
الراعي: ندعو الدولة إلى دعم القطاع الزراعي وجعله أساسيّاً في الاقتصاد الوطنيّ وتحسين سبل عيش المزارعين
وقال في عظة القداس الإلهي على نيّة المزارعين: "إنجيل اليوم يروي كيف أنّ بعض الحبّ وقع على قارعة الطريق فأكلته الطيور، والبعض الآخر سقط على أرض حجرة فنبت للحال ولكنّه يبس لأنّ لا جذور له، وبعضه سقط بين الشوك فخنقته، وبعضه في الأرض الطيّبة فأثمر ثلاثين وستين ومئة. هذه الصورة تنطبق على حياتنا الروحيّة، وعلى حياتنا الوطنيّة، فالأرض الجيّدة هي القلوب المؤمنة، والضمائر النظيفة، والأيادي الأمينة. أمّا الطريق والأرض الحجرة والشوك فهي القلوب القاسية، والمصالح الضيّقة، والطموحات الأنانيّة التي تخنق خير الوطن".
أضاف: "ليست الأرض فقط مصدر رزق، بل هي هويّة وجذور. من يتمسّك بأرضه يحافظ على وطنه. ليست الزراعة قطاعًا ثانويًّا، بل هي ركيزة من ركائز الإقتصاد الوطنيّ، وضمانة لبقاء المواطنين في قراهم وبلداتهم بدل الهجرة والنزوح"، مؤكداً أنّ "أجل الأرض تُشكّل عنصرا جوهريا من الهوية الوطنية وهذا ما شكّل حافزًا للبطريركية والابرشيات والرهبانيات وابناء الكنيسة لاستثمار الاراضي في مجال الزراعة . إنّ تعاونها المستمر مع الكليات الزراعية والجمعيات والنقابات والتعاونيات تبقي المزارع في أرضه وتحدّ من النزوح والهجرة وبيع الاراضي الزراعية".
ودعا الراعي الدولة إلى "دعم القطاع الزراعي، وجعله اساسيا في الاقتصاد الوطنيّ، وتحسين سبل عيش المزارعين، وتعزيز كفاءة سلاسل الانتاج الزراعي والغذائي وقدرتها التنافسيّة وتحسين التكيف مع التغيير المناخي واستدامة نظم الزراعة والغذاء والموارد الطبيعية"، معتبراً أنّ "دعم المزارع هو دعم للوطن. فحين نهمل المزارعين، نفرغ القرى والبلدات من سكّانها، ونفقد الأمن الغذائيّ، ونضعف سيادتنا الإقتصاديّة. علينا جميعًا، دولة وشعبًا، أن نعيد للزراعة مكانتها، عبر السياسات الداعمة، والأسواق العادلة، والبنى التحتيّة، والإبتكار الزراعيّ. فيستطيع لبنان أن ينهض، إذا استثمر في أرضه وشعبه. والمزارع هو الحارس الأوّل لهذه الأرض، والضامن لثباتنا في كلّ التحديّات".
وقال: "إنّ دعم المزارع ليس إحسانًا، بل هو حماية للهويّة الوطنيّة، ومنع لبيع الأراضي، وحفظ للجذور. المزارع هو حارس الحدود غير المرئيّة للوطن. بعمله اليوميّ يثبّت المواطنين في أراضيهم، ويحافظ على التوازن بين المدينة والريف، ويمنع النزوح الجماعيّ نحو المجهول. ولهذا، فإنّ حماية الزراعة هي حماية للبنان الرسالة، ولتنوّعه، ولمستقبله"، مضيفاً: "إنّا نتطلّع إلى دور الإنتشار اللبنانيّ، متمنّين على المنتشرين في أنحاء العالم مواكبة وزارة الزراعة لتسويق المنتوجات الزراعية النباتية والحيوانية والمونة والصناعات الغذائية، ونناشد الهيئات المانحة احتضان القطاع الزراعي للنهوض به وتأمين شبكة الامان الغذائي وتحويل النظام الزراعي والغذائي اللبناني لنظام اكثر صمودا وتنافسا".
إلى ذلك، نوّه الراعي بـ"جهود مدير عام وزارة الزراعة وموظفي الوزارة في السنوات الاخيرة بتعريف وتسويق النبيذ اللبناني في الاسواق المحلية والخارجية ،وقد اوصلوه الى العالمية وانتشر في كل قارات العالم ، وقد تجلى ذلك بالانجاز العالمي الجديد الذي يرفع اسم لبنان على خارطة التميز الزراعي والتراثي ، اذ اعلنت المنظمة الدولية للكرمة والنبيذ خلال الشهر الماضي اعتماد مدينة زحلة "مدينة عالمية للكرمة والنبيذ" لتنضم الى تسعة مدن عالمية حازت على هذا اللقب . نبارك لوزارة الزراعة ولزحلة وللبنان".
وتوجّه إلى المزارعين بالقول: "أيّها المزارعون الأحبّاء، أنتم أكثر من عاملين في الأرض. أنتم حرّاس الإرث، وشهود الإيمان، وصنّاع الأمن الغذائيّ. من دونكم الأرض تُهجر، والقرى تخلو، والحقول تتحوّل إلى حجارة صامتة. دوركم ليس فقط في الزرع والحصاد، بل في تثبيت الإنسان في أرضه، ومنع نزيف الهجرة الذي يفرغ لبنان من طاقاته وشبابه:، خاتماً: "فنصلّي اليوم، أيّها الإخوة والأخوات، من أجل كلّ مزارع، ومن أجل أن يبارك الله كلّ بذار يزرع، وكلّ يد تتعب، وكلّ موسم يُنتظر بفرح. ولله المجد والتسبيح، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المنار
منذ 27 دقائق
- المنار
مصادر عبرية: عائلة أسير إسرائيلي تنشر تسجيلًا له من غزة حصل عليه جيش الاحتلال خلال الحرب ويظهر فيه وهو يطالب أقاربه وأصدقاءه بالخروج للشوارع وإحداث ضجة
مستوطنون ينظمون مظاهرة حاشدة في تل أبيب للمطالبة بوقف الحرب والتوصل إلى صفقة شاملة لتبادل الأسرى إعلام العدو: سقوط صاروخ على محيط مستوطنة 'علوميم' بغلاف غزة بعد إطلاقه من وسط قطاع غزة مصادر عبرية: عائلة أسير إسرائيلي تنشر تسجيلًا له من غزة حصل عليه جيش الاحتلال خلال الحرب ويظهر فيه وهو يطالب أقاربه وأصدقاءه بالخروج للشوارع وإحداث ضجة قصف مدفعي وغارات جوية في محيط مسجد المجمع الإسلامي جنوبي مدينة غزة القوات المسلحة اليمنية: ما يجري في غزة منذ عامين تأكيد على مدى استهانة العدو بدماء إخواننا في فلسطين وبدماء العرب والمسلمين المزيد


المنار
منذ 27 دقائق
- المنار
قصف مدفعي وغارات جوية في محيط مسجد المجمع الإسلامي جنوبي مدينة غزة
مستوطنون ينظمون مظاهرة حاشدة في تل أبيب للمطالبة بوقف الحرب والتوصل إلى صفقة شاملة لتبادل الأسرى إعلام العدو: سقوط صاروخ على محيط مستوطنة 'علوميم' بغلاف غزة بعد إطلاقه من وسط قطاع غزة مصادر عبرية: عائلة أسير إسرائيلي تنشر تسجيلًا له من غزة حصل عليه جيش الاحتلال خلال الحرب ويظهر فيه وهو يطالب أقاربه وأصدقاءه بالخروج للشوارع وإحداث ضجة قصف مدفعي وغارات جوية في محيط مسجد المجمع الإسلامي جنوبي مدينة غزة القوات المسلحة اليمنية: ما يجري في غزة منذ عامين تأكيد على مدى استهانة العدو بدماء إخواننا في فلسطين وبدماء العرب والمسلمين المزيد


المنار
منذ 27 دقائق
- المنار
إضراب واسع في كيان الاحتلال يشل المؤسسات ونتنياهو يتهم المحتجين بالخيانة
شهد كيان الاحتلال، الأحد، حالة من الشلل نتيجة إضراب واسع قاده المعارضون لاستمرار الحرب على قطاع غزة، في تحرك احتجاجي كبير هزّ الحكومة الإسرائيلية ووضع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام تحدٍ كبير. وبعد دعوات أطلقتها عائلات الأسرى في قطاع غزة للإضراب العام ووقف حركة المدن الكبرى، اشتعلت احتجاجات جماهيرية عند الساعة السادسة وتسع وعشرين دقيقة صباحًا، وهو الوقت الذي يرمز إلى هجوم السابع من أكتوبر، حيث شهدت أكثر من 350 تظاهرة متزامنة مع قطع المستوطنين لطرق حيوية، أبرزها الطريق الرئيسي بين تل أبيب والقدس المحتلة، وإشعال الإطارات تعبيرًا عن رفض سياسات نتنياهو بمواصلة الحرب وعدم إبرام صفقة تبادل لإعادة الأسرى من غزة. وأدت المواجهات إلى اعتقال الشرطة عشرات المتظاهرين، خاصة الذين قطعوا الطرقات وتمركزوا أمام منازل وزراء الحكومة والمسؤولين. وفيما دعت بعض الحملات إلى أسبوع كامل من الاحتجاجات، حرّف بعض السياسيين الإسرائيليين، ومن بينهم رئيس الدولة إسحاق هرتسوغ، مطالب المحتجين، محمّلين العالم مسؤولية ما يجري، في محاولة للتغطية على أهداف الحروب الإسرائيلية. كما حرّم بعض الحاخامات المشاركة في التظاهرات، فيما شن نتنياهو ووزراؤه هجومًا لاذعًا على الحركة الاحتجاجية، زاعمين أن الاحتجاجات لا تدعم حماس فحسب، بل تعرقل تحرير الأسرى وتزيد احتمال تكرار أحداث السابع من أكتوبر. واتهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش المتظاهرين بتقديم خدمة لحماس وتعريض أمن إسرائيل للخطر، بينما وصف وزير الأمن ايتمار بن غفير الاحتجاجات بالانقلاب السياسي الساخر. وردّ منظمو التظاهرات بحملة انتقادات واسعة، معتبرين أن أحدًا لم يقوّ حماس أكثر منهم، مؤكدين أن الحرب المستمرة لن تحقق سوى قتل الأسرى جميعًا. ودعم زعيم المعارضة يائير لابيد الإضراب، بينما دعا يائير غولان إلى استمرار الاحتجاجات، مؤكدًا أن نتنياهو يكذب ولا يعرف النصر ولا يسعى لإطلاق سراح الأسرى، فيما عبّر كل من بيني غانتس وأفغدور ليبرمان عن تعاطفهما مع عائلات الأسرى. تقرير: مصطفى حوراني المصدر: موقع المنار