logo
بركة "الشيخ رضوان" لجمع مياه الأمطار... تهديد إضافي في غزة

بركة "الشيخ رضوان" لجمع مياه الأمطار... تهديد إضافي في غزة

العربي الجديد٠٥-٠٧-٢٠٢٥
منذ الأشهر الأولى من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، توجهت الأنظار صوب بركة "الشيخ رضوان" في شمال مدينة غزة، مع تحذيرات من كارثة بيئية محقّقة في حال عدم معالجة تلوّثها بمياه الصرف الصحي.
بعدما كانت "
بركة الشيخ رضوان
" في مدينة غزة تُخصَّص لجمع مياه الأمطار، تحوّلت بعد
السابع من أكتوبر
/ تشرين الأول 2023 إلى قنبلة صحية وبيئية موقوتة بعد تسرّب
مياه الصرف الصحي
إليها، نتيجة تدمير الاحتلال الإسرائيلي البنية التحتية في القطاع. واليوم، تتفاقم المشكلة بعدما اضطرّ نازحون فلسطينيون إلى نصب خيامهم عند أطرافها، ليكونوا في قلب "
المكرهة الصحية
".
وتصبّ المياه العادمة غير المعالَجة من أحياء
مدينة غزة
في البركة الواقعة شمالي المدينة، فيما تنتشر حولها عشرات خيام النازحين الفارين من القصف الإسرائيلي على منطقة جباليا البلد القريبة. وفي حين يهرب هؤلاء من الموت الذي يسبّبه القصف، فإنّهم يعرّضون أنفسهم لموت آخر في نطاق بركة "الشيخ رضوان". فإلى جانب تشكيل البركة تهديداً للأطفال بالغرق في حال انزلاقهم، فإنّها تمثّل بؤرة أمراض خطرة، علماً أنّ الحشرات تنتشر في المكان إلى جانب انبعاث الروائح الكريهة.
محمد النجار من بين هؤلاء الذين لجأوا مع عائلاتهم إلى محيط بركة "الشيخ رضوان"، إذ لم يجد موقعاً آخر يستقرّ فيه خلال نزوحه الأخير. نصب محمد خيمته في الجهة الجنوبية للبركة قبل أيام فقط، لكنّ تلك المدّة القصيرة كانت كفيلة بجعل اثنَين من أطفاله يُصابان بأمراض تنتقل عن طريق مياه الصرف الصحي، من بينها العدوى التي تُعرَف شعبياً باسم "دودة الأنيميا".
يقول النجار لـ"العربي الجديد": "لو وجدت مكاناً آخر، فإنّني لم أكن لآتي إلى هنا. والآن، بعد إصابة طفلَي بهذا الداء، سوف أحاول البحث عن مكان بديل أنصب فيه خيمتنا. لم أكن أتوقّع أن يكون المكان هنا خطراً إلى هذه الدرجة. كلّ شيء سيّئ؛ الرائحة كريهة والبعوض والذباب ينغّصان الحياة ويسلباننا الراحة والنوم، ونحن في حالة قلق طوال الوقت، ونراقب الأطفال خوفاً من سقوط أحدهم داخل البركة، ونحاول الحرص على عدم خروجهم من الخيمة، وهذه معاناة إضافية".
عند الساعة العاشرة صباحاً، يتنقّل أطفال بين خيام "الشيخ رضوان"، وهم يحملون دلاء وغالونات فارغة بحثاً عن مياه للشرب. وقد تجمّع عدد منهم أمام صنبور مياه مخصّص للاستهلاك المنزلي، مُدّ خطّه من داخل البركة. أمّا النساء، فكنّ يجهزن وجبات غداء عائلاتهنّ على الحطب، فيما الروائح الكريهة تحاصرهنّ.
مشهد من نطاق بركة الشيخ رضوان بمدينة غزة، يوليو 2025 (العربي الجديد)
ومنذ بدء موجات النزوح في قطاع غزة، راحت خيام النازحين تُنصَب في محيط بركة "الشيخ رضوان"، ومع قلّة الأماكن الشاغرة وتكرار موجات النزوح، تحوّل الرصيف الشرقي للبركة، والذي يبلغ عرضه نحو خمسين متراً، إلى بقعة تضمّ عشرات الخيام. كذلك، نصب آخرون خيامهم على الرصيف الجنوبي، رغم أنّه أقلّ عرضاً.
لجأت فاتن دردونة مع عائلتها إلى هذه النقطة قبل شهر، وتقول لـ"العربي الجديد": "وجودنا هنا يمثّل صدمة كبيرة، فنحن نعيش في أسوأ بؤرة على مستوى قطاع غزة. لدينا أطفال ومسنّون ومرضى، وكلهم أصيبوا بنزلات معوية، وأخيراً أُصيب أطفالنا بمرض الجدري المعدي، ونخشى طوال الوقت لعبهم بالتراب الملوّث".
إلى جانب الروائح الكريهة المنبعثة من المياه العادمة التي تخنق النازحين الفلسطينيين في محيط بركة "الشيخ رضوان" أو حتى الأشخاص الذين يمرّون بالقرب منها، تزداد أوضاع النزوح قسوة بسبب قيام البعض بحرق خزانات المياه التالفة ومواد بلاستيكية، الأمر الذي يؤدّي إلى انبعاث الدخان.
غسل الأطباق بالقرب من المياه العادمة في نطاق بركة الشيخ رضوان، يوليو 2025 (العربي الجديد)
وتؤكّد دردونة أنّ الدخان "معاناة إضافية نعيشها. لدينا مرضى مصابون بالتهابات رئوية، وأحيانا يبدأ حرق البلاستيك بعد منتصف الليل فيحاصرنا الدخان المنبعث والروائح الكريهة والبعوض".
قبل سبع سنوات، كان المهندس الفلسطيني المتقاعد محمد زياد، يعمل في قسم المياه ببلدية جباليا البلد، ورغم أنّه يدرك جيداً خطورة الواقع، لكنّه لم يجد بديلاً آخر عن بركة "الشيخ رضوان". ويقول لـ"العربي الجديد": "نعيش وسط كارثة صحية، فهذه المياه العادمة أرض خصبة للبعوض الذي ينقل الأمراض، وثمّة حشرات وأفاعٍ، كأنّنا نعيش في غابة. ربّما كانت الغابة أفضل حالاً لوجود أشجار فيها". ويلفت إلى أنّ "لا علاجات تتوفّر لأيّ إصابة بأيّ مرض". وعن محاولاته البحث عن مكان بديل، يبدأ زياد بتعداد الأماكن التي قصدها لهذه الغاية قبل التوجّه إلى البركة. ويخبر: "ذهبنا إلى شاطئ البحر فوجدناه ممتلئاً. بحثنا في الشوارع والحدائق، لم نجد مساحة فارغة لنصب خيمة. لا يوجد بديل، وهذه البركة أسوأ ما وجدنا؛ نعيش في خطر الطفح والغرق والروائح الكريهة، فضلاً عن الوضع المعيشي الصعب".
عند حافة رصيف البركة، كانت الطفلة ديمة السلطان (13 سنة) تغسل أواني والدتها. وتطلّ مباشرة على المياه العادمة، فيما تغطّي حبوب صغيرة وجهها، وتشير إلى "حساسية" ظهرت فجأة نتيجة العيش في هذا المكان، وتشكو من أسراب البعوض التي تهاجم الخيمة في الليل، فيما تقف شقيقتها ليان (4 سنوات)، عند باب الخيمة، علماً أنّ المسافة بين المياه والخيمة لا تزيد عن خمسة أمتار.
مياه غير معلوم مدى مأمونيتها في نطاق بركة الشيخ رضوان، يوليو 2025 (العربي الجديد)
يقول الوالد عوض السلطان لـ"العربي الجديد": "نحن ستّة أفراد نعيش داخل الخيمة. بالإضافة إلى الروائح الكريهة والبعوض، تزيد الكلاب الضالة الوضع سوءاً. فمع ساعات الليل، تحضر وتتنقّل بين الخيام بحثاً عن طعام، ويُضاف ذلك إلى القصف وأزيز الرصاص والصواريخ".
قبل أربعة أيام، أوشك الطفل عبد الرحمن دردونة البالغ من العمر أربعة أعوام على السقوط في داخل بركة "الشيخ رضوان"، لو لم يمسك به قريبه صالح في اللحظة الأخيرة. ويقول صالح لـ"العربي الجديد": "نزل عبد الرحمن من درج الرصيف وبدأ يتوجّه إلى المياه. ربّما لم يدرك خطورتها أو دفعه الفضول إلى الاقتراب منها، وقد تمكّنت من التقاطه فيما المياه لامسته".
استيقظت الشابة ريم دردونة من نومها، صباح 29 يونيو/ حزيران، على صوت ارتطام وألم في منطقة الفخذ لم تنتبه إلى طبيعته إلا عندما رأت بقعة من الدم. حصل ذلك بعد إطلاق مسيّرة إسرائيلية "كواد كابتر" النار في اتّجاه الخيام. تتصبّب الفتاة عرقاً في داخل الخيمة من شدّة الحرّ، لتتضاعف معاناتها. وتقول لـ"العربي الجديد" فيما تحاول والدتها التخفيف من شعورها بالحرّ: "بعد الرصاصة، بدأت أشعر بالدوار. ونقلوني إلى المستشفى وأجروا لي عملية جراحية سريعة وأغلقوا الجرح. لكن لعدم توفّر أسرّة كافية بسبب كثرة المصابين من ذوي الحالات الخطرة، أعادوني إلى الخيمة على الرغم من وجوب أن أبقى تحت الرعاية".
ويفيد مدير عام المياه والصرف الصحي في بلدية مدينة، غزة ماهر سالم، بأنّ بركة "الشيخ رضوان" هي في الأساس مكان لتجميع مياه الأمطار، لكن بسبب الحرب والدمار والأضرار التي لحقت بمحطات الضخّ والصرف الصحي تحوّلت إلى نقطة تجمّع لمياه الصرف الصحي غير المعالَجة، وهي اليوم تضمّ نحو 400 ألف متر مكعّب من المياه العادمة. ويحذّر من "خطورة العيش بالقرب من مياه عادمة تمثّل مصدراً للتلوث البيئي والصحي، وتؤدّي إلى تسارع وتيرة انتقال الأمراض، ولا سيّما مع نصب خيام في المكان".
بيئة
التحديثات الحية
بركة الشيخ رضوان في غزة.. قنبلة بيئية موقوتة
وعن منسوب ارتفاع المياه العادمة، يوضح سالم لـ"العربي الجديد"، أنّ "آخر قراءات الرصد أظهرت أنّ منسوب المياه الحالي وصل إلى خمسة أمتار، وعندما يصل إلى مستوى سبعة أمتار و60 سنتيمتراً فإنّ المياه تطفح، خصوصاً من المنطقة الشرقية حيث أقام النازحون مخيّمهم". يضيف أنّ "منسوب المياه يرتفع يومياً 35 سنتيمتراً، وقد يبلغ مستوى خطراً في خلال أيام معدودة"، داعياً النازحين إلى "الابتعاد عن الخطر لحماية صحتهم ووقاية أنفسهم من الأمراض المنتشرة".
ويؤكد الطبيب مجدي ضهير، لـ"العربي الجديد"، أنّ "مياه الصرف الصحي تمثّل خطراً حقيقياً على المواطنين، وتؤثّر سلباً على صحة الناس الذين يعيشون في الجوار. يؤدّي ذلك إلى الإصابة بالإسهال من مختلف الأنواع، وبأمراض جلدية، إضافة إلى التيفوئيد والدوسنتاريا، والتي يسهل انتشارها بين النازحين نتيجة ضعف مناعتهم بسبب سوء التغذية. هذه الأمراض تؤثّر سلباً على صحتهم، وقد تؤدّي إلى الوفاة".
ويلفت ضهير إلى أنّه "خلال الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، رُصد فيروس شلل الأطفال في المياه العادمة، وجرى تحصين أكثر من 600 ألف طفل. تجمّع المياه الصرف الصحي قد يكون مصدراً خطراً للأمراض، ورغم خطورة بقاء النازحين في نطاق بركة الشيخ رضوان، فإنّ الكثير من هؤلاء مضطرون إلى ذلك في ظلّ عدم توفّر أماكن بديلة، وعليهم اتّباع التدابير الخاصة بالنظافة الشخصية".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية: أمهات غزة يعتمدن على الرضاعة رغم نقص الغذاء
الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية: أمهات غزة يعتمدن على الرضاعة رغم نقص الغذاء

BBC عربية

timeمنذ 6 ساعات

  • BBC عربية

الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية: أمهات غزة يعتمدن على الرضاعة رغم نقص الغذاء

في الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية، شاركتنا دعاء، وهي أم من غزة، تجربتها الصعبة في إرضاع طفلها محمد، في ظل المعاناة اليومية التي تواجهها بسبب النقص الحاد في الغذاء، والأثر السلبي لذلك على صحتها وصحة رضيعها. تقرير ندى هشام تصوير علي مصطفى

صورة الطفل محمد المطوق في "نيويورك تايمز" تُفجّر حملة إسرائيلية ضدها
صورة الطفل محمد المطوق في "نيويورك تايمز" تُفجّر حملة إسرائيلية ضدها

العربي الجديد

time٣٠-٠٧-٢٠٢٥

  • العربي الجديد

صورة الطفل محمد المطوق في "نيويورك تايمز" تُفجّر حملة إسرائيلية ضدها

في لقطة تلخّص وحشية سياسة التجويع الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة ، ظهر الطفل محمد زكريا المطوق، ابن العام ونصف، بجسد هزيل تبرز عظامه تحت جلد رقيق وعينين غائرتين. هذه الصورة التي تصدّرت الصفحة الأولى لـ"نيويورك تايمز"، الأسبوع الماضي، أحدثت ضجة عالمية، ثم تحوّلت إلى محور تهجّم إسرائيلي منظّم على الصحيفة الأميركية. الصحافي البريطاني المعروف بدعمه للاحتلال، ديفيد كولير، انتقد "نيويورك تايمز" ووسائل إعلام غربية أخرى نشرت الصورة، متهماً إياها بعدم المهنية واستغلال حالة الطفل وتجاهل مشكلاته الصحية السابقة، وقال إن "حالة الطفل استغلت لإثارة مشاعر التضامن والصدمة، ولكن من دون التزام معايير التحقق الأساسية في الصحافة". وسبقته منظمة أونست ريبورتينغ الصهيونية التي شنت حملة تحريض، وطالبت "كل وسيلة إعلامية روجت لهذه الرواية الخاطئة بأن تحدّث تغطيتها لتعكس الحقيقة كاملة: محمد يعاني من حالة طبية. هو ليس مجرد ضحية مجاعة، والصورة قُدمت بطريقة مضللة وغير مكتملة". وانضمت إلى الحملة حسابات إسرائيلية رسمية وأخرى مؤيدة استخدمت الحادثة لترويج وسوم وانتقادات للصحافة الغربية، متهمة إياها بنشر "أخبار كاذبة" و"صور مفبركة" تستهدف صورة إسرائيل الدولية. تحت وطأة هذه الحملة، عدّلت "نيويورك تايمز" تقريرها، لتضيف أن محمد المطوق "يعاني من حالة طبية تؤثر في مظهره"، مستندةً إلى ما قالت إنه "معلومات جديدة من المستشفى وسجلات طبية". لم تتراجع الصحيفة الأميركية عن مضمون التقرير، لكنها أرفقته بسياق بدا أشبه باعتذار غير معلن لإسرائيل، وتخفيف من وقع الصورة. We have appended an Editors' Note to a story about Mohammed Zakaria al-Mutawaq, a child in Gaza who was diagnosed with severe malnutrition. After publication, The Times learned that he also had pre-existing health problems. Read more below. — NYTimes Communications (@NYTimesPR) July 29, 2025 ومع ذلك، تواصل الهجوم، واتهم رئيس حكومة الاحتلال السابق نفتالي بينيت الصحيفة بـ"الترويج لتشويه دموي"، زاعماً أن الطفل يعاني "حالة صحية سابقة"، وليست صورته دليلاً على المجاعة. ووصف التقرير بأنه "افتراء دموي عصري". لكن الحقيقة، كما وثّقتها وكالة الأناضول وشهادات طبية مباشرة، تنسف هذا التلاعب. الطفل محمد كان يعاني من ارتخاء عضلي ومشكلات عصبية طفيفة بعد ولادته، لكنه استعاد قدرته على الوقوف والمشي بفضل برنامج تغذية وعلاج طبيعي منتظم. وبعد أن منعت إسرائيل دخول المكملات الغذائية إلى القطاع، انتكست حالته مجدداً، وفقد 3 كيلوغرامات من وزنه، وتحوّل جسده إلى هيكل عظمي. وقالت والدته إنه "انهار صحياً من جديد بسبب الجوع، وفقد القدرة على الحركة. أحاول إسكات جوعه بالماء فقط". وأضافت أن إغلاق إسرائيل للمعابر قطع آخر سبل النجاة، وأن التكايا الخيرية توقفت عن العمل، ولم يتبقَّ لهم سوى الانتظار على حافة الموت. إعلام وحريات التحديثات الحية الإعلام البريطاني وإعادة تأطير مأساة غزة اختصاصية التغذية العلاجية سوزان معروف، التي تابعت حالة الطفل، أكدت أنه يعاني من سوء تغذية حاد أدى إلى ضمور عضلي ومشكلات في الدماغ، وهي مضاعفات مباشرة لنقص الغذاء، خصوصاً المكملات التي كانت تمنع وفاته. وقالت: "في يناير/كانون الثاني، كان في حالة مستقرة مع حصوله على المكملات، لكن مع إغلاق المعابر، تدهورت حالته تدريجياً، حتى وصلت إلى مرحلة خطرة". هذا التشخيص الطبي المباشر ينقض الرواية الإسرائيلية التي استندت إلى تلاعب انتقائي بحالة صحية سابقة، لتبرير استمرار الحصار والتجويع الجماعي للأطفال. تشير تقديرات برنامج الأغذية العالمي إلى أن ربع سكان غزة يعيشون ظروفاً تشبه المجاعة، فيما أكدت وزارة الصحة وفاة 147 فلسطينياً، بينهم 88 طفلاً، بسبب الجوع وسوء التغذية حتى نهاية يوليو/تموز الحالي.

المجاعة في غزة تتصدّر الصفحات الأولى لصحف غربية
المجاعة في غزة تتصدّر الصفحات الأولى لصحف غربية

العربي الجديد

time٢٤-٠٧-٢٠٢٥

  • العربي الجديد

المجاعة في غزة تتصدّر الصفحات الأولى لصحف غربية

حضر مشهد المجاعة التي تتهدّد الفلسطينيين في غزة على الصفحات الأولى لعددٍ من الصحف الغربية، اليوم الخميس، مع استمرار سياسة التجويع الإسرائيلية والتي أدت إلى وفاة 113 شخصاً حتى الآن، من بينهم عددٌ كبير من الأطفال. وتصدّرت صورة لسيدة فلسطينية تحمل طفلها الذي يعاني من الجوع الصفحة الافتتاحية لصحيفة ذا غارديان البريطانية، وعنونت: "لقد واجهنا الجوع من قبل، لكنه لم يكن يوماً بهذا الشكل"، مع تقرير موسّع من مراسلتيها في غزة والقدس المحتلة عن الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعانيها سكان القطاع، وخصوصاً تأثيرها على الأطفال. La portada de The Guardian. — Javier Espinosa (@javierespinosa2) July 24, 2025 بدورها، اختارت صحيفة ذا ديلي إكسبريس لصفحتها الأولى صورة طفلٍ فلسطيني تظهر عليه آثار المجاعة، وكتبت: "رجاءً أوقفوا ذلك الآن"، مضيفةً: "معاناة الطفل محمد المتمسك بالحياة في جحيم غزة وصمة عار علينا". Today's front page: (Article contains distressing content) @ExpressGilo #DailyExpress #Gaza — Daily Express (@Daily_Express) July 23, 2025 أما في فرنسا ، فخصّصت صحيفة ليبراسيون صفحتها الافتتاحية وعدداً من صفحاتها الداخلية للإضاءة على تزايد أعداد المتوفين جوعاً في غزة، وتضمنت مقابلات مع عددٍ من الفلسطينيين. وعلى صورة لطفل برزت عظامه نتيجة سوء التغذية في مخيم الشاطئ، عنونت "ليبراسيون": "المجاعة في غزة"، وتابعت: "أكثر من مئة منظمة غير حكومية تندد بحدوث مجاعة جماعية في القطاع، حيث تتضاعف الوفيات بسبب سوء التغذية نتيجة غياب المساعدات الغذائية التي تمنع إسرائيل دخولها". Primeira página do jornal francês Libération — Comunidade Cultura e Arte (@comculturaearte) July 24, 2025 من جهتها، اختارت صحيفة لوموند صورة الأم الفلسطينية نفسها التي نشرتها "ذا غارديان" لتتصدر صفحتها الأولى، تحت عنوان "قطاع غزة: ويلات المجاعة". إعلام وحريات التحديثات الحية لجنة حماية الصحافيين: إسرائيل تجوّع الصحافيين في غزة لإسكاتهم وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن "نحو 100 شخص لقوا حتفهم جوعاً منذ أن فرض الجيش الإسرائيلي حصاراً على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع". كما استعرضت "لوموند" شهادات جمعتها من أهالي غزة الذين تطرقوا إلى الظروف المزرية التي يعيشون فيها، منبهة إلى أن "الحكومة الإسرائيلية تتبنى، بشكل متزايد وعلني، استراتيجية تهدف إلى تفريغ غزة من سكانها". Le titre du @lemondefr devrait être plutôt : Bande de Gaza, les ravages du Génocide — Salim DJELLAB (@SalimDjellab) July 24, 2025 واختارت صحيفة إل باييس الإسبانية واسعة الانتشار صورة لفلسطينيين ينتظرون دورهم للحصول على الطعام في غزة، وكتبت: "المجاعة في غزة تطلق موجة غضب عالمي". 🗞️ #Portada | La UE se dispone a ceder ante Trump y asumir aranceles del 15%; La hambruna en Gaza desata una ola de indignación global; Una diputada del PP deja todos sus cargos por falsear el currículum, en EL PAÍS este jueves 24 de julio 🔗 — EL PAÍS (@el_pais) July 24, 2025 فيما غابت الصور والأخبار حول المجاعة في غزة عن الصفحات الأولى للصحف الأميركية الأساسية مثل "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز"، التي اختارت التركيز على أخبارٍ أكثر محلية. وسجّلت مستشفيات قطاع غزة وفاتين جديدتين بسبب سوء التغذية والمجاعة، الخميس، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي لوفيات المجاعة إلى 113 شخصاً، من بينهم عدد كبير من الأطفال، بحسب أرقام وزارة الصحة في القطاع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store