logo
"العقبة الخاصة" تصدر قرارات بشأن استقدام العاملات والإعفاءات الطبية وعقود الإيجار

"العقبة الخاصة" تصدر قرارات بشأن استقدام العاملات والإعفاءات الطبية وعقود الإيجار

الرأيمنذ 3 أيام
قرر مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة في مجال تحسين بيئة الأعمال وتطوير إجراءات استقدام عمالة المنازل الموافقة على اعتماد الفحص الطبي الصادر من مديرية الصحة طيلة فترة سريان الفحص "سنة واحدة" ولأكثر من مرة شريطة عدم مغادرة البلاد.
كما قرر مجلس المفوضين الموافقة اعتماد الإعفاءات الطبية الصادرة من مديريات التنمية الاجتماعية في المنطقة الجمركية "خارج منطقة العقبة الاقتصادية"، ولحين تعميم حصرية اعتماد البطاقة التعريفية الصادرة من المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
وقرر مجلس المفوضين الموافقة على تكليف قسم ضريبة الأبنية والأراضي بالتصديق على عقود الإيجار دون طلب تسديد المستحقات من قبل مالك البناء "المؤجر"، حيث يتم التوضيح والشرح على المعاملة بأنها لغايات استكمال معاملات استقدام أو استخدام عمال المنازل.
وتأتي هذه القرارات ضمن رؤية السلطة في محور تحفيز الاستثمار ومحور التطوير المؤسسي إلى تحسين بيئة الأعمال وتعزيز جاذبية المنطقة للاستثمار من خلال تطوير إجراءات استقدام عمالة المنازل كخطوة استراتيجية مدروسة في تحسين جودة الحياة.
كما تسهم قرارات تبسيط الإجراءات تقليل الوقت والتكاليف المرتبطة بالاستقدام، إضافة إلى مواكبة التوجهات الحكومية بتسهيل الإجراءات والخدمات على المواطنين والمستثمرين وتعكس حرص السلطة على تلبية احتياجات المجتمع المحلي ضمن إطار من التنظيم والرقابة يضمن حقوق جميع الأطراف.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تجارة الأردن: الرسوم الجمركية الأميركية ستسهم في زيادة أسعار الأغذية
تجارة الأردن: الرسوم الجمركية الأميركية ستسهم في زيادة أسعار الأغذية

رؤيا نيوز

timeمنذ 3 دقائق

  • رؤيا نيوز

تجارة الأردن: الرسوم الجمركية الأميركية ستسهم في زيادة أسعار الأغذية

قال ممثل قطاع المواد الغذائية في غرفة تجارة الأردن، جمال عمرو، إن أسعار الغذاء التي تصدرها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) لا ينعكس أثرها على السوق المحلية قبل نحو 3 أشهر، مشيرًا إلى أن القطاع رصد ارتفاعًا في أسعار الزيوت النباتية منذ عام 2024 بنسبة 8% مقارنة بتموز من العام الماضي. وأوضح عمرو، أن مؤشر الفاو أظهر انخفاض أسعار الحبوب والسكر ومنتجات الألبان عالميًا، وهذا حدّ من ارتفاع أكبر في أسعار الأغذية عالميا. وبين أن المتطلبات اللوجستية تشكل نحو 20% من قيمة البضائع المستوردة، وهي كلفة وصفها بـ'العالية'. وأضاف أن 80% من التجار في الأردن يرتبطون بعقود سنوية؛ لتجنب تأثيرات ارتفاع أسعار الأغذية، لكنه حذر من أن الرسوم الجمركية الأميركية ستسهم في زيادة الأسعار خلال الفترة المقبلة. من جانبها، أكدت أستاذة سلاسل التوريد والدعم اللوجستي الرقمي، مها الشيخ، أن عددًا كبيرًا من التجار لا يعتمدون على تنويع مصادر الاستيراد، مما يزيد من تأثر السوق المحلية بالأزمات الخارجية، خصوصًا بعد أزمة الشحن عبر البحر الأحمر. وأشارت إلى أن تأخير وصول البضائع يؤدي إلى ارتفاع أسعارها ويؤثر على استقرار سلاسل التوريد، لافتة النظر إلى أن بعض الدراسات أشارت إلى ارتفاع أسعار الغذاء عالميًا بين 8% و12% خلال العامين الماضيين. وشددت الشيخ على أن السوق الأردنية مفتوحة ولا يوجد احتكار، مما يمنحها ميزة تنافسية، لكنها حذرت من أن ارتفاع كلف المتطلبات اللوجستية يبقى من أبرز التحديات أمام استقرار الأسعار. وأعلنت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) الجمعة، أن أسعار السلع الغذائية العالمية ارتفعت في تموز إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من عامين، مدفوعة بارتفاع الأسعار العالمية للحوم والزيوت النباتية. وبلغ متوسط مؤشر الفاو لأسعار الغذاء 130.1 نقطة في تموز 2025، بزيادة 1.6% عن حزيران، وهو أعلى مستوى منذ شباط 2023، رغم أنه أقل بنسبة 18.8% من ذروته في آذار 2022 التي أعقبت بدء الحرب الروسية الأوكرانية. وأضافت الفاو أن مكاسب أسعار اللحوم والزيوت النباتية فاقت الانخفاضات في أسعار الحبوب ومنتجات الألبان والسكر، فيما استقرت أسعار الغذاء عالميًا في حزيران عند 120.6 نقطة. كما سجلت أسعار الحبوب تراجعًا بنسبة 3% على أساس شهري، وسط تحسن في توقعات الإنتاج بعدد من الدول المصدرة، في حين ارتفعت أسعار الألبان بنسبة 1.2%، والسكر بنسبة 1.9%؛ نتيجة تراجع المحاصيل في البرازيل.

الأردن يكتب تاريخه الرقمي بلغة التوكن وسيادة المستقبل
الأردن يكتب تاريخه الرقمي بلغة التوكن وسيادة المستقبل

الغد

timeمنذ ساعة واحدة

  • الغد

الأردن يكتب تاريخه الرقمي بلغة التوكن وسيادة المستقبل

اضافة اعلان د. مروة بنت سلمان آل صلاحفي عالم يتغير بسرعة كبيرة، لم تعد التكنولوجيا خيارا ثانويا للتنمية، بل أصبحت شرطا أساسيا لتبقى الدول في قلب الاقتصاد العالمي. الأردن أدرك هذه الحقيقة مبكرا، لكنه لم يندفع وراء الشعارات الرقمية بشكل عشوائي، بل اختار أن يبني مساره الوطني بخطوات مدروسة تحترم هويته الوطنية وتضع التنمية في إطار سيادي، قبل أن تكون مجرد تقنية جديدة.التحول الرقمي في الأردن لم يكن مجرد قرار صادر من القمة أو إجراء بيروقراطي، بل جاء نتيجة تراكم طويل من الخطوات الإستراتيجية التي بدأت بوضع قوانين واضحة وعادلة، مرورا بتحديث أساليب الإدارة، وانتهاء بفكر اقتصادي جديد يرى التكنولوجيا كأداة لتحقيق العدالة، وزيادة الكفاءة، وحماية البيانات والمعلومات. لم تكن الرقمنة مجرد تحويل خدمات ورقية إلى إلكترونية، بل كانت بداية لمشروع وطني شامل لبناء ثقة بين المواطن والدولة في نظام رقمي وطني يحمي الحقوق، ويساعد على النمو، ويسمح للأردن بالمنافسة عالميا دون أن يتنازل عن قيمه وثوابته.ومن أهم أسباب نجاح أي تحول رقمي هو بناء الثقة، ولذا كانت القوانين مثل قانون حماية البيانات الشخصية وقانون المعاملات الإلكترونية من أهم الخطوات التي قامت بها الدولة الأردنية مبكرا. هذه القوانين وضعت أرضية واضحة تضمن حماية المواطن والمستثمر على حد سواء، مما جعل الفضاء الرقمي في الأردن بيئة آمنة ومنظمة وليست مجرد فضاء مفتوح وعشوائي.وسط هذا التطور بدأ مصطلح "التوكن" يدخل في الخطاب الرقمي، لكنه لم يكن مجرد كلمة تقنية، بل مفهوم جديد يعيد النظر في معنى القيمة الاقتصادية والاجتماعية. فالتوكن ليس فقط أصلا رقميا أو وحدة مشفرة، بل يعبر عن رؤية جديدة للقيمة تتجاوز المال لتشمل الملكية، الهوية، والثقة. الأردن يمتلك الأسس المناسبة لهذا التحول لأنه بنى بيئة شفافة تدمج التقنية في إطار سيادي يحمي مصالح الدولة والمجتمع.ومن هنا، يمكن تصور مشروع توكن وطني ذكي مثل "Jordanverse Token"، لا يكون عملة بديلة عن المال، بل وسيلة جديدة للتعامل مع الخدمات الحكومية والرقمية. يمكن للمواطن أن يستخدم هذا التوكن لدفع رسوم الخدمات، أو الدخول إلى تجارب سياحية رقمية في المتاحف الافتراضية، أو الحصول على مكافآت عند التفاعل مع منصات التعليم والصحة والضرائب. كما يمكن للتوكن أن يكون أداة دعم وتمويل مباشرة للمشاريع الصغيرة والشركات الناشئة، تحت رقابة الدولة التي تضمن الشفافية والعدالة الرقمية.أما من الناحية الاجتماعية، فإن التوكن يفتح فرصا جديدة تعيد توزيع الثقة بين الدولة والمواطن، حيث يصبح لكل فرد أداة تفاعلية تتيح له المشاركة الفعلية في صنع القرار الاقتصادي. كما يتيح التوكن للذين كانوا خارج الاقتصاد الرسمي فرصة الدخول في منظومة إنتاج رقمية عادلة. ثقافيا، تسمح التوكنات غير القابلة للاستبدال (NFT) للأردن بحفظ تراثه وتاريخه بصورة رقمية، مما يعطي الرموز الثقافية قيمة مادية ومعنوية، ويحول الحرف والفنون والموسيقا إلى محتوى اقتصادي متجدد يمكن تداوله عالميا. وهذا ليس مجرد استخدام تقنية، بل طريقة جديدة للحفاظ على الهوية في عصر تتغير فيه القيم بسرعة.ولا يمكن لهذا التحول أن ينجح بدون دور حيوي للبنوك والقطاع المالي، الذين يشكلون العمود الفقري للحركة الاقتصادية. على البنوك أن تتجاوز دور الوسيط التقليدي، لتصبح منصات رقمية تقدم خدمات مثل المحافظ الذكية، والتقييم الائتماني الرقمي، وأنظمة التحقق المبنية على البلوكشين. البنوك الأردنية تملك الكفاءات والبنية التحتية التي تؤهلها لتبني التوكن كوسيلة لدعم السيولة وتمويل المشاريع الصغيرة، خصوصا في المناطق التي تفتقر إلى الخدمات المالية التقليدية. وبهذا تتحول البنوك من مؤسسات تقليدية إلى شركاء فاعلين في التحول الوطني.بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون للجامعات والبحث العلمي دور أساسي في هذا المشروع. فمراكز الأبحاث الأردنية تمتلك الخبرات والأدوات التي تسمح بإنشاء مختبرات رقمية تدرس التوكن كمفهوم اقتصادي تطبيقي يمكن قياسه وتحسينه. يمكن للطلاب تصميم عقود ذكية أو تطبيقات تساعد في مجالات مثل الصحة والتعليم أو إدارة المشاريع الصغيرة ضمن بيئة آمنة ولامركزية. في هذه الحالة، يتحول الطالب من متلقي للمعرفة إلى مشارك في صنعها، ومن مستخدم للتقنية إلى مبدع يعيد تشكيلها بما يناسب الواقع المحلي.قد يعتقد آخرون أن التوكن يعني اللامركزية المطلقة، لكن الأردن اتخذ طريقا وسطا يوازن بين فوائد التكنولوجيا والسيادة الوطنية. فالتقنيات مثل البلوكشين تتيح درجة عالية من اللامركزية، لكن القرار والسيادة يبقيان محكومين بحوكمة وطنية قوية. الذكاء الحقيقي يكمن في استخدام هذه التقنيات بطريقة تحقق حماية حقوق الأفراد مع الحفاظ على مصلحة الدولة العليا.ظل الخطاب التكنولوجي في الأردن معتدلا وواقعيا، بعيدا عن المبالغات والشعارات الكبيرة، إذ ركز على بناء بنية قانونية ومؤسسية متينة تهيئ لاقتصاد رقمي ذكي، مستقر، شفاف، ومتنوع. وبينما تسوق دول أخرى للتقنية بشكل إعلامي، اشتغل الأردن بهدوء على تأسيس نظام متكامل ومستدام.لهذا السبب، أصبح الأردن نموذجا إقليميا يحتذى به في التحول الرقمي، خاصة للدول المجاورة التي ما تزال تعمل على بناء أطرها القانونية والمؤسساتية. والمثير في الأمر أن هذا النجاح لم ينبع من ثروة فائضة، بل من إرادة قوية وفهم عميق للتحديات والفرص.وفي الختام: التحول يبدأ حين نعيد تعريف القيمة, لقد أدرك الأردن، في صمت حكيم، أن العالم يتجه نحو عصر جديد لا تقاس فيه القوة بحجم الموارد، بل بمرونة السياسات، وشفافية البيانات، وذكاء البنية الرقمية. وفي قلب هذا التحول، يبرز التوكن لا كوسيلة مالية فحسب، بل كمفهوم شامل يعيد تعريف العلاقات الاقتصادية والاجتماعية.حين نزرع الثقة في الأنظمة، ونعزز السيادة في التقنية، ونحفظ الحقوق في السلسلة الرقمية، نكون لا نبني اقتصادا رقميا فحسب، بل نصوغ مستقبلا مستداما بهوية وطنية رقمية، يقوده شعب واع، وتدعمه قيادة تؤمن أن التكنولوجيا ليست هدفا بل وسيلة للكرامة والعدالة والتنمية.

البطالة القادمة ليست بلا عمل.. بل كيف تتغير الوظيفة في الذكاء...
البطالة القادمة ليست بلا عمل.. بل كيف تتغير الوظيفة في الذكاء...

الغد

timeمنذ ساعة واحدة

  • الغد

البطالة القادمة ليست بلا عمل.. بل كيف تتغير الوظيفة في الذكاء...

اضافة اعلان عمان- "في عصرٍ تتعلم فيه الآلات بسرعة، لم تعد قيمة الإنسان في ما يعرف، بل في كيف يفكر، ولماذا يختار."البطالة ليست فقدان وظيفة بل انكشاف دورك الزائف.في عالم يتبدل أسرع من قدرة البشر على الفهم، لم يعد فقدان الوظيفة هو الكارثة الحقيقية. الكارثة الأعمق أن تكتشف — فجأة— أن ما كنت تسميه "عملا" لم يكن سوى تكرار أجوف، إن وجودك الوظيفي لم يكن نابعا من قيمتك، بل من فجوة مؤقتة في قدرة الأنظمة. ومع صعود الذكاء الاصطناعي، لم تعد المسألة "هل ستأخذ الآلة مكاني؟"، بل "هل كنت في مكاني أصلًا؟".في زمن تتقن فيه الآلة المهام، وتتسع فيه فجوة المعنى، تتجلى البطالة لا كحالة مادية بلا دخل، بل كمرآة فاضحة تظهر أننا لم نكن ننتج فرقا بل نكرر ما يمكن أن يبرمج. إنها الهشاشة الوظيفية الصامتة، حيث نبقى في مقاعدنا بينما تنهار قيمتنا من الداخل.تخيل موظفا مثاليا، لا يخطئ، ينجز مهامه اليومية بإتقان، يحضر باكرا ويغادر في الموعد، يحفظ الإجراءات ويطبقها بحذافيرها. ثم، وذات صباح، يبلغ بأن خوارزمية ذكية ستحل محله. ليس لأنه أخطأ، بل لأن الدقة لم تعد كافية، والسرعة لم تعد ميزة، والالتزام وحده لم يعد قيمة.هذه ليست قصة من الخيال العلمي، بل هي نبوءة تتحقق بصمت في مكاتب كثيرة حول العالم. فالبطالة القادمة ليست غياب العمل، بل غياب المعنى. لم تعد الوظيفة مجرد إطار تنظيمي، ولا مرادفا للقيام بسلسلة من المهام المتكررة. نحن أمام التحول الوجودي للوظيفة، حيث يقاس الموظف ليس بكم ينجز، بل بنوع الأثر الذي يحدثه، وبالمعنى الذي يضيفه داخل النظام — بمعنى آخر، ندخل تدريجيا إلى اقتصاد المعنى.في هذا التحول العميق، لم يعد السؤال هو: "كيف نحافظ على الوظائف؟"، بل: "كيف نصنع وظائف لا يمكن استبدالها؟". المهام الروتينية من إدخال بيانات، مراجعة فواتير، وحتى خدمة العملاء، أصبحت تنفذ بواسطة أنظمة ذكية تتعلم وتتطور. وهذا لا يعني أن الإنسان أصبح بلا قيمة، بل يعني أن عليه إعادة اكتشاف ذاته في المساحات التي لا تستطيع الآلة أن تخترقها: البصيرة، الحس القيمي، الذكاء العاطفي، والتأويل الإنساني للمعطيات — ما يعرف اليوم بـالذكاء التأويلي.البطالة التقنية ليست مؤامرة من الذكاء الاصطناعي، بل نتيجة طبيعية لتأخر النظم البشرية — التعليمية، والإدارية، والتدريبية — عن اللحاق بإيقاع التحول. إن الوظائف لا تختفي فعليا، بل تتبدل هوياتها، وتنتقل من التنفيذ إلى التفكير، من الحفظ إلى الفهم، من التلقي إلى الإنتاج. وكل من لم يطور نفسه ليتفاعل مع هذه الهوية الجديدة، سيتحول حتما إلى فائض بشري رقمي داخل منظومة ذكية لا تنتظر.ولأن هذا التحول لا يرحم الجمود، فإن النموذج الجديد للعمل لا يقصي الإنسان، بل يتطلب منه أن يتحالف مع الآلة، لا أن يواجهها.وهنا يظهر العقل الهجين كمفهوم جوهري: عقل بشري يتكامل مع الذكاء الاصطناعي، لا ينفصل عنه ولا يذوب فيه. إنه العقل القادر على الجمع بين البصيرة الإنسانية والدقة الخوارزمية، بين التعاطف والتحليل، بين الإبداع الفطري والاستدلال الرياضي. في هذا العقل، لا يصبح الإنسان نسخة من الآلة، بل يتجاوزها من حيث المعنى والقيمة.بل أكثر من ذلك، نحن بحاجة إلى عقل ما بعد خوارزمي، لا يكتفي بفهم الآلة، بل يتقن إعادة صياغة الأسئلة التي تبرمج عليها.هنا، يظهر مفهوم "الموظف الذكي" — الإنسان الذي يستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لا ليستبدل بها، بل ليعزز إمكاناته بها. في السياق الأردني مثلا، يمكن لهذا المفهوم أن يحدث نقلة نوعية في القطاع الحكومي، حيث يصبح الموظف شريكا في تحسين الخدمات، لا مجرد منفذ للإجراءات.تصور موظفا في مؤسسة البريد، يستطيع عبر أدوات تحليل سلوكي أن يتوقع طلب العميل قبل أن يعبر عنه، ويقترح له الحل الأنسب بناء على بياناته وسجلاته السابقة. لم تعد مهمته في هذه اللحظة هي "تقديم الخدمة"، بل "هندستها"، بناء على فهم للسياق، وتنبؤ بالحاجة. هنا، تتحول الوظيفة من معالجة إلى بصيرة، وندخل رسميا في عصر اقتصاد البصيرة.ولكن، ماذا عن نظم التقييم؟ ما تزال مؤسسات كثيرة في عالمنا العربي تقيس الموظف بعدد ساعات حضوره، وعدد المعاملات التي أنجزها، لا بقدرته على التفكير النقدي، ولا بجودة القرار الذي اتخذه في ظرف معقد، ولا بمدى تعاونه مع الفريق. العقل المعرفي لا يقاس بالكم، بل بالكيف، ولا يمكن استيعابه ضمن جداول الحضور والانصراف.وهنا، لا بد من إصلاح إداري يواكب هذا التحول، لا يقف في وجهه. إصلاح يعيد تعريف معايير الأداء، ويحتفي بالتحليل بدلا من الحفظ، وبالقيمة المضافة لا بالمهام المنفذة.المشكلة لا تبدأ من مكان العمل فقط، بل من المدرسة والجامعة. مؤسسات التعليم ما تزال، في كثير من السياقات، تخرج أفرادا يجيدون تكرار ما قيل لهم، ويخشون طرح الأسئلة. في حين أن السوق الجديد لا يحتاج إلى من "يعرف الإجابة"، بل إلى من يشكك في السؤال ذاته، ويعيد صياغته بلغة معرفية جديدة.فهم الخوارزميات لم يعد كافيا، بل لا بد من مقاومة الانبهار بها. وتحليل البيانات لم يعد ميزة، ما لم يرفق بوعي إنساني يدرك أن وراء كل رقم حكاية، وكل نمط احتمال، وكل خوارزمية انحياز خفي. الذكاء العاطفي، والقدرة على اتخاذ قرارات أخلاقية في بيئات رمادية، لم تعد مهارات "ناعمة"، بل أصبحت ضرورة صلبة للنجاة.وفي الختام، لسنا في مواجهة الذكاء الاصطناعي بقدر ما نحن في مواجهة حقيقتنا. الوظيفة لم تعد تذكرة عبور إلى الحياة، بل اختبارا مستمرا لمعنى وجودنا داخلها. من يكرر، يستبدل. ومن يضيف، يبقى.البطالة القادمة لن تقاس بعدد العاطلين عن العمل، بل بعدد الذين ظنوا أن أداء المهمة يكفي ليكونوا ضروريين. في هذا العصر، لم تعد القيمة في عدد الساعات، بل في نوع السؤال الذي تطرحه، وفي الأثر الذي لا يمكن نسخه أو برمجته. تلك هي النجاة المعنوية، حيث لا تنقذك المهارة وحدها، بل معناها.فمن لا ينتج معنى، لن ينجو بوصف "موظف"، بل سيندثر كوظيفة لم تعد تجدي في زمن اللاعمل المقنّع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store