logo
من لم يزر «دار مريم» كأنه لا يعرف الفنان سامي محمد

من لم يزر «دار مريم» كأنه لا يعرف الفنان سامي محمد

​بعدما تجاوزت السبعين من عمري لم يفارقني السؤال، إلى من سأهدي مكتبتي وأعمالي التي جمعتها طوال أكثر من خمسين عاماً؟ أمس وبعد زيارة «متحف دار مريم» عثرت على الجواب.
​قضيت حوالي الساعتين بصحبة أصدقاء أفاضل، ولهم باع طويل في الثقافة والفن والكتابة في حضرة الرسام والخزَّاف والنحات الأستاذ سامي محمد وبدارته ورفقته، وبجولة عشنا فيها أوقاتاً من المتعة الروحانية والتي لا يعوضها شيء في هذه الدنيا إلا ما يشبهها، والأصدقاء هم: د. سليمان العسكري، والفنان عبدالوهاب العوضي، والروائي إبراهيم فرغلي، وصاحب فكرة الزيارة الصديق محمد المعتوق العسلاوي، والسيدتان المهتمتان بالفن والمعارض فائقة السيد وسهيلة النجدي.
​منذ اللحظة الأولى لدخولك دار مريم تشعر بهيبة المكان ذي الطوابق الثلاثة، وبعظمة هذا الرجل الذي كرّس حياته للنحت والفن والرسم، ربما كانت إحدى العلامات الفارقة التي لازمت أعماله ورحلته في النحت أنه هو من أبدع تمثالين رائعين، الأول للأمير الشيخ عبدالله السالم الصباح وهو جالس على كرسي الحكم ومنتصباً في باحة مبنى جريدة «الرأي العام»، والثاني للأمير الشيخ صباح السالم الصباح واقفاً محيياً الشعب بطلعته البهية.
​اختار «مريم» على اسم والدته، بعدما عانى المتاعب والصعوبات من جعله «متحفاً»، وكان هذا الاقتراح الذي سمعه من الشيخة حصة صباح السالم الصباح ذات مرة وهو يشكو لها من انسداد الأفق أمامه.
​ما فعله الأستاذ سامي محمد بشخصه وجهده وماله الخاص وبنائه هذا المتحف يضاهي عمل دولة وليس فرداً، فقد أنجز شراء قطعة الأرض والبناء وما يتطلبه من أعمال الديكور والهندسة وتوزيع المنحوتات والمقتنيات واللوحات خلال ثماني سنوات تقريباً، لكن الحلم رافقه منذ كان شاباً ويافعاً وعلى مقاعد الدراسة الجامعية، وهذا ما تراه عيناك عند رؤيتك للمقتنيات الخاصة التي يعرضها ويستمتع بشرحها والحديث عنها للزوار، إلى جانب أحد أبنائه الشاب محمد الذي ورث من والده شغف وحب المهنة.
​في الطابق الأول تتعرف على عالم النحات واللغة التي يستخدمها عندما يتفحص صخب الحركة والسكون والأحداث التي تتقاذف حياة الإنسان، لأنها كما يشير إليها في الكتيب الذي أهدانا إياه مع كتاب جامع لأعماله، «لغة ترصد الإشارات المقلقة، تحدق، دون خوف في وجه الاضطهاد رافضة المراوغة والهروب».
​تجربته في النحت لم تبتعد عن أولئك المعذبين المنفيين، الذين سحقتهم قوى افترست علم الإنسان بالسعادة، والفن عنده كقبضة التمرد والغضب تأكيد لصورة الإنسان كخالق للقيم ومعايش للحرية.
​يضم «دار مريم» حوالي ألف عمل موزع بين نحت وطباعة وخزف، هذا الإنتاج ثمرة عمل دؤوب، لإنسان كافح وحفر الصخر كما يقولون.
​تجربته بالنسبة لي أعطتني الحافز، وشجعتني على أن أبني وأعتمد على نفسي، لأنك إذا لم تفعل ذلك بنفسك فلن يأتي أحد بعدك ليقوم بتلك المهمة التي هي تجسيد لعطائك وحياتك.
باع نحو ألفي عمل ليصل اليوم إلى مستوى يضاهي أكبر بيوتات الفنانين في العالم والذين تولت دولهم، أقصد الجهات الرسمية بالدولة التي ينتمون إليها، تحويل تلك البيوتات إلى متاحف.
​ما رأيناه في «متحف دار مريم» لم يكن فقط تجسيداً لتاريخ سامي محمد الفني، بل جزء من تاريخ الكويت الثقافي والفني، هناك تتبحر مع عالم السدو بكل أشكاله، كما هو الحال مع الرسومات واللوحات الفنية والصحراء الجميلة وكنوزها العامرة، والمقتنيات التي رافقته في كل مراحل حياته الدراسية والجامعية وصولاً إلى اليوم، بانوراما شاملة موثقة.
​من حي الصوابر بمنطقة شرق عام 1943 إلى منطقة السلام ونحن في عام 2025، حيث منزله يقابل المتحف، هناك تجد تاريخ رجل كافح وأعطى وبنى، فهنيئاً له وللكويت على ما قدمه من أعمال استوحاها من الطين وصخر البحر والبيئة التي انتسب لها.
هؤلاء الأطباء
ليس مدحاً بل لمست فيهم ذاك الرقي والإنسانية في التعامل كأطباء واختصاصيين لهم كل التقدير والمحبة، وهم الدكتور علي النقي والدكتور عبدالله الخرس والدكتورة منيرة المزيد والدكتور سامي الحلاج في مستوصفي السالمية وسلوى.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

من لم يزر «دار مريم» كأنه لا يعرف الفنان سامي محمد
من لم يزر «دار مريم» كأنه لا يعرف الفنان سامي محمد

الجريدة

time٢٧-٠٤-٢٠٢٥

  • الجريدة

من لم يزر «دار مريم» كأنه لا يعرف الفنان سامي محمد

​بعدما تجاوزت السبعين من عمري لم يفارقني السؤال، إلى من سأهدي مكتبتي وأعمالي التي جمعتها طوال أكثر من خمسين عاماً؟ أمس وبعد زيارة «متحف دار مريم» عثرت على الجواب. ​قضيت حوالي الساعتين بصحبة أصدقاء أفاضل، ولهم باع طويل في الثقافة والفن والكتابة في حضرة الرسام والخزَّاف والنحات الأستاذ سامي محمد وبدارته ورفقته، وبجولة عشنا فيها أوقاتاً من المتعة الروحانية والتي لا يعوضها شيء في هذه الدنيا إلا ما يشبهها، والأصدقاء هم: د. سليمان العسكري، والفنان عبدالوهاب العوضي، والروائي إبراهيم فرغلي، وصاحب فكرة الزيارة الصديق محمد المعتوق العسلاوي، والسيدتان المهتمتان بالفن والمعارض فائقة السيد وسهيلة النجدي. ​منذ اللحظة الأولى لدخولك دار مريم تشعر بهيبة المكان ذي الطوابق الثلاثة، وبعظمة هذا الرجل الذي كرّس حياته للنحت والفن والرسم، ربما كانت إحدى العلامات الفارقة التي لازمت أعماله ورحلته في النحت أنه هو من أبدع تمثالين رائعين، الأول للأمير الشيخ عبدالله السالم الصباح وهو جالس على كرسي الحكم ومنتصباً في باحة مبنى جريدة «الرأي العام»، والثاني للأمير الشيخ صباح السالم الصباح واقفاً محيياً الشعب بطلعته البهية. ​اختار «مريم» على اسم والدته، بعدما عانى المتاعب والصعوبات من جعله «متحفاً»، وكان هذا الاقتراح الذي سمعه من الشيخة حصة صباح السالم الصباح ذات مرة وهو يشكو لها من انسداد الأفق أمامه. ​ما فعله الأستاذ سامي محمد بشخصه وجهده وماله الخاص وبنائه هذا المتحف يضاهي عمل دولة وليس فرداً، فقد أنجز شراء قطعة الأرض والبناء وما يتطلبه من أعمال الديكور والهندسة وتوزيع المنحوتات والمقتنيات واللوحات خلال ثماني سنوات تقريباً، لكن الحلم رافقه منذ كان شاباً ويافعاً وعلى مقاعد الدراسة الجامعية، وهذا ما تراه عيناك عند رؤيتك للمقتنيات الخاصة التي يعرضها ويستمتع بشرحها والحديث عنها للزوار، إلى جانب أحد أبنائه الشاب محمد الذي ورث من والده شغف وحب المهنة. ​في الطابق الأول تتعرف على عالم النحات واللغة التي يستخدمها عندما يتفحص صخب الحركة والسكون والأحداث التي تتقاذف حياة الإنسان، لأنها كما يشير إليها في الكتيب الذي أهدانا إياه مع كتاب جامع لأعماله، «لغة ترصد الإشارات المقلقة، تحدق، دون خوف في وجه الاضطهاد رافضة المراوغة والهروب». ​تجربته في النحت لم تبتعد عن أولئك المعذبين المنفيين، الذين سحقتهم قوى افترست علم الإنسان بالسعادة، والفن عنده كقبضة التمرد والغضب تأكيد لصورة الإنسان كخالق للقيم ومعايش للحرية. ​يضم «دار مريم» حوالي ألف عمل موزع بين نحت وطباعة وخزف، هذا الإنتاج ثمرة عمل دؤوب، لإنسان كافح وحفر الصخر كما يقولون. ​تجربته بالنسبة لي أعطتني الحافز، وشجعتني على أن أبني وأعتمد على نفسي، لأنك إذا لم تفعل ذلك بنفسك فلن يأتي أحد بعدك ليقوم بتلك المهمة التي هي تجسيد لعطائك وحياتك. باع نحو ألفي عمل ليصل اليوم إلى مستوى يضاهي أكبر بيوتات الفنانين في العالم والذين تولت دولهم، أقصد الجهات الرسمية بالدولة التي ينتمون إليها، تحويل تلك البيوتات إلى متاحف. ​ما رأيناه في «متحف دار مريم» لم يكن فقط تجسيداً لتاريخ سامي محمد الفني، بل جزء من تاريخ الكويت الثقافي والفني، هناك تتبحر مع عالم السدو بكل أشكاله، كما هو الحال مع الرسومات واللوحات الفنية والصحراء الجميلة وكنوزها العامرة، والمقتنيات التي رافقته في كل مراحل حياته الدراسية والجامعية وصولاً إلى اليوم، بانوراما شاملة موثقة. ​من حي الصوابر بمنطقة شرق عام 1943 إلى منطقة السلام ونحن في عام 2025، حيث منزله يقابل المتحف، هناك تجد تاريخ رجل كافح وأعطى وبنى، فهنيئاً له وللكويت على ما قدمه من أعمال استوحاها من الطين وصخر البحر والبيئة التي انتسب لها. هؤلاء الأطباء ليس مدحاً بل لمست فيهم ذاك الرقي والإنسانية في التعامل كأطباء واختصاصيين لهم كل التقدير والمحبة، وهم الدكتور علي النقي والدكتور عبدالله الخرس والدكتورة منيرة المزيد والدكتور سامي الحلاج في مستوصفي السالمية وسلوى.

«تحور» يقدم مفاهيم رمزية بأسلوب تجريدي
«تحور» يقدم مفاهيم رمزية بأسلوب تجريدي

الجريدة

time١٨-٠١-٢٠٢٥

  • الجريدة

«تحور» يقدم مفاهيم رمزية بأسلوب تجريدي

في إطار فعالياتها وأنشطتها الثقافية، نظمت قاعة بوشهري معرضاً شخصياً للفنانة رشا محروس افتتحه الفنان سامي محمد، بعنوان «تحور»، الذي استلهمت معانيه من خلال رؤى فنية تتجاوب مع مفاهيم رمزية تتعلق بالحياة في كل حالاتها، بأسلوب تجريدي، فيما بدت عناصر الأعمال في تدرجاتها وأشكالها وخطواتها متناسقة مع الفكرة الرئيسية «التحور». وخاضت محروس من خلال معرضها الكثير من التجارب، من أجل إبراز أفكارها، التي جاءت متناسقة مع الواقع والخيال معاً. كيان جديد وبهذه المناسبة، قالت رشا: «تحور هو طفرة لتغيُّر مفاجئ من الثبات والشكل المألوف لغير المألوف، وبالتحور نخرج من منظومة الثبات للتطور والحداثة. فكرة المعرض جاءت من وقت أزمة كورونا، وكيفية الفيروس في التحور بتغيُّر شكله، وتطوير نفسه لكيان جديد». وذكرت أنها بدأت في تنفيذ الأعمال النحتية واللوحات خلال جائحة كورونا، لافتة إلى أن الأعمال الفنية تتميز بالأسلوب التجريدي، وتتخذ طابع البساطة لتوصيل الفكرة والترابط بين التمثال واللوحة كمكمّل جمالي يُظهر كيفية تمرُّد الأشكال الثابتة الاعتيادية، لتصبح متغيرة كالفيروس، وتطور من شكلها لتتحور إلى أشكال غير مألوفة، كتحور الكرسي ليصبح ثوراً، وتحور بين السلم والكرسي والشباك لتمثال جديد غير مألوف، وتحور «السيكل» لثيران بصورة فنية جديدة، والبانيو وتحوله إلى ثور، وأبراج الضغط العالي للكهرباء لتظهر كثور مجرَّد. جانب من الأعمال المعروضة أفكار جديدة وأوضحت رشا: «استخدمت تكنيكات مختلفة من خامات في اللوحات، منها الرسم على الأكريليك، لإعطاء طابع التحور، كرؤية الفيروس على لوح الزجاج تحت المجهر، والتأثيرات من جبس على خشب، وبروز الأشكال في اللوحة يعطي طابع الطفرة، وتنوع أشكال الكراسي وألوانها، وإضافة ألوان فسفورية في اللوحات والمنحوتات من المعدن»، مشيرة إلى أن هدفها هو التنوع، لكن روح المعرض واحدة ومترابطة، لتوسيع آفاق جديدة للمتلقي من الفنانين، واستلهام أفكار جديدة من هذا التنوع بالمستقبل في الفن، وعرضت فيديو على شاشة عرض في القاعة، كمكمل لفكرتها، وتميَّز بالسرعة، لتوصيل الهدف من المعرض، وهو «الحث على مواكبة عصر السرعة، وحتى نخرج من منظومة الثبات والروتين للتطور والحداثة». يُذكر أن رشا محروس حاصلة على بكالوريوس في التربية الفنية- جامعة حلوان، وهي عضو نقابة الفنانين والإعلاميين «الكويت»، وعضو نقابة الفنانين التشكيليين «مصر»، وشاركت في العديد من المعارض المحلية والخارجية.

«الحمد»... وفرق الكويت الشعبية (1-2)
«الحمد»... وفرق الكويت الشعبية (1-2)

الجريدة

time٠٧-٠١-٢٠٢٥

  • الجريدة

«الحمد»... وفرق الكويت الشعبية (1-2)

الباحث «حمد الحمد» يرسخ عطاءه الثقافي ويواصل إسهامه المتميز في كل كتاب يصدره، وآخر الكتب ربما حتى إعداد هذا المقال دليل موجز أو مدخل قيم بعنوان «تاريخ الفرق الشعبية في الكويت»، اعتمد فيه على ما نُشر في الصحافة الكويتية عن هذه الفرق الشعبية، لكنه أبرز كذلك جانباً هاماً من تاريخ الفن الكويتي والخليجي، وبعث الروح في أسطر وأحرف ما رصدته الصحافة في سبعينيات القرن الماضي. كتاب «الحمد» في أربعة فصول وفصل خامس للصور، والفرق الشعبية كما يدرسها الكتاب «فرق بحرية» و«فرق برية» وثالثة «نسائية» ومنها «فرقة عودة المهنا»، هذه الفرقة الشعبية، يقول الباحث، «فرقة لها سمعتها وصيتها، شاركت في كل أعراس الكويتيين وأفراحهم». ويضيف الحمد: «يُطلق على عودة المهنا أمنا العودة»، ويذكر الكتاب فرقاً سبقتها، مثل «فرقة أم عنتر الجيماز»، و«فرقة وريدة الثاجب»، و«فرقة خديجة المهنا»، و«فرقة سعادة البريكي»، و«كان عدد أعضاء فرقة عودة المهنا في بداية السبعينيات 50 عضوة معظمهن كويتيات، ولكن تناقص عدد الكويتيات لكبر السن والمرض والتقاعد فيما بعد، وتمت الاستعانة بالأخوات الفنانات العربيات العراقيات من عام 1950». وتتذكر الفنانة القديرة ماضي الفنون الشعبية فتقول: «إن الفن قديماً كانت له نشوة، وكانت الأفراح لها طابع خاص، إذ كنا نذهب للأفراح، ويستمر الفرح ثلاثة أيام بين سامري وغناء ورقص من عضوات الفرقة، وأنا أحب الفنون الشعبية، لأنها كل حياتي وحياة فرقتي، ولكن مع هذا هناك احترام للفن الحديث، والحديث أغلبه إيقاع قديم لكن تم تطويره». وتضيف «إننا دائماً ما نحيي الْعُرُوس وحتى تُزف العروس إلى عريسها بين الطبل والزغاريد وترديد أغنية «عليه سعيد ومبارك» وكان الرجال يحتفلون في مكان آخر بالعريس». (ص 126). توفيت «أمنا العودة» في 30 يوليو 1984 في الكويت، بعد أن عادت من رحلة علاج في لندن، ويقول الباحث الحمد إن «عودة المهنا» بدأت بالفن وعمرها 15 سنة «حيث كانت تسمع وتغني وبعد أن توفيت خالتها تمكنت من قيادة الفرقة بعد وفاة الفنانة سعادة البريكي التي كانت تقود الفرقة، وبعد أن توفيت سعادة البريكي في الحج عام 1958، تولّت عودة المهنا قيادة الفرقة وحملت اسمها». (ص 127). الباحث يذكر تفاصيل إنشاء وظهور 7 فرق شعبية بحرية أولها ظهوراً «فرقة اللنقاوي» التي أسسها أصدقاء «جوهر اللنقاوي» يذكر الباحث تفاصيل إنشاء وظهور سبع فرق شعبية بحرية أولها ظهوراً «فرقة اللنقاوي» التي أسسها أصدقاء وأتباع «جوهر اللنقاوي»، ويقول الباحث: «كان اللنقاوي رجلاً كبيراً في السن وضريراً آخر عمره»، ولم تكن فرقة اللنقاوي، يضيف «الحمد»، «فرقة بالمعنى المتعارف عليه حالياً، حيث إن اللنقاوي لم يكن يدير فرقة بقدر ما كان تجمعهم تجمع حب وإجادة فنون البحر، وكان يساعد اللنقاوي صديقه «سالم الحساوي»، حيث كان يشارك اللنقاوي في عروس الرجال، وصديقه يجمع ما يتحصل من العرس». (ص 26). وفي لقاء أجراه «الحمد» عام 2024، ذكر «محمد بن حسين» رئيس فرقة «حمد ين حسين» أن والده «حمد بن حسين، المتوفى عام 1993 هو مؤسس الفرقة»، وأن «حمد كان من جلساء جوهر اللنقاوي، وأن وفاة اللنقاوي ربما كانت عام 1946»، ويضيف الباحث أن لقب اللنقاوي يعود إلى أصل عائلته في «لنجة» وهي منطقة في بر فارس». ويتحدث الباحث عن فرقة «حمد بن حسين» كإحدى أولى الفرق الشعبية، ويضيف أن الفرقة ما زالت مستمرة حيث مقرها حالياً في جانب من ديوان البدر التراثي، وفي مقابلة منشورة بجريدة «الرأي العام» مع صاحب فرقة فهد بن حسين السيد فهد محمد فهد بن حسين يذكر أن السيد عبدالعزيز المساعيد كان له دور كبير في دعم الفرقة بما في ذلك المقر، وكان والد صاحب الفرقة محمد الفهد قد غنى زهيرية قدمها هدية للشيخ مبارك الصباح وأبياتها: «الكويت دار الصباح من الولي مكتوب من دور آدم وهي لشيوخنا مكتوب» وقد ناشد «فهد بن حسين»، المتوفى عام 1995، المسؤولين بزيادة دعم الدولة، حيث إنه لا يكفي لاستمرار نشاط الفرقة، وقال متحسراً على فقدان رفاق دربه «عندما أرى تسجيلاتنا القديمة أبكي حينما أرى أن 18 من أعضاء فرقتي قد توفوا، ومنهم سبعة نهّامة، وأبكي على ذلك الزمن الذي ولّى». (ص 38). وينتقل الباحث الحمد إلى فرقة «العميري البحرية» التي أسسها محمد سعد سالم العميري، وكان قد عمل في شبابه بالبحر، والتحق بالفرق البحرية، كما ضم لفرقته بعض الخبرات الأصيلة مثل الفنان راشد الجيماز، «أقدم نهّام في الكويت»، و«النهمة» نوع من المواويل الشعبية الكويتية المتوارثة، وتؤدي عادة وتنشد وفق موازينها، ثم إن العميري قبل ذلك كان عضواً بفرقة اللنقاوي وغيرها، أما فرقته فقد تأسست حوالي عام 1961 في الدعية وكان عدد أفراد الفرقة في البداية 40 عضواً تناقص في عام 1973 إلى 30 عضواً. وتحدث «راشد الجيماز» عن ذكرياته فقال إن الأمير الأسبق، عبدالله السالم الصباح، كان يطلب باستمرار إذاعة نهمة بحرية من الإذاعة الكويتية، وقصائد كانت تؤدى على إيقاعات «القادري» وهي من تأليفي وتقول بعض كلماتها: «هوّد الليل وأنا في ونيني– وأقبل الصبح وأنا في نواحي»، ويقول الجيماز «إن هذه الأغنية منتشرة إلى يومنا هذا وتُغنى، ولكن لا أحد يعرف أنها لي»، ويضيف الجيماز: «بعد إذاعة الأغنية اتصل به أحد الأشخاص، وكان مريضاً بمنطقة الدسمة، وقال إنّه عندما سمعها بالتلفزيون خفّت آلامه في الحال وترك سرير المرض وأخذ يتراقص على أنغامها وإيقاعاتها واندمج معها، وبعد أن انتهت كل آلامه جاء إليّ ليخبرني بتلك الحادثة الغريبة». (ص 42). وقد ذكرت مجلة «عالم الفن» في عدد نوفمبر 2015 أن من يقود «فرقة العميري» حالياً هو رئيسها «خليفة العميري» الذي ارتقى بها كما يقول المتابعون، وذلك قبل وفاته عام 2016، ومن الفرق البحرية الأخرى التي يتناول تاريخ تطورها «فرقة معيوف البحرية» التي أُسست عام 1961، وكان «معيوف» نهّام فرقة حمد بن حسين قبل أن ينفصل ويؤسس الفرقة. وتذكر مجلة «عالم الفن» في نوفمبر 1999 في مقابلة مع أحد أعضاء الفرقة وهو عيد محارب أسماء مجموعة من الرعيل الأول للفرقة ويقول: «الفرقة عند تكوينها لم تكن وراثة، بقدر ما كانت مُمارسة، وقد بدأت عام 1961م، على أكتاف مجموعة الرعيل الأول، وعلى رأسهم معيوف مجلي المؤسس، وعيد محارب، وعيسى بن جاسم، ومساعد عبدالعزيز الرجا، وعبدالوهاب الرشود، وعلي شهاب، ويوسف القديري، وعبدالله البصري، وعبدالحميد بوقماز، وعبدالزهرة المتروك، وطه ياسين، والماص بشير الماص، وخليفة بودهوم، ومحمد السرهيد، وأحمد القديري، وخليفة المسعود، وعلي المسعود، وعبدالله الصفار، وجمعة عبدالكريم القديري، وراشد العميري، ومحمد المهنا المهيني، وسالم الدبوس، وعلي العصفور، وأحمد المنديل، ومطربا الفرقة سالم الفهاد وبدر الغفران». (ص 49). ويقف الباحث الحمد عند «فرقة فيروز بن هندي الشعبية»، ويقول «إنها تأسست في أغسطس 1989 وعدد أفرادها آنذاك نحو 30 فناناً ومقرها في الصليبخات»، وكانت الفرقة تشارك في فترة الصيف في الترويح السياحي في عهد المرحوم صالح شهاب ثم «فرقة ناصر بوعوض للفنون الشعبية» التي يقول صاحب الفرقة «ناصر جاسم العوض» إنها تأسست عام 1975، وبعكس الفرق السابقة كلها، تخصصت هذه الفرقة بفن «الصوت»، ويضيف صاحب الفرقة، كان بالفرقة كوكبة من الفنانين «المكبِّسة» و«المروِّسة» في مجال الإيقاع، ويقول الباحث إن نشاط «فرقة بوعوض» لا يزال سارياً في مقرها الكائن في منطقة الأندلس. (يتبع، ، ، )

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store