logo
"سماء بلا أرض" فيلم افتتاح مسابقة "نظرة ما" بمهرجان كان السينمائي الدولي

"سماء بلا أرض" فيلم افتتاح مسابقة "نظرة ما" بمهرجان كان السينمائي الدولي

مجلة هي٠١-٠٥-٢٠٢٥

يفتتح فيلم "سماء بلا أرض" للمخرجة المتوجة بالجوائز أريج السحيري مسابقة نظرة ما التي ينافس فيها بالدورة الـ 78 من مهرجان كان السينمائي الدولي (13 - 24 مايو) حيث يشهد عرضه العالمي الأول، وذلك يوم الأربعاء 14 مايو الساعة 7 مساءً عقب الافتتاح مباشرةً.
"سماء بلا أرض" من إخراج أريج السحيري وشاركت في تأليفه مع آنا سينيك ومليكة سيسيل لوات، وإنتاجه مع ديدار دومهري، وهو ثاني أفلامها الروائية.
يتتبع الفيلم ماري، قسيسة إيفوارية وصحفية سابقة، تعيش في تونس. يصبح منزلها ملاذًا لناني، الأم الشابة التي تسعى لمستقبل أفضل، وجولي، الطالبة الشجاعة التي تحمل آمال عائلتها. يُشكّل وصول طفلة يتيمة صغيرة تحديًا لروح التضامن لديهما في مناخ اجتماعي متوتر، كاشفًا عن هشاشتهما وقوتهما.
يستكشف "سماء بلا أرض" التوتر والتآزر اللذين ينشآن في أوقات الأزمات. وهو مستوحى من أحداث حقيقية وقعت في تونس في فبراير، عندما استُهدف المهاجرون من جنوب الصحراء الكبرى بعنف في وسائل الإعلام وفي الشوارع. وقد أجج الخطاب السياسي الملتهب موجة من العداء، أدت إلى اعتقالات تعسفية وطرد.
فيلم "سماء بلا أرض"
الفيلم من بطولة آيسا مايغا وليتيسيا كي وديبورا ناني، والممثل التونسي محمد جرايا، وتصوير فريدا مرزوق، المصورة السينمائية الفرنسية التونسية التي سبق لها العمل مع السحيري في فيلم "تحت الشجرة" وعملت مع عبد اللطيف كشيش في ألعاب الحب والصدفة وحياة أديل وشاركت في جميع أفلام جون ويك. وتتولى MAD Distribution توزيعه في العالم العربي.
أريج السحيري مخرجة ومنتجة وصحفية سابقة فرنسية تونسية. يمزج عملها بين الواقعية الوثائقية والسينما السردية. بدأت مسيرتها السينمائية في الأفلام الوثائقية، بإخراج فيلم عالسكة (2018) الذي نال استحسان النقاد، والذي سلط الضوء على المعاناة اليومية لعمال السكك الحديدية التونسيين.
في عام 2022، كتبت وأخرجت وأنتجت أول أعمالها الروائية الطويلة تحت الشجرة وهو استكشاف حميمي للشباب والعمل ولحظات التواصل العابرة في بستان تين ريفي. عُرض الفيلم لأول مرة في الدورة الرابعة والخمسين من نصف شهر المخرجين في مهرجان كان السينمائي، واختير لتمثيل تونس في جوائز الأوسكار 2023. منذ ذلك الحين، عُرض الفيلم في مهرجانات دولية كبرى، وصدر في أكثر من عشرين دولة.
إلى جانب مسيرتها السينمائية، تُعدّ سحيري مناصرةً متحمسةً لحرية التعبير ومحو الأمية الإعلامية. شاركت في تأسيس منصة "إنكيفادا" الإعلامية، والمنظمة غير الحكومية التونسية "الخط". وهي أيضًا عضوٌ مؤسس في "راويات - أخوات في السينما"، وهي مجموعةٌ مُكرّسةٌ لدعم صانعات الأفلام في جميع أنحاء العالم العربي وشتاته.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عندما تصبح الهوامش كُتباً موازية
عندما تصبح الهوامش كُتباً موازية

الرياض

timeمنذ 8 ساعات

  • الرياض

عندما تصبح الهوامش كُتباً موازية

لا أُخفي أنْ كنتُ في السابق من أنصار ترك هوامش الكتب نظيفة برّاقة لا يعتريها عبث؛ حيث كنتُ أرى في الكتاب مقامًا لا ينبغي تدنيسه.. قبل أن أُغيِّر قناعتي بذلك تمامًا، لأجد رائحة أحباري تفوح بين سطور الكُتب كلِّ الكتب؛ حيث أيقنت أنّ القراءة التي لا تنمّ عن تفاعلية مع المقروء تغدو هشَّة لا تصنع معرفة ولا ثقافة. ولنقل إنّ هذا هو أسلوبي الجديد في التفاعل مع النص المقروء، ذاك أني أصبحت مؤمنًا بأن عيني ما إن تقع على سطور كتاب ما.. إلا وأصبحُ جزءًا منه؛ -وهكذا أصبحتُ مُبعثرًا بين عديد الكتب- إذ أكون حقيقًا بالمعرفة والنقد وتوليد أفكار جديدة من شأنها أن تُطيل من عمر محتواه، فأحاث مليًّا بين سطوره وأشحذ همة قلمي لأمدّ أفكاره إمّا بتبنيها أو بمقاومتها أو بالاستدراك عليها.. كنتُ ذات مرةٍ قد استعرتُ كتابًا من صديق اعتاد التهميش على كتبه؛ حيث تبدو خُطاطاته وكلماته كما لو أنّها أُحجياتٌ وتعويذاتٌ للساحر بريستول ميرلين، ولا غرابة إن وجدت بين شخبطاته رسومًا سريالية وكأنّه سلفادور دالي في تهكمه على كتاب (دون كيخوته).. والجدير ذكره أنّي قد استفدت واستمتعت بتهميشاته ربما بقدرٍ يضاهي استفادتي ومتعتي بالكتاب ذاته. ولا غرو في ذلك.. فقد تمكّنت ماري روفل من جمع تعليقاتها على قرابة المئة كتاب في مدونة أصبحت لاحقًا كتابًا نقديًا. إنّ الكتاب ليس طردًا يُبعث فلا يعود، بل يعود بتهميشنا عليه مُحمَّلاً بتاريخ أفكارنا التي أشرفنا على تكوينها في لحظة انبعاث فعل القراءة؛ حيث ندرك مع هذا البعث الجديد مدى تطوّر ملامح تفكيرنا وقفزات أنماطه مع مرور الأيام. ففي عالم القراءة ثمة كتابٌ خفي يُكتب في الظلال بين الهوامش، وبقلمٍ لا يطمح إلى النشر بل إلى الصمود والبقاء. وهذا النوع من الكتب لا يُباع في المكتبات، ولا تُرص صفحاته في رفوف العروض الجديدة، لكنه يعيش مُتكئًا على هوامش الكتب التي نقرؤها وشاهدًا على حوارٍ داخلي لا يسمعه أحدٌ سوانا.. هذا هو كتاب التهميش. ليس التهميش مجرّد تسلية عبثيّة، بل هو نوعٌ من الكتابة الإبداعيّة الحيّة التي تُولد من لحظة انفعال أو استفهام أو حتى سخرية. فحين يضع القارئ خطًّا تحت جملة أثارته، أو يرسم علامة تعجب أمام فكرة أربكته، فهو لا يعتدي على النص، بل ينكشف أمامه. وفي هذا الانكشاف يولد نصٌّ ثانٍ، نصٌّ نصفُ معناه ماثلٌ على كلِّ هامش، ونصفُ معناه الآخر كامنٌ في أعماقنا. إذ يتطلب فكُّ مغاليقه وجودنا شخصيًّا مع التهميش في ذات اللحظة وإلا فسيظل لغزًا غامضًا إلى الأبد.. ليست الهوامش مجرد إضافات، بل إنّها فضاء موازٍ يُصاغ فيه القارئ من جديد. إنها بِلَّورة فكرية تعكس لحظة التفاعل الأولى قبل أن تتسلّل إليها الرقابة الذاتية أو يتلبّسنا القارئ المثالي. وفي الهامش قلّ أن نكتب للآخرين، بل نكتب لأنفسنا. نتهكم ونحتج ونهمس ونُعجب وندوّن أفكارًا لا نجرؤ على التصريح بها في المتن. يُقال إنَّ القراءةَ حوارٌ صامت مع الموتى، لكنَّ التهميش يجعلها حوارًا مع الأحياء أيضًا. فكل كتابٍ مُهمَّش إنّما هو متحف صغيرٌ سيتنامى ذات يوم، أو كما كتبت سوزان سونتاغ على هامش إحدى رواياتها: "الهوامشُ هي الحافة التي لا يبتلعها النسيان". والأجمل في التهميش أنه لا يتبع قانونًا، فثمة كلمة واحدة يعقبها سطرٌ مشطوب، ورسم غامض يتخلله سهمٌ يُشير إلى عبارة ما، وكل ذلك إنّما يؤسس لذاكرة نصّية فريدة. لذا فالتهميش على الكتب هو القراءة ذاتها حينما تخلع عباءة قدسيّة الفكرة، حتى إنّ الفيلسوف ابن رشد كتب غير مرة على هوامش كُتب أرسطو: "هنا أخطأ المعلم"، وكأنك ترى في الهوامش محكمةً فكرية. وهذا يُذكرني بالشاعر العراقي سركون بولص الذي كان يكتب بعض قصائده على هوامش كُتب الفلسفة وكأنّه ينتزع الشعر من صراع الأفكار.. غير أنّ براءة مشاعرنا التي تُغلّف تعليقاتنا على هوامش الكتب تكاد أن تُسلب وتنحسر مع عالم يطمح لتسليع كلّ شيء؛ حيث تعمل شركاتٌ مثل غوغل على تحليل الهوامش بالذكاء الاصطناعي لتدرس أنماط التهميشات الإلكترونية من أجل التنبؤ بالكُتب الأكثر تأثيراً وانتشارًا، ممّا يهدد بتحويل التهميشات إلى سلعةٍ تُباع في أسواق البيانات. وفي نهاية المطاف، فإنّ التهميش هو الكتاب الموازي الذي لا يكتمل إلا حين نُعيد قراءة الكتاب الأصلي، ونقرأ أنفسنا فيه على حواف المعنى، فهو ليس مجرد كلمات جانبية، وإنّما صرخة وجودية ضد فكرة أنّ القارئ عنصرٌ خامل. فكلُّ تهميش يكتبه قارئٌ ما.. هو بمثابة طاقة ستتقد ولو بعد حين، وربما عندما قال بورخيس: "الكتاب ليس وعاءً للأفكار، بل هو غابةٌ من العلامات" فإني أظنّ أنّ التهميشات هي الأثر الذي نتركه أثناء تجوالنا بين أشجارها. لذا فلربما بدت تهميشاتنا كما لو أنّها تُخاطب قارئًا غامضًا سيأتي لاحقًا وقد تأهبت له ذاتٌ أخرى لتحاوره… ومن يدري؟ قد تكون أنت نفسك هو ذلك القارئ.

تكريم إلهام علي وأخريات في حفل «المرأة في السينما» في كان
تكريم إلهام علي وأخريات في حفل «المرأة في السينما» في كان

سعورس

timeمنذ 5 أيام

  • سعورس

تكريم إلهام علي وأخريات في حفل «المرأة في السينما» في كان

تفخر مؤسسة البحر الأحمر السينمائي بدعم أربعة أفلام متميزة ستُعرض للمرة الأولى في مهرجان كان 2025، في خطوة تعكس حرصها على دعم الأصوات الناشئة، وتقديم قصص متنوعة لجمهور عالمي. وتشمل هذه الأفلام: "عائشة لا تستطيع الطيران" من إخراج مراد مصطفى، وسيُعرض ضمن قسم "نظرة ما"، بدعم من معامل البحر الأحمر وسوق البحر الأحمر. وفيلم "سماء بلا أرض" PROMISED SKY من إخراج أريج السحيري، ضمن قسم "نظرة ما"، بدعم من صندوق البحر الأحمر. ويحمل الفيلم الثالث اسم "أوديسة الهندباء" DANDELION'S ODYSSEY، وهو من إخراج موموكو سيتو، وسيتم عرضه ضمن "أسبوع المخرجين"، وحظي هذا العمل بدعم من سوق البحر الأحمر. والفيلم الرابع بعنوان "الحياة بعد سهام" من إخراج نمير عبدالمسيح، بدعم من صندوق البحر الأحمر ، ويُعرض في قسم "آسيد"، أحد أقسام المهرجان الموازية. ويُعد حفل "المرأة في السينما" السنوي، الذي تُنظّمه المؤسسة ضمن فعالياتها في كان، من أبرز المحطات خلال المهرجان. ويحتفي الحفل هذا العام بست شخصيات نسائية مؤثرة في عالم السينما، وهن: أمينة خليل (مصر) التي تعدّ إحدى أبرز الممثلات العربيات، حيث عُرفت باختياراتها الجريئة، وأدائها العميق، وحرصها على تقديم روايات واقعية. بالإضافة إلى النجمة السعودية إلهام علي، وتعتبر من الوجوه اللامعة في الدراما الخليجية، وتجمع بين الأدوار الجادة والكوميدية، إلى جانب اهتمامها بقضايا المجتمع. بالإضافة إلى النجمة السعودية الصاعدة سارة طيبة، وهي فنانة ومخرجة متعددة التخصصات من مدينة جدة ، عرفت ككاتبة وبطلة مسلسل "جميل جداً" الذي نال إشادة واسعة. كما يشهد الحفل تكريم أربع شخصيات نسائية بارزة من مشهد السينما العالمي، وهن: النجمة التايلاندية إنغفا وراها، التي لفتت الأنظار بأدوارها المتنوعة وتألقها في عدد من الأعمال الناجحة على شباك التذاكر؛ والمخرجة السورية غايا جيجي، المقيمة في فرنسا ، والمعروفة بأعمالها السينمائية المؤثرة ومشاركاتها المميزة في مهرجان كان؛ والنجمة العالمية جاكلين فرنانديز، التي تمثل صوتًا نسائيًا لافتًا في السينما الهندية وتُعرف بإرثها الثقافي المتنوع وحضورها الفني والاجتماعي الواسع؛ والمخرجة الزامبية رونغانو نيوني، التي حصدت جوائز عالمية من مهرجان كان والبافتا، وتُعد من الأصوات النسائية البارزة في السينما المعاصرة. وتشارك المؤسسة ضمن الجناح السعودي في سوق مهرجان كان السينمائي، حيث تنظّم في 16 مايو جلسة تعريفية بعنوان "تعرّف على المؤسسة"، إلى جانب لقاءات مهنية وفرص تواصل تجمع صنّاع الأفلام والمنتجين من مختلف أنحاء العالم. وفي تعليقها على هذه المشاركة، قالت شيفاني بانديا مالهوترا، المديرة العامة لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي: "نؤمن في مؤسسة البحر الأحمر بأهمية إيصال أصواتنا السينمائية إلى المنصات الدولية، ومشاركتنا في مهرجان كان هذا العام تجسّد هذا الالتزام. من دعمنا لأعمال سينمائية واعدة، إلى تكريم نساء تركن بصمة ملهمة في الصناعة، نواصل العمل على تمكين المبدعين، وتوسيع آفاق الحوار الثقافي من خلال السينما". يُذكر أن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي الذي وصل إلى نسخته الخامسة هذا العام، استعرض أكثر من 520 فيلماً من 85 دولة، وسلّط الضوء على أكثر من 130 فيلماً سعودياً، مؤكداً دوره كمحرك أساسي للتبادل الثقافي وتعزيز المواهب المحلية. وتُقام الدورة المقبلة من المهرجان في الفترة من 4 إلى 13 ديسمبر 2025 في حي البلد التاريخي بمدينة جدة.

خاص "هي" رسالة مهرجان كان 2025- فيلم افتتاح نظرة ما "سماء بلا أرض".. ما لا نعرفه عن تونس
خاص "هي" رسالة مهرجان كان 2025- فيلم افتتاح نظرة ما "سماء بلا أرض".. ما لا نعرفه عن تونس

مجلة هي

timeمنذ 7 أيام

  • مجلة هي

خاص "هي" رسالة مهرجان كان 2025- فيلم افتتاح نظرة ما "سماء بلا أرض".. ما لا نعرفه عن تونس

في فيلمها الروائي الطويل الأول "تحت الشجرة" (2021)، قدّمت المخرجة التونسية إريج السحيري جانبًا غير معروف تمامًا في الواقع التونسي، القرى الريفية وحقول الفاكهة وطبيعة الحياة هناك، خاصة بالنسبة للنساء، من خلال يوم واحد، وأسلوب سرد أقرب للأفلام الوثائقية، النوع الذي قدمته المخرجة من قبل. فيلمها الأحدث "سماء بلا أرض" افتتح مسابقة "نظرة ما" في مهرجان كان السينمائي 2025، وهو مدعوم من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، وفيه جمعت السحيري بين أن تقدم أسلوبًا سينمائيًا مختلفًا عما قدمته، وفي الآن ذاته تحافظ على أسلوبها الخاص حاضرًا بقوة. الفيلم الذي تدور أحداثه في مدة زمنية قصيرة، يتابع ثلاث نساء وطفلة يعشن معًا في بيت كبير في تونس، جميعهن من دول جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا. كل واحدة منهن تحمل همومها وأحلامها الخاصة. لكن مع تنامي موجة العنصرية ضد المهاجرين السُمر تحديدًا داخل تونس، يتحول مسار شخصيات الفيلم. سماء بلا ارض يبتعد "سماء بلا أرض" عن "تحت الشجرة" في أسلوبه السردي، إذ يضم الفيلم الأحدث خطوط صراع وحبكات واضحة وتصاعد في الأحداث حتى النهاية، وهنا تبدو أول مميزات هذا الفيلم، إذ يظهر من خلال السيناريو المجهود الذي قدمته إريج ومعها كاتبتا السيناريو الأخريين مليكة لواتي وآنا سينك في البحث لإيجاد الشخصيات الأنسب للفيلم، ثم لبناء عالم واحد يجمعهن ليتقاطعن معًا في بعض التفاصيل دون أن ينتزع ذلك من كل واحدة خطها الدرامي الخاص بها. أولى الشخصيات، ماري (آيسا مايجا) من جنوب إفريقيا، كانت تعمل في الصحافة، وتقيم في كنيسة صغيرة، وتجتمع داخلها بالمهاجرين واللاجئين للصلاة، تبدو بمثابة الأم الروحية للشخصيات الأخرى، لكن ماضيها المثقل بالفقدان يجعلها تتعلق بالطفلة التي ظهرت فجأة في حياتهن دون أن يعرف أحد عن ماضيها إلا أنها جاءت في مركب للاجئين. أزمة ماري الأساسية تبدو في إحساسها بأنها يجب أن تكون مثالية دائمًا، ليس فقط أمام الناس بل أمام نفسها أيضًا، حتى لو كان هذا يعني أن تضغط على مشاعرها أحيانًا. بينما المقابل لها هي ناني (ديبوراه كريستي) اللاجئة التي تركت ابنتها في وطنها منذ ثلاث سنوات لتحاول جمع المال في تونس. ناني هي أكثر الشخصيات عاطفية وتلقائية، لكنها لا تتورع عن القيام بأعمال غير مشروعة من أجل جمع المال. في حين كانت أحدث المنضمات للبيت هي جولي (لايتيتا كاي) التي قدمت إلى تونس من أجل الدراسة، ورغم صغر سنها مقارنة بالأخريين، فإنها تحمل داخلها جرأة وصدق الشباب، وتحاول أن تكون بمثابة حلقة الوصل بين الأخريين. سماء بلا ارض من خلال هذه الشخصيات التي تضم الكثير من الأبعاد نتعرف على مجتمع ربما لم نسمع عنه من قبل داخل تونس، ليس فقط أنها وجهة للاجئين والمهاجرين، ولكن أيضًا التعامل العنصري من بعض التونسيين مع الأفارقة السمر، وهنا يضع الفيلم بشكل ساخر مفهوم إفريقيا، عندما يدخل صاحب البيت التونسي إلى ماري وهي تعد كعكة وينظر بعدم اهتمام قائلًا "اه إنها كعكة إفريقية"، لتسأله "أولست إفريقيًا؟". هذا السؤال يلخص الكثير من مفهوم العنصرية الذي يطرحه الفيلم، إذ ينسى بعض مواطني دول شمال إفريقيا أنهم أفارقة أيضًا! بينما قدمت إريج هذه النظرة المختلفة في السيناريو، فإنها أيضًا بذلت مجهودًا ملحوظًا مع الممثلات اللاتي لم تقدم بعضهم أي أدوار سابقة. ومجهودها يتضح ليس فقط في الأداء اللافت منهن، خاصة ديبوراه كريستي، ولكن أيضًا من خلال حالة الانسجام الواضحة بينهن والتي تُشعرنا أننا أمام صديقات بالفعل وليس مجرد ممثلات تعرف على بعضهن أثناء التصوير. وهو ما يؤكد على موهبة المخرجة الواضحة في إدارة الممثلين. تأتي نهاية الفيلم بمزيج من المشاعر المختلفة، فربما هناك أمل وربما لا، ولكن الحياة ستستمر في جميع الأحوال، بهذه المشاعر يتركنا الفيلم مع تتابعات النهاية المكثفة، والتي تجعل الفيلم يبقى في الذاكرة بعد مشاهدته. إريج السحيري بهذا الفيلم تؤكد على موهبتها في استكشاف زوايا جديدة داخل وطنها تونس، وفي التكيف مع موضوع الفيلم لعرضه بالأسلوب السينمائي الأمثل، دون أن تفقد لمستها الخاصة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store