logo
ملوك الطوائف... ملوك البلديّات

ملوك الطوائف... ملوك البلديّات

الديارمنذ 17 ساعات

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
يا جماعة هيدي معركة بلدية، لا معركة واترلو، ولا معركة حطين. بلد خارج للتو من حرب كارثية وداخل للتو في سلام كارثي. في نهاية المطاف، المجد (والخلود) لرجال الطوائف لا لرجال الدولة، بعدما استأثر ملوك الطوائف بعروش البلديات. هذا بلد "هالكم أرزة العاجقين الكون"، أم بلد "هالكم قبضاي العاجقين الأزقة"؟
في الحال، ينبغي ازالة المادة 95 من الدستور، التي تقضي بتشكيل هيئة عليا لالغاء الطائفية السياسية. الآن، وبعد تلك البطولات التاريخية في صناديق الاقتراع، يفترض انعقاد طاولة الحوار حول الخنادق وحول الصوامع، ووضع قواعد فلسفية للدولة الطوائفية، التي لا مجال فيها للحياة المشتركة بين أناس لا يشبهون بعضهم البعض (لاحظنا ذلك حتى في لغة بعض الاعلاميين، الذين كانوا يغطون الأحد الكبير أو الأحد العظيم).
هذا وقت للتفكير ولو من وراء الجدران، أو من وراء المتاريس، بالفديرالية وبالكونفديرالية، اذ كيف يمكن الابقاء على الصيغة الراهنة، ما دامت بعض المعارك المحورية قد خيضت على أساس (الآخرون قد يأكلونكم). ما حدث في بيروت ليس توافقاً حول البرامج، ولا حول الرؤى. شيء ما يشبه اللوياجيرغا الأفغانية. كونسورتيوم طوائفي في مدينة كانت لؤلؤة الشرق، الآن شوارعها أين منها شوارع مقاديشو...
المهم أن المناصفة تتحقق بالكم لا بالنوع. لا شراكة تفاعلية، ولا طريق واحدة، ولا قضية واحدة. قصاصات بشرية وضعت بمنطق الصفقة في سلة واحدة، قبل أن تعود في اليوم التالي وتتوزع على السلال وفي السلال، دون أي اعتبار لكوننا في مهب الرياح، وفي مهب الحرائق.
الغريب هنا أن جهات خارجية كانت تتابع تفاصيل المعركة البلدية في مدينة زحلة، كما لو أنها تتابع تفاصيل معركة "كورسك" في الحرب العالمية الثانية، والتي شاركت فيها 8000 دبابة من الجانبين السوفياتي والنازي.
لنكن أكثر صراحة. الجهات اياها، وقد لا حظنا ذلك في تعليقات صحافية، تعاملت مع معركة زحلة كما لو أنها احدى الحلقات الأساسية في السيناريو الخاص بسحق حزب الله سياسياً، بعدما تولت "اسرائيل" (بحسب اعتقادها) سحقه عسكرياً، مع أن الوجود العددي لـ"البيئة الحاضنة"، وقد باتت "البيئة المنبوذة"، في النطاق الجغرافي للبلدية، هامشي للغاية وضئيل للغاية. والنتيجة تتويج الدكتور سمير جعجع بالقوة الضاربة ملكاً على المسيحيين، ومن زحلة عاصمة الكاثوليكية في الشرق، و"مربى الأسود"، وقد تغنى بها أحمد شوقي، وغنى لها محمد عبد الوهاب، وقال فيها سعيد عقل "لها الفتوحات من الولد قد ملكوا / لكنما العرش حيث الأم تنتظر". كعشاق لزحلة، ترعرعنا في مدارسها وفي مكتباتها، وبين وجوه أهلها التي طالما رأينا فيها وجوه أهلنا، نريدها مدينة لبنان لا مدينة الشخص.
الأميركيون، الأوصياء على لبنان، بل على الشرق الأوسط، بل على العالم، هم من دعوا في لائحة شروطهم، الى الانتقال من منطق الطائفة الى منطق الدولة. الانحدار الحالي، وكانت الانتخابات البلدية في بعض المناطق أحد تجلياته، لا بد أن ينتهي بنا الى الانحلال أو الى الاضمحلال. ما هكذا تبنى الدول على أكتاف رجال هي مطية للقناصل، وهي مطية لمن يشتري ويبيع في أسواق الأمم، وحتى في مواخير الأمم.
هكذا خيضت المعارك من البعض. اللبنانيون في أعماقهم، لا يشبهون ذلك النوع من القادة، ولا يريدون أن يبقوا الفتات السياسي والفتات الطائفي على أبواب القصور. لاحظتم كيف أن قوى اقليمية ودولية تحاول أن تخطب ود أحمد الشرع (وما أدراك ما أحمد الشرع!)، لأن ثمة من جعل سوريا الرقم الصعب في المدار أو المدارات، الاستراتيجية للمنطقة. هكذا بقيت بالرغم من الويلات التي واجهتها، ولا تزال تواجهها. ما الذي ينقص لبنان ليكون كذلك، على أمل أن تكون هذه قضية الرئيس جوزف عون، الذي اذ ندرك مدى مناقبيته ومدى فاعليته، ندرك ايضاً ما حساسية وما هشاشة المتاهة اللبنانية؟
لنتصور أي انتخابات نيابية بعد عام، وبعدما تبين أن نواب "التغيير" داخل تلك المتاهة، ليسوا أكثر من ظاهرة فولكلورية، باللغة الببغائية على الشاشات. قانون انتخاب يمثل ذروة البشاعة الطائفية، وذروة التفرقة بين اللبناني واللبناني. في هذه الحال، لماذا لا نختصر الطريق، ونجعل من دستور الطائف ـ وقد جعلناه فعلاً ـ دستور الطوائف. اذ نعلم ما تداعيات الانتخابات المحلية في البلدان المتقدمة على الانتخابات التشريعية، وحتى على السياسات العامة للدولة، نعلم أيضاً أن الأحزاب تخوض صراع البرامج وصراع الاستراتيجيات، لا صراع الديكة، وفي أحيان كثيرة... صراع العناكب.
هللوا واهزجوا في الشوارع، وارفعوا الرايات، واقرعوا الأجراس، أو ارفعوا الآذان، ثم عودوا الى بيوتكم على الطرقات البائسة، واسهروا بين أنياب صاحب المولد الكهربائي، واغسلوا وجوهكم بالبيبسي كولا بدل الماء، ولا ماء. أكوام بشرية نحن، ونستحق ذلك النوع من القادة الذين الكثير منهم في سلال القناصل، حتى قيل أن لبنان نفسه لا يستطيع البقاء، ولو ليوم واحد، خارج سراويل القناصل.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

20 May 2025 13:30 PM زيارة عباس إلى بيروت... ما له وما عليه
20 May 2025 13:30 PM زيارة عباس إلى بيروت... ما له وما عليه

MTV

timeمنذ ساعة واحدة

  • MTV

20 May 2025 13:30 PM زيارة عباس إلى بيروت... ما له وما عليه

في بيروت، يحطّ غداً رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في زيارة تستمر 3 أيام، يلتقي خلالها رؤساء الجمهورية العماد جوزاف عون، مجلس النواب نبيه بري والحكومة نواف سلام، في اطار جولة تقوده الى عدد من الدول العربية والأجنبية، في توقيت حساس ودقيق تتم خلاله إعادة رسم خريطة المنطقة بأصابع اميركية وتنسيق عربي- خليجي. زيارة عباس الأولى للبنان في عهد الرئيس جوزاف عون، بعدما زاره للمرة الاخيرة في العام 2017، تكتسب اهمية خاصة من زاوية تزامنها مع رفع شعار حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، المعني به ليس حزب الله وحده، انما كل فريق مسلح على الاراضي اللبنانية وفي مقدمه الفصائل الفلسطينية في المخيمات، بعدما تسلّم الجيش اللبناني كل مواقع حركة "فتح – الانتفاضة" و"الجبهة الشعبية" - "القيادة العامة" المُسلحة في الناعمة والبقاع، على اثر اندحار النظام السوري الأسدي، ولم يعد من سلاح فلسطيني خارج المخيمات. وقد تم التأكيد على إنهاء هذا الملف خلال اجتماع لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، مع هيئة العمل الوطني الفلسطيني، في كانون الثاني الماضي. وتأتي الزيارة في ظل الحرب الاسرائيلية على غزة التي شكّلت موضع إدانة في القمة العربية ابان انعقادها يوم السبت الماضي في العراق، علما أن توقيتها وتنسيقها تم بين الرئيس جوزاف عون وعباس خلال لقائهما في قمة القاهرة الطارئة في آذار الماضي. وفيما تمنح أكاديمية هاني فحص للحوار والسلام الرئيس الفلسطيني جائزة "صناع السلام" تقديرا لدوره في إرساء المصالحة اللبنانية الفلسطينية، برعاية رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، مساء الخميس المقبل، يعرض عباس مع المسؤولين وفق معلومات "المركزية" الملفات ذات الاهتمام المشترك لا سيما تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة ولبنان، وسبل المواجهة، وطبيعة المرحلة المقبلة في المنطقة بعد زيارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب ونتائجها وتداعياتها، الى جانب البت في ملف السلاح في داخل المخيمات ووجوب ايجاد حل سريع لضبطه، خصوصا في ظل القرار المتخذ بتسليم سلاح حزب الله للقوى الشرعية او وضعه تحت أمرة وسيطرة الجيش، ما يوجب حتماً انهاء السلاح الفلسطيني، بطريقة سلمية بعيدا من اي مواجهات مع الجيش اللبناني، انما بالتنسيق مع الجهات الفلسطينية المختصة وتحديدا سفارة فلسطين في لبنان وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" و"تحالف القوى الفلسطينية" والقوى الإسلامية. ووفق المعلومات، سيعيد عباس التأكيد على مواقفه المعهودة لجهة اعتبارالفلسطينيين ضيوفا على الأراضي اللبنانية، يلتزمون بالقوانين اللبنانية ويحترمون السيادة، وفي المقابل وجوب تأمين الحقوق المعيشية والاجتماعية والمدنية، وحق العمل والتملّك للاجئين الفلسطينيين في لبنان. الجدير ذكره أن المجلس الأعلى للدفاع الذي انعقد منذ نحو اسبوعين، برئاسة الرئيس عون، أصدر للمرة الاولى، تحذيرًا علنيًا وواضحًا لحركة المقاومة الفلسطينية "حماس" من استخدام الأراضي اللبنانية لتنفيذ أعمال تمس بالأمن القومي اللبناني. وهدد المجلس باتخاذ أقصى التدابير والإجراءات اللازمة لوضع حد نهائي لأي عمل ينتهك السيادة اللبنانية.

قطر: مفاوضات الدوحة لم تصل لشيء وجهود وقف حرب غزة مستمرة
قطر: مفاوضات الدوحة لم تصل لشيء وجهود وقف حرب غزة مستمرة

الديار

timeمنذ ساعة واحدة

  • الديار

قطر: مفاوضات الدوحة لم تصل لشيء وجهود وقف حرب غزة مستمرة

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب اعتبر رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الثلاثاء، أن تصعيد إسرائيل لعملياتها في غزة سلوك عدواني يؤدي الى تقويض جهود السلام في القطاع، بعد إفراج حركة حماس عن الرهينة الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر. وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية في افتتاح منتدى قطر الاقتصادي في الدوحة، إنه "عندما أُطلق سراح الجندي الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر، ظننا أن تلك اللحظة ستفتح بابا لوقف هذه المأساة، إلا أن الرد كان بموجة قصف أشد عنفا"، مضيفا أن "هذا السلوك العدواني غير المسؤول يقوض كل فرصة ممكنة للسلام". يأتي ذلك غداة تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأن بلاده تعتزم السيطرة على قطاع غزة بأكمله، مع تكثيف الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية وعملياته البرية في القطاع المدمر بعد 19 شهرا من الحرب. ولعبت قطر دورا محوريا في حرب غزة بالوساطة بين حماس وإسرائيل، إلى جانب مصر والولايات المتحدة. وقال رئيس الوزراء القطري إن المفاوضات في الدوحة خلال الأسبوعين الماضيين "لم تفض إلى أي شيء حتى الآن، لوجود فجوة جوهرية بين الطرفين". وأضاف أن "أحد الطرفين يبحث عن اتفاق جزئي قد يؤدي إلى اتفاق شامل، بينما يبحث الطرف الآخر عن اتفاق لمرة واحدة فقط (...) لإنهاء الحرب وتحرير جميع الرهائن. لم نتمكن من سد هذه الفجوة الجوهرية". لكن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أكد استمرار قطر مع مصر والولايات المتحدة في جهود التوصل لوقف إطلاق النار بغزة. وقال: "نواصل جهودنا لوقف الحرب في غزة وإطلاق سراح الأسرى". وأفاد أن "الحرب في غزة ستنتهي فقط عبر الدبلوماسية"، مشيرا إلى أن "مفاوضات صفقة التبادل غالبا ما تم تخريبها عن طريق الألاعيب السياسية". ولفت إلى أن "غزة تتعرض للحصار ونسمع تصريحات غير مسؤولة بشأن الوضع الإنساني هناك"، كاشفا عن أنه "رغم كل محاولات الابتزاز والاتهامات ماضون في تحقيق الاستقرار وإحلال السلام".

خامنئي: لا نظن أن المحادثات مع واشنطن ستثمر ولا ننتظر إذن أحد في التخصيب
خامنئي: لا نظن أن المحادثات مع واشنطن ستثمر ولا ننتظر إذن أحد في التخصيب

الديار

timeمنذ ساعة واحدة

  • الديار

خامنئي: لا نظن أن المحادثات مع واشنطن ستثمر ولا ننتظر إذن أحد في التخصيب

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب قال المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي إنّه "لا نظن أن المباحثات مع الولايات المتحدة الآن سوف تثمر ولا نعرف ماذا سيحدث". وأشار السيد خامنئي إلى أنّ فترة ولاية الرئيس الشهيد إبراهيم رئيسي شهدت محادثات نووية غير مباشرة مع الولايات المتحدة لكنّها لم تفضِ إلى نتيجة. وتوجّه السيد خامنئي إلى الطرف الأميركي ليشدد على أنّ "إيران لا تنتظر الأذن من أحد لتخصيب اليورانيوم"، منبّهاً هذا الطرف من "التصريحات الفارغة والعبثية". ولفت السيد خامنئي إلى أنّ الجمهورية الإسلامية في إيران لها سياساتها الخاصة، ولها طريقتها، مؤكداً أنّها "ماضية في تنفيذ سياساتها". وفي السياق، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقتشي، إنّ مواقف الأميركيين المعلنة في الأيام الأخيرة "غير منطقية"، مؤكداً أنّ ردّ طهران كان فورياً. وشدّد عراقتشي، اليوم الثلاثاء، على أنّ موضوع تخصيب اليورانيوم ليس قابلاً للنقاش، مشيراً إلى أنّ السيد خامنئي أوضح بشكل كامل الموقف الإيراني في هذا الشأن. وقال إننا "دخلنا المباحثات على أساس مبدأ تأمين حقوق الشعب الإيراني ولن نتنازل أبداً عن هذه الحقوق". وفي وقتٍ سابق اليوم، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أنه لم يتم بعد تحديد زمان ومكان الجولة المقبلة من المحادثات الإيرانية - الأميركية غير المباشرة. وبيّن بقائي أنّ إيران ماضية في دراسة الموضوع، مع الأخذ بعين الاعتبار مواقف الطرف الأميركي المتضاربة والمتغيرة على الدوام.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store