logo
دراسة إيطالية واسكتلندية تزعم وجود مدينة ضخمة تحت أهرامات الجيزة.. الباحثون: مساحتها تزيد على 6500 قدم.. وزير الآثار السابق: "كلام فارغ" .. وحسين عبد البصير: نحن أمام موجة جديدة من الخيال والتضليل

دراسة إيطالية واسكتلندية تزعم وجود مدينة ضخمة تحت أهرامات الجيزة.. الباحثون: مساحتها تزيد على 6500 قدم.. وزير الآثار السابق: "كلام فارغ" .. وحسين عبد البصير: نحن أمام موجة جديدة من الخيال والتضليل

اليوم٢٢-٠٣-٢٠٢٥

أثارت دراسة حديثة عن الأهرامات المصرية ضجة كبيرة في العالم، حيث زعم باحثون من إيطاليا واسكتلندا أنه توجد "مدينة ضخمة تحت الأرض" تمتد على مسافة تزيد عن 6500 قدم تحت أهرامات الجيزة، ما يجعلها أكبر بعشر مرات من الأهرامات نفسها.
ويأتي هذا الادعاء من خلال استخدام الخبراء لجهزة نبضات الرادار لإنشاء صور عالية الدقة في أعماق الأرض تحت الهياكل ، بنفس الطريقة التي يستخدم بها رادار السونار لرسم خريطة أعماق المحيطات.
وكشفت الدراسة، التي لم تتم مراجعتها من قبل خبراء مستقلين، عن وجود ثمانية هياكل أسطوانية رأسية تمتد لأكثر من 2100 قدم تحت الهرم، بالإضافة إلى المزيد من الهياكل غير المعروفة على عمق 4000 قدم، ووصف بيان صحفي النتائج بأنها "رائدة"، وإذا ثبتت صحتها، فقد تعيد كتابة تاريخ مصر القديمة ومع ذلك، أثار خبراء مستقلون مخاوف جدية بشأن الدراسة.
وقال البروفيسور لورانس كونيرز، خبير الرادار في جامعة دنفر والذي يركز على علم الآثار، لموقع DailyMail.com إنه من غير الممكن أن تخترق التكنولوجيا هذا العمق في الأرض، ما يجعل فكرة وجود مدينة تحت الأرض "مبالغة كبيرة"، موضحًا أنه من الممكن تصور وجود هياكل صغيرة، مثل الأعمدة والغرف، تحت الأهرامات التي كانت موجودة قبل بنائها لأن الموقع كان "خاصا بالناس القدماء".
ورغم الشكوك، أضاف البروفيسور كونيرز أن الطريقة الوحيدة لإثبات صحة الاكتشافات هي إجراء "حفريات محددة الأهداف، ورأيي هو أنه طالما أن المؤلفين لا يختلقون أشياء وأن أساليبهم الأساسية صحيحة، فيجب على كل من يهتم بالموقع أن يلقي نظرة على تفسيراتهم"، مضيفا يمكننا أن نختلف حول التفسيرات، وهذا ما يسمى بالعلم لكن يجب أن تكون الأساليب الأساسية متينة.
وأشار كونيرز، إلى أنه لا يستطيع تحديد ما إذا كانت التكنولوجيا المستخدمة قد التقطت بالفعل بنية مخفية أسفل الهرم، متابعا إنهم يستخدمون كافة أنواع برامج تحليل البيانات الملكية المتطورة.
بنيت أهرامات الجيزة خوفو وخفرع ومنقرع قبل 4500 عام على هضبة صخرية على الضفة الغربية لنهر النيل في شمال مصر، وشيد كل منهما باسم فرعون، بُني الهرم الأقدم والأكثر شمالاً في المجموعة لخوفو يعرف أيضًا بالهرم الأكبر، وهو أكبرها، إذ يبلغ ارتفاعه 480 قدمًا وعرض قاعدته 750 قدمًا، وقد تم بناء الهرم الأوسط لخفرع، وهو الذي قام الفريق بدراسته، أما منقرع فهو الهرم الأكثر جنوباً والأخير الذي تم بناؤه، وهذه النتائج الأثرية الجديدة قد تعيد تعريف فهمنا للتضاريس المقدسة في مصر القديمة، من خلال توفير إحداثيات مكانية للهياكل الجوفية غير المعروفة وغير المستكشفة من قبل.
وردًا على هذه الادعاءات، قال الدكتور ممدوح الدماطى، وزير الآثار السابق، حول وجود مدينة ضخمة تحت الأهرامات ليست سوى خرافات لا تستند إلى أي دليل علمي موثوق، رغم محاولات البعض الترويج لهذه الفكرة باستخدام تقنيات حديثة مثل المسح الجيوفيزيائي، فإن الأبحاث الأثرية الموثقة لم تكشف عن أي هياكل سرية بهذا الحجم، الأهرامات وأراضيها المحيطة خضعت لعقود من الدراسات والتنقيبات من قبل علماء آثار محترفين، ولم يظهر أي دليل يدعم هذه المزاعم، في النهاية تبقى هذه الادعاءات مجرد تكهنات يروجها البعض لجذب الانتباه دون أي أساس علمي حقيقى.
ومن جانبه قال الدكتور حسين عبد البصير، عالم الآثار المصرية ومدير عام أهرامات الجيزة السابق ومدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، إن هذه الدراسة رغم جاذبيتها للجمهور العريض يفتقد إلى أبسط معايير العلم الرصين، ويقع في دائرة المبالغات، بل وربما التضليل، أي اكتشاف علمي حقيقي في مجال الآثار يجب أن ينشر أولاً في دورية علمية موثوقة بعد مراجعة دقيقة من خبراء مستقلين (peer review) ما حدث هنا هو مجرد مؤتمر صحفي وتصريحات صحفية دون ورقة علمية منشورة في أي مجلة محترمة، ودون إعلان رسمي من وزارة السياحة والآثار المصرية أو المجلس الأعلى للآثار.
وأوضح حسين عبد البصير، أن التقنيات الجيوفيزيائية مثل الرادار المخترق للأرض (GPR) أو التحليل الزلزالي تستطيع مسح أعماق محدودة، لا تتجاوز عشرات الأمتار في أفضل الأحوا، أما الادعاء بوجود هياكل ضخمة على عمق 2000 قدم (600 متر) فهو خيال علمي لا يستند لأي حقيقة تقنية، حتى أعمق الأنفاق في العالم لا تصل إلى هذه الأرقام بسهولة، فكيف بوجود غرف تحت أهرامات بُنيت قبل 4500 عام دون أي أثر أو انهيار.
وتابع حسين عبد البصير، أن الحديث عن "قاعات آمينتي" هو استدعاء للأساطير الهيرمسية والغنوصية، التي لا علاقة لها بعلم المصريات، لم يظهر في أي نص فرعوني أو بردية أثر لوجود قاعات بهذا الاسم، وكلها مجرد إسقاطات خرافية على حضارة عظيمة اعتادت على أن تكون هدفًا للخيال أكثر من الحقيقة، من المثير للقلق أن أحد أصحاب هذا الادعاء، كورادو مالانجا، هو باحث معروف في مجال "الأجسام الطائرة المجهولة" (UFOs) وسبق له الظهور في برامج تتحدث عن الكائنات الفضائية، عندما يدخل هذا التوجه في الأبحاث الأثرية، يتحول الأمر من بحث علمي إلى ترويج نظريات مؤامرة وشعبوية لا تخدم الحقيقة.
وأكد حسين عبد البصير، أن العلم الحقيقي يقول إن هناك بالفعل أنفاقًا وشبكات غرف صغيرة أسفل بعض الأهرامات، مثل بئر أوزيريس أسفل هضبة الجيزة، أو الغرف غير المكتشفة التي كشفتها عمليات المسح الحديثة، لكنها كلها تقع في حدود منطقية من حيث العمق والحجم، ولا ترقى إلى أن تكون "مدينة تحت الأهرامات".
وأضاف حسين عبد البصير، أننا نحن أمام موجة جديدة من الخيال الذي يُباع على أنه علم، هذا لا يعني أن العلم لا يملك مفاجآت، ولكن الفرق بين المفاجأة العلمية والادعاء المثير أن الأولى تأتي عبر منهج علمي صارم، والثانية تُباع على أنها "سبق إعلامي" دون دليل.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نائب وزير الإسكان يشهد توقيع بروتوكول بين شركة «مياه الجيزة» و«هندسة عين شمس»
نائب وزير الإسكان يشهد توقيع بروتوكول بين شركة «مياه الجيزة» و«هندسة عين شمس»

جريدة المال

time١٧-٠٥-٢٠٢٥

  • جريدة المال

نائب وزير الإسكان يشهد توقيع بروتوكول بين شركة «مياه الجيزة» و«هندسة عين شمس»

وقَّعت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالجيزة، برئاسة المهندس منصور بدوي، وكلية الهندسة بجامعة عين شمس، برئاسة الدكتور عمرو عبد السلام، عميد الكلية، بروتوكول تعاون ثنائى مشترك فى إطار تعزيز سبل التطوير والبحث العلمي، وذلك بحضور الدكتور سيد إسماعيل، نائب وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والدكتور عبد القوى خليفة، وزير مرافق مياه الشرب والصرف الصحى الأسبق، والدكتورة هدى سوسة، مدير مركز تميز بحوث المياه ورئيس قسم الري والهيدروليكا. وشهد الحضور الاتفاق على توقيع مذكرة تفاهم خاصة بالبدء في تنفيذ مراحل مشروع CIRQUA من برنامج بريما للاتحاد الأوروبي تحت عنوان 'نهج متكامل لتعزيز كفاءة إعادة استخدام المياه والتربة المستدامة' لاستخدام التقنيات الحيوية الجديدة والمبتكرة لمعالجة مياه الصرف الصحى تكاملاً مع منظومة الذكاء الاصطناعي وتماشياً مع رؤية مصر للتنمية 2030 والاستراتيجية القومية لقطاع مياه الشرب والصرف الصحي بمصر 2050، لتنفيذ خطة الدولة للاستفادة الحقيقية من الأبحاث العلمية والتطوير المستمر لرفع كفاءة منظومتي مياه الشرب والصرف الصحي واستدامة تقديم الخدمة للمواطنين طبقاً للمعايير والمواصفات القياسية. وأكد الدكتور سيد إسماعيل، أن هذا البروتوكول يأتي في إطار مواكبة الشركة للتطوير المستمر بمجالات الريادة والإبداع للربط بين آليات ومخرجات البحث العلمي والتكنولوجيا بما يساير إستراتيجية الدولة المصرية للتنمية المستدامة' رؤية مصر 2030″ في مجالات مياه الشرب والصرف الصحى، وكذا تعزيز التعاون مع الجهات البحثية بما يعود بزيادة الكفاءة الإنتاجية، وتجويد الخدمات المقدمة، وتحويل المعارف لحلول فنية بصورة استثمارية لمخرجات البحث العلمي وربطها بالصناعة. كما أكد إسماعيل، دعم وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية للأبحاث الجديدة والعمل المستمر علي تطوير منظومتي مياه الشرب والصرف الصحي وحث الجهات التابعة للوزارة علي تعزيز سبل التعاون مع المراكز البحثية بالجامعات المصرية.

معهد البحوث الفلكية: الهزات الارتدادية الواقعة فجر اليوم الأكبر من نوعها بعد زلزال دهشور عام 1996
معهد البحوث الفلكية: الهزات الارتدادية الواقعة فجر اليوم الأكبر من نوعها بعد زلزال دهشور عام 1996

جريدة المال

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • جريدة المال

معهد البحوث الفلكية: الهزات الارتدادية الواقعة فجر اليوم الأكبر من نوعها بعد زلزال دهشور عام 1996

أكد الدكتور طه توفيق رابح، القائم بأعمال رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن الهزات الارتدادية، التي حدثت فجر اليوم الأربعاء وشعر بها المواطنون في عدد من محافظات الجمهورية، تعد هي الأكبر من نوعها بعد زلزال دهشور؛ والمعروف باسم زلزال 1996. يشار إلى أن مصر شهدت زلزالًا بقوة 5.8 ريختر في منطقة دهشور بمحافظة الجيزة عام 1996، وتضرر منه آلاف المباني وشهد سقوط ضحايا ومصابين. وقال القائم بأعمال رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية دينا عصمت، في برنامج اليوم على فضائية دي إم سي، إن أول هزة أرضية ارتدادية حدثت كانت بعد منتصف الليل بدرجة 6.4 ريختر، تبعتها أخرى بدرجة 4.2 ريختر، وانتهت بآخِر هزة أرضية ظُهر اليوم وكانت شدتها 3.2 درجة ريختر. وأكد رابح أنه تحدث زلازل شبه يومية في منطقتَي البحر الأحمر والبحر المتوسط، لكن لا يشعر بها المواطنون نتيجة بُعدها الجغرافي وحجم قوتها المتوسطة أو الضعيفة، مشيرًا إلى أنه لا توجد حتى الآن تكنولوجيا معنية تتنبأ بحدوث زلازل، وكل ما يحدث هو توقعات وتخمينات. يُذكر أن عددًا من الدول شعرت بزلزال شديد وقع، فجر اليوم الأربعاء، في اليونان وكريت بالبحر المتوسط، كما أعلنت اليونان، اليوم، احتمالية وقوع تسونامي في منطقة الزلزال.

عاجل.. زلزال يضرب القاهرة وعددا من المحافظات
عاجل.. زلزال يضرب القاهرة وعددا من المحافظات

اليوم السابع

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • اليوم السابع

عاجل.. زلزال يضرب القاهرة وعددا من المحافظات

شعر عدد كبير من المواطنين بالقاهرة والجيزة والقليوبية وبعض المحافظات، منذ قليل، بهزة أرضية. وتعمل الشبكة القومية للزلازل من خلال 70 محطة تم اختيار أماكنهم بدقة فى ضوء التاريخ الزلزالى لمصر كلها وأصبح مستحيل حدوث أى زلزال دون تسجيله ورصده مهما كانت قوته حتى لو كان أقل من الصفر. والشبكة القومية للزلازل من أحدث الشبكات الموجودة فى العالم ومصر من أوائل الدول على مستوى العالم وشمال أفريقيا والشرق الأوسط فى هذا المجال، حيث يعود تاريخها لأكثر من 150 سنة ولدينا أكبر تاريخ زلزالى على مستوى العالم يعود لأكثر من 5 آلاف سنة، على الرغم من أن رصد الزلازل بدأ مع بداية القرن العشرين ولكن الحضارة المصرية القديمة وتاريخ الزلازل فى كتب التاريخ كلها تعود تاريخها لأكثر من 5 آلاف سنة وهو ما يعطى ثقل وقوة لمصر فى رصد والتعامل مع مثل هذه الظواهر الطبيعية. وعن تصنيف مصر ووضعها عالميا بين المناطق الأكثر عرضة للزلازل، فمصر بعيدة كل البعد عن الأحزمة الزلزالية، حيث أن هناك 7 أحزمة زلزالية معروفة على مستوى العالم ومصر بعيدة عنها، ولكن مصر بقربها من بعض المناطق النشطة زلزاليا مثل خليج العقبة وخليج السويس والبحر الأحمر يجعلنا نتأثر ببعض الزلازل متوسطة القوى ومرونة المجتمع المصرى حاليا لتلقى الصدمة العامل الحاكم لتقليل الخسائر الناتجة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store