logo
الصراخ في أعماق الماء.. ثورة هادئة في علاج الضغط النفسي

الصراخ في أعماق الماء.. ثورة هادئة في علاج الضغط النفسي

خبرنيمنذ 6 أيام

خبرني - في السنوات الأخيرة، برزت أساليب علاجية غير تقليدية تهدف إلى التعامل مع الضغوط النفسية بطرق أكثر تحررا من قيود العلاج التقليدي.
قرية سويدية تمارس الصراخ الجماعي كعلاج نفسي
ومن الأساليب العلاجية غير التقليدية للضغوط النفسية ما يعرف بـ"العلاج بالصراخ في الماء"، وهو مزيج بين تقنيات التفريغ العاطفي بالصراخ، والخصائص المهدئة للعلاج المائي. وفي هذا التقرير، نستعرض الخلفية العلمية والفسيولوجية لهذا النوع من العلاج بالاستناد إلى أبحاث ودراسات حديثة.
ويُعد الصراخ وسيلة قديمة للتنفيس العاطفي، وقد أُدرج في برامج العلاج النفسي منذ سبعينيات القرن الماضي من خلال ما يسمى بـ"علاج الصراخ البدائي" ، الذي طوره الطبيب النفسي آرثر جانوف.
وفي دراسة نشرها موقع "بي بي سي"، أشار المعالجون إلى أن الصراخ يمكن أن يُساعد بعض الأشخاص على الشعور بالارتياح والتنفيس عن الغضب أو الحزن المكبوت، لكنه قد يكون غير مناسب للجميع، وخاصة إذا ارتبط بتجارب صادمة سابقة.
ومن ناحية أخرى، أشار تقرير في صحيفة "ذا جارديان" إلى أن بعض علماء النفس يرون أن الصراخ قد يُنشط استجابة "القتال أو الهروب" عبر رفع مستويات هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول، ما قد يفاقم مشاعر التوتر بدلا من تهدئتها إذا لم يكن الصراخ موجها بشكل صحيح.
الفوائد النفسية والجسدية
يُعرف العلاج بالماء (الهيدروثيرابي) بقدرته على تهدئة الجهاز العصبي وتقليل القلق والتوتر من خلال تأثيره الحراري والفيزيائي على الجسم.
في دراسة تحليلية نُشرت عام 2024 في مجلة "كرنت سيكولوجي"، وجد الباحثون أن العلاج بالماء والمياه المعدنية ساهم في تخفيف أعراض القلق والاكتئاب لدى مجموعات متعددة من المرضى، حيث ساعدت خصائص الماء على تهدئة الجهاز العصبي المركزي وتحسين الحالة المزاجية بشكل ملحوظ.
كما وجدت دراسة أخرى نُشرت في مجلة "العلاجات التكميلية في الممارسة السريرية" عام 2019، أن العلاج بالماء الدافئ مع التدليك حسن التوازن وخفف الألم لدى مرضى السكري الذين يعانون من اعتلال الأعصاب الطرفية.
الصراخ في بيئة مائية .. الجمع بين العنصرين
ورغم عدم وجود دراسات علمية مباشرة حتى الآن تبحث تحديدا في "الصراخ في الماء"، إلا أن الجمع بين التفريغ العاطفي بالصراخ وبيئة الماء قد يقدم نموذجا مثيرًا للتجربة العلاجية.
فمن الناحية النفسية، يُعد الصراخ شكلا من أشكال التعبير العاطفي القوي، ويمكن أن يساعد في معالجة مشاعر مكبوتة.
ومن الناحية الجسدية، يوفر الماء عزلة صوتية جزئية تقلل من الإحراج وتسمح للصراخ أن يكون أكثر حرية دون إصدار ضوضاء مزعجة للآخرين.
ومن الناحية العصبية، يُساعد الماء على خفض نشاط الجهاز العصبي الودي ، مما يعزز الشعور بالراحة بعد الصراخ.
ويعتقد أن الدمج بين هذين النهجين، إذا طُبق بشكل منظم وتحت إشراف مختصين نفسيين، قد يكون وسيلة فعالة للتعامل مع التوتر والضغوط العاطفية، خاصة لدى الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في التعبير اللفظي عن مشاعرهم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عالمٌ من البلاستيك العاطفي!
عالمٌ من البلاستيك العاطفي!

العرب اليوم

timeمنذ 4 أيام

  • العرب اليوم

عالمٌ من البلاستيك العاطفي!

الحياة الطبيعية التي كانت من قبل، ذهبت إلى أمدٍ غير منظور، كل شيء صار مفتعلاً، ومادّة لصناعة «المحتوى» على السوشيال ميديا، حتى الأمراض أو الأعراض العادية، صارت طعاماً تلتهمه أفواه السوشيال ميديا، وأصحاب الحسابات التي تبحث عن «التريند». في تحقيق بديعٍ لـ«بي بي سي» بقلم منار حافظ، إشارة إلى صرعة أو تريند الحديث عن اضطراب فرط الحركة، واختصاره باللغة الإنجليزية ADHD حيثُ صار الموضوع لافتاً لظاهرة أخرى، وهي انتهاك العلم والطبّ، من طرف دراويش هذه الصرعة، بانتظار صرعة أخرى. جاء فيه أنه في العام الماضي، أفادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بأن 11.4 في المائة من الأطفال الأميركيين شُخِّصوا باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وهو رقم قياسي، ما جعل صحيفة «نيويورك تايمز» تتساءل في مقال لها: هل كنا نفكر في اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بطريقة خاطئة؟ الحقيقة أن تشخيص الإنسان نفسه بهذه الأعراض النفسية، ليس إلا نوعاً من الصرعة أو «الهبّة» كما يُقال في الخليج، فقد اختلط فيه الحابل بالنابل، والأمر في خلاصته ليس سوى «تنويع» طبيعي في أنواع السلوك البشري، كما أن هناك من يستخدم يسراه أقوى من يمناه (أشول أو أيسر)، وهو أمرٌ عادي، ضمن بانوراما التنوع البشري، كذلك الأمر مع فرط الحركة، بدرجات معيّنة. إن هؤلاء النفر يحرمون أنفسهم من حياة صحية، بمثل هذا الهوَس السوشيالي، والعديد من المصابين بفرط الحركة ونقص الانتباه ليسوا «ناقصين» ولا «مضطربين» كما جاء في التحقيق، وأتت الإشارة في الموضوع لما نشرته صحيفة «الإيكونومست» في مقالها المنشور في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 أن فرط الحركة ونقص الانتباه يجب ألا يعامل معاملة الاضطراب. المُراد قوله من استعراض هذه المسألة، هو الانتباه لما هو أكبر منها، وهو الهوَس المخيف في عوالم السوشيال ميديا، باختراع الدهشة والاختلاف لضمان استمرار المتابعة، وفوائد هذه المتابعة، مادّياً، أو لتغذية نقص الاهتمام ولفت الانتباه لدى بعض الناقصين من البشر. أو لمجرّد صناعة فرق في الشخصية... فرق «كول»! كيف كان يعيش الناس إلى عهدٍ قريب دون معرفة هذه التريندات «الكول» أصلاً؟!

الصراخ في أعماق الماء.. ثورة هادئة في علاج الضغط النفسي
الصراخ في أعماق الماء.. ثورة هادئة في علاج الضغط النفسي

جهينة نيوز

timeمنذ 5 أيام

  • جهينة نيوز

الصراخ في أعماق الماء.. ثورة هادئة في علاج الضغط النفسي

تاريخ النشر : 2025-05-30 - 03:14 am في السنوات الأخيرة، برزت أساليب علاجية غير تقليدية تهدف إلى التعامل مع الضغوط النفسية بطرق أكثر تحررا من قيود العلاج التقليدي. قرية سويدية تمارس الصراخ الجماعي كعلاج نفسي ومن الأساليب العلاجية غير التقليدية للضغوط النفسية ما يعرف بـ"العلاج بالصراخ في الماء"، وهو مزيج بين تقنيات التفريغ العاطفي بالصراخ، والخصائص المهدئة للعلاج المائي. وفي هذا التقرير، نستعرض الخلفية العلمية والفسيولوجية لهذا النوع من العلاج بالاستناد إلى أبحاث ودراسات حديث ويُعد الصراخ وسيلة قديمة للتنفيس العاطفي، وقد أُدرج في برامج العلاج النفسي منذ سبعينيات القرن الماضي من خلال ما يسمى بـ"علاج الصراخ البدائي" ، الذي طوره الطبيب النفسي آرثر جانوف. وفي دراسة نشرها موقع "بي بي سي"، أشار المعالجون إلى أن الصراخ يمكن أن يُساعد بعض الأشخاص على الشعور بالارتياح والتنفيس عن الغضب أو الحزن المكبوت، لكنه قد يكون غير مناسب للجميع، وخاصة إذا ارتبط بتجارب صادمة سابقة. ومن ناحية أخرى، أشار تقرير في صحيفة "ذا جارديان" إلى أن بعض علماء النفس يرون أن الصراخ قد يُنشط استجابة "القتال أو الهروب" عبر رفع مستويات هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول، ما قد يفاقم مشاعر التوتر بدلا من تهدئتها إذا لم يكن الصراخ موجها بشكل صحيح. الفوائد النفسية والجسدية يُعرف العلاج بالماء (الهيدروثيرابي) بقدرته على تهدئة الجهاز العصبي وتقليل القلق والتوتر من خلال تأثيره الحراري والفيزيائي على الجسم. في دراسة تحليلية نُشرت عام 2024 في مجلة "كرنت سيكولوجي"، وجد الباحثون أن العلاج بالماء والمياه المعدنية ساهم في تخفيف أعراض القلق والاكتئاب لدى مجموعات متعددة من المرضى، حيث ساعدت خصائص الماء على تهدئة الجهاز العصبي المركزي وتحسين الحالة المزاجية بشكل ملحوظ. كما وجدت دراسة أخرى نُشرت في مجلة "العلاجات التكميلية في الممارسة السريرية" عام 2019، أن العلاج بالماء الدافئ مع التدليك حسن التوازن وخفف الألم لدى مرضى السكري الذين يعانون من اعتلال الأعصاب الطرفية. الصراخ في بيئة مائية .. الجمع بين العنصرين ورغم عدم وجود دراسات علمية مباشرة حتى الآن تبحث تحديدا في "الصراخ في الماء"، إلا أن الجمع بين التفريغ العاطفي بالصراخ وبيئة الماء قد يقدم نموذجا مثيرًا للتجربة العلاجية. فمن الناحية النفسية، يُعد الصراخ شكلا من أشكال التعبير العاطفي القوي، ويمكن أن يساعد في معالجة مشاعر مكبوتة. ومن الناحية الجسدية، يوفر الماء عزلة صوتية جزئية تقلل من الإحراج وتسمح للصراخ أن يكون أكثر حرية دون إصدار ضوضاء مزعجة للآخرين. ومن الناحية العصبية، يُساعد الماء على خفض نشاط الجهاز العصبي الودي ، مما يعزز الشعور بالراحة بعد الصراخ. ويعتقد أن الدمج بين هذين النهجين، إذا طُبق بشكل منظم وتحت إشراف مختصين نفسيين، قد يكون وسيلة فعالة للتعامل مع التوتر والضغوط العاطفية، خاصة لدى الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في التعبير اللفظي عن مشاعرهم. تابعو جهينة نيوز على

الصراخ في أعماق الماء.. ثورة هادئة في علاج الضغط النفسي
الصراخ في أعماق الماء.. ثورة هادئة في علاج الضغط النفسي

الانباط اليومية

timeمنذ 5 أيام

  • الانباط اليومية

الصراخ في أعماق الماء.. ثورة هادئة في علاج الضغط النفسي

الأنباط - في السنوات الأخيرة، برزت أساليب علاجية غير تقليدية تهدف إلى التعامل مع الضغوط النفسية بطرق أكثر تحررا من قيود العلاج التقليدي. قرية سويدية تمارس الصراخ الجماعي كعلاج نفسي ومن الأساليب العلاجية غير التقليدية للضغوط النفسية ما يعرف بـ"العلاج بالصراخ في الماء"، وهو مزيج بين تقنيات التفريغ العاطفي بالصراخ، والخصائص المهدئة للعلاج المائي. وفي هذا التقرير، نستعرض الخلفية العلمية والفسيولوجية لهذا النوع من العلاج بالاستناد إلى أبحاث ودراسات حديث ويُعد الصراخ وسيلة قديمة للتنفيس العاطفي، وقد أُدرج في برامج العلاج النفسي منذ سبعينيات القرن الماضي من خلال ما يسمى بـ"علاج الصراخ البدائي" ، الذي طوره الطبيب النفسي آرثر جانوف. وفي دراسة نشرها موقع "بي بي سي"، أشار المعالجون إلى أن الصراخ يمكن أن يُساعد بعض الأشخاص على الشعور بالارتياح والتنفيس عن الغضب أو الحزن المكبوت، لكنه قد يكون غير مناسب للجميع، وخاصة إذا ارتبط بتجارب صادمة سابقة. ومن ناحية أخرى، أشار تقرير في صحيفة "ذا جارديان" إلى أن بعض علماء النفس يرون أن الصراخ قد يُنشط استجابة "القتال أو الهروب" عبر رفع مستويات هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول، ما قد يفاقم مشاعر التوتر بدلا من تهدئتها إذا لم يكن الصراخ موجها بشكل صحيح. الفوائد النفسية والجسدية يُعرف العلاج بالماء (الهيدروثيرابي) بقدرته على تهدئة الجهاز العصبي وتقليل القلق والتوتر من خلال تأثيره الحراري والفيزيائي على الجسم. في دراسة تحليلية نُشرت عام 2024 في مجلة "كرنت سيكولوجي"، وجد الباحثون أن العلاج بالماء والمياه المعدنية ساهم في تخفيف أعراض القلق والاكتئاب لدى مجموعات متعددة من المرضى، حيث ساعدت خصائص الماء على تهدئة الجهاز العصبي المركزي وتحسين الحالة المزاجية بشكل ملحوظ. كما وجدت دراسة أخرى نُشرت في مجلة "العلاجات التكميلية في الممارسة السريرية" عام 2019، أن العلاج بالماء الدافئ مع التدليك حسن التوازن وخفف الألم لدى مرضى السكري الذين يعانون من اعتلال الأعصاب الطرفية. الصراخ في بيئة مائية .. الجمع بين العنصرين ورغم عدم وجود دراسات علمية مباشرة حتى الآن تبحث تحديدا في "الصراخ في الماء"، إلا أن الجمع بين التفريغ العاطفي بالصراخ وبيئة الماء قد يقدم نموذجا مثيرًا للتجربة العلاجية. فمن الناحية النفسية، يُعد الصراخ شكلا من أشكال التعبير العاطفي القوي، ويمكن أن يساعد في معالجة مشاعر مكبوتة. ومن الناحية الجسدية، يوفر الماء عزلة صوتية جزئية تقلل من الإحراج وتسمح للصراخ أن يكون أكثر حرية دون إصدار ضوضاء مزعجة للآخرين. ومن الناحية العصبية، يُساعد الماء على خفض نشاط الجهاز العصبي الودي ، مما يعزز الشعور بالراحة بعد الصراخ. ويعتقد أن الدمج بين هذين النهجين، إذا طُبق بشكل منظم وتحت إشراف مختصين نفسيين، قد يكون وسيلة فعالة للتعامل مع التوتر والضغوط العاطفية، خاصة لدى الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في التعبير اللفظي عن مشاعرهم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store