logo
عالم متعدد الأقطاب متساوٍ ومنظّم هو الطريق الصحيح للمضي قدماً

عالم متعدد الأقطاب متساوٍ ومنظّم هو الطريق الصحيح للمضي قدماً

البناء١٧-٠٢-٢٠٢٥

نشرت وكالة «شينخوا» الصينية تقريراً جاء فيه:
مع انعقاد مؤتمر ميونيخ للأمن لعام 2025، يُبرز تقرير صدر حديثاً عن المؤتمر اتجاهاً متزايداً نحو التعددية القطبية في النظام العالمي. وعلى الرغم من أن التقرير يسلط الضوء على تحوّل مهم، إلا أنه يصل إلى استنتاج خاطئ.
إن التقرير الصادر عن مؤتمر ميونيخ الأمني لعام 2025 يضع بشكل صحيح اعترافاً واسع النطاق بأن عصر هيمنة القطب الواحد في تضاؤل. ويرى المزيد والمزيد من الناس في جميع أنحاء العالم أن النظام العالمي يتطور إلى نظام متعدد الأقطاب، وهو ما يعدّ إيذانا بالابتعاد عن هيمنة قوة عظمى واحدة.
بيد أن التقرير أخطأ حين أشار إلى أن دعم الصين الصريح للتعددية القطبية لا يهدف إلا إلى تحدي الهيمنة الأميركية العالمية. فوجود عالم متعدّد الأقطاب حقاً لا يعني استبدال قوة مهيمنة بقوة مهيمنة أخرى، بل يعني عالماً تستطيع فيه الدول، بصرف النظر عن حجمها أو ثرواتها، أن تُدلي بدلوها في صياغة الشؤون العالمية.
وقد دأبت الصين، وهي من أنصار التعدّدية القطبية منذ أمد بعيد، على الدعوة إلى عالم متعدّد الأقطاب متساوٍ ومنظّم وإلى عولمة اقتصادية شاملة ومفيدة للجميع. ويتردّد صدى هذه الرؤية بقوة مع صعود الجنوب العالمي كقوة رئيسية في تشكيل الشؤون العالمية.
إن زخم التعددية القطبية، باعتباره اتجاهاً أساسياً في عالم اليوم، تحرّكه الجهود الجماعية، وليس قلة من البلدان فحسب. فقد أرست حركة عدم الانحياز ومجموعة الـ77 الأساس لمقاومة الهيمنة، فيما عملت منظمات إقليمية مثل رابطة دول جنوب شرق آسيا، والاتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية، ومجموعة دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي على تعزيز صوت الجنوب العالمي.
وتتجلى التعددية القطبية بوضوح على المنصات العالمية، مع انضمام الاتحاد الأفريقي إلى مجموعة العشرين في عام 2023 وتوسّع مجموعة بريكس لتشمل خمسة أعضاء جدد في عام 2024.
فلفترة طويلة للغاية، كان تشكيل النظام الدولي القائم يتم بشكل غير متناسب من قبل حفنة من القوى الغربية، وكثيراً ما تُهمّش أصوات الدول النامية واحتياجاتها. فمن القواعد التجارية إلى النظم المالية، ومن الأمن العالمي إلى إدارة المناخ، شعرت العديد من البلدان – وخاصة في الجنوب العالمي – بأنها مستبعدة أو تتعرض لضغوط من أجل الامتثال لإطار لا يخدم أهدافها التنموية.
وليس من المستغرب إذن أن يتردّد صدى دعوة الصين إلى التعددية القطبية على نطاق واسع في هذه المناطق. وهي رؤية لعالم فيه لا تُملي دولة واحدة القواعد، وفيه تُحترم السيادة، وفيه يتم تقرير الشؤون الدولية من خلال التشاور وليس الإكراه.
إن الصين لا تسعى إلى فرض نظام جديد بل إلى المساهمة في نظام أكثر توازناً. وإن مبادئ التعددية القطبية، أي عدم التدخل والمنفعة المتبادلة واحترام السيادة، مدرجة منذ فترة طويلة في السياسة الخارجية للصين.
وتُعدّ مبادرات مثل مبادرة الحزام والطريق ومبادرة التنمية العالمية والمشاركة النشطة في مجموعة بريكس ومنظمة شانغهاي للتعاون جهوداً عملية لتعزيز التعاون وتوفير المزيد من فرص التنمية للجميع.
هذه ليست استراتيجيات للمنافسة الجيوسياسية، ولكنها تسعى إلى خلق نظام عالمي أكثر عدلاً، لا تكون فيه التنمية حكراً على قلة بل حق مشترك للجميع.
إن مؤتمر ميونيخ للأمن هو منصة لإجراء حوار هادف، ومن خلال هذه المناقشات يمكن للعالم أن يتحرّك نحو مزيد من التفاهم المتبادل. لقد حان الوقت لتجاوز عقلية الحرب الباردة التي عفا عليها الزمن، واحتضان عالم يسوده التعاون وليس المواجهة، وتجد فيه كل دولة – كبيرة كانت أم صغيرة – مقعداً لها على الطاولة، بدلاً من أن تكون طبقاً على قائمة الطعام.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رئيس البرازيل ينتقد رسوم ترامب الجمركية خلال اجتماعه مع بوتين
رئيس البرازيل ينتقد رسوم ترامب الجمركية خلال اجتماعه مع بوتين

صوت بيروت

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • صوت بيروت

رئيس البرازيل ينتقد رسوم ترامب الجمركية خلال اجتماعه مع بوتين

انتقد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا اليوم الجمعة سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التجارية والرسوم الجمركية الشاملة، قائلا إنها تضر بالتعددية. جاء ذلك خلال لقائه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، حيث يشارك لولا في إحياء الذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفييتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، والتي احتفلت بها روسيا اليوم الجمعة بعرض عسكري كبير حضره أيضا الرئيس الصيني شي جين بينغ. وقال لولا خلال الاجتماع مع بوتين 'القرارات الأخيرة التي اتخذها الرئيس الأمريكي بفرض رسوم جمركية أحادية الجانب على جميع دول العالم تقوض الفكرة العظيمة المتمثلة في التجارة الحرة وتعزيز التعددية'. وقال الزعيم اليساري إنه يعتزم تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البرازيل وروسيا، مشيرا إلى 'المصالح السياسية والتجارية والثقافية والعلمية والتكنولوجية' حيث يرى مجالا لزيادة التجارة. أضاف لولا 'لدينا الفرصة في هذه اللحظة التاريخية لجعل علاقاتنا التجارية تنمو بوتيرة كبيرة'، مشيرا أيضا إلى أنه مهتم بالتعاون مع روسيا في بناء محطات نووية صغيرة الحجم. البرازيل وروسيا من الأعضاء المؤسسين لمجموعة بريكس للاقتصادات الناشئة الرئيسية، والتي تضم أيضا الهند والصين وجنوب أفريقيا بالإضافة إلى الدول المنضمة حديثا مصر والسعودية والإمارات وإثيوبيا وإندونيسيا وإيران.

شي جين بينغ: الصين وروسيا ستتصديان لمحاولات فرض الهيمنة
شي جين بينغ: الصين وروسيا ستتصديان لمحاولات فرض الهيمنة

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

شي جين بينغ: الصين وروسيا ستتصديان لمحاولات فرض الهيمنة

أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ أن 'الصين وروسيا ستدافعان معا عن نتائج النصر في الحرب العالمية الثانية والقانون الدولي وستتصديان لمحاولات فرض الهيمنة'. وقال شي جين بينغ 'بصفتهما الدولتين الكبريين والعضوين الدائمين في مجلس الأمن الدولي، ستعمل الصين وروسيا معا من أجل الدفاع عن نتائج النصر في الحرب العالمية الثانية وحماية المنظومة الدولية المبنية على أساس الأمم المتحدة والقانون الدولي وستتصديان لمحاولات فرض الهيمنة بحزم'. وأكد الرئيس الصيني أن 'بكين وموسكو ستعملان على تفعيل بناء منظومة عادلة وعقلانية أكثر للإدارة العالمية'، وأشار إلى أن 'العلاقات المتينة بين الصين وروسيا لم تجلب فائدة كبيرة لشعبي البلدين فحسب، بل وساهمت في الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي العالمي والمساعدة في بناء عالم متعدد الأقطاب'. وشدد الرئيس الصيني على أن 'العلاقات بين بكين وموسكو مبنية على مبادئ حسن الجوار والصداقة والتعامل الاستراتيجي الشامل والتعاون المتبادل المنفعة. وأفادت وكالة 'شينخوا' الصينية بأن شي جي بينغ يعول على إجراء مناقشة جوهرية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ستتناول العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية الرئيسية ذات الاهتمام المشترك. يذكر أن شي جين بينغ وصل بزيارة إلى موسكو الأربعاء، وسيحضر المراسم المتعلقة بإحياء الذكرى الـ 80 للنصر على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، ومن المقرر أن تستمر زيارته حتى 10 مايو/ايار الجاري.

شي جين بينغ: الصين وروسيا ستتصديان لمحاولات فرض الهيمنة
شي جين بينغ: الصين وروسيا ستتصديان لمحاولات فرض الهيمنة

المنار

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • المنار

شي جين بينغ: الصين وروسيا ستتصديان لمحاولات فرض الهيمنة

أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ أن 'الصين وروسيا ستدافعان معا عن نتائج النصر في الحرب العالمية الثانية والقانون الدولي وستتصديان لمحاولات فرض الهيمنة'. وقال شي جين بينغ 'بصفتهما الدولتين الكبريين والعضوين الدائمين في مجلس الأمن الدولي، ستعمل الصين وروسيا معا من أجل الدفاع عن نتائج النصر في الحرب العالمية الثانية وحماية المنظومة الدولية المبنية على أساس الأمم المتحدة والقانون الدولي وستتصديان لمحاولات فرض الهيمنة بحزم'. وأكد الرئيس الصيني أن 'بكين وموسكو ستعملان على تفعيل بناء منظومة عادلة وعقلانية أكثر للإدارة العالمية'، وأشار إلى أن 'العلاقات المتينة بين الصين وروسيا لم تجلب فائدة كبيرة لشعبي البلدين فحسب، بل وساهمت في الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي العالمي والمساعدة في بناء عالم متعدد الأقطاب'. وشدد الرئيس الصيني على أن 'العلاقات بين بكين وموسكو مبنية على مبادئ حسن الجوار والصداقة والتعامل الاستراتيجي الشامل والتعاون المتبادل المنفعة. وأفادت وكالة 'شينخوا' الصينية بأن شي جي بينغ يعول على إجراء مناقشة جوهرية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ستتناول العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية الرئيسية ذات الاهتمام المشترك. يذكر أن شي جين بينغ وصل بزيارة إلى موسكو الأربعاء، وسيحضر المراسم المتعلقة بإحياء الذكرى الـ 80 للنصر على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، ومن المقرر أن تستمر زيارته حتى 10 مايو/ايار الجاري. المصدر: روسيا اليوم

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store