
خيوط الخداع تحت ستار التبرع.. تحقيق في شبكة 'ازرع نخلة' الوهمية
خيوط الخداع تحت ستار التبرع.. تحقيق في شبكة 'ازرع نخلة' الوهمية
تحقيق: محمود سعيد برغش
في زمن اتسعت فيه رقعة الفقر، وتضاعفت فيه حاجات الناس، تبقى الثقة في أهل الدين والعمل الخيري واحدة من آخر الحصون الباقية.
لكن ماذا لو تحولت هذه الثقة إلى وسيلة نصب؟
وماذا لو استُخدم اسم الله في نهب أموال البسطاء؟
هذا ما تكشفه قضية 'ازرع نخلة' التي أطاحت بشبكة احتيال ديني منظم، كانت تُدار من شقة سكنية وسط القاهرة.
منبر من الوهم
بدأت الخيوط حين لاحظت الأجهزة الرقابية قناة فضائية تُبث دون ترخيص، وتروج لحملات تبرع مكثفة تحت عناوين دينية مثل 'ازرع نخلة' و'سقيا الماء' و'صدقة لأمك'.
القناة كانت مجهزة باستوديو متواضع، وعدد من الأشخاص يرتدون الزي الأزهري، ويتحدثون بخطاب ديني مؤثر، دون أن يحمل أيٌّ منهم مؤهلًا شرعيًا.
كاميرا.. ودموع.. ثم تحويل بنكي
كانت الخطة واضحة: إثارة المشاعر، ثم توجيه المشاهدين إلى أرقام حسابات بنكية وأرقام واتساب لتحويل التبرعات.
وبحسب التحقيقات، فإن المبالغ المجموعة تجاوزت الملايين، دون أي سند رسمي، ودون وجود جهة مستفيدة حقيقية على الأرض.
القبض وكشف الحقائق
بعد عملية رصد دقيقة، داهمت الأجهزة الأمنية الشقة المُستخدمة في بث القناة، وتم القبض على عدد من المتورطين، ومصادرة معدات التصوير والمبالغ المالية الموجودة.
كما تبيّن وجود إيصالات مزيفة، وأجهزة هاتف تُستخدم فقط في إدارة التحويلات.
ردود أفعال متباينة
أثارت القضية جدلًا واسعًا بين المواطنين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي.
بين من رأى في الأمر فضيحة تمس صورة الدين، ومن طالب بعقوبات رادعة لكل من يستغل الدين في جمع المال.
دعوات للتشريع والمراقبة
رجال دين وخبراء قانون طالبوا بوضع قانون جديد يجرّم انتحال الصفات الدينية، مع تشديد الرقابة على القنوات غير المرخصة.
وأكدوا على ضرورة تنظيم حملات التبرع عبر منصات رسمية فقط، تحت إشراف مؤسسات معترف بها مثل وزارة التضامن الاجتماعي أو الأزهر الشريف.
خاتمة التحقيق
قضية 'ازرع نخلة' ليست الأولى، وربما لن تكون الأخيرة، لكنها جرس إنذار خطير حول سهولة استغلال الدين في النصب، وحجم الفجوة بين القانون والواقع.
ويبقى السؤال الأهم: من يحمي البسطاء حين يُستخدم إيمانهم ضدهم؟
—
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى مصر
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- صدى مصر
جريمة داخل أسوار التعليم: حبس مدرس متهم بالتحرش
جريمة داخل أسوار التعليم: حبس مدرس متهم بالتحرش بثلاث طالبات في مدرسة ابتدائية بالإسكندرية بقلم: محمود سعيد برغش في مشهد صادم يُعيد إلى الواجهة سؤال الأمان داخل المؤسسات التعليمية، أصدرت نيابة الرمل أول بمحافظة الإسكندرية، يوم السبت الموافق 3 مايو 2025، قرارًا بحبس مدرس يُدعى 'ع.م.ع' لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيقات، بعد ورود بلاغات من أولياء أمور تتهمه بالتحرش بثلاث طالبات داخل مدرسة ابتدائية. النيابة أمرت بسرعة إجراء تحريات المباحث، وسماع أقوال الشهود والطالبات، في وقتٍ يتعالى فيه صوت المجتمع المطالب بمحاسبة رادعة لمن تسوّل له نفسه انتهاك براءة الأطفال. التحرش جريمة قانونية مكتملة الأركان بحسب المادة (306 مكرر 'أ') من قانون العقوبات المصري، يُعد التحرش جريمة جنائية يُعاقب مرتكبها بالحبس والغرامة. وتزداد العقوبة بموجب المادة (306 مكرر 'ب') إذا وقع الفعل من شخص له سلطة وظيفية أو دراسية، كما هو الحال في واقعة مدرس الإسكندرية. الشرع يحرّم والجريمة تخرج من دائرة الإيمان يؤكد الشرع الإسلامي أن التعدي على الفتيات فعل محرم تحريماً قاطعاً، بل ويعد من كبائر الذنوب. قال الله تعالى: 'قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ' (سورة النور، الآية 30) وقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: 'من لا يَرحم لا يُرحم' (رواه البخاري)، 'إن الله ليُبغض الفاحش البذيء' (رواه الترمذي). ويضيف العلماء أن هذا النوع من الجرائم هو من أفعال المنافقين، ويناقض صفات المؤمن، ويُعد عدوانًا على المجتمع بأسره. فتوى دار الإفتاء المصرية أكدت دار الإفتاء أن التحرش محرم شرعًا، وجريمةٌ يُعاقب عليها القانون، وأن على المجتمع أن يتعاون في الإبلاغ عن المتحرشين وحماية الضحايا. حماية المدارس مسؤولية وطنية هذه الواقعة ليست الأولى، لكنها يجب أن تكون الأخيرة. المؤسسات التعليمية ليست فقط أماكن لتلقّي العلم، بل هي فضاءات مقدسة لزرع القيم وتربية النشء. وما حدث في مدرسة الإسكندرية يتطلب وقفة حاسمة من الجميع: الدولة، المجتمع، الأسرة، والمؤسسة التعليمية. خاتمة: إن حبس هذا المدرس ليس نهاية القصة، بل بدايتها. فمعاقبة الجاني خطوة، لكن حماية الطفولة، وتربية النشء على الأخلاق، ووضع آليات رقابة داخل المؤسسات التعليمية، هو الطريق لضمان ألا تتكرر المأساة.


صدى مصر
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- صدى مصر
'طفل دمنهور.. جريمة تهز الضمير وتستنفر الشرع والمجتمع'
'طفل دمنهور.. جريمة تهز الضمير وتستنفر الشرع والمجتمع' بقلم: محمود سعيد برغش مقدمة: في مشهد يقطّع القلوب ويهز الضمير الإنساني والديني، يقف الطفل 'ياسين' ابن الستة أعوام ضحيةً لواحدة من أبشع الجرائم الإنسانية في مدينة دمنهور، بعدما تعرّض للاعتداء الجنسي داخل مدرسة خاصة يفترض أنها بيته الآمن. لم تكن الجريمة مجرد لحظة وحشية، بل سلسلة من الانتهاكات المتكررة التي اقترفها موظف تجاوز عمره 79 عامًا، ويُحاكم الآن أمام محكمة الجنايات. تفاصيل الجريمة: كشفت التحقيقات أن المتهم 'صبري ك.ج.ا'، والذي كان يشغل منصب مراقب مالي بالمدرسة، استغل سلطته وموقعه ليرتكب جريمته الشنيعة داخل جراج المدرسة، بعيدًا عن أعين الرقباء. الطفل الصغير لم يملك أن يدافع عن نفسه، لكنه أبلغ، وكانت شهادته كافية لإشعال قضية رأي عام. موقف الشرع الإسلامي: ما حدث ليس فقط مخالفة قانونية، بل جريمة شرعية بكل المقاييس. فالاعتداء الجنسي، لا سيما على الأطفال، من الكبائر التي توعد الله مرتكبها بعذاب عظيم. قال تعالى: 'إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ… أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا…' (المائدة: 33). وقد شدد النبي ﷺ على احترام الطفولة وحمايتها، فقال: 'من لا يرحم لا يُرحم' (رواه البخاري). كما نص الفقهاء، ومنهم الإمام مالك وأبو حنيفة والشافعي، على أن هتك العرض جريمة تستوجب أشد العقوبات، وقد تصل إلى القتل تعزيرًا إذا كان فيها إفساد متعمّد. رأي القانون والعلماء: قانون العقوبات المصري يُصنّف هذه الجريمة كجناية 'هتك عرض طفل دون 18 عامًا'، ويُعاقب عليها بالسجن المشدد، وقد تصل العقوبة إلى الإعدام حال اقتران الجريمة بظروف مشددة. علماء الأزهر وهيئة كبار العلماء أكدوا أن الشرع لا يرحم المعتدين على براءة الطفولة، وأن القصاص العادل هو السبيل لردع هؤلاء. رسالة إلى المجتمع: هذه الجريمة لم تقع في زقاق مظلم، بل في مدرسة يُفترض أنها مكان للتربية لا للانتهاك. إن حماية الأطفال مسؤولية جماعية، تبدأ من الأسرة، وتشمل المدرسة، وتنتهي بسلطة القانون والضمير المجتمعي. خاتمة: ياسين ليس مجرد اسم، إنه رمز لكل طفل تُغتصب براءته تحت ستار الإهمال والسكوت والتواطؤ. صرخة هذا الطفل يجب أن تُسمع في كل بيت، وعلى كل منبر، وبين أوراق كل صحفي حرّ. إن كنا نؤمن بعدالة السماء، فالواجب الآن أن نطالب بعدالة الأرض… فهل من مجيب؟


البوابة
٢٤-٠٤-٢٠٢٥
- البوابة
«ازرع نخلة وسقيا الماء».. حكاية سقوط عصابة النصب باسم الدين والضحايا بالملايين
«ازرع نخلة.. سقيا الماء.. الصدقة الجارية»، لا تكد يداك تمسك بريموت التلفزيون وتقلب بين القنوات الفضائية المختلفة، إلا وتشاهد إعلانات دينية خاصة بجمع تبرعات تٌبث عبر قنوات ' تحت بير السلم' مستعينين بشيوخ كومبارس، للترويج والدعاية لجمع التبرعات الذائفة، من قبل عصابة احترفت النصب والاحتيال على المواطنين مستغلةً مشاعرهم الدينية وحبهم لفعل الخير. قناة "تحت بير السلم" و"شيوخ كومبارس" وفي ضربة أمنية قاسمة، نجحت الأجهزة الأمنية في تفكيك عصابة احترفت النصب على المواطنين باستغلال عاطفتهم الدينية وحبهم لأعمال الخير، تحت ستار مبادرات وهمية مثل " ازرع نخلة " و"سقيا الماء". وكشفت التحقيقات أن 4 متهمون تم ضبطهم، تمكنوا من جمع مبالغ طائلة بطرق غير مشروعة، مستغلين قناة فضائية غير مرخصة وشخصيات دينية زائفة كواجهة لأنشطتهم المشبوهة. سقوط عصابة تبرعات ازرع نخلة وسقيا الماء وأوضحت التحريات الدقيقة، عن قيام المتهمين بإدارة برامج تبث عبر قناة فضائية غير مرخصة، يتم إطلاقها من داخل شقة سكنية، استخدمت القناة للترويج لمشروعات خيرية تبدو نبيلة، وعلى رأسها مبادرة " ازرع نخلة "، لكنها في الحقيقة لم تكن سوى وسيلة لجمع التبرعات بطرق احتيالية، ولإضفاء مصداقية زائفة، استعانت العصابة بأفراد قاموا بتقمص دور رجال الدين "شيوخ كومبارس" للظهور في البرامج وتزكية هذه المشروعات الوهمية. أساليب مبتكرة للنصب واستغلال العواطف لم تتوقف أساليب الاحتيال عند هذا الحد، بل عمدت العصابة إلى إذاعة برامج تتحدث عن فضل الصدقة الجارية، واستغلت حالات مرضية مؤثرة بهدف استثارة مشاعر المشاهدين وحثهم على التبرع، وكانت التبرعات تجمع نقداً عبر مندوبين يحملون إيصالات ورقية تحمل اسم جمعية خيرية زائفة تحمل نفس اسم البرنامج، دون وجود أي حسابات بنكية رسمية أو أختام معتمدة أو مقر لتلك الجمعية. مليون جنيه في قبضة الأمن.. ونهاية إعلانات ازرع نخلة وفي مداهمة للأجهزة الأمنية تمكنت من اقتحام مقر القناة الفضائية وضبط المتهمين ، وخلال العملية عثرت القوات على مبلغ يقارب المليون جنيه مصري معبأ داخل جوالات، بالإضافة إلى الأجهزة والمعدات المستخدمة في عمليات البث والتصوير، وخلال التحقيقات الأولية، أقر المتهمون باستدراج الضحايا والتأثير عليهم عاطفياً لتحقيق مكاسب مادية غير مشروعة. "بح الصوت ولا مجيب".. تحذيرات مبكرة وقد علق الشيخ محمد أبو بكر، إمام وخطيب مسجد الفتح بالقاهرة، على هذه الواقعة المؤسفة عبر حسابه الرسمي على موقع فيسبوك، معبراً عن أسفه لعدم الاستماع إلى التحذيرات المتكررة من الوقوع ضحية لمثل هذه العصابات التي تتستر بستار الدين والأعمال الخيرية. قائلًا: بح الصوت ولا مجيب، وأكثرنا التحذير دون جدوى، فالحمد لله على صدقنا ونسأل الله الثبات لا سيما مع مغريات تلك المؤسسات التى تجعل العقل يعيد التفكير لآلاف المرات والحمد لله على نعمه التى لا تحصى. تم تحرير محضر بالواقعة وإحالة المتهمين إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لكشف ملابسات القضية ومحاسبة المتورطين.