
فيروز كسرت عزلتها.. وحضرت وداع زياد
لم يصدق أحد من الذين حضروا يوم جنازة زياد الرحباني، أنهم مروا بالقرب من السيدة فيروز، والسؤال الذي طرحه كثيرون: كيف قررت فيروز أن تكسر عزلتها الاجتماعية وتذهب إلى المشهد النقيض حيث الحشود والضجيج وكاميرات المصورين وفوضى الفضوليين؟
«الأنباء» حملت السؤال إلى واحدة من الصديقات المقربات من فيروز، فكان جوابها أنها هي نفسها التي تعرف فيروز جيدا توقعت أن تحضر «الست» إلى الكنيسة بعد إخلائها من الناس، فتختلي بـ «زيادها» بهدوء وتصلي ثم تغادر.
غير أن فيروز خالفت كل التوقعات، واختارت التوجه إلى صالون الكنيسة حيث تقبلت التعازي، قائلة إن فيروز، وبحسب معرفتها بها، هي سيدة اللحظة وسيدة القرار وحدها، وربما قررت في اللحظة نفسها البقاء لحضور التعازي،
والمشاركة في مراسم الجنازة، منفذة بذلك رغبة زياد الذي لطالما دعاها إلى النزول بين الناس لتلمس مقدار حبهم لها، وهي ببقائها يوم الوداع وسط محبي زياد وما أكثرهم، إنما فعلت ما كان زياد يريده لها طوال هذا العمر.
وعما يمكن أن تقوله عن السيدة فيروز وما قد تكون عليه حالها وهي الأم الحزينة، أجابت «فيروز هي امرأة قوية جدا لدرجة لا يمكن وصفها أو تخيلها ولديها طاقة استثنائية على التحمل والصبر، هي أقوى من ريما وزياد، وهي مصدر قوة الآخرين، وصاحبة القرار في كل شيء ولا أحد يقرر عنها».
مراسم التشييع
وكانت السيدة فيروز وصلت وابنتها ريما في سيارة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب وبرفقته إلى المحيدثة-بكفيا في المتن الشمالي، حيث دخلت وسط الناس إلى الكنيسة مع ريما، وجلستا في الصف الأول على أنغام ترتيلة «أنا الأم الحزينة» التي أدتها فيروز، والتي ترافق كل جمعة حزينة في عيد الفصح لدى الطائفة المسيحية.
وبعد وصول السيدة فيروز إلى داخل الكنيسة، تقدمت منها السيدة الأولى عقيلة الرئيس اللبناني نعمت عون لتقديم التعازي، وبدت داخل الكنيسة الفنانة جوليا بطرس. وبعد ذلك، توقف البث التلفزيوني المباشر من داخل الكنيسة لكي تختلي السيدة فيروز بابنها وتصلي بهدوء.
وبعد لحظات خرجت السيدة فيروز من الكنيسة واخترقت الحشود ودخلت إلى قاعة التعازي حيث جلست وبقربها ريما. ومع تجمهر المصورين حولها بكاميراتهم علا صوت كل من الفنان غسان الرحباني والممثلة كارمن لبس لمطالبة المصورين بإبعاد الكاميرات عن السيدة فيروز واحترام خصوصية لحظات الحزن.
وبعد هدوء صخب الكاميرات كانت السيدة فيروز جالسة بهالتها الفريدة والمعزون يمرون أمامها.
وقد تخطت العائلة الرحبانية الخلافات وتقبلت مجتمعة التعازي، حيث وقف الفنانان غسان وجاد الرحباني نجلا الراحل الياس الرحباني وأبناء منصور الثلاثة غدي ومروان وأسامة الرحباني إلى جانب عمة الراحل وهدى شقيقة السيدة فيروز.
وكان رفاق زياد ومحبوه قد احتشدوا بكثافة (تخطى عددهم الألفي شخص) منذ الصباح الباكر أمام مستشفى خوري في الحمرا لوداعه لدى خروج موكب جثمانه، وكان وداعا شعبيا عفويا صادقا وفيه من روح زياد.
وقبل خروج الموكب، راحوا يرددون أغنياته لاسيما أغنية «شو هالايام اللي وصلنالها»، وكان لافتا أن الحاضرين كانوا من مختلف الأعمار والأجيال بدءا من جيل الخمسينيات حتى جيل الألفين، وجميعهم تأثر بزياد وحفظ لغته ومفرداته ومسرحياته التي كانت مرآة للناس وللحقيقة بلا أقنعة.
ولحظة خروج الموكب، علا التصفيق الذي امتزج بدموع وزغاريد ونثر ورود وهتافات «الله معك يا كبير»، «الله معك يا أبو الزيد».
ولم تحل حرارة يوليو دون سير الجميع وراء الموكب الذي شق طريقه بصعوبة بين الحشود وتقدم ببطء شديد قبل أن يصل إلى الشارع الرئيسي في الحمرا التي أحبها زياد واختارها مسكنا له ولأفكاره وإبداعاته.
ومن الحمرا انطلق الموكب إلى بلدة المحيدثة - بكفيا في المتن الشمالي شمال شرق بيروت، وكان من ضمن المواكب سيارة بدا فيها ابن عم الراحل غدي الرحباني وكان التأثر واضحا عليه، ما أثبت تخطي الخلافات العائلية بين عائلتي عاصي ومنصور في حضرة قساوة الرحيل واستثنائية الراحل.
وقد أقيمت مراسم الجنازة عند الساعة الرابعة في كنيسة رقاد السيدة التي غصت بـ«لبنان الرسمي والشعبي»، حيث حضر رئيس الحكومة نواف سلام ممثلا عن رئيس الجمهورية، فيما مثل رئيس مجلس النواب نائبه إلياس بوصعب، وأعلن الرئيس سلام في ختام الجنازة منح الفقيد وسام «الأرز الوطني» من رتبة كومندور باسم رئيس الجمهورية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأنباء
منذ 41 دقائق
- الأنباء
عادل كرم يواصل «خيال صحرا»
يواصل عادل كرم عروض مسرحية «خيال صحرا» التي يقدمها مع الكاتب والممثل جورج خباز على خشبة مسرح كازينو لبنان حتى 17 الجاري وذلك قبل بدء جولة لها في الخارج. من جانب آخر، قرر كرم الابتعاد عن التقديم التلفزيوني حاليا والتفرغ للسينما والمسرح، لاسيما في مصر ولبنان.


الأنباء
منذ 41 دقائق
- الأنباء
الفنانون والاستمرارية.. هذه هي الوصفة
بيروت - بولين فاضل لا يختلف اثنان على أن قطف النجاح بواسطة أغنية تشق طريقها إلى الجمهور العريض و«تضرب» كما يقال باللغة الفنية، ليس بالمهمة الصعبة في زمن مواقع التواصل والتسويق المكثف عبرها. أما الاستمرارية الفنية على امتداد سنوات وعقود، فهي التحدي بعينه ولها وصفتها التي تحدث عنها النجوم، كل وفق مفهومه. البداية مع الفنانة نجوى كرم التي ترى أن الإيمان والمثابرة في العمل والقناعة بأنها لاتزال في بداياتها، كلها عوامل تقف وراء استمراريتها في العطاء والنجاح. الفنانة نوال الزغبي من جهتها تقول إنها نجمة منذ 30 سنة وستستمر كذلك لكون علاقتها بالفن هي علاقة شغف. وتضيف: «أنا مستمرة لكوني أريد أن أكون قوية وناجحة دوما وأحاول أن أكون ترند بطريقة محترفة.. صحيح أن لدي تاريخا فنيا ورصيدا كبيرا من الأغنيات لدرجة أنه بإمكاني أن أغني عشر ساعات أغنيات ضاربة من رصيدي، الا أني مصرة على مواكبة الجيل الجديد بأغنيات جديدة ناجحة وأنا أعرف كيف أسوق أعمالي وكيف أكون محترفة في التعامل مع السوشيل ميديا». أما الفنانة اليسا فترى أن الفن لا يقوم على نجاح أغنية أو البوم، إنما هو استمرارية، مضيفة ان الوصفة في هذا الإطار الا يغير الفنان في شخصيته وهويته. وتقول: «قبل 25 سنة هناك من أحبني وكبر على فني ولا يزال يحبني لكوني لم أتغير معه ولا أريد أن أتغير. وحتى على الصعيد الفني، لا أريد أن أقوم بنقلة من شأنها أن تحدث صدمة لدى جمهوري، بل يكفي أن أقدم تجديدا يفرح به». الفنان جوزف عطية من جهته يقول إن استمرار نجاحه ربما يعود إلى كونه من النوع الذي يسلم بمشيئة الله ويعمل على البركة وبهدوء وطبيعية لا بهاجس المنافسة أو مراقبة الغير أو التفوق على الآخرين. وأضاف: «صحيح أني أسعى لتقديم أعمال جميلة وللنجاح، لكن إذا لم أستمر، لا بأس في ذلك لأنها تكون مشيئة الله».


الأنباء
منذ يوم واحد
- الأنباء
راغب علامة لجمهوره المصري: «بحبكم بحبكم»
بيروت ـ بولين فاضل وجه المطرب راغب علامة رسالة مليئة بالمحبة والتقدير للفنان مصطفى كامل نقيب المهن الموسيقية، عبر حسابه الرسمي على منصة «تويتر» بعد الأزمة الأخيرة. وقال راغب علامة، في بيان له عبر حساباته الرسمية، إنه تواصل مع النقيب مصطفى كامل، ودار بينهما الحديث لمحاولة تهدئة الموقف، مؤكدا أن هذا الوضع لا يخدم أحدا، موضحا أنه لا يقبل أن يكون هناك أي خلاف على الإطلاق. وأضاف: «من يتطاول على النقيب كأنه تطاول علي وعلى جمهوري شخصيا، وأنا أتشرف بزيارة النقابة في أي وقت، وأقدر مصطفى كامل كنقيب وكشاعر وملحن ومطرب». وشدد راغب علامة على أهمية الحفاظ على الصورة الجميلة للفن والفنانين، قائلا: «واجبنا أن نسعد الجماهير لا أن نفرقها، وصورتنا لازم تفضل جميلة، وكل الإشكاليات نعتبرها سحابة وعدت». واختتم حديثه قائلا: كانت المكالمة بيني وبين أخي مصطفى مليئة بالمحبة والشفافية، وما يعنينا هو أن تبقى مصر دائما وجهة أساسية لكل مبدع، فهي ستظل هوليوود الشرق. ووجه علامة رسالة حب إلى جمهوره المصري والعربي قائلا: «بحبكم بحبكم بحبكم حتى ينقطع النفس».