
ميدفيديف يسخر.. ويعرض الوساطة بين ترامب وماسك
سخر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري ميدفيديف، من الحرب الكلامية المشتعلة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، عارضاً التوسط لإحلال السلام بين الحليفين السابقين.
We are ready to facilitate the conclusion of a peace deal between D and E for a reasonable fee and to accept Starlink shares as payment. Don't fight, guys😱!
— Dmitry Medvedev (@MedvedevRussiaE) June 6, 2025
ونشر ميدفيديف، الرئيس ورئيس الوزراء الروسي السابق، على منصة "إكس": "نحن مستعدون لتسهيل إبرام اتفاقية سلام بين D وE مقابل رسوم معقولة، وقبول أسهم ستارلينك كدفعة".
كما أضاف ميدفيديف، متضمناً رمزاً تعبيرياً لوجه يصرخ: "لا تتشاجروا يا رفاق!".
ويشتهر ميدفيديف بفكاهته الساخرة، واللاذعة أحياناً، على وسائل التواصل الاجتماعي.
سجال علني
أتى تعليق المسؤول الروسي بعدما بلغ السجال ذروته أمس بين ترامب وماسك إثر تبادل الانتقادات اللاذعة بين الحليفين السابقين.
جاءت تلك الحرب الكلامية الشعواء بعدما ندد ماسك، الثلاثاء، بمشروع قانون الميزانية الضخم الذي يسعى ترامب لإقراره في الكونغرس، ويصفه بأنه "كبير وجميل ورائع"، وبعد أقل من أسبوع على حفل وداعي أقامه ترامب لماسك في المكتب البيضوي مع انتهاء مدة توليه إدارة هيئة الكفاءة المكلفة خفض النفقات الفيدرالية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الناس نيوز
منذ ساعة واحدة
- الناس نيوز
ترامب 'لا يعتزم' التحدّث إلى ماسك بعد السجال وقد يتخلى عن سيارة تيسلا يملكها
واشنطن وكالات – الناس نيوز :: أعلن البيت الأبيض الجمعة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يعتزم التحدّث إلى الملياردير إيلون ماسك وأنه قد يتخلى عن سيارة تيسلا حمراء، إثر السجال الحاد بين الرجلين. وشدّد معسكر ترامب على أن سيّد البيت الأبيض يريد طي الصفحة مع رجل الأعمال المولود في جنوب إفريقيا، وقد أفاد مسؤولون وكالة فرانس برس بأن ماسك طلب الاتصال لكن الرئيس غير مهتم بذلك. بدلا من ذلك سعى الرئيس الجمهوري إلى تركيز الجهود على إقرار مشروع الميزانية في الكونغرس والذي كانت انتقادات ماسك له أشعلت فتيل السجال الخميس. تداعيات الخلاف بين أغنى شخص في العالم ورئيس أقوى دولة في العالم، قد تكون كبيرة إذ يمكن أن تقلّص الرصيد السياسي لترامب في حين قد يخسر ماسك عقودا حكومية ضخمة. وقال ترامب في تصريحات هاتفية لصحافيين في محطات تلفزة أميركية إن الخلاف أصبح وراءه، ووصف ماسك بأنه 'الرجل الذي فقد عقله' في اتصال أجرته معه محطة إيه بي سي، فيما قال في تصريح لقناة سي بي اس إن تركيزه منصب 'بالكامل' على الشؤون الرئاسية. في الأثناء، نفى البيت الأبيض صحة تقارير أفادت بأن الرجلين سيتحادثان. وردا على سؤال عما إذا يعتزم الرجلان التحادث، قال مسؤول رفيع في البيت الأبيض في تصريح لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته 'إن الرئيس لا يعتزم التحدث إلى ماسك اليوم'. وقال مسؤول آخر 'صحيح' أن ماسك طلب الاتصال. – التخلي عن سيارة تسلا؟ – تراجعت أسهم شركة تيسلا بأكثر من 14 بالمئة الخميس على خلفية السجال، وخسرت أكثر من 100 مليار من قيمتها السوقية، لكنها تعافت جزئيا الجمعة. وفي مؤشر يدل على مدى تدهور العلاقة بينهما، يدرس الرئيس الأميركي بيع أو منح سيارة تيسلا كان اشتراها لإظهار دعمه لماسك إبان احتجاجات طالت الشركة. الجمعة كانت السيارة الكهربائية لا تزال مركونة في فناء البيت الأبيض. وردا على سؤال لفرانس برس حول ما إذا قد يبيع ترامب السيارة أو يهبها قال المسؤول الرفيع في البيت الأبيض 'إنه يفكر في ذلك، نعم'. وكانت التقطت صور لترامب وماسك داخل السيارة في حدث شديد الغرابة أقيم في آذار/مارس حوّل خلالها ترامب البيت الأبيض إلى صالة عرض لسيارات تيسلا بعدما أدت احتجاجات على الدور الحكومي الذي اضطلع به ماسك على رأس هيئة الكفاءة الحكومية إلى تراجع أسهم الشركة. – مدة الصلاحية – تأتي التطورات على الرغم من جهود يبدو أن ماسك بذلها لاحتواء التصعيد. الخميس، لوّح ماسك بسحب المركبة الفضائية دراغون من الخدمة، علما بأنها تعد ذات أهمية حيوية لنقل الرواد التابعين لناسا إلى محطة الفضاء الدولية، بعد تلويح ترامب بإمكان إلغاء عقود حكومية ممنوحة لرجل الأعمال. لاحقا، سعى ماسك لاحتواء التصعيد وجاء في منشور له على منصة إكس 'حسنا لن نسحب دراغون'. والجمعة لم يصدر ماسك أي موقف على صلة بالسجال. لكن لم يتّضح بعد كيف يمكن إصلاح العلاقة بين الرجلين والتي كانت تشهد تأزما أثار توترات في البيت الأبيض. مستشار ترامب التجاري بيتر نافارو الذي كان ماسك وصفه بأنه 'أكثر غباء من كيس من الطوب' خلال جدل حول التعرفات الجمركية، لم يشأ التبجّح لكنه أشار إلى انتهاء 'مدة صلاحية' ماسك. وقال في تصريح لصحافيين 'كلا لست سعيدا'، مضيفا 'يأتي أشخاص إلى البيت الأبيض ويذهبون'. بدوره اتّخذ نائب الرئيس جاي دي فانس موقفا داعما لترامب، منددا بما وصفها بأنها 'أكاذيب' حول طبع 'انفعالي وسريع الغضب' لترامب، لكن من دون توجيه انتقادات لماسك. وانهار التحالف السياسي الخميس مع سجال ناري هدد خلاله الرئيس الأميركي بتجريد الملياردير من عقود ضخمة مبرمة مع الحكومة بعدما وجّه ماسك انتقادات لمشروع قانون الميزانية الضخم الذي يسعى ترامب إلى إقراره في الكونغرس. وقال ترامب في تصريحات نقلها التلفزيون من المكتب البيضوي 'خاب أملي كثيرا' بعدما انتقد مساعده السابق وأحد كبار مانحيه مشروع قانون الانفاق المطروح أمام الكونغرس. ويصف الرئيس الأميركي المشروع بأنه 'كبير وجميل'، في حين يعتبره ماسك 'رجسا يثير الاشمئزاز'. وظل التوتر بين الرجلين حول مشروع الضرائب والإنفاق مكبوتا إلى أن انتقد ماسك الخطة الأساسية في سياسة ترامب الداخلية لأنها ستزيد العجز برأيه. وأطلق ماسك استطلاعات للرأي لمعرفة إن كان عليه تشكيل حزب سياسي جديد ما يشكل تهديدا كبيرا من جانب رجل قال إنه مستعد لاستخدام ثروته لإطاحة مشرعين جمهوريين يعارضون رأيه.


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
شراكة ملتبسة: لماذا كانت القطيعة بين ترمب وماسك متوقعة؟
في الظاهر، بدت العلاقة بين ترمب وماسك وكأنها تحالف مثالي متبادل. وقد ورد أن ماسك قدّم نحو 250 مليون دولار لدعم ترمب والجمهوريين في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بينما أذهلت طاقة الملياردير التقنية "المُعطّلة للنظام" ترمب، فعينه على رأس ما يسمى بـ"وزارة الكفاءة الحكومية". لكن بعد خمسة أشهر فقط، انهارت العلاقة بينهما بشكل مذهل. في وقت سابق هذا الأسبوع، هاجم ماسك، الذي تضررت شركته "تيسلا" جراء اقترانه بالرئيس، مشروع قانون الضرائب والإنفاق الذي يُعد من أبرز إنجازات ترمب، واصفاً إياه بأنه "مقزز ومشين". لكن هذه كانت مجرد مقبّلات. بحلول الليلة الماضية، دعا ماسك إلى عزل ترمب، وادعى أن اسم الرئيس ورد في ملفات جيفري إبستين [كان متهماً بارتكاب جرائم جنسية خطيرة، بخاصة استغلال القاصرات والاتجار بالبشر لأغراض جنسية]، وقال إن ترمب ما كان ليفوز بالانتخابات لولا دعمه. في المقابل، اتهمه ترمب "بالجنون"، وهدد بإلغاء عقود شركاته الحكومية المقدرة بمليارات الدولارات. وجاء التصعيد بعد أيام قليلة فقط من احتفال وداعي أقيم في المكتب البيضاوي، حيث ظهر ماسك وعلى وجهه كدمة واضحة، بينما سلّمه ترمب صندوقاً بني اللون يحتوي على مفتاح ذهبي ضخم يحمل شعار البيت الأبيض، قائلاً إنه لا يمنحه إلا "لأشخاص مميزين جداً". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) لكن في أقل من أسبوع تحولت تلك الصداقة المميزة إلى عداوة وغضب متبادل، وربما كانت علاقتهما منذ البداية محكومة بهذا المصير. وكانت صحيفة "اندبندنت" أشارت هذا الأسبوع إلى أن المخاوف التي أثارها ماسك بشأن حملة الإدارة على الهجرة (حيث كان يسعى إلى استقطاب أفضل العقول العلمية من مختلف أنحاء العالم) كانت تُتجاهل باستمرار. وكان الاحتقان بينه وبين الجمهوريين يتراكم منذ أشهر. وفي تصريح لموقع "أكسيوس"، قال أحد الجمهوريين طالباً عدم الكشف عن هويته خوفاً من انتقام ماسك "كان وجوده [ماسك] مثيراً للسخرية. لم يكن لديه أدنى فكرة عما يفعله. في الحقيقة، لم نرغب به منذ البداية، وكنا ننتظر الفرصة المناسبة للتخلص منه". كما أفاد موقع "أكسيوس" بأن رئيس مجلس النواب مايك جونسون أخبر الجمهوريين في اجتماع مغلق يوم الأربعاء الماضي بأن ترمب "غاضب جداً" من ماسك. وفي مؤتمر صحافي، قال جونسون إنه يتحدث مع ترمب "عدة مرات يومياً" وإن الرئيس "غير راض عن انقلاب إيلون عليه". وأكد جمهوري آخر هذا الكلام مصرحاً لـ"أكسيوس"، "كنت أعلم إنها مسألة وقت فقط قبل أن يضيق الرجلان المتنافسان ذرعاً ويتصارعا". من جهته، قال كبير مستشاري ترمب السابق، ستيف بانون - الذي تربطه عداوة طويلة مع ماسك - إن أول شرخ في العلاقة وقع في مارس (آذار)، عندما رفض ترمب مشاركة خطط البنتاغون للهجوم الافتراضي على الصين مع الملياردير. وقال بانون لمجلة "ذا أتلانتيك" "منذ تلك اللحظة، تغير كل شيء... وكأن النار انطفأت". ويرى آخرون أن المسمار الأخير في النعش جاء عندما قرر ترمب، خلال عطلة نهاية الأسبوع، سحب ترشيح جاريد آيزاكمان - حليف ماسك والمستثمر في مشاريعه - لرئاسة وكالة "ناسا". وقال آيزاكمان، خلال مشاركته في بودكاست "آول-إن" (الرهان بكل شيء) All-In، إنه شعر بخيبة أمل عندما علم بإلغاء ترشيحه، مشيراً إلى أن توقيت القرار تزامن مع مغادرة ماسك للبيت الأبيض، وهو ما لم يكن مصادفة في رأيه. لكن هذا الادعاء قوبل بالتشكيك، إذ أشار بعض الجمهوريين إلى أن سجل آيزاكمان كمتبرع للحزب الديمقراطي قد يكون هو السبب في سحب ترشيحه. ليس مفاجئاً لمن تابعوا العلاقة بين الرجلين أن يشعر ماسك اليوم بالغضب وخيبة الأمل، إذ رأى كثيرون منذ البداية أن تصادُمَ الأنا المتضخمة لكل من الرجلين كان أمراً محتوماً. لكن التوتر بينهما يتجاوز قضايا كالهجرة والضرائب؛ فثمة من يرى أن جذور السمية في علاقتهما تعود إلى أثر الأبوة في تشكيل شخصيتيهما. بالنسبة لدونالد ترمب، فقد تشكّل تصوّره للقيادة تحت تأثير والده الصارم والمتطلب، فريد ترمب الأب، الذي غرس فيه منذ الصغر قناعة بأن العالم ينقسم إلى "رابحين- أو 'قتلة' كما كان يسميهم- وخاسرين". ويقول توني شوارتز، الذي شارك ترمب في تأليف كتاب "فن الصفقة" The Art of the Deal، إن فريد كان "رجلاً قاسياً للغاية ويفتقر إلى الحد الأدنى من الذكاء العاطفي". ويضيف "أعتقد بشدة أن علاقته بوالده تفسر كثيراً الشخصية التي أصبح عليها". أما ماري ترمب، ابنة شقيق الرئيس وأخصائية علم النفس، فتقول في كتابها "كثير للغاية ولا يكفي أبداً: كيف صنعت عائلتي أخطر رجل في العالم" Too Much and Never Enough: How My Family Created the World's Most Dangerous Man إن والدها "دمّر" دونالد بمنعه من تطوير القدرة على اختبار طيف المشاعر الإنسانية كاملاً. أما إيلون ماسك، فقد نشأ هو الآخر في بيئة قاسية، وكانت علاقته بوالده، إيرول ماسك، مليئة بالتوتر. ففي حديثه ضمن فعالية "تيد" TED عام 2022، قال بصراحة: "لم تكن طفولتي سعيدة، بل كانت قاسية إلى حدٍّ كبير". ويُقال إن والده كان يقف إلى جانب المتنمّرين الذين اعتدوا على إيلون في المدرسة، واصفاً إياه بـ"عديم القيمة"، وهو ما نفاه إيرول. وعندما قرر إيلون الانتقال إلى أميركا، قيل إن والده قال له: "ستعود خلال بضعة أشهر، لن تنجح أبداً". إن النشأة في بيئات تطغى فيها قيم السيطرة والعدوان ورفض الضعف، تترك آثاراً عميقة، لا سيما في علاقات الآباء بأبنائهم. ويقول الدكتور فرانك أوشبرغ، الطبيب النفسي الرائد وخبير الصدمات النفسية الذي أسهم في تعريف اضطراب ما بعد الصدمة "إذا تعرّض الإنسان لسوء معاملة من أحد والديه في سن مبكرة، فذلك يكون له أثر بالغ لاحقاً"، وهناك طرقٌ مختلفة لتقييم الأشخاص الذين كان لهم في نهاية المطاف تأثير قوي على العالم، سواءً للأفضل أو للأسوأ، من حيث تأثيرهم الأبوي". وأضاف أوشبرغ "لا يتطلب الأمر أن تكون عالم صواريخ- على رغم أن إيلون كذلك- لكي تدرك أن وجود والد متنمّر يمكن أن يصنع من الابن شخصاً متنمراً أيضاً وبشكل فعال". ويتابع قائلاً "وإذا كان لديك مزيج من ماسك وترمب، يمكنك أيضاً تمكين متنمرين آخرين، رجالاً ونساءً- وقد فعلوا ذلك بالفعل". وبرأي أوشبرغ لعب ترمب وماسك دوراً محورياً في تطبيع سلوك التنمر داخل ما يُفترض أن تكون أماكن لها قدسيتها، مثل مواقع العمل، وفي حالة ترمب، موقع الحكم نفسه. لكنه يضيف "مشاهدة خلافهما العلني تنال من قوتهما الأخلاقية والسياسية معاً". لقد بدا واضحاً منذ البداية أن شراكة طويلة الأمد ومتكافئة بين الرجلين كانت أمراً مستحيلاً، خصوصاً حين يتطلب أحدهما- ترمب- ولاءً مطلقاً، في حين يرفض الآخر– ماسك- أن يُقيّد، وهو المعروف بما يسميه كاتب سيرته والتر آيزاكسون بـ"طور الشيطان"، وهي حالة من التركيز والغضب الشديدين أثناء العمل. وتشير أستاذة القانون في جامعة كورنيل، سارة كريبس، إلى أنه "لا يمكن لشخصين بهذا الحجم من تضخم الأنا أن يتشاركان مركز القوة السياسية". وكان نجل الرئيس، إيريك ترمب، نفى في نوفمبر الماضي التقارير التي تحدثت عن خلافات بين والده وماسك، لافتاً إلى أن أباه "يحب ويعزّ" صاحب شركة "سبايس إكس"، ويعتبره "عبقرياً خارقاً". لكن في النهاية، ربما لم يكن هناك مفر من هذا المصير: رجلان كبرا في ظل آباء متسلطين وصعبي المراس، يسعيان لإثبات الذات، مفتونان بسلطتهما الشخصية، ويندفعان نحو الاصطدام والفوضى التي خلقاها بأيديهما. قد يبدو الشقاق بين ترمب وماسك كأنه مجرد خلاف بين مشاهير، لكنه أعمق وأكثر تأثيراً من ذلك بكثير. في الوقت الحالي، لا يزال ترمب وماسك عالقين في صراع الأنا ونحن جميعاً مجرد ركاب في هذه الرحلة الصاخبة.


الشرق السعودية
منذ 2 ساعات
- الشرق السعودية
مقربون من ماسك عن مواجهة ترمب: معركة بين اليمين التكنولوجي وحركة MAGA
انهار التحالف الوثيق بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والملياردير إيلون ماسك، الخميس، حيث تصاعد الصراع والسجال العلني إلى تصعيد عام متبادل قائم على السخرية العلنية. ولعدة أشهر، عندما ظهر ماسك باعتباره الرفيق الدائم للرئيس ونصب نفسه "الصديق الأول"، كان السؤال يدور بشأن المدة التي يمكن أن يستمر فيها التناغم بين رجلين اعتادا العزف الفردي في مركز الصدارة، لكن السجال العلني بين الطرفين قدّم إجابة نهائية. وسلط الانفصال بين الحليفين، الضوء أيضاً على المخاطر السياسية والمالية التي يمكن أن يواجهها كل رجل من شجار طويل، إذ اتهم ماسك، الذي أنفق ما لا يقل عن 288 مليون دولار في عام 2024 للمساعدة في انتخاب ترمب وجمهوريين آخرين، الرئيس بأنه "مَثل هذا الجحود وفكر علناً في إنشاء طرف ثالث". وتعتمد إمبراطورية ماسك التجارية على الاعتمادات التنظيمية للسيارات، بالإضافة إلى عقود الفضاء والدفاع، إذ تلقت شركاته ما لا يقل عن 38 مليار دولار من الأموال الحكومية، وفقاً لتحليل قدمته صحيفة "واشنطن بوست". معركة اليمين التكنولوجي وMAGA وقال أحد حلفاء ماسك، متحدثاً للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة موضوع حساس: "حدث الانهيار بشكل أسرع مما كنت أعتقد. ما أراده ماسك حقاً هو أن يكون رئيساً، على ما أعتقد". وأشار العديد من أصدقاء ماسك، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لتجنب الانجرار إلى معركة عامة، إلى أن الحرب الكلامية التي دارت بين الرجلين لا تمثل خلافاً شخصياً فحسب، بل أيضاً الظهور العلني لمعركة بين اليمين التكنولوجي وحركة MAGA الشعبوية، التي تشترك في بعض الأهداف ولكنهما تختلفان بشدة حول العديد من القضايا. ومصطلح Tech Right يشير إلى التيار السياسي المحافظ داخل قطاع التكنولوجيا، والذي يميل إلى دعم السياسات الاقتصادية الليبرالية، حرية التعبير، وتقليل التدخل الحكومي في الشركات التقنية. وهذا التيار يتقاطع مع بعض أفكار حركة MAGA (اجعل أميركا عظيمة مجدداً)، لكنه يختلف عنها في بعض القضايا، مثل التنظيم الحكومي والضرائب. وفي سياق الخلاف بين ترمب وماسك، يبدو أن هذا المصطلح يعكس الانقسام بين المحافظين التقليديين الذين يدعمون ترمب، والتقنيين المحافظين الذين يرون أن سياساته الاقتصادية قد تضر بالابتكار والتكنولوجيا. وقال أحد الأشخاص للصحيفة: "لقد كان رفضاً من قبل MAGA والكونجرس للإصلاح التكنوقراطي، وبدلاً من ذلك الحفاظ على الوضع الراهن بشكل أساسي على كل ما يترتب على ذلك". واعترف الشخص الذي تحدث لـ"واشنطن بوست" بأن ماسك جاء إلى العاصمة بآمال كبيرة في أن يتمكن من تنظيم تغيير منهجي، لكنه بدلاً من ذلك كان عالقاً في معركة التعريفات الجمركية المرتفعة ومشروع قانون من شأنه أن يترك البلاد مع ديون متصاعدة. واستجمع مستثمرو "تسلا" قواهم وهم يشاهدون علاقة ماسك بالرئيس تشتعل، إذ نشر المستثمر روس جيربر، الذي كان من مؤيدي ماسك سابقاً، على حسابه في منصة "إكس": "هل يمكن لأحد أن يأخذ الهاتف منه؟ يا إلهي! تسلا تتعرض للتدمير". وقال جيربر في رسالة نصية: "هذا أمر سيء لتسلا وإيلون. إيلون مخطئ في اعتقاده أن لديه نفوذاَ يُضاهي نفوذ ترمب". وحذّر جيربر من أن ترمب قد يستغل هجمات ماسك لفتح تحقيقات في شركاته ورحلته في الهجرة، إذ وُلد ماسك في جنوب إفريقيا، وجاء إلى الولايات المتحدة كطالب دراسات عليا عام 1995، وأسس شركته الأولى قبل حصوله على تصريح قانوني للعمل في الولايات المتحدة، قائلاً: "إنه يُدمر كل ما بناه، وكل من دعمه طوال مسيرته". خلاف علني وأدت انتقادات ماسك اللاذعة والمتزايدة لمشروع قانون ترمب One Big Beautiful الأولوية التشريعية الرئيسية للرئيس، إلى تعقيد مسار الإجراء في الكونجرس المنقسم بشدة. وبدأ الخلاف العلني في المكتب البيضاوي، حيث تحدث ترمب إلى الصحافيين في بداية اجتماع مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس. وقال ترمب: "كانت علاقتي بإيلون رائعة. لا أعرف إن كنا سنستمر كذلك بعد الآن"، لكن الخلاف تصاعد سريعاً، حيث نشر الرجلان منشورات غاضبة على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بهما. حتى مع خلاف ماسك مع كبار المسؤولين الآخرين في إدارة ترمب، بدت علاقته بالرئيس متينة رغم أن جهوده لخفض التكاليف لم تحقق أهدافها، والاستنكار الشعبي الواسع لدور الملياردير في البيت الأبيض. والأسبوع الماضي فقط، قدّم الرئيس لماسك مفتاحاً في المكتب البيضاوي، ووصفه بأنه "أحد أعظم قادة الأعمال والمبتكرين الذين أنجبهم العالم على الإطلاق". ومع ذلك، بدأ ماسك بانتقاد مشروع قانون خفض الإنفاق وهو حجر الزاوية في أجندة ترمب التشريعية، وحث المشرعين على "إسقاط مشروع القانون" وحذّر من أن الخطة ستزيد من العجز. وتوقع مكتب الميزانية في الكونجرس أن تبلغ الكلفة الإجمالية لهذا الإجراء 3 تريليونات دولار على مدى العقد المقبل، وهو تقديرٌ طعنت فيه الإدارة. وأصرّ مسؤولو البيت الأبيض في البداية على أن العلاقة بين الرجلين لا تزال ودية، لكنّ هجوم ترمب، الخميس، أوضح عكس ذلك.