المعركة على كامل فلسطين
رئيس حكومة المستعمرة يتبجح بإظهار نفسه في نفق الاستفزاز، والتطاول على أحد مقدسات المسلمين: المسجد الأقصى.
النفق تم حفره للاستدلال على وجود آثار مهدورة خلال مئات السنين، ولكن علماء آثار المستعمرة أحبطوا تطلعات المستعمرين الصهاينة العاملين أن تكون القدس لهم اعتماداً على تاريخ وتراث وآثار، فخاب رهانهم أنهم لم يجدوا اي أثر لهم أسفل المسجد الأقصى، وبقي الحفر والنفق، كي يتبجح به نتنياهو سياسياً، ليقول: القدس لنا، تم استعادتها في حرب الأيام الستة عام 1967.
وبمشاركة الوزير المتطرف المستوطن، سموترتش محمولاً على الأكتاف، وهتافات رددها أتباعه من المستوطنين المستعمرين: «لنسوي غزة بالأرض» أي إبادة غزة وأهلها كما يفعلون، بالقتل والتدمير والإبادة الجماعية والتطهير العرقي بالمعنى السياسي والإنساني والأخلاقي، فهم يفعلون الإجرام، بكل وضوح وتبجح علناً.
وهتفواً أيضاً:
«فلنحرق شعفاط»،
دالين على ما يفعلوه حاليا في الضفة الفلسطينية من حرق ممتلكات الفلسطينيين، وإفقارهم، وتبديد حياتهم، وجعلها غير مستقرة، أنهم يعملون على «تدمير» و»تحرير» و»تطهير» الضفة الفلسطينية من أصحابها، من أهلها، من شعبها، لتحقيق غرضين واضحين في الهدف والعمل والإجراء:
أولاً: أن القدس الموحدة عاصمة للمستعمرة.
ثانياً: أن الضفة الفلسطينية ليست فلسطينية، ليست عربية، ليست محتلة، بل تم تحريرها عام 1967، بعد أن كانت جزءاً من أراضي المملكة الأردنية الهاشمية، بفعل «الوحدة» بين الضفتين بعد عام 1948.
يعمل الصهاينة على :
1- بقاء المستعمرة واستمراريتها، وتوسعها، لتشمل كامل أرض فلسطين.
2- تضييق فرص الحياة على الفلسطينيين، وجعل أرضهم وبلدهم ووطنهم لا يصلح للعيش الطبيعي، بعد فشل المستعمرة من طرد وتشريد وتهجير كامل الشعب الفلسطيني، وبقاء نصفه على أرضه سواء في مناطق الاحتلال الأولى عام 1948، ومناطق الاحتلال الثانية عام 1967.
القتل المتعمد في قطاع غزة، والتضييق والترحيل في مخيمات وريف الضفة الفلسطينية، والنقب الفلسطيني من مناطق 48، لم يسلم ولن يسلم من توسعهم، والاحتجاجات على عمليات الهدم والاقتلاع والتضييق والتهجير، من وفي قرى النقب متواصلة بقيادة:
1- لجنة المتابعة المركزية لفلسطينيي الداخل، 2- لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، 3- منتدى السلطات المحلية العربية، 4- المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها.
المواجهات والاشتباكات والفعل الفلسطيني، لا يقتصر على منطقة دون أخرى، بل يشمل مناطق 48 ومناطق 67، فالفعل الإسرائيلي على قسوته وفاشيته وتطرفه، ولكنه يفعل على وحدة المصير والعمل والواقع والمستقبل الفلسطيني ليكون موحداً: في الضفة والقدس والقطاع، كما هو في النقب والكرمل والجليل والمثلث والمدن المختلطة، وإن اختلفت الوسائل والأدوات، وإن اختلفت المواعيد والأوقات والأيام، كل حسب ظرفه ووقته واستعداداته.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سواليف احمد الزعبي
منذ ساعة واحدة
- سواليف احمد الزعبي
واشنطن بوست: معالم وقف الحرب على غزة واضحة منذ عام.. المشكلة هي نتنياهو
#سواليف نشرت صحيفة 'واشنطن بوست' مقالا لديفيد إغناطيوس قال فيه إن #نتنياهو يتسبب بالضرر للمدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين في كل يوم يؤخر فيه #وقف_إطلاق_النار. وقال إن الطريق لوقف حرب #غزة كان واضحا منذ عام. وعلم يوم الأربعاء 600 يوما على بدء الحرب في غزة، حيث تواجه #إسرائيل، توبيخا غير عادي، ليس من أعدائها بل من حليفتها العربية الأقرب، وهي الإمارات العربية المتحدة، فقد استدعت السفير الإسرائيلي في أبو ظبي للإحتجاج ضد الهجمات 'المشينة والمسيئة' التي يقوم بها المتطرفون اليهود. ويعلق إغناطيوس أن هذا صورة عن العزلة التي وصلت إليها #حكومة بنيامين #نتنياهو، وأن أول دولة عربية توقع اتفاقية تطبيع مع إسرائيل تظهر وتعبر علنا عن سخطها. وما أثار الرفض الدبلوماسي الإماراتي كان حادثة يوم الاثنين التي ردد فيها قوميون إسرائيليون متطرفون شعارات وهاجموا فلسطينيين في باحة #المسجد_الأقصى بالقدس. وأضاف أن صبر العالم على نتنياهو ينفذ مع استمرار الحرب في غزة. فقد أدانت بريطانيا وفرنسا وكندا الأسبوع الماضي 'الأعمال الفظيعة' التي ارتكبتها إسرائيل في هجومها العسكري المتجدد على غزة. وندد مسؤول كبير في الأمم المتحدة يوم الأربعاء باستيلاء إسرائيل على توزيع المساعدات الإنسانية للفلسطينيين ووصفه بأنه 'اعتداء على كرامتهم الإنسانية'. كما ويتعرض نتنياهو لهجوم شديد في داخل إسرائيل، فقد اتهم رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت هذا الأسبوع حكومة نتنياهو بارتكاب جرائم حرب. وكتب في مقال رأي بصحيفة 'هآرتس': 'تخوض حكومة إسرائيل حاليا حربا بلا مسار، ولا أهداف ولا تخطيط واضح ولا أمل في نجاحها'. ويقول إغناطيوس إن مشكلة نتنياهو الأخطر قد تكون البيت الأبيض، فالرئيس دونالد ترامب منزعج من استمرار القتال في غزة. ولعل الأهم من ذلك أنه يحاول علنا منع خطة إسرائيلية مزعومة لضرب إيران. فعندما سأله أحد المراسلين الصحافيين يوم الأربعاء عما إذا كان قد حذر نتنياهو من مثل هذا الهجوم، بينما كان مبعوث البيت الأبيض يحاول التفاوض على اتفاق دبلوماسي للحد من البرنامج النووي الإيراني، أجاب ترامب: 'حتى أكون صادقا: نعم، لقد فعلت'. ويعلق إغناطيوس على التحدي الذي واجه إسرائيل من عدوتها حماس وداعمتها إيران، لكن هذا لا يغير من التزامات إسرائيل لوقف الحرب، لمصلحتها ولحماية أرواح المدنيين الفلسطسينيين من الموت. ويقول الكاتب إن المزعج في كل هذا هو أن قادة الجيش ومسؤولي الإستخبارات الإسرائيليين كانوا مستعدين لتسوية النزاع هذا قبل عام. ومن خلال العمل مع الأمريكيين والإماراتيين طوروا فكرة 'فقاعات' أمنية لاحتواء العنف تبدأ أولا من شمال غزة، وتدعمها قوات حفظ سلام دولية وبمشاركة دول أوروبية وعربية معتدلة. وبدلا من حماس، كانت ستتولى إدارة القطاع، حكومة فلسطينية. لم يكن هذا حلما بعيد المنال. فقد وضع المسؤولون خارطة طريق مفصلة، وبدأوا التخطيط لتدريب قوات الأمن الفلسطينية التي ستحل محل حماس. كان هذا، كما يحب لاعبو الغولف وصفه، 'ضربة سهلة المنال'، لكن نتنياهو رفض. وطالبه شركاؤه اليمينيون في الائتلاف الحاكم بـ'نصر شامل'، رغم عجزهم عن تحديد معنى ذلك بدقة. وقد سئمت الإمارات والسعودية، اللتان وافقتا على توفير قوات وأموال لأمن غزة، من الانتظار. وتراجعت خطط ما بعد الحرب عندما وصل ترامب إلى البيت الأبيض وتحدث عن ترحيل الفلسطينيين قسريا واستيلاء أمريكا على القطاع، لكن الفكرة تلاشت. وواجه نتنياهو مشكلة لم يكن يعرف الإجابة عليها إلا من خلال القوة العسكرية. وفي آذار/مارس قام بخرق وقف إطلاق النار، حيث سهل ظهور حماس أمام الكاميرات في أثناء تسليم الأسرى الأمر له، كما يزعم الكاتب. وربما كان النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني مستعصيا على الحل، لكن وقف هذه الحرب كان سهلا. وقيل للكاتب إن المسؤولين العسكريين الإسرائيليين واصلوا العمل على خطط 'اليوم التالي'، وظلوا يرتبون التفاصيل حتى هذا الأسبوع. لكنهم لم يحظوا بدعم سياسي من نتنياهو. ويجادل روبرت ساتلوف، مدير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قائلا: 'لطالما كان المخرج واضحا جليا'. ويوضح أن الخروج من الحرب هو مزيج تعاون الدول العربية وفلسطينيي غزة، يعملون تحت مظلة السلطة الفلسطينية، ورغم أنه 'وضع فوضوي، تتداخل فيه المسؤوليات ويشوبه الكثير من الغموض. لكنه يلبي جميع المتطلبات اللازمة لتمكين عملية إعادة الإعمار والتأهيل للتقدم إلى الأمام'. وقد ألحقت الحرب إلى جانب الثمن الإنساني الفادح بين الفلسطيين ودمار ممتلكاتهم، ضررا بإسرائيل، وليس سمعتها الدولية فقط، بل قلبها وروحها. وما بدأ كحربٍ عادلة للانتقام ضد هجمات، أصبح، كما وصفه أولمرت بدقة، 'حربا بلا هدف'. وهذا النوع من الصراع ينكفيء على نفسه، ويلتهم حتى أقوى الدول وأكثرها فخرا. ويقول إن الدبلوماسيين ضروريين لحل معظم الحروب 'لكن في هذه الحالة، سأكون سعيدا بالقبول بمطور عقارات، مثل ترامب أو مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف. لقد كانت شروط التسوية واضحةً منذ عام. حان الوقت لإبرام هذه الصفقة وإنهاء مأساة غزة'.


الغد
منذ 5 ساعات
- الغد
ترامب لا يلتزم بنص الكتاب في العلاقة مع إسرائيل
ترجمة: علاء الدين أبو زينة إيما آشفورد* - (فورين بوليسي) 14/05/2025 سيكون من المفارقات الحقيقية أن يكون ترامب هو مَن يمهّد الطريق لعلاقة أميركية-إسرائيلية أكثر صحة وتوازناً. اضافة اعلان في العقود الأخيرة، فقد القادة الأميركيون إلى حد كبير القدرة على أن يقولوا للحكومة الإسرائيلية أنها تجاوزت الحدود. ولكن، وكما يتضح من نهج ترامب، فإن هذا الأسلوب لا يتوافق دائماً مع مبدأ "أميركا أولاً". * * * لعل الشيء الوحيد الذي يمكن أن يكون أكثر يقيناً من شروق الشمس من الشرق وغروبها في الغرب، هو أن رئيساً جمهورياً للولايات المتحدة سوف يؤيد إسرائيل دائماً -وأن الرؤساء الديمقراطيين سيفعلون إلى حدّ كبير الشيء ذاته -ومع ذلك يُلامون على أنهم يفعلون العكس. ومع ذلك، يزور الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشرق الأوسط، ولا تشمل رحلته إسرائيل، على الرغم من الضغوط التي تمارسها حكومة نتنياهو لحثّه على ذلك. كما أنه تفاوض مؤخراً على وقفٍ لإطلاق النار مع الحوثيين في اليمن، على الرغم من إعلانهم الواضح عن نيتهم مواصلة ضرب إسرائيل. بل إنه أقال مستشاره للأمن القومي، مايك والتز، وفقاً للتقارير، جزئياً بسبب الخطيئة المتمثلة في تنسيقه المحتمل لضربات على منشآت نووية إيرانية مع مسؤولين إسرائيليين من دون الرجوع إليه. قد لا يكون ترامب على وشك القطيعة الكاملة مع إسرائيل -وبالتأكيد ليس لأسباب إنسانية كما يأمل كثير من اليساريين- ولكن يبدو من سلوكه أن مبدأ "أميركا أولاً" قد لا ينطوي على استثناء عندما يتعلق الأمر بإسرائيل بعد كل شيء. * * * كان من الممكن أن يُلتمس للمرء عذر إذا توقّع من هذه الإدارة انتهاج سياسة مؤيدة بشدة لإسرائيل. فخلال فترة ترامب الأولى في الرئاسة، كان الذي صاغ سياساته في الشرق الأوسط بدرجة كبيرة هو شخصيات مثل صهره جاريد كوشنر (الذي كان والده على علاقة صداقة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو)، ومتبرعون كبار مؤيدون لإسرائيل مثل شيلدون أديلسون، إلى جانب مجموعة قوية من المستشارين الموالين لإسرائيل داخل البيت الأبيض (جون بولتون)، وفي الكونغرس (السيناتور ليندسي غراهام). وما كان يمكن أن تكون سياسات إدارته الأولى أكثر ملاءمة لحكومة نتنياهو مما كانت. فقد ألغى ترامب "خطة العمل الشاملة المشتركة" (الاتفاق النووي مع إيران)، وفرض عقوبات "الضغط الأقصى" على طهران، بل وزاد من الضغط العسكري على إيران إلى حد كبير، مما أسفر عن موجة من الهجمات المتبادلة مع وكلاء إيران في العراق وسورية وأماكن أخرى، والتي بلغت ذروتها في اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني. وعلى الصعيد الدبلوماسي، قام ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، وسعى من خلال "اتفاقيات أبراهام" لأول مرة إلى إخراج التعاون الوليد بين دول الخليج وإسرائيل ضد إيران من السر إلى العلن. ما كان يمكن للأمور أن تكون أفضل بالنسبة لإسرائيل. لهذا كله، كان الافتراض السائد بين معظم المراقبين للسياسة الخارجية خلال الحملة الرئاسية هو أن ترامب، في حال إعادة انتخابه، سيكون داعماً بلا قيد أو شرط لإسرائيل؛ وبالنسبة للناخبين، لم يقدّم أي تمايز يُعتد به عن سياسات الرئيس غير الكفؤ في ذلك الحين، جو بايدن. وفي الحقيقة، على الرغم من أن عدداً من الناخبين التقدميين والعرب الأميركيين رفضوا التصويت للمرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس آنذاك، كامالا هاريس، بسبب موقف إدارة بايدن من الحرب في غزة، فإنهم قوبلوا بالكثير من السخرية لأنهم اقترحوا أن ترامب ربما يكون أفضل. وكان انتقال ترامب، وتعيينه لصقور جمهوريين مؤيدين لإسرائيل مثل مايك هاكابي، وماركو روبيو، ومايك والتز، كلها شؤون تعزز هذا الانطباع. لكنّ ترامب أثبت، منذ اليوم الأول تقريباً، أن هذا الافتراض إن لم يكن خاطئاً تماماً، فإنه على الأقل غير متماسك. حتى قبل يوم التنصيب نفسه، نسبت الإدارة الجديدة لنفسها الفضل في وقف إطلاق نار بين إسرائيل و"حماس". وعلى الرغم من أن العديد من تفاصيل هذا الترتيب كانت قد تمّت بوساطة إدارة بايدن، إلا أن الأمر تطلّب قدرة ترامب على الضغط على الإسرائيليين من خلال مدير صفقاته الشخصي، ستيف ويتكوف، لإتمام الصفقة. ومع أن وقف إطلاق النار انهار لاحقاً بسبب تجدد القصف الإسرائيلي، إلا أن الإدارة واصلت الضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات مقابل الإفراج عن الرهائن، خصوصاً أولئك الذين يحملون الجنسية الأميركية. كانت الهوّة الأوسع بين ترامب ونتنياهو هي تلك التي تتعلق بإيران. في فترة ترامب الأولى، كانت مواقفه ومواقف فريقه متناغمة تقريباً بشأن إيران، فتم تصعيد الضغوط واستكشاف خيارات عسكرية. ومع ذلك، من الواضح أن الرئيس ومَن حوله يشعرون بأن ذلك لم يحقق النتائج المرجوة. وبدلاً من سياسة "الضغط الأقصى"، تتخذ الإدارة الحالية نهجًا صفقاتيًا بهدف إعادة إطلاق المفاوضات. وقد تم، على سبيل المثال، تشديد بعض العقوبات قبل أن تُستأنف المفاوضات حول الملف النووي؛ كما أدّت الضربات الموسّعة ضد الحوثيين في النهاية إلى تراجع من الإدارة ووقف لإطلاق النار. ويشتكي المسؤولون الإسرائيليون من أنهم خارج الصورة تمامًا في ما يتعلق بهذه القرارات المهمة. بالطريقة نفسها، تُشير مجموعة من التسريبات إلى وجود تباين في المواقف بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول ما إذا كان ينبغي توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية. وتدفع الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو باتجاه توجيه هذه الضربات، وقد ألمحت في مناسبات عدة إلى أنها مستعدة لتنفيذها منفردة من دون الولايات المتحدة -أو أنها تحاول إقناع واشنطن بالانضمام إلى الهجوم. ومع ذلك، كانت إدارة ترامب حتى الآن مترددة بشكل ملحوظ في الإقدام على ذلك. وبالنظر إلى الافتراضات التي سبقت الانتخابات حول الدعم غير المشروط لإسرائيل، يبدو موقف ترامب متراخياً على نحو مفاجئ تجاه بعض من أولويات نتنياهو الأمنية الجوهرية. من المهم ألا يبالغ المرء كثيرًا في تفسير هذا التحول. ما تزال إدارة ترامب تبيع الأسلحة لإسرائيل لاستخدامها في غزة، ولم تمارس سوى ضغط ضئيل على الإسرائيليين في ما يتعلق بالاحتياجات الإنسانية أو وصول منظمات الإغاثة إلى القطاع. وعلى الصعيد الداخلي، استغلت الإدارة قانون الهجرة لقمع المتظاهرين المؤيدين لفلسطين، واعتقلت عدداً من الطلاب الأجانب لمشاركتهم في احتجاجات جامعية، وذهبت في المحاكمات إلى حد التلميح بأن دعم غزة يعادل دعم "حماس". بل إن ترامب نفسه عبّر عن دعمه لفكرة التهجير المتعمد للفلسطينيين من قطاع غزة، وهي واحدة من أكثر السياسات فظاعة التي اقترحتها بعض الجهات داخل الحكومة الإسرائيلية. وعلى الرغم من أن هذا الاقتراح جاء بأسلوب ترامب المعتاد -في هذه الحالة، مقطع فيديو غريب من إنتاج الذكاء الاصطناعي يُصوّر "ريفيرا غزة" ما بعد إعادة الإعمار، ويظهَر فيه تمثال ذهبي ضخم لترامب نفسه- فإن التهجير القسري للمدنيين من مناطق الصراع ما يزال يعد جريمة حرب بموجب القوانين الدولية المعترف بها على نطاق واسع. ومع ذلك، فإن هذا التناقض يُجسّد في بعض الجوانب السبب الذي يجعل نهج ترامب تجاه إسرائيل فريداً من نوعه: إنه يعمل على محور تحليلي مختلف تماماً عن معظم النقاشات التي تدور حول السياسة الخارجية الأميركية. إنه لا يدعم إسرائيل من دون قيد أو شرط، لكنه لا يركزّ أيضاً على القضايا الإنسانية أو حقوق الفلسطينيين. بدلاً من ذلك، يبدو أنه يفي حقًا بوعد شعار حملته: سياسة "أميركا أولاً"، التي تعطي الأولوية فوق كل شيء للمصالح الأميركية. هذا النهج يضعه في مواجهة مع العديد من أسلافه، ومع معظم دوائر السياسة الخارجية في واشنطن. غالباً ما يتعامل الرؤساء ومستشاروهم بحذر شديد مع السياسة تجاه إسرائيل؛ حيث تظل طبيعة العلاقة الأميركية-الإسرائيلية مسألة شائكة تتضمن عقوداً من مفاوضات السلام المعقدة، واعتبارات سياسية داخلية، وألغاماً سياسية وخطابية. وسوف يجد، حتى صناع السياسات الذين يدعمون إسرائيل عموماً -أو الذين تتماشى آراؤهم مع فئة معينة من المجتمع الإسرائيلي دون غيرها- أنفسهم موصوفين بأنهم لا يدعمون إسرائيل بما فيه الكفاية. على سبيل المثال، واجهت إدارة أوباما صعوبات كبيرة في تسويق الاتفاق النووي الإيراني للجمهور، وفشلت في توضيح السبب في أن المصالح الأميركية قد تختلف مع الإسرائيلية في هذا الشأن، واستقرت جزئياً على حجة أن حكومة نتنياهو لا تُمثّل بالضرورة الاحتياجات الأمنية الحقيقية لإسرائيل. ومن جهتها، كانت إدارة بايدن بالغة الحذر حتى أنها تجنّبت اتخاذ أي خطوة، سياسية كانت أم خطابية، قد تعد انتقاداً لإسرائيل. وقدمت لنتنياهو بدلاً من ذلك كل ما طلبه تقريبًا، في حين كانت تشتكي للصحفيين سراً من تعنته. * * * لكن ترامب وستيف ويتكوف لا يبدو أنهما يهتمان بهذه الحساسيات السياسية الدقيقة. إنهما يبحثان فقط عن أفضل صفقة لواشنطن. وربما يكون هذا الجانب هو الأغرب في كل هذه القضية. لا يعارض ترامب ما تقوم به إسرائيل في غزة، وقد أوضح أنه لن يضغط عليها لإنهاء الحرب، خاصة بعد تحرير آخر الرهائن الأميركيين. ومن المرجح أن تستمر إدارته في قمع المتظاهرين في الجامعات والجماعات التقدمية التي تنتقد إسرائيل. ومع ذلك، لا يبدو أنه سيقيد نفسه بالقواعد نفسها. وعلى الرغم من أنه يرغب في التوصل إلى اتفاق سلام في غزة، أو توسيع "اتفاقات إبراهام" لتشمل المملكة العربية السعودية، أو التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران يكون مقبولاً لدى إسرائيل، فإنه يبدو مستعداً أكثر فأكثر للتخلي عن هذه الأهداف إذا لم تتحقق. ربما لا يضغط ترامب على إسرائيل في قضايا إيران، أو غزة، أو المستوطنات، أو غيرها، لكنه في المقابل لا يمانع في توقيع اتفاقات من دونها وتركها لتتعامل مع النتائج لاحقاً. ليس من الغريب ولا من غير مألوف الاعتراف بحقيقة أن المصالح قد تتباين بين الحلفاء من حين لآخر. ولكن سيكون من المفارقات الحقيقية أن يكون ترامب هو مَن يمهّد الطريق لعلاقة أميركية-إسرائيلية أكثر صحة وتوازناً. في العقود الأخيرة، فقد القادة الأميركيون إلى حد كبير القدرة على أن يقولوا للحكومة الإسرائيلية إنها تجاوزت الحدود. ولكن، وكما يتضح من نهج ترامب، فإن هذا الأسلوب لا يتوافق دائماً مع مبدأ "أميركا أولاً." وإذا استمر ترامب في السير على هذا المسار، فقد يكون من المناسب أن نتخلى عن افتراض أن سياسة "أميركا أولاً" تستثني إسرائيل. *إيما آشفورد Emma Ashford: كاتبة عمود في مجلة "فورين بوليسي" وزميلة رفيعة في برنامج "إعادة تصوّر الاستراتيجية الكبرى للولايات المتحدة" في مركز ستيمسون، وأستاذة مساعدة ملحقة في جامعة جورجتاون، ومؤلفة كتاب "النفط، الدولة، والحرب" Oil, the State, and War. *نشر هذا المقال تحت عنوان: Trump Isn't Following the Script on Israel اقرأ المزيد في ترجمات: قصة تراجع: الفشل العسكري الأميركي في البحر الأحمر


رؤيا نيوز
منذ 10 ساعات
- رؤيا نيوز
هدنة 60 يوماً بين حمـا.س وإسرائيل وترامب يعلن التفاصيل خلال ساعات
أفادت مصادر 'العربية' و'الحدث'، الخميس، أن إسرائيل وافقت على هدنة لمدة 60 يوما، فيما أفادت حركة حماس بأنّها تدرس المقترح الذي قدّمه مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف. وقالت مصادر العربية إن رئيس وفد حماس خليل الحية يجتمع مع الوسطاء لإبلاغهم برد الحركة، وذكر مصدر من حماس لوكالة الصحافة الفرنسية بأن المقترح لا يستجيب لمطالبها. وقالت المصادر إن 'الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيعلن تفاصيل الهدنة في غزة خلال ساعات'. وأوضحت المصادر أنه تم إبلاغ المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، سيتف ويتكوف، بموافقة إسرائيل على هدنة غزة. وفي وقت لاحق، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، إن إسرائيل وافقت على أحدث مقترح أميركي لوقف إطلاق النار في غزة. وأضافت المتحدثة أنه لم ترد أي تعليقات من حماس حتى الآن، مشيرة إلى أن المناقشات مستمرة. وفي وقت سابق، حصلت 'العربية' و'الحدث'، الخميس، على وثيقة مسودة الاتفاق 'المحتمل' بين حماس وإسرائيل. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، الخميس، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ عائلات الأسرى بقبول إسرائيل اقتراح وقف إطلاق النار الجديد في غزة والذي قدمه مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ويتكوف. فيما قال نتنياهو في وقت لاحق إن موافقتنا على 'مقترح ويتكوف' لا تعني قبولنا بوقف الحرب في غزة. وكانت حماس قالت في وقت سابق إنها تسلمت الاقتراح الجديد من وسطاء وتعكف على دراسته. وفي وقت سابق، أفادت مصادر 'العربية' و'الحدث' بأن رئيسَ الوزراء الإسرائيلي نتنياهو سيعقد اجتماعا الليلة الخميس مع عددٍ من الوزراء لمناقشة مخطط ويتكوف. وأضافت المصادر أن نتنياهو سيناقش مقترحَ ويتكوف مع عدد من الوزراء بينهم الخارجيةُ والمالية والأمن القومي. وتنص وثيقة ويتكوف على أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب جاد بشأن التزام الأطراف باتفاق غزة وسيعلن عنه شخصيا في مؤتمر صحافي. كما تنص الوثيقة على أن أميركا ومصر وقطر ستضمن استمرار وقف النار لمدة 60 يوما ولأي تمديد محتمل، فيما سيستكمل مبعوث ترامب الخاص تفاصيل الاتفاق ويتولى رئاسة المفاوضات. 1 من 2 وتتضمن الوثيقة على وقف النار لـ 60 يوما، فيما يضمن الرئيس الأميركي ترامب التزام إسرائيل. كما تنص على إطلاق حماس سراح 10 محتجزين أحياء وجثامين 18 في اليومين الأول والسابع، وإرسال المساعدات إلى غزة فور موافقة حماس على وقف النار. وبحسب الوثيقة، سيتم توثيق جميع أنشطة إسرائيل العسكرية عند بدء سريان الاتفاق، وفي اليوم الأول من الهدنة تبدأ مفاوضات بشأن ترتيبات وقف دائم للنار، فيما ستقدم حماس في اليوم العاشر معلومات كاملة عن كافة الأسرى المتبقين. ووفقا لوثيقة ويتكوف، سيتم توزيع المساعدات بواسطة الأمم المتحدة والهلال الأحمر، أما تسليم الأسرى فسيتم دون مظاهر أو احتفالات علنية. البيت الأبيض متفائل وفي وقت سابق من اليوم، كانت مصادر 'العربية' و'الحدث' أفادت بأن مقترح المبعوث الأميركي ويتكوف، والمتعلق بوقف الحرب في غزة، يتضمن إطلاق سراح 10 محتجزين، وتسليم 18 جثماناً، نصفهم في اليوم الأول، وكذلك يتضمن وقف النار بغزة لـ60 يوما؛ إضافةً إلى إطلاق سراح 125 من الأسرى الفلسطينيين المحكوم عليهم بالمؤبد. وقد كشفت 3 مصادر أميركية لـ'أكسيوس' Axios أن البيت الأبيض متفائلٌ بأن الاقتراح الجديد الذي قدمه المبعوثُ الأميركي إلى الشرق الأوسط بشأن غزة يمكن أن يساعد في سد الفجوات المتبقية بين إسرائيل وحماس. قد يتم التوصل لاتفاق خلال أيام وقال مصدرٌ أميركي إنه في حال بادر كل طرف بتقديم تنازلات فربما يتم التوصل إلى اتفاق خلال أيام. وأعلن البيت الأبيض عن تفاؤله بأنه أصبح على مسافةٍ قريبة من التوصل إلى اتفاق يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى إنهاء الحرب على الرغم من أنه سيكون مؤقتًا في البداية. من جهتها أعلنت حماس موافقتها، في وقتٍ سابق، على المقترح الأميركي للتوصل إلى اتفاقٍ يتضمن وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما والإفراج عن 5 محتجزين أحياء في اليوم الأول وخمسة في اليوم الأخير. وقف النار لـ60 يوما وتعليقا على المقترح الجديد للمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، قالت حركة حماس إن المقترح يتضمن وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، يستمر وقف النار بعد الـ 60 يوما ما دامت المفاوضات مستمرة بإيجابية. كما أكدت حماس وجود ضمانات أميركية باستمرار المفاوضات خلال الـ 60 يوما حتى التوصل إلى وقف دائم للنار. وأضافت حركة حماس أن المقترح يشمل أيضا انسحاب القوات الإسرائيلية إلى خطوط انسحاب يتم الاتفاق عليها. 10 أحياء و18 جثمانا وأوضحت حماس أنه بموجب المقترح فإنها سوف تطلق سراح 10 محتجزين أحياء و18 جثمانا، نصفهم باليوم الأول (5 و9) ونصفهم باليوم السابع، وفي المقابل يتم إطلاق سراح 125 أسيرا محكومين بالمؤبد و1111 أسيرا من غزة بعد 7 أكتوبر و180 جثمانا فلسطينيا. وقالت حركة حماس إن إدخال المساعدات خلال وقف النار سيتم بآليات متعددة.