
ثقافة : أسعد سليم يكتب: وهم الإسلام السياسى
نافذة على العالم - يقدم كتاب "وهم الإسلام السياسى" للدكتور المغربى سعيد بنسعيد العلوى، والصادر عن دار المعارف المصرية عام 2024، تحليلا نقديا معمقا وشاملا لخطاب الإسلام السياسى، مشرعا شعلة من الضوء الثاقب حول مكوناته السياسية، ثوابته، والآليات الفكرية والأيديولوجية التي ينتهجها هذا التيار.
ويسعى الكتاب الصغير حجما الكبير مضمونا، من خلال مقدمة وفصلين رئيسيين: الأول بعنوان "الإسلام السياسى والدولة الإسلامية" والثانى "دولة الخلافة الثانية"، إلى تفكيك خطاب الإسلام السياسى، مبرزا تناقضاته الفكرية والتاريخية، مؤكدا أن فكرة الدولة الإسلامية، بمعناها الضيق، كما تم تقديمها في تلك الخطابات، ليست سوى وهم في أذهانهم، بعيد كل البعد عن التصورات المنطقية ومتطلبات المجتمع البشرى المعاصر.
ويعتمد العلوى منهجا تحليليا دقيقا يجمع بين الاستقراء النصى والاستنباط المفاهيمى والنقد الفلسفى، مشكلا من خلالها رؤيته البديعة التي قدمها في هذا الكتاب المميز.
وهم الإسلام السياسي
في المقدمة، يشير العلوى لغرضه الأساسى من مؤلفه "وهم الإسلام السياسى"، وهو القراءة النقدية لخطاب الإسلام السياسى، ولذلك فهو يركز على أمرين اثنين: أولا، تحديد المتن بدقة لضمان وضوح المادة التي يتم تحليلها من مصادرها الرئيسية، وثانيا، الإبانة عن المنهج الذى اعتمده في قراءة ذلك المتن.
ويصنف الكاتب المتن إلى ثلاثة أنواع: يتمثل النوع الأول في النصوص ذات الوحدة الشاملة، وهى تلك النصوص التي تمثل رؤية مركزية متكاملة للإسلام السياسى، مثل كتابات الباكستانى أبو الأعلى المودودى، الذى يعتبر الزعيم الفكرى لهذا التيار، وهذه النصوص تمثل المصدر الأساسى لفهم آليات ومنطلقات الخطاب السياسى.
بينما النوع الثانى من المتن الذى اعتمد عليه المؤلف تمثل في النصوص المجمعة التي اشتغل عليها العديد من الباحثين المرموقين والموثوقين، مثل تلك التي جمعها الباحث رفعت سيد أحمد في كتابه "النبى المسلح"، والتي تعتبر محاولات توثيقية لخطابات الإسلام السياسى من مصادر متنوعة.
وأخيرا، النوع الثالث من المتن وهو عبارة عن النصوص المنشورة على الإنترنت، والمواد المتاحة على مواقع الأخبار والمنصات الرقمية، والتي تعبر عن الخطاب المعاصر للإسلام السياسى.
أما بخصوص المنهج، فقد اعتمد العلوى على تحليل ثلاثة أصناف سياسية لفهم خطاب الإسلام السياسى: تمثل الصنف الأول في الأشكال التعبيرية الكبرى، والتي تشمل كتابات علماء أصول الدين، الفقهاء، فلاسفة الإسلام مثل الفارابى، ومؤلفى كتب نصائح الملوك، وتمثل تلك الأشكال التراث الفكرى الإسلامي التقليدي.
بينما الصنف الثانى يتمثل فيما يعرف بنصوص عصر النهضة الإسلامية، أو ما يعرف بالفكر العربى المعاصر، والذى يعكس محاولات التوفيق بين الإسلام والحداثة. أما الصنف الثالث فكان الفكر السياسى الغربى في ذروته خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، والذى يقدم إطارا مقارنا لفهم السياقات السياسية الحديثة.
من خلال المتن والمنهج والتحليل، يخلص المؤلف إلى أن دولة الإسلام السياسى، كما تم تصويرها في الخطابات المذكورة، هي وهم بعيد عن التصديق العقلى، ومناقض للفطرة البشرية وسنن الله تعالى في خلقه، مؤكدا أن هذا الخطاب لا يستند على أية أسس تاريخية أو فكرية متينة، بل هو نتاج أيديولوجى حديث يستغل الدين لأغراض سياسية.
في الفصل الأول "الإسلام السياسى والدولة الإسلامية"، يقوم العلوى بتعريف الإسلام السياسى كمصطلح يطلقه الخصوم للإشارة إلى التيارات التي تتبنى مرجعية إسلامية في خطابها السياسى، ويوضح أن تلك التيارات متناحرة فيما بينها بالأساس مثل: المعتزلة، أهل السنة، الشيعة، والخوارج، مما يكشف عن غياب الوحدة الفكرية بينها رغم اشتراكها في استخدام المرجعية الدينية.
كما يبرز المؤلف التناقض الدستورى في العديد من الدول العربية والإسلامية، مثل المغرب، حيث ينص الدستور على أن الإسلام دين الدولة، بينما في نفس الدستور ينص بمنع تكوين الأحزاب على أسس دينية.
كما يشير إلى موقف مؤسسات دينية مثل الأزهر الشريف، التي تؤيد الدولة المدنية ذات المرجعية الإسلامية، وهو ما ينفى مقولة الدولة الإسلامية بشكلها الظلامى كما يروج لها خطاب الإسلام السياسى.
ويحدد العلوى أربع سمات عامة لخطاب الإسلام السياسى كما يلى:-
1-الخلافة كركن دينى: يعتبر إحياء الخلافة فرضا دينيا يجب تحقيقه بأى وسيلة، وإلا أثم المسلمون جميعا.
2-إحياء الخلافة بالعنف: يبرز استخدام العنف كوسيلة مشروعة لإعادة الخلافة.
3-امتلاك السلطة التنفيذية: يسعى الإسلام السياسى إلى السيطرة على السلطة، مع معاداة الدولة الحديثة وفرض الجهاد كمحاولة لتحقيق ذلك.
4-تكفير المخالفين: يقسمون العالم في خطابهم إلى مؤمنين وغير مؤمنين، مبررين الحرب ضد المخالفين والدولة الكافرة من وجهة نظرهم.
كما يستخلص العلوى أربعة أزواج مفاهيمية متقابلة تنظم خطاب الإسلام السياسى على النحو التالى:-
1-الإسلام/الجاهلية: كما طرحه القطب الإخوانى الشهير سيد قطب، حيث يشكل هذا الثنائى القاعدة الأساسية لمنطق الإسلام السياسى، مقسما العالم إلى دار الإسلام ودار الجاهلية.
2-الولاء/البراء: يعنى الولاء الانتماء المطلق للإسلام ومعاداة الجاهلية دون قيد أو شرط، بينما يعنى البراء التبرؤ من كل ما هو جاهلى ومحاربته، بما في ذلك قتل المخالفين.
3-الحاكمية/السيادة: تستند الحاكمية إلى فكر أبو الأعلى المودودى، المستمد من الآية القرآنية "وما الحكم إلا لله"، بينما تمثل السيادة مفهوما حداثيا يعنى سيادة الأمة أو الشعب، وهو ما يرفضه أنصار الحاكمية ويطالبون بقتل من ينادى بها.
4-دولة الخلافة/ دولة الطاغوت: يعتبر إنشاء دولة الخلافة فرض عين يجب تحقيقه على أنقاض دولة الطاغوت، التي تمثل الدولة المدنية بكل مؤسساتها الدستورية والنيابية.
ويناقش الكاتب إمكانية نسب الإسلام السياسى إلى الفكر السياسى الآسلامى التقليدي، مستعرضا ثلاثة أصناف رئيسية:
الأول، كتب أصول الدين (علم الكلام) والتي تشمل كتابات المعتزلة، الخوارج، المرجئة، الشيعة، وأهل السنة، حيث يتركز الخلاف حول مسألة الإمامة. فبينما تعتبر الإمامة ركنا دينيا عند الشيعة، فإنها ليست كذلك عند أهل السنة، ويؤكد العلوى أن هذه الاختلافات سياسية وليست دينية.
والصنف الثانى، كتب الفقه الإسلامي، والتي تتناول قضايا مثل أهل الاختيار وأهل الحل والعقد، والتشريع الفقهى المستحدث للإمامة. أما النوع الثالث فيتمثل في كتب النصائح السياسية، المستمدة من الثقافات اليونانية، الفارسية، والهندية، مثل كتاب "كليلة ودمنة" لابن المقفع، وهى تركز على صلاح الحاكم ثم الكبراء، ثم الرعية، دون تقنين، بل كإبحار أدبى ممتع.
ويخلص العلوى إلى أن الإسلام السياسى لا ينتمى إلى هذه المدارس الثلاث، بل هو نتاج الواقع المعاصر متأثرا بالأيديولوجيات الحديثة، كما يفرق المؤلف بين الإسلام والإسلاموية، حيث يؤكد أن الإسلام دين، بينما الإسلاموية أيديولوجيا ترتبط بالسلفية الجهادية والإرهاب العالمى، فالمسلم مؤمن والإسلاموى مناضل.
أما في الفصل الثانى والذى يحمل عنوان "دولة الخلافة الثانية"، يركز الدكتور سعيد بنسعيد العلوى على نقد فكرة دولة الخلافة التي يتبناها خطاب الإسلام السياسى كنموذج وحيد للدولة الدينية، ومعاداة الدول اللادينية واعتبار الجهاد فريضة.
ويطرح ثلاثة أسئلة لتحليل تلك الفكرة، السؤال الأول: لماذا الخلافة هي النموذج الأوحد الذى يريد الخطاب السياسى فرضه على الجميع؟ لأنها تعتبر، في نظر أنصار الإسلام السياسى، نيابة تامة عن الرسول الكريم محمد، مشروع لتجميع الأمة واستعادة تجربة الخلفاء الراشدين ومعاداة كل المخالفين، بينما السؤال الثانى هو لماذا معاداة الدولة القائمة؟ يرجع ذلك إلى مفهوم الولاء والبراء، وهو المفهوم الذى يحول الجهاد إلى قتال ضد الدولة القائمة.
أما لماذا القتال شكل مفروض للجهاد؟ فإن ذلك نتيجة التصور الاختزالى للجهاد والذى يبتعد عن التراث الفقهى التقليدي، ويبرر أشكاله الإرهابية العنيفة كوسيلة لتحقيق دولة الخلافة.
ويستشهد العلوى بنصوص من غلاة منظرى الإسلام السياسى، مثل كتابى أبو الأعلى المودودى "نظرية الإسلام السياسى" و"منهج الانقلاب الإسلامي"، وأيضا كتاب "ملة إبراهيم" لأبو محمد عاصم، وكذلك كتاب "جند الله ثقافة واختلاف" لسعيد حوى، حيث تشكل تلك النصوص أساسا أيديولوجيا لتبنى العنف وإقامة دولة الخلافة، معتمدة على مفاهيم الحاكمية والولاء والبراء، وينتقد المؤلف تلك النصوص لتجاهلها السياقات التاريخية والاجتماعية، وترويجها رؤية اختزالية مبتسرة تبرر العنف والتكفير.
ويدعو الكتاب إلى إعمال الذهن، وإعادة قراءة المنهجيات الأصولية لاستخراج تناقضاتها وأخطائها، كما يدعو إلى إعادة النظر في العلاقة بين الدين والسياسة، مؤكدا ضرورة فصل المجالين لتجنب استغلال الدين في الصراعات السياسية التي تؤدى إلى العنف والانقسام.
ويعد الكتاب إسهاما فكريا مميزا يثرى النقاش حول خطاب الإسلام السياسى وتحدياته في العالم العربى والإسلامى، مقدما رؤية عقلانية تسهم في فهم أعمق للعلاقة بين الدين والسياسة في السياق المعاصر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نون الإخبارية
منذ 17 دقائق
- نون الإخبارية
د. إيمان علاء الدين تكتب: ملحمة ثورة 30 يونيو وبناء الجمهورية الجديدة
مسيرة الحياة تشبه قطارًا يعبر محطات حساسة ومفصلية، حيث تتداخل اللحظات الحاسمة التي تتطلب قرارات لا تقبل التأجيل، مع اللحظات الفارقة التي تغير مساراتنا، وكذلك اللحظات المؤثرة التي تترك بصمتها في ذاكرتنا. أخبار ذات صلة 11:24 مساءً - 26 يونيو, 2025 9:47 مساءً - 26 يونيو, 2025 11:00 مساءً - 26 يونيو, 2025 4:03 مساءً - 24 يونيو, 2025 وعلى الرغم من أننا نعيش تلك اللحظات في أوقات متفرقة، إلا أن اجتماع جميعها في مشهد واحد يعد أمرًا نادرًا واستثنائيًا. لقد كانت وفي الذكرى الثانية عشرة لتلك الثورة المجيدة، أشاد وأكد أن البناء المستقبلي لن يتحقق إلا بسواعد وإخلاص أبناء مصر الأوفياء، وأن ما تم إنجازه هو فضل من الله ثم ثمرة لصبر الشعب وإيمانه الراسخ بمكانة وطنه. الرئيس السيسي تحدث عن الملحمة الوطنية التي جمعت إرادة المصريين ووحدت صفوفهم في مواجهة الإرهاب، وأفشلت محاولات الفوضى والابتزاز. كانت هذه اللحظات المفتاح للانطلاق نحو وفي ظل أزمات المنطقة المشتعلة وأصوات الصراعات الممتدة من أكد أن كالعادة، اختتم الرئيس حديثه بروح حانية تنطلق من القلب إلى شعبه الوفي، واصفًا إياهم بالسند الحقيقي والدرع الحامي لهذا الوطن. توجه بتحية إجلال لأرواح شهداء مصر الذين رووا تراب الوطن بدمائهم الزكية، وتقديرًا للقوات المسلحة الباسلة وأعضاء الشرطة وجميع أجهزة الدولة التي تعمل بلا كلل لحماية البلاد. تحيا تلك اللحظات التي أظهرت صلابة ووحدة المصريين رغم كل التحديات، تحيا اللحظات التي برهنت على وعيهم وإصرارهم على مواجهة العقبات وبناء وطن يليق بتاريخه ومستقبله، تحيا مصر دائمًا وأبدًا.. تحيا الجمهورية الجديدة. أستاذ التكنولوجيا الحيوية المساعد بعلوم القاهرة للمزيد من مقالات الكاتبة


نون الإخبارية
منذ 18 دقائق
- نون الإخبارية
محمد يوسف يكتب: فلنفتح الصفحة الجديدة
سيجد أخبار ذات صلة 11:24 مساءً - 26 يونيو, 2025 9:47 مساءً - 26 يونيو, 2025 11:00 مساءً - 26 يونيو, 2025 4:03 مساءً - 24 يونيو, 2025 كلام الرئيس الإيراني في اجتماع مجلس الوزراء، يوم الأحد، والمنقول عبر وكالة أنباء فمنذ القمة الأولى في 1981، ونحن منفتحون على التعاون معاً، من أجل خليج آمن ومستقر، وتنمية مكملة لبعضها البعض، لتوفير حياة كريمة لشعوبنا، مع الاستفادة من الخيرات التي أنعم الله بها علينا. بزشكيان أبدى استعداد إيران للتعاون الشامل مع فالصفحة الجديدة هي التي نراها ببياضها وحسن نواياها، لأنها طرحت بعد دروس قاسية ومؤلمة، وبالأخص الدرس الأخير، الذي كاد أن يسحبنا جميعاً إلى متاهة لا يعلم مداها غير الله، ولهذا، لا بد أن تكون تلك الصفحة واضحة بمعالمها وأهدافها وقناعات من يخطّون سطرها الأول، صفحة تزيل مسببات النفور وعدم الثقة، وتبني مقومات التعاون المنشود، على أسس قوية، تحميها إرادة صادقة، وهذا لن يتم دون مناقشات صريحة وواضحة، تبين كل سلبيات العلاقات في الفترة السابقة، وتزيل أسبابها، لتصفى النفوس وتطمئن. علينا أن نسعى جميعاً، ما دامت هناك أرضية ممهدة من قبل الرئيس الإيراني، تضاف إلى موقف دول مجلس التعاون، الذي كان، ولا يزال، يدعو إلى احترام «الجيرة». للمزيد من مقالات الكاتب


الدولة الاخبارية
منذ 25 دقائق
- الدولة الاخبارية
النائب أحمد قورة : تعديلات الإيجار القديم تصحح مسار العلاقة بين المالك والمستأجر وتعيد التوازن المفقود
الثلاثاء، 1 يوليو 2025 10:38 مـ بتوقيت القاهرة أكد النائب أحمد عبد السلام قورة، عضو لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب وعضو الهيئة البرلمانية لحزب حماة الوطن، أن مناقشة مجلس النواب لمشروع قانون تعديل بعض أحكام قوانين إيجار القديمة ، تمثل لحظة فارقة في مسار تصحيح علاقة طال انتظار تنظيمها بين المالك والمستأجر، مشددًا على أن البرلمان لا يسعى إلى الانتقاص من حقوق أي طرف، بل يعمل على تحقيق توازن عادل يضمن احترام الملكية ويحفظ كرامة الساكن ويصون الاستقرار المجتمعي. وقال قورة، خلال الجلسة العامة اليوم برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، لمناقشة تقرير اللجنة المشتركة من لجنة الإسكان والمرافق العامة والتعمير، ومكتبي لجنتي الإدارة المحلية، والشئون الدستورية والتشريعية بشأن مشروع القانون المقدم من الحكومة، إن التشريع المطروح يعالج إرثًا قانونيًا استثنائيًا امتد لأكثر من ستين عامًا، أصبح عبئًا على منظومة العدالة وحقوق الملكية الدستورية. واستهل النائب كلمته بالاستشهاد بآيات من القرآن الكريم التي تؤكد على العدل والحق في الحكم والتشريع، من بينها: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان}، و{وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل}، و{وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى}، وقوله تعالى: {يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق}، مؤكدًا أن هذه المبادئ الربانية يجب أن تكون حاضرة في كل تشريع ينظم العلاقة بين الناس. وأضاف قورة أن المؤسسة الدينية العريقة – الأزهر الشريف – أوضحت بشكل قاطع أن عقود الإيجار غير المحددة المدة، والتي تُورث، تُعد مخالفة لمقاصد الشريعة الإسلامية، لما تنطوي عليه من مخالفة لشروط التعاقد الصحيح، ومنها تحديد المدة والمنفعة، ولما ينتج عنها من أكل لأموال الناس بالباطل، بحسب ما ورد في آيات القرآن الكريم. وأعرب النائب عن ثقته في أن المجلس، برئاسة فقيه دستوري وقاضٍ جليل بحجم المستشار الدكتور حنفي جبالي، لن يسمح بتمرير أي نص يخالف الدستور أو يفتقد للعدالة التي نصت عليها المحكمة الدستورية العليا في مبادئها الراسخة. واختتم قورة كلمته بالتأكيد على أن القانون لا يستهدف طرد المستأجر أو الضغط عليه، وإنما يهدف إلى تنظيم العلاقة بشكل عادل ومتدرج، بما يحقق الأمن القانوني والاجتماعي لجميع الأطراف.