
'ما أحوجنا لمروءة الجاهلية'.. أنأكل الطعام وأهل غزة يموتون جوعا؟
وبينما نتناول طعاما مختلف الأذواق والألوان على موائد الدفء والترف، تطالعنا وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي بأخبار تندى لها جبين كل مسلم، وصور تحرك ضمير الإنسانية، فهناك في غزة الكسيرة والجريحة أطفال وأسر يعانون حصارًا قاسيًا بلا رحمة،
بل ويموتون من الجوع!
ووسط سيل المشاهد القاسية والصادمة، وعبارات الغزيين البريئة من صمت العرب والمشتكية إلى الله ضعفنا وهواننا، صار التساؤل الأكبر ليس عن أكلنا، بل عن ضميرنا: هل نأكل الطعام وأهل غزة جوعى؟ وهل كان كفّار الماضي أشد مروءةً من مسلمي الحاضر؟
أنأكل الطعام وبنو هاشم جوعى؟.. هل كان ' كفّار الماضي' أشد مروءةً من مسلمي الحاضر.!!!؟.
#غ_زة
ليست جائعةة بل مجوعة
وأهلها أكرم الناس وأحسنهم وأعزهم قد تم تجويعهم عمداً 🇵🇸💔.الوضع فاق التصور والخيال..وهو ليس بحاجة إلى دعاء فحسب وإنما إلى إمداد عاجل بالمال والرجال والزاد والعتاد
pic.twitter.com/fOqTaby1TY
— محمدالعمدي (@mohammadalamdy)
July 21, 2025
أنأكلُ الطَّعام ونَلبس الثياب، وبنُو هَاشمٍ جَوعَى!
– كُفّار قريش..
حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم يا عرب
#غزة_تُباد
#غزه_تموت_جوعاً
#غزة_الفاضحة
pic.twitter.com/Pcin0sYBhW
— جوهرة عبدالله🇵🇸🇾🇪🐝 (@jogara1990)
July 21, 2025
هذا ما تقوله آخر الإحصائيات عن شهداء الجوع!
بحسب آخر الإحصائيات، أكدت وزارة الصحة في غزة استشهاد أكثر من 900 فلسطيني -بينهم 71 طفلا- بسبب الجوع وسوء التغذية، إضافة إلى 6 آلاف مصاب من الباحثين عن لقمة العيش منذ بدء حرب الإبادة، التي يشنها العدو الصهيوني
دون توقف.
أنأكل الطعام و
#بنو_هاشم
جوعى؟! قالها أحد كفار قريش، حينما كانت هناك مروءة حتى عند الكفار! 💔
اليوم فقط : 900 شهيد جراء الجوع في
#غزة
بينهم 71 طفلاً
#غزه_تموت_جوعاً
#GazaStarving
#Gazze
pic.twitter.com/ZIJ5MtgjI1
— أنيس منصور (@anesmansory)
July 21, 2025
ولا يموت الغزيون جوعًا فحسب، بل تطالهم يد العدو النازي وهم ينتظرون شاحنات المساعدات التابعة للأمم المتحدة، وفقًا لما أعلنه برنامج الأغذية العالمي، الذي أكد أن الأزمة في غزة وصلت إلى مستويات جديدة من اليأس، مجددا دعواته لوقف إطلاق النار.
لا تصمت وتمرر، لا تسكت وكانك تبرر
اخوانك في غزه يتعرضون لاقسى عذاب
فإن لم يمت من الحرب مات من الجوع ، انصر اخوانكم المسلمين بالمشاركة وعدم السكوت
حسبنا الله ونعم الوكيل ، اللهم ارنا في المحتل عجائب قدرتك
#Famine_in_Gaza
pic.twitter.com/MhYexmg6Oa
— عمرو (@bt3)
July 20, 2025
نحن نتلقى رسائل مُلِحّة عن الجوع من
#غزة
، بما في ذلك من زملائنا هناك.
أسعار المواد الغذائية ارتفعت ٤٠ ضعفًا.
وفي الوقت نفسه، خارج غزة مباشرة، هناك مخزون من المواد الغذائية في مستودعات الأونروا يكفي لتغطية احتياجات السكان بالكامل لأكثر من ثلاثة أشهر.
المعاناة في غزة من صنع…
pic.twitter.com/8Iro244G3X
— الأونروا (@UNRWAarabic)
July 21, 2025
الجوع لا يفرق بين أحد
في غزة
!
والجوع في غزة، لم يعد استثناءً، بل صار قاعدةً يعيشها الجميع، فلا طعام يكفي، ولا ماء نقي، ولا حتى فرصة لالتقاط الأنفاس، وفوق ذلك قصف مستمر وشبح موت يلاحق من كل جهة وسط
صمت دولي مطبق!
الصحفيون الذين ينقلون الحقيقة بأرواحهم، والطواقم الطبية التي تسابق الموت لإنقاذ الأرواح، جميعهم يواجهون الجوع ذاته الذي ينهش أجساد الأطفال والنساء والشيوخ، ففي هذا الحصار الخانق، لا امتياز لأحد.. الكل جائع، والكرامة تُختبر كل يوم.
في ذات السياق نشر الصحفي يحيى العوضية تدوينة عبر حسابه على فيسبوك قال فيها: 'كنت أكتب عن الناس الجوعى، واليوم أصبحتُ واحدًا منهم.. أعود إلى البيت خالي اليدين، وأتحاشى نظرات عائلتي التي تسألني دون كلام'.
وأضاف: 'قمت ببيع الهاتف الذي كنت أنقل به الحقيقة.. والآن أقوم ببيع دراجتي التي أتنقل بها للوصول إلى الخبر.. بعت كل شيء جمعته في سنين التعب، حتى أشتري خبز.. لم أعد أملك شيئًا إلا هذا الجسد المتعب، وهذا القلب المكسور'.
وتابع: 'أنا صحفي لكن الجوع علّمني أن الكلمة لا تؤكل، وأن الحقيقة، أحيانًا، تُباع لتشتري بها كيس طحين، وها أنا هنا أعرض دراجتي بعد بيع هاتفي وأقول لكم من يريد أن يستبدلها بالطحين'.
مروءة الجاهلية لم تكن مجرد عرف اجتماعي
إذا، فإنّ الجوع لم يقتل آلاف الغزيين فقط، بل دمر أحلامهم وأسرهم، كما فعل الخذلان بمشاعرهم، في ظل حصار خانق مفروض عليهم منذ سنوات، عاشوا خلالها في خوف دائم من غدٍ مجهول، تٌفتقد فيه أبسط مقومات البقاء على قيد الحياة.
لقد كانت مروءة الجاهلية، بكل ما فيها من كرمٍ وشهامةٍ وصونٍ للحقوق، أكثر من مجرد عرفٍ اجتماعي؛ كانت مرآةً لإنسانيةٍ فطرية، ورحمةٍ خالصة نفتقدها اليوم في عالم طغت فيه المصالح وتبلدت المشاعر.
تلك المروءة الحقة غابت في زمنٍ أنهكته التقسيمات وأتعبته الصراعات، فتركنا غزة تنزف وحدها، ينهشها الجوع بصمتٍ قاتل. فكيف نقبل أن نصمت عن هذا الظلم الفادح الذي تجاوز كل حدود التصور؟ وما الذي نحتاجه اليوم سوى أن نتجاوز الخطب الفارغة، وننحاز بالفعل قبل أن يفقد هذا العالم آخر ما تبقّى فيه من ضمير؟
أنأكل الطعام وبني هاشم جوعى؟!
قالها أحد كفار قريش..
وحُكام العرب اليوم لا مروءة الجاهلة ولا أخلاق الإسلام!
pic.twitter.com/Pb8J9AfAzA
— mohammed elheneidy (@Mohammed_Henidy)
July 21, 2025
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشروق
منذ ساعة واحدة
- الشروق
'أهل غزة في كربٍ شديد'.. ماذا تفعل كمسلم حتى لا يكونوا خصومك أمام الله؟
تطالعنا وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي، يوميا بصور ومقاطع من غزة، تقشعر لرؤيتها الأبدان ويشيب من هولها الولدان، ومع ذلك اعتاد أكثرنا على المشهد وركنوا إلى الصمت المطبق دون التحرك لنصرتهم ولو بأضعف الإيمان. منذ أكتوبر 2023، تتساقط على غزة أطنان من القنابل، وتُزهق مئات الأرواح غدرا، كما تُهدم البيوت على رؤوس ساكنيها قصفا، دون أن ننسى من يحرقون ويدفنون أحياء على مرأى ومسمع العالم.. ومن يبكون جوعا ويصارعون من أجل البقاء، راكضين خلف أمل يرونه يتلاشى تدريجيا! وفي ظلّ استمرار المجازر، والحصار القاتل، وسياسة التجويع التي فاقت حدود الاحتمال، يبرز السؤال بمرارة: ماذا نفعل نحن الذين لا حول ولا قوة لنا؟ نحن الذين لا نملك سلاحًا، ولا قرارًا، ولا منصبًا؟ هل يُعفينا ضعفنا من المسؤولية أم سنُسأل عن تقصيرنا، وبقائنا على الهامش؟ لم تكن العبارة التي قالها 'أبو عبيدة'، المتحدث باسم كتائب القسام، 'نحن خصومكم أمام الله يوم القيامة'، مجرد كلمات عابرة، بل كانت صفعة هزّت القلوب الجافية، وأيقظت المشاعر المتبلدة، كونه حمّل من خلالها كل متقاعس مسؤولية لا يمكن التهرب منها. لقد كان وقع كلمته قاسٍ ومزلزل، خاصة وأنها نقلت المعركة إلى بُعد إيماني وأخروي، فأدرك غافلونا أنها ليست مجرد حرب دنيوية، بل هناك محكمة إلهية في الانتظار ليُسأل فيها كل مقصّر: ماذا فعلت؟ يقول الدكتور عبد الله العمادي، وهو كاتب صحفي ومستشار سابق لوزارة التعليم العالي القطرية أن الأفراد بإمكانهم فعل الكثير من أجل غزة في ظل العجز العربي والإسلامي الرسمي المعيب، لافتا إلى أنه يتعين على كل واحد أن يختار لنفسه ما استطاع إليه سبيلًا، حتى لا يكون أهل غزة خصومه أمام الله يوم القيامة. ومن بين مقترحات الدكتور 'القنوت يومياً في صلاة الفجر، الدعاء، التبرع بالمال، كفالة يتيم، الدفاع عن غزة والمقاومة، نشر أخبار هزائم العدو وبالصور، فضح صهاينة العرب، المشاركة في حملات المقاطعة، رفض كل أشكال التطبيع… وغيرها'. في ظل ما يجري لغزة وأهلنا فيها، والعجز العربي الإسلامي الرسمي المعيب، يتساءل ربما كثيرون : وماذا بأيدينا نحن كأفراد أن نعمل لغزة؟ سأقول: بيدك أنت كفرد، الكثير من العمل الممكن، فاختر لنفسك ما استطعت إليه سبيلا، حتى لا يكون أهل غزة خصومك أمام الله يوم القيامة.. هذه قائمة ببعض… — د.عـبدالله العـمـادي (@Abdulla_Alamadi) July 21, 2025 من جانبها قالت الدكتورة هالة سمير، وهي إعلامية واستشارية أسرية مصرية، في رسالة مؤثرة بعد خطاب الملثم إن 'أصعب كلمة قالها في خطابه 'نحن خصومكم أمام الله يوم القيامة!' شربة ماء، لقمة عيش ، دواء… يا للخزي! يا للعار!'. كما نشرت عبر حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو بعنوان 'ملكش حجة يوم القيامة.. 7 خطوات لنصرة غزة وفلسطين'، أكدت من خلاله على ضرورة النصرة لأهل غزة ولو بالدعاء وعدم التخلي عنهم وخذلانهم. ماذا تفعل كمسلم؟ هناك خطوات عملية يوصي بها العديد من المدافعين عن القضية الفلسطينية، ممن يشددون على ضرورة الالتزام بها أو ببعضها، كل حسب استطاعته أبرزها: 1- الدعاء لا بد من عدم الاستهانة به فهو من أعظم وسائل النصرة وأصدقها، خاصة في أوقات الشدة والبلاء، كونه صلة روحية مباشرة بين العبد وربه، ويحمل في طياته رجاء الفرج، واستنصار القوة، وطلب العون والثبات للمظلومين. حين ضاقت الطرق وحوصرت المعابر، بقي البحر واسعًا كرحمة الله..رجل مصري بسيط حمل حفناتٍ من الدقيق ووضعها في زجاجات، وألقاها في الأمواج علّها تصل إلى غزة وأهلها المحاصرين. ربما لا تصل الزجاجات، لكن الدعاء يصل، والنية تصل، والأمل لا يغرق أبدًا. اللهم ارزق أهل غزة وأعنهم وكن لهم معينًا — 🗨Ali mr (@alidawie) July 23, 2025 2ـ التبرع بالمال التبرع بالمال لأهل غزة، من أعظم أشكال الجهاد، فكل درهم ينفقه المرء في سبيل الله يعتبر سهما مباشرا في معركة تحرير الأرض والدين، ولعل من تلبيس إبليس أن يشغلك بالتساؤل عن كيفية وصول التبرعات، وهنا عليك أن تعلم أنّ الله لا يسألك يوم القيامة: 'هل وصلت تبرعاتك؟' بل سيسألك: 'هل بذلت؟ هل أعطيت؟ هل نصرت؟'. 3ـ المقاطعة الاقتصادية 'قاطع كل منتج يدعم الصهاينة فمالك إمّا شهادة لك أو ضدك' وكل ما تنفقه على منتجات داعمة للاحتلال بمثابة رصاص غير مباشر يوجه نحو صدور إخوانك، ولتعلم أن المقاطعة الاقتصادية ليست فعلاً عاطفياً مؤقتاً، بل سلاحا سلميا يمكن أن يستخدمه كل فرد كأداة ضغط فعالة ومؤثرة في زمنٍ تُستباح فيه دماء الأبرياء. #طَيَّبَ_اللهُ_البقاء_عَمَّرَ_اللهُ_الْأَثَر #قاطعوا #مقاطعه_المنتجات_الامريكية #مقاطعة_المنتجات_الداعمة_للاحتلال — وَرْدٌّ🌸 (@VelvetRain10) July 22, 2025 4ـ نشر الوعي وعدم الصمت وهذا لا يعتبر خيارًا هامشيًا، بل واجبا شرعيا وأخلاقيا، في زمن صارت المجازر تُرتكب علنًا، والحقائق تُشوّه بقوة الإعلام المنحاز، وعليه ينبغي على الإعلاميين بشكل خاص وكل النشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي العمل بجدية من أجل تعرية الجريمة وكشف زيف الرواية الصهيونية بتبني مصطلحات المقاومة. عليك كفرد أن لا تحتقر كلمة، ولا تستهين بصورة، ولا تؤجل موقفًا، فرب منشور صادق يُحيي قلبًا ميتًا، أو يُوقظ ضميرًا غافلًا، أو يُحوّل الرأي العام لصالح القضية. ∙ فرانشيسكا ألبانيز ترد بقوة على صحفي يطرح ادّعاءات جيش الاحتلال الإسرائيلي بوجود 'مناطق آمنة' في غزة على أنها حقائق تنفي مزاعم الإبـ.ـادة الجمـ.ـاعية. — مفتاح (@keymiftah79) July 22, 2025 وفجر كل يوم يرتقي عشرات الشهداء، في غزة، مع تصعيد الاحتلال عدوانه 'النازي' كما تصفه المقاومة، بمواصلة القصف في الوقت الذي يمارس على سكان القطاع سياسة تجويع ممنهجة. وينذر التصعيد المستمر بكارثة إنسانية وشيكة في ظل غياب أي تحرك دولي فعّال، حيث حذّر مدير الإغاثة الطبية في غزة من موت جماعي للسكان بسبب التجويع، قائلا إن 'القطاع دخل مرحلة الخطر من المجاعة ونتوقع موتا جماعيا من النساء والأطفال'.


خبر للأنباء
منذ 6 ساعات
- خبر للأنباء
رحلات غامضة في مطار صنعاء.. هل بدأ تهريب السلاح جواً برعاية أممية؟
ووفقًا للناشط عبدالقادر الخراز، أظهرت متابعة ميدانية أن الرحلات التي استقبلها المطار شملت أربع طائرات مخصصة لنقل موظفي منظمات إنسانية، إضافة إلى طائرة إجلاء طبي، بينما تضمنت قائمتها أيضًا طائرتين من طراز بوينغ 727، يُقدّر أنها حملت نحو 40.2 طنًا من الشحنات يوميًا، بما يعادل أكثر من 1,200 طن شهريًا من مواد غير خاضعة للتفتيش. المثير للانتباه أن هذه الرحلات لم تُدرج في جدول النقل الجوي الإنساني التابع للأمم المتحدة (UNHAS)، الذي لم يسجل سوى رحلة واحدة هذا اليوم، ما يعزز المخاوف من وجود قناة جوية موازية تعمل خارج الرقابة الدولية. ودفعت هذه المستجدات ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي لطرح تساؤلات خطيرة: هل أصبح تهريب الأسلحة إلى الحوثيين يتم جواً تحت غطاء أممي، وبرعاية إيرانية - عمانية - قطرية، خاصة بعد نجاح قوات خفر السواحل التابعة للقوات المشتركة في الساحل الغربي بتشديد الرقابة البحرية، وضبط أكبر شحنة أسلحة موجهة للمليشيا في الأسابيع الأخيرة، ما أجبر الجماعة على البحث عن مسارات بديلة. وتزامنت حركة الطيران غير المعتادة مع احتجاج رسمي من وزير خارجية الحوثيين، جمال عامر، الذي طالب الأمم المتحدة بوقف آلية التفتيش الدولية في جيبوتي، بعد تضييق الخناق على عمليات التهريب عبر البحر. مراقبون حذروا من أن هذه الرحلات قد تفتح الباب أمام تهريب أسلحة وخبراء عسكريين تحت غطاء "المهام الإنسانية"، وهو ما يعني تعزيز القدرات القتالية للميليشيا، وتأجيج الصراع، فضلًا عن تقويض مصداقية العمل الإنساني في اليمن. وانتقد المراقبون صمت الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا إزاء هذه التحركات المشبوهة، معتبرين ذلك تقصيرًا خطيرًا في القيام بدورها الرقابي والدبلوماسي في المحافل الدولية، وترك المجال مفتوحًا أمام الميليشيا لتعزيز قدراتها العسكرية تحت غطاء إنساني.


إيطاليا تلغراف
منذ 7 ساعات
- إيطاليا تلغراف
شيخ الأزهر بين ضغوط الدولة ونداء الضمير: صرخة محذوفة من أجل مأساة غزة
إيطاليا تلغراف عبد الله مشنون كاتب صحفي مقيم بايطاليا في خضم واحدة من أشدّ الأزمات الإنسانية التي عرفها القرن الحادي والعشرين، خرج الأزهر الشريف ببيان غير مسبوق، يعكس موقفًا أخلاقيًا وإنسانيًا صارخًا تجاه ما يجري من تجويع وقتل جماعي ممنهج في قطاع غزة، ثم سُرعان ما سُحب البيان، في مشهد يلخص بدقة مفارقة الواقع العربي: حيث تُكتم الكلمة حين تصدح بالحق، ويُخنق الضمير حين ينهض مدافعًا عن المظلومين. المعلومة التي تسربت من أكثر من مصدر تؤكد أن جهات عليا في الدولة المصرية طلبت من شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب سحب البيان بزعم أنه 'يُربك المسار الدبلوماسي' المصري في التعاطي مع القضية الفلسطينية. ورغم أن البيان نُشر فعليًا على منصات إعلامية رسمية وشبه رسمية، إلا أنه اختفى فجأة، مع وعد بإعادة نشره بعد 'تعديلات'، وهو ما لم يتم حتى الآن. هذه الحادثة ليست هامشية، بل تختصر معضلة أعمق تعيشها المؤسسات الدينية في العالم العربي: هل ما زال يُسمح لها بلعب دورها الأخلاقي المستقل؟ أم أنها باتت ذراعًا ناعمة تُستخدم ضمن حدود ما تسمح به الحسابات السياسية الضيقة؟ الأزهر الشريف بين الأمانة الشرعية والضغط السياسي للدولة. البيان المحذوف، رغم عدم اكتمال تداوله، حمل لغة واضحة لا تحتمل التأويل. فقد وصف الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في غزة بأنها 'إبادة جماعية مكتملة الأركان'، وأكد أن التجويع والقصف واستهداف المستشفيات والنازحين ليست سوى مظاهر منسقة لسياسة متعمدة لإبادة المدنيين. لم يكن البيان سياسيًا، بل شرعيًا وأخلاقيًا. وقد أعلن الأزهر فيه براءته أمام الله من 'الصمت العالمي المريب'، ومن 'كل من يقبل بتهجير أهل غزة أو يبرر حصارهم أو يمد المعتدي بالسلاح أو الدعم السياسي.' إنها كلمات ليست خفيفة في ميزان السياسة، لكنها جوهر رسالة المؤسسة التي يفترض بها أن تتحدث حين يصمت الآخرون. فما الداعي إذًا إلى سحب مثل هذا البيان؟ وهل أصبحت حرية الضمير مشروطة بمواقف الدولة؟ حين يُطلب من مؤسسة بحجم الأزهر أن 'تُعدل' موقفًا شرعيًا يُدين الإبادة الجماعية، فقط لأنّه قد 'يُحرج' الدولة في علاقاتها مع بعض الأطراف الدولية، فإنّنا نكون قد انتقلنا من مربع الدبلوماسية إلى مربع الخضوع التام. الأزهر الشريف ليس مؤسسة تابعة لوزارة الإعلام أو الخارجية. بل هو مرجعية روحية وعلمية، لها وزن عالمي في تمثيل ضمير الأمة. وإن كانت الحسابات السياسية تستدعي الصمت، فلا ينبغي أن يُفرَض هذا الصمت على من يحملون مسؤولية الكلمة أمام الله والتاريخ. إنّ مأساة غزة لم تعد محل جدال: آلاف القتلى، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وملايين مهددون بالمجاعة، وسط انهيار كامل للبنى التحتية الإنسانية والطبية. الصمت هنا لم يعد موقفًا 'متوازنًا'، بل تواطؤًا ضمنيًا، مهما جرى تلميعه بشعارات الدبلوماسية. من هنا جاءت صرخة الأزهر تعبيرًا عن هذا الانفجار الأخلاقي: 'نُعلن براءتنا من كل صمت، ومن كل دعم لهذا الكيان الغاشم، ونُحمّل من يسكت أو يساند مسؤولية الدماء.' هذه ليست كلمات عاطفية، بل توصيف قانوني وإنساني دقيق، ينبغي أن يُرفع في وجه كل من يحاول تبرير الجرائم باسم التفاوض. الرسالة هنا موجهة ليس فقط إلى الجهات التي مارست الضغوط، بل إلى كل مؤسسة دينية وفكرية وثقافية في العالم العربي: حين يُطلب منكم الصمت أمام الجريمة، لا تُطيعوا. فالمؤسسات لا تُقاس فقط بحجم بناياتها، بل بقدرتها على أن تكون صوتًا للحق حين يُطلب منها السكوت. إن سحب بيان الأزهر ليس مجرد حادث عابر، بل مؤشر خطير على تمدد منطق 'تحجيم الضمير' لصالح توازنات ظرفية. والأخطر أن يُطلب من المؤسسة الدينية الكبرى أن تُلائم خطابها بما يتماشى مع 'رضا النظام' لا مع روح الشريعة. من كلمات شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب 'إن الأزهر الشريف ليبرأ أمام الله من هذا الصمت العالمي المريب، ومن تقاعسٍ دوليٍّ مخزٍ لنُصرة هذا الشعب الأعزل، ويحمِّل كل داعم لهذا العدوان مسؤولية الدماء التي تُسفك، والأرواح التي تُزهق، والبطون التي تتضوَّر جوعًا في غزة الجريحة.' إيطاليا تلغراف