logo
كوليندا غرابار كيتاروفيتش.. "تاتشر البلقان"

كوليندا غرابار كيتاروفيتش.. "تاتشر البلقان"

الجزيرةمنذ يوم واحد

كوليندا غرابار كيتاروفيتش سياسية ودبلوماسية كرواتية بارزة في الساحة الدولية، ولدت عام 1968، ونصبت رئيسة لكرواتيا في سن الـ46، واشتهرت بكونها أول وأصغر امرأة تولت هذا المنصب في تاريخ البلاد منذ استقلالها عام 1991.
شغلت مناصب رفيعة عديدة أهمها سفيرة كرواتيا في الولايات المتحدة الأميركية ومساعدة الأمين العام للدبلوماسية العامة في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهي أول من تولى هذا المنصب في تاريخ الحلف.
لقبت بألقاب عدة منها "الرئيسة الجماهيرية" و" مارغريت تاتشر البلقان" و"المرأة الحديدية للناتو".
حصلت على عدد من الجوائز الدولية، من بينها "جائزة فولبرايت للإنجاز مدى الحياة" و"جائزة إسا بي إيشاكوفيتش" و"جائزة وودرو ويلسون للمواطنة العالمية".
المولد والنشأة
ولدت كوليندا غرابار كيتاروفيتش في 29 أبريل/نيسان 1968 في قرية لوباتشا بمدينة رييكا الواقعة على الساحل الشمالي الغربي لكرواتيا.
نشأت في بيئة ريفية متواضعة وسط عائلة محافظة ومتشبعة بالقيم والمبادئ. كان والدها برانكو غرابار جزارا ومديرا لمتجر لحوم، أما والدتها دوبرافكا غرابار فاهتمت بشؤون المنزل وعملت في مزرعة.
أظهرت منذ صغرها اهتماما كبيرا بالتعليم وبرزت بذكائها واجتهادها في المدرسة، وكانت شغوفة باللغات والثقافات الأخرى، وقد شجعتها والدتها على التعليم والتميز.
وتحدثت في لقاء أجرته مع موقع "كرواتيا.أورغ" عن تأثير والديها في تشكيل شخصيتها، وقالت إنها كبرت على قيم ومبادئ النزاهة والعمل الجاد، وأكدت أن القيم العائلية أساس مهم في حياتها.
كانت لديها شخصية مستقلة منذ الصغر، وكانت تلعب ألعابا غريبة على بنات جنسها، مثل لعب كرة القدم مع الأولاد والقفز في البرك بعد الأمطار.
كانت كوليندا شغوفة بالسفر والعمل في الشؤون الدولية ولم تكن ترى مستقبلها محصورا في حدود قريتها، وقالت إنها كانت تشاهد نشرات الأخبار وتقلد المذيعين أمام المرآة وتمنت أن تكون لها مكانة مرموقة في العالم.
لم تكن طفولتها خالية من التحديات، فقد كبرت في فترة توتر سياسي داخل يوغسلافيا -سابقا-، وساعدها تعاملها المبكر مع ظروف الحياة على بناء شخصية قوية ومثابرة.
تزوجت من مهندس الكهرباء جاكوف كيتاروفيتش في 1996، وهو خريج جامعة زغرب، ودرس أيضا الهندسة البحرية في جامعة رييكا.
لديها ابنة تدعى كاتارينا ولدت في أبريل/نيسان 2001، وهي بطلة كرواتيا في التزلج الفني على الجليد، وابن يدعى لوكا ولد عام 2003.
الدراسة والتكوين العلمي
التحقت بالمدرسة الابتدائية في رييكا، وأظهرت تفوقا دراسيا ملحوظا، وفي سن الـ17 شاركت في برنامج تبادل طلابي إلى لوس ألاموس بنيو مكسيكو في الولايات المتحدة الأميركية، حيث أكملت تعليمها الثانوي وتخرجت من مدرسة لوس ألاموس الثانوية عام 1986.
اكتسبت أثناء وجودها في الولايات المتحدة الأميركية منظورا عالميا واسعا وأدركت أهمية التواصل بين الثقافات المختلفة، مما دفعها لاحقا لدراسة اللغات الأجنبية والعلاقات الدولية.
بعد عودتها إلى كرواتيا -التي كانت تابعة ليوغسلافيا آنذاك- التحقت بجامعة زغرب، وحصلت على درجة البكالوريوس في اللغتين الإنجليزية والإسبانية وآدابهما من كلية الفلسفة عام 1992، كما أنجزت دراسات متقدمة في اللغة البرتغالية.
ثم حصلت على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من كلية العلوم السياسية بجامعة زغرب عام 2000.
ظفرت بين عامي 2002 و2003 بمنحة فولبرايت للدراسات العليا في العلاقات الدولية والسياسة الأمنية، ودرست في مدرسة إيليوت للشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة الأميركية.
كما حصلت في 2009 على زمالة لوكسيك في برنامج كبار المسؤولين الحكوميين في كلية كينيدي للإدارة الحكومية ب جامعة هارفارد ، وكانت باحثة زائرة في مدرسة الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز.
شرعت في مسيرتها الدبلوماسية عام 1993 مستشارة في وزارة العلوم والتكنولوجيا بكرواتيا، ثم انتقلت إلى وزارة الخارجية وعينت مديرة لقسم التعاون مع أميركا الشمالية عام 1995.
ونصبت مستشارة دبلوماسية في السفارة الكرواتية بكندا في الفترة ما بين 1997 و2001.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2003، انتخبت عضوا في البرلمان الكرواتي، وفي فبراير/شباط 2005 تولت وزارة الخارجية الكرواتية، وفي هذه الفترة كان لها دور بارز في قيادة بلادها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.
عينت كوليندا غرابار سفيرة لكرواتيا في واشنطن عام 2008، وسعت إلى تعزيز العلاقات بين البلدين، وتقلدت في عام 2011 منصب مساعدة الأمين العام لحلف الناتو للدبلوماسية العامة، وكانت أول امرأة تشغل هذا المنصب الرفيع في تاريخ الحلف.
وفي يناير/كانون الثاني 2015 انتخبت رئيسة لكرواتيا وأصبحت بذلك أول امرأة ترأس البلاد منذ استقلالها عن جمهورية يوغسلافيا الاتحادية الاشتراكية في 1991.
ركزت أثناء ولايتها على السياسة الخارجية ودعم الاقتصاد وتعزيز مكانة بلادها في العالم، كما اكتسبت شهرة واسعة خاصة بعد ظهورها في مونديال كرة القدم (كأس العالم) 2018 ولقبت عندئذ "بالرئيسة الجماهيرية".
وبعد انتهاء ولايتها الأولى في 2020 صارت عضوا في اللجنة الأولمبية الدولية ، التي تعنى بتنظيم الألعاب الأولمبية (الأولمبياد) مرة كل 4 سنوات.
وفي الانتخابات الرئاسية الكرواتية فشلت في الفوز بولاية ثانية، إذ خسرت في الجولة الثانية أمام منافسها زوران ميلانوفيتش.
الجوائز
نالت كوليندا غرابار كيتاروفيتش عددا من الجوائز تكريما وتقديرا لجهودها بصفتها سياسية قيادية ودبلوماسية بارزة أسهمت في تعزيز مكانة كرواتيا في الاتحاد الأوروبي وفي حلف الناتو والعالم، كما ساعدت في تجاوز الأزمات العالمية، وعززت مكانة المرأة في السياسة. ومن تلك الجوائز:
جائزة إسا بي إيشاكوفيتش عام 2015: منحتها إياها جمعية كليبسيدرا الكرواتية تقديرا لجهودها في تعزيز العلاقات بين كرواتيا والبوسنة والهرسك.
ميدالية جيوسيبي موتا عام 2017: منحها إياها معهد جنيف للديمقراطية والتنمية تكريما لإسهاماتها في تعزيز السلام والديمقراطية و حقوق الإنسان ، وعملها من أجل التنمية المستدامة.
أدرجتها مجلة فوربس في قائمة "أقوى 100 امرأة في العالم" عامي 2017 و2018، مما يعكس تأثيرها البارز في السياسة الدولية والقيادة النسائية.
جائزة برنامج فولبرايت للإنجاز مدى الحياة عام 2019: منحتها لها جمعية فولبرايت للإنجازات مدى الحياة عرفانا لإنجازاتها ومساعيها لتقوية العلاقات بين الدول وبناء جسور ثقافية بينها، إضافة إلى خدمة المجتمعات.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ما هي الأسلحة النووية التي تمتلكها روسيا إذا قررت ضرب أوكرانيا؟
ما هي الأسلحة النووية التي تمتلكها روسيا إذا قررت ضرب أوكرانيا؟

الجزيرة

timeمنذ 8 ساعات

  • الجزيرة

ما هي الأسلحة النووية التي تمتلكها روسيا إذا قررت ضرب أوكرانيا؟

في تصريح للرئيس الأميركي السابق جو بايدن في أكتوبر/تشرين الأول 2022 قال: "لم نواجه احتمال وقوع كارثة هائلة من هذا النوع منذ عهد كينيدي وأزمة الصواريخ الكوبية ، إنه (بوتين) لا يمزح عندما يتحدث عن الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية أو الأسلحة البيولوجية أو الكيميائية، لأن أداء جيشه، ضعيف للغاية". جاء هذا التصريح في سياق مخاوف غربية واضحة من استخدام الروس للسلاح النووي خلال الحرب مع أوكرانيا، ولذلك كان دعم حلف الناتو لأوكرانيا محسوبا خطوة بخطوة، بهدف واحد وهو عدم استثارة الروس لأي رد فعل نووي. لكن الأمر لا يقف عند حد الحرب الأوكرانية، فقد كان السلاح النووي طوال الوقت أهم وسيلة للتفاوض لدى الروس. تاريخ طويل للخوف لفهم أعمق لتلك النقطة يمكن أن نتأمل وثيقة من 6 صفحات نشرتها الحكومة الروسية في الثاني من يونيو/حزيران 2020 تحدد منظورها بشأن الردع النووي، وعنونت رسميا المبادئ الأساسية لسياسة الدولة للاتحاد الروسي بشأن الردع النووي، وفيها يعتبر التهديد الروسي بالتصعيد النووي أو الاستخدام الفعلي الأول للأسلحة النووية هو سلوك من شأنه أن يؤدي إلى "خفض تصعيد" النزاع بشروط تخدم روسيا. لكن في هذا السياق، تعتبر روسيا الأسلحة النووية وسيلة للردع حصرا، وتضع مجموعة من الشروط التي توضح تلك النقطة، فيكون الحق في استخدام الأسلحة النووية ردا على استخدام الأسلحة النووية أو أنواع أخرى من أسلحة الدمار الشامل ضدها أو ضد حلفائها، أو هجوم من قبل الخصم على المواقع الحكومية أو العسكرية الحساسة في الاتحاد الروسي، والذي من شأنه أن يقوض أعمال رد القوات النووية، أو العدوان على الاتحاد الروسي باستخدام الأسلحة التقليدية عندما يكون وجود الدولة نفسه في خطر. على الرغم من أن هذا يعد تخفيفا لسياسة روسيا النووية المتعلقة بالردع، إلا أنه لا يزال مراوغا ويمكن أن تستخدم أي من تلك الشروط لتعني أي شيء على الأرض. في الواقع، يرى العديد من المحللين والعلماء في هذا النطاق -من الجانب الأميركي والأوروبي- أن روسيا -ومن قبلها الاتحاد السوفياتي – طالما اتبعت عقيدة تدمج الأسلحة النووية في التدريبات العسكرية الخاصة بها، ما يشير إلى أنها قد تعتمد بشكل أكبر على الأسلحة النووية، يظهر هذا بوضوح في تقارير تقول إن التدريبات العسكرية لروسيا بدت كأنها تحاكي استخدام الأسلحة النووية ضد أعضاء الناتو. لهذه العقيدة تاريخ طويل متعلق بأن السلاح النووي هو أفضل الطرق في حالات الضعف، فحينما تراجع الاتحاد السوفياتي سياسيا وعسكريا خلال الحرب الباردة ، ثم مع انهياره، كان الضامن الوحيد بالنسبة للروس هو السلاح النووي، بحيث يمثل أداة ردع رئيسة. لكن إلى جانب كل ما سبق، هناك سبب إضافي أهم يدفع بعض المحللين للاعتقاد أن روسيا تضع استخدام السلاح النووي في منطقة الإمكانية، وهو متعلق بتحديث سريع وكثيف للترسانة النووية. الثالوث النووي أجرى الاتحاد السوفياتي أول تجربة تفجيرية نووية في 29 أغسطس/آب 1949، أي بعد 4 سنوات من استخدام الولايات المتحدة للقنبلة الذرية ضد اليابان في الحرب العالمية الثانية ، اختبر الاتحاد السوفياتي نسخته الأولى من القنبلة النووية الحرارية عام 1953، ومنذ ذلك الحين نما المخزون السوفياتي من الرؤوس الحربية النووية بسرعة، بشكل خاص خلال الستينيات والسبعينيات وبلغ ذروته عام 1986 بحوالي 40 ألف رأس حربي نووي. بحلول الستينيات، كانت روسيا قد طورت ثالوثا من القوات النووية مثل الولايات المتحدة الأميركية: الصواريخ الباليستية العابرة للقارات "آي سي بي إم إس" (ICBMs)، والصواريخ الباليستية التي تُطلق من الغواصات "إس إل بي إم إس" (SLBMs)​​، والقاذفات الثقيلة المجهزة بأسلحة نووية. وتسمى هذه المجموعة من أدوات الحرب بالأسلحة النووية الإستراتيجية، أي تلك التي تتمكن من الضرب على عدو يبتعد عن الدولة مسافة كبيرة (الضرب عن بعد). على مدى أكثر من نصف قرن، انخرطت روسيا في اتفاقات ومعاهدات تخفّض من أعداد الرؤوس الحربية النووية الخاصة بها، لذلك منذ الثمانينات انخفضت أعداد الرؤوس الحربية الروسية إلى حوالي 6 آلاف فقط، لكن في مقابل هذا الخفض في الأعداد اهتمت روسيا بسياق آخر يقابله، وهو تحديث الترسانة بالكامل. في ديسمبر/كانون الأول 2020، أفاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الأسلحة والمعدات الحديثة تشكل الآن 86% من الثالوث النووي لروسيا، مقارنة بنسبة 82% في العام السابق، وأشار إلى أنه يتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 88.3% خلال عام واحد، وصرح أن وتيرة التغيير في جميع المجالات الحاسمة للقوات المسلحة سريعة بشكل غير عادي اليوم، مضيفا: "لو قررت التوقف لثانية واحدة، ستبدأ في التخلف على الفور". ذراع روسيا الطويلة يبدو هذا جليا في نطاقات عدة. على سبيل المثال، تواصل روسيا حاليا سحب صواريخها المتنقلة من طراز "توبول" (Topol) بمعدل 9 إلى 18 صاروخا كل عام، لتحل محلها الصواريخ الباليستية العابرة للقارات من النوع "يارس-24" (RS-24). اختبرت روسيا يارس لأول مرة عام 2007 وتم اعتماده من قبل قوات الصواريخ الإستراتيجية الروسية عام 2010، وبدأ إنتاجه خلال نفس العام. واعتبارا من عام 2016، تتضمن الترسانة الآن ما يزيد على 147 صاروخا من هذا النوع، منها 135 يمكن أن يوضع منصة متحركة (عربة مكونة من 16 عجلة) و12 منصة ثابتة. مدى يارس يصل إلى 12 ألف كيلومتر (هذا يساوي عرض دولة مثل مصر 12 مرة)، ويمكن أن يحمل 6 -10 رؤوس نووية بقوة تتراوح بين 150- و500 كيلوطن لكل منها، والصاروخ السابق توبول كان يحمل رأسا حربيا واحدا. كذلك صمم يارس للتهرب من أنظمة الدفاع الصاروخي حيث يقوم بمناورات أثناء الرحلة ويحمل شراكا خداعية وبالتالي لديها فرصة لا تقل على 60-65% لاختراق الدفاعات المضادة، وتؤهل التقنية "ميرف" (MIRV) هذا الصاروخ لحمولة صاروخية تحتوي على العديد من الرؤوس الحربية، كل منها قادر على أن يستهدف هدفا مختلفا. ويصيب يارس الهدف بدقة تكون في حدود 100-150 مترا من نقطة الهدف فقط، كما أن إعداد الصاروخ للإطلاق يستغرق 7 دقائق، وبمجرد أن تكون هناك حالة تأهب قصوى، يمكن لصواريخ يارس مغادرة قواعدها عبر السيارات التي تجري بسرعة 45 كيلومترا في الساعة، ثم العمل في مناطق الغابات النائية لزيادة قدرتها على التخفي. إله البحار أحد الأمثلة التي يُستشهد بها على نطاق واسع أيضا هي "ستاتوس-6" (Status-6) المعروف في روسيا باسم "بوسايدون" (Poseidon) (إله البحار)، وهو طوربيد طويل المدى يعمل بالطاقة النووية والذي وصفته وثيقة حكومية روسية بشكل صارخ بأنه يهدف إلى إنشاء "مناطق التلوث الإشعاعي الواسع التي قد تكون غير مناسبة للنشاط العسكري أو الاقتصادي أو أي نشاط آخر لفترات طويلة من الزمن"، السلاح مصمم لمهاجمة الموانئ والمدن لإحداث أضرار عشوائية واسعة النطاق. بدأ السوفيات تطوير هذا السلاح عام 1989 ولكن توقف الأمر بسبب انهيار الاتحاد السوفياتي ونهاية الحرب الباردة وكذلك مع سياسات نزع السلاح النووي. ومع ذلك، عادت روسيا لتطوير هذا السلاح، وفي عام 2015 تم الكشف عن معلومات حول هذا السلاح عمدا من قبل وزارة الدفاع الروسية. وبحسب ما ورد من معلومات عنها، يبلغ مدى هذه المركبة 10 آلاف كيلومتر، ويمكن أن يصل إلى سرعة تحت الماء تصل إلى 200 كيلومتر في الساعة). هذا أسرع بكثير من قدرة الطوربيدات الحربية المعتادة على السفر. علاوة على ذلك، من المخطط أن يعمل بوسايدون على أعماق تصل إلى ألف متر؛ مما يجعل من الصعب اعتراضها، بل ويعتقد أنه يمكن لهذه القطعة التقنية المرعبة أن تعمل تحت صفائح الجليد في القطب الشمالي، هنا يصعب جدا اكتشافه والاشتباك معه. ومن المقرر أن يبدأ بوسايدون في العمل الفعلي داخل الترسانة النووية الروسية خلال أعوام قليلة. نار من توبوليف قاذفة القنابل الإستراتيجية فوق الصوتية ذات الأجنحة متعددة الأوضاع "توبوليف تي يو-160" كانت أيضا واحدة من مكونات أحد أطراف الثالوث النووي التي تم تطويرها مؤخرا. وعلى الرغم من أن هناك العديد من الطائرات المدنية والعسكرية الأكبر حجما إلا أن هذه الطائرة تعد الأكبر من حيث قوة الدفع، والأثقل من ناحية وزن الإقلاع بين الطائرات المقاتلة. ويمكن لكل طائرة من هذا الطراز حمل ما يصل إلى 40 طنا من الذخائر، بما في ذلك 12 صاروخ كروز نوويا يتم إطلاقها من الجو. وبشكل عام، يمكن أن تحمل القاذفات من هذا النوع أكثر من 800 سلاح. كانت هذه الطائرة آخر قاذفة إستراتيجية صممت من طرف الاتحاد السوفياتي، إلا أنها لا تزال تستخدم إلى الآن. أضف لذلك أن هناك برنامجين محدثين متميزين لتطوير الطائرة توبوليف يتم تنفيذهما في وقت واحد: برنامج أولي يتضمن "تحديثا عميقا" لهيكل الطائرة الحالي لدمج محرك من الجيل التالي، بالإضافة إلى إلكترونيات طيران جديدة وملاحة ورادار حديث يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وبرنامج آخر يتضمن دمج أنظمة مماثلة في هياكل جديدة تماما للطائرة. وفي الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني 2020 أعلنت روسيا أن أحدث نسخة من توبوليف تي يو-160 (يسميها الناتو بلاك جاك) قد انطلقت من كازان مدعومة بمحركات "إن كيه-32-02" (NK-32-02) الجديدة، مع قوة دفع تبلغ 55 ألف رطل، ويعد هذا المحرك أكبر وأقوى محرك تم تركيبه على الإطلاق في طائرة عسكرية. استغرقت الرحلة الأولى للقاذفة المحدثة مع المحركات الجديدة ساعتين و20 دقيقة، وسافرت على ارتفاع 6 آلاف متر، المحرك الجديد يرفع نطاق الطائرة بحوالي ألف كيلومتر. يارس وبوسايدون وتحديثات قاذفة القنابل توبوليف هي أمثلة قليلة من حالة كبيرة من التطوير تمر بها الترسانة النووية الروسية، إلى جانب ذلك تعمل روسيا على تنويع نطاق التطوير، فهي لا تعمل فقط على السلاح النووي الإستراتيجي (الذي يضرب العدو البعيد)، بل أيضا هناك خطوات واسعة في تطوير السلاح النووي اللإستراتيجي (التكتيكي)، وهو إصطلاح يشير إلى الأسلحة النووية التي صممت لاستخدامها في ميدان المعركة مع وجود قوات صديقة بالقرب وربما على أراض صديقة متنازع عليها. مخزون روسيا من بين مخزون الرؤوس الحربية النووية الروسية، هناك ما يقرب من 1600 رأس حربي إستراتيجي جاهز للضرب، حوالي 800 رأس منها على الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، وحوالي 624 على الصواريخ الباليستية التي تُطلق من الغواصات، وحوالي 200 في قاذفات القنابل الإستراتيجية. إلى جانب ذلك يوجد حوالي 985 رأسا حربيا إستراتيجيا آخر في المخزن، وحوالي 1912 رأسا حربيا غير إستراتيجي (تكتيكي). بالإضافة إلى المخزون العسكري للقوات العملياتية، هناك حوالي 1760 من الرؤوس الحربية المتقاعدة ولكنها ما زالت سليمة إلى حد كبير تنتظر التفكيك وإعادة التشغيل، ما يجعل إجمالي المخزون حوالي 6 آلاف- 6300 رأس حربي، علما أن هذه فقط هي أرقام تقديرية، حيث لا تعلن الدول عن العدد الحقيقي لرؤوسها الحربية النووية. إذن الخلاصة أن برامج التحديث النووي الروسية، مع زيادة عدد وحجم التدريبات العسكرية، والتهديدات النووية الصريحة التي تلقي بها ضد دول أخرى (فما حدث في حالة أوكرانيا 2022 ليس جديدا)، والعقيدة الروسية المتعلقة بالسلاح النووي؛ كلها أمور تسهم جميعها في دعم حالة من عدم اليقين بشأن نوايا روسيا النووية. ويرى المحللون أن روسيا أبعد ما تكون عن استخدام السلاح النووي حاليا، لسبب واحد وهو أن الجيش الروسي مستقر نسبيا ولا يواجه أية تهديدات وجودية في الحرب الحالية، ومن ثم نشأت فكرة تقول إن الحرب في وجود "السلاح النووي" ممكنة، لكن في سياق ألا تزيد مساحة المعارك، والضرر المتعلق بها، عن حد معين يضع الروس في توتر. لكن على الجانب الآخر، "فعدم اليقين" كان هدف الروس الدائم في كل الأحوال، لأنه -في حد ذاته- سلاح ردع رئيسي بالنسبة لهم، وعلى الرغم من أن الأوكرانيين تلقوا المساعدات، إلا أن الروس واصلوا تقدمهم في سياق "قبة" حماية سببها الأساسي هو السلاح النووي.

الجزائر تتهم فرنسا بخرق اتفاق الجوازات الدبلوماسية
الجزائر تتهم فرنسا بخرق اتفاق الجوازات الدبلوماسية

الجزيرة

timeمنذ 15 ساعات

  • الجزيرة

الجزائر تتهم فرنسا بخرق اتفاق الجوازات الدبلوماسية

نددت الجزائر بما وصفته بالخرق الصارخ من جانب فرنسا لاتفاق عام 2013 لإعفاء حاملي الجوازات الدبلوماسية من التأشيرة، مؤكدة أنها لم تتلقَّ أي إشعار رسمي من باريس، ومتعهدة بالرد وفق مبدأ المعاملة بالمثل. جاء ذلك في بيان للخارجية الجزائرية، اليوم الاثنين، بعد يومين من نشر أنباء في وسائل إعلام فرنسية محسوبة على اليمين، نقلا عن مصادر لم تسمها، بأن باريس فرضت التأشيرة على المسؤولين الجزائريين من حاملي جوازات السفر الدبلوماسية. وقالت الوزارة إن الحكومة الجزائرية "تتابع ببالغ الاستغراب التطورات الأخيرة التي شهدها تعامل السلطات الفرنسية وخطابها بشأن مسألة التأشيرات عموما، وبشأن إعفاء حاملي جوازات السفر الدبلوماسية وجوازات السفر لمهمة من مثل هذا الإجراء". وأضاف البيان أن الخطاب الفرنسي بهذا الشأن أصبح "ينحو منحى غريبا ومثيرا للريبة، وهو المنحى الذي يتمثل في تدبير تسريبات إعلامية بشكل فاضح إلى وسائل إعلام مختارة بعناية من قِبل مصالح وزارة الداخلية الفرنسية والمديرية العامة للشرطة الوطنية الفرنسية". قنوات غير رسمية وقالت الخارجية الجزائرية "من الجلي أن القرارات الفرنسية باتت تُعلن عبر هذه القنوات غير الرسمية، في تجاوز صارخ للأعراف الدبلوماسية المتعارف عليها، وفي انتهاك واضح كذلك لأحكام الاتفاق الجزائري الفرنسي المبرم سنة 2013، والمتعلق بإعفاء حاملي جوازات السفر الدبلوماسية وجوازات السفر لمهمة من التأشيرة". ووفقا للبيان، فإن السلطات الجزائرية، وعلى نقيض ما تنص عليه المادة 8 من الاتفاق ذاته لم تتلقَّ حتى اليوم أي إشعار رسمي من السلطات الفرنسية عبر القناة الوحيدة التي يعتد بها في العلاقات بين الدول، وهي القناة الدبلوماسية. ورأت الوزارة أن "الحكومة الفرنسية تتجه نحو تجميد أو تعليق العمل باتفاق 2013، مع حرصها على التهرب من مسؤولياتها ومن النتائج المترتبة عن هذا الإجراء، في خرق صارخ لأحكام الاتفاق ذاته". وأكدت أن الجزائر لا ترى في هذا الاتفاق أي مصلحة خاصة، وأنها سترد على هذا "التعليق الفعلي للاتفاق" من جانب فرنسا، من خلال "تطبيق دقيق وصارم لمبدأ المعاملة بالمثل، بما يعادل مقدار إخلال الطرف الفرنسي بالتزاماته". ومنذ أشهر، تشهد العلاقات الجزائرية الفرنسية توترا ملحوظا على خلفية ملفات سياسية وقنصلية وأمنية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store