logo
سبعة أطفال تحت الرَّماد.. وقصَّة طبيبة غزية تمسك ببقايا الحياة

سبعة أطفال تحت الرَّماد.. وقصَّة طبيبة غزية تمسك ببقايا الحياة

خان يونس/ تامر قشطة
بين غرفة العناية الفائقة في مستشفى "مبنى الياسين" الطبي، حيث يرقد زوجها الطبيب حمدي النجار (40 عامًا)، وبين زياراتها اليومية لقسم الأطفال التابع لمنظمة "أطباء بلا حدود" (MSF) حيث يُعالج ابنها آدم (11 عامًا)، تعيش الطبيبة آلاء النجار (35 عامًا) أيامًا أشبه بالكابوس، منذ أن فقدت سبعة من أطفالها في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلهم في خان يونس، وفقًا لشهادات العائلة وزملائها في العمل.
صباح الجمعة الماضية، غادرت آلاء — أخصائية طب الأطفال — منزلها متجهة إلى عملها في مستشفى التحرير ضمن مجمع ناصر الطبي، برفقة زوجها، قبل أن يعود الأخير إلى المنزل لرعاية أطفالهما العشرة، وتقديم العلاج المجاني في المستوصف العائلي بمنطقة "قيزان النجار".
لكن بعد الساعة الثانية ظهرًا، تبدّل كل شيء. صاروخان إسرائيليان دمّرا المنزل بالكامل. استُشهد سبعة من أطفالهم على الفور: رُكان، رِسلان، جُبران، إيف، ريفان، سيدين، ولُقمان (تتراوح أعمارهم بين عامين و12 عامًا). في حين لا يزال مصير الطفل يحيى (12 عامًا) والرضيعة سندس (6 أشهر) مجهولًا، بينما نُقل الزوج إلى العناية المركزة مصابًا بجروح خطيرة، وأُصيب آدم بحروق بالغة.
يقول علي النجار، شقيق الزوج، لـ "فلسطين أون لاين": "كان المشهد مروعًا.. وجدت أخي ينزف وسط ركام المنزل، وجثث الأطفال متفحمة. حتى آلاء، الطبيبة التي تعالج الحالات الحرجة، لم تتمكن من التعرف عليهم من شدة الحروق".
ويضيف النجار (51 عاما): "لا يوجد مبرر لاستهداف منزل طبيبين كرّسا حياتهما لعلاج الفقراء. هذه جريمة حرب موثّقة."
ترفض الطبيبة آلاء، التي ترتدي النقاب، التحدث لوسائل الإعلام، بحسب زميلتها الدكتورة فداء النادي، التي تقول: "لم يتبقَ لها سوى آدم. تقضي وقتها بين الصلاة والدعاء لزوجها وابنها، وتنتظر خبرًا عن طفليها المفقودين.
الزوجان حمدي وآلاء، أبناء عم، يمثلان شريحة الطبقة المتعلمة في غزة. آلاء وُلدت في السعودية ودرست الطب في السودان، أما حمدي فتخرج من كلية الطب في مصر. تزوجا عام 2014، وافتتحا مستوصفًا لخدمة الفقراء مجانًا.
يقول الطبيب طارق أبو عنزة، الذي زامل آلاء لعامين: "استهداف منزل عائلة مدنية دون إنذار، وقتل سبعة أطفال دفعة واحدة، هو جريمة حرب واضحة وانتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف التي تحظر العقاب الجماعي والهجمات العشوائية."
ويضيف أبو عنزة (40 عاما): "ما حدث مع آلاء، حدث معي أيضًا. أُصبت في منزلي شرق خان يونس مطلع الحرب، ولولا عناية الله لكنت الآن في عداد الشهداء مع عائلتي. هذا جزء من نمط ممنهج يستهدف الكوادر الطبية وأسرهم في غزة."
ويتابع: "عندما عدت إلى عملي بعد الإصابة، كانت آلاء أول من خفّف عني، وتحمّلت أعباء دوامي. لم أتخيل أنني سأكون أنا من يخفف عنها لاحقًا."
من جهتها، تقول النادي، التي عملت إلى جانب آلاء لخمس سنوات، إنها كانت تعتبرها بمثابة أخت: "الجريمة فجعت الجميع، لكنها بقيت متماسكة. فقدت معظم أفراد عائلتها دفعة واحدة، ومع ذلك، لم تنهَر."
وتختتم النادي بكلمات تختصر مأساة غزة: "في هذا القطاع المحاصر، لا يُستهدف الأطباء فقط، بل تُباد عائلات بأكملها. الكلمات تعجز عن وصف الألم."
المصدر / فلسطين أون لاين

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بلدية خزاعة تعلن البلدة منطقةً منكوبة بالكامل جرَّاء الاستهدافات "الإسرائيلية" المُتواصلة
بلدية خزاعة تعلن البلدة منطقةً منكوبة بالكامل جرَّاء الاستهدافات "الإسرائيلية" المُتواصلة

فلسطين أون لاين

timeمنذ 10 ساعات

  • فلسطين أون لاين

بلدية خزاعة تعلن البلدة منطقةً منكوبة بالكامل جرَّاء الاستهدافات "الإسرائيلية" المُتواصلة

أعلنت بلدية خزاعة شرقي خانيونس، أن البلدة أصبحت منطقة منكوبة بالكامل ، نتيجةً للاستهداف المباشر والمتواصل الذي طال مختلف مكونات الحياة فيها. وقالت البلدية في تصريحات صحفية، اليوم السبت، إنّ "آلة الحرب طالت كل شيء، البيوت سُوِّيت بالأرض والمرافق الصحية والتعليمية دُمِّرت والطرق والبنية التحتية خرجت عن الخدمة والسكان أُجبروا على النزوح تحت القصف والنار". وأشارت، إلى أنّ ما تتعرض له بلدة خزاعة هو انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، وجريمة مستمرة وحجم الدمار في البلدة يفوق كل التقديرات، ويجعلها خارج نطاق الخدمة بشكلٍ كامل. وأضافت، أنّ "أهل خزاعة اليوم نازحون عن أرضهم، مشتتون في مناطق مختلفة، وسط أوضاع إنسانية كارثية تزداد تفاقمًا يومًا بعد يوم". ويواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة بالقصف الجوي والبري، وتصاعد حرب التَّجويع لليوم الـ 603 على التوالي. وفي سياق الواقع الإنساني المأساويّ، أوضح المكتب الإعلامي الحكومي أن 2.4 مليون فلسطيني في القطاع يعيشون تحت خطر الإبادة والتجويع والتطهير العرقي، بينما تسببت الحرب في دمار شامل طال 88% من البنية التحتية للقطاع، مع خسائر مباشرة تجاوزت 62 مليار دولار. كما أكد المكتب الحكومي أن الاحتلال استهدف القطاع الصحي بشكل مباشر، حيث دمّر أو أخرج عن الخدمة 38 مستشفى و82 مركزًا طبيًا، وقتل أكثر من 1,580 من الطواقم الطبية، فيما يحتاج 22 ألف مريض للسفر العاجل لتلقي العلاج. وأضافت الإحصائية أن أكثر من 280 ألف أسرة فقدت المأوى، و2 مليون مدني نزحوا قسرًا، فيما أُبيدت أكثر من 2,483 عائلة بالكامل، ومُسحت من السجل المدني. المصدر / فلسطين أون لاين

سبعة أطفال تحت الرَّماد.. وقصَّة طبيبة غزية تمسك ببقايا الحياة
سبعة أطفال تحت الرَّماد.. وقصَّة طبيبة غزية تمسك ببقايا الحياة

فلسطين أون لاين

timeمنذ 3 أيام

  • فلسطين أون لاين

سبعة أطفال تحت الرَّماد.. وقصَّة طبيبة غزية تمسك ببقايا الحياة

خان يونس/ تامر قشطة بين غرفة العناية الفائقة في مستشفى "مبنى الياسين" الطبي، حيث يرقد زوجها الطبيب حمدي النجار (40 عامًا)، وبين زياراتها اليومية لقسم الأطفال التابع لمنظمة "أطباء بلا حدود" (MSF) حيث يُعالج ابنها آدم (11 عامًا)، تعيش الطبيبة آلاء النجار (35 عامًا) أيامًا أشبه بالكابوس، منذ أن فقدت سبعة من أطفالها في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلهم في خان يونس، وفقًا لشهادات العائلة وزملائها في العمل. صباح الجمعة الماضية، غادرت آلاء — أخصائية طب الأطفال — منزلها متجهة إلى عملها في مستشفى التحرير ضمن مجمع ناصر الطبي، برفقة زوجها، قبل أن يعود الأخير إلى المنزل لرعاية أطفالهما العشرة، وتقديم العلاج المجاني في المستوصف العائلي بمنطقة "قيزان النجار". لكن بعد الساعة الثانية ظهرًا، تبدّل كل شيء. صاروخان إسرائيليان دمّرا المنزل بالكامل. استُشهد سبعة من أطفالهم على الفور: رُكان، رِسلان، جُبران، إيف، ريفان، سيدين، ولُقمان (تتراوح أعمارهم بين عامين و12 عامًا). في حين لا يزال مصير الطفل يحيى (12 عامًا) والرضيعة سندس (6 أشهر) مجهولًا، بينما نُقل الزوج إلى العناية المركزة مصابًا بجروح خطيرة، وأُصيب آدم بحروق بالغة. يقول علي النجار، شقيق الزوج، لـ "فلسطين أون لاين": "كان المشهد مروعًا.. وجدت أخي ينزف وسط ركام المنزل، وجثث الأطفال متفحمة. حتى آلاء، الطبيبة التي تعالج الحالات الحرجة، لم تتمكن من التعرف عليهم من شدة الحروق". ويضيف النجار (51 عاما): "لا يوجد مبرر لاستهداف منزل طبيبين كرّسا حياتهما لعلاج الفقراء. هذه جريمة حرب موثّقة." ترفض الطبيبة آلاء، التي ترتدي النقاب، التحدث لوسائل الإعلام، بحسب زميلتها الدكتورة فداء النادي، التي تقول: "لم يتبقَ لها سوى آدم. تقضي وقتها بين الصلاة والدعاء لزوجها وابنها، وتنتظر خبرًا عن طفليها المفقودين. الزوجان حمدي وآلاء، أبناء عم، يمثلان شريحة الطبقة المتعلمة في غزة. آلاء وُلدت في السعودية ودرست الطب في السودان، أما حمدي فتخرج من كلية الطب في مصر. تزوجا عام 2014، وافتتحا مستوصفًا لخدمة الفقراء مجانًا. يقول الطبيب طارق أبو عنزة، الذي زامل آلاء لعامين: "استهداف منزل عائلة مدنية دون إنذار، وقتل سبعة أطفال دفعة واحدة، هو جريمة حرب واضحة وانتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف التي تحظر العقاب الجماعي والهجمات العشوائية." ويضيف أبو عنزة (40 عاما): "ما حدث مع آلاء، حدث معي أيضًا. أُصبت في منزلي شرق خان يونس مطلع الحرب، ولولا عناية الله لكنت الآن في عداد الشهداء مع عائلتي. هذا جزء من نمط ممنهج يستهدف الكوادر الطبية وأسرهم في غزة." ويتابع: "عندما عدت إلى عملي بعد الإصابة، كانت آلاء أول من خفّف عني، وتحمّلت أعباء دوامي. لم أتخيل أنني سأكون أنا من يخفف عنها لاحقًا." من جهتها، تقول النادي، التي عملت إلى جانب آلاء لخمس سنوات، إنها كانت تعتبرها بمثابة أخت: "الجريمة فجعت الجميع، لكنها بقيت متماسكة. فقدت معظم أفراد عائلتها دفعة واحدة، ومع ذلك، لم تنهَر." وتختتم النادي بكلمات تختصر مأساة غزة: "في هذا القطاع المحاصر، لا يُستهدف الأطباء فقط، بل تُباد عائلات بأكملها. الكلمات تعجز عن وصف الألم." المصدر / فلسطين أون لاين

في اليوم ال 600... أرقام مفرغة حول ضحايا الإبادة وحصيلة الدَّمار بغزَّة
في اليوم ال 600... أرقام مفرغة حول ضحايا الإبادة وحصيلة الدَّمار بغزَّة

فلسطين أون لاين

timeمنذ 3 أيام

  • فلسطين أون لاين

في اليوم ال 600... أرقام مفرغة حول ضحايا الإبادة وحصيلة الدَّمار بغزَّة

غزة/ فلسطين أون لاين نشر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الأربعاء، أبرز الأرقام الخاصة بحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على القطاع في اليوم 600 للعدوان. وفي بيان إحصائي شامل، أعلن المكتب الحكومي، أن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بلغ أكثر من 63 ألف شهيد ومفقود، بينهم 54084 شهيدا وصلت جثامينهم لمستشفيات القطاع، ونحو 9 آلاف مفقود، منهم من لا يزال تحت الأنقاض وآخرين ما زالا مصيرهم مجهولا. ولفت إلى أن عدد الشهداء من الأطفال بلغ أكثر من 18 ألف شهيد، وصل منهم للمستشفيات 16854 شهيدا، و12400 شهيدة، وصلت جثامين 8968 منهن للمستشفيات. وتابع أن بين الشهداء نحو 1580 شهيداً من الطواقم الطبية الذين استهدفهم الاحتلال الإسرائيلي، وبعضهم بشكل مباشر. كما استشهد 115 شهيداً من الدفاع المدني، و220 شهيداً من الصحفيين. وأكد أن مجموع ما ارتكبه جيش الاحتلال من مجازر في القطاع يربوا عن 15 ألف مجزرة، وأن نحو 60% من الشهداء من الأطفال والنساء والمسنين. وفي سياق الواقع الإنساني المأساويّ، أوضح البيان أن 2.4 مليون فلسطيني في القطاع يعيشون تحت خطر الإبادة والتجويع والتطهير العرقي، بينما تسببت الحرب في دمار شامل طال 88% من البنية التحتية للقطاع، مع خسائر مباشرة تجاوزت 62 مليار دولار. كما أكد البيان أن الاحتلال استهدف القطاع الصحي بشكل مباشر، حيث دمّر أو أخرج عن الخدمة 38 مستشفى و82 مركزًا طبيًا، وقتل أكثر من 1,580 من الطواقم الطبية، فيما يحتاج 22 ألف مريض للسفر العاجل لتلقي العلاج. وأضافت الإحصائية أن أكثر من 280 ألف أسرة فقدت المأوى، و2 مليون مدني نزحوا قسرًا، فيما أُبيدت أكثر من 2,483 عائلة بالكامل، ومُسحت من السجل المدني. ولفت المكتب إلى أن الاحتلال منع دخول أكثر من 50 ألف شاحنة مساعدات ووقود خلال 88 يومًا من الحصار الكامل، ما تسبب في تفشي الأمراض والأوبئة، وتسجيل 71,338 إصابة بالكبد الوبائي، وموت 58 طفلًا بسبب سوء التغذية. وختم البيان بالتأكيد على أن الحرب دمّرت 828 مسجدًا كليًا و3 كنائس، وتسببت بتخريب أكثر من 700 منشأة تعليمية، وقتل أكثر من 13 ألف طالب، في ظل حرب إبادة بحق الفلسطيني ومكونات الحياة في قطاع غزة".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store