
غزة.. مقاومة ومعاناة
بل هي معاناة إنسانية حقيقية، فالعدوان الإسرائيلي على غزة لا يتوقف، فمنذ بداية الحرب شهدت المدينة سلسلة من المجازر والغارات الجوية التي استهدفت المدنيين والأطفال والنساء والأرقام مروعة، آلاف الشهداء، عشرات الآلاف من الجرحى، ومئات الآلاف من النازحين.
الغارات الجوية الإسرائيلية تركت غزة في حالة دمار شامل في المباني السكنية، المستشفيات، المدارس، والبنية التحتية كلها دمرت، المدينة أصبحت غير صالحة للعيش، والناس يعيشون في حالة من الخوف والقلق المستمر، فعندما أنظر للمشاهد في غزة وأسمع ماذا تقول الأمهات في غزة، اللواتي يفقدن أبناؤهن في أعمار الورود، أو تقطعت بينهم الأوصال أمام أعينهن، أصمت، فماذا نقول عن أحزاننا أمام هذه الأحزان وهذا الصبر، هانت الدنيا في أعينهن ولم تعد تعني لهن شيئا بعد أولادهن.
تودع الأم ولدها الشاب قبل ذهابه للمعركة وهي تعلم أنها لن تراه إلى أجل لا يعلمه إلا الله، وتعرف أيضا أنه قد يستشهد ولا تراه، ولكنها صابرة مرابطة، وكم من أم غزاوية ذهب عنها رجاؤها في هذه الدنيا وأصبح كل ما تصبو اليه هو اللحاق بابنها لتلقاه في جنة النعيم بإذن الله.
والله إن الوجع كبير والألم فظيع، لكن ما يبلسم الجراح هو ما تفعله المقاومة للدفاع عن كرامة الغزيين، والثأر لهذا الألم والفقد، وإنني والكثير الكثير لسنا مصدومين من هذا الصمت العالمي، بل إننا وصلنا لمرحلة الاشمئزاز من الصمت والنفاق.
الإسرائيليون يحاربون الحياة ويهدمون روح الأسرة في غزة، وهذا ما يتحدث عنه جنودهم، فهذا الجندي الإسرائيلي الذي بث فيديو يهاجم مرؤوسيه بسبب الحرب على غزه، وقد أعلن أنه تم القبض عليه والتحقيق معه لاحقا، واليوم وكل يوم مجزرة أخرى من مجازر الكيان الغاشم في رفح وغزة، والله إن هذا الوجع كبير، والكلام كثير وهناك مفارقات صعبة، ففي الوقت الذي تربى الأجيال على الخنوع والذل تأتي كل العزة التي في غزة لتعلم الأجيال الثأر والسخرية من هذا العالم.
إنني متفائلة وأتوسم في الأجيال القادمة الخير والرجولة، وأن يكون فيها قوة وجبروت أكثر منا، وأنا أعتذر من غزة، أعتذر من أطفال غزة، من هذا الخوف الذي يجعلنا نتوقف عن قول الكثير مما يجب قوله، وأعتذر من غزة على ضعف القلب الذي يمنعني من مشاهدة أي صور أو فيديوهات عن مجازر الكيان سحقه الله وأفناه.
المعاناة الإنسانية في غزة لا توصف والناس يموتون جوعًا ويعانون من الأمراض، ولا يجدون الرعاية الصحية اللازمة ولأطفال يموتون في المستشفيات بسبب نقص الإمكانيات الطبية، والنساء يعشن في حالة من الخوف والرعب وتعاني غزة من نقص حاد في الغذاء والماء، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وانتشار الأمراض بسبب نقص الرعاية الصحية ونقص الإمكانيات الطبية، وفي ظل كل هذه المجازر والمأساة الإنسانية يأتي النداء للتدخل العاجل من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة ويجب على المجتمع الدولي أن يتحرك بسرعة لوقف هذه المجازر ووقف إطلاق النار الفوري في غزة لإنقاذ الأرواح والممتلكات وأن يسمح بتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة للشعب الفلسطيني في غزة، بما في ذلك الغذاء والماء والرعاية الصحية ويجب عليه أن يحاسب المسؤولين عن هذه المجازر لضمان عدم تكرارها في المستقبل.
فبعد أن فشلت إسرائيل وأمريكا ودول الغرب في كسر إرادة مقاومة غزة عسكريًّا ونفسياً باستخدام أنواع الأسلحة الفتاكة والمحرّمة دوليًّا، وارتكاب أبشع الجرائم اللاإنسانية التي تبرأ منها التاريخ وأعتى طغاة العصر والزمن الماضي بحق أهل غزة بأقذر وسائل وأساليب الإجرام والإبادة الجماعية والتصفية الجسدية والتطهير العرقي والتهجير القسري ولجأ الكيان لتنفيذ مخطط صهيوني بانتهاج سياسة التجويع وسلاح الجوع بالحصار القاتل على كل شيء يتنفس في غزة، للضغط على المقاومة الفلسطينية في مفاوضات الدوحة، برعاية شريكة القتل والدمار والتهجير بحق الفلسطينيين أمريكا، ضمن محاولات صنع انتصار وهمي لإسرائيل من بوابة السياسة، بعد فشل كل الحلول العسكرية منذ 7 أكتوبر 2023م.
غزة اليوم تحتاج إلى صوت عالٍ يطالب بوقف هذه المجازر، وتحتاج إلى يد تمتد لها بالمساعدة والإنقاذ ويجب أن نتحرك جميعًا لإنقاذ غزة، ووقف العدوان الإسرائيلي الذي لا يتوقف.. إسرائيل تجوّع شعب بأكمله وسط محيط عربي متخم بالنعم، تحدثوا عن حرب التجويع في غزة، بأي وجه ستلاقون الله يا أمة الملياري مسلم؟!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 20 دقائق
- الديار
الراعي استقبل سفير تونس وزوارا وترأس اجتماع لجنة متابعة القمة الروحية
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب إستقبل البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي سفير تونس في لبنان بوراوي الامام وعقيلته سفيرة تونس في تشيكيا وعرض معهما للاوضاع العامة في لبنان وخطورة التحولات التي تحصل في المنطقة وضرورة وحدة الصف بين كافة مكونات الشعب اللبناني. وبعد اللقاء، أشار السفير بوراوي "ان الزيارة لأخذ بركة غبطته قبل مغادرته لبنان لمناسبة إنتهاء مهامه، وقال:" سعدت وتشرفت اليوم بزيارة البطريرك الراعي لمناسبة قرب انتهاء مهامي ولأحمل رسالة مودة وصداقة وتضامن ودعم من تونس الى لبنان الشقيق لما يجمعنا من اواصر أخوة عميقة". أضاف :"تبادلنا الآراء حول الاوضاع بصفة عامة ولمست من غبطته ارادة ورغبة كبيرة بان يكون هذا الصرح دائما جامعا لكل اللبنانيين خاصة واننا اليوم امام تحديات كبيرة جدا في المنطقة واتمنى على كل اللبنانيين ان يعو خطورة التحولات الحاصلة في المنطقة وضرورة وحدة الصف ورفع راية لبنان عاليا قبل كل شيء، لأن لبنان بحاجة الى كل ابنائه من كل الطوائف ولكل قواه الحية ليتمكن من مواجهة التحديات ولكي يعود لبنان الى ما عرفناه في السابق عاصمة ثقافية ،منارة للعلم، وعاصمة سياحية لكل المنطقة بما يحمله من تنوع وجمال". وتابع :" وأجدد اليوم وانا اغادر، ان لبنان غني بشعبه وحضارته وتاريخه وبموارده وهو بحاجة الى وحدة صف ابنائه ليتصدوا للتحديات وليعيشوا في سلام واستقرار". وردا على سؤال عن الرسالة التي يحملها من لبنان والرسالة التي يوجهها للبنانيين قبل مغادرته، قال:"سأحمل معي لبنان بكل تنوعه، بثقافته وبحضارته، وسأحمل لبنان بكل مشاعره لأنني عشت في لبنان كل المشاعر الصعبة والسعيدة والتي تحمل طموحا وآمالا. وأكرر رسالتي الى كل اللبنانيين حافظوا على هذا البلد الجميل والرائع والذي هو حقيقة منارة وعاصمة ومن المفروض ان يبقى مثالا ونموذجا في المنطقة ان شاء الله". وختم :"عاش لبنان في محبة ووئام وفي سلام واستقرار وعاشت العلاقات اللبنانية التونسية" . واستقبل الراعي وفدا من رعية العاقورة برئاسة المونسنيور رزق الله أبي نصر ورئيس جمعية وادي قنوبين في اوستراليا الياس ملحم وكان البطريرك الراعي ترأس القسم الثاني، من الاجتماع الدوري للجنة متابعة القمة الروحية التي عقدت اجتماعها الدوري في الصرح البطريركي في الديمان واطلع على مسار عملها، مقدرا جهودها وسعيها. وبنتيجة الاجتماع، أجرى البطريرك الراعي اتصالات هاتفية بكل من : مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان وبنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب وبشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى وتداول معهم في تطورات الاوضاع الراهنة. واتفقوا على عقد قمة روحية موسعة على ان تتولى لجنة المتابعة الاعداد لهذه القمة.


خبرني
منذ 20 دقائق
- خبرني
عبدالله محمد كامل الشويخ في ذمة الله
خبرني - انتقل الى رحمة الله تعالى عبدالله محمد كامل الشويخ وسيعلن عن موعد الدفن حال وصل الجثمان من القاهرة أنا لله وانا اليه راجعون


المرصد
منذ 22 دقائق
- المرصد
طعنه بأداة حادة.. تنفيذ حكم القتل قصاصاً بالمواطن " نائف البيشي " لقتله آخر في عسير
طعنه بأداة حادة.. تنفيذ حكم القتل قصاصاً بالمواطن " نائف البيشي " لقتله آخر في عسير صحيفة المرصد - واس : أصدرت وزارة الداخلية، اليوم، بيانًا بشأن تنفيذ حُكم القتل قصاصًا بأحد الجناة في منطقة عسير، فيما يلي نصه: قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى) الآية. وقال تعالى (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ). أقدم / نائف بن بلدم بن ناصر البيشي - سعودي الجنسية - على قتل / علي بن محمد بن مفلح القحطاني - سعودي الجنسية - وذلك بطعنه بأداة حادة عدة طعنات أدت إلى وفاته، بسبب خلاف بينهما. وبفضل من الله، تمكنت الجهات الأمنية من القبض على الجاني المذكور وأسفر التحقيق معه عن توجيه الاتهام إليه بارتكاب جريمته، وبإحالته إلى المحكمة المختصة صدر بحقه صك يقضي بثبوت ما نسب إليه، وقتله قصاصًا، وأصبح الحكم نهائيًا بعد تأييده من مرجعه، وصدر أمر سام بإنفاذ ما تقرر شرعًا. وتم تنفيذ حكم القتل قصاصًا بالجاني / نائف بن بلدم بن ناصر البيشي - سعودي الجنسية – يوم الاثنين 26 / 1 / 1447هـ الموافق 21 / 7 / 2025م بمنطقة عسير.