logo
رغم تحديات الجفاف.. المغرب عملاق صناعي في إفريقيا

رغم تحديات الجفاف.. المغرب عملاق صناعي في إفريقيا

كش 24٠٦-٠٤-٢٠٢٥

يواصل المغرب تصدّر المشهد الصناعي والاقتصادي في القارة السمراء، إذ يتزايد تأثيره في صناعات السيارات والطائرات والسياحة، في وقت يواجه فيه تحديات جسيمة ناجمة عن شح المياه والجفاف.
ورغم هذه المعوقات المناخية، يبدو أن المملكة نجحت في بناء قاعدة اقتصادية متينة تعتمد على التنوع الصناعي، إلا أن استدامة هذا النمو يبقى رهناً بالتعامل مع التحديات التي تهدد القطاع الزراعي، وهو قطاع يعتمد عليه الاقتصاد الوطني بشكل كبير.
صناعة الطائرات والسيارات.. استراتيجية تصنيعية محورية
في وقت تُسجل فيه إفريقيا نموًا اقتصاديًا متفاوتًا، يتفوق المغرب بتوسيع حصته في أسواق الطيران وصناعة السيارات. تعد المغرب اليوم أكبر منتج للطائرات في القارة الإفريقية، حيث تبلغ إنتاجيتها السنوية 700 ألف طائرة، ما يعكس تطورًا هائلًا في هذه الصناعة. أما في قطاع السيارات، فقد تمكن المغرب من الصعود إلى المراتب الأولى ليصبح أكبر منتج للسيارات في القارة، بفضل الاستثمارات الأجنبية والبنية التحتية المتطورة التي وضعتها الحكومة المغربية.
وفي حديثه عن هذه التحولات، أكد رشيد الساري، رئيس المركز الإفريقي للدراسات الاستراتيجية والرقمنة، خلال حديثه إلى سكاي نيوز عربية أن المغرب أصبح اليوم 'محورًا صناعيًا في إفريقيا، سواء في صناعة الطائرات أو السيارات. ورغم التحديات البيئية، يبقى المغرب في موقف قوي ليكون قائدًا صناعيًا في القارة.'
السياحة.. درع الاقتصاد المغربي في مواجهة التحديات
يعتبر قطاع السياحة من الأعمدة الرئيسة للاقتصاد المغربي، حيث تمكنت المملكة من استقطاب أكثر من 17 مليون سائح في عام 2024، محققة بذلك إيرادات تتجاوز 11 مليار دولار. هذه الأرقام تشير إلى قدرة المغرب على جذب السياح رغم التحديات التي فرضتها جائحة كورونا على القطاع السياحي العالمي.
ومع تزايد التوجهات العالمية نحو سياحة التجارب الفريدة، يقدم المغرب نموذجًا استثماريًا ناجحًا بفضل موقعه الجغرافي الفريد والمرافق السياحية المتطورة. هذه الديناميكية في القطاع السياحي تمنح المملكة ميزة اقتصادية مهمة تسهم في استدامة النمو وتعويض الخسائر الناتجة عن تراجع إنتاجية القطاع الزراعي بسبب الجفاف.
الزراعة تحت ضغط الجفاف.. تأثيرات كارثية على الاقتصاد الوطني
على الرغم من النجاحات في قطاعات الصناعة والسياحة، يظل القطاع الزراعي هو حجر الزاوية للاقتصاد المغربي. ويشكل هذا القطاع حوالي 14 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، ويعتمد عليه أكثر من 38 بالمئة من قوة العمل. لكن في السنوات الأخيرة، أصبح الجفاف يشكل تهديدًا حقيقيًا للاستقرار الاقتصادي. فقد عانى المغرب من ست سنوات من الجفاف المتتالية التي أسفرت عن تراجع الإنتاج الزراعي، ما أدى إلى تضخم أسعار المواد الغذائية وارتفاع التضخم الفلاحي بشكل غير مسبوق.
ويقول الساري في هذا الصدد: 'الجفاف لا يعكس فقط تحديًا بيئيًا، بل هو تحدي اجتماعي واقتصادي. فالتأثيرات المباشرة على القطاع الزراعي تؤثر على القدرة الشرائية للمواطنين، مما ينعكس على استقرار السوق.' ويضيف أن 'الجفاف أدى إلى ارتفاع التضخم الفلاحي، ما ساهم في زيادة أسعار المنتجات الزراعية، مثل اللحوم والخضروات.'
مواجهة أزمة المياه.. الاستراتيجيات الوطنية للتعامل مع الجفاف
في مواجهة الجفاف المستمر، اتخذت الحكومة المغربية العديد من التدابير للتعامل مع ندرة المياه. من أبرز هذه الخطوات 'الاستراتيجية المائية 2020-2027″، التي خصصت لها الحكومة أكثر من 14 مليار دولار. تشمل الاستراتيجية بناء السدود وتحلية مياه البحر، بالإضافة إلى استغلال المياه العادمة في الزراعة عبر تقنيات حديثة مثل 'الطريق السيار المائي'، الذي يربط الأحواض المائية لضمان توزيع أكثر عدالة للموارد المائية بين المناطق المختلفة.
لكن، يبقى السؤال قائماً حول مدى نجاح هذه الاستراتيجيات في تعويض العجز المستمر في الموارد المائية، وخصوصًا مع تأكيد الساري على أن 'معدلات النمو الاقتصادية التي يستهدفها المغرب، مثل 4.6 بالمئة، قد تكون صعبة التحقيق في ظل الظروف المناخية الحالية.'
الفوسفاط.. من صادرات خام إلى صناعة قيمة مضافة
إحدى النقاط المضيئة في الاقتصاد المغربي تكمن في صناعة الفوسفات. يعتبر المغرب من أكبر منتجي الفوسفاط في العالم، وهو يتجه نحو توجيه هذا المورد الطبيعي نحو التصنيع المحلي، بدلاً من الاكتفاء بتصدير الفوسفاط الخام. هذه الخطوة تهدف إلى زيادة القيمة المضافة لهذه الصناعة، ويُتوقع أن تعزز الاقتصاد الوطني في مواجهة تقلبات القطاع الزراعي.
تعويم الدرهم.. هل هو الحل؟
في ظل التحديات الاقتصادية، بدأ النقاش حول تعويم العملة الوطنية (الدرهم) يطفو على السطح. يرى بعض الخبراء أن تعويم الدرهم قد يكون خطوة مناسبة لتحقيق استقرار مالي، بينما يرى آخرون، مثل الساري، أن هذه الخطوة قد تكون 'مخاطرة كبيرة' في الظروف الحالية.
ويُؤكد الساري: 'تعويم الدرهم في الوقت الراهن قد يؤدي إلى زيادة معدلات التضخم بشكل حاد، ما سيتسبب في زيادة الضغوط على الاقتصاد والمواطنين. على المغرب أن ينتظر الظروف الملائمة لتحقيق هذا القرار.'
آفاق المستقبل.. استضافة كأس العالم 2030 كمحفز للنمو
ورغم التحديات الاقتصادية الحالية، يرى البعض في استضافة المغرب لكأس العالم 2030 فرصة كبيرة لتعزيز مكانته الاقتصادية وزيادة الاستثمارات.
فمن المتوقع أن يسهم هذا الحدث الرياضي في دفع قطاع السياحة والبنية التحتية، فضلاً عن خلق فرص عمل جديدة وتعزيز النمو الاقتصادي. يعتقد الساري أن هذا الحدث سيكون 'فرصة ذهبية' لتحقيق نقلة نوعية في اقتصاد المملكة، مع توقعات أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي إلى أكثر من 200 مليار دولار بحلول عام 2029.
رغم التحديات المناخية الكبيرة التي يواجهها المغرب، لا تزال المملكة تسير بخطى ثابتة نحو تعزيز مكانتها كقوة اقتصادية وصناعية في إفريقيا. ومع استمرار التركيز على تنويع القطاعات الاقتصادية، مثل صناعة السيارات والطائرات والسياحة، يتوقع أن يسهم الاقتصاد المغربي في استقرار المنطقة بشكل أكبر في المستقبل. لكن، تظل الحاجة ملحة للتعامل مع أزمة الجفاف وندرة المياه، وهي القضية التي قد تؤثر على النمو المستدام للمغرب في السنوات القادمة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تقارير دولية تفند ادعاءات 'تبون ' بخصوص مديونة بلاده
تقارير دولية تفند ادعاءات 'تبون ' بخصوص مديونة بلاده

كواليس اليوم

timeمنذ 9 ساعات

  • كواليس اليوم

تقارير دولية تفند ادعاءات 'تبون ' بخصوص مديونة بلاده

بدر سنوسي قال رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، محمد سليمان الجاسر، إن من المتوقع أن تحصل الجزائرعلى قروض بقيمة 3 مليارات دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة لدعم تنفيذ مشاريع تنموية رئيسية. وأضاف الدكتور محمد الجاسر، أن التمويل سيوجه نحو مشاريع من بينها تطوير السكك الحديدية، ضمن خطة ربط المناطق الاقتصادية في الجزائر، وفق ما أكدته وكالة 'رويترز'. ووافق البنك الإسلامي للتنمية على تمويلات تنموية إضافية، تتجاوز قيمتها 1.32 مليار دولار، تهدف لتحفيز النمو الشامل والقدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ والفرص الاقتصادية في البلدان الأعضاء. وشملت قرارات التمويل الصادرة عن المجلس، ايضا مجموعة من المشاريع المتعلقة بالصحة، والبنى التحتية، والأمن الغذائي، والتدريب المهني، وتوفير المياه، وفق وكالة الأنباء الجزائرية. وحسب الاخبار المتداولة، فقد تم الموافقة على هذه التمويلات خلال الاجتماع الـ 360 لمجلس المديرين التنفيذيين للبنك، المنعقد في إطار فعاليات الاجتماعات السنوية للبنك التي تنظم بين 19 و22 مايو الحالي بالجزائر. وفي موضوع دي صلة، كانت قناة الجزيرة قد صدمت الجزائر ونشرت بتاريخ 5 يناير 2025 الدين العام في بلاد العالم الآخر والذي فاق 118 مليار دولار … هذا وسبق لموقع ' إنسايدر مونكي ' الشهير بتحليلاته المالية والاقتصادية المتعمقة، وان سلط الضوء في تصنيف حديث، كشف فيه بلغة الأرقام، ان الدين الخارجي في الجزائر بلغ متوسط ​​قيمته 4050.84 مليون دولار أمريكي منذ عام 2007 حتى عام 2024، ووصل إلى أعلى مستوى على الإطلاق قدره 5859.00 مليون دولار أمريكي في الربع الثالث من عام 2010… ويرى خبراء في الاقتصاد انه بحسب الأرقام الملموسة للموقع الأمريكي، واستنادا إلى بيانات صندوق النقد الدولي، فان هده الحقائق كفيلة بدحض ادعاءات رئيس مزور أصبح متخصصا في الكذب، ويكفي تصريحه الأخير شهر ماي الجاري أثناء زيارته لسلوفينيا، قال فيه إن' الجزائر البلد الأفريقي الوحيد الذي ليس لديه مديونية خارجية وهو مؤشر على قوة الاقتصاد الجزائري'. كما أكد أن الجزائر 'لم ولن تلجأ إلى الديون الخارجية وفاء لشهداء الجزائر' كما أكد الرئيس كذبون، – مرارا – رفضه اللجوء إلى الاستدانة الخارجية معتبرا أنّ هذا الخيار يمثل 'انتحارا سياسيا'، وقال الرئيس في تصريحات إعلامية، مع بداية عهدته الرئاسية إنّ 'صندوق النقد الدولي يتعامل وكأنه يمهد الطريق نحو الاستدانة'، مردفا: 'لن نذهب للاستدانة وهي من المستحيلات. ولن نأخذ البلاد للانتحار السياسي' …. ويبدو انها خرجات لا مسؤولة أصبحت حديث العالم، اجتمع فيها الخبث والنفاق المقرون بالنذالة وقلة المروءة والأخلاق لا تصدر الا من عند عمي كذبون!!

مستجدات أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب
مستجدات أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب

الأيام

timeمنذ 10 ساعات

  • الأيام

مستجدات أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب

قال السيناتور النيجيري جيموه إبراهيم إن الرئيس النيجيري بولا تينوبو يضع مشروع خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب، الذي تصل قيمته إلى 25 مليار دولار، على رأس أولوياته. وأكد السيناتور النيجيري ذلك خلال الجلسة التنفيذية للاتحاد البرلماني الإفريقي في الدار البيضاء، أن تينوبو يعكف على إعادة تقييم المبادرات المتعلقة بالبنية التحتية بهدف تسريع وتيرة إنجازها، مؤكدا أن المشروع سيخلق آلاف الوظائف، ويعزز التنمية الصناعية والرقمية، ويساهم في تحقيق مستقبل طاقي مستدام للدول المشاركة. مشروع خط أنابيب الغاز بين المغرب ونيجيريايحظى بدعم مالي مهم من دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب مساهمات من بنك الاستثمار الأوروبي، والبنك الإسلامي للتنمية، وصندوق الأوبك. وقد منحت شركة جينجي ستيل الصينية عقد توريد المواد اللازمة لخط الأنابيب. بيساو، وغامبيا، والسنغال، وموريتانيا، والمغرب. ومن المتوقع أن تبلغ القدرة السنوية للأنبوب نحو 30 مليار متر مكعب من الغاز، ما سيمكن من تزويد جماعي انطلاقا من الأراضي النيجيرية. وأشار السيناتور إلى أن المشروع سيوفر مستقبلا آلاف مناصب الشغل المؤهلة، وسيساهم في تنمية النسيج الصناعي للدول التي يعبرها، كما سيعزز الاستقرار الطاقي في القارة، ويفتح آفاقا جديدة للتصدير نحو أوروبا لفائدة المغرب. وأضاف قائلا: 'هذا المشروع ليس مجرد خط طاقة، بل هو ممر نحو المستقبل بين أمتين صديقتين. فتح المحيط الأطلسي، هو فتح للتاريخ'، داعيا السلطات المغربية إلى إلغاء شرط التأشيرة أمام المواطنين النيجيريين، بالنظر إلى الإمكانيات الاقتصادية الثنائية الكبرى التي قد يولدها هذا التعاون الطاقي. المرحلة الحالية من المشروع تهم دراسة الجدوى وتحديد المسار بتنسيق مع السلطات التنظيمية الجهوية والهيئات التقنية المختصة. أما القرار النهائي للاستثمار، الذي كان مقررا في 2023، فقد تم تأجيله إلى سنة 2025. من جهته، يعمل غودسويل أكبابيو، رئيس الغرفة العليا في البرلمان النيجيري، على إدخال تشريع خاص بهدف إزالة الحواجز القانونية التي قد تعرقل إنجاز هذا المشروع الضخم.

انطلاقة قريبة لبناء مصنع ضخم لـ "غوشن" في المغرب بتكلفة 6.5 مليار دولار
انطلاقة قريبة لبناء مصنع ضخم لـ "غوشن" في المغرب بتكلفة 6.5 مليار دولار

يا بلادي

timeمنذ 10 ساعات

  • يا بلادي

انطلاقة قريبة لبناء مصنع ضخم لـ "غوشن" في المغرب بتكلفة 6.5 مليار دولار

كشف خالد قلم، المسؤول عن شركة Gotion Power Morocco، الفرع المغربي للشركة الصينية الأوروبية Gotion High Tech المتخصصة في بطاريات السيارات الكهربائية، أن الشركة تستعد لإطلاق أشغال بناء مصنعها الكبير بمدينة القنيطرة، وذلك خلال الأيام القليلة المقبلة. وأوضح خالد قلم أن الأعمال التحضيرية للمشروع قد اكتملت، مع توقع انطلاق الإنتاج الأولي خلال الربع الثالث من عام 2026. المرحلة الأولى من المشروع، التي تبلغ قيمتها 1.3 مليار دولار، ستتيح إنتاج بطاريات بقدرة تصل إلى 20 جيجاوات. أما المرحلة الثانية، فمن المتوقع أن تضاعف القدرة الإنتاجية إلى 40 جيجاوات، إلا أن الجدول الزمني لتنفيذ هذه المرحلة لم يحدد بعد. إلى جانب إنتاج البطاريات للسيارات الكهربائية، سيعمل المصنع أيضا على إنتاج الكاثودات والأنودات، حيث سيتم توجيه الجزء الأكبر من الإنتاج إلى الأسواق الأوروبية. وصرح قلم قائلا "لقد تلقينا بالفعل طلبات من العديد من مصنعي السيارات الأوروبيين". يعد مصنع القنيطرة ثمرة اتفاقية استثمارية بقيمة 6.5 مليار دولار أبرمتها الشركة مع الحكومة المغربية في يونيو 2023. وسيكون هذا المصنع الأول من نوعه في إفريقيا، ويشكل خطوة مهمة ضمن استراتيجية المغرب الرامية إلى تطوير وتوسيع قطاع صناعة السيارات المتنامي في البلاد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store