logo
نيويورك تايمز: لماذا ترفض أوكرانيا التنازل عن دونباس رغم ضغوط ترامب؟

نيويورك تايمز: لماذا ترفض أوكرانيا التنازل عن دونباس رغم ضغوط ترامب؟

الجزيرةمنذ يوم واحد
تواجه فكرة "تبادل الأراضي" بين أوكرانيا وروسيا، التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بهدف إنهاء الحرب، رفضا واسعا في كييف، خاصة حين يتعلق الأمر ب إقليم دونباس شرقي البلاد، وفق ما ورد في تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية.
لكن الصحيفة تقول إنه من غير الواضح ما إذا كانت روسيا على استعداد للتخلي عن أي أراض احتلتها أثناء الحرب في إطار فكرة التبادل هذه.
وحسب مسؤولين أوروبيين تحدثوا مع نظرائهم في إدارة ترامب حول محادثاتهم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، فإن موسكو تريد من أوكرانيا الانسحاب من كامل إقليم دونباس بشكل أحادي.
وفي الوقت ذاته، يؤكد المسؤولون الأوكرانيون أنهم لن يتخلوا عن أراضيهم مقابل وعود سلام مبهمة، وأنهم لا يثقون بأن روسيا ستلتزم بها.
وترى الصحيفة أن هذا الموقف لا ينبع فقط من مبدأ السيادة الإقليمية، بل من اعتبارات عسكرية وإنسانية وسياسية تجعل فكرة التخلي عن دونباس غير واردة في المخيلة الأوكرانية.
الأهمية العسكرية
وتشير "نيويورك تايمز" إلى أن إقليم دونباس كان مسرحا لبعض أشرس معارك الحرب العالمية الثانية ، ولا يزال يمثل في الحرب الحالية جبهة قتال ضارية، خاصة في مدن مثل باخموت وأفدييفكا، حيث صمدت القوات الأوكرانية لسنوات، وأجبرت الروس على دفع ثمن باهظ لكل ميل يتقدمونه.
بيد أن باخموت وأفدييفكا هما المدينتان الوحيدتان اللتان تمكنت روسيا من السيطرة عليهما منذ السنة الأولى للحرب.
أما المدن التي لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية فتربط بينها طريق واحدة تمتد من الشمال إلى الجنوب، وتشكّل خطا دفاعيا يحول دون تقدم القوات الروسية غربا عبر البلاد.
ويقول سيرهي كوزان، رئيس مركز الأمن والتعاون الأوكراني في كييف، إن التخلي عن أي من هذه المدن "يعني حرفيا انهيار هذا الخط الدفاعي بأكمله".
كما أن التخلي عن الإقليم سيمنح موسكو -وفقا للصحيفة الأميركية- السيطرة على تحصينات أنفقت أوكرانيا عشرات الملايين من الدولارات على إنشائها، إضافة إلى بنية تحتية حيوية للسكك الحديدية وأراض غنية بالمعادن والفحم.
وتمتد خلف المدن الصناعية المكتظة بالسكان -حسب تعبير التقرير- مساحات شاسعة تُعد بوابة أساسية إلى قلب أوكرانيا.
ويرى "معهد دراسات الحرب" في واشنطن أن تسليم إقليم دونباس لموسكو دون قتال سيتيح لروسيا إعادة تنظيم قواتها والانطلاق مجددا تجاه الغرب.
على الصعيد الإنساني، يحذّر المسؤولون والمنظمات الحقوقية من أن سقوط دونباس تحت السيطرة الروسية قد يطلق شرارة كارثة إنسانية، يُضطر معها مئات الآلاف من الأوكرانيين إلى الفرار أو مواجهة العيش تحت حكم الاحتلال في ظل سجل موسكو الموثق بانتهاكات حقوق الإنسان ، من اعتقالات تعسفية إلى التعذيب والإخفاء القسري، حسب تعبير الصحيفة.
وهناك أكثر من 200 ألف مدني يعيشون في منطقة دونيتسك الخاضعة لسيطرة أوكرانيا، وهي جزء من دونباس.
وعلى الصعيد السياسي، يرفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -مسنودا بدعم شعبي واسع- أي مفاوضات تتضمن التنازل عن أراض، استنادا إلى مبدأ سيادي متجذر في الهوية الأوكرانية، وإلى نصوص الدستور التي تمنع ذلك. ويظهر أن رفض التخلي عن دونباس هو مسألة مبدأ وكرامة وطنية، بالإضافة إلى أنها قضية أمنية وإنسانية.
ورغم أن البيت الأبيض و الكرملين لم يطرحا علنا خطة محددة لـ"تبادل الأراضي"، فإن الرفض السريع للفكرة من قبل الرئيس زيلينسكي يعكس واقعا أساسيا غالبا ما يُغفل عنه في الغرب، حسب المؤرخ الأوكراني ياروسلاف هريتساك.
ووفقا لهريتساك، فإن الهوية الأوكرانية تتمحور حول مبدأ سيادي متجذر، وإلى نصوص في الدستور تمنع حل أي قضية وطنية بمعزل عن الأوكرانيين.
ويعتقد المؤرخ أن هذا المبدأ هو الذي يفسر لماذا يحظى زيلينسكي بدعم واسع في الداخل رغم تراجع شعبيته، مشيرا إلى أن الدستور الأوكراني لا يمنحه أي صلاحية للتفاوض على التخلي عن أجزاء من البلاد.
ورغم هذه العراقيل، لا يستبعد هريتساك إمكانية التوصل إلى صفقة كبرى، لكن بشرط أن تتضمن انسحاب روسيا من جنوب أوكرانيا بالكامل. وحتى ذلك قد لا يكون كافيا -برأي الصحيفة الأميركية- لأن الأوكرانيين لا يرون هذه الأراضي مجرد مساحة جغرافية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رئيس وزراء السودان يوجه رسالة لشعب كولومبيا بشأن المرتزقة
رئيس وزراء السودان يوجه رسالة لشعب كولومبيا بشأن المرتزقة

الجزيرة

timeمنذ 5 دقائق

  • الجزيرة

رئيس وزراء السودان يوجه رسالة لشعب كولومبيا بشأن المرتزقة

وجه رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس، رسالة إلى الشعب الكولومبي وجميع المجتمعات الناطقة باللغة الإسبانية، دعا فيها إلى ضرورة وقف تجنيد المرتزقة وإرسالهم إلى السودان. وجاء في الرسالة "انطلاقاً من روح الإبداع والتضامن والالتزام بالسلام، يأتي هذا النداء للوقوف معنا بثبات من أجل إنهاء الحصار على مدينة الفاشر، ووقف تجنيد المرتزقة وإرسالهم إلى أرضنا". وأشاد إدريس، بالنداء الذي أطلقه رئيس وزراء كولومبيا لإنهاء تجنيد المرتزقة الكولومبيين في دارفور، مؤكدا أن العالم الناطق باللغة الإسبانية قدّم إسهامات بارزة للبشرية، من فن بابلو بيكاسو إلى شعر بابلو نيرودا، وسرديات غابرييل غارسيا ماركيز، وأدب ماريو فارغاس يوسا. وكانت الحكومة السودانية كشفت قبل أيام عن مشاركة مرتزقة من جمهورية كولومبيا في الحرب والقتال في صفوف الدعم السريع في ظاهرة قالت، إنها تهدد السلم والأمن في الإقليم وفي القارة الأفريقية. وقال الجيش السوداني ـ للجزيرة نت ـ إنه منذ اندلاع الحرب ظلت مليشيا الدعم السريع تستعين في الحرب بالمرتزقة الذين يشاركون في الأعمال التخصصية كأطقم المدفعية والمسيّرات بمختلف أنواعها وكمقاتلين. وأكد المتحدث باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد اللّه في حديثه ـ للجزيرة نت – مشاركة الآلاف من المرتزقة في حرب السودان. من جهتها قالت وزارة الخارجية السودانية، إن الحكومة تملك كل الوثائق والمستندات التي تثبت تورط مرتزقة من جمهورية كولومبيا ومئات الآلاف من المرتزقة من دول الجوار برعاية وتمويل من جهات خارجية، وقد قدّمت بعثة السودان الدائمة بالأمم المتحدة هذه الوثائق إلى مجلس الأمن التابع للمنظمة. وأضافت الوزارة، أن هذا المنحى الخطِر في مسار الحرب يشكل تهديداً للأمن والسلم الإقليميين والدوليين ويغير من مسار الحرب، كي تصبح حربا إرهابية عابرة الحدود، تدار بالوكالة وتفرض واقعاً جديداً يهدد سيادة الدول وينتهك حرماتها. وكشف موقع "لا سيّا باسيّا" الكولومبي (La Silla Vacía) في تحقيق عن مشاركة أكثر من (300) عسكري كولومبي سابق جُندوا في عملية تُعرف باسم "ذئاب الصحراء" حيث يقود عقيد كولومبي متقاعد عملية المرتزقة الكولومبيين في السودان، ويعمل بعضهم في معسكرات تدريب، جنوب مدينة نيالا ، عاصمة ولاية جنوب دارفور تضم من 1000 إلى 3000 سوداني للتدريب، بعضهم أطفال بعمر 10 و11 و12 سنة. إعلان

هل تبنى ترامب مطالب بوتين في قمة ألاسكا؟
هل تبنى ترامب مطالب بوتين في قمة ألاسكا؟

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

هل تبنى ترامب مطالب بوتين في قمة ألاسكا؟

رغم أن لا أحد يعرف ما تم التفاوض عليه في قمة ألاسكا بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين ، فإن التسريبات التي تنشرها بعض وسائل الإعلام تشير إلى أن نتائج القمة جاءت على غير ما كان يأمل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والحلفاء الأوروبيون الذين يدعمونه بالمال والسلاح. وحسب ما نقلت وكالة رويترز عن مصادر مطلعة، فإن الرئيس الأميركي أبلغ نظيره الأوكراني أن الرئيس الروسي عرض تجميد المواجهة في بعض مواقع القتال، إذا انسحبت أوكرانيا من مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك، وهو ما ترفضه كييف. وعلى ضوء ما رشح من قمة ألاسكا، يرجح الكاتب الصحفي المختص بالشأن الأميركي محمد المنشاوي، في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"، أن ترامب بات أكثر قربا من تبني وجهة نظر نظيره الروسي، خاصة وأنه أكد في عدة مناسبات أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) هو الذي دفع في اتجاه الحرب الأوكرانية، وما كان له أن يتمدد على حدود روسيا. وتطالب موسكو بالاعتراف بضمها أراضي أوكرانية وأهمها شبه جزيرة القرم و إقليم دونباس ، وأن تصبح أوكرانيا دولة محايدة، وترفع العقوبات عن روسيا، ويبدو أن هذه المطالب -كما يواصل المنشاوي- تلقى آذانا صاغية من الرئيس الأميركي، رغم أن مؤسسة الحكم الأميركية، ممثلة في وزراة الخارجية والاستخبارات وبعض أعضاء الكونغرس، لا توافق على هذه المطالب. ويقول ضيف برنامج "ما وراء الخبر" إن ترامب الذي لا يخفي إعجابه الشخصي ببوتين، يريد أن ينهي الحرب في أوكرانيا، ولا يهمه إن كان هذا الحل عادلا ليظهر أن الفضل يعود له في إنهاء الحرب، كما أنه -يضيف المنشاوي- لا يكترث بالأوروبيين ويرى أنهم لا يملكون أي إستراتيجية لوقف القتال بين كييف وموسكو. ولا يستبعد أن يحاول ترامب إقناع الرئيس الأوكراني خلال الاجتماع به في البيت الأبيض الاثنين المقبل أن روسيا لن تتخلى عن مطالبها، وقال إنه قد يهاجمه كما فعل سابقا ويتهمه بعرقلة التوصل لاتفاق سلام في أوكرانيا. بوتين أصبح يقرر وبرأي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جنيف الدكتور حسني عبيدي فإن "زيلينسكي يمكن أن يكون أكبر الخاسرين في أي صفقة تبرم بين ترامب وبوتين"، لأن مطالبه التي يدعمها الأوروبيون لم تتم مناقشتها في قمة ألاسكا، وأبرزها قضية وقف إطلاق النار في أوكرانيا، والأكثر من ذلك -يضيف المتحدث- أن ترامب صرح عندما كان في ألاسكا بأن "على الرئيس الأوكراني إذا كان يريد السلام أن يقبل بالمسار الذي بدأه الرئيس الأميركي ونظيره الروسي". ويعتقد الأروبيون أن ما أظهره الرئيس الأميركي في ألاسكا هو تبنٍ للموقف الروسي، الذي يدعو إلى معالجة الأسباب التي أدت إلى الحرب وليس التوقف فقط عند نقطة وقف إطلاق النار، ويقول عبيدي إن الأوروبيين يرون أن بوتين، بفضل الولايات المتحدة الأميركية، أصبح يقرر ليس فقط مصير أوكرانيا وأمنها، وإنما أمن ومصير الدول الأوروبية. يذكر أن مصادر دبلوماسية كشفت اليوم السبت أن الولايات المتحدة اقترحت على أوكرانيا ضمانات أمنية مستوحاة من تلك التي يقدمها حلف الناتو، ولكن من دون الانضمام إلى الحلف، وقال أحد المصادر إن "الجانب الأميركي اقترح ضمانة أمنية لأوكرانيا مستوحاة من المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي"، مضيفا "من المفترض أنه تمّ الاتفاق عليها مع الرئيس الروسي خلال قمته مع ترامب الجمعة في ألاسكا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store