
صحيفة إسرائيلية: نتنياهو يتجاهل معاناة الشعب وأزمة الوقود
في ذروة الهجمات الصاروخية الإيرانية التي أودت أكثر من 20 إسرائيليًا، أظهرت الحكومة الإسرائيلية، وعلى رأسها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ، انفصالًا واضحا عن واقع الجبهة الداخلية ومعاناة المواطنين، وفق ما قالته صحيفة ذا ماركر الاقتصادية في تقرير لها.
وخلال مؤتمر صحفي عُقد عن بُعد، تجاهل نتنياهو كليًا ذكر القتلى أو الجرحى أو حتى الإشارة إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت بمدن مثل بيتاح تكفا، وبات يام، وحيفا، في وقت كان يتحدث فيه بحماس عن "النجاحات العسكرية".
ووصفت الصحيفة ذلك بـ"الانفصال الكامل" عن الواقع، مشيرة إلى أن نتنياهو "يُظهر حماسًا للإنجازات القتالية ويتفادى التطرق لأي مسؤولية تجاه المدنيين".
أزمة وقود وتعطّل بسلاسل التوريد
أحد أبرز التداعيات الاقتصادية المباشرة للهجوم الإيراني تمثل في تعطيل منشآت "بازان" لتكرير النفط في حيفا بعد أن تعرضت لضربة مباشرة.
وبحسب ذا ماركر، أعلنت شركة سونول أنها ستقلص أو توقف تزويد الوقود للعملاء التجاريين نتيجة هذا العطل، في إشارة واضحة إلى أزمة محتملة في الإمدادات.
يُشار إلى أن وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين صرّح لوكالة رويترز أمس الأربعاء بأن إسرائيل ستستأنف صادراتها من الغاز الطبيعي عندما يمنحها الجيش الإذن بذلك، وذلك في ظل استمرار تبادل الضربات الجوية مع إيران.
كما أكدت الصحيفة أن شركات الطيران مثل ويز إير ألغت رحلاتها حتى منتصف سبتمبر/أيلول المقبل، في حين تقطّعت السبُل بـ220 موظفًا من شركة بيزك للاتصالات، وبقوا عالقين في مونتينيغرو ونابولي بسبب توقف الطيران الإسرائيلي، وسط غياب أي خطة حكومية لإعادتهم.
اقتصاد المدنيين مهدد
وكشفت ذا ماركر أن نحو 3 آلاف شخص أُجبروا على إخلاء منازلهم نتيجة سقوط الصواريخ، بعضهم مستأجرون لا يعلمون ما إذا كانوا سيحصلون على تعويض أو يمكنهم إلغاء عقود الإيجار.
إعلان
وبحسب الصحيفة، تطرح تساؤلات قانونية حول مدى مسؤولية الدولة تجاه الأضرار التي لحقت بالممتلكات الخاصة، دون أي إعلان حكومي رسمي بشأن خطة دعم أو تعويض.
ونشرت الصحيفة فقرة خاصة بأسئلة وأجوبة شملت:
هل سيحصل المستأجرون على إعفاء من الإيجار؟
هل يمكن تعويضهم عن الأثاث والملابس المحترقة؟
هل عليهم الاستمرار في دفع فواتير الكهرباء والماء رغم الإخلاء؟
واللافت -حسب الصحيفة- أن الوزارات المعنية لم تُصدر حتى الآن أي تعليمات رسمية بشأن هذه القضايا، في حين تعيش العائلات في ضباب قانوني واقتصادي خانق.
تصدّع في الأداء المدني
وهاجمت ذا ماركر أداء وزيرة المواصلات ميري ريغيف، التي قالت في تصريح صادم للإسرائيليين العالقين في أوروبا، "استمتعوا، أنتم في الخارج"، وهو ما وُصف في التقرير بأنه يعكس استهتارًا وسطحية غير مسبوقة من وزيرة مسؤولة عن مئات العائلات التي لم تتمكن من العودة لإسرائيل، والتي تركت أطفالها أو أعمالها أو مرضاها دون ترتيب.
وأوردت الصحيفة أن تصريحات ريغيف وأسلوب إدارتها يعكس سيطرة ثقافة "المحسوبية والولاء السياسي".
وكتب الصحفي أفي برإيلي في السياق ذاته أن "المحسوبية بلغت حدًا جعل بعض الشخصيات النافذة تعود لإسرائيل بطائرات خاصة أو عبر سيناء، في حين تُرك عامة الناس لمصيرهم"، متسائلًا "هل نحن في دولة أم في معسكر لاجئين؟".
تقييمات عالمية تُطلق إنذارا مبكرًا
وفي تقييمها الأول منذ اندلاع المواجهة مع إيران، أصدرت وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيف الائتماني تحذيرًا بشأن مخاطر محتملة على الاقتصاد الإسرائيلي، خاصة فيما يتعلق بـ:
تعطّل البنية التحتية للنقل.
تقلبات أسعار الطاقة.
التأثير على حركة التجارة.
ورغم ذلك، لم تُخفّض ستاندرد آند بورز أو وكالة فيتش التصنيف الائتماني حتى الآن، لكنها شددت على أن استمرار التصعيد أو فشل الحكومة في إدارة الجبهة المدنية سيُضاعفان المخاطر الاقتصادية والمالية خلال الأشهر المقبلة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 35 دقائق
- الجزيرة
تحليل يفند حملة إسرائيلية روجت لانهيار الحكومة الإيرانية
منذ الساعات الأولى للهجوم الإسرائيلي الواسع على إيران، والذي تضمّن ضربة مفاجئة أسفرت عن مقتل عدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين، سعت الحكومة الإسرائيلية، ومن خلفها الحسابات الداعمة لها، إلى الترويج للرواية القائلة بأنها ضربة قاصمة ستُضعف النظام الإيراني، وتدفع المواطنين إلى الثورة عليه بعد فقدانه السيطرة المدنية. غير أن هذه السردية سرعان ما ثبت عدم دقتها، وفق محللين، بعدما ردّت إيران بإطلاق صواريخ باليستية طالت عمق تل أبيب، في تأكيد على قدرتها على تجاوز الصدمة الأولى وسدّ الفراغات سريعا، وفق ما قال مقربون منها. وفي أعقاب التصريحات الرسمية الإسرائيلية التي دعت صراحة الشعب الإيراني إلى التظاهر ضد حكومته، على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اجتاحت منصة إكس موجة من المحتوى الرقمي تدّعي اندلاع "انتفاضة شعبية" و"انهيار داخل إيران"، انطلقت -بحسب الحسابات المروّجة- من طهران وامتدت إلى مناطق أخرى، أبرزها الأحواز. انتشرت هذه الرواية على نطاق واسع عبر مقاطع فيديو وصور وتغريدات قصيرة، تُظهر مشاهد مزعومة لحرق صور آية الله الخميني والمرشد الإيراني الحالي علي خامنئي ، وهروب من سجون طهران، وازدحام على المعابر الحدودية، ورفع أعلام إسرائيل والهتاف لها في أماكن متفرقة، وقد رُوّجت هذه المشاهد تحت عناوين ووسوم متعددة. تتبعت وكالة "سند" للتحقق الإخباري بشبكة الجزيرة، الادعاءات التي انتشرت بين 14 و17 يونيو/حزيران 2025، بالإضافة إلى تفكيك المحتوى المرئي للحملة وتحليل من يقف خلفها، باستخدام أدوات التحقق البصري، والتحليل الشبكي، ورصد طبيعة الحسابات المؤثرة. كيف تشكلت مزاعم "الثورة الإيرانية"؟ منذ اللحظات الأولي للهجوم، بدأت موجة رقمية موازية قادتها حسابات إسرائيلية وعالمية على منصة إكس، استخدمت هاشتاجات وكلمات محددة، روجت فيها لرواية أن إيران تشهد انهيارا داخليا، ظهر في هروب من السجون، وتكدس في المعابر الحدودية هربا. إعلان واعتمدت الحسابات على مقاطع قديمة، ومقاطع في سياق مختلف، وأخرى مفبركة بالكامل ومولدة بالذكاء الاصطناعي، من أجل ترتيب سردية كاملة، حول انهيار النظام وتفككه تحت وقع الضربات الإسرائيلية. وبنيت هذه الرواية المضللة حول ثلاث محاور رئيسية: حدوث انفلات أمني، وانفراط السيطرة المدنية اندلاع ثورة شعبية في طهران والأحواز. الترحيب الشعبي بالتدخل الإسرائيلي لإزالة النظام. ادعاءات مضللة الحالة الأولى نشرت الحسابات المذكورة تغريدات زعم فيها أن "الثورة الإيرانية" قد بدأت بالفعل، وأرفقوا فيديو يُظهر شبانًا يحرقون صور الخميني وخامنئي في أحد الشوارع، مع ذكر أن المشهد من طهران وامتد حتى "المنطقة العربية المحتلة من الأحواز". لكن التحقيق أظهر أن الفيديو قديم، وقد نُشر بتاريخ 19 نوفمبر/تشرين أول 2022 على صفحة أذربيجانية في فيسبوك، ولا يوجد أي علاقة بينه وبين الأحداث الجارية. وقد لقي هذا الفيديو المضلل رواجا عبر عدد كبير من الحسابات الإسرائيلية. الحالة الثانية نشرت حسابات عربية وإسرائيلية مقاطع فيديو لاحتجاجات في منطقة الأحواز، رفضا للحكومة الحالية. وبالتحقق من الفيديوهات المذكورة، تبيّن أنها لا توثق أي انتفاضة سياسية، بل تعود لاحتجاجات محلية سابقة في مدينة الخفاجية، نظمتها مجموعات من السكان بسبب انقطاع المياه، وهو ما أكدته قناة "أحوازنا الفضائية" التي نشرت الفيديو في وقت سابق. ترويج مقاطع فيديو تزعم أن سجناء في طهران تمكنوا من الفرار وسط الانفلات الأمني بعد الهجمات. غير أن التحقيقات المحلية والصحفية كشفت أن هذه المشاهد لا توثق أي هروب من السجون، بل توثّق خروجا جماعيًا من مركز لمعالجة الإدمان في منطقة جاجرود، وهو منشأة تديرها بلدية طهران. في سياق تعزيز السردية حول "انهيار النظام"، روّجت حسابات لمقطع فيديو يُظهر ازدحاما عند أحد المعابر الحدودية، مدعية أن الإيرانيين يفرون من البلاد. إعلان وفي وقت لاحق، أصدر مكتب الاتصال بوزارة الداخلية التركية لاحقًا بيانًا رسميا نفى فيه صحة هذه الادعاءات. وأوضح أن: الفيديو لا يعود لمعبر باز أرغان، بل التقط في معبر كابيكوي (Kapıköy) في ولاية فان شرق تركيا. المشاهد تعود إلى 3 يونيو 2025، أي قبل تصاعد التوتر العسكري بين إيران وإسرائيل. الحالة الخامسة روجت الحسابات لوجود تأييد شعبي إيراني للتدخل الاسرائيلي، عبر مقاطع فيديو تظهر رفع العلم الإسرائيلي والهتافات لإسرائيل. وبالتحقق من المقطع الذي يظهر الهتاف دعما لإسرائيل، تبيّن أنه مولد بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي، كما لم توثق أي جهة مستقلة أو إعلامية معروفة حدوث مظاهرة مماثلة داخل إيران. التحليل الشبكي ومع تصاعد ترويج تلك السردية المزعومة، والانتشار الواسع لها بالتزامن مع تواصل الحديث الإسرائيلي الرسمي عن إضعاف النظام، حاولنا فهم طبيعة التفاعلات المستمرة، وكيف تستمر الشبكات الفاعلة في ترويجها، عبر تحليل شبكي معمق. أجرينا تحليلًا بصريًا باستخدام أدوات جيفي (Gephi) وخوارزمية ForceAtlas2، لرسم خريطة التفاعل التي نشأت حول الكلمات المفتاحية المرتبطة برواية الانهيار الداخلي في إيران، مثل "الأحواز"، و" الثورة الإيرانية"، و"الهروب من السجن"، وغيرها، وذلك بهدف تحديد أبرز الحسابات التي لعبت أدوارًا مركزية في الانتشار، والكشف عن المجتمعات الرقمية التي شكّلت مراكز الضغط المعلوماتي داخل الشبكة. تمثل هذه الخريطة البصرية العلاقات الرقمية بين أبرز الحسابات التي نشرت أو أعادت تضخيم سرديات "انهيار إيران" بين 14 و17 يونيو/حزيران 2025، باستخدام كلمات مفتاحية متعددة بثلاث لغات (العربية، الإنجليزية، العبرية). وقد جُمعت العينة بين 14 و17 يونيو/حزيرن 2025، وضمت كلمات باللغات العربية والإنجليزية والعبرية. وأظهرت الخريطة الناتجة أن الشبكة تتكون من عدة مجتمعات مميزة، تتفاعل بكثافة حول حسابات مركزية، أبرزها: الحساب الإسرائيلي @magicflower22 الذي يصف نفسه بأنه مقاتل سابق في الجيش الاسرائيلي. حساب @hamedmusher يصف نفسه بمؤسس الحزب الليبرالي الأحوازي، ومناضل من أجل الاحواز، وقاد موجة نشر عربية نشطة، تكرّرت داخلها مقاطع وصور مزعومة عن ثورة في الأحواز. حساب @niohberg تصف نفسها بأنها اليهودية الإيرانية الأشهر على منصة إكس، وتعتبر نفسها مناصرة لاستعادة الملكية في إيران وداعمة لإسرائيل. حساب @uhn_plus حساب باللغة الإنجليزية وهي صفحة إخبارية أميركية. الحسابان الإسرائيليان @mossadil و @osint613، حسابان يقدّمان نفسيهما كمصدرين إخباريين، ولكنهما يعملان على ترويج السرديات المؤيدة لحكومة نتنياهو ويروجان للمحتوى المضلل، بشكل جاد أو ساخر. يكشف هذا التحقيق أن الرواية التي انتشرت بكثافة بين 14 و17 يونيو/حزيران 2025، والتي صوّرت إيران وكأنها على أعتاب "ثورة شعبية" وانهيار داخلي، استندت في معظمها إلى محتوى مُضلّل أو خارج سياقه الزمني والجغرافي، وعملت حسابات على تضخيمها عبر حسابات مركزية. كما أظهر التحليل أن الحسابات التي ضخّمت هذه السردية لم تكن عشوائية، بل ظهرت شبكة رقمية نشطة، ضمت حسابات إسرائيلية وعربية، واتبعت نمطا متكررا في النشر وإعادة التغريد، وسعت إلى تضخيم مشاعر الخوف والانهيار باستخدام مقاطع قصيرة وعناوين مثيرة دون تحقق أو مصدر موثوق.


الجزيرة
منذ 35 دقائق
- الجزيرة
كيف بدأت إيران بتغيير ردها الحربي على إسرائيل شكلا ومضمونا؟
تحاول طهران بناء حالة عسكرية جديدة "شكلا ومضمونا" في حربها الحالية مع تل أبيب، بالتزامن مع تصاعد وتيرة ضرباتها الصاروخية على مناطق مختلفة في وسط إسرائيل وشمالها وجنوبها. ووفق مراسل الجزيرة في طهران نور الدين الدغير، فإن عمليات إيران العسكرية لم تعد على نفس المنوال، إذ بدأت في تغييرها باستخدام أنواع جديدة من الصواريخ الباليستية والمسيّرات التي يطلقها الجيش الإيراني و الحرس الثوري خلال الساعات الـ24 الأخيرة. وفي ضوء هذا التطور، نوعت إيران في صواريخها، إذ أطلقت صاروخ "سجيل" الذي يعمل بمحركين ويخترق الأجواء، ويصعب رصده ولديه قدرة تدميرية عالية. وكذلك، استخدمت إيران صاروخ " فتاح" فرط الصوتي، الذي يتحرك بسرعة فائقة، ويمتلك قدرة كبيرة على الوصول إلى أهدافه من دون أن ترصده أجهزة الرادارات والمراقبة في إسرائيل. وكان صاروخ " خرمشهر" آخر الصواريخ الإيرانية المستخدمة في القصف على إسرائيل، وهو متعدد الرؤوس، ولديه قدرة انفجارية عالية ويحدث خسائر كبيرة. وفي وقت سابق اليوم الخميس، أطلقت إيران دفعة صواريخ ومسيرات جديدة تجاه مناطق واسعة من إسرائيل هي الأكبر خلال 48 ساعة، مما أسفر عن إصابة العشرات، فضلا عن دمار واسع داخل تل أبيب. وفي هذا السياق، قال ا لجيش الإسرائيلي -اليوم- إن إيران استخدمت صاروخا "متعدد الرؤوس الحربية، مما يشكل تحديا جديدا لدفاعاتنا". وفجر اليوم، نقلت صحيفة معاريف عن الجيش الإسرائيلي قوله إن صاروخ خرمشهر الذي أطلقته إيران على إسرائيل "يحمل أكثر من طن من المتفجرات برأس متفجر أكبر من صاروخ شهاب 3". ووفق الدغير، فإن إيران قد تشن هجمات بالمسيّرات أكثر انقضاضية، إلى جانب التشويش على النظام الراداري الإسرائيلي، مما يربك الإسرائيليين ومنظومتهم الدفاعية. أما بشأن المضمون، فإن إيران عبر مجلس أمنها القومي كانت واضحة بأن الهجوم سيقابل بهجوم مضاد، وكذلك سترفع من مستوى هجماتها حال فعلت إسرائيل ذلك. واستدل مراسل الجزيرة في طهران بالقصف الإيراني الذي استهدف مواقع أمنية وعسكرية إسرائيلية ردا على هجمات إسرائيل، مشيرا إلى أن صاحب القرار الإيراني "لم يصل بعد إلى استهداف المواقع النووية الإسرائيلية رغم استهداف منشآتها النووية". وقال المجلس الأمن القومي الإيراني -في بيان- إن طهران ستهاجم "فورا" أي طرف ثالث يتدخل في الحرب الحالية مع إسرائيل، في تحذير ضمني إلى الولايات المتحدة ورئيسها دونالد ترامب. وخلص الدغير إلى أن المرحلة المقبلة قد تشهد تغييرا في طبيعة الأهداف التي قد تستهدفها إيران، في ظل خطط طهران بـ"تغيير قواعد الاشتباك مع إسرائيل وفرض معادلة جديدة"، مما قد يدفع تل أبيب "لإعادة حساباتها العسكرية حين تستهدف المواقع الإيرانية". وبدأت إسرائيل فجر 13 يونيو/حزيران الجاري، بدعم أميركي ضمني، هجوما واسعا على إيران بقصف مبانٍ سكنية ومنشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين ومدنيين.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
كاتب بريطاني: دعاة الحرب أخطؤوا في العراق وأفغانستان والآن إيران
قال الصحفي البريطاني أوين جونز إن إسرائيل هي المصدر الأول للإرهاب وانعدام الاستقرار في الشرق الأوسط، ولكن الغرب يواصل تجاهل هذه الحقيقة، وسيؤدي ذلك إلى كارثة جديدة في إيران. وأضاف كاتب العمود في صحيفة غارديان البريطانية أن "الواحد منا يشعر وكأنه يفقد صوابه" وهو يقرأ بيان مجموعة السبع بأن "إيران هي المصدر الرئيسي للإرهاب في المنطقة"، وأن "من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها". وتساءل الكاتب عن "حالة الجنون التي تسيطر على السياسيين وأصحاب القرار" بسبب تبرئتهم إسرائيل، مضيفا أنها ارتكبت كل جريمة حرب ممكنة في غزة، وشنت حملة تطهير عرقي في الضفة الغربية ، وهاجمت إيران دون دليل أو تبرير، وقصفت المدنيين في لبنان وبيروت، و احتلت أجزاء من سوريا وزعزعت استقرارها. وأكمل متعجبا من أن من "صفقوا بحماس للمجازر في العراق وليبيا وأفغانستان" ما زالوا يطالبون بسفك المزيد من الدماء، وكأنهم لم يخطئوا بشأن كل ما دعوا له من دمار وعنف في هذه البلاد. ولفت إلى أن حروب الغرب في الشرق الأوسط -والتي يشجعها الكثيرون الآن مرة أخرى- بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 راح ضحيتها أكثر من 4.5 ملايين إنسان ولم يدفع مروجو هذه الحروب أي ثمن مقابل ذلك. العراق وإيران والنووي وانتقد جونز المذيع البريطاني السابق أندرو نيل، والمعروف بدعمه غزو العراق ، بعد أن قال الأخير "بكل صفاقة" -وفق المقال- إن دعاة السلام في إيران متطرفون ويقفون في صف "ديكتاتورية دينية من العصور الوسطى". وادعى نيل، قبل غزو العراق بـ6 أشهر، أن المدارس والمشافي في ضواحي بغداد تخفي منشآت سرية لأسلحة كيميائية وبيولوجية، وثبت عدم صحة هذه الادعاءات لكن بعد فوات الأوان، حسب المقال. وقارن الكاتب هذا الخطاب الدعائي بالموقف من إيران اليوم، إذ تتهم إسرائيل والغرب طهران بالسعي لامتلاك سلاح نووي، في حين تؤكد تقارير الاستخبارات الأميركية العكس. وأشار الكاتب إلى ازدواجية المعايير الغربية، موضحا أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي ثبت امتلاكها لترسانة نووية ضخمة، ومع ذلك ترفض التوقيع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية ، كما ترفض الخضوع لأي عمليات تفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية. إسرائيل مصدر الإرهاب ويرى جونز أن "وقاحة إسرائيل لا تُصدق"، فهي تدعي أن مقتل 24 إسرائيليا بهجمات إيرانية يعد دليلا مباشرا على شر النظام الإيراني، بينما قتلت هي أكثر من ضعف هذا العدد من الفلسطينيين الذين كانوا يحاولون الحصول على المساعدات في مجزرة واحدة. وأشار المقال إلى تقرير حديث بشأن تغطية هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) للمجازر في غزة، كشف أن كل وفاة في صفوف الإسرائيليين حظيت بتغطية إعلامية تزيد بـ33 ضعفا مقارنة بمقتل كل شهيد فلسطيني. وبينما أكد الكاتب وجوب تجنّب إيران استهداف المدنيين الإسرائيليين، أشار إلى تصريح كينيث روث، المدير السابق لمنظمة هيومن رايتس ووتش، الذي قال إن "خلط إسرائيل بين المواقع العسكرية والمدنية يصعّب تحديد أهداف الصواريخ الإيرانية". وخلص الكاتب إلى أن الإرهاب بات يعني أي عنف يمارسه أعداء الغرب، وحذر من أن عدم محاسبة السياسيين ومن يدعون إلى الحرب سيؤدي بالجميع إلى الهاوية.