مرحب بها"، إلا أنها قد تتيح لأوروبا فرصة لتحمل مسؤولية أكبر عن برنامجها الفضائي الخاص. وأضاف في حديثه لـبي بي سي: "ربما كنا نعتمد بشكل مفرط على ناسا كلاعب رئيسي لتحمل العبء الأكبر في مجال الفضاء. وهذه فرصة للتفكير في كيفية تحقيق أوروبا لتوازن أفضل في أنشطتها الفضائية". لكن الجانب السلبي لأوروبا يبدو أكبر على المدى القصير. فإلى جانب مصير عربة المريخ وعودة العينات، تواجه وكالة الفضاء الأوروبية خطر تقليص وصولها إلى محطة الفضاء الدولية في حال إيقافها، كما أن خفض ميزانية ناسا قد يؤدي إلى إلغاء مساهماتها الكبيرة في مشروع "بوابة القمر" — محطة الفضاء متعددة الجنسيات المزمع إنشاؤها في مدار القمر. NASA في استراتيجيتها التي نُشرت مؤخراً، أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية (إي إس أيه) أنها "ستسعى إلى بناء قدرات فضائية أكثر استقلالية، مع الاستمرار في كونها شريكاً موثوقاً وقوياً وجاذباً لوكالات الفضاء حول العالم"، في إشارة ضمنية إلى استعدادها للمضي قدماً سواء بالتعاون مع ناسا أو بدونها. ويقول الدكتور بيكر إن العديد من برامج مراقبة الأرض الحالية والمقترحة تواجه أيضاً خطر الإلغاء. وأضاف في تصريحه لـبي بي سي: "برامج مراقبة الأرض هذه هي بمثابة طائر الكناري في منجم الفحم". "قدرتنا على التنبؤ بتأثيرات تغير المناخ والحد منها قد تنخفض بشكل كبير. إيقاف هذا النظام المبكر للإنذار يُعد احتمالًا مخيفاً"، بحسب بيكر. حتى الآن، لم تتم الموافقة على مقترحات الميزانية من قبل الكونغرس. ووفقاً لكيسي دريير من الجمعية الكوكبية، فقد أخبره عدد من أعضاء الحزب الجمهوري، في أحاديث خاصة مع جماعات الضغط، بأنهم مستعدون للتصويت ضد هذه التخفيضات. لكن دريير أعرب عن قلقه من أن حالة الجمود السياسي قد تؤدي إلى عدم إقرار أي ميزانية على الإطلاق، مما قد يؤدي إلى تطبيق ميزانية البيت الأبيض المُخفضة كحل مؤقت، يصعب لاحقاً التراجع عنه. ويرى أن "إيقاف المهمات الفضائية يعني عملياً القضاء عليها، إذ يصعب، إن لم يكن مستحيلًا، إعادة تشغيلها من جديد".